المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحليل لما حدث في ظل الأوضاه الراهنة



قلب معلق بالله
07-05-2013, 01:45 PM
رأي في الحَدَث المصري
وتنحية الرئيس محمد مرسي..
كان المنتظر.. لقد أزيح الرئيس المنتخب محمد مرسي عن منصبه الذي تسلّمه منذ سنة..
وفي هذه السطور سأقف عند الأسباب التي كانت برأيي وراء هذا المآل الذي أحزن كثيراً من المخلصين في مصر وفي غيرها.
ولو أمعنا النظر في مجمل هذه الأسباب لحصرناها في أمرين رئيسين:
_داخلي.
_خارجي.
ولكلٍ منهما تفصيلات وفروع سنأتي على ذكرها والقول فيها.
-أما الأسباب الداخلية: فقد ترك حسني مبارك ونظامه المتمثل بالحزب الوطني ميراثاً لا يرغب فيه وارث، وخلّف أوقاراً من الفساد لا تزول إلا بشق الأنفس.. وكل ذلك حمل أثقاله وتبعاته الرئيس مرسي وليس فيه شيء من صنعه أو عهده.. ولعل حال مرسي في هذا الذي حُمّله كحال الشاعر القائل:
وإذا تكون كريهةٌ اُدعى لها.... وإذا يُحاس الحيسُ يُدعى جندب !!
لقد كانت مصر بخيراتها ومواردها الجمة وقدراتها البشرية الضخمة وعقولها الفذة كلأً مباحاً ومائدة مفتوحة لهؤلاء فأكلوا منها ما أكلوا حتى تركوها عظماً لا جلد عليه فضلاً عن اللحم..!!
وهذا الفساد عام في مناحي الحياة كلها في الإدارات والمؤسسات كلها حتى الإدارة الدينية كالأزهر والأوقاف والجامعات.. وزد الطين بلة التراجعُ في الزراعة وخاصة في القمح الذي يعد استراتيجياً لمصر مما اضطرها للاستيراد والتسول لتكفي شعبها.. والضعفُ الاقتصادي الهائل الناتج عن الفساد المستشري.. مع الفقر المدقع المذل التي أوصلت كثيراً من الناس إلى وضع مشين مهين لا يليق بمصر وشعبها وتاريخها..
ويزاد على ذلك أيضاً التوسع العمراني العشوائي في القاهرة وغيرها حتى صارت القبور مساكن الناس وهم أحياء..!!
وهذا الفساد المتلاطم في كفة والأذناب من الصف الأول والثاني والثالث الذين تركهم نظام حسني مبارك في كفة أخرى.. لقد تهاوى حسني مبارك في نحو أسبوعين، لكنّ رجاله وخاصة في الإعلام والداخلية والقضاء وغيرها، بقوا على كراسيهم يتربصون بالرئيس الجديد وفريق عمله الدوائر ويكيدون له ليل نهار، بل كانوا في بعض الأحيان يسعون في إفساد ما تسعى الدولة الجديدة لإصلاحه أو تعويقه وتأخيره.. وقد كان ما سعوا إليه..
خططُ الإصلاح والحكومة ذات الكفاءة العالية بقيادة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل باتت شبه عاجزة عن القيام بأهدافها التي ترجوها للنهضة بمصر وشعبها..
وفي غمرة ذلك لا ينبغي أن نغفل الأخطاء التي وقعت فيها إدارة الرئيس مرسي في بعض القضايا والضعف الذي اعتراها في إدارة الأزمة مع الأطراف الأخرى حتى آل الأمر إلى الذي رأيناه.. وفي رأيي أنّ مرسي تسرع في بعض قراراته مما اضطره للتراجع عن بعضها.. وهذا كان له أثر في إضعاف هيبة الدولة وسلطانها.. ومن أخطائه إقالته المشير طنطاوي والفريق عنان على حين غرة من الأمر.. وهذا لا يليق بمثله مهما كانت المسوّغات.. ولو اتخذهما مستشارين حقيقة لا صورة لربما لم يكن ما كان..!
ويمكننا تلخيص ما سبق من أسباب:
-اقتصاد شبه منهار، وتراجع الموارد.
-فساد عريض في كل جوانب الحياة.
-بقاء قيادات النظام الفاسد السابق.
وهذا كله موروث عن الحزب الوطني السابق.. يُلحق بها الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة الجديدة.
وفي هذا المقام أقول: ليت الرئيس محمد مرسي لم يتقدم للانتخابات الذي كانت أشبه بالمصيدة واللغم منها بـــــ (الديمقراطية!!).. ليت العلمانيين والقوميين ورثوا النظام السابق، ليظهر للناس عورهم وقبحهم وكذبهم.. لأنهم لا محالة سيُفضحون أمام الأمة المصرية، لكن وقع مرسي وحزبه في الحبالة.. وسبق السيف العذل..!!
هذا، وإني لفي غاية العجب العُجاب من المصريين الذي كان نصفهم تقريباً إلا قليلاً مؤيداً لأحمد شفيق رجل النظام السابق.. لقد كانت النسبة شبه متقاربة في الانتخابات حتى ادعى شفيق أنه الفائز..! كيف يختار الشعب المصري الذي عانى ما عانى من هذا الحزب الوطني رجلاً من قياداته بل سقط مبارك وهو رئيس وزرائه.. كيف؟! أهو شراء ذمم أم عصبية أم حماقة أم شوق للذل وحنين إليه؟! لا تلوموه.. ولوموا أنفسكم..!!
-وأما الأسباب الخارجية: فهي كثيرة ومتداخلة وبعضها له علاقة بنظام حسني مبارك الغابر..
من ذلك:
-التآمر الأمريكي الصهيوني: فهم يتآمرون على الإسلاميين في البلاد العربية عامة وعلى مصر خاصة بسبب موقفها المؤيد للحماس وفتح الأبواب الموصدة أمام أهل غزة المحاصرين، ولأنّ أي دولة يهيمن عليها الإسلاميون لا بد أن تقض مضاجعهم، لذلك حشدوا كل طاقاتهم وعلاقاتهم في الخارج والداخل لإضعاف القيادة المصرية الجديدة.. وعاضد بعض حكام العرب التحالف الصهيوأمريكي وتواطؤوا معه بكل وقاحة وصفاقة، وكان للجانب الاقتصادي أثر واضح في ذلك لا يخفى على أحد.. ولعل اليهود أشد فرحاً من غيرهم بما وقع وبذلك شاركوا غيرهم من حكام العرب في الفرح العلني كما يشاركونهم في الفرح الخفي في اللقاءات الحميمية..!! فهنيئاً لأولئك الحكام العرب هذه المشاركة..!! لكن لعله سرور يعقبه حزن وهم وكآبة لا تُنيم.. وما ذلك على الله ببعيد..!!
وأقول هنا: إنّ أمريكا والصهاينة وأعداء الدين لا يُخيفهم إلا الفكر الوسطي الذي يحتاج القلوب والعقول، فيؤثر فيها ويغيرها من حال إلى حال أخرى.. وأما الفكر المتشدد في غير حق، فهم يسعون جهدهم لإظهاره، لأنهم يعلمون من خلال تاريخ الإسلام أنه لا يبقى ولا يستمر، هو أشبه ببرق سرعان ما يذهب ويختفي..
-العلاقة مع إيران: مضى عقود من المقاطعة في زمن حسني مبارك مع إيران وهذا ما يُحمد له ويُعد من محاسنه النادرة، وعندما تسلم الرئيس مرسي الحكم توجه إلى طهران وبعدها زار الرئيس الإيراني أحمدي نجاد القاهرة، وعُقدت اتفاقيات سياحة للحجيج الإيراني لزيارة مصر.. وهذا أفسد عليه كثيراً من الإسلاميين في مصر وخارجها وانقلب السلفيون في مصر عليه الذين شدوا أزره من قبل.. وهذا من جملة الأخطاء التي سقط في حفرها الرئيس مرسي.. وربما تلمّس له بعضهم الأعذار بأنّ الذي حمله على ذلك الرد على الدول العربية التي أرادت خنق الاقتصاد المصري والتضييق عليه، ليُخفق مرسي في قيادته الجديدة.. ومهما يكن من أمر فهذا لا ريب خطأ ظاهر كان أثراً من آثار التنحي.. وممن آلمه موقف مرسي من إيران السوريون الذي يقتّلون بأسلحة إيرانية وميلشيات تابعة لها، وكانوا قد علّقوا عليه آمالاً جساماً..
-السدود على النيل:
وهذه ورثها مرسي عن نظام حسني مبارك، وهي من أثقل التركات إطلاقاً، فهي تهدد مصر ومستقبلها وحاضرها وحضارتها، بل تهدد العالم العربي كله في مخزونه الاستراتيجي الغذائي في السودان.. ولا ريب أن وراء هذه السدود في إثيوبيا على النيل الأزرق والسدود المخطط لها على المنابع الأخرى للنيل اليهود والنصارى المتصهينين.. وهذه السدود وحدها تكفي للحكم على حسني مبارك وأركان حكمه بالإعدام، لأنهم في رأيي خانوا مصر والأمة الخيانة العظمى حين تآمروا على السودان مع بعض الدول العربية وأعانوا جون كراند حتى كانت دولة جنوب السودان الصليبية مما سهل على إثيوبيا وغيرها إقامة هذه السدود.. والآن لا يعلم أحد إلا الله تعالى ما الذي سيكون عندما ينتهي سد النهضة في إثيوبيا والسدود الأخرى على منابع النيل..
هذا ما خطر في الذهن والفكر في أسباب التنحي والإخفاق، وأنا أجعلها الآن محل نقاش وأخذ ورد للإثراء والفائدة سائلاً الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها والمسلمين.
منقول عن تلك الصفحة
.https://www.facebook.com/mafaheem.aan