شبهة ( و ما تدرى نفس بأى أرض تموت )

[يمنى مصطفى]

قال الله ( و ما تدرى نفس بأى أرض تموت )
و شبهتى هى كيف لمن يعلم أنه سيموت الآن فى هذه الأرض مع أنها من غيب الله مثل الإعدام أو من ينتحر ؟
و فى الحديث المعروف ( فى خمس لا يعلمهم إلا الله ........ منها أن الإنسان لا يعرف بأى أرض تموت )

جزاكم الله خير

[كراد يس]

بصراحه يا اختي لا ارى اي شبهه
لان المنتحر مثله مثل اي مريض يحتضر (معا فرق الخطيئه التي يقترفها المنتحر) عندما يحتضر المريض لايعني انه علم بمكان موته قبل ان يحتضر
مثال عندما ينتحر انسان في بيته فهو لايعلم يقيناً هل سوف يفارق الحياه في البيت كما خطط او سوف يفشل فيموت بمكان اخر فهو ليس متأكد بنسبة 100% ولو خطط لمكان موته مسبقاً
لعل اخينا ابو حب الله يعطيك اجابه افضل

[إلى حب الله]

جواب سؤالك هو في فهم الفرق بين عالمي الغيب والشهادة ...

>>> عالم الغيب :
هو ما غاب عن حس الإنسان (بصره وسمعه ولمسه وشمه مثلا) .. وعلى هذا : فأحداث الماضي التي لم يحضرها الإنسان بحسه : فهي بالنسبة له غيب .. وكذلك أحداث المستقبل التي غاب عنها حسه : فهي بالنسبة له غيب أيضا .. وكذلك الأحداث التي في نفس وقته وعصره ولكنها بعيدة عنه وعن حسه : فهي بالنسبة إليه غيب أيضا - كأن أسألك الآن عن مواصفاتي الشخصية : وجهي وملامحي وطولي إلخ : أو أسألك عن بلدتي التي لا تعرفينها : فكل ذلك من الغيب) ..

>>> وأما عالم الشهادة :
فهو ما تستطيعين إدراكه بأحد حواسك (البصر السمع اللمس الشم مثلا) .. مثل الكمبيوتر الذي أمامك الآن .. وصوت أهلك في الصالة .. ووصف البلد الذي تعيشين فيه إلخ ..

ومن هنا يتبين لك معنى الإيمان بالغيب (الله - الملائكة - الجنة النار إلخ) ..
فكلها أشياء فوق الإحساس المادي ...

ومن هنا أيضا يتبين لك المغالطة المنطقية في سؤالك .... ألا وهي :
أن الإنسان الذي سيموت في هذه الأرض الآن : أو سيتم إعدامه الآن في مكان كذا :
فهو لم يكن يعرف قبل سنوات : أو شهور : أو أسابيع : أو أيام : أو ساعات : أنه سيموت هنا !!..
فهذا هو الغيب الذي يطلع عليه الله تعالى ...
وأما بعدما تضافرت الظروف والملابسات على أنه سيموت في مكان كذا : فهنا الأمر ليس فيه معرفة للغيب !!.. بل استقراء لما حوله من عالم الشهادة !!!..
ولو صح كلامك :
لكنت عندما ألقي بحجر إلى الأعلى : ثم أقول لك أنه سيقع على الأرض : أن تصفيني هنا بأني أعلم الغيب ؟!!!..
وهذا غير منطقي بالطبع ولا صحيح ...

ومع ذلك :
فحتى الذين ذكرتيهم في سؤالك : فتوقعاتهم ليست كاملة 100 % : لأن الله تعالى لو أراد ألا يموتا في هذا المكان وفي هذا الوقت : فلن يموتا !!!..
فقد يفاجأ الجميع بقرار إعفاء في آخر لحظة !!!..
أو قد ينقذهما أحد ذويهم ؟؟..
إلى غير ذلك من الأسباب التي لو قدر الله تعالى أن تكون : لكانت .....
وكم من مريض أوشك على الموت حتى تيقن منه : ثم أنجاه الله !!..
وكم من أسير أو ساقط تحت الأنقاض قد عد نفسه من الأموات في لحظة من اللحظات : فأعقبها فرج !!!..
يقول عز وجل :
" وإن يمسسك الله بضر : فلا كاشف له إلا هو .. وإن يمسسك بخير : فهو على كل شيء قدير " ..
ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء : لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ..
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء : لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك : رُفعت الأقلام : وجفت الصحف " !

ولك فيما حدث في مواقف كثيرة مع أنبياء الله في القرآن عبرة وعظة ...
إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار .. حصر فرعون لموسى عليه السلام وقومه بينه وبين البحر ... إلخ
فنعم : الله تعالى سن في الدنيا الأسباب ولكن : هو رب الأسباب ومسببها ومصرفها حيثما شاء سبحانه ..

بالتوفيق ...

[يمنى مصطفى]

الأخ كراديس
----------------
يبدو أنك لم تفهم سؤالى أصلا

الأخ أبو حب الله
----------------
جزاك الله ألف خير إجابة شافية