المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغيب , التوحيد. الاخوان (نقد لمقال فيصل القاسم)



عياض
08-25-2013, 06:20 AM
بدون مقدمات المقالات الفاتحة للشهية فماغادر الصحفيون من متردم , أعجبني مقال فيصل القاسم الأخير ليس لشخصية الرجل البراغماتية لحد نعتها بالنفاق من بعضهم..من اغلبهم حتى نكون صادقين , و حتى اكون صادقا اكثر اعجبني المقال لأنه تجسيد لشخصية الرجل المادية الجدلية , الداروينية و ما شئت , فقد أتحفنا معري الجزيرة بنظرة بدأت تظهر للكثيرين اليوم في مسألة العلمانية و فصل الدين عن الدولة , بلا شك ستصدم كثيرا من المسلمين - و غير المسلمين بلا شك ايضا- الذين فهموا من دينهم صراحة ان العلمانية كفر و خروج بواح من الاسلام,لأن مفهومها او ربما منطوقها رد امر الله عليه , و مخاطبة السماء: ربما اعترف لك فعلا انك احسنت ادارة العالم حتى القرن الخامس عشر, لكن الى هنا شكرت السماء لك يا سماء سعيك , أخيرا استطعنا او نحن في طريق تحقيق نبوءة نبي الزرادشتية الجديدة نيتشة في ان ننزع يدك الغيبية عن كل شيء , من علومنا الى قوانيننا الى ارضنا هذه فاكتفي بسماءك و لا تتدخلي بعدها في ارضنا فمملكتك الموعودة لنا في الأرض كما هي في السماء قد اقتربنا من تحقيقها بدون الحاجة الى رحمتك و لا جبروتك , فقد بدأنا نمتلك تقريبا رغم كل تخليطات اصحاب نظرية الشواش و نظرية الفوضى ازمة خلقك الذي خلقت, وواقعك الذي برمجت , و حاجات كونك الذي فطرت .و حاكي الكفر ليس بكافر...
حلاوة مقال عقل فيصل الذي بدون -ساركازم و بصدق- يفتخر به ان يكون من القامات الاعلامية و الثقافية التي تتعلم منها ثقافة معاداة الأنا و التدرب على التجرد و الموضوعية الواقعية في هذه المنطقة الجاهلة المتخلفة المقلدة المتعصبة , انه يجابه الشناعة السابقة بكلام يبدو ظاهريا مفحما و مقنعا و مسكتا لكل الغيبيين الالهي منه و الانساني, الصحيح منه و الضعيف, القريب منه و البعيد, كلام خلاصته القوية : انا دلالتي نفس الواقع المعاش, فلا تجربة اليوم تنجح الا بنفض الغيب عن ظهرها , اذ خرج مسيح اهل المصلحة العاجلة المادية الرأسمالية مناديا بنهاية التاريخ و موت الايديولوجيات و صاح : ان لا غالب لكم اليوم من الناس و اني جار لكم , و هذه جيوش الغيبيين تنهزم الواحدة تلو الأخرى و بعدما اخرجوكم من ديارهم التي استعمرتموها من قبل ها هم ياتونكم في قوارب موت و يوشك ثائرهم يصيح بان تعودوا لقبر صلاح الدين من جديد....
لا شك ان هذه النظرة صحيحة الى حد بعيد , فالناس ما عادت تطيق ان تتخذ في سبيل لقمة عيشها بعضها بعضا اربابا, و لا ان تصبر في سبيل تحصيلها على غيبيات ما تعلم انها انزل لها من سلطان , هذا الالحاد بالغيب ضروري للتحرر ولا فكاك منه لأي فرد او مجتمع ان شاء كسر الأغلال المتراكمة عليه من اجيال لم يكن من هدف واقعي لفرضها عليه الا خدمة مصالح ملوك واحبار سوء و رهبانها .
لكن هنا سؤال مشروع على طريقة مقدمات الاتجاه المعاكس التي طالما علمتنا الجدلية الداروينية البروتاغورسية الجاحظية في احلى قوالبها الساخرة..أليس هذا نفسه الذي سردناه هو ايديولوجية غيبية بحد ذاتها يراد فرضها ؟؟؟ بمعنى هل يمكن نشر هذه الفكرة البسيطة بدون سلوك طرق غيبية ضرورة ؟؟؟ هل يمكن فعلا الافلات من التنظير و التدليج و تركيب النظريات و غيرها من وسائل العقائد و الأديان و الايديولوجيات السابقة؟ اليس نفس الاجتماع الانساني و طبع الانسان المختلط بين باطن و ظاهر هو الذي يفرض الغيب على اي فكرة مهما حاولنا تبسيطها لمطابقة مصلحة الواقع المادي و حسب؟؟؟ ما الذي يضمن ان نفس محاولة نشر هذه الفكرة -و لو بمقال يتيم مليء بحسن النوايا - هو محاولة أخرى لفرض خضوع الفرد مرة اخرى بشعارات المصلحة العاجلة حتى تتحقق مصالح افراد وجماعات اخرين ؟؟ هل يمكن فعلا التخلص من الغيب و الخضوع؟؟؟ اليس ذلك في حكم المستحيل كما قال فيليب سيمور مور لخواكين فيونيكس في فيلم الماستر: اذهب...فان وجدت احدا في الدنيا لا يخدم سيدا ابق قابلني ساعتها...؟؟؟
ألسنا بهذا نحاول خداع المواطن العربي المسلم المسكين الذي لا يعلم بعد ان هذا الفكر المصلحي ايضا المسيطر في بلاد العم سام له اساطيله العلمية و التكوينية و الفكرية و القانونية التي بنته كله على قواعد غيبية بدأت تنتج امراضا اجتماعية خطيرة من الأزمات الاقتصادية الطاحنة لملايين الفقراء الى انتاج اعداد من اطفال و شيوخ ضحايا الانهيار الاخلاقي مرورا بتغول الجريمة المنظمة مظاهر تلجأ الى علاجها نفس هذه الأنظمة الى حلول مناقضة تماما لهذه الفكرة البسيطة؟؟؟ مناقضة تتجلى في ان "أ" يدفع من ماله ل "ب" لاصلاح خطأ "ج" وهو ما يعد بحسب منظري هذه الفكرة نفسها غباءا منقطع النظير من الألف هذا مهما قال انما أريد الاصلاح ما استطعت لأنه الزم نفسه ان يطلب اثرا بعد عين ؟؟؟ اليس هذا يؤكد مقولة كانط ان الغيب حاجة انسانية لا يمكن تجاوزها و ما قال شوبنهاور ان الانسان حيوان غيبي؟؟؟
من هذه الضرورة انطلقت الديانات التي زعمت برهان الاتصال بالغيب , و هي تبقى لحد الآن الأكثر اتباعا في كل التاريخ ان اخذنا المعيار الديموقراطي, او اكثرها تغلغلا في طبقات العوام ان اخذنا المعيار النفسي’ فان بقي لنا المعيار الموضوعي, فآخر هذه الديانات التي تزعم انها اتت لا صلاح و فرمتة و تكميل النسخة الكاملة المتضمنة لاصدارات النسخ السابقة من ديانات الغيب, نرى انها في كلماتها الافتتاحية المسماة الشهادة, تتضمن قدرا كبيرا من هذا الالحاد السلبي , الحادا و كفرا بكل ايديولوجية لا برهان واقعي ملموس عليها ,و لا شرعية لأصحابها , من بشر او حجر او غيب او دين او سياسة او علم او ما كان , في شقها الأول تنحر كافة الغيوب التي تقول حسب تعبيرها انها تغل الانسان عن الوصول الى مصالحه , لكن لحاجة الانسان الى الخضوع , فهي لا تكتفي بالحاد سلبي حتى تضم اليه الحادا ايجابيا, تربط الفرد بشخص خارج عن كل منظومات واقعه بائن عنها و التي يمكن ان تستغل حاجته الفطرية هذه للخضوع لتنظيم جماعته فتخضعه لمصالحها حتى لو كانت بتبسيط فكرتها كما فعل عبقرينا فيصل , و تحتكر هذا الخضوع حتى لا يتمكن منه اي بشر او مخلوق كائنا من كان حتى لو تكلم ذلك المخلوق باسمه , و احتكرت هذه الديانة حق الغيب , و منعت حيازته عن كل افرادها حتى بدا مجتمعها الأول كمجتمعات اليوم التي تسود فيها اشتراكية المعرفة حيث لا رهبان و لا شيوخ دين و لا طبيعيين متفلسفين و لا سياسيين نخبويين بل الجميع يمكن ان يتعلم من الجميع , و جعلت اوامر و نواهي ذلك الشخص المتعال لا تكون قطعية في تنظيم المصالح المادية العاجلة الا بما رأته كل الجماعة او المجتمع , و ما اختلفوا فيه فلا سلطة غيبية لأحد على اخر بل حتى نفرت من الوعاظ و القصاص المستغلين للغيب للتنقص من واقعية وعي الناس و ربطهم بالنفعية و ما تحته عمل , ربط بالمصالح في حق الاجماع و الاختلاف النقي من خلط الغيب الانساني بالغيب المحتكر الهيا هدفه الأول بحسب هذه الديانة التناغم الاجتماعي و ان ادى احيانا الى التضحية ببعض احكامها حين يعطل الجهل ظهور المصلحة في المجتمع بهذه التدافع الاجتماعي النفعي الى حين ظهورها, و هو ما كان جمع بيانه القانوني الفقيه الطوفي بعمق اوفى مما فعل الفاضل بنتام و انكره معاصرونا رغم انه منتشر في كتب المصالحيين من قبله و بعده كالشاطبي و ابن تيمية و العز و الغزالي بعبارات و تركيبات مختلفة كالتدرج و الرجعية في النسخ و غيرها من مباحث الأصول , غير انهم فرقوا و هو جمع ...
المقصود ان الحديث طويل الذيل لكن فكرة المقال الأساسية هي ربما اول طريق لأن يتعلم الناس في مجتمعنا الشرقي المتخلف الجاهل الظالم العنيد ...الخ تطبيقيا و تعايشا التحرر الموجود في الشق الأول من شهادة التوحيد , فان كان شيء ما جمع النماذج السياسية الفاشلة المذكورة من الشيوعيين الى الاخوان , فليس هو تضمن سياستهم للغيب كما تلمح شخصيتنا الاعلامية القلقة, و انما ادعاؤهم قولا او فعلا و بدرجات متفاوتة احتكار الغيب دون الجماعة كلها, و هو ما يشكل نقضا جليا او خفيا لأول شق من لااله الا الله.

أمَة الرحمن
08-25-2013, 07:01 AM
فكرة المقال الأساسية هي ربما اول طريق لأن يتعلم الناس في مجتمعنا الشرقي المتخلف الجاهل الظالم العنيد ...الخ تطبيقيا و تعايشا التحرر الموجود في الشق الأول من شهادة التوحيد

(لا اله) رمز التحرّر من كل طاغوت، (إلا الله) رمز التحرّر بعبادة الإله الحق... و لن نصل حقاً للتحرّر النهائي إلا بالمرور بمرحلة التحرّر الأولى.

فاللّهم وفقنا لأن نقول و نعمل و نعيش من أعماق أعماقنا بـ(لا إله إلا الله).

بارك الله فيك، أستاذ عياض.

السيف الصقيل
08-25-2013, 02:58 PM
اطلعت على مقاله و هو أتفه أن يرد عليه فما قاله مجرد تقليد و اجترار لأفكار العلمنة و التغريب و ممارسة للتضليل الثقافي حيث ربط نقل التحديث والتصنيع و بناء الدولة القوية بهدم البنى التحتية الإجتماعية و الفكرية التي مازالت أو كانت قائمة في مجتمعاتنا والعمل على تدميرها و إن شئت فقل الربط بين بناء الدولة القوية و تفتيت إنسانية الإنسان فعلى محاربي التقليد التصدي لهذه الأفكار وذلك لأنها أولا كفر و خروج من الإسلام و لو كان أكثر الناس صلاة و صياما و ثانيا لأن هذه الأفكار مجرد زيادة في مآسينا و جراحاتنا و استمرار لحالة التردي والتفكك والتفسخ في مجتمعاتنا و ثالثا لمجافاتها الحقيقة و معاداتها إنسانية الإنسان فللإنسان وجودان وجود مرئي و وجود غيرمرئي و العلمانية اهتمت بالوجود المرئي و اهملت وجوده غير المرئي و وجوده غير المرئي يضاهي المرئي بل أشد قدرا و مقدارا و ما ذاك لأن الإنسان لا تنحصر ذاته في النفس بل تتعدى إلى الروح وو لا تنحصر رؤيته في البصر بل تتجاوز إلى البصيرة و العلمانية جهلت وجوده غير المرئي فزادت من عذاب الإنسان و تمزقه بين ويلات الحيرة والاضطراب، وتنازع الأفكار والمعتقدات والعواطف، فالانطلاقة الحقيقية والاستجابة لدواعي الإصلاح لا بد من أن تبدأ بتحقيق إنسانية الإنسان، وبناء الأمن الداخلي و الموافقه بين وجوده المرئي و وجوده غيرالمرئي و هذا ما لا يتم إلا بالدين الحق ( الإسلام ) فيجمع الإنسان ذاته و تحقق إنسانيته وهكذا يستعيد الإنسان قدرته وفاعليته ويحقق انطلاقه و تلبيسه بطرح تجربة حزب الحرية و العدالة على ابعاد التكوين العقائد عن الأحزاب مردوده من أساسها لأن ما حدث لا يدل إلا على فشل الديمقراطية و عدم جداوها في الإصلاح لمصادمتها الإسلام ( شرك ) و بالتالي هي أبعد ما تكون من تحقيق انسانية الإنسان فلا عجب أن يكون الفشل هو مصيرها و أيضا هناك فشل من جهة أخرى فقبول الديمقراطية اعتراف بالهزيمة الفكرية لأنها باتفاق الجميع انتاج غربي و الحل هو السعي لتمكين الإسلام بما تمكن به على مر العصور السابقه خاصه في أول أمره و الحلول الأخرى مجرد عبث و لعب أطفال !

واسطة العقد
08-26-2013, 03:01 AM
الانسان مخلوق مجبول على الايمان بما لا يرى ايًا كانت عقيدته و ثقافته، ان كان شيوعيًا او مسلمًا او وثنيًا.. او فتاةً تؤمن بالابراج، جانبٌ كهذا لا يمكن فصله البتة عن اي نشاط انساني.. و السياسة ليست استنثاءً، و منذ دخلت الامة الاسلامية قبل قرون بدايات مرحلة الانحطاط بدأت امراضنا الدفينة و امراضنا المستوردة تطفو على السطح رويدًا رويدًا حتى استفحلت.. و اصبحت لدينا اشكالات اصيلة و اشكالات مستوردة مجبورون نحن على حلها، مشاكل كانت نتاجًا للجهدنا الذاتي احيانًا و مساعدة كريمة من اعدائنا الذين يدركون جيدًا و ربما اكثر من كثير منا ان القمة لا تحتمل الا حضارة واحدة، و ان ابعاد البؤس عن ارضنا يعني نقله لارض اخرى... من اسوء تلك المشاكل هي فقدنا لثقتنا بنفسنا كمسلمين و كحضارة قادرة على استيعاب العالم كله و ضمه لصفها و داخلها، و هي ربما الخصيصة التي تمتاز بها الحضارة الاسلامية وحدها.. فبعيدًا عن الفن الاموي و الموشحات فالحضارة الاسلامية استوعبت الاف الشعوب و الحضارات دون ان تفتك بخصوصيتها و تدمر ثقافتها لتنتج مشكلات هوية خطيرة، مثل التي نراها بكل بلدان العالم التي تاثرت بالمد الغربي، فالعربي و الصيني مسلمان دون ان يؤثر هذا على هويتهما و حضارتهما... فقدنا هذه الثقة و بدأنا بمراجعة هويتنا و خصائصنا التي تميزنا عن غيرنا بحثًا عن المشكلة، مع ان المشكلة ليست بالهوية.
صدقنا المستشرقين و هم يقولون ان المشكلة بالتخلف الاسلامي هو مشكلة جوهرية، و ان الاسلام ما كان ليقيم حضارة.. و كذبنا اعيننا و هي ترى بعضا من مظاهر تلك الحضارة بمدننا، فقدنا ثقتنا بأنفسنا و بالشيء الذي يجمعنا كبعض.. بالتالي ب"مشروعنا الاسلامي و اصوله"... اي بلغة الموضوع فقدنا ثقتنا بمصدر الغيب عندنا، مصدر الثقة بأننا الافضل و الاقدر و بأننا شعب الله الذي يقدسه حق التقديس... و اصبحنا ننسخ و نلصق كالحمقى ايدلوجيات و فلسفات خارج سياقها التاريخي و زمانها و مكانها لنقدمها على انها المشروع الامثل و الحل الافضل لعودتنا لمكاننا الذي شغلناه لعدة قرون، او بحالة اسوء بدأت تتبلور منذ سنوات.. اصبحنا لا نريد ان نكون الافضل، نريد اهون الحلول السيئة فقط... و مع تراجع "الصمغ" الذي جمعنا بدايةً ببعضنا، بدأت تظهر القوميات و النعرات التي نسينيها.. و مع تراجع ايماننا بلا اله الا الله، اصبحنا نقدس تلقائيا و دون ان ندرك رموزا و افكارا و اشخاصا و نفقد خصيصة النقد و المراجعة و الشك، نتحول لقطيع عنيد جاهل، او لقطعان جاهلة بقدر "الرموز" التي قدسناها.. لا ازال مؤمنة اننا محتاجون لتيار واحد، تيار اسلامي قوي واحد فقط لنبدأ معركة الاستدرداد التي لن تبدأ قبل سنوات من التربية و التهيئة لمجتمعات اعتادت التخلف حتى فقدت ادراكها بوجوده، قدر الحق المناسب و ليس كل الحق مع قدر القوة الكافي... بعد مراجعات كثيرة و تصحيح لذاك التيار.

أمَة الرحمن
08-26-2013, 03:14 AM
فقدنا ثقتنا بمصدر الغيب عندنا، مصدر الثقة بأننا الافضل و الاقدر و بأننا شعب الله الذي يقدسه حق التقديس... و اصبحنا ننسخ و نلصق كالحمقى ايدلوجيات و فلسفات خارج سياقها التاريخي و زمانها و مكانها لنقدمها على انها المشروع الامثل و الحل الافضل لعودتنا لمكاننا الذي شغلناه لعدة قرون، او بحالة اسوء بدأت تتبلور منذ سنوات.. اصبحنا لا نريد ان نكون الافضل، نريد اهون الحلول السيئة فقط... و مع تراجع "الصمغ" الذي جمعنا بدايةً ببعضنا، بدأت تظهر القوميات و النعرات التي نسينيها.. و مع تراجع ايماننا بلا اله الا الله، اصبحنا نقدس تلقائيا و دون ان ندرك رموزا و افكارا و اشخاصا و نفقد خصيصة النقد و المراجعة و الشك، نتحول لقطيع عنيد جاهل، او لقطعان جاهلة بقدر "الرموز" التي قدسناها..

قالها الفاروق رضوان الله عليه: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله).

و قالها قبله رب العزة:

(أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا)،

(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)،

(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا)،

((وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)،

(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

عزة المؤمن و ايمانه وجهان لعملة واحدة، فلا ينفصلان و لا ينبغي لهما.

و هذه العزة - وليس الغرور المادي الفارغ - هي أول ما سعى أعدائنا لانتزاعه من صدورنا. مرة بفرض الذل علينا بقوة القهر و السلاح، و مرة بالكلام الوردي المسموم عن "حقوق الإنسان المعاصر" التي لا فرق فيها بين مسلم يوحد الله و بين كافر يلحد فيه أو يشرك في عبادته.

واسطة العقد
08-26-2013, 03:22 AM
عزة المؤمن و ايمانه وجهان لعملة واحدة، فلا ينفصلان و لا ينبغي لهما.

ربما لهذا كان ابناء الصحوات الاسلامية و طلبة العلم و من شابههم اقل الناس وقوعًا باشكالية الهوية هذه، مع ما فيهم من اخطاء و عيوب.. اعتقادي ان ما نعانيه على الحقيقة هو مشكلة ثقة لا مشكلة تخلف، نحن اتتنا الاجوبة الغيبية جاهزة على طبق من ذهب.. لسنا محتاجين الا الى الانصراف الى الدنيا التي لدينا ايضا رزمة جاهزة على طبق من فضة و معايير اخلاقيه و مشروع امة عالمية جاهز، جربنا تطبيقها كلها و نجحت نجاحا باهرا لا مثيل له بالعالم، لكننا لطول الزمن الذي يفصلنا عن تلك العصور و لطول الزمن الذي قضيناه تحت هذا الذل و التخلف.. فقدنا الثقة شيئا فشيئا بما يبدو الان سرابا بعيدا لشيء قد كان ثم انتهى، كأن استبدال الحصان و البعير بالسيارة و القطار يعني ان الانسان لم يعد هو الانسان.. و الاسلام لم يعد هو الاسلام، فصرنا بحاجة لمواكبة العصر و اخذ معتقد مودرن يواكب هذه التطورات.. و صار الواجب الذي علينا كملسمين، و هو واجب و ليس ترفا او قتالا للبقاء، و هو ان نكون نحن الافضل و الاقوى.. ان نكون اليد العليا التي تعطي لا السفلى التي تأخذ، اليد التي تضرب من حديد وقت الحاجة، و تحن لتعلم الرسالة لمن لا يعلمها بيد اخرى.. صار شيئا تافها لا يفكر به على الحقيقة احد.

أمَة الرحمن
08-26-2013, 03:46 AM
اعتقادي ان ما نعانيه على الحقيقة هو مشكلة ثقة لا مشكلة تخلف

و هل تخلّفنا إلا لضعف ثقتنا بديننا الخالد؟

لهذا جاءت كلمة التوحيد عظيمة في معناها و أثرها، فالشق الأول منها يدعو لاعلان الكفر بكل الطواغيت و المرجعيات التي تنفصل عن السماء أو تدعي زوراً الإتصال بها. و هذا الكفر - الذي يسبق اعلان العبودية لله الأحد الصمد - لا يخرج صدقاً إلا من نفس مشبعة بالثقة بكتابها و برسولها.

عياض
08-27-2013, 11:51 PM
لا اميل الى فكرة التيار الاسلامي الواحد, لكن ما سينتج من الرد الى الله و رسوله فقط تدافعا واقعيا لا فقط ذهنيا او ثقافيا كما فعلناه كل هذه السنين ..تدافعا سلميا مع كل عناصر المجتمع المدني او الجماعة , سيكون اشبه بتدافع عميان كل منهم و درجة عماه و بحسب ما يدرك هؤلاء العميان ان تجاوز عماهم و الابصار لن يكون الا ابصارهم معا جماعة الناتج عن تدافعهم سنة فردية , سيتنهون مع الوقت الى ابصار حقائق غير متوقعة قد يتجاوزون بها و يتحررون بها من اغلال افكار فردية قدسوها زمانا وحسبوها لا تنقض و ما هي الا آثار تراكمات لفتن تاريخية و لربما آنذاك تكون صدمات قد لا يكون اقلها ان يكون كثير من كلام فيصل القاسم هذا اقرب الى الحق و النفعية و الواقع و ما تحته عمل من كثير من كلام اخواننا اليوم...و الله أعلم