المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم إن علينا بيانه



أبو جهاد الأنصاري
05-20-2006, 11:22 AM
( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )

قال تعالى : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) [سورة القيامة]
قال ابن كثير رحمه الله : "هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله (ص) في كيفية تلقيه الوحي من الملك، فإنه كان يبادر إلى أخذه، ويسابق الملك في قراءته، فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له، وتكفل له أن يجمعه في صدره، وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه.
فالحالة الأولى: جمعه في صدره.
والثانية: تلاوته.
والثالثة: تفسيره وإيضاح معناه.
ولهذا قال: ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) أي: بالقرآن.
كما قال: ( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) [ طه : 114 ] .
ثم قال: ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ) أي: في صدرك،
( وَقُرْآنَهُ ) أي: أن تقرأه.
( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ ) أي: إذا تلاه عليك الملك عن الله عز وجل.
( فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) أي: فاستمع له، ثم اقرأه كما أقرأك.
( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) أي: بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه، ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا".
انتهى من تفسير ابن كثير.
قلت (أبو جهاد الأنصاري) : فى قوله تعالى : ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) دليل صريح وبرهان واضح على حجية السنة النبوية المطهرة ، غفل عنه كثير من الناس.
ذلك أن عملية (البيان أو التبيين) تحتاج إلى: (مُبَيَّن) ، و (مبيِّن) فأما (المبيَّن) فهو القرآن ، وهذا معلوم بالبديهة وواضح الدلالة ، أما (المبيِّن) فهو السنة التى ستبين القرآن.
فقوله تعالى: (بيانه) أى بيان القرآن كاملاً غير منقوص تفيد أن المبيِّن خارج ومنفصل عن المبيَّن وليس فيه ذاته. إذ كيف يكون بيانه فى ذاته ، ولو كان بيانه فى ذاته ، فكيف يكون وأين يكون بيان ذلك الذى بيّن الأول؟ وهكذا .... وهذا يدخلنا فى دائرة سرمدية لن نخرج منها.
ويؤكد هذا المعنى ، وذلك الفهم حرف (ثم) والتى تفيد الترتيب مع التراخى ، أى أن عملية البيان ستأتى لاحقة ومتأخرة وفى ترتيب بعيد ومنفصل عن عملية القراءة والجمع.
وهنا أقول لمنكرى السنة : هل قرأتم هذه الآية من قبل؟

muslimah
05-20-2006, 09:12 PM
وهل قرأوا هذه الآية الكريمة :

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4

أي : وما أرسلنا مِن رسولٍ قبلك -أيها النبي- إلا بلُغة قومه; ليوضِّح لهم شريعة الله, فيضل الله من يشاء عن الهدى, ويهدي من يشاء إلى الحق, وهو العزيز في ملكه, الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها وَفْق الحكمة.


وماذا عن هذه أيضاً:

{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44

بمعنى: وأَرْسَلْنا الرسل السابقين بالدلائل الواضحة وبالكتب السماوية, وأنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن; لتوضح للناس ما خفي مِن معانيه وأحكامه, ولكي يتدبروه ويهتدوا به.


وهذه:-
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل64
وما أنزلنا عليك القرآن -أيها الرسول- إلا لتوضح للناس ما اختلفوا فيه من الدين والأحكام; لتقوم الحجة التفسير: عليهم ببيانك ورشدًا ورحمة لقوم يؤمنون.

د. هشام عزمي
05-21-2006, 12:57 AM
نقل السيوطي بعض الروايات عن مكحول ويحيى بن كثير - وهما من التابعين - في بيان الكتاب بالسنة ثم نقل عن البيهقي قوله : (( ومعنى ذلك أن السنة مع الكتاب أقيمت مقام البيان عن الله ، كما قال الله : { وأنزلنا الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم } (النحل 44) لا أن شيئًا من السنن يخالف الكتاب )) .

ثم قال السيوطي : (( قلت : والحاصل أن معنى احتياج القرآن إلى السنة أنها مبينة له ، ومفصلة لمجملاته . لأن فيه لوجازته كنوزًا تحتاج إلى من يعرف خفايا خباياها ، فيبرزها . وذلك هو المنزل عليه صلى الله عليه وسلم . وهو معنى كون السنة قاضية عليه ، وليس القرآن مبينًا للسنة ، ولا قاضيًا عليها . لأنها بينة بنفسها ، لم تصل إلى حد القرآن في الإعجاز والإيجاز . لأنها شرح له ، وشأن الشرح أن يكون أوضح وأبين وأبسط من المشروح ، والله أعلم )) .

المصدر : مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة للحافظ السيوطي رحمه الله ص196-197 .

muslimah
05-21-2006, 12:27 PM
‏)فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً) (مريم:97) ‏

لو كان القرآن الكريم هو فقط ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم لما عرفنا الأحكام ولا تفسير الآيات

بل ولما كان هناك حاجة إلى نبوته صلى الله عليه وسلم

فكان بالإمكان تنزيل القرآن الكريم مكتوباً على ألواح من السماء

وقد حدث مثل ذلك مع نبي الله موسى عليه السلام:-

{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }الأعراف145

التفسير: وكتبنا لموسى في التوراة من كل ما يحتاج إليه في دينه من الأحكام, موعظة للازدجار والاعتبار وتفصيلا لتكاليف الحلال والحرام والأمر والنهي والقصص والعقائد والأخبار والمغيبات, قال الله له: فخذها بقوة, أي: خذ التوراة بجد واجتهاد, وأمر قومك يعملوا بما شرع الله فيها; فإن مَن أشرك منهم ومِن غيرهم فإني سأريه في الآخرة دار الفاسقين, وهي نار الله التي أعدَّها لأعدائه الخارجين عن طاعته.


{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154

التفسير: ولما سكن عن موسى غضبه أخذ الألواح بعد أن ألقاها على الأرض, وفيها بيان للحق ورحمة للذين يخافون الله, ويخشون عقابه.

ماذا يقول من يزعمون أنهم يتبعون القرآن الكريم عن هذه الآيات الكريمة ؟
إذا كان الله جل في علاه قد وضح لبني إسرائيل ما يحتاجونه في الألواح فما الذي فعله موسى عليه السلام ؟
وما معنى أمرُ الله له بأن يأخذها بقوة وأن يأمر قومه بأن يفعلوا الشيء نفسه؟
هل كانت لغة التوراة هي نفس لغة موسى عليه السلام ولكن ليست لغة بني إسرائيل فأمر الله نبيه بترجمتها لهم ؟
أم أن المعنى هو الأمر بشرح وتوضيح معنى التوراة وتطبيقها ؟

ألا يكتب الدستورَ مجموعةٌ من الأخصائيين ولكنهم يتركون تطبيقه للهيئات الأخرى؟
هل هذا دليل على نقص في الدستور أم حاجة عامة الناس إلى معرفته معرفة صحيحة وتطبيقه كما ينبغي؟

ألا يستعمل القرآنيون جهاز الحاسوب بناء على تعليمات من هم أخصائيون في ذلك؟
هل هذا دليل على نقص في الحاسوب أم حاجتهم هم للتوضيح حتى يفهموا؟

الا يذهب جميع الناس تقريباً إلى مؤسسات التعليم لتلقي شروح وتفاسير بعض النظريات وأنواع العلوم ؟
هل هذا دليل على نقص في تلك النظريات والعلوم ؟
لماذا لا يبقون في بيوتهم ويخترعون لأنفسهم طرقاً لفهمها غير التي يتداولها البشر كما يفعل القرآنيون مع كتاب الله؟؟؟

ولماذا يُرفق كل مخترع تعليمات استعمال مخترَعه لعامة الناس ؟ هل لأن المخترَع ناقص؟

وأهم من هذا وذاك : لماذا أُطلق على الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لقب حبر الأمة وترجمان القرآن الكريم ؟
هل كان يرى نقصاً في كتاب الله فاضطر لتوضيحه ؟؟
وعمن أخذ ذلك التوضيح؟

نسأل الله الثبات على دينه وألا يجعلنا {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم32

والحمد لله على نعمة الإسلام