ابن سلامة القادري
08-22-2013, 07:47 PM
إذا كان الظلم سببًا في هلاك الأمة فمن الواجب شرعًا الإنكار على الظالم ومنعه من الظلم، وعدم الاستكانة له، ولا الركون إليه، وبهذا تنجو الأمة مما قد يحل بها من عقاب أو هلاك بسبب الظلم الواقع فيها، ونتكلم فيما يلي عن سبل الوقاية من الظلم وعقابه:
http://im32.gulfup.com/xMSKt.jpg (http://www.gulfup.com/?A7KuMd)
1- التصدي لهم: عن أبي بكر الصديق أنه قال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ، وإني سمعت رسول الله يقول: ((إن الناس إذا رأوا ظالمًا فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)) أخرجه ابن ماجه الترمذي وقال: "صحيح".
وقد أمر الله عز وجل أن نتصدى للظالمين، فقال: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة: 193]، وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الشعراء: 10]
ووصف النبي من يتصدى للظلم بسيد الشهداء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((سيد الشهداء يوم القيامة حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)) رواه أحمد.
بل هو أفضل الجهاد، فعن طارق بن شهاب أن رجلا سأل النبي : أي الجهاد أفضل؟ قال: ((كلمة حق عند سلطان جائر)) أخرجه النسائي.
http://im32.gulfup.com/NliLp.jpg (http://www.gulfup.com/?PO2k49)
2- عدم الاستكانة للظالم: قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ [الشورى: 39]. وفي تفسير القرطبي في هذه الآية: "أي: إذا نالهم ظلم من ظالم لم يستسلموا لظلمه".
وفي صحيح البخاري: قال إبراهيم النخعي: كانوا –أي: الصحابة- يكرهون أن يستذلوا، فإذا قدروا عفوا.
http://im32.gulfup.com/5kUPi.jpg (http://www.gulfup.com/?owXpL5)
3- عدم الركون إلى الذين ظلموا: قال تعالى: وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ [هود: 113].
إنّ الميل إلى الظالمين يسبب مس النار والإحراق في نار جهنم، فكيف بالظالم نفسه الذي يعتدي على حرمات المسلمين وأموالهم وحرياتهم وحقوقهم وأعراضهم... إلخ.
http://im32.gulfup.com/qM1Qf.jpg (http://www.gulfup.com/?9LjkYn)
4- لا يعان الظالم على ظلمه: أعوان الظالم ظلمة مثله، فلا تجوز إعانة الظالم، كما حصل لفرعون وأعوانه قال تعالى: فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ [القصص: 40].
وعن أبي سعيد عن النبي قال: ((يكون أمراء يغشاهم غواش وحواش من الناس يكذبون ويظلمون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ومن لم يدخل عليهم ويصدقهم بكذبهم ويعينهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه)) رواه أحمد وأبو يعلى.
http://im32.gulfup.com/P80Pd.jpg (http://www.gulfup.com/?88RqPZ)
5- لا يعان الظالم على بقائه: لا يعان الظالم على بقائه في مركزه الذي يمكنه على الظلم، ولا يُدعى له بالبقاء لأن في بقائه استمرارًا لظلمه، وقد جاء عن الحسن البصرى قال: "من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه"، وسئل الإمام سفيان الثوري عن ظالم أشرف على الهلاك في برية، هل يسقى شربة ماء؟ فقال: لا، فقيل له: يموت؟! فقال: دعه يموت.
http://im32.gulfup.com/9r4dV.jpg (http://www.gulfup.com/?QWHyM3)
6- الدعاء على الظالم: قال تعالى: لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوء مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا [النساء: 148]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا يحبّ الله أن يدعوَ أحد على أحد إلا أن يكون مظلومًا، فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه وذلك قوله: إِلاَّ مَن ظُلِمَ وإن صبر فهو خير له).
بل ندعو عليه لأننا مظلومون، ودعوة المظلوم لا ترد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)) أخرجه أحمد والترمذي وقال: "هذا حديث حسن".
اللهم لا نهلك وأنت رجاؤنا، احرسنا بعينك التي لا تنام، وبركنك الذي لا يرام، يا سامعا لكل شكوى، ويا عالما بكل نجوى، يا كاشف كربتنا، ويا مستمع دعوتنا، ويا راحم عبرتنا، ويا مقيل عثرتنا، يا رب البيت العتيق، اكشف عنا وعن المسلمين كل شدة وضيق، واكفنا والمسلمين ما نطيق وما لا نطيق،
اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم، اللهم اهزمهم وزلزلهم، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم فرج عنا وعن المسلمين كل هم وغم، وأخرجنا والمسلمين من كل حزن وكرب...
مصرع الظالمين
عبد العزيز بن عبد المطلب رجب
http://www.alminbar.net/alkhutab/madda.asp?mediaURL=10418
http://im32.gulfup.com/xMSKt.jpg (http://www.gulfup.com/?A7KuMd)
1- التصدي لهم: عن أبي بكر الصديق أنه قال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ، وإني سمعت رسول الله يقول: ((إن الناس إذا رأوا ظالمًا فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)) أخرجه ابن ماجه الترمذي وقال: "صحيح".
وقد أمر الله عز وجل أن نتصدى للظالمين، فقال: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة: 193]، وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الشعراء: 10]
ووصف النبي من يتصدى للظلم بسيد الشهداء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((سيد الشهداء يوم القيامة حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)) رواه أحمد.
بل هو أفضل الجهاد، فعن طارق بن شهاب أن رجلا سأل النبي : أي الجهاد أفضل؟ قال: ((كلمة حق عند سلطان جائر)) أخرجه النسائي.
http://im32.gulfup.com/NliLp.jpg (http://www.gulfup.com/?PO2k49)
2- عدم الاستكانة للظالم: قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ [الشورى: 39]. وفي تفسير القرطبي في هذه الآية: "أي: إذا نالهم ظلم من ظالم لم يستسلموا لظلمه".
وفي صحيح البخاري: قال إبراهيم النخعي: كانوا –أي: الصحابة- يكرهون أن يستذلوا، فإذا قدروا عفوا.
http://im32.gulfup.com/5kUPi.jpg (http://www.gulfup.com/?owXpL5)
3- عدم الركون إلى الذين ظلموا: قال تعالى: وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ [هود: 113].
إنّ الميل إلى الظالمين يسبب مس النار والإحراق في نار جهنم، فكيف بالظالم نفسه الذي يعتدي على حرمات المسلمين وأموالهم وحرياتهم وحقوقهم وأعراضهم... إلخ.
http://im32.gulfup.com/qM1Qf.jpg (http://www.gulfup.com/?9LjkYn)
4- لا يعان الظالم على ظلمه: أعوان الظالم ظلمة مثله، فلا تجوز إعانة الظالم، كما حصل لفرعون وأعوانه قال تعالى: فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ [القصص: 40].
وعن أبي سعيد عن النبي قال: ((يكون أمراء يغشاهم غواش وحواش من الناس يكذبون ويظلمون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ومن لم يدخل عليهم ويصدقهم بكذبهم ويعينهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه)) رواه أحمد وأبو يعلى.
http://im32.gulfup.com/P80Pd.jpg (http://www.gulfup.com/?88RqPZ)
5- لا يعان الظالم على بقائه: لا يعان الظالم على بقائه في مركزه الذي يمكنه على الظلم، ولا يُدعى له بالبقاء لأن في بقائه استمرارًا لظلمه، وقد جاء عن الحسن البصرى قال: "من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه"، وسئل الإمام سفيان الثوري عن ظالم أشرف على الهلاك في برية، هل يسقى شربة ماء؟ فقال: لا، فقيل له: يموت؟! فقال: دعه يموت.
http://im32.gulfup.com/9r4dV.jpg (http://www.gulfup.com/?QWHyM3)
6- الدعاء على الظالم: قال تعالى: لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوء مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا [النساء: 148]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا يحبّ الله أن يدعوَ أحد على أحد إلا أن يكون مظلومًا، فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه وذلك قوله: إِلاَّ مَن ظُلِمَ وإن صبر فهو خير له).
بل ندعو عليه لأننا مظلومون، ودعوة المظلوم لا ترد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)) أخرجه أحمد والترمذي وقال: "هذا حديث حسن".
اللهم لا نهلك وأنت رجاؤنا، احرسنا بعينك التي لا تنام، وبركنك الذي لا يرام، يا سامعا لكل شكوى، ويا عالما بكل نجوى، يا كاشف كربتنا، ويا مستمع دعوتنا، ويا راحم عبرتنا، ويا مقيل عثرتنا، يا رب البيت العتيق، اكشف عنا وعن المسلمين كل شدة وضيق، واكفنا والمسلمين ما نطيق وما لا نطيق،
اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم، اللهم اهزمهم وزلزلهم، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم فرج عنا وعن المسلمين كل هم وغم، وأخرجنا والمسلمين من كل حزن وكرب...
مصرع الظالمين
عبد العزيز بن عبد المطلب رجب
http://www.alminbar.net/alkhutab/madda.asp?mediaURL=10418