هشام بن الزبير
02-14-2012, 05:21 PM
يحاول الملاحدة المتسترون بين جماهير المسلمين أن يركبوا كل فكر دخيل لتقويض دعائم الإيمان والإسلام, فقد اعتنقوا الشيوعية زمانا حتى أفلست ثم مالوا عنها إلى غيرها من المذاهب الهدامة. والليبرالية اليوم هي القناع البراق الذي يتخفى حوله أهل الإلحاد ويصرون على أنها ليست عقيدة بل وجهة نظر سياسية واقتصادية تقدمية لا صلة لها بالعقائد ولا بالأديان ولا بالوحي الإلهي. إن الليبرالية ستبقى مفهوما فضفاضا غامضا لكنها دون شك دعوة إلى حرية متضخمة لإنسان يرفض أي نوع من القيود أو الضغوط الخارجية على حريته الشخصية, وإن كانت تلك القيود ضوابط الشرع نفسه.
إن بعض الليبراليين الأوائل خاطبوا شعيبا عليه السلام بقولهم: (قالوا:يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا , أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد) هود: 87, فانظر كيف لم ينكروا أصل شعيرة الصلاة, لكنهم أنكروا إخراجها من عالم الإعتقادات الغيبية والشعائر الشخصية إلى مجال التأثير الاجتماعي وتوجيه معاملات الناس, إنهم ليبراليون بالفعل, فهم لم ينكروا الحرية الدينية الشخصية, وإنما أنكروا -في زعمهم الفاسد- أن تصير وسيلة للحد من حرية الآخرين, فمن عبد أي إله مهما كان دون أن يسعى في جعل عبادته سلوكا اجتماعيا مؤثرا, فهو حليم رشيد ومواطن صالح في عرف الليبرالية التي ورثها أبناء الجاهلية المعاصرة من سلفهم الطالحين كفرة مدين.
إن الليبرالي يريد مجتمعا لا تقوم سياسته واقتصاده وتعليمه وإعلامه على أساس العقائد الدينية, بل على فلسفات بشرية مادية يتوافق عليها المجتمع الليبرالي, على أن يبقى الدين حرية فردية لا أثر لها في حركة المجتمع, وهذا هو الإلحاد عينه, فهل يتصور عاقل أن الملاحدة يطمحون إلى أكبر من ذلك؟ وماذا عساهم يطلبون أكثر من هذا؟ حتى في زمان الشيوعية المتوحشة البائدة فإن الدين لم ينقرض, لكنه بقي حيا في ضمائر المؤمنين وفي بيوتهم, وهذا هو نفس مقصد الليبرالية اليوم. إن الليبرالية بهذا المعنى عقيدة إلحادية, لأنها تسعى إلى صبغ المجتمع بأسره بصبغة لادينية. إنها تدعو صراحة إلى تنحية الدين عن مراكز التأثير في حياة الناس باسم العلمانية والحرية والحداثة ونبذ التقاليد وتسلك إلى ذلك طريقا ملتويا يبدأ بزرع الشك وبذر الشبهات ونفض الغبار عن كتب الضلال والزندقة وبث سمومها بين الشباب. إن الليبرالي لا يتورع عن إحياء المذاهب الحلولية والباطنية سعيا في خلخلة عقيدة المجتمع المسلم, استعدادا لحقنه بفكر الرجل الأبيض الذي لا يرى خلاصا ورقيا إلا في اقتفاء آثاره.
وإذا كان المسلم ينآى بنفسه أن يكون مطية لأي من هذه الدعوات الخبيثة, فإن الملحد المتستر خلفها يصر ألا يزول عنه اسم الإسلام رغم مناقضته لأصوله الكبرى, وإنكاره لما عُلم بالضرورة من شموله لمناحي الحياة, وهيمنته على العقائد والتشريعات والمعاملات. لكننا ننزه الإسلام أن ينتسب إليه من يدعو جهارا إلى هدمه ويتخذ ذلك غاية يناضل من أجلها.
إن بعض الليبراليين الأوائل خاطبوا شعيبا عليه السلام بقولهم: (قالوا:يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا , أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد) هود: 87, فانظر كيف لم ينكروا أصل شعيرة الصلاة, لكنهم أنكروا إخراجها من عالم الإعتقادات الغيبية والشعائر الشخصية إلى مجال التأثير الاجتماعي وتوجيه معاملات الناس, إنهم ليبراليون بالفعل, فهم لم ينكروا الحرية الدينية الشخصية, وإنما أنكروا -في زعمهم الفاسد- أن تصير وسيلة للحد من حرية الآخرين, فمن عبد أي إله مهما كان دون أن يسعى في جعل عبادته سلوكا اجتماعيا مؤثرا, فهو حليم رشيد ومواطن صالح في عرف الليبرالية التي ورثها أبناء الجاهلية المعاصرة من سلفهم الطالحين كفرة مدين.
إن الليبرالي يريد مجتمعا لا تقوم سياسته واقتصاده وتعليمه وإعلامه على أساس العقائد الدينية, بل على فلسفات بشرية مادية يتوافق عليها المجتمع الليبرالي, على أن يبقى الدين حرية فردية لا أثر لها في حركة المجتمع, وهذا هو الإلحاد عينه, فهل يتصور عاقل أن الملاحدة يطمحون إلى أكبر من ذلك؟ وماذا عساهم يطلبون أكثر من هذا؟ حتى في زمان الشيوعية المتوحشة البائدة فإن الدين لم ينقرض, لكنه بقي حيا في ضمائر المؤمنين وفي بيوتهم, وهذا هو نفس مقصد الليبرالية اليوم. إن الليبرالية بهذا المعنى عقيدة إلحادية, لأنها تسعى إلى صبغ المجتمع بأسره بصبغة لادينية. إنها تدعو صراحة إلى تنحية الدين عن مراكز التأثير في حياة الناس باسم العلمانية والحرية والحداثة ونبذ التقاليد وتسلك إلى ذلك طريقا ملتويا يبدأ بزرع الشك وبذر الشبهات ونفض الغبار عن كتب الضلال والزندقة وبث سمومها بين الشباب. إن الليبرالي لا يتورع عن إحياء المذاهب الحلولية والباطنية سعيا في خلخلة عقيدة المجتمع المسلم, استعدادا لحقنه بفكر الرجل الأبيض الذي لا يرى خلاصا ورقيا إلا في اقتفاء آثاره.
وإذا كان المسلم ينآى بنفسه أن يكون مطية لأي من هذه الدعوات الخبيثة, فإن الملحد المتستر خلفها يصر ألا يزول عنه اسم الإسلام رغم مناقضته لأصوله الكبرى, وإنكاره لما عُلم بالضرورة من شموله لمناحي الحياة, وهيمنته على العقائد والتشريعات والمعاملات. لكننا ننزه الإسلام أن ينتسب إليه من يدعو جهارا إلى هدمه ويتخذ ذلك غاية يناضل من أجلها.