المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ’,.’,.’.,’. القضاء والقدر ’,.’.,’,.,’.



ATmaCA
12-23-2004, 07:54 PM
خلق الخالق كل شىء لعبادة وهيأها لهم

ولكن يبقى السؤال المكرر الف مرة

كيف يعلم الله شىء ثم يحاسب خلقة علية وهو يعلم مسبقا ؟؟

لنعطى مثلا بسيطا

" ابو لهب " الذى ذكرة القرأن فى سورة خاصة بة ’,.

كان الله يعلم مسبقا قبل خلقة انة سيصبح ابا لهب وانة سيصبح كافرا ’,. فلماذا خلقة اساسا ؟؟

اذن نقف عن نقطتين

1- انة يعلم انة يخلق شخص كافرا

2 - انة لايعلم مصير هذا الكافر

ولكن اذا كان يعلم . .

فلماذا خلقة ؟؟

واذا كان لايعلم

فلماذ نعبدة

ارجو التوضيح اذا كان هناك توضيح

وشكرا لهذا المنتدى

الأندلسى
12-23-2004, 09:01 PM
الزميل ATmaCA أهلاً بك فى منتدى التوحيد
ولتسمح لى بوضع هذا النقل عن مسألة القدر وتستطيع بعد قراءة الموضوع "قراءة متأنية" أن تسألنا عما اشكل عليك
قال الشيخ ابن عثيمين فى كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة
فصل القدر :
نؤمن بالقدر خيره وشره، وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته.
وللقدر أربع مراتب:
المرتبة الأولى: العلم، فتؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم، علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي، فلا يتجدد له علم بعد جهل ولا يلحقه نسيان بعد علم.
المرتبة الثانية: الكتابة، فتؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70) المرتبة الثالثة: المشيئة، فتؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السماوات والأرض، لا يكون شيء إلا بمشيئته، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
المرتبة الرابعة: الخلق، فتؤمن بأن الله تعالى : (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ *لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )(الزمر: الآية62، 63) .
وهذه المراتب الأربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد، فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده والله تعالى قد شاءها وخلقها ()لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * (التكوير: 28، 29). (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)(البقرة: الآية253). (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)(الأنعام: الآية137) .)وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (الصافات:96).
ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختياراً وقـدرة بهما يكون الفعل، والدليل على
أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور:
الأول: قوله تعالى: (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: الآية223). وقوله: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً )(التوبة: الآية46). فأثبت للعبد إتيانا بمشيئته وإعداداً بإرادته.
الثاني: توجيه الأمر والنهي إلى العبد، ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(البقرة: الآية286).
الثالث: مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق، ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثاً وعقوبة المسيء ظلماً، والله تعالى منزه عن العبث والظلم.
الرابع: أن الله تعالى أرسل الرسل (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:165). ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره، ما بطلت حجته بإرسال الرسل.
الخامس: أن كل فاعل يحسُّ أنه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد ويدخل ويخرج ويسافر ويقيم بمحض إرادته، ولا يشعر بأن أحداً يكرهه على ذلك، بل يفرّق تفريقاً واقعياً بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهه عليه مكره. وكذلك فرّق الشرع بينهما تفريقاً حكيماً، فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرهاً عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى.
ونرى أن لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى؛ لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره، من غير أن يعلم أن الله تعالى قدّرها عليه، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدا)(لقمان: الآية34) . فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلمهــا المحتـجّ بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه، وقد أبطل الله تعالى هذه الحجة بقولــه: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) (الأنعام:148) .
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لماذا لم تقدم على الطاعة مقدراً أن الله تعالى قد كتبها لك، فإنه لا فرق بينها وبين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك؟ ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن كل واحد قد كُتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا: أفلا نتكل وندع العمل؟ قال" "لا، اعملوا فكلُ ميسر لما خُلق له".
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لو كنت تريد السفر لمكة وكان لها طريقان، أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعب والثاني آمن سهل، فإنك ستسلك الثاني ولا يمكن أن تسلك الأول وتقول: إنه مقدر عليَّ، ولو فعلت لعدّك الناس في قسم المجانين.
ونقول له أيضاً: لو عرض عليك وظيفتان إحداهما ذات مرتب أكثر، فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة، فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتجّ بالقدر؟
ونقول له أيضا: نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك، وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة وعلى مرارة الدواء. فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟
ونؤمن بأن الشر لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي صلى الله عليه وسلم "والشر ليس إليك" رواه مسلم. فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبداً، لأنه صادر عن رحمة وحكمة، وإنما يكون الشرُّ في مقتضياته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت الذي علّمه الحسن: "وقني شر ما قضيت" فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإن الشر في المقتضيات ليس شراً خالصاً محضاً، بل هو شر في محله من وجه، خير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر، فالفساد في الأرض مـن الجدب والمرض والفقر والخوف شر، لكنه خير في محل آخر، قال الله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41) . وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطع يد السارق وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر، حيث يكون كفارة لهما فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضاً خير في محل آخر، حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب.

احمد المنصور
12-24-2004, 12:54 AM
الزميل ATmaCA

دعني أولا أرحب بك.

ثم أسمح لي بتقديم سؤال بسيط جداً ولكن عظيم الاهمية . وأهميته تكمن فى أن الموضوع برمته مبني عليه. فالقضاء والقدر يتطلبان وجود المستقبل. ووجود المستقبل يتطلب وجود الزمن. عليه:


ما هو الزمـــــــــــــــــــــــــن؟. فهل تفضلت مشكوراً لا مأموراً بالاجابة.


نحن المسلمون نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى خارج الزمان والمكان فهو الدال عليهما وليس العكس.

ATmaCA
12-24-2004, 05:12 PM
شكرا على المشاركات

اولا انا اتماكا ’,. اؤمن بوجود خالق لهذا الكون قدير عليم


الزميل الأندلسى

اهلا بك

شكرا على النقل

ولكننا ندور فى دوائر فمثلا انت تقول او الشيخ ابن عثيمين يقول


المرتبة الثانية: الكتابة، فتؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70) المرتبة الثالثة: المشيئة، فتؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السماوات والأرض، لا يكون شيء إلا بمشيئته، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

اذا انا يجب ان اؤمن بأن الله تعالى يعلم كل شىء ويعلم ما كان وما سوف يكون ولكن ايضا النقطة الاصلية

خرجنا عنها .

اخى دعنا نتفق اولا ان الله يعلم كل شىء واذا كان لايعلم فلا يستحق العبادة . اذا هو يعلم كل شىء .

ولكن اذا كان يعلم الشىء قبل ان يخلقة فلماذا خلق الاشياء التى تؤذى .

على سبيل المثال هو خلق النار . واذا سألت شخص مسلم سيقول لك انة خلق النار لكى يعذب فيها الكافرين .

ولماذا خلق الكافرين اذا كان يعلم انهم كافرين قبل خلقهم ؟

والشىء الغريب ان النار خلقت قبل البشر ’,. ويعلم الله ان النار سيعذب فيها البشر ’,. فلما ؟

اشكرك اخى

’.,’,.’,.’.’.,’,.’,.’,.’,.’,.’.,

الزميل احمد المنصور

شكرا على الترحيب


ما هو الزمـــــــــــــــــــــــــن؟. فهل تفضلت مشكوراً لا مأموراً بالاجابة.

الزمن هو عبارة عن صفة للاحداث التي تجري في حياتنا فتجعلها مرتبة في ذاكرتنا حسب وقوعها لهذا يصح ان نقول:

الزمن هو المقياس لاحساسنا بوقوع الاحداث واحدا بعد الاخر

ان هذا التعريف يستلزم عدة شروط حتى يبقى معبرا. هذه الشروط تتعلق في الاساس بالنظرية النسبية

التي لن تعد تأخذ بثبوت مقدار الثانية الواحدة دون قيد أو شرط، خاصة فيما يتعلق بالمجموعات القصورية المتناسبة لبعضها.

وهل تعلم ان فى حالة تجاوزنا سرعة الضوء بكثير راح يصل مستوى الزمن الى العدم


نحن المسلمون نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى خارج الزمان والمكان فهو الدال عليهما وليس العكس.

وانا ايضا اؤمن بذلك ياسيدى الكريم ’,. الذى خلقنا هو الذى خلق الزمن وهو الذى خلق المكان والاتجاهات وكل شىء

ولكن ماعلاقة الزمن بالقضاء والقدر ؟

شكرا لكم

احمد المنصور
12-25-2004, 12:18 AM
الزميل اتماكا,



وانا ايضا اؤمن بذلك ياسيدى الكريم ’,. الذى خلقنا هو الذى خلق الزمن وهو الذى خلق المكان والاتجاهات وكل شىء

كلام عام وقد أتفق فيه معك من الناحية الإمانية ولكن من الناحية العلمية لا يصلح للاستدلال لانه كلام مبثور. ولهذا ادعوك الى النقاش المفصل تحت الرابط:

من هو الهك ياوليد؟ (سؤال الى اللادينيين)
(http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=372)
فربما تستطيع أنت أن توضح لنا ما عجز عنه غيرك من الزملاء.



ولكن ماعلاقة الزمن بالقضاء والقدر ؟

لقد أجبتك على هذا السؤال وهو فى المشاركة السابقة:


أسمح لي بتقديم سؤال بسيط جداً ولكن عظيم الاهمية . وأهميته تكمن فى أن الموضوع برمته مبني عليه. فالقضاء والقدر يتطلبان وجود المستقبل. ووجود المستقبل يتطلب وجود الزمن.


ولكن ربما لم تأخد بالك من ذلك. أضيف هنا ان مفهوم الزمن هو شرط اساسي لحسم الموضوع. فالمسألة تعتمد هل الخالق محصور بالزمن ام لا. عليه يجب ان نعرف الخالق ونعرف الزمن.

اما إذا كانت المشكلة ناتجة فقط عن عدم فهمنا (أو قل قدرتنا على الفهم) لبعض الامور نتيجة قصورنا الفكري والاحساسي فإنه لا يمكن ان يكون القصور مقياس فى الحكم وحجة فى الاستدلال. إذا كنت لم تفهم معنى كلامي بعد, فأدعوك للنقاش فى الموضوع:

العلاقة بين العقل والدين
(http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=249)
فإن كنت توافقني فى ذلك تركنا النقاش في هذه المعضلة وأعتبرنا النقطة محسومة. وحق لنا الاستدلال بها.


-----***-----

لنرجع الى تعريفاتك للزمن ونناقشها.


الزمن هو المقياس لاحساسنا بوقوع الاحداث واحدا بعد الاخر

تعريف خاطئ. فلو كان كما تقول لانتفى الزمن بإنتفاء الاحساس. أنت هنا تتحدث عن الزمن الانطباعي وهذا لا يهمني فى شئ. أنا اتحدت عن الزمن كوحدة فيزيائية.

وكذلك قولك:

الزمن هو عبارة عن صفة للاحداث التي تجري في حياتنا فتجعلها مرتبة في ذاكرتنا.
لاينتفى الزمن بإنتفاء الذاكرة.



ان هذا التعريف يستلزم عدة شروط حتى يبقى معبرا. هذه الشروط تتعلق في الاساس بالنظرية النسبية

مع أنني استغرب هذا الكلام لا بأس هات ما عندك. النسبية تصف الزمن النسبي ولا تشرح الزمن.



هل تعلم ان فى حالة تجاوزنا سرعة الضوء بكثير راح يصل مستوى الزمن الى العدم


هذا الكلام مبنى على افتراضات خاطئة ولا يهمنا في شئ. أما اذا كنت ترى له علاقة بالموضوع فهات ما عندك بعد تبين وجه العلاقة.

تحياتي.

الأندلسى
12-25-2004, 02:30 AM
الزميل AtmaCA أهلا بك

دعنا نتكلم عن مثالك


على سبيل المثال هو خلق النار . واذا سألت شخص مسلم سيقول لك انة خلق النار لكى يعذب فيها الكافرين .
الإيمان بالقدر مرتبط بالامتثال لشرع الله . والامتثال لشرع الله مرتبط بالإيمان بالقدر
وكما انه وجد نار لمن خالف الشرع فهناك جنة لمن وافقها .
فالله خلق البشر وبين لهم الشرع وبين لهم ان من عصى فمصيره النار ومن اطاع فمصيره الجنة ؛ وبين الاسباب التى تؤدى إلى النار وحذر منها وبين الاسباب التى تؤدى الى الجنة وحث عليها .
فالنار لم تخلق عبثاً أو للاستمتاع بتعذيب البشر


ولماذا خلق الكافرين اذا كان يعلم انهم كافرين قبل خلقهم ؟
والشىء الغريب ان النار خلقت قبل البشر ’,. ويعلم الله ان النار سيعذب فيها البشر ’,. فلما ؟
لا تعارض يا عزيزى بين كون فعل العبد قدره الله وكتبه عليه وسبق به علمه ؛وبين كون العبد فاعلاً لفعله مريداً له يحاسب عليه ويجزى به .
فالله عز وجل لما قدر ما للعبد وما عليه من خير ومن شر وسعادة أو شقاء ؛ قدره مربوطا بأسباب . فللخير أسباب وللشر أسباب .
ومثال ذلك : من طبيعة الانسان الشعور "بالعطش" و"الارتواء" ولكنهما يحدثان بسبب .فلو أنك لم تشرب لمدة طويلة فستعطش ولو شربت الماء لارتويت ؛ ولو لم تشرب نهائياً فمصيرك الهلاك ولو شربت فمصيرك الحياة .وهذا كله أمر معلوم لاى انسان . كذلك الجنة والنار هما العطش والارتواء ؛ وأسباب العطش هى نفسها اسباب دخول الجنة أو النار ؛ واختيارك للشرب او عدم الشرب هو اختيارك للاسباب التى سببها الله ؛ والهلاك او الحياة هما مصيرك فى النهاية إلى الجنة أو النار ؛ اما عن العلم بكل هذه الامور فمثله علم الله .

والله اعلم

ATmaCA
12-26-2004, 08:00 PM
اخى الاندلسى واخى احمد المنصور

شكرا على المشاركة والردود

ولكن ايضا ندور فى دوائر

علام كل هذه الدعوات و ارسال الرسل اذا كانوا لا ينفعون؟؟

بل الاكثر من ذلك ما ذنب الكافر اذا كانت مشيئة الله قد حددت كفره؟

كل هذة اسئلة بحاجة الى اجابات

اخى احمد المنصور

مازلت لاافهم العلاقة بين الزمن والقضاء والقدر -- هل تفضلت مشكورا بالتوضيح ؟

وشكرا على سعة صدرك

الأندلسى
12-27-2004, 12:03 AM
الزميل AtmaCA


ولكن ايضا ندور فى دوائر

علام كل هذه الدعوات و ارسال الرسل اذا كانوا لا ينفعون؟؟
بل الاكثر من ذلك ما ذنب الكافر اذا كانت مشيئة الله قد حددت كفره؟
لماذا لا ينفعون وما التعارض بين ما ذكرته سابقاً وما تطرحه انت حالياً ؟
إرسال الرسل للبشر مثل اعطائك شمعة لشخص فى ظلمة
فالرسل ارسلوا ليعرفوا الناس الحق من الباطل وطريق الجنة وطريق النار ؛ فمن استمع فقد فاز ومن عصى فقد خسر .
وكما قلت لك مثل ارسال الرسل كمثل اعطائك شمعة لشخص فى ظلمة يريد ان يصل لمكان ما ؛ فيلتمس بالشمعة الطريق وليسير على هدى بدون ان يتعثر او يقع . فإن أخذ بالشمعة فسيصل إلى المكان الذى يريد وإن لم يأخذ الشمعة فقد يتوه فى الطريق أو يهلك .
واذا وقع الشخص أو تعثر فهل اللوم يكون على من يسر لك الشمعة أم على من رفضها ؟
فهل فى إرسال الرسل إلى البشر من عجب أو تساؤل .
حتى انك قلتها بنفسك فى موضوع سابق :
الأله الذى خلق الكون
ليس لة حدود
ليس ظالما
ليس كمثلة شىء
فاقول لك هل من ليس بظالم سيظلمنا فى يوم من الايام بتركنا نتخبط فى الظلمات؟

احمد المنصور
12-27-2004, 12:15 AM
عزيزي اتماكا,

تتسائل:

مازلت لاافهم العلاقة بين الزمن والقضاء والقدر -- هل تفضلت مشكورا بالتوضيح ؟

سأفعل طبعاُ وبكل سرور.

هناك حقيقة بسيطة يجتازها معظم الناس في حياتهم اليومية- حتى ان البعض يجتازها في حياته كلها ولا ينظر اليها. وقبل ان اقول لك ما هي المسألة اسمح لي ان اقول لك لماذا يجتازونها. في اعتقادي ان الاجتياز ناتج عن عدم الحاجة فى الخوض في المسائل الايمانية (الغيبية).

والان ما هية المسألة – المسألة هي قصور ادواتنا المعرفية مع المحيط الخارجي (الحواس). فالعقل يعقل "يعالج" المعلومات المحسوسة (المستقبلة عن طريق الحواس) فقط. طبعا هذا يكفينا في حياتنا اليومية ولكن عند الخوض في الغيبيات نقف كالبلهاء. نعم كالبلهاء. ليس لاننا كذلك ولكن لتعاملنا مع "شئ" خارج نطاق حواسنا.

تخيل ان عقلنا مثل المعالج الرقمي فى الحاسب يفكر بالمنطق الرقمي. فكيف ستشرح له الاعداد الغير حقيقية. أنك تستطيع فقط بالتشبيه بالاعداد الطبيعية (وستحتاج الى التقريب ايضاً). ولن تستطيع ان تشرح له ما هو العدد الغير حقيقي!.


وفي هذا ضربت مثلا فى الموضوع:


العلاقة بين العقل والدين
(http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=249)

وهناك ستجد سؤال: كيف تستطيع ان تشرح للاعمى معنى الالوان(مثلا اللون الاحمر)؟.

المسألة مستحيلة. لن تستطيع, والسبب بسيط لان الشئ المشروح خارج نطاق المشروح له. لاحظ اللون موجود وأنت موجود والمشروح له موجود ووسيلة الاتصال موجودة ومع هذا فالقصد مستحيل.

ديننا الحنيف يشير الى هذه الحقيقة في أكثر من موضع. فأنظر كيف يصف الخالق لنا نفسه: "ليس كمثله شئ" الاية. نحن نعرف الله عزّ وجلّ بأسمائه الحسنى وليس بوصف رسمي - من الرسم.

<<< وبالمناسبة لا يسعني هنا ان اجتاز عظمة وسمو التصوير للخالق فى الدين الاسلامي الذي يخاطب الخيال المبدع بعكس الديانات الاخرى التى تحاول انت تصف الخالق عن طريق الحواس الخمس.>>>

ولو رجعنا مرة اخرى الى مثال الانسان الاعمى وحاولت (اقول حاولت) أن تشرح له الالوان فماذا ستقول؟. إنك فقط ستحضر له امثلة بما يعرفه هو. مثلا قد تقول له اللون ان الاحمر دافئ بينما اللون الاخضر ابرد. أو قد تحاول ان تشرح له عن طريق اختلاف النغمات فتشبه الاحمر بالذبذبات الصغيرة وهكذا. لاحظ انك في كل مرة ستستنجد بما يعرفه هو لكي تشرح له ما تريد انت. ولكن علينا ان نتذكر ان هذا مجرد وصف وتشبيه.

الحق عزّ وجلّ يعطينا مثل آخرفي القرآن الكريم عندما يصف لنا الجنة, فماذا يقول عزّ من قال:


"مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّار(35)"الرعد

فأنظر كيف يُضرب لنا مثل. لان فيها ما لم تراه عين ولم تسمعه اذن (لم تدركه الحواس) عليه يكون ضرب المثل كما بينا سابقاً فى الحديث مع الاعمى. وهذا يسمى بالوصف التشبيهي.

نصل هنا الى نتيجة ان الشخص الذي لا يستطيع "تصور" اللامتصور فلن يخرج خارج حواسه وسيستحيل عليه التعامل مع المسألة المطروحة.

الكلام الذي اقوله لك ليس له معنى فلسفي فقط ولكن ايضا يستعمل فى العلوم البحثة مثل الرياضيات والدقيقة مثل الهندسة. على سبيل المثال عند تعاملنا مع المعادلات التفاضلية قد نلجأ احيانا الى تحويرها الى نظام أخر لكي نتستطيع التعامل معها – مثلا بإستعمال تحوير لابلاس.



-------***-------


الان نستطيع ان نرجع الى سؤالك المطروح ما علاقة الزمن بالقضاء والقدر؟.

كما قلت لك سابقا نحن محصورون فى نظام ميكانيكي, فتصورنا للاحداث هو تنظيمها كصور متتالية. ولكن هل هو هذا الزمن؟. بالطبع لا.

إذا لكي نتعامل مع الامور الغيبية (معرفة المستقبل فى الماضي) يجب علينا قبل كل شئ معرفة الزمن. ماذا يعنى الزمن؟

هذا السؤال على بساطته فيه الحد الفصل. ولكن اريد ان الفت انتباهك انه ليس سهل إن لم يكن مستحيل!.


على العموم - إن اتسع صدرك ولم يصدك حديثي أو تمنعك مشاغلك أو مشاغلي - فسأحاول بإذن الله العزيز القدير ان اعلمك طريقتان كأمثلة للخروج بتفكيرك من منطق الزمن وهذا ليس سهل (بل طويل وشاق فهل انت مستعد!).


وتفضل بقبول تحياتي.

احمد المنصور
12-27-2004, 06:38 AM
علام كل هذه الدعوات و ارسال الرسل اذا كانوا لا ينفعون؟؟
بل الاكثر من ذلك ما ذنب الكافر اذا كانت مشيئة الله قد حددت كفره؟
كل هذة اسئلة بحاجة الى اجابات


لنفرض
أن الخالق خلق الخلق.
وأنه عليم
وأنه رحيم
وأنه حكيم
وأنه قادر
وأنه عادل
وأنه قادر

هل توافقني الى هنا؟

د. هشام عزمي
12-27-2004, 09:06 AM
المسألة باختصار يا أتماكا العزيز أن الله عليم لذا هو يعلم الغيب و المستقبل .. فما سأفعله في المستقبل هو يعلمه و مكتوب عنده قبل حتى أن انوي فعله بإرادتي .. هكذا ببساطة :)

ATmaCA
12-27-2004, 07:48 PM
اخى الاندلسى

اهلا بك


لماذا لا ينفعون وما التعارض بين ما ذكرته سابقاً وما تطرحه انت حالياً ؟
إرسال الرسل للبشر مثل اعطائك شمعة لشخص فى ظلمة
فالرسل ارسلوا ليعرفوا الناس الحق من الباطل وطريق الجنة وطريق النار ؛ فمن استمع فقد فاز ومن عصى فقد خسر .
وكما قلت لك مثل ارسال الرسل كمثل اعطائك شمعة لشخص فى ظلمة يريد ان يصل لمكان ما ؛ فيلتمس بالشمعة الطريق وليسير على هدى بدون ان يتعثر او يقع . فإن أخذ بالشمعة فسيصل إلى المكان الذى يريد وإن لم يأخذ الشمعة فقد يتوه فى الطريق أو يهلك .
واذا وقع الشخص أو تعثر فهل اللوم يكون على من يسر لك الشمعة أم على من رفضها ؟
فهل فى إرسال الرسل إلى البشر من عجب أو تساؤل .
حتى انك قلتها بنفسك فى موضوع سابق :
الأله الذى خلق الكون
ليس لة حدود
ليس ظالما
ليس كمثلة شىء
فاقول لك هل من ليس بظالم سيظلمنا فى يوم من الايام بتركنا نتخبط فى الظلمات؟

اخى :

اليس الله قادر على كل شىء ؟ سوف تقول لى طبعا انة قادر على كل شىء

اذا لماذا لايقول للبشر كن فيكون ؟ بدل من الارسال والاستقبال ؟

واذا كانت مشيئتة المسبقة حددت كفر الكافر وايمان المؤمن فلما الحياة اساسا ؟

سوف اسهلها قليلا

الدكتور هشام عزمى مثلا . . لنفرض ان الله يعلم انة فى الجنة . . ( كمسلم ) *_*

وكذلك شخص ملحد من زملائنا الملحدين . . لنفرض ايضا ان الله يعلم انة فى النار

السؤال هنا

لماذا الحياة التى يحياها اذا كان مصيرة معروف عند الله ؟؟

لماذا لايلقى الدكتور هشام عزمى فى الجنة . . ويلقى شخص مثل وليد مقلد فى النار بدلا من الحياة هذة . .

واين الاختيار ااذا كان يعلم مسبقا ؟

اشكرك اخى كثيرا واهلا بك دائما

ATmaCA
12-27-2004, 08:07 PM
اخى احمد المنصور

كلامك لاييقبل النقد لان ماتقول حقيقة فعلا . ." الله خارج نطاق الزمن " . . وهذا شىء جميل ولكن ليس اجابة .

للعلم انا قرائت موضوع العلاقة بين العقل والدين وهو موضوع ممتع وشيق واشكرك علية . ولكن نعود لنسأل

الله خارج نطاق الزمن . لماذا ؟ لانة هو الذى خلق الزمن . . وقبل خلق الزمن لم يكن هناك زمن

ولم يكن هناك " قبل وبعد " ( قبل الشىء وبعد الشىء ) لانة الله هو الذى خلق الزمن . . والوجود يعتمد

بشكل اساسى على الزمن .

انت تموت وقبلك اشياء تموت ويأتى شىء اخر كل هذا عبارة عن زمن .

ولكن يااخى كلامك هذا ردا على من خلق الله . وليس القضاء والقدر .

لنبسطها قليلا . .

اذا اتى شخص وسأل ( من خلق الله ؟ ) فالرد ان الوجود والاشياء " قبل الشىء وبعد الشىء "

يعتمد على الزمن . . والله هو الذى خلق الزمن . . وقبل الزمن لم يكن هناك زمن حتى نقول ان الله كان قبلة شىء .

ولكن هذا ليس ردا على القضاء والقدر والمشيئة بل انا اتكلم فى المعرفة

فالله يعرف ان ابو لهب سيدخل النار قبل خلقة . فلماذا خلقة ؟ هل يريد لة السوء ؟

وصراحة ردك كان مشوق . . فلا تبخل علينا بباقى الردود

تحياتى لك واهلا بك دائما

ATmaCA
12-27-2004, 08:10 PM
المسألة باختصار يا أتماكا العزيز أن الله عليم لذا هو يعلم الغيب و المستقبل .. فما سأفعله في المستقبل هو يعلمه و مكتوب عنده قبل حتى أن انوي فعله بإرادتي .. هكذا ببساطة :)

حلو :)

اذا هو يعلم ان الكافر كافر قبل ان يخلقة ؟

صحيح ام لا ؟

آيـــــة
12-27-2004, 09:31 PM
اذا هو يعلم ان الكافر كافر قبل ان يخلقة ؟

صحيح ام لا ؟


أهلا مجددا بالاستاذ الفاضل ATmaCA

سؤالك اجابته ( لأ ) الله لا يعلم أن الكافر كافر قبل أن يخلقه ... وان كانت هذه الاجابة ستصدم البعض

لانه لو كان يعلم أن الكافر كافر قبل أن يخلقه فلماذا يخلقه ؟

هل لينال عقابا على ذنب لم يقترفه ؟!!!

سيكون الله تعالى في هذه الحالة ظالم ...لانه سيحاسب البشر على ذنب لم يقترفوه وليس لهم يد فيه

سبق ووضحت في اجابة على سؤال لك في موضوع آخر ان الله لا يخلق انسان مؤمن وانسان كافر

أو انسان طيب وانسان شرير ولكنه يمنح الانسان العقل ليميز بي ن الخير والشر ويختار بين الكفر والايمان

ستسألني : اذن لماذا أطلق الله على نفسه صفة ( العليم ) وهو لم يكن يعلم اختيار الانسان قبل خلقه

هو بالفعل ( عليم ) بالنسبة لعلمنا لانه علم اختيارتنا قبل أن نعلمها ...هو يعلم ما لا نعرفه نحن

و كيف علم الغيب ؟

علم الغيب عن طريق اختلاف الزمن أو خروجه من دائرة الزمن

كمن يشاهد فيلم فيديو فهو يعرف الاحداث مسبقا ويعلم النهاية

لكنه لم يتدخل في الخطوط العريضة للحدث

هو من ألف الفيلم وأخرجه و حدد الابطال والزمان و المكان

و هذا هو القضاء ....قضى أن يكون هناك حدث وشخصيات و خير وشر

وتركنا لاقدارنا نختار أدوارنا ومصائرنا و هذا هو القدر

وشاهد أحداث الفيلم ويعرفها ومن هنا أتى علمه ومعرفته بالغيب .

هذا هو القضاء والقدر الذي أفهمه

هذه الاشكالية شغلت كثير من الفلاسفة

كل منهم يناقشها على طريقته الخاصة ....و لكن هذه هي الطريقة التي أفهمها أنا بها .

أكيد الآن لديك كثير من الاسئلة والاعتراضات

و انا في انتظارها



تحية طيبة

احمد المنصور
12-27-2004, 11:53 PM
الفاضلة آية

تقولين فى ردك على اتماكا "سؤالك اجابته ( لأ ) الله لا يعلم أن الكافر كافر قبل أن يخلقه "


لو تكرمتِ بالاجابة: هل هذا اجتهاد شخصي ام رأي عقائدي؟

مع تحياتي.

احمد المنصور
12-28-2004, 12:56 AM
الفاضل اتماكا,

سيأتيك ردي على مداخلتك الاخيرة. أنا أعرف ان المنطق الذي تتبعه في التفكير سيجر الى حالتين لا ثالث لهما:

* إما اله عادل ولكنه جاهل أو
* اله عالم ولكنه ظالم

أسمح لي اولا أن اثبث لك خطأك في السؤال وأنك تتبع اسلوب باطل فى البحث عن الحق. وهذا مهم جداً لان الباطل لا يمكن ان يؤدي الا الى باطل. تحت هذا الرابط ضربت لذلك مثال:

أيهما اولاً البيضة أم الدجاجة؟
(http://altwhed.com/vb/showpost.php?p=1711&postcount=17)

وبعد أن ننتهي من ذلك ونقتنع بقصور ادواتنا المعرفية للحكم (بكلام اخر المحكوم عليه يقع خارج نظام التقيم). نرجع عندها الى سؤالك وسأجيبك عليه بإذن الله العلى القدير.

لي شرط واحد من إثنان
– أن اسمع البديل منك. بمعنى طالما انت تعبد اله عادل وعالم إذاً السؤال موجه اليك انت ايضاً؟.
- أن اسمع اعترافك الصريح ان الاسلام هو الدين الوحيد الذى يشرح هذه المسألة. بمعنى انه لا ينفى العدل والعلم عن الخالق عزّ وجلّ.

وبهذا اكون قد اشهدتك على نفسك والعاقبة للمتقين.

والسلام عليكم.

مجدي
12-28-2004, 04:29 AM
السلام عليكم
مسألة القضاء والقدر هي سهلة الفهم ان علمت كل شيء بشكله الصحيح
فالله عز وجل عليم كامل العلم : فهو يعلم ما كان ,ومايكون, وما سيكون ,ما لم يكن ان لو كان كيف يكون. هذا اسمه علم الغيب والشهادة , فالله كامل العلم لا يغيب عن علمه شيء , فهو عالم الغيب.
والله عز وجل قادر على كل شيء , فكما خلقك كان قادرا على عدم خلقه ولكن الله شاء وكان كما اراد وكما علم انه سيخلقك علم ما ستعمل فجعل عملك مما خيرك تحاسب عليه وجعل ما لا تستطيعه وما كان قضاء عليك غير محاسب عليه فعلمه وحكمته وعدله كلها كمال . فالله رزق واعطى بحكمة وعلم .
اما لماذا يحاسب الناس على فعلهم , فعلمه لم هو السبب في عملهم بل هو يعلم كل شيء وكيف سيفعل فلان لانه يعرف كيف يفكر فلان . ولكنه ترك له الحرية في الاختيار فلا يعمل بشيء الا بارادته .
اما كون المعصية بارادة الله فكل ما في الدنيا لا يكون الا اذا شاء الله . ومن ذلك ان الله قدر العمر للانسان وتركه ان يفعل ما يشاء ضمن ما قضاه الله عليه , فلا تستطيع ان تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا ولن تعيش الا ما قضاه الله لك .
ولكنك مخير فيما خيرت فيه فلك ان تصوم وتصلي ولك ان ترفض ذلك ولن تحاسب الا على عملك . فلو كان مال امامك و لا يراك احد فلك ان تاخذه وتكون سارقا ولك ان تتركه لصاحبه وتكون امينا , وان قال لك احدهم اني اكلت بدون ان افتح فمي فلن تصدقه وان قال لك ذهبت الى البلد الفلاني بالطائرة وتنزهت وتسوقت ولكن لم يكن هذا بارادتي فلن تصدقه " وان ليس للانسان الا ما سعى*وان سعيه سوف يرى *ثم يجزاه الجزاء الاوفى " ولا يحاسب الانسان الا بما عمل " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " هكذا قال الله للمنافقين الذين زعموا حسن نيتهم في التخلف عن رسول الله , ان ما فات قد فات , فاعملوا اليوم وسيرى الله عملكم رسوله والمؤمنون , فكان خطابه لهم ليتوبوا .
ولله المثل الاعلى لانضربه مثل لله وانما اذكرك بما بين يديك : فانك ان علمت طلابا وعلمت من المجتهد ومن الكسول فانك ستقول للجميع ادرس ولكنك تعلم ان ليس كل من سمعك سيدرس فيكون من علمك عن ماضي الطلاب ان فلان سيدرس وفلان لن يدرس , اما الحقيقة فلن تتبين لديك الا عندما تأتي اجابات الطلاب اليك لان المجتهد قد يقصر في عمله والمهمل قد يجتهد ويتغير , فالفارق ان الله يعرف ما سيفعله كل طالب ومن سيدرس ومن سيخيب سعيه . فالعلم لا يؤثر على الاعمال . وانما ان وافق العلم العمل كان العلم صحيحا . وانم لم يوافق علم الله عمل الناس او فاته من عملهم شيء كان علمه ناقصا . ولكنه يعرف كل شيء ولا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى عما يصفون.
فليس الاستاذ الذي طلب من الكسول مذنبا ولكنه كان بطلبه منه ان يدرس متفضلا عليه . فلن ينفع الاستاذ نجاح ذلك الطالب او رسوبه , ولن يؤثر علمه بالطلاب على دراستهم ولكنه بكونه بشرا لا يعلم الغيب قد يخطيء ظنه اما الله فلا يخطيء علمه سبحانه وتعالى عما يصفون .
اما القضاء فهو ما الزمك الله ولم يكن بيدك حيلة منه وهو ايضا بعلمه كعمرك واين تموت ومتى تموت ورزقك (ليس المال الذي تكسبه فقط بل الرزق اوسع من ذلك بكثير) فلا تحاسب عن ذلك من شيء , فلا تحاسب عن كونك ذكر او انثى ولن يضيع الله عملك كونك ذكر ام انثى. ولن يضيع عمل عملته ولن يحاسبك الا بما خيرت والله عادل لا يظلم احد.
والان سنتحول الى سؤال منطقي يجيبك بمنطق العقل الذي وهبه الله لك لتتفكر به :
اذا كان الله يعلم انه سيخلقك ولم يخلقك لسبب او لاخر فهل يكون عالما بالغيب ؟
بالقطع لا سيكون غير عالم , وهذا الذي غاب عنكم في تفكركم بربكم
وفي الختام ارجوا ان اكون وضحت العلاقة بين العلم والعمل والقضاء والقدر والله ولي التوفيق

آيـــــة
12-28-2004, 04:35 AM
تقولين فى ردك على اتماكا "سؤالك اجابته ( لأ ) الله لا يعلم أن الكافر كافر قبل أن يخلقه "

لو تكرمتِ بالاجابة: هل هذا اجتهاد شخصي ام رأي عقائدي؟

الزميل الفاضل أحمد المنصور

الاجابة التي ذكرتها بالطبع هي اجتهاد شخصي ... فكل ما قيل في مسألة القضاء والقدر هي اجتهادات شخصية

فهي مسألة متصلة بالجبر و الاختيار وحرية الارادة ...ولكن لكي لا نبعد كثيرا سأركز على ( علم ) الله تعالى

سؤال الزميل الفاضل ATmaCA يضعنا أمام احتمالين

* اما ان أن الله تعالى عليم وهو يعلم مسبقا بكفر فلان وخلقه و سيعذبه وهنا يكون الله في هذه الحالة ( ظالم ) حشا لله

* أو ان الله تعالى لا يعلم اختيار البشر وتركهم يختاروا مصائرهم فهو هنا ( عادل )

و لكننا نعلم أن الله ( عليم و عادل )

فلماذا هو عليم ؟

هو عليم لانه بالفعل يعلم الغيب ويعلم المستقبل و ذلك لانه خارج حدود الزمان والمكان .


هذا هو تصوري واجتهادي الشخصي احتمال كبير جدا يكون اجتهاد خاطىء

ولكن هذا هو ما يقودني له حدود عقلي القاصر .

الاشكالية بالتأكيد أكبر من فهم البشر ...ولكني احاول أن أفهمها بهذه الطريقة ولا اُلزم أحد بها .





تحية طيبة

سيــحان
12-28-2004, 05:04 AM
بسم الله ...

السلام عليكم ..

الأخت الفاضله الكريمه .. آيه ...

كيف حالك أتمنى أن تكون بخير ..

أختي الكريمة

قال الله تعالى ..

إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

إذا الله عز وجل " لا يعلم " ... والإنسان ." لا يعلم " ... من الذي يعلم ..؟

أتمنى أن تتأمليها ملياً ....

السلام عليكم ..

د. هشام عزمي
12-28-2004, 05:32 AM
بارك الله فيك أخي مجدي و كلامك سليم تماما جزاك الله كل خير .

أختي آية ،، الايمان بالقضاء و القدر من أركان الإيمان الستة ، فلا تستخفي بأهمية الموضوع و لا تقولي فيه برأيك رحمك الله .. و الله إن جسدي ليقشعر كلما تذكرت اني سأقف بين يدي القوي العزيز يحاسبني على كل كلمة و كل حرف انطقه او اكتبه .

ATmaCA
12-28-2004, 06:28 PM
الاخت العزيزة اية

اشكرك على تلبية الدعوة الى هنا

الاخت اية رأيها ان الله غير عليم ’,. وصراحة انا ارى ان الموضوع شائك جدا

الاخت العزيزة اية لو رجعتى الى ردك لوجدتى ان ردك متناقض جدا مع بعض

لنرى


سؤالك اجابته ( لأ ) الله لا يعلم أن الكافر كافر قبل أن يخلقه

ثم تقولين


كمن يشاهد فيلم فيديو فهو يعرف الاحداث مسبقا ويعلم النهاية

اختى هذا تشبية بسيط جدا . . اذا كان يعرف الاحداث مسبقا ؟ فلماذا خلق ابو لهب . . وهو يعرف انة فى النار

وبأس القرار . . . . وهذا يتعارض مع قولك


سؤالك اجابته ( لأ ) الله لا يعلم أن الكافر كافر قبل أن يخلقه

كيف لايعلم----- ثم يعلم الاحداث مسبقا ؟ :o

واذا كان قصدك لايعلم التفاصيل ؟ ( مثل الفيلم ) ولكن يعلم النهاية فقط . . فهذا ايضا يتعارض مع 6 ايات من القران

{قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة32

{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }يوسف83

وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }يوسف100

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }الروم54

{قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }التحريم2

{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ }التحريم3

شكرا لك وشكرا ايضا على تلبية الدعوة

ATmaCA
12-28-2004, 06:41 PM
الفاضل اتماكا,
لي شرط واحد من إثنان
– أن اسمع البديل منك. بمعنى طالما انت تعبد اله عادل وعالم إذاً السؤال موجه اليك انت ايضاً؟.
- أن اسمع اعترافك الصريح ان الاسلام هو الدين الوحيد الذى يشرح هذه المسألة. بمعنى انه لا ينفى العدل والعلم عن الخالق عزّ وجلّ.

وبهذا اكون قد اشهدتك على نفسك والعاقبة للمتقين.

والسلام عليكم.

اخى نعم الاسلام هو الدين الذى لاينفى العدل والعلم عن الله --- المسيحية تحمل البشرية خطأ ادم وهذا من اوجة الظلم

فى الدين المسيحى --- :o الذى تركتة :o

ولكن كيف العدل والعلم والقضاء والقدر والعلم المسبق لله ؟؟ :)


سيأتيك ردي على مداخلتك الاخيرة. أنا أعرف ان المنطق الذي تتبعه في التفكير سيجر الى حالتين لا ثالث لهما:

* إما اله عادل ولكنه جاهل أو
* اله عالم ولكنه ظالم

أسمح لي اولا أن اثبث لك خطأك في السؤال وأنك تتبع اسلوب باطل فى البحث عن الحق.

اذا كنت اتبع اسلوب خاطىء -- فأين الصحيح يااخى ؟

كم اتمنى ان تقنعنى بهذة القضية -

واشكرك كثيرا على سعة صدرك

ATmaCA
12-28-2004, 06:47 PM
الاخ مجدى

جميل ماكتبت -- وقرائتة كثيرا قبل ذلك --

ولكنة ليس ردا ياسيدى الفاضل --

انت تقول " الله يعلم " اذا لماذا خلق الكافر ؟ - -

هل هناك رد مباشر ياترى ؟

وشكرا لــك الف شكر

ATmaCA
12-28-2004, 06:49 PM
بارك الله فيك أخي مجدي و كلامك سليم تماما جزاك الله كل خير .
.

احب فيك ايمانك الشديد يادكتور هشام عزمى --

اشكرك على الطلة -- وانة لشرف لى

ATmaCA
12-28-2004, 07:18 PM
اخوانى الاحباء

اسمعو معى هذة القصة لعلها تكون ردا كما ارجو قرائتها بتأنى

يحكى ان هناك ام وعندها طفلين فى نفس السن والطول والحجم -- والطفلان كالعادة يذهبون الى

المدرسة كل يوم -- والام معتادة ان تعطى للطفلين " فلوس " حتى لاينقصهم شىء فى رحلة

المدرسة -- ولكن هناك طفل شقى وامة تعلم انةشقى وتعلم ايضا

انة سوف يشترى بها اشياء سوف تضرة مثل زجاجة بيبسى مثلجة -- والطفل الاخر تعلم انة طيب :D

ولن يشترى شيئا يضرة -- ولكن تعطى الاثنين المال حتى تكون عادلة بينهم

لان لو اعطت الطفل الطيب مالا -- ولم تعطى الشقى -- سيقول الشقى بجهلة ان امى ظالمة وهو

لايعلم لانة غبى ان امة تخاف علية من الضرر

فذهب الطفلان الى المدرسة وقضوا يومهم وهم خارجين من المدرسة ذهب الطفل الطيب واشترى كتاب لامة حتى

تقراة امة وذهب الطفل الشقى ليشترى بيسبى مثلج --

عندما ذهبوا الى البيت -- اعطى الطفل الطيب الكتاب لامة وشكرتة علية واعطت لة مكافأة

والطفل الاخر ظل يتعذب من ألم البرد بسبب اكلة للمثلجات التى نهتها عنة امة . انتهت القصة

The End

طبعا محدش فهم حاجة :)

ولكن مارايكم لو شبهنا الخالق بالام -- وشبهنا الطفلان بالمؤمن والكافر

الخالق اعطى المؤمن حقة -- وايضا اعطى الكافر حقة

ولكن اذا لم يخلق الله الكافر -- اذا سيكون الله ظالم لانة لم يعطة حقة كما اعطى المؤمن

والمؤمن سيكافأ لانة سمع كلام امة وايضا اعطى لها كتاب فشكرتة واعطتة حقة

-- والعاصى سيظل يتألم من المثلجات التى شربها وفى هذا الموضع اعنى النار

هذة القصة ارتجلتها وانا اكتب لكم الان

واحمد الخالق عليها

فهل هذة القصة تحسم هذا الموضوع ؟ :o

بأنتظار ارأكم اخوانى جميعا

والسلام ختام ’,.’,.

عاتكة
12-28-2004, 07:25 PM
سبحان الله بما انك فاهم الموضوع فما كان سبب كل هذا الموضوع أصلاً ؟؟؟؟

ATmaCA
12-28-2004, 07:32 PM
سبحان الله بما انك فاهم الموضوع فما كان سبب كل هذا الموضوع أصلاً ؟؟؟؟

اختى انا لست فاهم الموضوع -- وانا مش غاوى مشاكل -- ولكن ارتجلت القصة هذة لعلها

تكون دليلا . .

ياسيدتى انا باحث عن الحق -- واحاول ان افكر -- واشرككم معى --

فهل هذا عيب ام حرااام :)

اشكرك على اخلاقك العالية - - :rolleyes:

عاتكة
12-28-2004, 07:34 PM
على العموم القصة بالفعل تلخص الامر . ولكن الاهم هل انت مقتنع الان بالقضاء والقدر ؟

ATmaCA
12-28-2004, 07:36 PM
على العموم القصة بالفعل تلخص الامر . ولكن الاهم هل انت مقتنع الان بالقضاء والقدر ؟

نعم قليلا

اشكرك

احمد المنصور
12-29-2004, 09:56 AM
عزيزي اتماكا,

أولا اسمح لى ان أُحيي فيك الشجاعة الادبية في قولك:

اخى نعم الاسلام هو الدين الذى لاينفى العدل والعلم عن الله --- المسيحية تحمل البشرية خطأ ادم وهذا من اوجة الظلم

وبهذا الزمتني الاجابة على سؤالك وسأفعل بإذن الله العلي القدير. خاصة بعد ما رأيت من فطنتك. وأرى لك عقل راجح ادعو ربي الا يُسلمك الا لخير.

لقد اعطيت أنت تصورك لاجابة السؤال وقبلك الاخت اية ايضا اعطت تصورها. وبرأي ان التصوران غير كاملان ولا انفي عنهما الابداع. هذان تصوران وأنا وعدتك بثالث إذا في المجموع ثلاث. وهناك مسألة رابعة تخص ابطال منطق السؤال المبني اساساً على مفهومنا للزمن.

هناك المسائل الاتية للنقاش بالترتبت الاتي:
1. مناقشة تصور الاخت اية (التصور رقم 1)
2. مناقشة تصورك (التصور رقم 2)
3. مناقشة تصوري (التصور رقم 3)
4. ابطال مفهوم الزمن (التصور رقم 4)

المسألة الرابعة ستكون اختيارية اذا اردت ان نستمر فيها فما عليك الا الامر وعلي الطاعة.


-----***-----
التصور رقم 1
اقترحت اختنا الفاضلة تصور يعتمد على ان الاحداث معلومة مثل اللقطات في شريط سينمائي فهي معلومة عند عرضها والاختيار كان متاح عند تصويرها.

ولكن للاسف هذا التصور يزيح المسألة المدروسة فى الوقت وبالضبط الى لحظة بداية التصور – فهل كان السيناريو معلوم ام غير معلوم؟

وبهذا نرجع الى نقطة البداية!.

-----***-----

التصور رقم 2

للاسف هذا التصور ايضاً به مواطن ضعف!.

أولاُ انت استبدلت العلم اليقيني (للاله) بالعلم الظني (للام). وهما شيئان مختلفان. فالام تظن ولا تعلم. إذاً نحن لم نستبعد صفة الجهل.
ثانياً: حتى لو فرضنا العلم اليقيني للام وفرضنا ان طفلها سيذهب ويشتري بهذا المال مخدرات وسمحت له بذلك, اصبحت بهذا ام جاهلة وقاسية وغير مسئولة. وبهذا لم نستبعد صفة الظلم.

ومع انني ابدي شديد اعجابي بذكائك إلا أنني ارى انك لم تجب على السؤال. فإن كنت توافقني فى ملاحظاتي انتقلنا الى التصور رقم 3. اما اذا لم توافقني فسنستمر فى نقاش التصور رقم 2.

وبغض النظر عن النتيجة فإنه يسعدني جداً النقاش معك لانني أجد فيه صدق كبير.

ملاحظة: التصوران 1,2 غير كاملان ولكنهما مهمان جداُ للتصور 3.
مع تحياتي.

محمد عبد الرحمن
12-29-2004, 10:00 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أعلم أن هدف هذا المنتدى محاورة غير المسلمين و لكن رأيت من الواجب إيضاح الأمور و وضع النقاط فوق الحروف و تحتها أيضا .
و إني إذ أتوجه بكلمتي هذه إلى الأخت آية فإني أطلب من الفاضل أتماكا أن يمهلني فإني بإذن الله تعالى مجيبه على تساؤلاته في القضاء و القدر و التسيير و التخيير .. و ما شجعني على ذلك ما لمست فيه من صدق في البحث عن الحقيقة و رغبة في الوصول إلى عقيدة صحيحة .

إلى الأخت آية :

أذكرك بسورة قصيرة يحفظها حتى الأطفال إنها سورة المسد . يقول سبحانه و تعالى :

" تبت يدا أبي لهب و تب ما أغنى عنه ماله و ما كسب سيصلى نارا ذات لهب و امرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد "

ماذا تفهمين من هذه السورة ؟ و لماذا أنزلها الله تعالى ؟ ما فائدتها لنا اليوم في القرن الحادي و العشرين ؟ ألمجرد أن نعلم أن مصيرأبي لهب و زوجته في النار ؟و انتهت القصة ؟ لا.. فلو تأملت فيها جيدا ما تجرأت و قلت أن الله لا يعلم .

ستبقى هذه السورة تتلى إلى قيام الساعة دليلا على :

1 - أن الله علام الغيوب : إذ أنه حين نزلت السورة في مكة كان أبو لهب حيا و قد أكدت السورة أن مآل أبي لهب جهنم فالله سبق في علمه أن أبا لهب سيبقى على كفره هو و زوجته حتى مماتهما .
و لكن ألم يخطر ببال أبي لهب و لا زوجته و لا أي مشرك من صناديد قريش أن يكذبوا محمدا أو القرآن . فلم يخطر ببالهم أن يظهر أبو لهب أو زوجته الإسلام و يشهدوا نفاقا أن لا إله إلا الله محمد رسول الله . و بذلك يظهر " كذب " النبي في زعمه دخول أبي لهب جهنم و يظهر " جهل " الله ( و أستغفر الله من ذلك ) بما سيؤول إليه مصير أبي لهب و زوجته .

2- أن الله لا يظلم أحدا : إذ كان بمقدور أبي لهب و زوجته الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه و سلم كما آمن الكثير من قريش و لكنه أصر على كفره و جحوده .ألم تكن أمامه فرصة بل فرص عديدة لإعلان توبته و إسلامه لكنه رفض و تكبر .

3 - أن هذا القرآن ليس من عند محمد إذ أن محمدا لا يعلم الغيب بل هو من عند الله علام الغيوب .


كيف تصفين إلهك و خالقك بالعجز بينما هو نفسه يصف نفسه في سورة سبأ : " عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات و لا في الأرض و لا أصغر من ذلك و لا أكبر إلا في كتاب مبين "

ثم ألم تقرئي آية الكرسي " يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه ..." .

إن ما قلتِـه ليس اجتهادا كما بدا للأخ أحمد المنصور بل مع الأسف الشديد " جهل " مفض إلى كفر فـ " استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين " .

إن موضوع القضاء و القدر شائك لمن جهله و قد تناوله بعض المنتسبين لهذا الدين فضلوا و أضلوا .

و لا حول و لا قوة إلا بالله .

د. هشام عزمي
12-29-2004, 10:54 PM
عزيزي أتماكا ،، أنا سعيد جدًا بمداخلاتك و ردودك على الأخوة التي تدل على وعي و نضج و فهم :)
بالنسبة لسؤالك عن سبب خلق الكافر و معلوم أنه سيدخل النار ، فهو مما يتعلق بحكمة الله تعالى و نحن لا سبيل لنا لإدراك حكمة الله في هذه المسائل و أمثالها مثل : لماذا خلق الله الشر ؟ و لماذا خلق إبليس ؟ لماذا يبتلي الله العبد المؤمن بالفقر و الأمراض و يمنح الكافر الجاحد المال و الثروات ؟

هذه أمور تتعلق بحكمة الله البالغة و علمه الواسع و نحن لا نستيطع ان نبلغ حكمته و لا علمه سبحانه ؛ أليس يقول تعالى في التنزيل الحكيم : { و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا } و يقول أيضًا جل شأنه : { و لا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء } ؟
و نحن قد ثبت لنا بالأدلة العقلية و الشرعية أن الله موجود و حي و عليم و حكيم و رحيم و عادل ، فلا نتوقف فيما لا تبلغه عقولنا مما يتعلق بحكمة الله عز و جل لقصر في أفهامنا ، بل نحمد الله على ما علمنا و لا نسأل عما لا يعنينا .

و قضاء الله تعالى كله خير للمؤمن و بلاء للكافر كما قال صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور‏:‏ ‏« ‏اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك‏.‏ أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي‏.‏ ما قالها أحد قط إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحاً » قالوا‏:‏ « أفلا نتعلمهن يا رسول الله‏؟‏» قال‏:‏ «بلى ينبغي لمن يسمعهن أن يتعلمهن‏» ‏‏.‏

والمقصود‏:‏ قوله ‏ «عدل في قضاؤك‏» وهذا يتناول كل قضاء يقضيه على عبده من عقوبة أو ألم‏.‏ وسبب ذلك فهو الذي قضى بالسبب وقضى بالمسبب، وهو عدل في هذا القضاء، وهذا القضاء خير للمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ « ‏والذي نفسي بيده يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن‏» ‏‏.

يقول الامام ابن القيم في الفوائد :
فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها، كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها، فانظر إلى غارس جنة من الجنات، خبير بالفلاحة، غرس جنة وتعاهدها بالسقي والإصلاح حتى أثمرت أشجارها فأقبل عليها يفصل أوصالها ويقطع أغصانها؛ لعلمه أنها لو خليت على حالها لم تطب ثمرتها فيطعمها من شجرة طيبة الثمرة، حتى إذا التحمت بها واتحدت وأعطت ثمرتها أقبل يقلمها ويقطع أغصانها الضعيفة التي تذهب قوتها ويذيقها ألم القطع والحديد لمصلحتها وكمالها لتصلح ثمرتها أن تكون بحضرة الملوك، ثم لا يدعها ودواعي طبعها من الشرب كل وقت بل يعطشها وقتاً ويسقيها وقتاً ولا يترك الماء عليها دائماً، وإن كان ذلك أنضر لورقها وأسرع لنباتها، ثم يعمد إلى الزينة التي زينت بها من الأوراق فيلقي عنها كثيراً منها؛ لأن تلك الزينة تحول بين ثمرتها وبين كمال نضجها واستوائها، كما في شجر العنب ونحوه، فهو يقطع أعضاءها بالحديد‏.‏ ويلقي عنها كثيراً من زينتها، وذلك عين مصلحتها، فلو أنها ذات تمييز وإدراك كالحيوان لتوهمت أن ذلك إفساد لها وإضرار بها، وإنما هو عين مصلحتها‏.‏

وكذلك الأب الشفيق على ولده بمصلحته، إذا رأى مصلحته في إخراج الدم الفاسد عنه بضع جلده‏‏ وقطع عروقه، وأذاقه الألم الشديد‏.‏ وإن رأى شفاءه في قطع عضو من أعضائه أبانه عنه، كل ذلك رحمة به وشفقة عليه، وإن رأى مصلحته في أن يمسك عنه العطاء لم يعطه ولم يوسع عليه؛ لعلمه أن ذلك أكبر الأسباب إلى فساده وهلاكه، وكذلك يمنعه كثيرًا من شهواته حماية له ومصلحة لا بخلاً عليه، فأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأعلم العالمين الذي هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم، ومن آبائهم وأمهاتهم إذا أنزل بهم ما يكرهون كان خيراً لهم من ألا ينزله بهم، نظراً منه لهم وإحساناً إليهم ولطفاً بهم‏.‏ ولو مكنوا من الاختيار لأنفسهم لعجزوا عن القيام بمصالحهم علماً وإرادة وعملاً، لكنه سبحانه تولى تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته، أحبوا أم كرهوا فعرف ذلك الموقنون بأسمائه وصفاته، فلم يتهموه في شيء من أحكامه وخفي ذلك على الجهال به، وبأسمائه وصفاته، فتنازعوا تدبيره وقدحوا في حكمته ولم ينقادوا لحكمه وعارضوا حكمه بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة وسياساتهم الجائرة، فلا لربهم عرفوا، ولا لمصالحهم حصلوا، والله الموفق‏.‏

ومتى ظفر العبد بهذه المعرفة سكن في الدنيا قبل الآخرة في جنة لا يشبه نعيمها إلا نعيم جنة الآخرة، فإنه لا يزال راضياً عن ربه والرضا جنة الدنيا ومستراح العارفين، فإنه طيب النفس بما يجري عليه من المقادير التي هي عين اختيار الله له، وطمأنينتها إلى أحكامه الدينية، وهذا هو الرضا بالله ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً‏.‏

وما ذاق طعم الإيمان من لم يحصل له ذلك، وهذا الرضا هو بحسب معرفته بعدل الله وحكمته ورحمته وحسن اختياره‏.‏ فكلما كان بذلك أعرف كان به أرضى، فقضاء الرب سبحانه في عبده دائر بين العدل والمصلحة والحكمة والرحمة، لا يخرج عن ذلك ألبتة .

و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .

سيف الكلمة
12-30-2004, 12:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

جميع ما قيل عن القضاء والقدر كان بالنسبة للإنسان
كل منا أكل لحما وسمكا لكائنات حية سخرها الله لنا نأكل منها ونحيا
وأحل لنا ذبحها
وليس لها اختيار ولم نذبحها لخطأ وقع منها فى العقيدة أو فى حقنا
هذا الإنسان المتكبر لا يساوى عند الله جناح بعوضة بالنسبة لنا
ويتكلم بجرأة عن ظلم الله للكافر وهو قد اختار الكفر بنفسه
ويأكل لحم الحيوان والسمكة ولا يفكر فى أنه ذبح حيوانا بنفسه أو بواسطة جزار لن يذبح إلا لأنه يجد من يشترى
خلق الله الجنة وجعل لها رزقها من البشر من أهل الطاعة
وخلق الله النار وجعل لها رزقا من أهل الكفر
وخلقك وجعل لك رزقا من لحوم كائنات حية
ميز المكلفين ممن رزقهم العقل بأن يختاروا أن يكونوا من رزق الجنة أو من رزق النار
نحمد الله على فرصة الإختيار وعلينا أن نغتنمها
فنختار الأفضل لنا وهو الجنة
ومن يشأ فيقول الله للنار ( هل امتلأت فتقول هل من مزيد )
التطاول على الله بوصفه بالظلم إثم كبير
وعلينا أن نتبع القاعدة الآمنة
( إذا ذكر القدر فأمسكوا )
فترك الأفكار والألسنة فى هذه القضية لا يأتى بخير
لأننا نتكلم فى حق الله بما لا نعلم إلا القليل
إجتهد سكان إحدى الجزر فقتلوا كل الأسود والنمور والذئاب
ليحافظوا على حيوانات الجزيرة الأليفة ويخصوا أنفسهم بلحومها
فزاد تكاثر الغنم والبقر بسرعة كبيرة حتى قضوا على كل أخضر بها ومات الجميع من الجوع
هذا التوازن الذى وضعه الله لهم والذى ينظم الحياة كان للحيوان المأكول فيه حياة
ما أتفه عقل الإنسان
وما أشد اعتداده بعقله
صنع قنابل النيوترون بعد القنابل الذرية والهيدروجينية ليدمر نفسه وغيره ولم يعرف كيف يخضع لخالقه
أوجد الله توازنا فى كل مخلوقاته ونسعى للإخلال بهذه التوازنات
اعتقادا منا أنه لصالحنا
وهو ضار بنا
هذا الإنسان القليل العلم يتجرأ على الله وينتقد علمه وعدله وقد خيره بين الخير والشر
وقد اختار الكفر والمعصية
هذا علم الإنسان وعدله
وليس عند الإنسان كل العلم
وليس لدى الإنسان صورة كافية عن كيف يكون عدل الله وما هى العوامل التى يضعها الله لتطبيق عدله على الكائنات المختلفة وبينها الإنسان
نأخذ العلم عن الله وعن رسوله
ولا يجب علينا أن نكتفى بعقولنا فمعطيات العقل محدودة بنقص العلم
والعقل أيضا محدود القدرة بقدر ما رزقنا الله من عقل
وما أمرنا أن نمسك عنه فلنمسك
( إذا ذكر القدر فأمسكوا )
والله هو القوى القادر
وهو الرحمن الرحيم
ورحمته غلبت عدله
فقط آمنوا بأنه الواحد الأحد
وبأنه أرسل الرسل
وبأن محمدا آخر الرسل
وارتضوا بنعمته وما ارتضاه لكم ربكم
(اليوم أتممت عليكم نعمتى) ( ورضيت لكم الإسلام دينا )
( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )
والله أعلم

احمد المنصور
12-30-2004, 11:42 PM
العزيز آتماكا,

هل من رد؟.

ATmaCA
12-31-2004, 06:26 AM
اعتذر عن الغياب بسبب مشاكل فى الجهاز

ولى عودة بعد اكثر من يوم

اشكركم

ATmaCA
01-01-2005, 06:07 AM
سلام ياامة الاسلام

اعزائى اعتذر عن كل هذا التأخير بسبب مشاكل فى الجهاز وانا الان اتحدث من نت كافى

وفى الرسالة السابقة كنت اتحدث من جهاز احد اصدقائى -- لذا اعتذر ولى عودة

معكم . . . .

واشكر الاخ احمد المنصور على السؤال ؟

وغيابى ليس هربا http://altwhed.com/vb/images/smilies/biggrin.gif ولكن بسبب صيانة الجهاز

وشكرا

محمد عبد الرحمن
01-01-2005, 06:23 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذا ملخص لموضوع القضاء و القدر وما يتعلق بهما من تسيير الإنسان و تخييره ...
وستجد فيه - أيها الفاضل العزيز أتماكا -أجوبة عن بعض أسئلتك التي طرحتها في مداخلة أخرى .

و نحن دائما في انتظار تعليقاتك .


القضاء و القدر ركن من أركان الإيمان فمن أنكره فقد كفر .
و إذا توهم إنسان أنه مجبور على أفعاله و أنه لا قدرة له في حياته و أنه كالغصن في الريح فإذا توهم ذلك شُلت قدرته و استسلم . وإذا توهم إنسان أنه قادر على كل شيء و يفعل ما يشاء فإنه يطغى و يبغي و يستطيل .

فهل أنت مخير بلا حدود ؟ و هل أنت مسير بلا شروط ؟

القضاء و القدر :
القضاء : إرادة الله أن يوجد الأشياء على وجه مخصوص .
القدر : إيجادها فعلا على وفق المراد .
فمن قصََـر في فهم القضاء و القدر انعكس هذا التقصير خللا و انحرافا في سلوكه ( انغماس في الشهوات و المعاصي و ابتعاد عن التوبة )

و لبحث موضوع القضاء و القدر يجب أن نتناول الموضوع من ثلاث زوايا : من واقع حال الإنسان . من منطلق العقل السليم و من منطلق النصوص الشرعية الصحيحة :

1- حال الإنسان : هناك أمور نشعر أنها تحدث دون إرادتنا : وُلدنا من أب و أم معينين في بلد معين في تاريخ معين .. نموت في مكان وزمان معينين وفي حالة معينة .. فهذه الأمور تسير دون إرادتنا و نحن مسيرون فيها .
وهناك أمور أخرى نحن مخيرون فيها : تذهب إلى المسجد أو لاتذهب . تصلي أو لاتصلي . تنظر إلى حرام أو تغض البصر. تكذب أو تصدق. تتصدق أو تبخل ...
ولمزيد الإيضاح أضرب مثلا : هناك قفص فيه عصفور و عصفورة و طعام و ماء . هذا العصفور له أن يأكل أو لا . يشرب أو لا . يلاطف العصفورة أو لا . يغرد أو لا . فهذا كله داخل في إرادة العصفور . بينما صاحب القفص يمكنه أن يحمل القفص و يضعه أين شاء . أن يسافر به من مكان إلى مكان .. وهذا خارج عن إرادة العصفور . ولن يحاسب عليه بل هو محاسب عن تناوله الاكل و الشرب ومعاملته أنثاه .
واقع حال الإنسان : أي إنسان يمكنه أن يصلي أو لا يصلي أن يستحم أو لا . أن يسرق أو لا . أن يكذب أو يصدق .....هذا كله باختياره أما كونه ابن رجل غني أو أنه طويل القامة أو أنه أصيب بمرض فهذا لا دخل للاختيار فيه .
فالإنسان بين دائرتين دائرة هو مخير فيها و محاسب عليها و دائرة هو مسير فيها و لن يحاسب عليها .

2 - زاوية العقل : فكل عاقل يدرك أن مسؤولية أي إنسان منوطة باستطاعته . إذا كان أمرا خارج استطاعته لا يمكن أن يحاسب عليه .
شرب رجل خمرا فجيء به إلى عمر بن الخطاب فقال أقيموا عليه الحد .فقال الرجل : والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر علي ذلك . فقال عمر رضي الله عنه : ( وقد فهم القضاء و القدر فهما دقيقا ) أقيموا عليه الحد مرتين . مرة لأنه شرب الخمر و مرة لأنه افترى على الله . ثم قال له: ويحك إن قضاء الله لم يخرجك من الاختبار إلى الاضطرار .

3 - زاوية النقل : شاء الله سبحانه و تعالى أن يمنح الإنسان إرادة حرة و استحال أن يسلبه هذه الإرادة و يجعله مجبرا لأنه يستحيل أن تتناقض إرادة الله . فما دام منحه الإرادة الحرة فقد جعله مختارا و سيحاسبه على ذلك .
يقول عز و جل : " و ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به و لكن ما تعمدت قلوبكم " و يقول أيضا " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت "
قال الحسن بن علي رضي الله عنهما : " من أنكر القضاء و القدر فقد كفر و من حمل ذنبه على الله فقد فجر . و إن الله لا يطاع استكراها و لايعصى بغلبة . فإنِ العباد أطاعوه لم يحل بينهم و بين طاعتهم و إن عصوه فلو شاء لحال بينهم و بين ما عملوا و ليس هو الذي أجبرهم على المعصية . لو أنه أجبرهم على الطاعة لسقط الثواب . ولو أجبرهم على المعصية لسقط العقاب . ولو تركهم هملا لكان هذا عجزا في القدرة .إنهم إذا أطاعوه فله المنة و الفضل . و إن هم عصوه فعليهم الحجة البالغة . "

إذا سألت إنسانا : لماذا عصيت الله ؟ فقال :إن الله قدََر علي ذلك ... هذا كفر . هل الله هو الذي حملك على المعصية . هو الذي أمرك بالزنا أو بالسرقة أو بالكذب ؟ لقد ردََ الله على هؤلاء :
" وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا و الله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ".
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " إن الله تعالى أمر تخييرا و نهى تحذيرا . و كلف يسيرا و لم يكلف عسيرا . ولم يـُعص مغلوبا و لم يـُطع مستكرها. و لم يرسل الرسل إلى خلقه لعبا . و لم ينزل الكتاب عبثا . ولم يخلق السماوات و الأرض و ما بينهما باطلا . ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار " .

ما هي المشيئة الربانية وما علاقتها بمشيئة الإنسان ؟

المشيئة الربانية لها ثلاث احتمالات :
1 - إما أن يشاء الله أن يجبر الناس على طاعته " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة " (هود118) " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا "(يونس 99)
2 - وإما أن يشاء الله أن يجبر الناس على معصيته " قل إن الله لا يأمر بالفحشاء " ( الأعراف 98 ) .
3 - و إما أن يشاء الله أن يمنح الناس مشيئة حرة يختارون بها إما طريق الهداية و إما طريق الضلال " قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها" .
وبالمثال يتضح المقال : هناك جامعة . يمكن لأي جامعة أن تجعل جميع طلابها ينجحون بعلامات تامة . وذلك بأن توزع الأسئلة على الطلبة و معها الإجابات الصحيحة مطبوعة . فيسند الأستاذ لكل الطلبة 100/100 . ولكن حينذاك ما قيمة الجامعة ؟ و قيمة الشهادة و قيمة الطلاب ؟

فلو أجبر الله عباده على طاعته لأصبح التكليف باطلا و الابتلاء باطلا . و صار مجيئنا إلى الدنيا عبثا و لسقط الثواب و العقاب و الوعد و الوعيد . و أصبح إرسال الرسل عبثا .
فكانت حكمة الله أن لا يجبر العباد على طاعته و أن لا يجبرهم على معصيته و لكنه شاء أن يكونوا أحرارا في مشيئتهم : شاء لهم أن يختاروا إما طريق الهدى أو طريق الضلال " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" ( الكهف 29 ) " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة و لايزالون مختلفين " ( هود 118 ) .
و لماذا أراد الله للبشر أن يكونوا مختلفين ( مذاهب. نظريات . مشاحنات ..) لأن هذا هو الاختيار الذي منحهم الله . فالاختلاف نتيجة طبيعية لحرية الاختيار .إذ حينما تجبر الناس على سلوك معين لا تجد اختلافا فيما بينهم . أما إذا منحتهم حرية الاختيار فهذا يريد كذا و الآخر يريد كذا .. فهذه الخلافات من لوازم حرية الاختيار .
" و لو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات "
أي لو شاء الله لأجبر الناس على طاعته و ألغى التكليف و الابتلاء و لكنه شاء الاختيار لنا . لماذا ؟؟ ليبلونا و يمتحننا و ليميز الخبيث من الطيب .
إذا : حرية الاختيار من أجل الابتلاء . و من لوازم حرية الاختيار الاختلاف بين الناس . و حرية الاختيار تنفي الإكراه في الدين . و حرية الاختيار تقتضي المسؤولية .

و قد يتعلل المشركون بمشيئة الله في إشراكهم . فمنهم من يعتقد أن الله خلقهم و أجبرهم على الشرك و أن لا خيار لهم في ذلك .
" سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا و لا آباؤنا و لا حرمنا من شيء . كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا . قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن و إن أنتم إلا تخرصون " ( الأنعام 148 )
هؤلا ء الذين يزعمون أنهم أشركوا لأن الله خلقهم مشركين و أجبرهم أن يكونوا كذلك , هؤلاء يطالبهم ربنا عز و جل بالدليل " قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا "
ثم تأتي الحجة البالغة الداحضة لكذبهم " قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين"
أي أن مشيئة الله لم تتعلق بالإجبار و لكنها تعلقت بالاختيار .
و لنضرب على ذلك مثالا : لا تخلو بلاد من سجن . فلو قال سارق أو مجرم بعد الحكم عليه بالحبس : إن هذه الدولة هي التي أجبرتني على السرقة أو القتل . فهي التي بنت السجن و هيأته , إن هذه الدولة ظالمة ؟ فهل يصدق هذا المجرم في دعواه ؟ طبعا لا . بل العدل يقتضي أن يوجد مثل هذا المكان لمعاقبة المخالفين و المعتدين.. فالله عز و جل حينما خلق جهنم إنما أعدها للمجرمين و لم يجبر أحدا على دخولها إلا من سلك سبيل الإجرام .

الهداية و الإضلال :

يقول الله في سورة فاطر " يضل من يشاء و يهدي من يشاء"

هل معناها أن الله هدى فلانا أو أضل فلانا و انتهى الأمر ..؟ إن هذا فهم خطير ..
فالله أعطى لكل إنسان مشيئة حرة . وهذه المشيئة الحرة تحتاج إلى قدرة كي تتحقق و هذه القدرة هي قدرة الله .فإذا أراد الإنسان بمشيئته الحرة أن يكون ضالا فلا بد بحكم الأمانة التي أوكلنا الله إياها ( وهي التكليف ) لا بد من أن يمد الله الإنسان بقدرة يحقق بها اختياره .
هذا هو المعنى الذي يستفاد من كلمة أضله الله أي إذا اختار الإنسان الضلال بمشيئة حرة و وبحكم أن الإنسان في الدنيا مخير و أنه مكلف أمدََه الله بالقدرة المادية التي يحقق بها اختياره الحر.
فإذا نسبت الهداية والضلالة إلى الله عز و جل فمن باب أن كل شيء لا يحدث إلا بأمره و لا يحدث إلا بإرادته . وأن الله سبحانه و تعالى أراد أن نكون أحرارا في مشيئتنا فإذا شاء أحدنا الهداية هداه الله بمعنى أنه وفقه للوصول إليها . و إذا شاء أحدنا الضلالة - لا سمح الله - أضله الله بمعنى أمدََه بالقدرة اللازمة لتحقيق مشيئته الحرة .
إذا أنت حر في مشيئتك و الله عز وجل هو الذي يحقق هذه المشيئة إن كانت خيرا فخيرا و إن كانت شرا فشرا . فإذا نسب الفعل إلى الله مباشرة فلأنه سمح بحدوثه . وإذا نسب الفعل للإنسان فلأنه هو الذي اختار .
و لك هذا المثل البسيط: طالب رسب في دراسته . يمكن أن نقول : مدير المدرسة هو الذي رسََََََََـب الطالب الكسول و يمكن أن نقول لقد رسب الطالب الكسول . فإذا نسبت الرسوب إلى المدير فلأنه هو الذي نفذ و قرر وفق مبادئ العدالة . وإذا نسب الرسوب إلى الطالب فلأنه هو السبب في كسله و إهماله .
إذا يمكن أن تنسب الفعل إلى الله عز و جل بمعنى أنه سمح بحدوثه و أن كل فعل لا يقع إلا إذا أراده هو . و إذا نسبت الفعل إلى الإنسان فبمعنى أن هذا من كسبه وهو المسؤول عنه .

المصائب :

يقول المولى سبحانه و تعالى " ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " ( الحديد 22 )
المصيبة : أي أصابت الهدف .
فالمتكبر قد تأتيه مصيبة تذل كبرياءه . والمبذر قد تأتيه مصيبة تفقره ليعرف قيمة المال . و الذي يعتدي على أعراض الناس قد تأتيه مصيبة فيها عدوان على عرضه ..
فمعنى مصيبة أنها مـُحكمة مسددة صائبة و أنها من يد خبير عليم حكيم بصير عادل .
فقبل أن تقع المصيبة هناك حكيم قررها و عليم و خبير سمح بها و هناك إله عادل أراد أن ينزلها . و ما من شيء اعتباطي أو ارتجالي .. ليس عند الله خطأ : شظية طائشة ..؟ . لا .. بل كل الشظايا عند الله عز و جل مصيبة و ليست طائشة .
كلنا يعلم أن الله حكيم أي أن أفعاله كلها حكيمة فلا بد أن يكون قضاؤه و قدره حكيما . و الحكمة لا تكون إلا في الخير . فليس هناك حكمة في الشر .

ثم إن للمصائب ثلاث أهداف كبيرة :
1 - الابتلاء :
فأنت لو كنت مؤمنا و لك دخل كبير و صحة جيدة و مكانة في المجتمع و بيت واسع و زوجة مطيعة و أولاد أبرار .. ما مصير إيمانك و محبتك لله لو قلََ دخلك أو مرضت زوجتك أو فـُصلت عن العمل .. فهذه المصيبة لتمتحن صدقك و لتكشف عن معدنك فالناس معادن .
فالمصيبة تكشف عن حقيقة النفس لا ليعلم الله - فالله عليم - و لكن لتعلم أيها المؤمن من أنت ؟ و ليعلم الناس من أنت ؟ لا بد أن يكشف الله الناس على حقيقتهم .
" ونبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون " (الأنبياء )
" ولنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين " ( البقرة 155 )
قد يصاب الإنسان بمصيبة طفيفة فيسب الدين . و يصاب آخر بمصيبة ساحقة فيقول : الحمد لله رب العالمين . هذا امتـُحن .. و هذا امتـُحن ...

2 - التربية و التأديب :
مثال : إنسان متكبر يبتليه الله بمصيبة تضعه في موقف حرج فيضطر أن يسأل و أن يترجى و يستعطف .. فهذا التحجيم سببه الكـِبر . فهو مرض استوجب علاجا .
إذا أصابتك مصيبة - لا سمح الله - يجب أن تفهم لم أصابتك ؟ هل هي للامتحان أم للتأديب ؟
إذا كنت مستقيما استقامة تامة و أنت على يقين بأنه لا انحراف و لا زلل .. فلـِم المصيبة ؟ فهي من أجل أن تمتحن .
أما إذا رافق المصيبة خلل أو انحراف أو تقصير أو معصية فهي من أجل التأديب .

3 - الجزاء المعجل :
و هذا لحكمة الله العظيمة . فلو أن كل الجزاء في الآخرة و كل الثواب في الآخرة فلا شيء يدفعنا في حياتنا إلى الطاعة و لا شيء يخيفنا فيها من المعصية .
تعجيل الجزاء في الدنيا هو لمكافأة المحسن ليزداد إحسانا و معاقبة المسيء حتى يرتدع .
و لكن الذي لا ينال عقابا دنيويا لن ينجو في الآخرة فالله سبحانه و تعالى لحكمة يريدها يختار بعض المذنبين في الدنيا ليعجل لهم العقاب .

و الله أعلم .

أميرة الجلباب
01-08-2005, 03:02 AM
السلام عليكم،،

هذه إضافة بسيطه حول:

الحكمة من خلق الشر

خلق الشر ليس مراداً لذاته، فهو مبغض مكروه، وإنما هو مراد لغيره مراد لمحبوب آخر، وقد يخفى هذا المحبوب على كثير من الناس، (وَمَا يعقِلُهَا إِلا َّ العَالِمُونَ)"العنكبوت: 43"


ولو قدر أن جهلنا الحكمة بالكلية فلا يعني ذلك عدم ثبوتها، وهنا ثلاثة أمور فى الحكمة من خلق الشر:

1- إظهار نوع من العبادة يرى فيه حِكَمُ الأسماء والصفات الإلهية وآثارها فى الخلق ودعوة الله تعالى بها، وهذا لا يتأتى بدون خلق الشر، فأنت حين تقول: "ياغفار اغفر لي"، ترجو بذلك عفو الله تعالى، فلازم ذلك أن ترتكب إثماً حقيقة أو حكماً، فوجود الإثم كان ضرورياً لسؤال الله تعالى باسمه الغفار، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة فى كتاب التوبة(2749): (والذى نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم) الحديث. وكذلك حين تقول: "اشف وأنت الشافي"، فلازم ذلك ومتعلقه أن تمرض لكي تسأل الله تعالى باسمه الشافي، فلكي يظهر أثر هذا الاسم وحكمــة دعاء الله به، لا بد من وجود المرض، وهكذا. ثم يتضح للمعافى كيف هى عظم المصيبة ويعلم أنها من عند الله فيرضى ويصبر ويسلم.

2- وأيضاً فمن الحكمة فى خلق المتضادات أنها يعرف بعضها من بعض ويُميز بعضها من بعض كما يقولون: وبضدها تتميز الأشياء، أو كما قال الشاعر:

عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه:::::: ومن لم يعرف الشر من الناس يقع فيه

والمراد أن حقيقة الحق لا تعرف جلية إلا بمباشرة الباطل أو رؤيته أو السماع به، وحقيقة التوحيد لا تظهر جلية واضحة إلا بمعرفة الشرك، وهكذا، ولذا حكي أن رجلاً دعا لشيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى قائلاً له: تعلم لا علمك الله مكروهاً. فقال له: ويحك، لقد دعوت عليَّ ولم تدع لي. قال: كيف؟ قال: إن لم أعرف الباطل لا أعرف الحق، وإن لم أعرف البدعة لا أعرف السنة. وهكذا، أو كما قال رحمه الله. ومن هنا كان فى خلق الشر حكمة أخرى يظهر من خلالها كيف كان وجود الشر ضرورياً لتحديد حقيقة الحق بحيث إنه إذا نشأ فى الإسلام من لا يعرف الجاهلية فقد أسهم فى هدم الإسلام أو نقض عراه كما أشار الأثر عن عمر رضي الله عنه.

3- وهنا فائدة ثالثة فى حكمة خلق الشر، يظهر من خلالها أن وجود الشر أمر ضروري لاستكشاف أو استخراج العلم المكنون أوالحقيقة المكنونة فى النفس من العالم الغيبي إلى العالم المشهود، وتلك هى حكمة الابتلاء والامتحان الذى خلق الله تعالى من أجله الخلق، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ) "هود: 7"، وقال تعالى: (ولِيَبْتَلِيَ الله ما فِى صُدُورِكُمْ)"_ ليقع منكم ما علمه غيباً.

والله تعالى جعل منا فقيراً وغنياً، وضعيفاً وقوياً، ومريضاً وصحيحاً، ومؤمناً وكافراً، وامتحن بعضنا ببعض؛ ليصفي من يشاء، وقد امتحن الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأمم كافرة ظالمة ترى أن لها الحق فى الحياة تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد.(مجلة التوحيد)

سيف الكلمة
01-08-2005, 04:58 AM
إضافة إلى إضافة الأخت أميرة الجلباب
1) بعض الشر دفع لبعض الشر ففى القصاص حياة وفى الكوارث كإبادة الأمم تحجيم للشر فى باقى الأمم
2) فى بعض الشر دفع للخير لتثبيت الخير بالدفاع عن نفسه وأنماء نفسه
( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )صدق الله العظيم
والله أعلم

ATmaCA
01-13-2005, 03:57 AM
سلالالالام

الاخ احمد المنصور - اهلا بك ياعزيز -- اسعدنى جدا ماكتبت ويدل على

وعى وفهم للطرف الاخر -- لانى دائما اعتاد من المسلمين ردود تقليدية ولكن ردك كان مشوق


التصور رقم 2

للاسف هذا التصور ايضاً به مواطن ضعف!.

حسنا لنرى سويا


أولاُ انت استبدلت العلم اليقيني (للاله) بالعلم الظني (للام). وهما شيئان مختلفان

علم الام ليس ظنى يااخى احمد - بل هى تعرف جيدا ان ابنها سيذهب ليؤذى نفسة

بالمال الذى اخذة .


ثانياً: حتى لو فرضنا العلم اليقيني للام وفرضنا ان طفلها سيذهب ويشتري بهذا المال مخدرات وسمحت له بذلك, اصبحت بهذا ام جاهلة وقاسية وغير مسئولة. وبهذا لم نستبعد صفة الظلم.

لا من قال هذا

هى سمحت لة بذلك حتى تكون عادلة بينة وبين الطفل الاخر -- لانها لو لم تعطى الابن الاخر المال

ستكون ظالمة .

فما رأيك حتى الان ؟ :)

ATmaCA
01-13-2005, 04:16 AM
اخى الفاضل د. هشام عزمي

اشكرك على ردك الذى استفدت منة كثيرا ومعلوماتك واتمنى لك الخير كلة

ولكن لى تحفظ على اسلوب تفكيرك انت ومن يقول ان حكمة الله المفروض ان لانعلمها -- فأنت قلت


بالنسبة لسؤالك عن سبب خلق الكافر و معلوم أنه سيدخل النار ، فهو مما يتعلق بحكمة الله تعالى و نحن لا سبيل لنا لإدراك حكمة الله في هذه المسائل و أمثالها مثل : لماذا خلق الله الشر ؟ و لماذا خلق إبليس ؟ لماذا يبتلي الله العبد المؤمن بالفقر و الأمراض و يمنح الكافر الجاحد المال و الثروات ؟

هذه أمور تتعلق بحكمة الله البالغة و علمه الواسع و نحن لا نستيطع ان نبلغ حكمته و لا علمه سبحانه

اخى مادام السؤال قد طرح فى العقل -- فسيظل العقل يفكر حتى يجد اجابة وافية ومقنعة .

الخالق اعلم منا وهذا شىء طبيعى لانة الذى خلقنا ولكن العقل المزعج سيظل يسأل ويسأل حتى يجد

اجابة لسؤالة .

فلا نستطيع ان نمنع انفسنا من التفكير . او نقول هذة حكمة الخالق المسلم بها -- ولن نسأل فيها !!

والفرق بيننا وبين باقى المخلوقات هو التفكير .

وبرايى لايوجد سؤال ليس لة اجابة -- مادام السؤال مر على العقل سيجد اجابة .

اليس عندكم اية تقول

" ويتفكرون فى خلق السموات والارض "

وشكرا لك

د. هشام عزمي
01-13-2005, 05:32 AM
شكرا على أتماكا على تعقيبك .. أنا أقصد أن الإنسان قد لا يدرك حكمة الله فيكتفي بالإذعان و الطاعة لكنه لا يتشكك أو يجعل فهم الحكمة الإلهية في مقابل الإيمان ؛ لأنه ليس مكلفًا بإدراك الحكمة .

سيف الكلمة
01-13-2005, 10:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

عزيزى أتماكا
يعمل المرء عقله ليعرف الحق
ومتى استأنس به وعلم أن الله حق وأن هذا الدين حق وأنه آت من رب العالمين فهو يسلم بالقضايا الواردة من هذا المصدر لثقته فى صحة المصدر
ويصعب على المرء الإلمام بالحكمة كل الحكمة
ولكن عليه أن يستمر سعيه للفهم الصحيح بالمزيد من التدبر وهو واثق من صحة المصدر
وهذا لا يتأتى إلا للمؤمنين بصحة المصدر بسبب صدق المصدر فى قضايا أخرى عديدة طمأنته إلى صحة مصدره
فلا شك هناك فرق بين من لم يتعرف على الدين الصحيح ولم يعلم منه ما يدله على صحته ولا يزال متشككا وبين من علم من الدين ما يدله على أنه اختار الحق وذلك فى بحثه للقضايا المجهول بعض معطياتها
وهو نفسه الفرق بين الكافر لعدم اكتمال علمه ولكنه يسعى إلى معرفة الحق وبين المؤمن الذى اطمأن بالحق
وكلاهما مختلف عن الكافر الذى ضل الطريق إلى الله وآمن بغير الحق

احمد المنصور
01-14-2005, 01:49 AM
سلالالالام
الاخ احمد المنصور - اهلا بك ياعزيز -- اسعدنى جدا ماكتبت ويدل على
وعى وفهم للطرف الاخر -- لانى دائما اعتاد من المسلمين ردود تقليدية ولكن ردك كان مشوق


وعليك السلام,
عزيزي آتماكا شكرا لكلماتك اللطيفة وإعلم انني سعيد بالحوار معك جدا – وبدون مجاملة. بالنسبة للردود التي أسميتها أنت تقليدية, أقول: هي ليست تخص المسلمين او غيرهم, الناس بطبيعتهم هكذا. والقضية قضية ميول وأسلوب تفكير.

المهم في الموضوع انه لدينا ميولات مشتركة. وإن وافقتني سنُهري هذا الموضوع بحثا من الناحية التصورية (وأقصد بكلمة تصورية هي الفكرة المحتملة الوقوع غير المشروطة).



علم الام ليس ظنى يااخى احمد - بل هى تعرف جيدا ان ابنها سيذهب ليؤذى نفسة بالمال الذى اخذة

الأم في مثالك لا تعلم ماذا سيحدث ولكنها تتوقعه والفرق كبير جدا. نحن نتحدث عن علمٍ لا شك فيه. وعلى سبيل المثال هي لا تعلم ماذا سيشتري ابنها بالضبظ هل سيشتري حلوى أو زجاجة بيبسي مثلجة أو سجائر ام أنه يتعاطي المخدرات ويخفي هذا الامر امامها...... الخ. والحقيقة انك قلت تعلم بأن أبنها سيفعل تم قررت انت عنه والزمته بالفعل فأين ارادته هو! وما هي الخيارات المتاحة له. لو قلت لديه خيارات وعنده ارادة لنفيت عن امه العلم اليقيني.

من ناحية اخرى, لنفرض ان العمل الذي سيقوم به الابن سيؤدي به الى الموت, فهل ستوافق الام حتى تصبح امام ابنها عادلة!. لا توجد ام عاقلة تسمح بذلك. ولو فعلت لاصبحت مسئولة امام القانون (أي مجرمة) وبالتأكيد هذا يدل انها ليست رحيمة بأبنها.

انتظر رأيك بالخصوص.

تقبل مني اجمل التحية.

ATmaCA
01-14-2005, 02:53 AM
شكرا على أتماكا على تعقيبك .. أنا أقصد أن الإنسان قد لا يدرك حكمة الله فيكتفي بالإذعان و الطاعة لكنه لا يتشكك أو يجعل فهم الحكمة الإلهية في مقابل الإيمان ؛ لأنه ليس مكلفًا بإدراك الحكمة


ولكن مارايك لو قلت لك ان فهم الحكمة سيكون فى مقابل الايمان

لانك لو لم تعلم الحكمة ستكون امام خياران اثنان امام من تعبد

1-- انة يعلم -- وسيكون ظالم

2 -- انة لايعلم -- وفى هذة الحالة سيكون لايستحق العبادة -- لانة لايعلم

فقل لى بالله عليك كيف تعبد وتصلى وانت لاتعلم هل ظالم ام لايعلم .

واذا كان رايك انة عادل وعالم .

فقل لى كــــــــيـــــــف وريحنى حتى اعبدة معك ؟

ATmaCA
01-14-2005, 03:23 AM
ومتى استأنس به وعلم أن الله حق وأن هذا الدين حق وأنه آت من رب العالمين فهو يسلم بالقضايا الواردة من هذا المصدر لثقته فى صحة المصدر


كلامك هذا يقول بلسان الحال اننى من المفروض انى ابحث اولا عن الدين

الصحيح ثم اثق بصحة المصدر -- واسلم باقضايا الواردة من

الدين الصحيح .

ولكن اين الدين الصحيح ؟

والا تلاحظ ان عدل الأله وعلمة من الاشياء التى تضع فى الاعتبار عند

التفكير فى الدين الصحيح .

والثلاث اديان ( اليهودية -- المسيحية -- الاسلام ) يطرحوا مسألة القضاء والقدر

وعلم الله وعدلة -- فالافضل انى احاول الوصول الى الحكمة اولا ثم بعد ذلك ابحث عن الدين

الصحيح .

فجارى التفكير فى علم الله وعدلة اولا ثم التطرق الى مسألة الاديان والتفكير فيها

فما الفائدة من الدخول فى دين -- ولااعرف اله هذا الدين عادل فعلا ام لا

ATmaCA
01-14-2005, 03:53 AM
اهلا بك اخى احمد المنصور


المهم في الموضوع انه لدينا ميولات مشتركة. وإن وافقتني سنُهري هذا الموضوع بحثا من الناحية التصورية (وأقصد بكلمة تصورية هي الفكرة المحتملة الوقوع غير المشروطة).

ولماذا غير مشروطة ؟

الفكرة او الحكمة ان وجدناها يجب ان تكون " قطعية " والا مافائدتها ؟


الأم في مثالك لا تعلم ماذا سيحدث ولكنها تتوقعه والفرق كبير جدا. نحن نتحدث عن علمٍ لا شك فيه. وعلى سبيل المثال هي لا تعلم ماذا سيشتري ابنها بالضبظ هل سيشتري حلوى أو زجاجة بيبسي مثلجة أو سجائر ام أنه يتعاطي المخدرات ويخفي هذا الامر امامها...... الخ. والحقيقة انك قلت تعلم بأن أبنها سيفعل تم قررت انت عنه والزمته بالفعل فأين ارادته هو! وما هي الخيارات المتاحة له. لو قلت لديه خيارات وعنده ارادة لنفيت عن امه العلم اليقيني.

من ناحية اخرى, لنفرض ان العمل الذي سيقوم به الابن سيؤدي به الى الموت, فهل ستوافق الام حتى تصبح امام ابنها عادلة!. لا توجد ام عاقلة تسمح بذلك. ولو فعلت لاصبحت مسئولة امام القانون (أي مجرمة) وبالتأكيد هذا يدل انها ليست رحيمة بأبنها.

نقضك للفكرة سليم -- ولكن هذا مااستطعت انا الوصول الية بعقلى الضعيف

ولكن اذا كنت تقول ان علم الله لاشك فية ولااختلاف فى الاحداث عند وقوعها -- وان الله

يعلم كما تمر اللحظة التى نحياها -- فأنت بهذا الشكل تضع نفسك فى مأزق !

الاخت اية مثلا قالت هو لايعلم -- وانا قلت انة علم " توقعى " مبنى على التوقع

حتى لايكون هناك اى ظلم للبشر فهو مجرد توقع للاحداث القادمة .

ولكن اذا كان رأيك ان الله يعلم الاحداث قبل وقوعها وبالتفصيل فكيف تفسر عدل

الله يااخى الحبيب ؟

االاخت اية وضعت تصور انة لايعلم -- وانا وضعت تصور انة علم توقعى









فما تصورك انت ياترى ؟ http://www.altwhed.com/vb/images/icons/icon7.gif

احمد المنصور
01-16-2005, 03:10 PM
ولماذا غير مشروطة ؟
الفكرة او الحكمة ان وجدناها يجب ان تكون " قطعية " والا مافائدتها ؟


وعليك السلام,

عزيزي آتماكا شكرا لكلماتك اللطيفة وإعلم انني سعيد بالحوار معك جدا – وبدون مجاملة.

بالنسبة للردود التي أسميتها أنت تقليدية, أقول: هي ليست تخص المسلمين او غيرهم, الناس بطبيعتهم هكذا. والقضية قضية ميول وأسلوب في التفكير.

المهم في الموضوع انه لدينا ميولات مشتركة. وإن وافقتني سنُهري هذا الموضوع بحثا من الناحية التصورية - وأقصد بكلمة تصورية هي الفكرة المحتملة الوقوع غير المشروطة.

دعني اشرح لك على مثال ما اريد قوله حول (الفكرة محتملة الوقوع الغير مشروطة):

لنفرض ان احدهم قال هذه مسألة نريد كتابتها على شكل برنامج بلغة سي (أو حل مسألة رياضية مثلا). وأتضح بعد ذلك ان هذه المسألة صعبة وغير قابلة للحل ولم يستطع احد حلها لمدة سنوات عديدة. ثم اتى زميلي البارع اتماكا وحل هذا المسألة.

ماذا يعني هذا؟

هذا يعني ان المسألة قابلة للحل لانه بالفعل يوجد حل (وهذا ما سميته بالحل المحتمل). ولكن هل يعني هذا انه لا يوجد حل اخر وقد يكون احسن وأمثل؟. طبعاً, لا يمكننا الجزم بذلك (وهذا ما سميته غير مشروط). ونحن هنا نناقش مسائل ايمانية بعقولنا المحدودة.

وتصورنا ان خالقنا محدود في حكمته (بمحدودية عقلنا) هو تصور جاحف في حقه. ولكن نستطيع قول العكس بدون ادني شك, طالما استطعنا ان نحل المسألة فإن المسألة محلولة.




ولكن اذا كان رأيك ان الله يعلم الاحداث قبل وقوعها وبالتفصيل فكيف تفسر عدل

الله يااخى الحبيب ؟
فما تصورك انت ياترى؟

بدون التقليل لمحاولتك ولمحاولة الاخت اية. فسيكون هذا ما سنبحثه معاً فأربط الاحزمة.

فهل لديك ملاحظات قبل ان ننطلق؟.

ATmaCA
01-17-2005, 03:47 AM
الاخ احمد المنصور


عزيزي آتماكا شكرا لكلماتك اللطيفة وإعلم انني سعيد بالحوار معك جدا – وبدون مجاملة.

بل انا اسعد -- وبدون مجاملة :) لانك شخصية واعية للطرف الاخر


المهم في الموضوع انه لدينا ميولات مشتركة. وإن وافقتني سنُهري هذا الموضوع بحثا من الناحية التصورية

اتمنى ذلك -- كما اتمنى ان اجد الجواب لى ولغيرى من السائلين .


بدون التقليل لمحاولتك ولمحاولة الاخت اية. فسيكون هذا ما سنبحثه معاً فأربط الاحزمة.

فهل لديك ملاحظات قبل ان ننطلق؟.

لاتوجد ملاحظات الا ما اوردتة لك فى رسالة خاصة 00 فارجو مراجعة صندوقك

وبأنتظار مداخلتك .

د. هشام عزمي
01-17-2005, 06:28 AM
شكرًا يا أتماكا على تعقيبك و لنا عودة مع موضوع القضاء و القدر إن شاء الله بعد انتهاء نقاشك مع الأخ الحبيب أحمد المنصور .. و لكن سؤال عابر : هل لديك إطلاع على مفهوم القدر في الميثولوجية الاغريقية ؟

ATmaCA
01-17-2005, 07:19 AM
شكرًا يا أتماكا على تعقيبك و لنا عودة مع موضوع القضاء و القدر إن شاء الله بعد انتهاء نقاشك مع الأخ الحبيب أحمد المنصور ..

اهلا بك دكتور هشام عزمى -- وعودتك طبعا ستزيد الموضوع ثراء .


و لكن سؤال عابر : هل لديك إطلاع على مفهوم القدر في الميثولوجية الاغريقية ؟

صراحة " لا " :)

انا اعرف انهم كانوا يعبدون ألالة " زيوس " ولااعرف مفهوم القدر عندهم .

الصراحة راحة :)

احمد المنصور
01-17-2005, 07:33 PM
العزيز اتماكا,
حاليا اجهز الطرح - التصور,
وسأضعه اليوم بإذن الله العلي القدير.

فأنتظرونا بعــــــــد الفاصل
;)

سيف الكلمة
01-17-2005, 08:45 PM
الأستاذ الفاضل أتماكا
قولكم :
ما الفائدة من الدخول فى دين ــــــ ولا أعرف إله هذا الدين عادل فعلا أم لا
أقول:
وهل تستطيع أن تحكم على عدل الله
لن تستطيع ذلك ولا يأخذ الله من الناس العدل
ونقر بعدل الله بعد الإيمان لا قبله
ويذكرنى العدل بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم :
(إذا غضب الله على عبد رزقه من حرام وإذا اشتد غضبه عليه بارك له فيه )
ظاهر الحديث مناف للعدل ولكن جوهره يعنى أن هذا العبد شديد العصيان الذى يشتد غضب الله عليه لن يجد من ابتلاءات الله ما يذكره أنه عصى الله وأن الله غاضب عليه
لن يجد ما ينبهه إلى أنه يجب عليه إصلاح ما بينه وبين الله
فيمد الله له فى باطله لتحق عليه كلمة العذاب
فما يراه عبد أنه عدل لا يراه البعض كذلك لاختلاف العقول والخبرات والإيمان

احمد المنصور
01-18-2005, 01:16 AM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)"الأنبياء


(قبل أن ننطلق أُلفتُ انتباه القارئ الكريم على ان تصورنا هذا هو تصور ممكن الحدوث غير مشروط.)

لننطلق على بركة الله القدير, فهو المستعان وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده,


القضاء والقدر
بين
العلم والعدل
منطوق المسألة: كيف يكون الخالق يعلم كل شئ (وجوب القدر) ويكون في نفس الوقت عادلا!. هل هذا ممكن الحدوث؟.

قلت مستعيناً بالله على ما سواه,

مقدمة
عدم القدرة على الفهم للمسائل الغيبية هو ناتج عن القصور في حواسنا والتي عن طريقها نتعامل مع العالم الخارجي. فمع وجودها لا نستطيع ادراكها مثلنا في ذلك مثل الانسان الاعمى الذي لم يتعرف على الالوان. فبالرغم من وجودها لا يستطيع ولا توجد قوى في العالم تستطيع أن تشرح له "معنى اللون".

والحق عزّ وجلّ يُعلمنا ذلك في كتابه العزيز علي سبيل المثال في وصفه الجنة:


"مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)" الرعد


"مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)" محمد

هذه المسائل ممكن معالجتها بالايمان فقط. فالايمان هو استبدال العلم الظني "العلم البشري" بالعلم اليقيني "العلم الالهي". ولكن الانسان الذي خصه المولى عزّ وجلّ بالتفكير وحرية الاختيار لا يستطيع ان لا يُفكر في هذا "التضارب".

أكبر حاجزين يقابلهما الانسان ويُحِدان من تفكيره بشكل ملحوظ هما حاجز "الزمان" و "المكان". فنحن لا نستطيع تصور حدوث شئ في "لازمن" أو "لامكان". ومع اننا نستطيع محاولة تخطي حاجز الزمان والمكان إلا انه الان سنسلك طريق اخر فى التصور.


التصور رقم 1



(1) في البداية سنعكس الاحداث في الزمن بمعنى لنفرض ان الخالق خلق المخلوقات كلها. ثم برأ البارئ كل مخلوق على نيته (نية المخلوق نفسه) ثم بعد ذلك صوره.


"الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم24" الحشر
وهذه المخلوقات خلقها الله لأمر عظيم وهو - عبادته عزّ وجلّ. فعبادته مستحقة بالوجوب لا بالتفضيل:

"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)" الذاريات


-----***-----

(2) الله سبحانه وتعالى برٌ بعباده, فبعد خلقهم وتبرأتهم وتصويرهم عرض عليهم التخيير (مع تحمل المسئولية) أو التسيير بلا حساب. فخيَّر اللهُ مخلوقاته كلها وعرض عليها الامانة:


"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)" الاحزاب

وبعد ان اختار الانسان تحمل مسئوليته, واختار العبادة عن طوع وتحمل مشاقها وحمل التكليف على عاتقه. إستحق بذلك التفضيل على غيره من المخلوقات التي تعبد الله بدون تحمل مسئولية. فعبادة المخلوق للخالق شرف للمخلوق ليس فوقه شرف. وهنا يصور المولى عزّ وجل لنا هذا الموقف في قوله:

"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)" البقرة

وهكذا خلق الله الضد لعبادة الانسان فلا تمييز للحق الا بالباطل وللخير الا بالشر وهكذا. والاشياء تعرف بضدياتها.

-----***-----

(3) أسكن المولى عزّ وجلّ الانسان الجنة بعد ان كلفه وحذره:


"وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)" البقرة

ولكن التكليف يفرض المسئولية والمسئولية صعبة وكان الانسان"ظَلُومًا جَهُولًا"

(4) التهبيط والاختبار
وفشل الانسان في تحمل المسئولية:


"فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)" البقرة

عالم الغيب والشهادة كان يستطيع محاسبة الانسان بدون أن يفعل ما سيفعله. ولكن من عظيم عدله اراد ان يُشهد الانسان على ذنبه فلا يكون له عذر. وهنا بدأ الاختبار, والله عزّ وجلّ حليم صبور


"فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) " البقرة

هذا الاختبار الله يعلم نتيجته فهو عالم الغيب والشهادة. ولكن البر خيَّر عباده فأختاروا "لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ"


-----***-----


الخاتمة
ملخص:

هذا التصور يعتمد على قلب الاحداث. الخالق خلق الخلق في عالم الباطن. والبر سبحانه وتعالي وسعت رحمته كل شئ فلم يكتب على نفسه ان يكون دكتاتورا ولكنه كتب على نفسه العدل فخيَّر خلقه في حمل الامانة. فأختار الانسان الحرية في العبادة والعبادة في الحرية مع التكليف دون التسيير. فأستحق بذلك الخيرون حسن العطاء وأستحق الاشرار سوء الجزاء.

فظهر للظاهر ماهو مكتوب في الباطن فحق العدل ولم ينتفي العلم. أقول قولي هذا والله اعلى واعلم. استغفره وأحمده بديع السموات والارض. خيرتنا ربي فأخترنا وعلى طاعتك صبرنا والفضل منك واليك واجعلنا من الذين اخر دعواهم الحمد لله رب العالمين.


"دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)" يونس


-----***-----

شرح أسماء الله الحسنى تحت هذا الرابط.
( http://www.nourallah.com/asmaa.asp)

______ (وقفة مع اسمه عزّ وجلّ البارئ) _____
*البارئ: اسم من أسماء الله الحسنى، فإذا قلنا خلق الله عز وجل الإنسان فمعنى ذلك أنه استحدثه وأوجده من العدم المطلق، وإذا قلنا برئ الله الإنسان فمعنى ذلك أنه استحدثه وأوجده من العدم المطلق في خلقة تناسب المهمة والغاية التي خلق من أجلها. فالخالق قد يخلق الشيء مناسبا أو غير مناسب، أما البارئ فلا يخلق الشيء إلا مناسبا للغاية التي أرادها من خلقه.

______(وقفة مع اسمه عزّ وجلّ البر)_____
*في اللغة "البر" هو الاتساع كما يرى المفسرون واللغويون أن البر هو الصلة والخير والاتساع في الإحسان والصدقة، ويجوز أن يكون معنى البر الكثير الطاعة، وجمعه أبرار، ومن المجاز (فلان يبر ربه) أي: يطيعه.

ATmaCA
01-18-2005, 02:09 AM
اولا اشكر اخى سيف الكلمة -- ولكل وجهة نظر

انا برايى صفات الألة اولا ثم الايمان بدينة

مثلا فى انتخابات الرئاسة الجمهورية -- نرى اولا صفة الحاكم

ثم نقوم بالتصويت لة .

وليس العكس !


==================

الاخ احمد المنصور

اسمح لى بمناقشة تصورك السابق


عدم القدرة على الفهم للمسائل الغيبية هو ناتج عن القصور في حواسنا والتي عن طريقها نتعامل مع العالم الخارجي. فمع وجودها لا نستطيع ادراكها مثلنا في ذلك مثل الانسان الاعمى الذي لم يتعرف على الالوان. فبالرغم من وجودها لا يستطيع ولا توجد قوى في العالم تستطيع أن تشرح له "معنى اللون".

وانا مقتنع بهذة النقطة -- فالانسان ضعيف فكريا مقارنة بالخالق والغيبيات .


1) في البداية سنعكس الاحداث في الزمن بمعنى لنفرض ان الخالق خلق المخلوقات كلها. ثم برأ البارئ كل مخلوق على نيته (نية المخلوق نفسه) ثم بعد ذلك صوره.

ايضا نعود للبداية -- فهو يعلم نية المخلوق مسبقا -- ولو خلقة بنيتة السيئة يكون ظالما .

فهو يعلم نية هذا المخلوق قبل ان يخلقة ومع ذلك خلقة .


2) الله سبحانه وتعالى برٌ بعباده, فبعد خلقهم وتبرأتهم وتصويرهم عرض عليهم التخيير (مع تحمل المسئولية) أو التسيير بلا حساب. فخيَّر اللهُ مخلوقاته كلها وعرض عليها الامانة:

ومافائدة انه عرض عليهم الامانة ؟. واين التخيير هنا مع العلم المسبق ؟

والباقى ايضا يرجع بنا بالبداية -- فأنت تصورك الاساسى انة خلق المخلوق على نيتة

فهل الله يعلم هذة النية ام لا ؟

اذا كان يعرف ان نية المخلوق سيئة ومع ذلك خلقة -- فهذا ظلم !

واذا كان لايعلم فهو ليس الة

فكما ترى نعود الى البداية :(

ATmaCA
01-18-2005, 02:32 AM
لو نظرنا الى الاية التى تقول

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30

لو نلاحظ الاية تتناول القضاء والقدر بطريقة " سرية " ولايعلمها الا الله .

فالملائكة قالوا لله

أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء

وقال الله

إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ

ومعنى الاية ان الله يعلم ان الانسان سيقتل ويسفك الدماء -- ومع ذلك خلقة !!!

والاية كما تكون الملائكة " تحذر " الله من خلق الانسان لانة سيقتل ويسفك الدماء

او كأن الملائكة تسأل نفس سؤالى فى هذا الموضوع او قريبا منة

وجواب الله


" إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "

او كأن الله يقول لى -- انى اعلم ما لا تعلم يااتماكا .

فسأتوقف عن التفكير فى هذة المسألة لسبب واحد

1 -- لانة يقول انى اعلم ما لا تعلم -- واذا كنت سأدركة بعقلى لكان اجاب

الله علية . ولكن يبدو ان الجواب خارج حدود الادراك .

احمد المنصور
01-18-2005, 03:49 AM
عزيزي اتماكا,

أنا سعيد بردك وسأحاول ان اتعامل مع ملاحظاتك


ولو خلقة بنيتة السيئة يكون ظالما .
.
فهو يعلم نية هذا المخلوق قبل ان يخلقة ومع ذلك خلقة .

لماذا؟. بالعكس لو لم يخلق المخلوق على نيته لكان ظالما. لنضرب مثال:

نفرض انك تعيش في بلد حاكمها دكتاتوري بإطلاق معنى الكلمة. أنت تفعل كل ما يريد هو:

تأكل ما يختاره لك,
تنام على الساعة تقوم على الساعة,
تتزوج من يختار لك وتعمل ما يأمرك به .......الخ
يقول لك انه يفعل كل ذلك لصالحك.

والسؤال هل تريد هكذا الحياة؟. ربما يوجد من يختار التسيير ولكن البشرية تعرف تجارب (وإن كانت اقل وطأة مما ذكرناه) كالشيوعية التي سلبت الناس اراداتهم فغرقوا في الخمور كمتنفس ولكن الى حين. بعدها ثار الناس وهدموا الاسوار وفضلوا العيش "مع المجازفة" والتعرض لقسوة الحياة على العيش تحت "رعاية وحنان" الدولة.

والان لنفرض ان هذا الحاكم عادل وفق "مرجع" معين ونعيد السؤال: والسؤال هل تريد هكذا الحياة؟.
قد تقول نعم. ولكن كيف نحكم ان هذا عدل!

لكي يقوم العدل يجب التخيير. فلا عدل بدون تخيير.



ومافائدة انه عرض عليهم الامانة ؟. واين التخيير هنا مع العلم المسبق ؟

أما الفائدة هو ما شرحته اعلاه وهي اقامة العدل بشهادة المخلوق نفسه. فلا عدل بدون تخيير.

أما بالنسبة لقولك: ؟. واين التخيير هنا مع العلم المسبق ؟
فهو غير دقيق. فنحن في تصورنا قلنا ان الخالق عند عرض الامانة قال لنا وحذرنا مما سيحدث فأما نختار الظهور الى عالم الظاهر (تجسيد الاحداث) ونحاسب أو نُسَلِم امرنا له ونبقى فى عالم الباطن ولا نُحاسب.

ومن ادعية المصطفى عليه الصلاة والسلام "اللهم لا توكلني الى نفسي ولو لطرفة عين". فالسر يكمن في تسليم امرك بإرادتك لخالقك. عندها يحمل عنك ما لا تستطيعه انت ولكن يجب ان تسلم له امرك:


إنه الاســـــــــــــــــــلام يا صديقي

الخالق يُبدي (يُظهر لخلقه) أمور ولا يبتديها (فهي بالنسبة له ازلية).

لاحظ في تصورنا هذا الجهل والظلم هما من جهة الانسان وليس من جانب الاله. وقمة العدل والحكمة والرحمة بأنفسنا هي ان نسلم امرنا الى الحكم العدل العزيز الحكيم. أي ان نرجع طواعية الى بارئنا.

فأنت تستطيع ان تختار لا أحد يمنعك. المشكلة هي اننا نوزع هذا الخيار على خط الزمن ونحن لا نعرف ما هو الزمن ولا كيف نتحرر منه. ولكن هل الخيار يجب ان يكون موزع على الزمن؟. بالنسبة لخالقنا لا فهو خارج محيط الزمن.



ولكن يبدو ان الجواب خارج حدود الادراك .

نعم أخي العزيز ولهذا استعملت منذ البداية كلمة تصور. ونحن في البداية قلنا ان عقلنا محدود وحكمته مطلقة. والمحدود لا يقارن بالغير مقيوس اطلاقا.

تصور لو اننا مجبرون على ان نعبد من هو اكثر منا ذكاء ولكنه ليس مطلق في حكمته, فهل هذا سيكون بنظرنا اله؟

ولكن الحمد لله فهو الحكيم البديع له الاسماء الحسنى,
أسلمُ له أمري عن طيب خاطر وأشهده على ذلك,
أشهد ان لا اله الا الله عليه توكلت واليه انيب,
اللهم لا توكلني الى نفسي ولو لطرفة عين,

والى الغد اخي العزيز.

سيف الكلمة
01-18-2005, 05:25 PM
سم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

ألأستاذ الفاضل أتماكا
أصل حديثى يعمل المرء عقله حتى إذا عرف الحق واستأنس به سلم بباقى القضايا الواردة من الحق سبحانه وتعالى بدأت قولى بإعمال العقل وانتهيت بالتسليم بالقضاء والقدر مرورا بالمرحلة الوسطى وهى معرفة الحق والإيمان يصدق الرسالة من الله
ولكن القفز من المرحلة الأولى للثالثة أمر غير وارد
ونكون متفقين على أن مرحلة الشك لا ينتظر فيها التسليم بالقضاء والقدر
ولا يمنع ذلك من استطلاع القضية فى رحلة البحث عن الحق
فإن وجدت بعض القيود فالمؤمنون هم الذين ينتظر منهم التقيد بها

الملائكة مؤمنون ويخاطبهم الله بخطاب المؤمنين بالقول الحاسم ( إنى أعلم ما لاتعلمون )
وهذا الخطاب يختلف عن خطاب الله لغير المؤمنين فى أكثر من موضع
ولكن لماذا قال لهم الله ذلك ؟
الملائكة يطمعون فى ميزة السكنى فى الأرض ويبينون وجه قصور فى الإنسان وهو الفساد فى الأرض وسفك الدماء ويستشفعون بتسبيحهم وحمدهم وتقديسهم لله
والعدل يستلزم مكافأة الجيد على حساب المفسد
الحجة قوية
فكان رد الله عليهم بقضية أخرى ( إنى أعلم ما لا تعلمون )
أى أن العلم والمعطيات التى بنيتم عليها حكمكم وعدلكم ناقصة فالحكم غير صحيح
إذن الإجابة ليست بقضية أخرى ولكنها حول نفس موضوع الحوار
أصبحت القضية الأن قصور العلم عند الملائكة وهم يعلمون من قبل أن الله يعلم ما لا يعلمون
إذن هم يحتاجون لدرس عملى ومثال
(وعلم آدم الأسماء كلها ) والأسماء بعض قليل من العلم كما نعلم
فعلم الإسم ( أتماكا )لا يعنى اكتمال العلم بكل شيء عن (أتماكا) فأنا لا أعلم كم عدد الخلايا فى عقلك ولا أعرف كم شعرة على جسدك ولا كيف يتوزع عليه الشعر والتفاصيل الجسدية والنفسية والإجتماعية أكثر من أن يعبر عنها الإسم وحده
هذا العلم القليل الذى علمه الله لآدم عجز الملائكة عن الإلمام به
(ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين* قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم*قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال .....)
اعترف الملائكة بعجزهم وسلموا بأن الله هو العليم واعترفوا بأن الله هو الحكيم فعزوا أمر الله باستخلاف آدم لحكمته
سلموا يقضاء الله وما قدره لهم ولآدم
ولكنهم قالوا (لا علم لنا إلا ما علمتنا ) فكتموا فى قلوبهم أن الله لوشاء لعلمهم ما يشاء ولم يذكروها تأدبا مع الحق سبحانه
( فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون*) 33
ذكرهم الله أنه إلى جانب علمه بغيب السماوات والأرض يعلم جهرهم ويعلم سرهم وما كانو يكتمونه
وكان عليهم أن يستشعروا الخضوع لتقدير الله وقضائه فارتقى الله بهم بالأمر (اسجدوا لآدم)
( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) استشعر الملائكة الخضوع لله بطاعته فى السجود لآدم وفشل إبليس باستكباره وهذه قضية أخرى فإبليس كان من الجن وكان بين الملائكة فى هذه القضية
سلم الملائكة بقضاء الله وتقديره ولم يسلم إبليس بذلك
هذه القضية تخبرنا
بقصور علمنا
وبأن الحكم لا يصح إلا بالإلمام بحيثيات القضية
وبأن تقدير الله وقضاؤه قد لا يرضى من لديه قصور فى العلم عن القضية التى قدر الله فيها قضاءه
وبأن الخضوع لمراد الله فيه النجاة
لأن العلم المتاح لنا قليل
والتكبر على خلق الله فيه الخطأ الكبير
وأقول ما قلت بأن جواب القضية التى لا يتوفر لنا كل معطياتها لا نستطيعه وهو قد لا يكون خارج حدود الإدراك من حيث القدرة العقلية ولكن خارج نطاق العلم المتاح
والحكم بنقص علم يكون منه الحكم المختل رغم قدرة العقل بسبب قصور العلم
والله أعلم

ATmaCA
01-19-2005, 08:26 AM
شكرا لااحمد المنصور وسيف الكلمة

الموضوع برمتة ليس قضاء وقدر كما كتبت انا

فى الاول ــــ بل مسألة حياة او موت .

شكرا لمن ساندنى واجاب على اسألتى

والسلام عليكم

عمر الأنصاري
12-25-2008, 03:15 AM
مع مرور المشاركات تظهر خبايا الأعضاء

وينشكف صدق من يريد الإسلام ومن يريد الشغب والبهتان

لا تؤاخذني
فإني لا أدري أهو توافق نهاية الكلام أم حقيقة من "يريد الإسلام"

واحد من اثنين

إما أنك لم تقرأ الموضوع أو أنك لم تفهم الرد

فإن كنت لم تقرأه فالخطأ منك وإن كنت لم تفهمه فالعيب فيك


احترنا مع هذه المسأله

بل احترت وحده
وخير دليل هذا الموضوع ومواضيع أخرى اهتدى أصحابها للحق اللهم اجعلني وإياك منهم
قل آمين




اذا ابو جهل حكم عليه بالنار قيل ان يموت

الله عز وجل علم أن أبو جهل في النار ولم يجبره على ذلك

وقد ضُرب مثل في المنتدى قبل أيام
إذا علم الفلكيون أن الشمس ستكسف غذا، هل يقول عاقل أن العلماء أجبروها

إذا علم الأب أن ابنه العاق سيذهب رفقة أصحابه ليزني ويشرب الخمر وفعلا ذهب الابن مع أصحابه وشرب الخمر وزنا

هل يقول عاقل أن علم الاب أجبره على ذلك

؟؟؟

ولله المثل الأعلى وهو العليم الحكيم


أرأيت كيف أن القضية سهلت بسيطة

أسأل الله أن يهديك للحق يا من تريد الإسلام

ناصر التوحيد
12-25-2008, 03:19 AM
اذا ابو جهل حكم عليه بالنار قيل ان يموت:13::13::13::13::confused::39: اليس من حقه ان تنقطع توبته بموته مثلنا واذا كان امره حسم وهو لم يمت فأين هو الخيار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سؤالك مطروح الان من اكثر من لاديني ولا ادري ..
ولانه سبق طرحه من غيركم تم الرد عليه بتفصيل واسهاب وبيان كافي ومستوفي

خذ لك هذا الرابط ففيه الجواب

القضاء والقدر :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=538

حسام الدين حامد
12-25-2008, 08:22 PM
العضو "يريد الإسلام" ألستَ تحاورني الآن في موضوع القضاء والقدر ؟!
فهل ترى أن نقوم بفتح عدة مواضيع مثلًا حتى تقتنع أننا حريصون عليك ؟!
أم ترى أن تلتزم بحوارك معي وتطرح كل ما تريد طرحه في ذاك الحوار (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=15705&page=3) ..
وبالمناسبة : فتوقعيك سيء .. ولا أظن أن أحدنا قابلك بمثل هذه الوجوه التعبيرية الغاضبة !!

حسام الدين حامد
12-25-2008, 09:21 PM
سأغير توقيعي
شكرًا على تفهمك .