المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التدرج في تطبيق الإسلام بين الواقع والخيال



إعصار الحق
09-08-2013, 12:30 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلاو على رسولنا الكريم , وعلى صحبه وآله والتابعين ليوم الدين ؛
بادئ ذي بدء أود أن ابدأ حديتي معكم بحديث جليل دعونا نقرأه : فعن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم". قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن". قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر". قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها". قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. فقال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا". قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك".
ولما كان منهج سيدنا حديفة بن اليمان البحث عن الشر للحذر منه بعدما كان يعرف الخير , وفي هذا زيادة حرص على ألا تشوب الاسلام أي شائبة , لذا سأتناول الحديث اليوم عن شبهة خطيرة , وفكرة يحملها الكثير من المسلمين فضلاً عن أصحاب الحركات الإسلامية الموصوفة بسمة الإعتدال ( الأمريكي ) , وعليه سأتناول شبهات التدرج ببيانها ومن ثم بيان مخالفتها للواقع من خلال الكتاب والسنة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشبهة الأولي :
الشبهة : عن عائشة رضي الله عنها الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين، باباً شرقياً وباباً غربياً، فبلغت به أساس إبراهيم" هذا الحديث رواه البخاري (فتح الباري 1/324 نشر دار المعرفة) ومسلم (9/88، 90) وأحمد (6/106،176،179)
فقالوا ان هذا القول من الأدلة الصريحه على التدرج في تطبيق الاسلام ،لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك هذا الأمر، الذي يراه الأفضل دفعاً للمفسدة التي قد تقع من المسلمين لقرب عهدهم بالإسلام، وتأثرهم بما ألفوه في بناء البيت، فيكون التغيير منفراً لهم، ومفسدة في دينهم، فدرء المفسدة مقدم على تحقيق المصلحة.

الرد على الشبهة :
ان ترك النبي صلى الله عليه وسلم ؛الكعبة قائمة على خلاف قواعد ابراهيم عليه السلام ؛ليدل على أن بناءها على قواعد ابراهيم ليس واجبا . بل مستحب

فقد بوب البخارى هذه الرواية في كتاب العلم فقال : ( باب ترك بعض الاختيار مخافة ان يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في اشد منه) . وعلق الحافظ في الفتح فقال: (والمراد في عبارته الاختيار المستحب)

فلايقاس بترك المستحب (الذى يمدح فاعله ولايذم تاركه ) والذى جاء فعله صلى الله عليه وسلم يبين أن ترك المستحب يكون في حالات آولى من فعله اذا كان يترتب على فعله ضرر (وهو خشيته صلى الله عليه وسلم من نفورهم عن الاسلام لحداثة عهدهم بالاسلام ) وهوالحكم المستفاد من فعله صلى الله عليه وسلم ؛ على ترك الواجب (الذى يثاب فاعله ويعاقب تاركه ) والتى جاءت النصوص تبين حرمه تركه وتحذر من التنازل عن حكم من احكامه باي حال وهو الحكم بما انزل الله ؛حيث قال تعالى: ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) فالنص صريح الدلالة في وجوب تطبيق الإسلام جملة وتفصيلاً دون إنقاص أو انتقاص لحكم واحد من أحكامه،وقد وقع التأكيد على ذلك بالاية مرتين ؛الاولى: في قوله تعالى : (وان احكم بينهم بما أنزل الله ) ف (ما) الواردة في الاية من صيغ العموم _وهى بمعنى كل_ اي تشمل جميع الاحكام امرا كانت ام نهيا . والثانية :في تحذيره عن التنازل عن حكم من احكامه فقال: (واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك) للدلالة الأكيدة على شمول التطبيق لجميع الأحكام, وقد تتابع التأكيد في الاية ليقطع على أي إرادة مريبة أو نفوس مريضة تبرر هذا التنازل بمصلحه بل اعتبرت مريد ذلك يسعى للفتنه .

لذلك لايصح الاستدلال على فعل لم يوجب الشرع فعله ولم يرتب على تركه اثم او عقوبة على امر جاءت النصوص بوجوب فعله ورتبت على عدم فعله اثم وعقوبة ؛تجعله في خانة الكفر: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) او الفسق(فَأُولَئِكَ الفاسقون ) او الظلم(فَأُولَئِكَ الظالمون) . لذلك قال ابن حجر في الفتح مبينا الحكم المستفاد من ترك النبى صلى الله عليه وسلم الكعبة قائمة على خلاف قواعد ابراهيم فقال: (ويجوز لولى الامر اجتناب مايسرع الناس الى انكاره ومايخشى منه تولد الضرر عليهم في دين او دنيا وتاليف قلوبهم بما لايترك فيه امرا واجبا ) فقوله : (بما لايترك فيه امرا واجبا) بين ان الواجب لايجوز تركه .
ملاحضة : لن أنتقل لغيرها إلا بعد تناولها من جميع النواحي , لذا لا تبخلوا علينا بجهودكم وعلمكم .

إعصار الحق
09-14-2013, 08:08 PM
الشبهة الثانية
يستدل بعض الدعاة والمفكرين بحديث معاذ بن جبل على تجويز فكرة التدرج وتأطيرها بإطار الشرع حيث جاء في الحديث ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك، فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وتدفع إلى فقرائهم، وإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) فقالوا : هذا دليل واضح وصريح في الدلالة على جواز التدرّج، من حيث إن النبيّ صلى الله عليه وسلم قد بيّن لمعاذ أن لا ينتقل إلى الركن أو الفريضة التالية إلا بعد تقرير الفريضة السابقة للأولى.
الرد عليها
عن ابن عباس عن معاذ بن جبل قال أبو بكر ربما قال وكيع عن ابن عباس أن معاذا قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب .

وفي رواية:

عن أبي معبد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم



رواية: {إلى شهادة أن لا إله إلا الله } وفي رواية {إلى أن يوحدوا الله } وفي رواية {إلى أن يعبدوا الله }

وقد ذكر الله في القرآن؛ والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأحاديث هذه الأحكام مرتبة، يقول الله تبارك وتعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11] وفي الآية الأخرى يقول فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التوبة:5] وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة } وهذا الحديث يقول فيه: {فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة }


الآيات ترتب: التوبة عن الكفر ابتداء، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة كناية عن الخضوع لأحكام الاسلام، وفيها واو العطف، فيتحقق فيهم وصف: فإخوانكم في الدين، ووصف: فخلوا سبيلهم، بتحقق: الايمان والعمل أي الخضوع للأحكام، فأحيانا يذكر القرآن أحكاما معينة للدلالة على قضايا مرادة، فحين يقول مثلا: ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين
ذكر اليوم الآخر كناية عن إيمانهم بالحساب على أعمالهم وعقائدهم في الدنيا، فهو شامل لهذا المعنى فاكتفى به.

الحديث ايضا فيه: ترتيب: طلب الإيمان ابتداء وهم أهل كتاب كما نص في أول الحديث
ثم: فإن أطاعوك، ف


وللفاء معان:

فالمعاني الأساسية منها: أن تكون عاطفة وتفيد الترتيب المعنوي والذكري والتعقيب والسببية، ويمثلون للترتيب بقول الله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا {البقرة:36}، وللتعقيب بقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً {الحج:63}، وللسببية بقوله تعالى: فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ {القصص:15}.

فهنا هي تفيد الترتيب والتعقيب: يعني شهدوا

تقوم فورا بإعلامهم بالصلاة ليلتزموها، فإن قبلوها فأعلمهم فورا بالزكاة ليلتزموها

طيب ما هي الاحتمالات؟

أن يعلمهم بالشهادة فلا يشهدوا، عندها هم كفار ولا يقبل منهم الانتقال إلى الفروع قبل الأصل وهو التوحيد والاعتقاد والايمان

الاحتمال الثاني: أن يشهدوا ، لكن حين يعلمهم أن عليهم صلاة لا يقومون بها،

لاحظ قوله عليه سلام الله: فإن أطاعوك

يعني أطاعوا الأمر، خضعوا للأمر، سلموا لله بأنه يأمر بالصلاة فيفعلوها على أنها طاعة لأمره، ومن لم يخضع للأمر ولم يطعه فإنه لا يسلم

فهنا خلل في الاعتقاد، لأنه لم يتبعه تسليم واستسلام، ومعاقدة على الاتباع، وطاعة للأمر فيجب معالجة هذا الخلل

فالأمر أكبر من أن يكون مجرد أن لا يصلوا ، أي يتركوا الصلاة كسلا، بل الأمر فوق ذلك: طاعة وعدم طاعة

فلا يعقل حينها أن ننتقل لنقول لهم وهناك صوم وهناك زكاة وهناك .... لأن الخلل وقع في بداية الطريق، مما يعني أن معاني الاسلام والاستسلام والايمان لم تتحقق فلا بد من معالجتها

فإن قبلوا بالصلاة، فمعناها استسلموا فعند ذلك أعلمهم فورا بأن هناك زكاة وطبق النظام كاملا بدليل قوله بعدها:

فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب .


يعني احكم بينهم بالحق والعدل ولا تتعد على أموالهم، واتق دعوة المظلوم إذ أن الحاكم قد يظلم فلا تظلم أحدا

يعني طبق النظام واعدل في تطبيقه


المهم الذي يجب أن نتنبه له هو ما يلي:

بعد أن يعلمهم الشهادتين، ويقبلوا منه، يعلمهم أن هناك أحكاما عملية متمثلة بالصلاة، فإن قبلوا وخضعوا

فأعلمهم أن عليهم زكاة، ولا يسترسل الحديث بعدها بأن علمهم الصوم والحج وغيرها

بل بعد خضوعهم للصلاة: زكاة وحكم عدل، انتهى ، يعني تطبيق الاسلام كاملا عليهم بشكل يضمن إقامة العدل

وإن لم يقبلوا بالصلاة أو الزكاة: فلا يتحقق فيهم أنهم إخوانكم في الدين،

لاحظوا أيضا: أن النص يقول:

فإن هم أطاعوك لذلك

والطاعة تتضمن الخضوع للأمر: تعلم بأن الله أمرك بالزكاة فتطيع

فإن لم تطعه فلست بمسلم ولو شهدت بلسانك

فذكر الطاعة مهم جدا هنا، فإن حصلت الطاعة بالفروض وحصلت الطاعة بالشهادة، فقد تحقق الخضوع للاسلام ولم يعد القوم أهل كتاب

أما إن لم تحصل الطاعة فلا خير في إسلامهم





فأين التدرج؟؟؟؟


بل فوق ذلك أقول

الا ترون أن الحديث حجة على القائلين بالتدرج

فإن من لا يضع أحكام الاسلام موضع التطبيق في مرحلة ما لا يتحقق فيه الطاعة، أمره الله بأن يزكي فرفض وقال بعد حين،

فإلى أن يأتي ذلك الحين لا يتحقق فيه معنى أنه يطيع، فنرجع معه إلى المربع السابق، فنقول له: إذا لم تقم الاقتصاد (وتمثله الزكاة في الحديث) على أساس الاسلام، فهل أنت تطيع في الصلاة ابتداء؟

فإن قال نعم، قلنا له الصلاة والزكاة صنوان

وهما علامة على صدق شهادة أن لا اله الا الله، فإن لم تفعل أحدهما فلا تحقيق لتلك الشهادة

فيلزمه أن يطيع فيهما، فإن أطاع فيهما ألزمه الحديث بسائر أحكام الاسلام يطيع فيها والنص واضح

فالحديث إذن حجة على من يقول بالتدرج لا حجة له

بحب دينى
09-14-2013, 10:54 PM
{فاتقوا الله ما استطعتم}

(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)سورة البقرة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا [ص:95] أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ) صحيح البخاري

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم («مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ»صحيح مسلم
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ»صحيح البخاري

إلى حب الله
09-14-2013, 11:20 PM
موضوعك شبهات مُكررة يا أخ إعصار الحق ...
ومداره وأساسه : ليس ما تريد إيهام القاريء به .. لأنه - وكما هو معروف لدى أصغر طالب علم - : لا حُجة لمؤمن ((( قادر على تطبيق الشريعة ))) : ولم يُطبقها !!!..
فهذا هو الذي توجه له كلامك أعلاه ونوافقك عليه 200 % ...

أما والحاصل أنك تلمز بهذا الكلام أناسا استنفروا أنفسهم لإصلاح أحوال المسلمين ما استطاعوا : وليس معهم قوة ولا شوكة لتطبيق شرع الله بين يوم وليلة :
فلا شك أنك أسأت العرض والتقديم والفقه !!!...

أما المواقف التي ذكرت أعلاه :
فإن كنت تتفق على أخذ رسول الله قدوة فيها : فنواجهك بمثلها ولكن : حينما كان غير مستطيع أو لا تساعده الظروف !!!..
عندك مثلا صلح الحديبية .. ورضاه صلى الله عليه وسلم بالشرط الجائر من المشركين له برد مَن أسلم منهم إليهم وتسليمه لهم !!!!..
ونسأل :
هل تسليم المسلم إلى أهله الكفار ليفتنوه عن دينه أو يقتلوه : هل هو فِعل مَن قدر على شرع الله كله فلم يأته ؟!!..
أم أن فعله ذاك كان الأنسب وقتها وحفاظا على مؤمنين آخرين في مكة لم يعلمهم الله يعلمهم :
" هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله .. ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم : أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم : ليُدخل الله في رحمته من يشاء .. لو تزيلوا : لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " ..

وأرجو ألا تقل لي أن النبي فعل ذلك لما أخبره الله بالغيب وأنه سيحدث كذا وكذا .... أقول :
العبرة بالفعل هنا ليست من التي تتأثر بوحي لأنه فعل حكيم - الحالة أشبه بفقه التترس لو تعلم - !!..
ولو تركنا إغلاق باب اتباع سنة النبي في بعض أفعاله بحجة أنها كانت بوحي فقط وعممنا ذلك : لكان للطاعن أن يطعن في الكثير من أمور الدين والتملص منها بحجة أنها كانت خاصة وبوحي إلخ إلخ !!!..

ولو تأملنا (( فقه )) أكابر علماء الأمة قديما وحديثا : وجدناهعم أبعد الناس عن ضيق النظرة الفقهية ( المتحجرة ) التي يتبعها اليوم بعضهم !!.. هذا لو أسميناها (( فقهية )) أصلا وهي لا تمت للفقه بصلة !!!.. وإلا :
فمَن ذا الذي يرفض التدرج في الشريعة في زمان الغربة أو الجاهلية ؟؟..
ألم يتدرج الله تعالى في تحريم الخمر ؟!!.. - لماذا ترك الآيات الأولى ولم ينسخ تلاوتها من القرآن مع استقرار الحكم - ؟!
ألم يتأخر كذلك نهي النبي عن زواج المتعة وتحريمه ؟!!..

وإليك سؤال تعودنا أن نسأله لأصحاب هذا الفكر لنفضح حقيقتهم أمام عقلاء المسلمين وأمام شرع الله :
لو لديك بلد مسلم : ترك أهله لعشرات السنين مناصب الدولة والتشريع والقوانين إلخ إلخ : حتى صارت في أيدي الفسدة يقننون فيها ما يشاءون من الفساد والحرام ويبيحونه ويحمونه ويضيقون على أهل الفضل إلخ إلخ ..
ثم سعى بعض المسلمين للوصول إلى بعض هذه المناصب للتخفيف عن المسلمين من الحرام المفروض عليهم : والتوسعة على الدعاة للحق إلخ إلخ
السؤال :
أي الحالين لديك أفضل ؟؟..
أن يُترك كل ذلك بدعوى أن هؤلاء البعض (( لن )) يستطيعوا الحكم وتقرير شرع الله (( مرة واحدة )) رغم معرفتك بضعفهم عن ذلك وأنهم في اجتهادهم يبذلون ما في طاقتهم ؟
أم أن يصلوا بالفعل إلى بعض سدات الأمر فيخففون عن المسلمين ما هم فيه قدر استطاعتهم : ويغفر الله لهم ما ليس بمقدورهم ؟!!..

إذا أردت معرفة الإجابة - إن كنت لا تعرفها من ردود وفتاوى أكابر العلماء قديما وحديثا - فإليك هذا الرابط :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/07/blog-post_7199.html

بالتوفيق ...

ابن سلامة القادري
09-15-2013, 12:42 AM
قال يوسف بن ماهك : إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال أي الكفن خير قالت ويحك وما يضرك قال يا أم المؤمنين أريني مصحفك قالت لم قال لعلي أولف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف قالت وما يضرك أيه قرأت قبل إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده قال فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور.

صحيح البخاري

إلى حب الله
09-15-2013, 02:01 AM
قال يوسف بن ماهك : إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال أي الكفن خير قالت ويحك وما يضرك قال يا أم المؤمنين أريني مصحفك قالت لم قال لعلي أولف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف قالت وما يضرك أيه قرأت قبل إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده قال فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور.

صحيح البخاري





بارك الله فيك أخي ابن سلامة ...
هذا هو عين ما قصدته من كلامي أعلاه .. أضف إلى ذلك ضعف شوكة المسلمين اليوم لإقامة شرع الله مرة واحدة : وقبل تهيئة القلوب المسلمة لتقبله والعمل به بعد أن تفهم أنه من لوازم إيمانها - أي الحاكمية لله عز وجل - : فقد أفسد أكثر شيوخ الدول الإسلامية الرسميين دين العباد بتنحية حكم الله وتقديم رغبات سادتهم ..
فهذه جاهلية ثانية - أراها والله في مقابل الجاهلية الأولى التي ذكرها الله في القرآن وكأنه يشير إلينا بقدومها في مستقبل الأيام !!!..

والله المستعان ...

إعصار الحق
09-16-2013, 05:43 PM
بارك الله فيك أخي ( بحب ديني ) على فتح هذه الزاوية من الموضوع ألا وهو باب الإستطاعة , وهذا الباب لابد من أن بيان أوجه الحكم فيها , ورأي الشرع به .
من المتفق عليه أن الحكم لله , فأذا قضي الله ورسوله أمرا فلا رأي يعلو رأيهما , ولا حجة بعد حجتهما لقوله ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) .
وقبل أن نبين الحكم في ذلك لابد من استعراض الأدلة التالية :
التدرج وتطبيق جزء وترك آخر لا يجوز وأدلته قطعية الثبوت، قطعية الدلالة، نذكر بعضها:
قال تعالى: { َأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ }.
فهذه الآية جازمة على وجوب تطبيق الإسلام كله وهو خطاب لرسول الله عليه الصلاة والسلام , وخطاب رسول الله خطاب لأمته ما لم يرد دليل التخصيص ,
ولفظ ( ما ) يفيد العموم أي بكل ما أنزل الله , وقد نهى الله رسـوله، والحكام المسـلمين من بعده عن اتباع أهواء الناس، والانصياع لرغباتهم، حيث قال: { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ }.
_________________
وعندنا في الإعتقاد أن الله لا يكلف الإنسان بأي تكليف إلا في حدود الإستطاعة والقدرة , الآن الصلاة واجبة وفرض , ولا تسقط هذه الفريضة بمرض ولا حتي بشلل الجسم الكامل , تبقي مفروضة في حقه
ووتكون المسألة التي تناولتها بكلامك كيفية أداءة تلكم الصلاة ( واقفا - جالسا - على جنب ) حسب الإستطاعة , ولا نقول هنا من لا يستطع الحكم بما أنزل الله فعليه حينئذ أن يبقل بتطبيق 50% منه مثلاً لأن تطبيق هذه النسبة في حدود الإستطاعة , وعلى حد زعمك نحن مطالبون بالقيام بالفروض بالإستطاعة ... هل تقول هذا ؟؟؟؟؟
مع العلم ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) .. ( الظالمون ) .. ( الفاسقون ) ,, فهذه الآيات واضحة الدلالة على حكم من لا يحكم بما أنزل الله ..
أما الإستطاعة التي جاءت في الحديث تعني ما دمت أعمل أنا كمسلم أو كداعية على تغير دار الكفر لدار الإسلام فذمتي قد برئت عند الله حتي وأن لم أستطع تحقيق الفرض ,مثله مثل الحج لا يصبح مفروضا على المسلم إلا إذا أصبح قادرا على أداءه ( صحة + المال ) ولكن لو كنت فقيرا ولا أملك القدرة على الذهاب للحج فهل تجب في حقي , هذه هي الإستطاعة المعول عليها .
نعود مرة أخري للحكم بما أنزل الله , الناظر لواقع النبي عليه الصلاة والسلام في المجتمع المكي , يجده ضعيفا هو وأصحابه , ليسوا أصحاب قوة ,ويريد أن ينشئ دولة إسلامية تطبق شرع الله ولو أخذ الرسول بفهمك للإستطاعة لقبل من قريش عروضهم , ( إن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا ) فيقبل النبي عليى الصلاة والسلام بهذا العرض برهة من الزمن ثم ينقلب عليهم والعياذة بالله أن يبدل رسول الله في دينه , هل يندج ذلك تحت الإستطاعة .
أما الحديث الذي رواه البخاري «فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»
فالأمر هنا يعني حكماً واحداً من أحكام الإسلام أي مثلاً: الصلاة، الصيام ... وقد ورد ما يؤكد ذلك في روايات أخرى: (وإذا أمرتكم بشيء) في رواية مسلم، (وما أمرتكم به) في رواية أخرى لمسلم.

وواضح منها أن المأمور به حكم واحد، وليست أحكام الإسلام جملةً.

ولذلك فلم يقل مجتهد، كما أعلم، أن الحديث يفيد أن يصوم المرء إذا لم يستطع الصلاة، أو أن يزكي إذا لم يستطع الصيام ... فليست استطاعة الصوم شرطاً في أداء الصلاة، ولا استطاعة الصلاة شرطاً في أداء الصوم، ولا استطاعة الزكاة شرطاً في أداء الصيام ولا استطاعة الصيام شرطاً في أداء الزكاة، بل إن الاستطاعة شرط في أداء الحكم نفسه، أي هو أن يقضي الصيام إذا لم يستطعه أداءً، ويصلي جالساً إن لم يستطعها قياماً، ويتيمم إن لم يستطع الوضوء بالماء ...

وأنت تلاحظ هنا أن لا بد من القيام بالحكم على وجهه حسب الاستطاعة، وان الاستطاعة مبينة شرعاً بالأدلة وليست وفق ما نريد. فإذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم ننفذه على وجهه وفق الاستطاعة المبينة بوضوح بالأدلة الشرعية.
ووفقني وإياك للحق

السيف الصقيل
09-16-2013, 08:08 PM
بارك الله فيك أخي اعصار الحق !
و أعانك الله على قائمة الإتهامات التي ستواجهك إذا أثرت هذا الموضوع و أمثاله !
فستوصف بالجهل و عدم الفقه إلى آخر القائمة !
فهناك من يمارس وصاية على الإسلام في التنظير و التطبيق !
فيٌقدم ما شاء من تطبيق أحكام الإسىلام و يؤخر ما شاء و إذا أٌنكر عليه لجأ إلى التقزيم و التحجيم و رميك بكل آبده و لسان حاله و مقاله ما أٌريكم إلا ما أرى !
و كأن الإسلام ملكه أو ملك والديه يتصرف فيه كما يشاء !
و إذا قيل إن في الإسلام دور الباباوية كما هي في النصرانية رفع بعقيرته أن هذا لا يوجد جملة و لا تفصيل في الإسلام و مرفوض تماما و هو يقوم بفعله و فكره و تنظيره بتشييد أركان البابوية !!
و يكف يمثال على الدور البابوية دعوى التدرج لأن الذين سيقومون بالتدرج هم من يٌسمى بالإسلاميين فيٌقدمون ما شاءوا و يؤخرون ما شاؤوا و إذا أنكر عليهم وصفوك بكل باقعة !
فالتقديم و التأخير حكر عليهم !!
يكفي من بطلان فكرة ( سلطة ) التدرج المزعومة أنه إذا تم التدرج في تطبيق الشريعة فلا بد ضرورة من قوانين وضعية يتحاكم إليها الناس !
و التحاكم إلى القوانين الوضعية كفر و الكفر لا يٌترخص فيه لمصلحة أو ضرورة من وقع في الكفر كفر إلا في حالة الإكراه المٌلجيء !
فالكفر لا يٌترخص فيه إلا في حالة واحده و هي الإكراه المٌلجي و قلبك يكون مٌطمئن بالإيمان ! و مع ذلك ففي حالة الإكراه الأفضل لك التجلد و احتساب نفسك لله !
لذلك أنا أقول أهم المهمات اليوم هو معرفة نواقض الإسلام لأن نواقض الإسلام من وقع فيها كفر و خرج من الإسلام و لو كان يريد الإصلاح !
خاصة في ظل جهل من يسمون بالإسلاميينفهم أنفسهم يحتاجون اصلاح قبل أن يصلحوا غيرهم !
و الله لن تتم لهم الأمور ماداموا على هذه الحال و مع كل نكسة و نكبة يصابون فيها لم يراجعوا فكرهم و يُصغوا للناصحين بل ما زالوا في جهلهم يعمهون و خلف سراب الديمقراطيه يلهثون!
لكن لعل الحوادث الأخيره هي نهاية الإسلاميين الدمقراطيين و بداية لعهد اسلامي جديد !

أمَة الرحمن
09-16-2013, 08:18 PM
و أعانك الله على قائمة الإتهامات التي ستواجهك إذا أثرت هذا الموضوع و أمثاله !

ألستم أنتم يا أخي الفاضل من بدأ سيل الاتهامات بلمزكم لرأي هؤلاء بأنهم من المتهاونين في الشريعة و لم تتوانوا قط عن تبديعهم و تفسيقهم؟


فهناك من يمارس وصاية على الإسلام في التنظير و التطبيق !

سبحان الله.. و الله لم نرى هذا إلا في من يرى رأيك يا أخي! حتى كدت ترمي أصحاب الرأي المخالف لك بالكفر!


و التحاكم إلى القوانين الوضعية كفر و الكفر لا يٌترخص فيه لمصلحة أو ضرورة من وقع في الكفر كفر إلا في حالة الإكراه المٌلجيء !

كأننا دعونا إلى التدرج من مزاجنا و ليس بضغط الإكراه!!!

المشكلة أنكم حتى الآن لم تستوعبوا ظروف الواقع المرّ و لم ترحموا من يحاول جاهداً إقامة شرع الله بحسب ما يقدر عليه في مجتمعات الجاهلية الحديثة. فأصبحتم عوناً لأعداء الأمة ضد اخوانكم دون قصد و من دون أن تشعروا.

و رحم الله ابن تيمية حين قال:


" فالواجب على المسلم أن يجتهد في ذلك : حسب الوسع .. فمَن وُليِّ ولاية يقصد بها : طاعة الله : وإقامة ما
يمكنه من دينه ومصالح المسلمين : وأقام فيها ما يمكنه من الواجبات : واجتناب ما يمكنه من المحرمات : لا يؤاخذ
بما يعجز عنه .. فإن تولية الأبرار : خير للأمة من تولية الفجار .. ومَن كان عاجزاً عن إقامة الدين بالسلطان
والجهاد : ففعل ما يقدر عليه من الخير : لم يُكلف ما يعجز عنه ! فإن قوام الدين بالكتاب الهادي والحديد الناصر "

إعصار الحق
09-16-2013, 08:56 PM
بارك الله فيكم جميعا : لكن لابد من توضيح عدة نقاط أيها الأحباب ,
فأنا لم أضع هذا الطرح إلا من باب الوصول للحق والحق فقط , أما اللمز فوالله ما لنا به
لذا تجدون طرحي يرتكز على الفكرة والمضمون بعيدا عن الشخصنة , فأنا موضوعي في طرحي , إن وجدت رأي أقوي من رأيي وجب على حينئذ ترك ما انا عليه وأخذ برأي غيري
شريطة أن يكون دليله وبرهانه له مسوغ شرعي بالإضافة لقوته
جعلنا الله من المهتدين

إعصار الحق
09-16-2013, 09:13 PM
قال يوسف بن ماهك : إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال أي الكفن خير قالت ويحك وما يضرك قال يا أم المؤمنين أريني مصحفك قالت لم قال لعلي أولف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف قالت وما يضرك أيه قرأت قبل إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده قال فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور.

صحيح البخاري




السلام عليك أخي ابن سلامة
لا أختلف معك بنزول القرآن على مدار 23 عاما منجما مفرقا , ولا أختلف معك أن أول ما نزل من القرآن الاعتقاد ومن ثم الأحكام , ولا أختلف في كل ذلك
ولم يقل أحد من الفقهاء والعلماء بغير ذلك , لكن لي وقفة هنا .......
التدرج : ينقسم لنوعان وذلك بإستقراء النصوص الشرعية والسيرة المحمدية نجد فيها :
الأول : التدرج في التشريع .
الثاني : التدرج في التطبيق
____
سؤال هنا : هل يجوز لنا أن نتدرج اليوم في التشريع ؟ وما الدليل ؟
وهل يجوز لنا اليوم التدرج في التطبيق وما الدليل ؟
الناظر للآيات المحمكة ( إنِ احكم بينهم بما أنزل الله ... ) وقوله ( إن الحكم لله ) وغيرها الكثير ....
تدل على أن المشرع الوحيد والأوحد الفرد الصمد , وهو الله تعالي , يشرع ما يريد , وقت ما يريد , وكيفما أراد ..
فكيف بك تنصب البشر وتجعل لهم إمكانية التشريع وسن القوانيين ...
أما التدرج في التطبيق : هل تملك دليل أن النبي لما أنزلت آية تحريم الخمر , كان يتدرج في إخبار المسلم الجديد حرمة الخمر
كأن يقول له في اليوم الأول من إسلامه هي حلال , وفي اليوم الثاني , لا تقرب للخمر وقت الصلاة , وفي اليوم الثالث حرام
مالكم كيف تحكمون !!!!!!!!!!!!

السيف الصقيل
09-16-2013, 09:14 PM
كأننا دعونا إلى التدرج من مزاجنا و ليس بضغط الإكراه!!!
فرق بين الضرورة و الإكراه الملجئ !!!
الإكراه الملجئ حيث ينعدم الرضا والإختيار , وتنتفي الإرادة والقصد , وذلك بالوقوع تحت التعذيب الشديد أو نحو ذلك !
فهل أحد فعل بهم هذا إن لم يدخلوا العمل الديمقراطي أم هم يتسابقون للديمقراطية زرافات ووحدانا !!
و أما فتوى الإمام ابن تيمية يتم وضعها في غير موضعها !
الإمام ابن تيمية رحمه الله من أشد الناس تحذيرا من الشرك لو رأى الديمقراطية لانكرها تماما !!
بل إن هناك نقل عنه رحمه الله يقرر أن الشرك لا ترخص فيه إلا حالة الإكراه الملجيء سأبحث عنه و هذا الأمر متفق عليه بين سائر العلماء و لا يوجد نص يٌرخص في الشرك أبدا إلا في حالة الإكراه الملجيء كما قلنا مع بقاء القلب مطمئنا بالإيمان !
فهم كمن يغرق لينقد غرقى !!
الشرك من وقع فيه أشرك سواءا لمصلحة أو ضرورة أو غير ذلك إلا في هذه الحالة الواحده الإكراه الملجئ !
و أنا مستعد للمناظره أو الحوار لمن شاء في هذه المسألة !
و نقل جميع النقول وعن العلماء و ايراد جميع النصوص لمن شاء !

OMMNYR
09-16-2013, 09:34 PM
الأخ السيف الصقيل ...

ما الحل البديل من وجهة نظرك ؟
ربما لديك حل آخر مكتمل الأركان , فهل تفضلت أن تشرحه لنا من جميع الجوانب ؟

هذا الحل يكون عملى بحيث إذا ألبسناه على الواقع الحالى كساه كله و لم يترك جزء عارى منه .....

ننتظر شرح منك مفصل فى هذه المسألة إن أمكن ......

إعصار الحق
09-16-2013, 09:42 PM
بارك الله فيك أخي أبو حب الله ....
أحبب في البداية أن أذكرك ان الذكري تنفع المؤمنين , لذا فما المانع من طرح الموضوع مرارا وتكرارا حتي تحصل الفائدة بإذن الله ,
وكذلك لا يختلف اثنان على أن مصادر التشريع أربع : القرآن - والسنة - وإجماع الصحابة - والقياس .
اما كلام فقهاء بحد ذاته فالحجة فيه هو استدلالهم لما يقولون , وقوة دليلهم ليس مجرد نظمهم للكلام ,
وهذا ما أشار له ابن عباس : أقول لكم قال الله ورسوله وتقولون قال أبو بكر وعمر وهناك كلام قريب منه للشافعي رضي الله عنهم اجمعون .
________________
الإسلام دين حق , والجمهوريات , والعلمانية والديمقراطية باطل , فهل نصل للحق عن طريق الباطل
والقاعدة : ما بني على باطل فهو باطل .
انت قلت بلسانك عدنا للجاهلية , أي اننا الآن في الجاهلية الثانية :
أنظر للجاهلية الأول , وستجد كيف غيرها الرسول عليه الصلاة والسلام .
فالإسلام جاء كاملا لا نقص فيه وبين كل أمر , بين كيفية أداء الصلاة والحج بل حتي أكرمكم الله كيفية الخراء
كيف يمكن تغير المجتمع الجاهلي لإسلامي يكون بالطريقة التي استخدمها الرسول في ذلك
ولا تدرج فيها , ولما عرضت قريش علي الرسول المال والملك والزواج , لو تعذر النبي بما تقول لقبل لملك ومن ثم غير نظام ومجتمع مكة
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام ظل متمسكا بطريقة الله في الوصول للحكم عن طريق البحث عن اصحاب القوة والمنعة كما جاء في السير
وليس بالتدرج فكلامك مردود ....
أما بالنسبة لسؤالك , فهو أصلا باطل وخطأ
لا يقال هكذا بل الأصل : هل في الإسلام طريقة للتغير ؟ ام نجتهد من أنفسنا ؟؟؟
أنت تريد مني أن أقول : العدو دخل أرض للمسلمين وأنت لا تملك المال
أتترك العدو أن يدخل ؟ أم تسرق المال لتشتري سلاحا ؟؟؟؟
ومن قال لك أترك اهل الفساد يحكمون ؟ أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ لما لاتفضحهم عند الناس ؟ لما تعمل من أجل دولة الإسلام بدل خلق الإعذار لمن لا يطبق الإسلام
فبدل أن تغير النظام العلماني تصبح انت من يحكم به وعلى اساسه
فأنا لا أختار تركهم , ولا أختار أن أكون معهم في الحكم
بل اختار أزلتهم من الحكم كله وتغير الأنظمة والإنقلاب عليها مرة واحد ودفعة واحد وتطبيق الاسلام من غير تدرج كما فعل المسلمون بتطبيق الإسلام علي البلاد المفتوحة من غير تدرج

السيف الصقيل
09-16-2013, 09:52 PM
الأخ السيف الصقيل ...

ما الحل البديل من وجهة نظرك ؟
ربما لديك حل آخر مكتمل الأركان , فهل تفضلت أن تشرحه لنا من جميع الجوانب ؟

هذا الحل يكون عملى بحيث إذا ألبسناه على الواقع الحالى كساه كله و لم يترك جزء عارى منه .....

ننتظر شرح منك مفصل فى هذه المسألة إن أمكن ......

نفس السؤال دائما يتكرر حشروا أنفسهم في جحر و لم يروا غيره و ليتهم من خلال هذا الجحر أفلحوا و حققوا ما يريدونه !!!
أي شيء حققوا خلال العقود الماضية من دخولهم العمل الديمقراطي و دعوى التدرج ؟!!!
في الجزائر و تونس و المغرب و اليمن و مصر و أفغانستان و الصومال و العراق و غيرها من أصقاع البلاد !!!
لو لم يكن هناك أي حل آخر لكن الإستمرار في العمل الديمقراطي عبث و لعب !!!
فالديمقراطية أثبتت فشلها و عدم جدواها !
و هم لا يروا غيرها !! و الله إنه العجب حقا !!
على كل حال تم مناقشة هذا السؤال في موضوع سابق يمكنك الرجوع إليه !
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?53731-أيها-الإسلاميون-تعلموا-فضلا-من-العلمانيين/page3

أمَة الرحمن
09-16-2013, 10:07 PM
نفس السؤال دائما يتكرر

و تم الرد هناك على كل استشكالاتك أيها الفاضل، لكنك عدت مرة أخرى لترديد نفس الإتهامات و كأنك لم تقرأ مشاركات الإخوة أو لم تعيها...

Almumen
09-16-2013, 10:17 PM
بارك الله فيك أخي اعصار الحق !
و أعانك الله على قائمة الإتهامات التي ستواجهك إذا أثرت هذا الموضوع و أمثاله !
فستوصف بالجهل و عدم الفقه إلى آخر القائمة !
فهناك من يمارس وصاية على الإسلام في التنظير و التطبيق !
فيٌقدم ما شاء من تطبيق أحكام الإسىلام و يؤخر ما شاء و إذا أٌنكر عليه لجأ إلى التقزيم و التحجيم و رميك بكل آبده و لسان حاله و مقاله ما أٌريكم إلا ما أرى !
و كأن الإسلام ملكه أو ملك والديه يتصرف فيه كما يشاء !
و إذا قيل إن في الإسلام دور الباباوية كما هي في النصرانية رفع بعقيرته أن هذا لا يوجد جملة و لا تفصيل في الإسلام و مرفوض تماما و هو يقوم بفعله و فكره و تنظيره بتشييد أركان البابوية !!
و يكف يمثال على الدور البابوية دعوى التدرج لأن الذين سيقومون بالتدرج هم من يٌسمى بالإسلاميين فيٌقدمون ما شاءوا و يؤخرون ما شاؤوا و إذا أنكر عليهم وصفوك بكل باقعة !
فالتقديم و التأخير حكر عليهم !!
يكفي من بطلان فكرة ( سلطة ) التدرج المزعومة أنه إذا تم التدرج في تطبيق الشريعة فلا بد ضرورة من قوانين وضعية يتحاكم إليها الناس !
و التحاكم إلى القوانين الوضعية كفر و الكفر لا يٌترخص فيه لمصلحة أو ضرورة من وقع في الكفر كفر إلا في حالة الإكراه المٌلجيء !
فالكفر لا يٌترخص فيه إلا في حالة واحده و هي الإكراه المٌلجي و قلبك يكون مٌطمئن بالإيمان ! و مع ذلك ففي حالة الإكراه الأفضل لك التجلد و احتساب نفسك لله !
لذلك أنا أقول أهم المهمات اليوم هو معرفة نواقض الإسلام لأن نواقض الإسلام من وقع فيها كفر و خرج من الإسلام و لو كان يريد الإصلاح !
خاصة في ظل جهل من يسمون بالإسلاميينفهم أنفسهم يحتاجون اصلاح قبل أن يصلحوا غيرهم !
و الله لن تتم لهم الأمور ماداموا على هذه الحال و مع كل نكسة و نكبة يصابون فيها لم يراجعوا فكرهم و يُصغوا للناصحين بل ما زالوا في جهلهم يعمهون و خلف سراب الديمقراطيه يلهثون!
لكن لعل الحوادث الأخيره هي نهاية الإسلاميين الدمقراطيين و بداية لعهد اسلامي جديد !
لو احتفظت لنفسك بكل ما لونته لك لكان أحسن أخي الكريم

السيف الصقيل
09-16-2013, 10:19 PM
و تم الرد هناك على كل استشكالاتك أيها الفاضل، لكنك عدت مرة أخرى لترديد نفس الإتهامات و كأنك لم تقرأ مشاركات الإخوة أو لم تعيها...
إذا كان منطقكم أنه إذا تم وضع مشاركة ردا على مشاركة أخرى أو منطقكم انه إذا كان حجم المشاركة أكبر من حجم المشاركة المردود عليها بأن هذا يعتبر براهين قاطعة على خطأ المشاركة المردود عليها فسأعترف بأنكم أتيتم بالبراهين القاطعة على صحة قولكم !!!!
أنا كنت و مازلت أقول الديمقراطية احتوت على ضروب من الشرك الفعلية و القولية و أسأل عن نص أو قول عالم من العلماء يجيز الشرك لمصلحة أو ضرورة ؟!!!
إن أجبتموني سأكون لكم من الشاكرين !!!
على كل حال ما دام مشاركاتكم هكذا سأتوقف إلا عن من أتى بشيء يندرج في سلك البحث العلمي فسنناقشه فليس من أمرنا إضاعة الوقت !!

إلى حب الله
09-16-2013, 10:40 PM
بارك الله فيك أخي أبو حب الله ....

وفيك بارك الرحمن .. وأسعد بما قرأته لك أنه لا مانع لديك من اتباع الحق لو ظهر لك في غير رأيك ..


أحبب في البداية أن أذكرك ان الذكري تنفع المؤمنين , لذا فما المانع من طرح الموضوع مرارا وتكرارا حتي تحصل الفائدة بإذن الله ,

الغريب أخي أن ما نتحدث عنه هو ( أ ) ( ب ) فقه !!!..
هو قاعدة أخف الضررين !!!..
وما زلت أرى أن الذي يثير مثل هذه الخلافات - التي بت العلماء فيها قديما وحديثا - لديه قصور في الفقه للأسف !!..
إما لم يدرسه أصلا في طريق طلبه للعلم .. وإما درسه ولكن ليست لديه مَلكته للأسف ...
وللعلم :
العبد لله من أوائل مَن نشر توحيد الألوهية والربوبية وفرضية التحاكم لشرع الله بين الشباب بواسطة الإيميلات من سنوات !
فرجاء لا يتحدث أحد إخوانا لنا وكأنه يحادث أطفالا أو طلبة علم مبتدئين لا يعرفون نواقض الإيمان !!!..
على العموم :
لا مانع من رد الحجة بالحجة كما قلت .. فلسنا ممَن يُقدس العلماء .. بل نبرز ما عندهم وآرائهم :
فما وافق منها الشرع أخذناه .. وما خالفه تجنبناه ..


وكذلك لا يختلف اثنان على أن مصادر التشريع أربع : القرآن - والسنة - وإجماع الصحابة - والقياس .

معك ...


اما كلام فقهاء بحد ذاته فالحجة فيه هو استدلالهم لما يقولون , وقوة دليلهم ليس مجرد نظمهم للكلام ,
وهذا ما أشار له ابن عباس : أقول لكم قال الله ورسوله وتقولون قال أبو بكر وعمر وهناك كلام قريب منه للشافعي رضي الله عنهم اجمعون .

تمام ...


الإسلام دين حق , والجمهوريات , والعلمانية والديمقراطية باطل ,

تمام ... والإسلام دين كمال لأنه دين رب العالمين .. فإذا أخذناه كله : فلا قياس أصلا بينه وبين قوانين البشر وموضوعاتهم ..


فهل نصل للحق عن طريق الباطل

هنا سألفت النظر إلى النقطة التي لم أر لك تعليقا عليها من كلامي : رغم أنها من أول ما ذكرته لك !!.. ألا وهي :
أنه ((( لا خلاف ))) في إثم - أو حتى كفر - مَن لم يعمل بشرع الله (( كله )) و (( مرة واحدة )) : إذا كان قادرا على ذلك ..
ولاحظ : ((((( قادرا ))))) على ذلك .. أي : معه أدواته وقوته وانتفت الموانع ...
والسؤال :
ماذا عن ((( الغير قادر ))) ؟!!..
إذا تركها لأعداء الدين : خربوا البلاد والعباد وأفسدوا وضيقوا على الحق ومحوا هوية الإسلام من قلوب أبناء البلد - والإسلام يبقى ولا يزول -
وإذا حاول الانخراط والتدرج في تولي سدة الحكم بحسب النظام السائد - ديموقراطي كان أو غيره من أنظمة ومجالس تشريعية وانتخابات إلخ -:
اتهمه أناس بالكفر لأنه لم يُطبق الإسلام وشرعه كاملا (( ومرة واحدة )) !!!..
رغم أنهم أول مَن يعرفون عجزه عن ذلك !!..
فإذا توقف وعمل بكلامهم : وقع الفساد !!..
وإذا تركهم وعمل بما يمليه عليه دينه من الإصلاح ما استطاع : تحمل منهم وصفه بالكفر : ويعلم الله تعالى أنه من أبعد الناس عنه !

فسعيه هنا بهذا التدرج والانخراط في أنظمة لا تمثل الإسلام مئة بالمئة : ليس مذموما على اعتبار أنه أتى باطلا للوصول إلى حق !!..
وإلا :
فقتل المسلمين الأسارى الذين يتترس بهم الكفار في نظركم يكون كفرا : لأن المسلم فيه يقتل أخاه بغير ذنب وهو كفر ؟!!!!!!!!!!!!!!..
والصواب :
أنه أتى أخف الضررين : وضحى بالبعض لينقذ الكل وإلا :
فسوف يجتاح الكفار المسلمين فيقتلونهم لو لم يدافعوا عن أنفسهم : ثم يقتلون مَن بأيديهم من الأسرى وقضي الأمر !!!..
فأين المصلحة هنا ؟!!!..
فالإسلام أبعد ما يكون عن هذا التحجر ...
ولا يُقال للمسلمين هنا اصبروا وتحملوا إلخ إلخ إلخ من هذا الكلام العاطفي الذي لا يمت لروح الدين العملية بشيء !!!..


والقاعدة : ما بني على باطل فهو باطل .

هذا صواب لو كنت تطلب أحكاما نهائية .. مثلما يقول مسلم بعد وصول الإسلميين إلى الحكم بالديموقراطية :
الديموقراطية كلها حلال وصواب وتوافق شرع الله !!!.. فهذا هو الباطل لأنه رغم احتوائها على بعض روح الإسلام إلا :
أن فيها كفريات لا تخفى على مَن شم رائحة الدين والفقه !!!..
من جعل رأي الشعب والأغلبية فوق الجميع - حتى ولو كان شرع الله فرضا - ومن إباحة المحرمات لو وافقوا عليها إلخ
فقاعدة : (( ما بُني على باطل فهو باطل )) صواب نوافقك عليه ولكنك : استخدمته في المكان الخطأ !!..
فنحن هنا لا نعطي أحكاما نهائية على الأشياء وإلا :
لكان عمل يوسف عليه السلام في حكومة ملك مصر الكافر وإعانتهم إلخ إلخ : كفرا !!!؟...


انت قلت بلسانك عدنا للجاهلية , أي اننا الآن في الجاهلية الثانية :

جيد أنك وافقتني على ذلك - وقد عمي عنه أناس كثيرون من بني جلدتنا للأسف - ..


أنظر للجاهلية الأول , وستجد كيف غيرها الرسول عليه الصلاة والسلام .

بالتدريج ...
وهنا الخطأ الذي وقعت أنت فيه : وسأبينه وأركز عليه في كل كلامك الآتي وانظر :


فالإسلام جاء كاملا لا نقص فيه وبين كل أمر , بين كيفية أداء الصلاة والحج بل حتي أكرمكم الله كيفية الخراء

كل ذلك كان بعد فتح القلوب للإسلام ولشرع الله ((( بالتدريج ))) .. وهنا :
أذكر لك حديث أخينا ابن سلامة عن أمنا عائشة رضي الله عنها : فهو العمدة والأشهر في هذه المسألة حيث قالت كما في صحيح البخاري :
" إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده قال فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور " ..

وأنت ربما تعرف قبلي : معنى إشارتها لسورتي البقرة والنساء : وهما من السور المدنية المليئة بالأحكام والتشريعات !!!..
13 سنة في مكة يتحمل فيها المسلمون الظلم والقمع والتعذيب والمقاطعة وإهانة النبي وضربه إلخ إلخ : وكلها أشياء لو وقعت اليوم في بلاد الإسلام : لوصفتموها بالكفر !!..
فهل قام عليها النبي بالتغيير ((((( مرة واحدة ))))) كما تقول وتكرر - وسترى معي بعد قليل - ؟!!..


كيف يمكن تغير المجتمع الجاهلي لإسلامي يكون بالطريقة التي استخدمها الرسول في ذلك

ألا وهي - من وجهة نظرك - :


ولا تدرج فيها ,

خطأ .. والتوضيح قد سقناه بأعلى ... وإليك سوء قياسك كما في التبرير التالي منك :


ولما عرضت قريش علي الرسول المال والملك والزواج , لو تعذر النبي بما تقول لقبل لملك ومن ثم غير نظام ومجتمع مكة

لقد كانت العروض كلها تتعرض للكفر الصراح وهو أن يعبد المسلمون آلهتهم عاما : ويعبدون هم إله المسلمين عاما !!.. أو أن يترك المسلمون الكفار وشأنهم وكفرهم بلا تحريم ولا نكير ولا تشهير إلخ إلخ ..
والسؤال :
هل طالب المسلمون المتدرجون في الوصول إلى الحكم الإسلامي أو إصلاح حال البلاد على الأقل بقدر استطاعتهم :
هل رأيتموهم طالبوا المسلمين بعبادة الصليب عاما مثلا ؟!!.. أو بالإلحاد عاما ؟!!.. إلخ
هل رأيتموهم أقروا أحكام الكفر عن قدرة في التغيير ؟؟.. أم مُجبرين ؟!!!..


لكن الرسول عليه الصلاة والسلام ظل متمسكا بطريقة الله في الوصول للحكم عن طريق البحث عن اصحاب القوة والمنعة كما جاء في السير

قصدك عن طريق بناء لبنات الإسلام بالتدريج حتى إذا تقوت دولة الإسلام بعد الهجرة وصار لها شوكة :
صار الإسلام الند للند في وجه قوى الكفر وجيوشه !!.. وصار التسامح في حقهم مكروها بل وحتى ترك الأسرى أحياء في أول الجهاد : عاتب عليه اللهُ النبيَ !
قارن بين ذلك وبين آيات العفو والمسامحة في العهد المكي ...


وليس بالتدرج فكلامك مردود ....

بل أنت الذي كلامك مردود أخي : وبنصوص القرآن وبقول أمنا عائشة - وقد رضيت القرآن والسنة حكما بيننا - وغيرها من الأدلة وأقوال العلماء ..


أما بالنسبة لسؤالك , فهو أصلا باطل وخطأ
لا يقال هكذا بل الأصل : هل في الإسلام طريقة للتغير ؟ ام نجتهد من أنفسنا ؟؟؟

الإسلام فيه (( طرق )) للتغيير وليس طريقة واحدة ..
طرق : تتناسب كل منها مع حالة المسلمين من القوة والضعف والعلم والجهل إلخ ...
تماما مثل اختلاف طرق الدعوة بحسب المتلقي ...
فأنت إذا قابلت مسلما عاصيا : فستخوفه وتنصحه بالله وتأمره بترك الخمر والزنا إلخ ... ( لأن كونه مسلما فيه نجاته )
وأما لو قابلت مشركا أو كافرا أو ملحدا : فسوف تدعوه أولا لله تعالى : ولن تعبأ بالحديث ساعتها بالضرورة عن الزنا والخمر !
فهذه من ( أ ) ( ب ) أولويات !!!..
وهكذا تعلمنا من القرآن : وهكذا تعلمنا من السنة : وهكذا تعلمنا من الفقه !!!!؟؟؟...


أنت تريد مني أن أقول : العدو دخل أرض للمسلمين وأنت لا تملك المال
أتترك العدو أن يدخل ؟ أم تسرق المال لتشتري سلاحا ؟؟؟؟

سرقة المال من صاحبه المقتدر هنا للدفاع عن الدين أو النفس أو العرض : جائز !!!.. فالضرورات تبيح المحظورات !!..
وتماما كما يُرفع حد قطع يد السارق إذا كان في مجاعة !!!.. وقس على ذلك ...


ومن قال لك أترك اهل الفساد يحكمون ؟ أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ لما لاتفضحهم عند الناس ؟ لما تعمل من أجل دولة الإسلام بدل خلق الإعذار لمن لا يطبق الإسلام

وكأن المسلمون والدعاة كانوا نائمين !!!!..
بل أسألك أنت :
أين مَن قتلوا وشردوا واغتصبت نسائهم من شيوخ وطلاب الدعوة ؟!!.. أين من اعتقلوا وعذبوا حتى الموت ؟!!.. أين مَن طردوا خارج بلادهم ؟!!.. أين وأين وأين !
وهل يترك الباطل الحق بجانبه ليفتح أعين الناس على أهل الضلال ؟!!..
إذا :
ما كان شرع الله تعالى جهاد الطلب ولا حماية نشر الإسلام في الأرض - لا فرضه على الناس ولكن مجرد حمايته وإعلانه ولو بالجزية على الصاغرين - !
هذه هي القوة عندما تكون في أيدي المسلمين ..
أما وقد زالت وتقاعس بعضهم عن العمل لاستعادتها وأبى إلا الجلوس وتخذيل كل عامل واللمز والطعن فيه :
فلا يلومن إلا نفسه !!!..
فهم الذين لم نر لهم عملا لاستعادة مكانة الإسلام في الحكم !!!..
ولا هم الذين طبقوا عشر معشار طلباتهم بإقامة دولة الإسلام ( مرة واحدة ) !!!!....
بل هم جميعا من أتباع السكوت على الظلم والطغيان ولم نر منهم لا مناصحة حاكم في السر ولا العلن ولا التعرض له بسوء أصلا !

وإلى مَن يرى أننا استخدمنا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في غير مكانه ( ! عجبا والله ) :
فليراجع فتاويه رحمه الله عن التتار لما نزلواالشام وكانوا مسلمين : وأبرزا ( الياسق ) بديلا عن الإسلام !!..
فلينظر وليراجع كلامه المستنفر للجهاد إذا ظهر ماذا من الحاكم ؟ ( ماذا ) ؟ أترك له البحث :
ثم مقارنة ما ذكره شيخ الإسلام بما كانت عليه بلاد الإسلام في الوقت الراهن ولا زالت ولنرى :
هل قال أحد شيوخ اليوم من هؤلاء المتقاعسين عشر معشار ما قاله شيخ الإسلام في الحكام ( المسلمين اسما ) الذين يحكمون بغير شرع الله ؟!

أحب أن نسمع ونقرأ ونرى تعليقه ولكن : بعد أن يكون قد قرأ ..
وليس هذا الكلام العاطفي الذي لا وزن له عند التحقيق والنظر وكأننا جلوس في المترو أو على متن الطائرة !!..


فبدل أن تغير النظام العلماني تصبح انت من يحكم به وعلى اساسه

وهل سيتركك المنافقون الذين قال الله تعالى فيهم : " هم العدو فاحذرهم : قاتلهم الله " ؟!!..
والذين قال الله تعالى فيهم " واغلظ عليهم " ؟!!..
والذين قال الله تعالى فيهم وعنهم أنهم : " في الدرك الأسفل من النار " ؟!!!..
هذا على اعتبار أنهم مسلمون اسما ...
فماذا إذا كان من ورائهم هم يهود ونصارى معروفون : وقد فضحتهم الأحداث الأخيرة لكل مَن كان مغيبا :
حتى صرنا نرى ونعرف جهارا نهارا بالتواطؤ مع أعداء الله لوأد الإسلام صراحة سياسيا وعسكريا ونظاميا واجتماعيا وقانونيا إلخ ؟!


فأنا لا أختار تركهم , ولا أختار أن أكون معهم في الحكم

أنتم قد اخترتم العمل الذي ليس فيه أي أذى - رغم أنه ما من داعي للحق إلا وتأذى وضحى - !!..
وحتى صرتم تزنون كل عمل في الدعوة أو الصحوة : بمقدار الأذى !!.. فإذا كان فيعه أذى : فهو مذموم عندكم متروك بالكلية !
وكأن النصر يأتي لجالس !!..
وكأن التمكين يأتي لمَن لم يبع نفسه لله نفسا ووقتا وجهدا وصحة ومالا إلخ !!!..
أنتم قد اخترتم العمل الذي لا يخرج عن تلاوة ما في الكتب على طلبة العلم وشرحه !!!...
وأما تطبيقه بين الناس :
فهو موقوف متوقف عندكم ....


بل اختار أزلتهم من الحكم كله وتغير الأنظمة والإنقلاب عليها مرة واحد ودفعة واحد وتطبيق الاسلام من غير تدرج كما فعل المسلمون بتطبيق الإسلام علي البلاد المفتوحة من غير تدرج

لا تعليق !
وقد ذكرني كلامك بالفرق بين الأمنية والرجاء !!!..

والله المستعان ..
وهو الهادي للحق وحده وسبحانه ...

Almumen
09-16-2013, 11:10 PM
الأخ السيف الصقيل
مثال: شخصية إسلامية يعرفها الجميع و يسألون الله أن يخرج من بيننا مثله, هذه الشخصية هي صلاح الدين الأيوبي رحمه الله محرر بيت المقدس.
وصل إلى ما وصل إليه كيف ? ألم يكون وزيرا للدولة الرافضية العبيدية?
ماذا لو كنت حاضرا يومها و اتبعك فيما تقول?
هل كان ليحرر بيت المقدس ?

التدرج التدرج أخي
افهمنا بارك الله فيك

ابن سلامة القادري
09-16-2013, 11:30 PM
أما التدرج في التطبيق : هل تملك دليل أن النبي لما أنزلت آية تحريم الخمر , كان يتدرج في إخبار المسلم الجديد حرمة الخمر
كأن يقول له في اليوم الأول من إسلامه هي حلال , وفي اليوم الثاني , لا تقرب للخمر وقت الصلاة , وفي اليوم الثالث حرام
مالكم كيف تحكمون !!!!!!!!!!!!


أخي إعصار الحق، من الواضح أننا نتحدث هنا عن تطبيق الشريعة تطبيقا حكميا و سياسيا على يد حاكم مسلم و ليس عن إخبار بحلال و حرام فهذا ما يدريه بالضرورة أصغر مسلم عاقل.




ان تطبيق الشريعة الالهية لا يراد منه اصلاح المجتمع الانساني فحسب بل هو تنفيذ أمر الله وتحقيق العبودية له فالمسلم لا ينظر الى تطبيق الشريعة على أنها مجرد احلال نظام جديد صالح محل نظام ثبت عدم صلاحيته بل ينظر اليه-أيضا-نظرة ايمانية وهي : أنه أمر من الله تعالى واجب التنفيذ لا يصح التوقف فيه لأي مبرر كان سواء كان المجتمع مهيئا أو غير مهيئ !!!!


هذا من كلام الأخ السيف الصقيل، و أرى جليا أنه لا نصيب فيه من حكمة الشرع و لا من واقعيته و هو بمثابة الدعوة إلى جهاد الطلب على أي حال و دون استيفاء الشروط و العلل الشرعية فقط بدعوى أنه أمر الله و أنه واجب التنفيد.
طبعا لا يجوز للإمام التدرج في تطبيق الشريعة هذا كقاعدة شرعية و كأصل شرعي، لكن الآن و بعد قرون مرت على سقوط الخلافة الاسلامية
تبقى هذه نظرة بسيطة جدا و مثالية جدا بالنظر إلى واقع المسلمين اليوم حكاما و محكومين.
فالتطبيق هو غير مسألة الإقرار بالقلب و اللسان إذ أن التطبيق يستلزم وجود المطبق و المطبق عليه، و هذا منتف في واقع الأمة التي ابتعد معظمها عن شرع الله و عن أصول دين الله حكاما و محكومين عدا في بعض الدول كالسعودية، و صار من ينادي بتطبيق الشريعة في دول تحكم بالديمقراطية الشركية كدول شمال إفريقيا كالمنادي بتطبيق شريعة حمورابي.
ثم لقد ذكرتم أن أمر الله تعالى واجب التنفيد و التطبيق فأين أنتم من قول الله تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، و قول النبي صلى الله عليه و سلم : إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ؟
ثم هذا واقع المسلمين و بينهم القابض على دينه قد جاء وصفه بدقة فيما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم من انتقاض لعرى الإسلام و الحكم الجبري و غربة المتمسك بدين الله، و انتفاء شروط إقامة الإمامة و السياسة الشرعية جملة و تفصيلا، فبالله عن أي واقع و عن أي شريعة تتحدثون ؟

ما الفرق بين تحكيم الشريعة وتطبيقها ؟ .. وهل يجوز التدرج فيها ؟ ... // الشيخ عبدالعزيز الطريفي‬‎

http://www.youtube.com/watch?v=Cqy_Na9mj3A

إليكم هذه الفتوى على موقع إسلام ويب لعل فيها بيانا كافيا شافيا لخطأ ماذهبتم إليه :

التدرج في تطبيق الشريعة .. رؤية شرعية واقعية

السؤال

العلماء الأفاضل. يبيح بعض الدعاة المحرمات كتأخير تطبيق الحدود وفرض اللباس الشرعي، وإغلاق الخمارات حتى تتهيأ الظروف والمناسبات لوضع تلك الأحكام موضع التنفيذ، وذهبوا إلى ذلك بحجة التدرج ومن بعض استدلالاتهم روايتين عن عمر بن عبد العزيز، أما أولاهما فقد دخل على أبيه يوماً, وقال:(يا أبت ما لك لا تنفذ الأمور؟!, فوالله ما أُبالي لو أن القدور قد غَلَتْ بي وبك في الحق) فأجابه:( لا تعجل يا بني؛ فإن الله قد ذمَّ الخمر في القرآن مرتين, وحَرَّمها في الثالثة, وإني أخاف أن أحمل الحقَّ على الناس جملةً, فيدفعوه جملةً, ويكون من هذا فتنة). وأما الأخرى؛ فإن عبد الملك لمَّا لم يُطِبقْ منهج والده في التغيير دخل عليه ثانية، وقال:( يا أمير المؤمنين: ما أنت قائل لربِّك غداً إذا سألك فقال: رأيتَ بدعةً فلم تُمِتْها, أو سنةً فلم تُحْيِها؟!) فأجابه والده:( رحمك الله, وجزاك من ولدٍ خيراً, يا بني؛ إن قومك قد شدوا هذا الأمر عقدةً عقدةً, وعروةً عروةً, ومتى أردتُ مكابرتهم على انتزاع ما في أيديهم لم آمَنْ أن يفتقوا علي فتقاً يكثر فيه الدماء, والله لزوال الدنيا أهون عليَّ من أن يُراقَ في سببي محجمة من دمٍ, أَوَ ما ترضى ألَّا يأتي على أبيك يوم من أيام الدنيا إلا وهو يميت بدعة, ويُحيي سنة). فما هي صحة تلك الروايات ؟ وفيما لو صحت هل تعتبر اجتهادا شرعيا ً لمجتهد يجوز تقليده ؟ وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هذا من باب إباحة المحرمات، كما وصف الأخ السائل، وإنما هو ـ عند من يقول به ـ من باب التدرج ومراعاة الأحوال، وهذا يقبل منه ما كان معتمدا على ميزان القدرة والعجز، فإن الله تعالى لا يكلف إلا بالوسع، والواجبات تسقط بالتعذر، فما قدر على تنفيذه من أحكام الشريعة من غير مفسدة راجحة وجب تنفيذه فورا ودفعة واحدة، بخلاف ما لا يقدر عليه، أو كان في تطبيقه مفسدة راجحة. وراجع في ذلك الفتويين: 172543، 163027.
وهذا ظاهر في الأثرين المذكورين في السؤال، ففيهما مراعاة القدرة، ودرء أشد المفسدتين باحتمال أدناهما، ففي الأول منهما قوله: "إني أخاف أن أحمل الحقَّ على الناس جملةً, فيدفعوه جملةً". وفي الثاني منهما قوله: "لم آمَنْ أن يفتقوا علي فتقاً يكثر فيه الدماء".
وأما من ناحية إسناد هذين الأثرين، فالأول لم نجده مسندا، وإنما ذكره ابن عبد ربه في (العقد الفريد) في ذكره لخلافة عمر بن عبد العزيز، فقال: "زياد عن مالك قال: قال عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لأبيه: يا أبت، مالك لا تنفذ الأمور؟ فو الله ما أبالي لو أن القدور غلت بي وبك في الحق! قال له عمر: لا تعجل يا بنيّ؛ فإنّ الله ذمّ الخمر في القرآن مرتين وحرّمها في الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الحق على الناس جملة فيدفعونه جملة ويكون من ذلك فتنة".
وذكره بعده الشاطبي في (الموافقات) مستدلا به على هذا المعنى، فقال: ربما تفاوت الأمر فيها بحسب قدرة المكلف على الدوام فيما دخل فيه وعدم قدرته، فمن لا يقدر على الوفاء بمرتبة من مراتبه لم يؤمر بها، بل بما هو دونها، ومن كان قادرا على ذلك كان مطلوبا .. فلهذا المعنى بعينه وضعت العمليات على وجه لا تخرج المكلف إلى مشقة يمل بسببها، أو إلى تعطيل عاداته التي يقوم بها صلاح دنياه .. ومن هنا كان نزول القرآن نجوما في عشرين سنة، ووردت الأحكام التكليفية فيها شيئا فشيئا ولم تنزل دفعة واحدة، وذلك لئلا تنفر عنها النفوس دفعة واحدة. وفيما يحكى عن عمر بن عبد العزيز أن ابنه عبد الملك قال له: "ما لك لا تنفذ الأمور؟ فوالله ما أبالي لو أن القدور غلت بي وبك في الحق". قال له عمر: "لا تعجل يا بني، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في الثالثة، وإني أخاف أن أحمل الحق على الناس جملة، فيدفعوه جملة، ويكون من ذا فتنة". وهذا معنى صحيح معتبر في الاستقراء العادي .. اهـ.
وعنه نقله الدكتور محمد عبد الله دراز في رسالته للدكتوراة (دستور الأخلاق في القرآن) والشيخ خليل الميس في بحثه (سبل الاستفادة من النوازل) والمنشور في العدد الثاني عشر من (مجلة مجمع الفقه).
وقريب منه ما ذكره ابن عبد الحكم في (سيرة عمر بن عبد العزيز) حيث قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز قال له ابنه عبد الملك: إني لأراك يا أبتاه قد أخرت أمورا كثيرة كنت أحسبك لو وليت ساعة من النهار عجلتها، ولوددت أنك قد فعلت ذلك ولو فارت بي وبك القدور. قال له عمر: أي بني إنك على حسن قسم الله لك وفيك بعض رأي أهل الحداثة، والله ما أستطيع أن أخرج لهم شيئا من الدين إلا ومعه طرف من الدنيا أستلين به قلوبهم؛ خوفا أن ينخرق علي منهم ما لا طاقة لي به. اهـ.
وأما الأثر الثاني فأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء في ترجمة عمر، وذكره ابن الجوزي في (سيرة عمر) والسيوطي في (تاريخ الخلفاء).
وقال الدكتور صالح بن حميد في بحثه (تطبيق الشريعة) المنشور في العدد الخامس من (مجلة مجمع الفقه): التدريج أن تكون هناك مراحل كل مرحلة تسلم إلى مرحلة، تريد أن نطبق الشريعة في خلال خمس سنوات أو عشر سنوات. إذن ضعوا خطة زمنية بحيث إنه بعد سنتين نخلص من القانون المدني، وبعد كذا نخلص من مناهج التربية، هذا معنى التدريج، إنما هؤلاء لا يريدون التدريج، يريدون التمويت، فنحن إذا سلمنا بالتدريج، وقد قال به مثل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الذي قال له ابنه الورع التقي عبد الملك: يا أبي ما لي أراك تتباطأ في إنفاذ الأمور؟ والله لا أبالي لو غلت بي وبك القدور في سبيل الله. فقال يا بني: إن الله ذم الخمر في آيتين ثم حرمها في الثالثة، وإني أخشى أن أدفع الناس إلى الحق جملة فيدعوه جملة، ولكن أما ترضى ألاَّ يمر على أبيك يوم إلاَّ وهو يميت فيه بدعة ويحيي سنة؟ فهذا هو التدريج أن تمات كل يوم بدعة وتحيا سنة، أما أن يقولوا بالتدريج ولا يفعلون شيئًا وتمر السنين وراء السنين، وهم في موقعهم، فليس هذا من التدريج في شيء. اهـ.
والله أعلم.

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=176785

و أنصح بقراءة هذا البحث القيم و مصادره إن أمكن و هو بعنوان : فقه التمكين و اثره في تطبيق الاحكام الشرعية

و في موضوع معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية ننصح بمطالعة هذه الدراسات :

-1الدكتور علي الصلابي في رسالة بعنوان تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرءان الكريم حيث تناول التمكين من الناحية الدعوية .
-2 الدكتور عمر سليمان الأشقر في كتابه معوقات تطبيق الشريعة حيث تناولت معوقات
تطبيق الشريعة الإسلامية.
-3 الدكتور سعد عاشور في بحث بعنوان معوقات الخلافة الإسلامية وسبل إعادتها.
-4 الشيخ مناع القطان في كتابه معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية.
-5 الشيخ سامي السويلم في بحث بعنوان فقه التدرج في تطبيق الاقتصاد الإسلامي.

و الله المستعان

بحب دينى
09-16-2013, 11:34 PM
كل ما في الأمر أني وضعت آيات وآحاديث !
فأصبح لي فهم وللأخ فهم ؟! غريب حقاً !
عد يا أخي الى تفصيلات شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى إن اردت الاستفادة لتعرف التفصيل في مسألة العاجز عن بعض التكاليف ! وأوقات الجهل والفترات ! وغيرها ! لتستفيد بإذن الله
هذا وردك ليس الا إثبات للآيات والآحاديث فالمرجع كما تعرف كتاب الله وسنة رسوله ! كل ما في الأمر انك أقررت بان التكليف له ضوابط في فرضه على المكلف فقد يكون عاجزاً فيسقط عنه التلكيف ! فلم تأتي بجديد ! والله يهدينا لما يحب ويرضى ...اللهم آمين

أمَة الرحمن
09-16-2013, 11:39 PM
إذا كان منطقكم أنه إذا تم وضع مشاركة ردا على مشاركة أخرى أو منطقكم انه إذا كان حجم المشاركة أكبر من حجم المشاركة المردود عليها بأن هذا يعتبر براهين قاطعة على خطأ المشاركة المردود عليها فسأعترف بأنكم أتيتم بالبراهين القاطعة على صحة قولكم !!!!

لماذا هذا الأسلوب الفظ؟!!

بل و الله قد فصّل أخونا أبو حب الله و أخونا ابن عبد البر - مشكورين - الرد عليك بحيث لم يتركا لك مسألة إلا و أجاباك فيها. فتأتي بعدها و تتهمهم بحشو الكلام بلا طائل!!

ابو علي الفلسطيني
09-16-2013, 11:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال للاخ صاحب الموضوع لو اذن: نرى في واقعنا المعاصر المناداة بتطبيق الشريعة وهذا طيب وجميل ... لكن هل من ينادون بتطبيق الشريعة لديهم التصور الكافي لآليات هذا التطبيق؟؟ بمعنى بماذا يبداون واي القوانين تخالف الشريعة فيجب تغييرها ...الخ هذه التصورات ..
ثم هل لديهم تصور عن العقبات التي ستواجههم وكيفية التخلص منها؟؟
ثم ما رأيك في احزاب تنادي بتطبيق الشريعة وتعتبر من التيار المتشدد "بناء على تعبير الليبراليين" وعند اول ازمة ونازلة فروا من ذلك فرارك من الاسد ..
فهل نختلف مثلا على تطبيق الشريعة بالتدرج او دفعة واحدة ونحن اصلا لا نملك الحكم وليس للحاكم لو وجد تصور لآلية التطبيق ولا لكيفية مواجهة العقبات المعترضة وما اكثرها ...

OMMNYR
09-16-2013, 11:46 PM
قرأت الموضوع الذى أشار إليه الأخ السيف الصقيل و أظن بعد ردود الأخوة التى لم تترك ثغرة للرد فبالتالى يكون الكلام هنا غير مجدى إذ أن الأخ السيف الصقيل لا يستوعب موضوع أخف الضررين من أساسه و بالتالى سيصبح الموضوع حلقة مفرغة لا داعى منه فلن يجلب سوى المشاكل .....