المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يترك الله الناس يعذبون قبل أن يُعرفهم الحق ؟ (حول صفة الرحمة)



حسن تامر
09-03-2013, 06:58 AM
مع افتراض أن الإسلام هو الدين الحق الذي أنزله الخالق ( الله الرحمن الرحيم ) فإن آلام الناس تنقسم إلى ثلاث حالات:

1 ) آلام المؤمنين وهذا مفهوم على اعتباره ابتلاء بعدما عرفوا الحق

2 ) آلام الكافرين الجاحدين للحق وهذا مفهوم على اعتبار أنه عقاب على رفضهم للحق

3 ) آلام الذين لم يجدوا الحق حتى يجحدوه, وهؤلاء هم الدليل على عدم وجود إله رحيم أو بالأدق عدم تدخل الخالق في شئون البشر اليومية.

فأي رحمة في أن يتركهم يُظلمون ويعذبون وتقطع أطرافهم وتشوه أجسادهم منذ أن ولدوا حتى يكادوا يعتقدون أن ما هم فيه هو الطبيعة أو الفطرة التي خُلقوا عليها وهو ينظر إلى آلامهم وجروحهم بدون تدخل وكأنه يعجبه ذلك.

كراد يس
09-03-2013, 08:34 AM
الهواء الذي تتنفسه رحمه الطعام الذي تأكله رحمه جهازك الهضمي والعصبي رحمه هيكلك العظمي رحمه سمعك رحمه بصرك رحمه قوتك رحمه لبسك رحمه نومك رحمه بيتك رحمه ....
نسيت كل هؤلاء وغيرها الكثير الكثير
وركزت على امر لن يدوم
الآلم الذي سوف ينتهي حتماً بإذن الله والذي سوف تعلم بعد ما ينتهي انه خير لك ولولا هذا الالم الذي تتذمر منه ما عرفت قيمت هذه الرحمه

اكرم غانم
09-03-2013, 08:59 AM
السلام عليكم
الايمان بالقضاء والقدر من اركان الايمان
وان الله تعالى هو القدير العليم وهو الحكيم العليم
ومن صفاته سبحانه وتعالى القدرة والعلم والحكمة
مسألة :
القدر والشرع ( ألا له الخلق والأمر ) :

أن الشرع مرتبط بالقدر، وكل من اختل فهمه في عقيدة القضاء والقدر سيختل توازنه في تطبيقه لقضية الأمر والنهي والشرع الذي شرعه الله تبارك وتعالى، وهذا نحسه ونلمسه دائماً من أولئك الذين يحتجون بالقدر أحياناً.
فقضية القضاء والقدر من القضايا المرتبطة ارتباطاً متيناً بقضية ما سيفعله الإنسان، أو ما أمر به وما نهي عنه على مقتضى الشريعة الإسلامية.
ومن هنا كان أولئك الذين يحتجون بالقضاء والقدر أول ما يحتجون به على انحرافهم في اتباع الأمر والنهي، فلما كانت قضية القضاء والقدر قضية عقدية مرتبطة بقضية الشرع وحياة الإنسان العملية، بل واستقراره النفسي في سيره إلى ربه تبارك وتعالى.
فالخير والشر من تقدير الله. وقدر الله سبحانه وتعالى متعلق بكل شيء من الأحوال الكونية والأوامر الشرعية، فإن الأمر كله لله، والخلق كله لله، كما في قوله تعالى:أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ (الأعراف/54) ، وقدره سبحانه متعلق بسائر أمره وخلقه.
( وينبغي أن يعلم أن اكبر مشكلة في قضية القضاء والقدر هي الزعم بان هناك تناقضاً بين القدر والشرع , فالمؤمن الحق هو الذي يؤمن بقضاء الله وقدره , ويؤمن بأمره وشرعه ولا يجعل بينهما تعارضاً , كما دل على ذلك قوله تعالى :أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ (الأعراف/54) فالخلق : هو القضاء والقدر , والأمر :هو الشرع, فمن جعل بينهما تعارضاً وتناقضاً وتصادماً فهو الذي وقع في شبهة القضاء والقدر ومن آمن وصدق بهما من المؤمنين فلا يقع في شيء من ذلك.)
روى الامام البخاري في خلق أفعال العباد :
- قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ الْخَلْقَ مِنَ الأَمْرِ بِقَوْلِهِ : {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} ، فَالْخَلْقُ بِأَمْرِهِ كَقَوْلِهِ : {لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} ، وَكَقَوْلِهِ : {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، وَكَقَوْلِهِ : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ} ، وَلَمْ يَقُلْ بِخَلْقِهِ.
- عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : مَا الْقَدَرُ . . . ؟ قَالَ ، قَالَ : يَا مُجَاهِدُ أَيْنَ قَوْلُهُ : {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}.
و (الحق أننا نجمع بين القدر والشرع؛ لأنه تعالى هو الحَكَم وحده :أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ (الأعراف/54).
أي له وصفاً وفعلاً الخلق الشامل لكل مخلوق، والأمر الشامل لجميع الأحكام الشرعية؛ فكما أنه لا خالق سواه فكذلك لا حاكم سواه.
وكما أن مخلوقاته مشتملة على الحكمة والرحمة فشرعه العظيم كذلك بل أعظم وأجل؛ إذ إنه كلَّه حكمةٌ ورحمةٌ (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)(المائدة/50).
وبالمراعاة الصحيحة لقدر الله وشرعه تتحقق العبودية الحقة لله، ويكون القائم بذلك من الذين أنعم الله عليهم، وكفى بذلك غبطة وسعادة )
قال الشيخ العثيمين : (والجامع لهذا: أنه لا بد في الأمر من أصلين، ولا بد في القدر من أصلين أيضا.
أما الأصلان في الأمر فهما:
أصل قبل العمل أو مقارن له وهو: الاجتهاد في الامتثال علما، وعملا فيجتهد في العلم بالله تعالى، وأسمائه وصفاته، وأحكامه، ثم يعمل بما يقتضيه ذلك العلم من تصديق الأخبار، والعمل بالأحكام، فعلا للمأمور، وتركا للمحظور.
والثاني: أصل بعد العمل وهو الاستغفار والتوبة من التفريط في المأمور، أو التعدي في المحظور ولهذا كان من المشروع ختم الأعمال بالاستغفار كما قال الله تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} . فقاموا الليل وختموه بالاستغفار)
(وأما الأصلان في القدر فهما :
أصل قبل المقدور وهو : الاستعانة بالله عز وجل ، والإستعاذة به ، ودعاؤه رغبة ورهبة فيكون معتمدا على ربه ، ملتجئا إليه في حصول المطلوب ودفع المكروه.
والثاني بعد المقدور وهو : الصبر على المقدور حيث يفوت مطلوبه ، أو يقع مكروهه فيوطن نفسه عليه بحيث يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الحال لا يمكن أن تتغير عما قدره الله تعالى فيرضى بذلك ويسلم وينشرح صدره ويذهب عنه الندم والحزن كما قال الله تعالى : {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(التغابن/11) . قال ابن عباس رضي الله عنهما : يهد قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. وقال علقمة في الآية: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم. )
(فإذا راعى الأمر والقدر على الوجه الذي ذكرنا كان عابدا لله تعالى مستعينا به متوكلا عليه من الذين أنعم الله عليهم. وقد جمع الله بين هذين الأصلين في أكثر من موضع كقوله تعالى : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الفاتحة/4) ، وقوله : {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}(هود/123) ، وقوله : {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود/88) .)
( والناس في هذا المقام - مقام الشرع والقدر- أربعة أقسام :
الأول : من حققوا هذه الأصول الأربعة ، أصلي الشرع ، وأصلي القدر ، وهم المؤمنون المتقون الذين كان عندهم من عبادة الله تعالى والاستعانة به ما تصلح به أحوالهم، فكانوا لله، وبالله، وفي الله، وهؤلاء أهل القسط والعدل الذين شهدوا مقام الربوبية والألوهية، وهم أعلى الأقسام فإن هذا مقام الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين، والشهداء، والصالحين.
الثاني : من فاتهم التحقيق في أصلي القدر ، فكان عندهم من عبادة الله تعالى والاستقامة في شرعه ما عندهم، لكن ليس عندهم قوة في الاستعانة بالله والصبر على أحكامه الكونية والشرعية، فيصيبهم عند العمل من العجز والكسل ما يمنعهم من العمل أو إكماله، ويلحقهم بعد العمل من العجب والفخر ما قد يكون سببا لحبوط عملهم وخذلانهم، وهؤلاء أضعف ممن سبقهم وأدنى مقاما وأقل عدلا، لأن شهودهم مقام الإلهية غالب على شهود مقام الربوبية.
الثالث : من فاتهم التحقيق في أصلي الشرع ، فكانوا ضعفاء في الاستقامة على أمر الله ومتابعة شرعه، لكن عندهم قوة في الاستعانة بالله والتوكل عليه، ولكن قد يكون ذلك في أمور لا يحبها الله تعالى ولا يرضاها فيعان ويمكن له بقدر حاله، ويحصل له من المكاشفات والتأثيرات ما لا يحصل للقسم الذي قبله، لكن ما يحصل له من هذه الأمور يكون من نصيب العاجلة الدنيا أما عاقبته فعاقبة سيئة، لأنه ليس من المتقين وإنما العاقبة للمتقين قال الله تعالى : (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ۞ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)(العنكبوت/65و66) ، فالله تعالى يعلم أن هؤلاء سيشركون بعد أن ينجيهم لكن لما كانوا في البحر كانوا مخلصين في دعائهم الله تعالى أن ينجيهم صادقين في تفويض الأمر إليه حصل مرادهم، ولما لم يكن لهم عبادة لم يستقم أمرهم وكان عاقبة أمرهم خسرا.
فالفرق بين هؤلاء وبين القسم الذين قبلهم أن الذين قبلهم كان لهم دين ضعيف لضعف استعانتهم بالله وتوكلهم عليه، لكنه مستمر باق إن لم يفسده صاحبه بالعجز والجزع. وهؤلاء لهم حال وقوة لكن لا يبقى لهم إلا ما وافقوا فيه الأمر واتبعوا فيه السنة.
القسم الرابع : من فاتهم تحقيق أصلي الشرع، وأصلي القدر فليس عندهم عبادة لله تعالى، ولا استعانة به، ولا لجوء إليه عند الشدة فهم مستكبرون عن عبادة الله مستغنون بأنفسهم عن خالقهم، وربما لجئوا في الشدائد وإدراك مطالبهم إلى الشياطين فأطاعوها فيما تريد وأعانتهم فيما يريدون فيظن الظان أن هذا من باب الكرامات، وهو من باب الإهانات لأن عاقبتهم الذل والهوان وهذا القسم شر الأقسام.)
مسألة :
إذا كان الله قد كتب الرزق لكل إنسان فلماذا يموت الناس من الجوع ؟

(إن الله هو الرزاق وهو خير الرازقين وما من دابة إلا على الله رزقها ، وإنّ رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ، ومن حكمة الله تعالى أن فارق بين العباد في أرزاقهم كما فارق بينهم في خلقهم وأخلاقهم فهو تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أن يوسع الرزق على قوم ويضيقه على آخرين فهو تعالى متكفل بأرزاق العباد على ما سبق به علم الله وكتابه وقد علم سبحانه وتعالى وكتب أن من العباد من يبسط له في رزقه ومنهم من يضيق عليه ولله في ذلك حكم بالغة لا تحيط به العقول ، ومن حكمته تعالى في البسط والتضييق ابتلاء العباد بالنعم والمصائب كما قال تعالى : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)(الانبياء/35) ، وقال تعالى : (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ۞ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ)(الانفطار/15و16)) ، ثم قال تعالى : ( كلا .....)(الانفطار/17) أي ليس الأمر كما يظن هذا الإنسان بل تنعيمه تعالى وتضييقه على من شاء ليس إلاّ ابتلاء لا إكراماً ولا إهانة ، وبهذا الابتلاء يتبين الشاكر والصابر من ضدهما والله بكل شيء عليم).
مسألة :
الحكمة من وجود المعاصي والكفر :

( لوقوع المعاصي والكفر حكم كثيرة منها :
1 - إتمام كلمة الله تعالى حيث وعد النار أن يملأها قال الله تعالى : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۞ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) (هود/119) .
2 - ومنها ظهور حكمة الله تعالى وقدرته حيث قسم العباد إلى قسمين : طائع، وعاصٍ، فإن هذا التقسيم يتبين به حكمة الله عز وجل فإن الطاعة لها أهل هم أهلها، والمعصية لها أهل هم أهلها، قال الله تعالى : (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)(الانعام /24) ، وقال: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)(محمد/17) ، فهؤلاء أهل الطاعة ، وقال تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة/125) ، وقال: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ)(الصف/5) . وهؤلاء أهل المعصية.
ويتبين بذلك قدرته بهذا التقسيم الذي لا يقدر عليه إلا الله كما قال تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(البقرة/272) ، وقال: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص/56) .
3 - ومنها أن يتبين للمطيع قدر نعمة الله عليه بالطاعة إذا رأى حال أهل المعصية قال الله تعالى: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)(آل عمران/164) .
4 - ومنها لجوء العبد إلى ربه بالدعاء أن يباعد بينه وبين المعصية والدعاء عبادة لله تعالى .
5 - ومنها أن العبد إذا وقع في المعصية ومَنَّ الله عليه بالتوبة ازداد إنابة إلى الله وانكسر قلبه، وربما يكون بعد التوبة أكمل حالًا منه قبل المعصية حيث يزول عنه الغرور والعجب، ويعرف شدة افتقاره إلى ربه.
6 - ومنها إقامة الجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فإنه لولا المعاصي والكفر لم يكن جهاد، ولا أمر بمعروف، ولا نهي عن منكر. إلى غير ذلك من الحكم والمصالح الكثيرة ولله في خلقه شؤون. ) ٳھ

lightline
09-03-2013, 10:28 AM
كيف أدركت وفرقت بين العذاب والنعيم والشر ؟

الاستشهادية
09-03-2013, 10:42 AM
1 ) آلام المؤمنين وهذا مفهوم على اعتباره ابتلاء بعدما عرفوا الحق

خطأ ، لا تقتصر آلام المؤمن على كونها ابتلاء .


2 ) آلام الكافرين الجاحدين للحق وهذا مفهوم على اعتبار أنه عقاب على رفضهم للحق
خطأ ، لا تقتصر آلام الكافر على كونها عقاب .

وأخيرًا لا يمكننا كبشر تحديد العقاب من الابتلاء أو غيرهما من الأقدار على بني البشر.


فأي رحمة في أن يتركهم يُظلمون ويعذبون وتقطع أطرافهم وتشوه أجسادهم منذ أن ولدوا حتى يكادوا يعتقدون أن ما هم فيه هو الطبيعة أو الفطرة التي خُلقوا عليها وهو ينظر إلى آلامهم وجروحهم بدون تدخل وكأنه يعجبه ذلك.
ليتدخل منذ البداية إذًا و يمحي كلّ الآلام ليعيش كل البشرية في جنّة بلا ألم أو عذاب . وعندها سينعدم معنى الحياة الدنيا الحقيرة وسينعدم معنى الحياة الآخرة التي سيُحاسب الجميع فيها ويأخذ كلّ ذي حقٍّ حقّه . وسينعدم معنى الجنّة ذات الحياة المثالية الباهرة . سينعدم معنى وجودنا أصلًا إن لم تكن هنالك آلام !

إلى حب الله
09-03-2013, 01:04 PM
مع افتراض أن الإسلام هو الدين الحق الذي أنزله الخالق ( الله الرحمن الرحيم ) فإن آلام الناس تنقسم إلى ثلاث حالات:

1 ) آلام المؤمنين وهذا مفهوم على اعتباره ابتلاء بعدما عرفوا الحق

2 ) آلام الكافرين الجاحدين للحق وهذا مفهوم على اعتبار أنه عقاب على رفضهم للحق

3 ) آلام الذين لم يجدوا الحق حتى يجحدوه, وهؤلاء هم الدليل على عدم وجود إله رحيم أو بالأدق عدم تدخل الخالق في شئون البشر اليومية.

فأي رحمة في أن يتركهم يُظلمون ويعذبون وتقطع أطرافهم وتشوه أجسادهم منذ أن ولدوا حتى يكادوا يعتقدون أن ما هم فيه هو الطبيعة أو الفطرة التي خُلقوا عليها وهو ينظر إلى آلامهم وجروحهم بدون تدخل وكأنه يعجبه ذلك.

حسنا ....
الذين لم يجدوا الحق حتى يجحدوه نوعان .. نوع عرف بوجوب وجود رب خالق رازق : فتخلى عن كل باطل وظل يبحث عن الحق ويتحمل في سبيل ذلك الآلام والمضايقات (مثل إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام قبل نزول الوحي عليهم : ومثل زيد بن عمرو بن نفيل الذي اعتزل كل أباطيل الجاهلية مثل النبي وعاصره ولكنه مات قبل بعثته وكان يسند ظهره إلى الكعبة قائلا لربه : إني لو أعلم أحب الوجوه إليك : عبدتك به .. ولكني لا أعلم ولذلك قال عنه النبي : يُبعث أمة وحده !) فهؤلاء يحتسبون آلامهم في سبيل الحق الذي آمنوا به واجتهدوا فيه وسعهم حتى ولو لم تبلغهم رسالة من الله ..
وأما النوع الثاني : فهم الذين لم تبلغهم رسالة : ولم يكلفوا أنفسهم أصلا البحث عن إله بل عاشوا للحياة فقط .. وهؤلاء لا حساب عليهم في الدنيا : وإنما يختبرهم الله في الآخرة : وهم إما لا يفكرون حين نزول الآلام بهم في إله من الأساس : وعلى ذلك لا دخل لجوابنا بهم !!!.. وإما عند نزول الآلام بهم يتفكرون في إله : وهذا فيه من الحكم الكثير .. منها أن كثيرا منهم يؤمن بسبب ذلك أو يبحث عن الأديان بنفسه .. ومنهم إقامة الحجة على سعي الإنسان للبحث عن إله كامل الخير والرحمة والحق والعدل إلخ إلخ إلخ

فإذا لم تكفك هذه الإجابة المختصرة : فإليك بعض التفصيل :

1...
يجب توضيح أن سؤالك متناقض من أساسه !!!..
فكما هو مشاهد : فوجه اعتراضك هم القسم الثالث فقط أي :
الذين لم تأتهم رسالة : ثم يتعرضون لظلم أو عذاب في الدنيا .. ونحن الذين نسألك الآن :
وما الذي تعيبه عليهم إن كان عدم وصول رسالة إليهم = عدم تفكيرهم في خالق رحيم وعادل ؟!!..
لماذا سيحزنون أصلا : ولن يحزن إلا مَن كان ينتظر ويتوقع إلها رحيما وعادلا ؟!!!..
فهل أنت كذلك ؟...
وهل الملحد كذلك ؟؟...
إذا كنتما كذلك - أي تنتظران إلها رحيما عادلا - : فكان الواجب أن يقنعكما - على الجانب الآخر - مواقف ومشاهد ووقائع وحقائق كثيرة جدا تجسد رحمة الله وعدله أيضا في البشر والحيوانات إلخ إلخ !!!...
فلماذا نظرتم للأقل : وتجاهلتم الأكثر شيوعا وانتشارا - وهو وجود علامات كثيرة جدا على الرحمة والعدل - ؟!!..

2...
ومن هنا .. كان الواجب على العاقل إذا رأى تفاوتا بين ظهور رحمة الخالق وعدله في خلقه : وفي غيابها أحيانا - من وجهة نظره - كوجود عذاب لطفل مثلا أو تأخر نصر مظلوم حتى مات إلخ :
كان الواجب على العاقل هنا أن يبحث عن شيء آخر أكثر ثباتا ووضوحا واستمرارية في الملاحظة والتعميم ..
ولا شيء سيساعده هنا بمثل ما يساعده رؤيته لـ ( حكمة ) الله تعالى البادية في كل خلقه ...!
ومنها :
يرد المتشابه إلى المحكم .. والتفاوت إلى الأصل : وما لم يفهم حكمته إلى إثبات الحكمة لله !!!..
مثال :
الولد الصغير يكفيه لأكثر من مرة أن يرى ويعاين حكمة أباه الأكبر منه سنا وأنضج عقلا : حتى يثق فيه بالكلية وفي كل شيء يصدر عنه : سواء فهمه أو لم يفهمه !!..
فالأمر أشبه بذلك - ولله تعالى المثل الأعلى ...

3...
ومما سبق : ندرك أن لله تعالى حكما في كل ما يقضي ويقدر : فهمناها أم لم نفهمها ...
فإذا جئنا لمحتويات سؤالك :
وجدناك وقد عرضت ثلاث فئات من البشر : وكلهم نالتهم آلام ...
حسنا ...

دعك من التفكير بمنطق الله تعالى أو أن تضع نفسك مكانه لأنه لن يستطع ذلك أحد - وغاية ما هنالك محاولة استشفاف فقط بعض حكمته -
ولكن سنقوم بالتركيز على البشر ...
أنا وأنت وهو وهي ...
أمامنا ثلاث فئات يتعرضون للآلام ... سنفترض أنها آلام متساوية .. اعتقال ظلم مثلا مع بعض التعذيب ....

مجرد تساوي الآلام على ثلاثتهم : فيه عدل من ناحية التعرض للابتلاء والمصائب ...
والسؤال الطبيعي الآن هنا - ووفقا لتفسيرك أنت نفسه - :
إذا كان المؤمن يعرف أنه ابتلاء من الله وعليه الصبر .. وإذا كان الكافر العاصي يعرف في قرارة نفسه أنه ابتلاء من الله على كفره ومعاصيه ..
ألا تكون تلك الآلام ساعتها بالنسبة للذي لم يتعرف على إله : دافعة له للبحث عن إله - أو الإيمان والاعتقاد بوجوده حتما - يكون من صفاته العدل : حيث سينتقم له ممن ظلمه وينصره ولو بعد الممات .. ويكون من صفاته الرحمة : حيث لن يجمع عليه في الدنيا والآخرة عذابين إن هو آمن به ؟!!!.. بل تكون الآخرة نعيما لأمثاله من المستضعفين والمظلومين إلخ : وتكون عذابا على الظالمين والمتكبرين والمتجبرين إلخ ؟!!..

هذا بالطبع للذي لم يعرف إله : وكان يميل إلى الخير والحق والعدل - فهو الذي يبتغي الكمال في إله يُنصفه ويرفض أن يكون الوجود عبثا أو الخالق لاهيا عن خلقه راضيا بالظلم المطلق ! -

وأما إذا كان الذي لم يعرف إله : وليس بداخله نزعة للخير ولا للحق ولا للعدل : فما ضيره أصلا مما يقع له : إن كان لا يحكم البشر دين ولا قيم ولا أخلاق يتفقون عليها بل : المصلحة الفردية المختلفة من شخص لآخر وكيفية تحقيقها بأي وسيلة كانت (حتى ولو كانت متوحشة دموية ظلم قهر جبروت حيلة وخداع وخيانة إلخ)

وعلى هذا : فلا يحق للملحد ولا للاديني - مثلك - أن يعترض أصلا مثل هذه الاعتراضات : لأنها بالنسبة له - وفي معتقده - لا تساوي شيئا !!..

فالملحد : لا يعترف أصلا بوجود إله : ومحاولة تعليق ذلك الإنكار في غياب الرحمة - من وجهة نظره - : هو كمَن يُنكر وجود أب : لأن ابنه جاع في أحد الايام !!.. فنظر لهذه الجزئية فقط : وأنكر كل الشواهد الأخرى على وجود الأب من إيجاده لولده وإطعامه وتربيته له إلخ إلخ !!!!!...

وأما اللاديني : فهو بمثل هذه الاعتراضات يريد أن يثبت أن إله الأديان غير رحيم لأنه لم يدل بشرا عليه برسالة أو رسول .. أقول : وما ضيره ساعتها إن كان خالقه غير رحيم ؟!!.. هل خالف عهدا عهده معه ؟!!.. هل خالف اتفاقا اتفقه معه ؟!!.. ما وجه الاعتراض بالضبط ؟!!..

فأما إذا قيل أن اللاديني يعترض بذلك على صفات الإله الديني ومنها الرحمة قلنا له :
وأهل الأديان نفسهم لا ينظرون لأفعال الله بمنظور الرحمة فقط بعيدا عن الحكمة والمشيئة والإرادة !!!..
بل وحتى مفهوم الرحمة نفسه عند أهل العلم : يختلف عن مفهوم الشفقة !!! ...
فالأم إذا رفضت أن يعالج الطبيب ابنها بقطع قدمه لينقذ حياته : فرفضها هنا شفقة : وسوف يموت ولدها بسبب تركها لقدمه !
وأما إذا وافقت الأم على قطع قدم ابنها لإنقاذ حياته ووقف انتشار مرضه : فهي هنا قد رحمته !!!.. والقطع هنا عين الرحمة ...

فالمؤمن ينظر للرحمة الله : مقترنة بالحكمة ... وينظر بعين للدنيا : وبالثانية للآخرة ..
ويعلم أن مصير المؤمنين والمستضعفين والمساكين والمظلومين في الآخرة : هو خير الجزاء : فيؤمن بذلك ويعتقده اعتقادا جازما ..
وأما الملحد أو اللاديني : فينظر بعين واحدة فقط على الدنيا : ومن هنا يتهم الله تعالى باتهامات ناقصة :
وإلى أن يرى مآل رحمة الله وحكمته في الآخرة وبعد الممات مع عباده المؤمنين !!!.. ساعتها سيعرف أنه كان ينظر إلى الصورة الناقصة !
تماما كمن ينظر إلى جزء من المشهد !!.. أو يقرأ جزءا من القصة : فيصدر أحكامه وقبل أن يرى أو يقرأ النهايات !!!..
وهذا فرق إيمان المؤمن بالغيب : وكفر الكافر بالغيب وما بعد الموت ووجود إله حق عدل ..

وأخيرا :
معلوم أن مَن لم تصله رسالة في الدنيا : لن يحاسبه الله تعالى على كفره إلا بعد اختباره في الآخرة ...
فهؤلاء البشر هم مَن علم الله تعالى مسبقا أن امتحانهم يكون بهذه الطريقة المناسبة لهم ولإخراج ما في نفوسهم من إيمان أو كفر ...
" وما كنا معذبين : حتى نبعث رسولا " ...
ومعهم الطفل الصغير والمجنون والأصم .. وكما جاء في الأحاديث الصحيحة ...

ولعل هذا الرابط يفيدك في فهم أوسع لجوانب رحمة الله تعالى :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?53152-%E4%D9%D1%C7%CA-%DD%ED-%D1%CD%E3%C9-%C7%E1%E1%E5-%DA%D2-%E6%CC%E1

عائدة لله
09-03-2013, 02:34 PM
لايسئل عما يفعل وهم يسئلون

كثير من المرضي علي الفرش مصابين بافتك الامراض وتجلس معهم وتحدثهم تراهم يتنعمون لا يتعذبون بل والله اكتسب منهم الامل والثقه في الله
مثال بسيط الجنين في بطن امه

من يرعاه ويحيميه ويحفظه وامه اقرب الناس به لاتدري عنه شيئا


ليس كل من اصابه ابتلاء معذب كما تنظر اليه ولكنه غارق في الرحمة

هداك الله

أمَة الرحمن
09-03-2013, 04:07 PM
إذا كنتما كذلك - أي تنتظران إلها رحيما عادلا - : فكان الواجب أن يقنعكما - على الجانب الآخر - مواقف ومشاهد ووقائع وحقائق كثيرة جدا تجسد رحمة الله وعدله أيضا في البشر والحيوانات إلخ إلخ !!!...
فلماذا نظرتم للأقل : وتجاهلتم الأكثر شيوعا وانتشارا - وهو وجود علامات كثيرة جدا على الرحمة والعدل - ؟!!..

2...
ومن هنا .. كان الواجب على العاقل إذا رأى تفاوتا بين ظهور رحمة الخالق وعدله في خلقه : وفي غيابها أحيانا - من وجهة نظره - كوجود عذاب لطفل مثلا أو تأخر نصر مظلوم حتى مات إلخ :
كان الواجب على العاقل هنا أن يبحث عن شيء آخر أكثر ثباتا ووضوحا واستمرارية في الملاحظة والتعميم ..
ولا شيء سيساعده هنا بمثل ما يساعده رؤيته لـ ( حكمة ) الله تعالى البادية في كل خلقه ...!
ومنها :
يرد المتشابه إلى المحكم .. والتفاوت إلى الأصل : وما لم يفهم حكمته إلى إثبات الحكمة لله !!!..

أحسنت، أخي!

فهذا هو ما يُسمى باختبار "المحكم و المتشابه الكوني"، و من خلاله يكشف الله عن طبيعة النفوس البشرية..

فإن كانت النفس من أهل السعادة فانها ستنزّه الاله الكامل عن النقائص - و هو ما تقتضيه الفطرة التي تثبت لله صفات الكمال و تنزّه عن النقائص - فترد المتشابه الكوني إلى المحكم الكوني (أي: ما دامت رحمة و حكمة الله ظاهرة و ثابتة في أكثر أحوال الكون - المحكم الكوني - فلابد أن هنالك رحمة و حكمة خفيت علينا وراء بعض مظاهر الشر و الفساد في الكون). و هنا يظهر تقواها و اعترافها بضعفها البشري و عجزها عن الإحاطة بعلم الله و حكمته.

أما ان كانت من أهل الشقاء فانها ستكفر بالمحكم الكوني - أي ستغطيه و تستره عن بصيرتها - و تتعلّق بالمتشابه الكوني كتبرير لجحودها و سخطها على أفعال الخالق، و هنا يظهر فجورها و تكبّرها على الله (لأن مقتضى حكمته الإلهية الكاملة خالفت مقتضى حكمتها البشرية الناقصة!).

و لمزيد من التفصيل أعيد اقتباس مشاركة قديمة:


لا تنسوا اخوتي أن أكبر اختبار نُبتلى به في هذه الحياة الدنيا هو اختبار (المحكم و المتشابه الكوني و التشريعي).

فكما أن الله أظهرَ آثار حكمته في مخلوقاته و ما أنزله من تشريعات و أحكام بما لا يدع أدنى مجالٍ للشك بثبوت صفة الحكمة بحقه - سبحانه و تعالى - لدى كل عاقل منصف (و هو ما يُسمى بالمحكم الكوني و التشريعي)، فقد شاء الله أيضاً أن يُخفى عنّا بعض دقائق حكمته في بعض الجزئيات الكونية و التشريعية (و هو ما يُسمى بالمتشابه الكوني و التشريعي)، و هذا ليس بمستغرب لأنه يرجع أساساً لقصور عقولنا البشرية و لاستحالة أن يتساوى علم المخلوق مع علم الخالق ((يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم، و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)).

فالمؤمن يردّ المتشابه إلى المحكم، بينما من زاغ قلبه و شرح بالكفر صدراً نجده ينكر المحكم و يتشبّث بالمتشابه.

و لهذا سميّ الكافر كافراً، و هذا من اعجاز لغة القرآن، فكلمة (كفر) تعني التغطية و الستر، و الكافر يغطي و يستر ما ظهر من آثار حكمة الله - التي لا تعد و لا تحصى - في الكون و التشريع، و يتمسّك بما خفي منها كتبريرٍ ضعيفٍ واهٍ لكفره. أعاذنا الله و إياكم أن نكون منهم دون أن نشعر!

و في هذا الاختبار العظيم يقول رب العالمين: ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب)).

فلهذا نقول: إن عجزت عقولنا البشرية عن ادراك الحكمة في بعض جزئيات التشريع أو في بعض أفعال الخالق في الكون فيكفي أن نحيلها إلى الحِكَم الظاهرة البيّنة في خلقه و تشريعاته.

و أحب أن أذكر نفسي أولاً بهذه الآية الكريمة التي تشفي غليل كل مؤمن لم يتبيّن حكمة الله في بعض تشريعاته: ((ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير)).

و لكل من حاد عن شرع الله بحجة أن عقله لم يستوعب الحكمة من بعض تشريعاته، يعاتبه رب السماوات و الأرض بهذه الآية الكريمة: ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)).