المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودٌ على بدء



واسطة العقد
09-08-2013, 05:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




هذا موضوع لبعض الخطرات التي دونتها و املك الشجاعة لعرضها.. سيكون قسمٌ كبير منها مقتطعًا، و ربما تكون شخصية جدًا - شخصية بمعنى "العالم الداخلي" - و قد تكون ذات معنى سامج للبعض.. " نو بروميسز" كما يقولون، من العدل ان يختم المرء شيئًا اوشك على نهايته بجزء منه.. كنهاية لشيء طويل لم يلحظه الا صاحبه، الكل مرحب به ليضيف او يعلق.. لكن ارجو الا تعقد محاورات و جدل :): .


.

" لم يجب ان يكون كل شيء متصل بك معقدًا جدًا؟"

انا لا ادري.

.



" ....لأني اعلم اني لا اعلم مالذي اريده.. لهذا فضلت الانسحاب و التظاهر ان شيئًا لم يكن، التظاهر بأن ذلك التصاعد المستمر لشيء ما سينفجر بلحظة ما ليس موجودًا، املاً بأنه سيختفي اذا استمريت بتجاهله.. لا اريد الاختيار او القتال، لست قوية بالحق و لست قوية بالباطل.. نصفي هنا و نصفي هناك، مثل صوفيّ ينظم اشعارًا بحب الله و لا يصلي، لست من اولياء الله الصالحين، احب الله لكني لست قوية بحبي.. اريد البقاء بالمنطقة الرمادية، لا اريد ان اسحق نفسي مجددًا.. اخشى عاقبة الاختيار، اعلم انه امر لا يشبهه شيء مررت به سابقًا،لكن يبدو انه لا يمكنني الهرب، لا يمكنني التجاهل.. لا يمكني التظاهر اني لا اعلم ما اعلمه.. انا مجبرة على الاختيار، جبر على القدر.. اليس امرًا مضحكًا؟ اعلم ان جملتي خاطئة.. تجاهلها و قدر روح الفكاهة البائسة بها، نعم.."

احيانًا يبدو لي ان مجد الانسانية البائس.. ليس متعلقًا بالنعمة التي تجر خلفها النِعم و الويلات التي كما عبر احدهم عنها بانبهار " هؤلاء الحمقى - البشر - منحتهم السماء اعظم نعمة بالكون.. الارادة" ذلك الشيء العظيم الرائع الذي لا يمكن وصفه و الذي يجر علينا المهالك و يخلق حالة من النفاق لدى كلٍ منا بين ما يقوله و يعتقده و ما يفعله.. ان تكون متحققًا و موقنًا بشيء ما في صدرك و رغم ذلك تفني عدة سنوات من عمرك الفاني الرخيص بعمل نقيض ما تعتقده تمامًا.. ذلك الشيء الذي جعل طرق " العلم\الايقان\ "الحقيقة الذاتية" " لدى كلٍ منا تتجاوز ادوات الحس و الاوليات العقلية و التجربة و قراءة كتب الاخرين و مناقشة الاصحاب لتمتد الى التجربة الذاتية و العمل و التجارب الروحية التي لا يمكن مشاركتها مع الاخرين ان اريد لها ان تحتفظ بكل قدسيتها.. لا يبدو لي ان هذا العظيم الرائع الذي لا يمكن وصفه هو كل شيء، على عظمته التي تجعل المرء يصفق بينه و بين نفسه.. شيء افعله كثيرًا، اجل يا عظيم.. لست كل أحد.


"....و ذكرياتي الجميلة هي ماضٍ لم اكن جزءً منه، و ماضٍ كنت جزءًا منه و لم اقدره وقتها، و لا اقدره الان الا لأنه مضى، من السهل ان تظن انك تهرب، لكن الواقع ان لا احد يهرب.. نحن نتخذ قرارات.. المشكلة ليست بالعلم، (....) لاني اعلم ما احتاج معرفته.. بالنهاية نحن نعرف كل الاجوبة بانفسنا.. لا تحتاج احدًا، انت تعرف كل الاجوبة..."



يتبع.

واسطة العقد
09-08-2013, 05:30 PM
(2)


"
ماهي مشكلة العالم؟

لا ادري، ربما لانه ناقص جدًا و انا اسعى للكمال، او لأنه كامل جدًا و انا ناقصة اسعى لمزيد من النقص.. الا يبدو هذا العالم محيرًا؟ مثل حفلة للمجانين.. او زريبة حيوانات، او لوحة عملاقة بمتحف ما يستحيل فهمها او اطلاق اسم عليها، مليئة بالتفاصيل و تفاصيل التفاصيل و تفاصيل تفاصيل التفاصيل.. مرتبطة ببعضها كليًا لكنها تبدو منفصلة متعددة المواضيع احيانًا، كلما ابتعدت خطوة للوراء اكتشفت علاقات اكثر بين تلك الاجزاء و غابت عنك تلك التفاصيل، و كلما تعمقت بتأمل تلك التفاصيل غابت عنك علاقاتها ببقية الاجزاء، لا يمكنك ان تنال المنفعتين معًا ابدًا – ربما لهذه، يصاب أغلب المتعمقين بفن او علم ما بما أطلق عليه مجرم صديق " مرض انتهاء الذاكرة" او" مرض امتلاء الذاكرة" "Ops! Memory run out" ، الترجمة الثانية اصوب، لا يتقن الشخص علمًا ما حتى يصبح علامة به الا و قد نسيّ الاساسيات تمامًا، و نسي علاقة علمه ببقية العلوم و العالم نفسه، تغيب عنه تلك النظرة الكونية، ويكون المبتدئون لفن او علم ما غالبًا اشد ادراكًا لهذه الامور لكن اقل قدرة على التأصيل و ادراك ماهية العلم و ادواته.. الان ارجع للجملة التي قبل علامتيّ التنصيص - تبقى اغلبية تلك اللوحة مجهولة لك تمامًا لانها لانهائية.. يستحيل ان ترجع للوراء بقدر يكفي لأن ترى الصورة كاملة، لكنك تعرف ان الصورة الكاملة موجودة.. الخطة العظمى، ربما تشكك بها بلحظات نقص، تتعب و انت تفكر: مالذي اراد الرسام رسمه بهذه اللوحة التي لا يمكن تسميتها، الا ربما باسم محير و مشكل و لا يمكن ادراكه بنفس القدر، الحياة؟ السؤال الاهم، السؤال الاعظم.. مالذي اراده الرسام منا نحن، ممن كان يعلم اننا سنقف امام لوحته و نتسائل عن مغزاها، هل اراد منا ان نعجب بها فقط، ان نشارك برسمها.. ان نكملها؟ كيف نكملها و هي كاملة.. هل المتفرج و اللوحة جزءٌ واحد؟ "

واسطة العقد
09-08-2013, 05:33 PM
(3)

"احيانًا يبدو ان العبث هو الشيء الوحيد الموجود، الشيء الحقيقي الوحيد.. لدرجة تبدو بها لوحات ما بعد الحداثة، التي هي عبارة عن الوان عشوائية تضرب ببعضها دون اي معنى، حقيقية جدًا و واقعية جدًا.. رغم انك لو عطست بامريكا الجنوبية فسيحدث اعصار بامريكا الشمالية، لكن هل يمكنك ادراك متغيرات على هذا المستوى؟....هل النقص علامة على وجود الكمال؟ الجواب عندي نعم، لو لم يكن ثمة كمال.. لما كان ثمة فجوة و ثقب داخلي، هذا الصراع الذي يبدو ان لا نهاية له، بقدر ماهو شخصيٌ جدًا بشق.. فهو عالميّ جدًا بشق اخر، لو كنت اكثر حكمة لأدركت اشياءَ اكثر، بقعًا معتمة لا ادري ما ورائها.. الآن ادرك ان (..) .. لا ادري، لعله سعيّ وراء مالا يمكن و لا يعقل و لا ينبغي، او لعله سعيّ نحو الوسط و القدر الملائم من كل شيء، القدر الممكن استيعابه و تقبله و الايمان به ايمانًا مطلقًا، ايمانًا هو مثل ايماني بوجود ذاتي و ايماني اني لم اخلقها.. لعلها قصة الانسانية، لعلها حكاية كل شخصٍ فينا: ملئ ذاك الفراغ، ربما بشكل لاواعي، ربما بقية الناس مشغولة فتنسى وجوده، ربما ليسوا انانيين بقدري، ربما (..) لا ادري، لكن.. لا ادري، و الى ان ادري فلن اكون بخير، و لعلي لن اكون كذلك "

"جدني هنا، و تحدث اليّ
احتاج ان اسمعك، احتاج ان اشعر بك..
انت الضوء الذي سيقودني، للمكان الذي سأجد به الأمان.. مجددًا"
صوفي من البلاد الباردة

واسطة العقد
09-08-2013, 05:40 PM
(4)
" كبريت، نار، تيتان "

1\10
"
يبدو ان هذه الحرب ستستمر طويلاً، و الحسنة الوحيدة لها هي طي طلب محاكمتي على ما فعلت.. (..) كان اول ما خطر على بالي تلك الكلمة المقيتة اللعينة: النسبية.. فإن كان طول الحرب يحمل مضرةً لي فهو قد حمل منفعة و اي منفعة؟ و هكذا لا تكون الحرب شرًا و لا تكون خيرًا.. و مثلها لا يكون الصدق خيرًا بكل حال و لا يكون الكذب شرًا بكل حال، بل ان الخير و الشر يفقدان معنيهما ان استعملتهما بهذا الاسراف.. لم اكن ادرك خطورة هذا المفهوم عندما اخرجت المارد من قمقمه و اتبعت دخيلة من دواخل قلبي ثم أصلتها و نظرت لها، كانت النسبية مفهومًا خطرًا لم احسن استعماله و لأن اصبح كل شيء نسبيًا فأي معنى بقي لي لأعيشه؟

ان كان الجمال نسبيًا و قدرة العقل على الحكم نسبية و الاخلاق نسبية و حتى بعد الشخص عن السماء نسبي، فلم لا يكون الحق نفسه نسبيًا.. بل لم يجب ان يكون هناك حق باطلاق، لم لا تكون حقوقًا خاصة بكل حالة، بل هل لكلمة الحق وجود حقيقي بعيد عن منطوقها؟ ادركت خطورة هذا المفهوم و انه لن يمر وقتٌ طويل قبل ان يسير حياتي مثلما تسير اي عقيدة صاحبها و ان كان لا يعي.. اندفعت مثل الاحمق بحثًا عن مرجعية احتكم اليها كي لا اجن او افقد اخر قطعة تبقت لي من الإنسانية .. فإن كان كل شيء يخصع لقانون النسبية فلا بد من وجود حق مطلق تتناسب بقية الاشياء بقربها او بعدها عنه.. و ليس اطلاق النسبية على كل شيء الا هدمًا للنسبية التي كانت حقيقة بعقلي لم استطع منازعتها و لم استطع انكارها، مثل شخص يصارع وحشًا لاهو قادرٌ على الفتك به و لا هو قادرٌ على انكار وجوده ليختفي.. اردت شيئًا حقيقيًا لكي لا يفقد الكون كلٌ معنى له و اعلق في كون رمادي خالٍ من المعنى، و ادركت عظمة هذا الحق المطلق و انه واحدٌ لا يتعدد قبل ان اتلمس وجوده.. ادركت انه لابد ان يكون شاملاً لكل شيء و عالمًا بكل شيء و يخضع له كل شيء، بل لا بد ان يكون كيانًا فوق القوانين.. أجل! اليست النسبية نتاجًا لجمع من القوانين و العوامل؟ فلأن كان لا يخضع لها فهو لا يخضع لعواملها و قوانينها.. فهو متسامٍ فوقها، خالق لها..

كان الله هو الحل الوحيد لتلك الأحجية التي بدت عصية على الفهم و لوهلة بدت سرمدية بعقلي، لكني كنت مقاطعًا لله منكرًا لوجوده عمليًا و ان لم انكره بعقلي و خلجات قلبي.. كنت الوم الله على أنه (..) لم جعلني هكذا بينما كان من الأسهل ان اكون كالبقية؟ لم استطع ان اسامح الله و لم ارد ان اعترف له بما هو له ، فكان لابد لي من البحث عن اله اخر و الا علقت في دوامة لا نهاية لها الا الجنون.. كنت املك من البصيرة ما يكفي لأن ادرك نهاية طريق يؤمن سالكوه ان الكون نسبي بكل مخلوقاته و معانيه، زد عليها اني ادرك مغالطاتهم و ادرك ان لا انفكاك من وجود مرجعية تتناسب الاشياء بناءً على مقاربتها لها و الا فقدت النسبية معناها، ما معنى ان يكون الصدق نسبيًا؟ بالنسبة لماذا؟ و ان كانت المرجعية نسبية فهي بذاتها سترجع لمرجعية اخرى و ان كانت هذه نسبية فسنرجع لأخرى و هكذا دواليك الى ان نصل لأرض صلبة نثبت اقدامنا عليها.. و لم يخطر لي ان ابحث بكتب الفلاسفة لأني كنت اشد الناس احتقارًا لهم و لمن يدرس اقوالهم، بأي شيء يفضل عني هؤلاء كي ابحث عن الحق بما كتبوه؟ ان الحقائق و ادلتها تكون اشد وضوحًا فيما يحتاجه الناس و تنطوي عليه بداهتهم ثم تقل قوة الادلة و تستغلق مرورًا بما تقل حاجة الناس له و منفعتهم به الى ان نصل لفضول العلوم و الاقوال التي لا تكاد تجد حقًا بينا فيها.. و معرفة تلك المرجعية اشد ما يحتاجه البشر لأن حياتهم كلها تقوم على دستور من الاخلاق عرفيّ و فطريّ و قوانين نسبية هم لم يدركوها و لم يتعلموها فلم يبق الا تلك المرجعية فكان لابد ان تكون ادلة الاهتداء اليها اقوى من ادلة معرفة فضول الأمور.. و ان كان الأمر هكذا فلا احتاج الا لعقلي لأبحث، و هؤلاء لم يتفقوا على شيء و لم يهدوا انفسهم او بعضهم فلن التمس الهداية عند من لم يهد نفسه او من كان على شاكلته، ثم ماهي الفلسفة التي تعظم بصدور من يدرسها؟ ان هي الا تاريخ لأقوال هؤلاء الرجال و فهمها اما التفكير و ايجاد حلول تلك المسائل بنفسك فقلما وجدت دارسًا للفلسفة يتجاوز حفظ قول فلان و علان الى التفكير بنفسه و لو كان الأمر لي لضممت الفلسفة لأحدى شعب التاريخ، و لأن كانت الحال هذه فأنا فيلسوف على كرهي لتلك الكلمة.

لم يطل بي البحث، ادركت اني ان كنت ارفضُ الله فأي مرجعية اعدها سواه هي إله.. و اي كيان عاقل اختاره مرجعية سيكون الهًا و خالقًا للنسبية و قوانينها، اي اني هربت من التأليه لاثباته دون وعيّ بالبداية ثم ادركت ما فعلت لاحقًا.. و مادمت ارفض تأليه الله فلم يبق لي الا ان اجعل الانسان الهًا.. تلك كانت اول نتيجة لبحثي "

واسطة العقد
09-08-2013, 05:43 PM
21\9

" لكن فكرة المحاكمة تضحكني جدًا.. قضية العدل الذي يتجسد بشكل قاضٍ لا يمكن التشكيك بنزاهته او قراراته لأن " القضاء عادل و مستقل" مع ان القاضي انسان مثلنا كلنا و ليس معصومًا من النسيان و السئم و سبق الوهم و الخطأ و حتى الارتشاء و خيانة الذمة، لكن جزئي المفضل بالمحاكمات هو المحامين، محامي الدفاع و محامي الادعاء العام.. كلٌ منهما يحاول الظهور بمظهر المدافع عن الحق، الذي يطلب عقاب\تحرير المتهم لأنه كمحامي يمثل الحقيقة و ما يجب ان تنطق به العدالة المتمثلة بجسد و امعاء و عروق القاضي.. مع انه بالواقع يمثل جيبه فقط، كلٌ منهما يقول ما يقوله لأنه دُفع له لأن يقوله... و لو تبادلا الاماكن لتبادلا الحجج و المرافعات و لبقيا على نفس الادعاء الصفيق انهما يمثلان العدالة.. قد اقبل ان يعظني لِص او خائن عن النزاهة و العدالة لكني لن اقبل ان يعظني محامِ.. قتلوا العدالة عندما جسدوها بشكل انسان، مثلما تقتل اي قيمة عندما يقدم شخص او منهجٌ على انه التجسيد لها، كما لو اننا لسنا بشرًا.. كما لو ان الخطأ و السهو و الشك ليس سمة ملازمةً لنا مثل التنفس و التكاثر و الموت، ثم اي قيم اتكلم عنها؟ يجب ان اخلد للنوم."

واسطة العقد
09-08-2013, 05:48 PM
- 6-

" كل شيئ مرتبط بعضه ببعض مثل الدم الذي يجمع بين افراد العائلة، كل الاشياء مرتبطة ببعضها وما يصيب الارض يصيب ابناء الارض ايضًا، الانسان لم يخلق نسيج الحياة ، فماهو الا مجرد خيط فيه، واي ضرر تلحقونه بالنسيج هو ضرر تلحقونه بانفسكم "
- من نص لخطبة الزعيم الهندي سياتل امام قبيلته.

أورسالم
09-08-2013, 06:07 PM
تُعجبني قوّة سردك للكلمات وتمكّنك المذهل من ترجمة أفكارك وصياغتها لنصوص .
ولكن لا أحب كثرة شطحاتك الفكرية وتناقضاتها فيما كتبتي .

بالتوفيق

واسطة العقد
09-08-2013, 06:11 PM
ولكن لا أحب كثرة شطحاتك الفكرية وتناقضاتها فيما كتبتي .

ما كتبته ليس مرتبًا ترتيبًا زمنيًا.. هي اقتباسات من بعض الكتابات الموجودة عندي منذ فترة طويلة تصل لسنتين او اكثر لبعضها، لهذا قد لا تبدو مرتبة او منظمة.. لكني اردت ان لا ارتبها لأوحيّ باشياء هي متضمنة بالنصوص اما ايحاءًا او تصريحًا، هذا بشكل عام.. اما بشكل خاص فيحق لك بشدة الا تعجب فيما كتبت، هذه ميزة ان نكون احرارًا بالتفكير :): .

muslim.pure
09-08-2013, 07:11 PM
كتابات رائعة و فيها من المعاني ما فيها
في انتظار المزيد

OMMNYR
09-08-2013, 07:16 PM
أووووووف .... فصلت لمدة ثلاثون دقيقة حتى أحسست أن كل ظلام حولى عدا الشاشة ثم تنهدت بعدها :)):


بل لم يجب ان يكون هناك حق باطلاق، لم لا تكون حقوقًا خاصة بكل حالة

لابد بعدها من معرفة حق واحد لا غير و هو الذى تقاس عليه الأمور بعدها فيتضح الحق من الباطل , هذا ما ننتظره ...

لا يعرف الحق إلا غَشَمْشَمٌ أصر على بلوغه مهما كلفه و لم يرتضى أن يعيش معيشة البهائم تطعم و ترتع غير عابئة ...

أكره الفلسفة بس الموضوع جميل .... بارك الله فيكى ... :):

طالبة علم و تقوى
09-08-2013, 07:25 PM
أتتقبلين النقد من متطفلة على موائد أهل اللغة و الكتاب الواعدين يا أخية :):

ليتك تستغلين سرعة البديهية هذه و هذا الذكاء في الملاحظة ثم الصياغة التعبيرية في تدبر أعمق لذاتك و التي من الواضح تعشق نفسك أن تحوم حولها كثيرا لإحساسها الدفين بالتميز و إن رددتي هذا علي ..ممكن هو التطرف ..ربما التمرد ما علينا تعلمين أن ذائنا مشترك :23: .. و لكن مستعينة بنور الوحي الرباني الذي سيضيء معالم الظلمة و التردد و الحرية و الضبابية التي حاولتي وصفها دون حزم في مواطن عدة هاهنا ...و لأنه قطعاً سيخرجها بأكثر وضوح و صدق و دقة ..ستتفاجئين أن إدراكك تعمق و زاد ( و أعلم نك تعرفين هذا... لكن فذكّر!) ..خصوصا أنك من النوع المحب للدقة في الفكرة و صفائها فٱستعيني بنور من أوتي جوامع العِلم و الكلِم ...إطلقي العنان لتفكيرك على ورقة و ٱبحثي عن مقابل ما قيل في مضمونه في الشرع ...يا الله أيتها الحبيبة الذكية ماذا سوف تخرج لنا أناملك ! .. حتى قبل إمتاع القارئ ستتمتعين أنتِ كلما لاحظت إتساقا بين أفكارك المتولدة عن تجربة ..خاطرة ..معلومات متراكمة مكتسبة و البرهان الرباني في دينك المنزل و الدستور القرآني و الذي أكيد سيصقل و سيعمق الأفهام وينيرها مزيدا ...فيجعلها تثمر أكثر نتسارع لقطفها لكثرة اليانع إن شاء الله ... يا الله كم هي متعة عقلية فريدة فتقولين جبرا و ٱختيارا! الحمد لله على دينه و هداه ..و تمام نعمه علينا ، وفقك الله فإني من مشجعاتك و معجباتك و ليس لأنك صديقة مقربة لكن لأن أسلوبك ليس أدبيا شاعريا مملا متكلفاً عائما ، تعلمين أنني ميالة لخفة الفكرة المصاغة مع عمقها وبأسلوبذكي ليس ببعيد عن ما يخطه قلمك ..أتمنى أن أشتري لك كتابا يوما ما و أن تشتري لي ذاك الذي وعدتيني فلن أصبر طويلا :)): ..سدد الله خطاك و ثبتكِ و رزقك ما تحبين .
يا فيلسوفة و لا تلقي علي بشيء# :)):

احيانًا يبدو لي ان مجد الانسانية البائس.. ليس متعلقًا بالنعمة التي تجر خلفها النِعم و الويلات التي كما عبر احدهم عنها بانبهار " هؤلاء الحمقى - البشر - منحتهم السماء اعظم نعمة بالكون.. الارادة" ذلك الشيء العظيم الرائع الذي لا يمكن وصفه و الذي يجر علينا المهالك و يخلق حالة من النفاق لدى كلٍ منا بين ما يقوله و يعتقده و ما يفعله.. ان تكون متحققًا و موقنًا بشيء ما في صدرك و رغم ذلك تفني عدة سنوات من عمرك الفاني الرخيص بعمل نقيض ما تعتقده تمامًا.. ذلك الشيء الذي جعل طرق " العلم\الايقان\ "الحقيقة الذاتية" " لدى كلٍ منا تتجاوز ادوات الحس و الاوليات العقلية و التجربة و قراءة كتب الاخرين و مناقشة الاصحاب لتمتد الى التجربة الذاتية و العمل و التجارب الروحية التي لا يمكن مشاركتها مع الاخرين ان اريد لها ان تحتفظ بكل قدسيتها.

شكرا ..سلمت يداك ، مما لمس في شيئا ..الله المستعان

أمَة الرحمن
09-08-2013, 08:28 PM
ما كتبته ليس مرتبًا ترتيبًا زمنيًا.. هي اقتباسات من بعض الكتابات الموجودة عندي منذ فترة طويلة تصل لسنتين او اكثر لبعضها

أحتجّ! أريد قراءة جديدكِ :26:

hamzaD
09-08-2013, 08:52 PM
تعليقاتي على خواطرك
1- انت تعلمين الحقيقة و لا تريدين اخيارها...و نحن ايضا و عدد من الناس كلهم مثلك يعلمون ما يجب فعله، لكن اغلبنا لا يقوم بذلك...و السؤال : لماذا ؟ هل هو الخوف من تحمل المسؤولية، هل هو الكسل، هل هو الخوف من الفشل، هل هو الخوف من الاخرين، الله اعلم

2- هناك حقيقة هي ان علمنا نسبي، و ان هناك صورة لفنان عظيم كما تفضلت، و السبب في عدم حصولنا على تلك النظرة هي محدودية الحواس اولا، و محدوديتنا في الزمان و المكان.و النتيجة هي ان علمنا محدود مقارنة بعلم بديع السماء و الارض.
لكن لفت انتباه جملة خطيرة المعنى هي هذه...

الذي اراده الرسام منا نحن، ممن كان يعلم اننا سنقف امام لوحته و نتسائل عن مغزاها، هل اراد منا ان نعجب بها فقط، ان نشارك برسمها.. ان نكملها؟ كيف نكملها و هي كاملة.. هل المتفرج و اللوحة جزءٌ واحد؟ "
الكون ذاتيا ناقص، و كامل ان نظرنا اليه بالتوازي مع كونه احسن فضاء يمكن تخيله للوجود الانساني، فقد قال امامنا حجة الاسلام ( ليس في الامكان ابدع مما كان )، اذن النتيجة ان الكون دون الوجود الانساني هي لوحة ناقصة و ان وجودنا هو الشيء الذي اضافه الفنان حتى تكتمل اللوحة، و لا شك اننا جزء من اللوحة، لاننا في نهاية الامر مخلوقات و اللوحة ايضا مخلوقة. و لعل رغم كوننا جزءا من اللوحة الكلية، فهذا لا يعني اننا لا نستطيع التأمل في باقي اجزائنا و في انفسنا ايضا ( اولم يتفكروا في انفسهم )
و اختم بقول اخر لحجة الاسلام : “نقص الكون هو عين كماله، مثل إعوجاج القوس هو عين قوته، ولو استقام القوس لما رمى.” و انت تعلمين ان اعواجاجات هذه الكون ما كانت الا لتكون مناسبة للانسان، و هذا يؤيد الكلام الاول.
ربما اعود لاعلق على باقي الخواطر...

واسطة العقد
09-08-2013, 09:22 PM
- كل ما وضعته بين علامتيّ اقتباس و لم انسبه لأحد فهو لي، لكنه مقتطع من نص اخر.


7

"كان ضخمًا، هائلاً.. مرعبًا و لا يمكن ايقافه.. كان اكبر من كل بشري، كنت وحدي امامه.. لم استطع الا ان اتوب.. عندما زال كل شيء، رجعت لمعاصيّ"

استيقظت من النوم و في رأسي لحن جاهليّ قديم " نحن غرابا عك عك.. عك اليك عانية عبادك اليمانيا".. تخيلت شكل الاعراب الجاهليين و هم يقطعون الصحراء على جمالهم من اليمن الى مكة وسط القيظ القاتل و ندرة المياه و خطر النهابة كي يطوفوا حول الكعبة و يقدموا القرابين و يسجدوا امامها، مع ان العرب الجاهليين كانوا " علمانيين" بشق من المعنى.. فالدين لم يكن يعني لهم الا مكة بالاشهر الحُرم و قسمهم باللاتي و العزى.. غريبة نزعة التدين هذه، الرغبة العارمة بأن يسجد الشخص لشيء ما.. يبدو لي بأحيان كثيرة ان التعبد ليس خيارًا، فالمرء عبدٌ شاء ام ابى... نزعة العبودية العميقة هذه بالانسان.. تقابلها نزعة اخرى و تناقضها.. رغبة التأله، الرغبة بأن يكون المرء إلهًا... هذا الشيء و نقيضه.. الفناء و العدم مقابل الوجود، الجحود مقابل عرفان الجميل.. الطاعة مقابل العصيان.. الكبر مقابل التواضع و تقدير حقوق الخلق، الجهل مقابل العلم.. الايمان مقابل النفاق و العلم مقابل التناقض.. هذه التناقضات التي تتصارع داخل العالم الداخلي لنفس كل شخصٍ منا.. و ما يطرحه هذا الصراع و هذه التناقضات من الامكانيات الهائلة.. عدد الاشخاص الهائل الذي يمكن ان نكونه حسب توليفة الصراعات و نتائجها الذي نملك شطرًا كبيرًا من السيطرة الواعية عليه.. هذه القوى النفسية الواعية و غير الواعية..ما يُفرض عليها من الظروف الخارجية و الصدف او القدر الخارج او تأثير العالم الخارجي بالعالم الداخلي.. هذه الاشياء تجعل الانسان من اكثر المخلوقات اعجوبة.. ليس الانسان فقط، بل عالمه الداخلي الواسع الذي يتضائل الكون المنظور امامه لو اطال الشخص النظر فيه.. او كما عبر الامام علي " و تحسب انك جرم صغير و فيك انطوى العالم الاكبر".. ليس فقط عالمًا واسعًا و متناقضًا.. بل هو نسخة مصغرة للكون، الكون الذي هو الاخر مليء بالتناقضات و الامكانات و التغييرات التي لا نملك السيطرة عليها.. الكون الذي يحتوي الموت مقابل الحياة و الطيبين مقابل الاشرار و المساحات الرمادية الهائلة التي ترفض ان تكون خيرا او شرا، الكون الخارجي الذي نعلق عجزنا عن فهمه شماعةً للاادرية و التسخط على خالقه.. هو نفسه الكون الخارجي الذي يجعلنا نحسب انفسنا الهةً او انصاف الهةّ كلما ظننا بانفسنا القدرة على فهمه و على اسبابه.. المفارقة ان هذا الكون الخارجي الذي يكاد يكون المحل الوحيد لتفكيرنا و ارائنا و هواجسنا.. لا يساوي شيئًا امام العالم الاكبر الموجود بنفس كل منا، الذي لا نوليه عادة قدرا من الاهتمام رغم انه الاصل.. لو نظر الانسان لنفسه قليلاً.. لهذا العالم العملاق داخله الذي قد يعبر عنه بكلمة واحدة.. "انا"، و نظر عجزه عن فهمه الفهم الكامل و عن ادراك دواخل نفسه هو تمام الادراك.. فضلا عن عجزه عن السيطرة على نفسه و شهواتها سيطرة كاملة.. علمه الناقص بذاته، سيطرته الناقصه على ما حوله.. غضبه و غروره و حزنه و حبه و كل مشاعره التي لا يستطيع دفعها.. لفهم عظمة سقراط بقوله " الشيء الوحيد الذي اعرفه هو اني لا اعرف" و لامتلئ داخله بالتواضع و الرغبة بالسجود لذلك العظيم الذي خلق كل هذه الصراعات و تسامى عليها، و اعلن انه هو الوحيد الذي يملك العلم الكامل ورائها.. و وراء صراعاتها و الغازها التي تشتهي النفس معرفتها.. مثل سر القدر، الذي لا يعلمه و لا يفهمه حق الفهم الا من يملك العلم الكامل.. العلم المطلق، صفة العلم هذه، لو تأمل الشخص بها حق التأمل.. العلم المطلق الذي يقتضي القدرة المطلقة، العلم بكل شيء.. حتى بما قبل خلق المكان و الزمان - الشيء الذي نفهمه و نعجز عن تصوره - لأدرك دونما شك عظمة الذي يحملها.. و لادرك ان حاملها من يستحق ان يعبد حق العبادة، و ان ما دونه دونه و ان توهم لغروره و عجلته شيئًا اخر ... فان كنت يا من تزعم انك شيء اخر.. تجهل كونك الذي داخلك و نفسك و لا تملك تمام السيطرة عليها ..فكيف تنسى علاقة كونك الاكبر بكونك الاصغر اللذان ما هما الا شيء و انعكاسه.. تراقبهما الذات نفسها.. بالروح نفسها؟

واسطة العقد
09-08-2013, 09:32 PM
مسلم بيور، شكرا جزيلا لك..
اومنير، اسأل الله ان يجعلنا ممن ذكرت..
طالبة علم و تقوى، لست من اهل اللغة و الادب و الله.. و من عرف اهلها عرف اني لست منهم، اما عن الكتابة فلا ادري.. لا اظن نشر كتاب سيستهويني فضلاً عن اني لا ارى كثير فائدة لنشر ما اكتب.. كلها خواطر ذاتية، ان شاء الله هديتك محفوظة :):
امة الرحمن، اعتبري الخاطرة السابقة اهداءا لك :)
حمزة، اشكرك على تعليقاتك على ما كتبت.. و اكرر ما نوهت عليه مسبقًا اني كتبت كثيرًا من هذه الامور سابقًا و على فترات تتراوح بين السنتين الى اكثر.. و اعجبني قولك ان الكون بدون الانسان ناقص.. لانه قريب من معنى قرأته منذ فترة ليست ببعيدة، من ان الكون مهيء ليتم "مراقبته".. اكرر شكري و بانتظار بقية تعليقاتك.

مستفيد..
09-08-2013, 09:33 PM
عود على بدء..
اللادرية في ظني مرحلة انتقالية لطالب الحق أو كما أسمتها أختنا بالمنطقة الرمادية..
وبالتالي اظن أن الأخت واسطة لم تبدأ من البداية كما أشارت في العنوان إذ كان عليها ان تبدأ من المنطقة السوداء لا من الرمادية :)

واسطة العقد
09-08-2013, 09:37 PM
وبالتالي اظن أن الأخت واسطة لم تبدأ من البداية كما أشارت في العنوان إذ كان عليها ان تبدأ من الأسود لا من الرمادي

بالفعل، و المشكلة ان بعض النصوص القديمة التي تمثل الاسود قد ضاعت :): لكن اعتمد على ذكاء القارئ الذي لن يفوته هذا..

أم سمـية
09-09-2013, 12:07 AM
Mia sorella un meraviglioso

- كل ما وضعته بين علامتيّ اقتباس و لم انسبه لأحد فهو لي، لكنه مقتطع من نص اخر.


7

"كان ضخمًا، هائلاً.. مرعبًا و لا يمكن ايقافه.. كان اكبر من كل بشري، كنت وحدي امامه.. لم استطع الا ان اتوب.. عندما زال كل شيء، رجعت لمعاصيّ"

استيقظت من النوم و في رأسي لحن جاهليّ قديم " نحن غرابا عك عك.. عك اليك عانية عبادك اليمانيا".. تخيلت شكل الاعراب الجاهليين و هم يقطعون الصحراء على جمالهم من اليمن الى مكة وسط القيظ القاتل و ندرة المياه و خطر النهابة كي يطوفوا حول الكعبة و يقدموا القرابين و يسجدوا امامها، مع ان العرب الجاهليين كانوا " علمانيين" بشق من المعنى.. فالدين لم يكن يعني لهم الا مكة بالاشهر الحُرم و قسمهم باللاتي و العزى.. غريبة نزعة التدين هذه، الرغبة العارمة بأن يسجد الشخص لشيء ما.. يبدو لي بأحيان كثيرة ان التعبد ليس خيارًا، فالمرء عبدٌ شاء ام ابى... نزعة العبودية العميقة هذه بالانسان.. تقابلها نزعة اخرى و تناقضها.. رغبة التأله، الرغبة بأن يكون المرء إلهًا... هذا الشيء و نقيضه.. الفناء و العدم مقابل الوجود، الجحود مقابل عرفان الجميل.. الطاعة مقابل العصيان.. الكبر مقابل التواضع و تقدير حقوق الخلق، الجهل مقابل العلم.. الايمان مقابل النفاق و العلم مقابل التناقض.. هذه التناقضات التي تتصارع داخل العالم الداخلي لنفس كل شخصٍ منا.. و ما يطرحه هذا الصراع و هذه التناقضات من الامكانيات الهائلة.. عدد الاشخاص الهائل الذي يمكن ان نكونه حسب توليفة الصراعات و نتائجها الذي نملك شطرًا كبيرًا من السيطرة الواعية عليه.. هذه القوى النفسية الواعية و غير الواعية..ما يُفرض عليها من الظروف الخارجية و الصدف او القدر الخارج او تأثير العالم الخارجي بالعالم الداخلي.. هذه الاشياء تجعل الانسان من اكثر المخلوقات اعجوبة.. ليس الانسان فقط، بل عالمه الداخلي الواسع الذي يتضائل الكون المنظور امامه لو اطال الشخص النظر فيه.. او كما عبر الامام علي " و تحسب انك جرم صغير و فيك انطوى العالم الاكبر".. ليس فقط عالمًا واسعًا و متناقضًا.. بل هو نسخة مصغرة للكون، الكون الذي هو الاخر مليء بالتناقضات و الامكانات و التغييرات التي لا نملك السيطرة عليها.. الكون الذي يحتوي الموت مقابل الحياة و الطيبين مقابل الاشرار و المساحات الرمادية الهائلة التي ترفض ان تكون خيرا او شرا، الكون الخارجي الذي نعلق عجزنا عن فهمه شماعةً للاادرية و التسخط على خالقه.. هو نفسه الكون الخارجي الذي يجعلنا نحسب انفسنا الهةً او انصاف الهةّ كلما ظننا بانفسنا القدرة على فهمه و على اسبابه.. المفارقة ان هذا الكون الخارجي الذي يكاد يكون المحل الوحيد لتفكيرنا و ارائنا و هواجسنا.. لا يساوي شيئًا امام العالم الاكبر الموجود بنفس كل منا، الذي لا نوليه عادة قدرا من الاهتمام رغم انه الاصل.. لو نظر الانسان لنفسه قليلاً.. لهذا العالم العملاق داخله الذي قد يعبر عنه بكلمة واحدة.. "انا"، و نظر عجزه عن فهمه الفهم الكامل و عن ادراك دواخل نفسه هو تمام الادراك.. فضلا عن عجزه عن السيطرة على نفسه و شهواتها سيطرة كاملة.. علمه الناقص بذاته، سيطرته الناقصه على ما حوله.. غضبه و غروره و حزنه و حبه و كل مشاعره التي لا يستطيع دفعها.. لفهم عظمة سقراط بقوله " الشيء الوحيد الذي اعرفه هو اني لا اعرف" و لامتلئ داخله بالتواضع و الرغبة بالسجود لذلك العظيم الذي خلق كل هذه الصراعات و تسامى عليها، و اعلن انه هو الوحيد الذي يملك العلم الكامل ورائها.. و وراء صراعاتها و الغازها التي تشتهي النفس معرفتها.. مثل سر القدر، الذي لا يعلمه و لا يفهمه حق الفهم الا من يملك العلم الكامل.. العلم المطلق، صفة العلم هذه، لو تأمل الشخص بها حق التأمل.. العلم المطلق الذي يقتضي القدرة المطلقة، العلم بكل شيء.. حتى بما قبل خلق المكان و الزمان - الشيء الذي نفهمه و نعجز عن تصوره - لأدرك دونما شك عظمة الذي يحملها.. و لادرك ان حاملها من يستحق ان يعبد حق العبادة، و ان ما دونه دونه و ان توهم لغروره و عجلته شيئًا اخر ... فان كنت يا من تزعم انك شيء اخر.. تجهل كونك الذي داخلك و نفسك و لا تملك تمام السيطرة عليها ..فكيف تنسى علاقة كونك الاكبر بكونك الاصغر اللذان ما هما الا شيء و انعكاسه.. تراقبهما الذات نفسها.. بالروح نفسها؟
Questo brano mi accompagnato nei miei sogni molto anche in tempi di risveglio per diversi mesi e non so perché.

Meraviglioso e creativo

hamzaD
09-09-2013, 03:23 AM
معذرة على الاخطاء الاملائية في الردود فانا اكتب بسرعة و لا اراجع ما اكتب :


(4)
" كبريت، نار، تيتان "

1\10
"
يبدو ان هذه الحرب ستستمر طويلاً، و الحسنة الوحيدة لها هي طي طلب محاكمتي على ما فعلت.. (..) كان اول ما خطر على بالي تلك الكلمة المقيتة اللعينة: النسبية.. فإن كان طول الحرب يحمل مضرةً لي فهو قد حمل منفعة و اي منفعة؟ و هكذا لا تكون الحرب شرًا و لا تكون خيرًا.. و مثلها لا يكون الصدق خيرًا بكل حال و لا يكون الكذب شرًا بكل حال، بل ان الخير و الشر يفقدان معنيهما ان استعملتهما بهذا الاسراف.. لم اكن ادرك خطورة هذا المفهوم عندما اخرجت المارد من قمقمه و اتبعت دخيلة من دواخل قلبي ثم أصلتها و نظرت لها، كانت النسبية مفهومًا خطرًا لم احسن استعماله و لأن اصبح كل شيء نسبيًا فأي معنى بقي لي لأعيشه؟

ان كان الجمال نسبيًا و قدرة العقل على الحكم نسبية و الاخلاق نسبية و حتى بعد الشخص عن السماء نسبي، فلم لا يكون الحق نفسه نسبيًا.. بل لم يجب ان يكون هناك حق باطلاق، لم لا تكون حقوقًا خاصة بكل حالة، بل هل لكلمة الحق وجود حقيقي بعيد عن منطوقها؟ ادركت خطورة هذا المفهوم و انه لن يمر وقتٌ طويل قبل ان يسير حياتي مثلما تسير اي عقيدة صاحبها و ان كان لا يعي.. اندفعت مثل الاحمق بحثًا عن مرجعية احتكم اليها كي لا اجن او افقد اخر قطعة تبقت لي من الإنسانية .. فإن كان كل شيء يخصع لقانون النسبية فلا بد من وجود حق مطلق تتناسب بقية الاشياء بقربها او بعدها عنه.. و ليس اطلاق النسبية على كل شيء الا هدمًا للنسبية التي كانت حقيقة بعقلي لم استطع منازعتها و لم استطع انكارها، مثل شخص يصارع وحشًا لاهو قادرٌ على الفتك به و لا هو قادرٌ على انكار وجوده ليختفي.. اردت شيئًا حقيقيًا لكي لا يفقد الكون كلٌ معنى له و اعلق في كون رمادي خالٍ من المعنى، و ادركت عظمة هذا الحق المطلق و انه واحدٌ لا يتعدد قبل ان اتلمس وجوده.. ادركت انه لابد ان يكون شاملاً لكل شيء و عالمًا بكل شيء و يخضع له كل شيء، بل لا بد ان يكون كيانًا فوق القوانين.. أجل! اليست النسبية نتاجًا لجمع من القوانين و العوامل؟ فلأن كان لا يخضع لها فهو لا يخضع لعواملها و قوانينها.. فهو متسامٍ فوقها، خالق لها..

كان الله هو الحل الوحيد لتلك الأحجية التي بدت عصية على الفهم و لوهلة بدت سرمدية بعقلي، لكني كنت مقاطعًا لله منكرًا لوجوده عمليًا و ان لم انكره بعقلي و خلجات قلبي.. كنت الوم الله على أنه (..) لم جعلني هكذا بينما كان من الأسهل ان اكون كالبقية؟ لم استطع ان اسامح الله و لم ارد ان اعترف له بما هو له ، فكان لابد لي من البحث عن اله اخر و الا علقت في دوامة لا نهاية لها الا الجنون.. كنت املك من البصيرة ما يكفي لأن ادرك نهاية طريق يؤمن سالكوه ان الكون نسبي بكل مخلوقاته و معانيه، زد عليها اني ادرك مغالطاتهم و ادرك ان لا انفكاك من وجود مرجعية تتناسب الاشياء بناءً على مقاربتها لها و الا فقدت النسبية معناها، ما معنى ان يكون الصدق نسبيًا؟ بالنسبة لماذا؟ و ان كانت المرجعية نسبية فهي بذاتها سترجع لمرجعية اخرى و ان كانت هذه نسبية فسنرجع لأخرى و هكذا دواليك الى ان نصل لأرض صلبة نثبت اقدامنا عليها.. و لم يخطر لي ان ابحث بكتب الفلاسفة لأني كنت اشد الناس احتقارًا لهم و لمن يدرس اقوالهم، بأي شيء يفضل عني هؤلاء كي ابحث عن الحق بما كتبوه؟ ان الحقائق و ادلتها تكون اشد وضوحًا فيما يحتاجه الناس و تنطوي عليه بداهتهم ثم تقل قوة الادلة و تستغلق مرورًا بما تقل حاجة الناس له و منفعتهم به الى ان نصل لفضول العلوم و الاقوال التي لا تكاد تجد حقًا بينا فيها.. و معرفة تلك المرجعية اشد ما يحتاجه البشر لأن حياتهم كلها تقوم على دستور من الاخلاق عرفيّ و فطريّ و قوانين نسبية هم لم يدركوها و لم يتعلموها فلم يبق الا تلك المرجعية فكان لابد ان تكون ادلة الاهتداء اليها اقوى من ادلة معرفة فضول الأمور.. و ان كان الأمر هكذا فلا احتاج الا لعقلي لأبحث، و هؤلاء لم يتفقوا على شيء و لم يهدوا انفسهم او بعضهم فلن التمس الهداية عند من لم يهد نفسه او من كان على شاكلته، ثم ماهي الفلسفة التي تعظم بصدور من يدرسها؟ ان هي الا تاريخ لأقوال هؤلاء الرجال و فهمها اما التفكير و ايجاد حلول تلك المسائل بنفسك فقلما وجدت دارسًا للفلسفة يتجاوز حفظ قول فلان و علان الى التفكير بنفسه و لو كان الأمر لي لضممت الفلسفة لأحدى شعب التاريخ، و لأن كانت الحال هذه فأنا فيلسوف على كرهي لتلك الكلمة.

لم يطل بي البحث، ادركت اني ان كنت ارفضُ الله فأي مرجعية اعدها سواه هي إله.. و اي كيان عاقل اختاره مرجعية سيكون الهًا و خالقًا للنسبية و قوانينها، اي اني هربت من التأليه لاثباته دون وعيّ بالبداية ثم ادركت ما فعلت لاحقًا.. و مادمت ارفض تأليه الله فلم يبق لي الا ان اجعل الانسان الهًا.. تلك كانت اول نتيجة لبحثي "

ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
- بعد البحث في النسبية يصل المرء الى انه يتجوب عليه الايمان بالحقيقة المطلقة، و من امن بها فيلزمه الايمان بالله، فاي حقيقة اجمل و اكمل من الواحد القهار...
- هناك معايير موضوعية للجمال و للكمال وضعت ربما اذركها في موضوع اخر، فالقضية الجمال على الاقل تجاوزت النسبية و لا يخفى عليكم النسبة الذهبية كدليل على ذلك..


" لكن فكرة المحاكمة تضحكني جدًا.. قضية العدل الذي يتجسد بشكل قاضٍ لا يمكن التشكيك بنزاهته او قراراته لأن " القضاء عادل و مستقل" مع ان القاضي انسان مثلنا كلنا و ليس معصومًا من النسيان و السئم و سبق الوهم و الخطأ و حتى الارتشاء و خيانة الذمة، لكن جزئي المفضل بالمحاكمات هو المحامين، محامي الدفاع و محامي الادعاء العام.. كلٌ منهما يحاول الظهور بمظهر المدافع عن الحق، الذي يطلب عقاب\تحرير المتهم لأنه كمحامي يمثل الحقيقة و ما يجب ان تنطق به العدالة المتمثلة بجسد و امعاء و عروق القاضي.. مع انه بالواقع يمثل جيبه فقط، كلٌ منهما يقول ما يقوله لأنه دُفع له لأن يقوله... و لو تبادلا الاماكن لتبادلا الحجج و المرافعات و لبقيا على نفس الادعاء الصفيق انهما يمثلان العدالة.. قد اقبل ان يعظني لِص او خائن عن النزاهة و العدالة لكني لن اقبل ان يعظني محامِ.. قتلوا العدالة عندما جسدوها بشكل انسان، مثلما تقتل اي قيمة عندما يقدم شخص او منهجٌ على انه التجسيد لها، كما لو اننا لسنا بشرًا.. كما لو ان الخطأ و السهو و الشك ليس سمة ملازمةً لنا مثل التنفس و التكاثر و الموت، ثم اي قيم اتكلم عنها؟ يجب ان اخلد للنوم."
هذا حديث عن المحاكمات في المؤسسات في الانظمة العلمانية و المدنية التي نعيش فيها، و الا فقصة الاسلام مع القضاء معروفة تشريعيا و تطبيقيا...


بل عالمه الداخلي الواسع الذي يتضائل الكون المنظور امامه لو اطال الشخص النظر فيه.. او كما عبر الامام علي " و تحسب انك جرم صغير و فيك انطوى العالم الاكبر".. ليس فقط عالمًا واسعًا و متناقضًا.. بل هو نسخة مصغرة للكون، الكون الذي هو الاخر مليء بالتناقضات و الامكانات و التغييرات التي لا نملك السيطرة عليها.. الكون الذي يحتوي الموت مقابل الحياة و الطيبين مقابل الاشرار و المساحات الرمادية الهائلة التي ترفض ان تكون خيرا او شرا، الكون الخارجي الذي نعلق عجزنا عن فهمه شماعةً للاادرية و التسخط على خالقه.. هو نفسه الكون الخارجي الذي يجعلنا نحسب انفسنا الهةً او انصاف الهةّ كلما ظننا بانفسنا القدرة على فهمه و على اسبابه.. المفارقة ان هذا الكون الخارجي الذي يكاد يكون المحل الوحيد لتفكيرنا و ارائنا و هواجسنا.. لا يساوي شيئًا امام العالم الاكبر الموجود بنفس كل منا، الذي لا نوليه عادة قدرا من الاهتمام رغم انه الاصل.. لو نظر الانسان لنفسه قليلاً.. لهذا العالم العملاق داخله الذي قد يعبر عنه بكلمة واحدة.. "انا"، و نظر عجزه عن فهمه الفهم الكامل و عن ادراك دواخل نفسه هو تمام الادراك.. فضلا عن عجزه عن السيطرة على نفسه و شهواتها سيطرة كاملة.. علمه الناقص بذاته، سيطرته الناقصه على ما حوله.. غضبه و غروره و حزنه و حبه و كل مشاعره التي لا يستطيع دفعها.. لفهم عظمة سقراط بقوله " الشيء الوحيد الذي اعرفه هو اني لا اعرف" و لامتلئ داخله بالتواضع

ما يلفتني في هذا الموضوع هو ان كل اعضاء هذا المنتدى تقريبا لهم رحلة فكرة، شاؤوا ام ابوا، و اكثرهم رحلته الفكرية ليست عميقة، و اخرون رغم عمقها، فهم لا يتقاسمونها معنا، فقد اخرجت امور باطنية يستحيل كتابتها و التواصل بها مع الاخرين، فهي شخصية، لدرجة تعجز انفسنا عن فهمها فكيف بايصالها لاخرين، و لهذا قد يظهر من كلامك بعض التناقض او بعض التخبط كما يخيل للبعض الذي ليس سببه الاختلاف الزمني بقدر ما هو حادث بسبب غموض ما بداخلك.

ضرب احدهم مثالا، ان رجلا محبوس في غرفة، و لا يتواصل مع العالم الخارجي الا بثقب موجود على الباب يمكنه من رؤية السيارات التي تمر في الشارع امامه، فتصنيف السيارات لدى هذا الرجل : اما هي موجودة الان امامه او انها مرت و ذهبت او انها لم تأت بعد و في طريقها للمرور امام غرفته. لذلك فالنوع الاخير هو بمثابة غيب لهذا الرجل، و النوع الثاني هو الماضي و النو الاول هو الحاضر، فلو ان رجلا اخر يجلس فوق هذه الغرفة، و اطل على الشارع، لاستوت كل السيارات امامه، و تكون السيارات التي كانت غيبا للاول هي واقعا مشاهدا للثاني، و من هنا يظهر سبب قلة علومنا، و تخبطها و اختلافها من شخص الى اخر، لاننا بباسطة نستعمل حواس معينة في مكان و زمان معينين.

هذا بالنسبة للعلم، اما بالنسبة للنفس الانسانية، فيقول ابو حامد مرة اخرى : “اعلم أن مفتاح معرفة الله تعالى هو معرفة النفس، كما قال سبحانه وتعالى: (سَنُريهِم آياتِنا في الآفاقِ وَفي أَنفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عرف نفسه فقد عرف ربه) - حديث موضوع-. وليس شيء أقرب إليك من نفسك، فإذا لم تعرف نفسك، فكيف تعرف ربك؟ فإن قلت: إني أعرف نفسي! فإنما تعرف الجسم الظاهر، الذي هو اليد والرجل والرأس والجثة، ولا تعرف ما في باطنك من الأمر الذي به إذا غضبت طلبت الخصومة، وإذا اشتهيت طلبت النكاح، وإذا جعت طلبت الأكل، وإذا عطشت طلبت الشرب.”


و الرغبة بالسجود لذلك العظيم الذي خلق كل هذه الصراعات و تسامى عليها، و اعلن انه هو الوحيد الذي يملك العلم الكامل ورائها.. و وراء صراعاتها و الغازها التي تشتهي النفس معرفتها.. مثل سر القدر، الذي لا يعلمه و لا يفهمه حق الفهم الا من يملك العلم الكامل.. العلم المطلق، صفة العلم هذه، لو تأمل الشخص بها حق التأمل.. العلم المطلق الذي يقتضي القدرة المطلقة، العلم بكل شيء.. حتى بما قبل خلق المكان و الزمان - الشيء الذي نفهمه و نعجز عن تصوره - لأدرك دونما شك عظمة الذي يحملها.. و لادرك ان حاملها من يستحق ان يعبد حق العبادة، و ان ما دونه دونه و ان توهم لغروره و عجلته شيئًا اخر ... فان كنت يا من تزعم انك شيء اخر.. تجهل كونك الذي داخلك و نفسك و لا تملك تمام السيطرة عليها ..فكيف تنسى علاقة كونك الاكبر بكونك الاصغر اللذان ما هما الا شيء و انعكاسه.. تراقبهما الذات نفسها.. بالروح نفسها؟
احسنت...

muslim.pure
09-09-2013, 03:54 AM
طالبة علم و تقوى، لست من اهل اللغة و الادب و الله.. و من عرف اهلها عرف اني لست منهم، اما عن الكتابة فلا ادري.. لا اظن نشر كتاب سيستهويني فضلاً عن اني لا ارى كثير فائدة لنشر ما اكتب.. كلها خواطر ذاتية، ان شاء الله هديتك محفوظة
يبدو أن الكلام موجه إلى الأخت طالبة علم و تقوى و لكن سأحشر أنفي قليلا:sm_smile:
بل أنت من أهل اللغة و كما قلت في إحدى كتاباتك عندما تحدثتي عن صور ما بعد الحداثة التي هي أساسا عبارة عن خطوط و أشكال لا معنى لها و لكن لمن تفكر فتلك الصور فيها من المعاني ما فيها فهي تعبر عن التناقض و العبثية.... قد تكون هي الأشد حقيقة و كذلك كتاباتك فقد تكون غير مفهومة أو مبهمة أو بعيدة قليلا عن النثر و اللغة و لكن قيمتها في معانيها و شخصيا أعتبر قيمة اللغة في قيمة معانيها أكثر من التراكيب و على هذا المقياس تعتبر مثل هذه الكتابات من أجود و أفضل الكتابات
شخصيا و بدون مجاملة يعجبني هذا النوع من الكتابة و قليلا ما أتم قرأة موضوع كاملا خاصة المواضيع الطويلة و التي تحوي العديد من المشاركات و لكن هذا الموضوع أتممت قرأته و أنتظر المزيد
قد لا تشعري بالفائدة بحكم أنك أنت من يكتب هذه الخواطر و لكن قد تكون لغيرك دافع الى التفكير في الخلق و في النفس البشرية و حتى يمكنك تطويع كتاباتك لمعالجة قضايا معاصرة مثل تلك الخاطرة التي تحدثتي فيها عن المحكمة
و إن أردت أي خدمة في تحويل هذه الخواطر إلى كتاب فيمكنني المساعدة

واسطة العقد
09-09-2013, 06:53 PM
اختي ام سمية شكراً لحسن الظن ... صدفة جميلة ان نتشارك هذا و ان كنت أحب سماع تجربتك. .
اخي حمزة مﻻحظات قوية اشكرك عليها.. لي رد مفصل ﻻحقا ان شاء الله
مسلم بيور ما هذا اﻻ من لطفك و حسن ظنك.. و فكرة الكتاب خارج بالي كليا..لكن اقدر لك مساعدتك.

واسطة العقد
09-10-2013, 02:23 PM
جزء من نصيحة غوته للشعراء : " ... بينما نرى اخرا - يقصد قسم اخر من الشعراء - ذا طبيعة ذاتية ﻻ يلبث ان يستنزف سريعا ما عنده من مواردة داخلية نزرة، و ان ينتهي الى افسادها بالتكلف ... "
:):

واسطة العقد
09-11-2013, 04:39 AM
" ... بينما نرى قسمًا اخرًا -من الشعراء - ذا طبيعة ذاتية ﻻ يلبث ان يستنزف سريعًا ما عنده من موارد داخلية نزرة، و ينتهي الى افسادها بالتكلف ... "
غوته
هذه حرمتني النوم، هل يستنزف الكاتب الذاتي نفسه، يعلق في دوامة من الاجترار و التكرار بعد فترة و تنتهي صلاحيته ككاتب، و تصبح نصوصه مكرورة متكلفة بنفس الافكار لكن بقيمة اقل؟ يبدو لي الأمر مشكلًا.. لأني اعد ادب المرء مرآة و انطباعًا لذاته و نظرته للحياة و العالم حوله، و عليه فبصمة الكاتب و اسلوبه فرع عن هويته.. و ان كان الكاتب ذاتيًا فهو ذاتي لأن هويته و شخصيته تفرض عليه، او لنقل.. لا تسمح له الا بالاسلوب الذاتي في الكتابة، و عليه فحل هذه "المعضلة" غير متصور.. لأن حلها سيكون بانكار النفس ثم تعديلها او تبني هوية جديدة.. اشبه بأن تجري عملية تجميلية لروحك.. حتى لو نجحت فستكون زيفًا و شيئًا غير اصيل، و التكرار و انتهاء الصلاحية افضل من الكتابة المنافقة.. و ما من شيء ذاتي يستمر للأبد، و المرء لا يسعه عيش كل التجارب الانسانية و الكتابة عنها.. الحياة اكبر من الفرد الواحد منا، و حتى سرطان الروح.. لن يجعلك تكتب ادبًا يستمر معك فترة طويلة دون ان تقع بفخ التكرار و الاجترار.
و يبدو لي اذًا، كما يبدو لي دائمًا.. ان هذه القضية مرتبطة بالجبر، كأننا مجبورون ان تنتهي صلاحيتنا ككتاب ان كنا اشخاصًا متصومعين داخل ذواتنا و نرقبها بمنظار.. سنرى نفس الاشياء تتكرر مرارًا و تكرارًا، يبدو ان القلم قد انكرني.. و اشعر بنكرانه لي منذ فترة، و هذا ليس سهلًا ان كانت الكتابة عند البعض شيئًا مما يحدد ذواتهم.

واسطة العقد
09-11-2013, 04:52 AM
قد اخرجت امور باطنية يستحيل كتابتها و التواصل بها مع الاخرين، فهي شخصية، لدرجة تعجز انفسنا عن فهمها فكيف بايصالها لاخرين، و لهذا قد يظهر من كلامك بعض التناقض او بعض التخبط كما يخيل للبعض الذي ليس سببه الاختلاف الزمني بقدر ما هو حادث بسبب غموض ما بداخلك.
و احيانًا ترى من نفسك اشياءً ثم ترى نقيضها بعد فترة.. تعتبر نفسك تعديت مرحلةً معينة ثم ترجع اليها، تظن انك ادركت جانبًا من ذاتك ثم تصدم انك لم تفهمه بعد.. و احيانًا تشعر باشياء لا تستطيع وصفها.. تكون اللغة ضيقة جدًا عندها.. ما اوسع المعاني لولا ضيق اللغة :):

واسطة العقد
09-11-2013, 07:17 AM
خطرت لي هذه الخواطر.. المشكلة عندي اني اتخوف من عرضها لأني لا اجزم بصحتها.. - و لا احب ان ينقلب الامر جدلًا او نقاشًا مستعرًا، فإن اخطأت فنبهوني كأني تلميذة لدى اصغركم بدون جدل او محاسبة -:

بالنسبة لي، و عندما كنت اقوم "برحلتي الفكرية" كما دعاها اخونا حمزة.. كنت اقوم بها بجانب واحد فقط، قسم مني فقط كان يتسائل و يشكك اما القسم الاخر فكان "عارفًا".. لن اقول انه كان مطمئنًا لان الاطمئنان لا يكون الا بايمان القلب و العقل، و انا قلبي كان دائمًا يشعر بوجود الله.. يشعر بوجوده، اما عقلي فقد كانت تعرض له الاشكالات و المسائل.. و ربما استبد به الامر و طغى، لكن بأعمق بقعة في قلبي كنت اعرف.. بل اوقن ان الله موجود لأني كنت اشعر به، المفارقة اني كنت لوقت طويل احقر الادلة الوجدانية.. التي كنت اشعر بها بقوة بنفس الوقت، و اعتبر ان الجبر و المادة هما طريق الاستدلال الوحيد، اي اني كنت اعرف و انكر ما اعرفه.. و الحقيقة هذا كان جزءًا ملازمًا لي لفترة طويلة.. كنت انكر باللسان ما اعرف انه حق (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) الحمد لله على هدايته.. لا احب استرجاع كثير مما حصل بتلك الفترة، اما لاني لا استطيع وصفه لأنه امر فكري-وجداني.. كما وصفه احد الاخوة، و يحضرني هنا قول هيرقليطس ( الطريق لأعلى و الطريق للداخل هما نفس الطريق ) - احب هذه المقولة جدًا، لو مت اكتبوها فوق قبري :): - او لأسباب اخرى.. المهم و دون مقدمات، كان اوضح دليل بالنسبة لي، الدليل الذي كانت عامية مثلي تستطيع ان توقن به هو ما اسميته بدليل الحاجة، كان الله موجودًا لاني كنت محتاجة اليه.. و هذا و للمفارقة دليل يستعمله الملاحدة ايضًا.. لكن بالنسبة لي، كانت حاجتي لوجود الله اشد قوة من الدليل الانثروبولجي و من نشوء الكون و من ايِ من الادلة.. كنت موقنةً ان المرء لا يحتاج لشيء غير موجود، ربما كان هذا لبسًا تسلسل من طبيعة مادية او داروينية.. لكن الحاجة عندي تأتي من النقص.. و النقص دليل الكمال، و ما دمت ناقصة و اتلمس هذا النقص فيّ فثمة طريقة لسده.. ان كان نقصًا بالجوع فأسده بالطعام.. ان كان نقصًا بالعطش فأسده بالماء، لكني لن اشعر بحاجة او نقص بيوم ما لشيء غير موجود بهذا العالم.. العدم لا يحتاج اليه احد.. احتاج الله اذا الله موجود - بغض النظر عن الديانة الصحيحة - .

كانت عندي و لا تزال فكرة ان الدافع الذي يحرك كل الكائنات.. و الذي هو وراء كل الدوافع و الرغبات و الشهوات، هو الاحساس بالنقص و ما يتبعه او يسبقه - لم اجزم بعد - من رغبة بالتكميل.. و التكميل يعني وجود المثال الكامل، و هكذا فان افتقاري لله و حاجتي الدائمة اليه كانت دليلاً قاطعًا عندي ان الله موجود.. رغم اني لم اتحسس "جمال" هذه الفكرة، الرابط البديع بين الازلي الكامل و الحادث الناقص.. الا لاحقًا جدًا، و ليس بشكل كامل حتى.. ما دعاني للتساؤل ان كان الطريق الى الله و الروحانية واحدًا، و حاجة الانسان الى الروحانية واحدة، ام ان كل شخص و قسمته من الطبائع.. كان الله عندي موجودًا، كنت موقنة انه موجود لاني احتاجه.. لم يكن بالكون وقتها سوانا، انا و الله.. انا المحتاجة و هو المالك، و عندها لا يعود ثمة مجال للشك.. هذا كان قدر الغيب الذي احتاجه و الذي استطيع العيش فيه - لاني لا استطيع العيش بدون اله -.. كل مخلوق محتاج.. كل مخلوق يسد حاجة مخلوق اخر، كل المخلوقات لها نفع و افتقار لغيرها.. سلسلة من الافتقار و الاتصال لابد ان يكون ورائها كامل لا يحتاج، جربت تطبيق نفس النموذج على صفة اخرى من صفات الله و هي العلم و هي ان كل مخلوق محتاج لأخر يعلم بوجوده.. و كل المخلوقات تعلم بوجود بعضها علمًا ناقصًا.. فلا بد ان يكون قمة من تحتاجه هذه المخلوقات و يعلمها علمًا كاملًا، و حتى لو قلبنا الامر فهو قدرة تتبع علم او علم يتبع قدرة، لاني لا استطيع تصور الصفتين منفصلتين.. كل واحدة تجذب الاخرى.. لهذا رفضت نموذجًا يوزع الصفات هذه على الكون و يجعله واحدًا، لان الشيء لا يكون عالمًا و جاهلًا بنفس الوقت، النموذج لا يصنع نفسه و لا يفهم نفسه.. لابد من شيء خارجي، و عندما يتفكر المرء بالله بهذه الطريقة.. ليست بالطريقة اللاهوتية الغبية، التي تقلب صفاته البديعة الى جدل بيزنطي.. بل بالطريقة الاخرى، الطريقة التي تجعل مسائلًا يسمونها فلسفة و علومًا.. مسائل اقرب لقصائد الصوفية و التمجد بالرب، سيعرف.. سيوقن ان هذا الرب.. هذا الاله.. كامل القدرة و كامل العلم، الذي يعلم بوجوده و يقدر على سداد كل نقصه، الذي اراد وجوده لانه ممكن الوجود، اراده هو بعينه.. ستجعله يشعر بشيء يعرفه من جربه، لست صوفيةً و الله.. و من يعرفني حق المعرفة يعرف.. لكن المرء امام هذا البهاء و الجلال.. لا يمكنه الا ان يسجد و يركع، و ان سموه فلسفةً او عقليات او علومًا بحتة.. كل ما سواه باطل، هو الحقيقة الكاملة و الكمال المطلق و ما يرتبط به فيه من كماله و حقيقته بقدر ما فيه.. و لست من عباد الله الزاهدين، و الله يعلم... و كل ما دون الله، دونه.

واسطة العقد
09-11-2013, 07:46 AM
و ربما يكون الامر غريبًا او غير مفهوم لدى البعض و اتفهم هذا.. لأن بعض الاشياء لا يمكن تصورها او فهمها قبل ان يمر الشخص بها، لكن مدونةً كهذه.. توقف التدوين بها من سنة 2008 و لا اعرف صاحبتها اصلًا، مما يذكرني بالغربة الروحية التي يشعر المرء بها بلحظات نقصه و حاجته.. التي قد تكون اكثر لحظات قربه من الله، يقول دوستوفيسكي.. "كلما تعمق الالم كلما زاد الله قربًا "



"The darker the night, the brighter the stars,
The deeper the grief, the closer is God!”

هذه المدونة.. تبعث بي بقوة احاسيس قديمة احتاج لاسترجاعها احيانًا http://alexandriabeirut.blogspot.com/2008/02/blog-post.html ، كلمة سرطان الروح من اكثر الكلمات التي "فهمتها" و التي كان لها معنى شخصيّ بالنسبة لي، و هو ايضًا عنوان كتاب لأروى صالح هرمت و انا ابحث عنه دون جدوى، الغريب ان اروى صالح و كتابها المبتسرون يبعث في المرء نفس الاحاسيس.. الغربة الروحية و الخواء الداخلي الشديد، و البرد.

أمَة الرحمن
09-11-2013, 08:25 AM
انا المحتاجة و هو المالك، و عندها لا يعود ثمة مجال للشك.. هذا كان قدر الغيب الذي احتاجه و الذي استطيع العيش فيه - لاني لا استطيع العيش بدون اله -.. كل مخلوق محتاج.. كل مخلوق يسد حاجة مخلوق اخر، كل المخلوقات لها نفع و افتقار لغيرها.. سلسلة من الافتقار و الاتصال لابد ان يكون ورائها كامل لا يحتاج، جربت تطبيق نفس النموذج على صفة اخرى من صفات الله و هي العلم و هي ان كل مخلوق محتاج لأخر يعلم بوجوده.. و كل المخلوقات تعلم بوجود بعضها علمًا ناقصًا..

سبحان الله.. ما ذكرتيه و ما أحسستي به هو تعريف اسم الله "الصمد".

الصمد: هو الذي يصمد إليه (يقصده) الخلق في حوائجهم و مسائلهم، إذ لا يقدر على قضائها لهم غيره سبحانه.

الصمد: هو المستغني عن كل أحد و المحتاج إليه كل أحد.

الصمد: هو الذي يُصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤوده، وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه.

حين سئلت اليهود رسول الله صلى الله عليه و سلم: من هو ربك؟، نزلت سورة الإخلاص التي لخصّت بأوجز العبارات أعظم صفات الله:

وحدانيته (الله أحد)، و افتقار كل الكائنات إليه (الله الصمد).

و هاتين الصفتين هما من أرسخ الصفات التي يستشعرها الإنسان بفطرته و دون أدنى تكلّف أو عناء فكري.

و ما أجمل أن يستشعر الإنسان صفات الله سبحانه و تعالى بروحه و قلبه و عقله بل و كل كيانه، و لا يقلبها إلى مجرد أفكار جدلية كما قلتِ.

واسطة العقد
09-11-2013, 10:34 AM
شكرا على الإضافة امة الرحمن، سورة الإخلاص بها شيء احبه.. الله يقول ( و لم يكن له كفؤا احد ) بالماضي، بالجزم و قطع الامل

لم يكن له كفء اذا لن يكون، كل ما سيأتي حادث. . :): .

hamzaD
09-11-2013, 12:53 PM
كل ما قلته صحيح و صدقيني لقد اخترتي احسن الطرق، انا اعتبر دليل النقص و الكمال اعظم الادلة على وجود لله، يكفي انه هذب من طرف اعظم عقلين طبعا الساحة الفكرية الاسلامية من بعد السلف ( الغزالي و ابن تيمية ) لمعرفة مدى قوة البرهان، لان الاحاطة بتفاصيل هذا البرهان سيوصلك الى المعرفة الحقة بالله دون دروس عقيدة و لا شيء، و قد كان لي مقال صغير كتبه هنا يختصر هذا الدليل بطريقة مبسطة، انقله هنا لكي تكتمل الفائدة :


لجأ بعض الملاحدة الى فرضيات تفسر الانفجار الكبير الذي وضعهم في حرج كبير بعدما كانوا ينكرون حدوث المادة، حتى مع افتراض صحة هذه الفرضيات فهي لا تحل كل الاشكالات بل هي ترجع المسألة خطوة الى الوراء، فاثبات بداية بطريقة علمية للكون ليس هو الدليل الوحيد على حدوثه، فالمتكلمون عندما صاغوا هذا الدليل لم يكونوا يعرفون لا بالانفجار الكبير و لا بفرضية الاكوان المتوازية.

بل استدلوا على الحدوث بنواقص يبتصف بها العالم من حولنا، و من هذه النواقص نذكر العجز ( لا يخلقون شيئا و هم يخلقون )، انعدام الارادة ( و ربك يخلق ما يشاء و يختار ) و الجهل بالذات ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ ) و الموت ( اموات غير احياء )، و عدم القدرة على الكلام ( فاسألوهم ان كانوا ينطقون ) و عدم القدرة على السمع و البصر ( انْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ).

و هناك نواقص اخرى اتى بها العلم الحديث، فخضوع هذا الكون على المستوى الماكروي و الكمي لقوانين معينة، و عدم حتمية المعادلات الرياضية الحاكمة( امكانها ) و كذلك عدم حتمية القوانين كالجاذبية مثلا، و غيرها من الادلة التي تثبت عجز كل شيء موجود في العالم من حولنا.

فكل هذه نواقص استيقت اغلبها من القران العظيم لتبيان هذا المعنى، فاي الهة مزعومة ( مادة، طاقة، اكوان متوازية، اوثار، الخ ) مفتقرة الى مسبب لا يوصف بالنقص و الافتقار لان ذلك يحيلنا الى السؤال عن سبب نقصه الخ، و من هنا نعلم ان مسبب الاسباب تجب عقلا في حقه كل الكمالات و المحامد على الوجه الذي يليق به.

فالكون اذا كان عاجزا، فهو محتاج الى القدير ، و الكون ان لم يكن مريدا فهو محتاج الى المريد، الكون ان كان جاهلا فهو محتاج الى العليم، و الكون ان كان ميتا فهو يحتاج الى الحي، و الكون ان لم يكن قائما بذاته و لا لغيره فهو يحتاج لمن هو قائم بذاته و لغيره، و، و كذلك يوصف الله تعالى بالسمع و البصر و الكلام و الحكمة كما تبين.

و هنا يظهر لنا معنى قاعدة اخرى، هو كون كل كمال ثبت للناقص فالكامل احق ان يوصف به، فان اتصف الانسان الناقص مثلا بصفة الكلام التي هي من الكمالات فيجب عقلا اثباتها للمتسبب في وجود الانسان على الوجه الذي يليق به، فاثبات وجود ذات بهذه الصفات كاف لاثبات وجود الله بالمعنى الاسلامي، ثم يأتي الدور على بقية الاسماء و الصفات بعد التصديق بالرسالة و بالاخبار التي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و اختم الانسان الذي يحس بنقصه و يعترف به، يعرف حجمه جيدا في الكون، فتجده دائما يتفادى الغرور الفكري و يبحث عن الحقيقة المطلقة التي تفسر له سبب وجوده و نقصه، و قد كنت كتبت كلمات اخرى بخصوص الوصول الى الله انقلها هي ايضا هنا :



الله...ذلك الشيء الذي حير كل المتشككين، هل هو موجود او لا ؟ و هل يستدل علي وجوده اصلا بالادلة العلمية، اقول : قضية وجود الله قضية اصلا لا يكون الوصول الى نتيجة فيها باستخدام العقل، فمهما جئنا بالادلة التي قد يصدق بها المتشككون فلن يحصل هؤلاء على تلك الراحة النفسية او تلك الحالة من اليقين ان جاز التعبير.

لان عقل الانسان لا يصل الى قناعات بطريقة خطية يعني مثلا ان جئته باعجاز نبوي فسوف يتكون في داخله يقين بصحة النبوة، لا الامر ليس كذلك و هذا ما نبه عليه انطوني فلو في كتابه الشهير، فالانسان ليس الة مبرمجة 1+1=2 بل يدخل فيه الجانب العاطفي و الشخصي... اذن كيف يصل الشخص الى اليقين ؟ يجب اولا وقبل كل شيء تربية النفس، و اقصد هنا ازالة الاحكام المسبقة، و الغرور و عدم اتباع الشهوات، فهذه المرحلة تحضيرية لمن اراد الوصول الى الله، فلا يمكن لشخص يرتكب شتى انواع المعاصي و سيئ الخلق ان يصل الله، لذلك نجد كل المتمردين على الله هم في الغالب متمردون على الاخلاق و القيم الانسانية السامية.

فلا تجد ملحدا الا و لسانه سليط الا من رحم الله، بالتوازي مع ذلك، يجب على الانسان ان يطور في نفسه خاصية التفكر، البحث عن " لماذا " الاشياء هكذا، لماذا هي ليست مخلتفة، حتى يصل به الامر الى التفكر في طعامه و ملبسه، و الهدف هو تطوير نظرته التحليلية للعالم من حوله، طبعا بالنسبة للاشخاص العاديين سيكونون قطعوا الطريق كاملا ان نجحوا في المرحلتين الاوليين، لكن مع ذلك يجب الانتهاء من هذه الرحلة عن طريق اتباع المنهجية الصحيحة، يعني بعد ان يحس هذا الشخص انه غالبا هناك اله و ان الاسلام هو في الاغلب الدين الصحيح، يستحسن ان نطلعه على نظرية المعرفة في الاسلام و لماذا طريق الاسلام خير من طرق المذاهب الفلسفية الاخرى للوصول الى المعرفة الحقة.

فيتحصل لدى الباحث عن الحقيقة وعي، وفهم للمناهج الاسلامية في طرق الاستدلال، و قوتها مقارنة مع باقي النحل، و اخيرا يبدأ الباحث رحلته في الادلة المطروحة و هو متسلح بالاخلاق و القيم و المنهجية الصحيحة، فيصل بسرعة الى اليقين المنشود لانه سيكون حينها في غنى عن الاخرين و عن مساعدتهم ، ويبدؤ عندها رحلة طلب العلم الشرعي للاجهاز على الشكوك،

ملاحظة : هذا منهج عام، ساضيف عليه بعض الامور لاحقا، و لا يعني باي حال من الاحوال ان هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول الى الله.

hamzaD
09-11-2013, 12:57 PM
و احيانًا ترى من نفسك اشياءً ثم ترى نقيضها بعد فترة.. تعتبر نفسك تعديت مرحلةً معينة ثم ترجع اليها، تظن انك ادركت جانبًا من ذاتك ثم تصدم انك لم تفهمه بعد.. و احيانًا تشعر باشياء لا تستطيع وصفها.. تكون اللغة ضيقة جدًا عندها.. ما اوسع المعاني لولا ضيق اللغة :):
انت تصفين ما يمر به كل من دخل الى هذه المتاهات، انا شخصيا بعد خروجي من المتاهة، رأيت خلفي، فقلت اني لو كنت متسلحا بالمنهجية الصحيحة و بخطة عمل كما يفعل مع المشاريع لاختصرت علي الكثير من الوقت و الجهد الفكري الذي اثر في و في علاقتي بمن حولي، مثلا لو كنت تعلمت علم المنطق لعلمت سقوط مقالات بعضهم دون تضييع الوقت في القراءة و البحث... فهي الحرب الفكرية...و ما ادراك ما الحرب الفكرية... اصعب حرب يمكن ان يخوضها الانسان...فان خرج منها سالما، يكون غنم عندها الدنيا و الاخرة...و لعل اثار هذه الحرب تزداد عندما يشعر المرء انه الوحيد الذي يخوضها و يحسب الناس من حوله هم عبارة عن جهلة يستمتعون بحياتهم كالانعام، فيحسدهم على ذلك و يتمنى لو كان مثلهم.


ما اوسع المعاني لولا ضيق اللغة :):

اما هذه فيلزمها موضوع لوحدها...لان بسببها ظن بعض المتشككة ان عرش الله مثلا هو كعرش الملوك، و لم يعرفوا ان الله تعالى وصف ذلك المخلوق بالعرش لتقريب المعنى لانه ليس في قاموس اللغة عندنا كلمة تصفه على حقيقته، اللغة هي في رأيي سجن الانسانية...

أبو يحيى الموحد
09-11-2013, 02:05 PM
موضوع قيم جدا من الاخت واسطة ، يبدو ان لا احد ينجو من مرحلة متاهة فكرية تكون مفترق طرق لبقية حياته ..

ثبتكم الله و ايانا على الحق حتى نلقاه

muslim.pure
09-11-2013, 05:32 PM
يقدر على سداد كل نقصه
أظن و الله أعلم أن هذه الكلمة لا تجوز في حق الله لأن الله اصلا ليس ناقصا بل كاملا و سيكون أفضل لو تم تغييرها إلى منزه عن كل نقص
في إنتظار أن يفيدنا الإخوة المحاورين

واسطة العقد
09-12-2013, 07:22 AM
شكرا لك اخي ابو يحيى.. و اسأل الله ان يثبتنا على دينه
اخي مسلم بيور المقصود هنا هو الإنسان. . ﻻ الله، و لعله من سوء تعبيري انك لم تفهم مقصدي و شكراً لك
اخي حمزة... هلا دللتني على مكان هذا في كتب العالمين؟ الحقيقة اني اتخوف من قراءة بعض الكتب ﻻني اعلم ان قرائتها تحتاج معرفة سابقة بعدة امور بالإضافة لتعلم المنطق.. و انا ﻻ املك الوقت او العزم لهذا، وقفت عند الواسطية :): .. ﻻ احب الأشياء الناقصة.
و ﻻ ادري ان كانت اللغة سجنا.. فبهذا المعنى الزمان والمكان سجنان أيضا - ياللمفارقة فقد كنت سأنسخ خاطرة تتحدث عنهما لوﻻ امور - الكون كله يكون سجنا، نحن محدودون... و ﻻ ادري بشأنك لكن من بين كل مخلوقات الله و بدائع الكون ﻻ ارى اعظم من اللغة، و ربما هو التخصص :): شكراً جزيلا على اضافاتك القيمة..

واسطة العقد
09-12-2013, 01:57 PM
بمناسبة الحديث عن اللغة، كنت قد كتبت هذا قديمًا:
" ....
تكون لك لغتان.. لغة هي لغة الناس جميعًا تحادثهم و يحادثونك بها، و لغة هي نفسها اللغة الاولى بالمفردات ذاتها.. لكن معاني المفردات تختلف، تكسب معنى شخصيًا جدًا و حقيقيًا جدًا، أو معنى عدميًا بحتًا.. مثل عدمية الأقزام و العمالقة و جنيات الأسنان.. لغة هي لغة ذاتية، لا تنطق بها بلسانك ابدًا.. جرب ان تتحدث بها بلسانك، لن تخرج الكلمات ابدًا، لكنك تقوم بحواراتك الداخلية كلها عن طريقها.. احيانًا تُخرج نفسها بمذكرات او خواطر تحرص حرصًا شديدًا ان لا يراها احد، ليس فقط بسبب العار.. بل لانك تدرك و لو دون وعيّ انهم لن يفهموا.. مثلما اغلب الناس لم يفهموا بعد مالذي اقصده بتلك السطور، ماهو الاختلاف المؤلم لذاك الحد؟ لعل هذه هي احد اسباب العزلة و الفردانية المطلقة، ربما منفصلة عنها.. مالذي ستقوله لهم؟ لن يفهموا منك الا منطوق كلامك الذي لا يوافق ما تعنيه.. مهما حاولوا فسيكون الأمر اشبه بشرح ماهية اللون الاحمر لاعمى – الالوان مجددًا – انه بين الاصفر و البرتقالي، حسنًا ماهو الاصفر و البرتقالي؟ لا اظن ان العزلة متفرعة او نتيجة لتلك اللغة الشخصية، مثل عزلة صيني وسط عرب لا يتكلم اي منهم لغة مشتركة، لأن اللغة، تلك اللغة.. فطرية جدًا بمعنى ما، و شخصية جدًا بمعنى ما.. و لا يمكنك شرح شيء بتلك الخصوصية لفرد ما مالم يمر بتلك التجربة او يمر بها اشخاص كثر فتصبح جزءًا من الوعي الجمعي لكل البشر، مثلما يفهم الشخص ماهية الحب و ان كان لم يحب، ربما الامر اكثر تعقيدًا من مشاعر انسانية اولية، ربما يكون تافهًا لدرجة لا يمكن معها شرحه..."

هذا و لا ادري عنكم :):

واسطة العقد
09-12-2013, 02:00 PM
قرأت هذا اليوم:
" بابٌ عظيمٌ من أبواب العقل والرَّاحة؛ وهو اطِّراحُ المبالاة بكلام النَّاس، واستعمال المبالاة بكلام الخالق عزَّ وجلَّ بل هذا بابُ العقل كلِّه والرَّاحة كلِّها" ابن حزم
الله سيفهم "لغتك" و مدلولاتها - انا اجنح نحو الصوفية بعنف :): -.

hamzaD
09-12-2013, 05:02 PM
اما بخصوص النقص و الكمال للوصول الى الله و صفاته فشيخ الاسلام هو افضل من ناقش هذا البرهان :
http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D9%88%D8%A7%D9%84%D 9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84/%D8%AA%D9%81%D8%B5%D9%8A%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A5% D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84_%D9%81%D9%8A%D9%85%D8%A7_% D9%8A%D8%AC%D8%A8_%D9%84%D9%84%D9%87_%D9%85%D9%86_ %D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%85% D8%A7%D9%84

و هناك موضوع في الشريط العلوي في المنتدى يناقش هذا الدليل باسهاب :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?19340-%DE%C7%DA%CF%C9-%E3%CE%CA%D5%D1%C9-%DD%ED-%C7%E1%DF%E3%C7%E1-%E6-%C7%E1%E4%DE%D5-%E6-%CF%E1%ED%E1-%C7%E1%DF%E3%C7%E1-%DA%E1%EC-%C7%E1%E1%E5-%E6%D5%DD%C7%CA%E5

و اما ما يتعلق بالكمال الروحي و النفسي فليس هناك خير من ابي حامد، لذلك عليك بكتاب احياء علوم الدين مع الانتباه لبعض الاحاديث الموضوعة فيه...طبعا هناك كتب جاءت بعد الاحياء لكن تفتقر الى الصدق مع النفس و الاخلاص الذي نجده في كتابات الغزالي...

اما قضية اللغة فلست اعلم بها منك، لكن الملاحظ ان اللغة مليئة بالاسقاطات البشرية، و تتفاعل فيها النفس الانسانية مع البيئة المحيطة بها، كالقول عن الصبح انه يتنفس، فهذا اسقاط لمعنى بشري على شيء كالصبح او القول " كشفت الحرب عن ساقها "، هذه كلها اسقاطات، لذلك وصفتها بالسجن، فنحن لن نستطيع كما اشرت ان نصف ذلك المخلوق الذي سماه الله " العرش " بلفظ اخر، لا نعلمه و لم يسبق لنا ان عرفناه في تجربتنا الانسانية، بل وصفه تعالى فقط باقرب وصف يمكن به تقريب المعنى لعامة الناس، لذلك فلغتنا كما قلت محصورة في تجاربنا، و في بيئتنا، بل تجد لغة شعب معين مرتبطة بشكل لا يتصور بالبيئة، كما نراه عند العرب في تأملنا في اسماء الصحراء مثلا
فنحن سجينون لها كما اننا سجينون لموقعنا من الزمان و المكان كما تفضلت...

سانقطع ربما عن المنتدى بسبب بعض المشاغل، لذلك سعدت جدا بالتعليق على خواطرك التي مرت على اغلبنا اخت واسطة، ربما افسدت جمال الموضوع بتعليقاتي المتكررة...لذلك فانا اعتذر...و السلام عليكم و رحمة الله...

أورسالم
09-12-2013, 05:17 PM
حمزة ، لم أعي أن هنالك عبقري يسكن بداخلك إلّا مؤخرًا

واسطة العقد
09-12-2013, 05:24 PM
شكرا جزيلا على الرابطين اخي حمزة.. سألقي نظرة عليهما ان شاء الله

و اما ما يتعلق بالكمال الروحي و النفسي فليس هناك خير من ابي حامد، لذلك عليك بكتاب احياء علوم الدين مع الانتباه لبعض الاحاديث الموضوعة فيه...طبعا هناك كتب جاءت بعد الاحياء لكن تفتقر الى الصدق مع النفس و الاخلاص الذي نجده في كتابات الغزالي...

ربما القي نظرةً عليه.. حقيقة كتب الرقائق و التصوف بغير معناه الفلسفي لا يستهويني كثيرًا، لست عادةً ممن تجذبهم الروحانيات و ما اشبه.. و لو كان لي نصيب بهذا الجانب سأناله :):

اما قضية اللغة فلست اعلم بها منك، لكن الملاحظ ان اللغة مليئة بالاسقاطات البشرية، و تتفاعل فيها النفس الانسانية مع البيئة المحيطة بها، كالقول عن الصبح انه يتنفس، فهذا اسقاط لمعنى بشري على شيء كالصبح او القول " كشفت الحرب عن ساقها "، هذه كلها اسقاطات، لذلك وصفتها بالسجن، فنحن لن نستطيع كما اشرت ان نصف ذلك المخلوق الذي سماه الله " العرش " بلفظ اخر، لا نعلمه و لم يسبق لنا ان عرفناه في تجربتنا الانسانية، بل وصفه تعالى فقط باقرب وصف يمكن به تقريب المعنى لعامة الناس، لذلك فلغتنا كما قلت محصورة في تجاربنا، و في بيئتنا، بل تجد لغة شعب معين مرتبطة بشكل لا يتصور بالبيئة، كما نراه عند العرب في تأملنا في اسماء الصحراء مثلا

الاسقاطات اللغوية لا تكون بأصل الكلمة.. انا من المؤمنين ان اللغة توقيفية، و عن اللغة - او اللغات (؟) - الاولى تفرعت لغات اخر، المهم اني لا اعتقد ان اللغة شيء موهم بأصله، الايهام يقع بالمعاني التي يتصورها المرء، و هذه متعلقة بالفرد نفسه و سبق الوهم الخاص به.. لا ادري ان اوضحت فكرتي،لكن انظر لكلمة الحاد و كلمة atheism و انتبه الى كون كليهما نفي لشيء ما و انظر لحقيقة الالحاد نفسه... اما الاسقاطات فتراها "كاضافات" على جانب الكلمة، او بالتعابير البشرية نفسها.
اما عن العرش و قضية تأويل المعنى، فأنا ممن يأخذون النصوص التي تشبه هذا على ظاهرها بدون ان اعمل عقلي بها اساسًا.. الظاهر موضوعي و يتفق الكل عليه، و هو الاسلم بقضية غيبية.. بدل القياس و سبق الوهم و الجدل اللاهوتي.

سانقطع ربما عن المنتدى بسبب بعض المشاغل، لذلك سعدت جدا بالتعليق على خواطرك التي مرت على اغلبنا اخت واسطة، ربما افسدت جمال الموضوع بتعليقاتي المتكررة...لذلك فانا اعتذر...و السلام عليكم و رحمة الله...

ابدًا و الله، لم اخرج هذه الخواطر من مكانها الا لأسمع صوتًا غير صوت رأسي.. سعدت بمشاركتك و مشاركة الاخوة، و حفظكم البارئ و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

hamzaD
09-12-2013, 05:59 PM
ابدًا و الله، لم اخرج هذه الخواطر من مكانها الا لأسمع صوتًا غير صوت رأسي.. سعدت بمشاركتك و مشاركة الاخوة، و حفظكم البارئ و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

بارك الله فيك و نفع بك...


حمزة ، لم أعي أن هنالك عبقري يسكن بداخلك إلّا مؤخرًا
هذا من لطفك اخي و حسن ظنك...جزاك الله خيرا

واسطة العقد
09-13-2013, 01:24 PM
"كمال النفس في معرفة عدم كمالهاوقدرتها في عجزها امام الله وغناها في فقرها اليه "
النورسي

واسطة العقد
09-14-2013, 09:53 PM
حسنًا :):
سأترك هذا الموضوع - و المنتدى - لفترة، و انصرف الى امور آن اوان انهائها، و ارى ما عاقبتها... استودعكم الله :)): .

امتنان
09-15-2013, 02:12 AM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

إن شاء الله تتيسر لي قريبا العودة لهذا الموضوع

أورسالم
09-16-2013, 01:30 AM
كنت أتمنى أن تكملي ، ننتظر عودتك

أم سمـية
09-16-2013, 11:29 AM
ننتظرعودتك لتكملي مابدأتي من إبداع.

واسطة العقد
09-27-2013, 02:56 AM
سأترك هذا الموضوع - و المنتدى - لفترة، و انصرف الى امور آن اوان انهائها، و ارى ما عاقبتها... استودعكم الله .

سبحان الله
كنت متشوقة و مستعدة لبدئه.. لكن حال امر قاه بيني و بين اتمام ما نويت، و يبدو اني سأؤجل كالعادة :):

ام سمية، امتنان، اورسالم
شكرًا لكم.

واسطة العقد
09-27-2013, 03:12 AM
"كمال النفس في معرفة عدم كمالهاوقدرتها في عجزها امام الله وغناها في فقرها اليه " النورسي

احيانًا اتأمل بين الفرق بين ان تعلم شيئًا، و ان تدرك شيئًا.. و بين مراتب الادراك المختلفة، و علاقة كل هذا بمفهوم الحرية... مامن شخص الا و هو يدرك و يعرف حق المعرفة "النظرية" ان الله قوي و انه فقير اليه.. ،عودًا على سنامي بالاستدلال على الله و قوته و دليلي الاخص و الاقرب الى قلبي، لكن هذه المعرفة النظرية ليست الا ادنى مرتبة من مراتب ادراك تلك الحقيقة.. معرفة مشابهة لمعرفة معلومة مبثوثة بكتاب مدرسي، الحقيقة ان الامور الالهية و ما وراء الغيب.. برأيي الشخصي على الاقل لا يستدل بها او عليها عقليًا، تؤخذ بالسماع و يؤخذ النص بها على ظاهره، العقل يدرك الجبر الدنيوي فقط.. اما هذه فتنتمي لنوع اشد خصوصية من المعارف.
اقول انه فرق شاسع بين ان تعرف انك فقير لله.. و بين ان تتأمل هذا الفقر و تتلمسه بكل شؤون حياتك، الفقر الذاتي الذي هو صفة ذاتية للانسان و كل انسان.. و ما يورثه هذا بالمرء من تواضع و انه مجرد حفنة من تراب مصيرها الى تراب و لا تملك ان تضمن ان تزفر نفسًا استنشقته، و ما يورثه من عزة و ثقة بالله و استحقار لما دونه.. و اقرب ما وصلت اليه بهذا الباب هو اني ممكنة الوجود و لولا انه ارادني لما كنت.. ارادني.
للحديث بقية، لكن الى ان اكمله ان اكملته.. اترككم مع هذا النص الذي اذهلني لفترة، و الذي ما فيه من حكمة مكررة كثيرًا لكنها عميقة و يأبى الكثر ان يستوعبوها.. يستحق التصفيق:
http://www.m5zn.com/newuploads/2013/09/27/png//04a6868143ded51.png (http://www.m5zn.com/out.php?code=14970984)
.. و نعم، اريد ان اكبر اسرع :): .

واسطة العقد
09-28-2013, 12:15 AM
[ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ]
ربط الكوني بالشرعي، الانسان و الكون.. العالم الاكبر و الاصغر، هل تعجب ان الله خلقك لسبب و هو الذي خلق الكون بستت ايام ؟ و لا تفطن لأنه خلق الكون بستت ايام و كان يقدر ان يقول له كن فيكون.. فتفهم ما وراء هذا؟
لا يعقل ان يكون احدهما عبثًا و الاخر لا.

أمَة الرحمن
09-28-2013, 02:40 AM
و اقرب ما وصلت اليه بهذا الباب هو اني ممكنة الوجود و لولا انه ارادني لما كنت.. ارادني.

لا أدري لِمَ اهتزّ قلبي عند قراءة هذه الكلمات...

كثيراً ما نعمى عن تلمّس معاني أوضحِ الحقائق و ألصقها بالإنسان، و نعمة الوجود هي أوّلها.

واسطة العقد
09-28-2013, 04:52 AM
ليتك تشاركيني ببعض خواطرك، بدل ان اغرد وحدي.. اعلم ان لديك الكثير :):

واسطة العقد
01-02-2014, 02:53 AM
كتبته بالفيسبوك:

اكتشفت اني اخاف من الالم الجسدي جدًا و لا اكاد اتحمله.. مرة قلبت المستوصف رأسًا على عقب لأني اخاف من الابرة، و لا توجد طريقة لسحب الدم الا بالابرة.. و يجب ان يسحب الدم لكي يجرى التحليل.. - و انا اساسًا كنت اتغيب عن المدرسة ايام التطعيمات كي لا احقن بالابرة، تقريبًا نصف الامراض التي تملكون مناعة ضدها لا املك انا مناعة ضدها - .. تطلب الامر مساعدة ممرضتين مع امي لكي ينتهي الامر و يسحب دمي اللعين اخيرًا.

اعاني الان الامًا بسيطة بسبب حمى كالعادة، الالام بسيطة لا تستوجب مسكن الم حتى - رغم اني طلبتها و امي رفضت - لكن الدراما كوين داخلي تصر على ادخالي بحالة نفسية سيئة شبيهة بحالة من يحتضر .. الشيء الجيد - بما ان لكل شيء سيء جانب جيد - انني تفهمت اكثر موقف متصوفة الشرق و المتصوفة عمومًا الداعي لإنكار الجسد مقابل سمو الروح و العقل.. الامر اشبه بمعركة شطرنج بين الروح و الجسد، كلما انكرت جانبًا ازددت بالجانب الاخر بمثل هذا الانكار.. و كلما اهملت جسدك - او تألم - تيقظ عقلك اكثر - لست متأكدة من سمو الروح -.. لكن هذه الفكرة على قدر ما فيها من سلبية و ضيق نفس بالكون، فيها شاعرية جميلة.. و اتكال على الجانب غير المرئي من الانسان، الروحي... الذي يُتعلم بالتجربة و المران و التواصل مع الخالق، فكرة جميلة.. لهذا ربما كان كثير من المتصوفة شعراءً عظامًا، و هذه الحالة الروحي\الفكرية.. النافرة من الجسد.. تتطلب نفورًا او قلة اهتمام بالجانب العقلي، و تركيزًا اكبر على الوجدان و الكشف كأدوات للحصول على المعرفة، كنت اتكلم قبل فترة مع الاخ Hamza DL عن موضوع الاعتماد على الالهام بمنشور له.. و خلصنا - او هيئ لي اننا خلصنا - الى ان الوجدان و الكشف ادوات معرفية مُشكلة.. اول مشكل لها هي انها غير متعدية فلا يمكن نقل تجاربها او نقلها للاخرين - قد لا تكون مشكلة لان الحالة الصوفية نفسها حالة فردية، بعكس الحالة العقلية التي تعتمد على بناء عقلي مفهوم يمكن نقله و نقده خارج عقل الشخص -.. المشكل الاخر انها شيء " لا يعرفه الا من جربه - اي انه باستنثاء الادب الجميل.. لا شيء جَمعي ذو قيمة يمكن ان يخرج من حالة التصوف تلك، انجازاتها على صعيد وجداني شخصي فقط.. اما اخفاقاتها فقابلة للتعميم.. السهروردي القتيل بنى مدرسته نظريًا على المزاوجة بين المدرستين العقلية و الصوفية.. او تراث افلاطون و ارسطو معًا، رغم اني اشك بقدرته على المزاوجة فعليًا.. لأن روح المدرستين متنافرتين.

أمَة الرحمن
01-02-2014, 03:44 AM
اكتشفت اني اخاف من الالم الجسدي جدًا و لا اكاد اتحمله..

ياااه أعاني من حالة شبيه جداً بحالتك، لكنها متعلّقة فقط بسحب الدم من العروق. أكاد أصاب بالإغماء كلّما اضطررت لدخول المستشفى لسحب الدم. و يصفر وجهي و تدور بي الدنيا حتى حين أتخيّل حالة المصابين بالنزيف. بل مجرد كتابي لهذه الكلمات الآن أصابتني برجفة قوية!

ما أعجب هذه النفس التي تعكس انفعالاتها على الجسد السليم فيتأثر بها فعلاً (رغم عدم وجود مؤثر خارجي).


تفهمت اكثر موقف متصوفة الشرق و المتصوفة عمومًا الداعي لإنكار الجسد مقابل سمو الروح و العقل.. الامر اشبه بمعركة شطرنج بين الروح و الجسد، كلما انكرت جانبًا ازددت بالجانب الاخر بمثل هذا الانكار.. و كلما اهملت جسدك - او تألم - تيقظ عقلك اكثر - لست متأكدة من سمو الروح -

لا أميل عموماً لفكرة التنافر بين الجسد و الروح، ليس فقط لأنها دخيلة على التصور الإسلامي لطبيعة العلاقة بين الجسد و الروح (و هي علاقة توازن و انصهار)، بل لأنها أقرب إلى الرهابنية المسيحية من التصوف الإسلامي.

لكن تبقى مكانة الروح أعظم في الإسلام من الجسد، لأن الروح خالدة بينما الجسد فانٍ (و لعلّ هذا ما استشعرتيه بنفسك). و الوضع الطبيعي الذي ينشده الإسلام هو أن تقود الروح الجسد (عن طريق تزكيتها بصلتها بالله و الزهد بالدنيا، مع عدم اهمال رغبات الجسد و اشباعها باعتدال)، لا أن يُهمل الجسد و ينفصل قيمياً عن الإنسان (كما في حالة الرهابنية و عند غلاة المتصوفة)، و لا أن تخنق الروح و يُطلق العنان للجسد (كما في حالة الشهوانيين الماديين).


و هذه الحالة الروحي\الفكرية.. النافرة من الجسد.. تتطلب نفورًا او قلة اهتمام بالجانب العقلي، و تركيزًا اكبر على الوجدان و الكشف كأدوات للحصول على المعرفة

آه.. أنت هنا فصلتِ بين العقل و الوجدان كأداتين مستقلتين للحصول على المعرفة، و هذا خطأ شائع جداً في تعريف العقل، و هو أشبه بالتعريف الغربي لـ"العقل الخالص"، الذي أثبت العلم الحديث أنه لا وجود له. فعلمياً لا توجد عملية عقلية أو ادراكية مستقلة عن أي شعور وجداني أو عاطفي. و هو عين ما نبه إليه القرآن الكريم في محكم آياته (لهم قلوب لا يفقهون بها).

سبق و أن تطرّق الأستاذ عبد الله الشهري إلى هذا الموضوع في محاضرة ماتعة له - لعلّك سمعتها؟ - بعنوان (العقل المستورد). لا أذكر أين حمّلتها، لكن يمكن متابعة ما عرضه من أفكار فيها من خلال هذه المقابلة:


http://www.youtube.com/watch?v=osvql9dwtbk




الوجدان و الكشف ادوات معرفية مُشكلة.. اول مشكل لها هي انها غير متعدية فلا يمكن نقل تجاربها او نقلها للاخرين

كلامك عن الوجدان و الكشف ذكرني بكلام مقارب للأستاذ عبدالله الشهري:


والبعد الشعوري هو أعمق في النفس من التمثلات العقلية أو الفكرية لأنه سابق لوجودهما، والطفل يولد وهو ممتليء بالإملاءات الشعورية قبل أن تتكامل لديه المدارك العقلية، ولذلك كانت الضرورات العقلية نفسها منبعثة عن "شعور" اضطراري - ولذلك سموها ضرورية - حتى أن استدعاء تبريراً عقلياً لها يُعد سُخفاً.


كثيراً ما يشعر الناس أن الحياة أكبر مما هي عليه في الظاهر أو كما يقال بالإنجليزية There's more to life than meets the eye ولكنك لو طالبتهم ببرهنة عقلية صرفة لتلعثموا، واحتاجوا إلى خوض معالجات شديدة.

فحتى أبسط مفاهيم الفطرة - التي يشترك فيها كل البشر - يصعب وصفها عقلياً، فما بالك بالتجارب الروحية الخاصة؟؟

يبقى تأثير الوجدان - رغم خصوصيته في أكثر الأحيان، و صعوبة تحليله عقلياً بشكل عام - أقوى و أعمق، لأنه ألصق بالطبيعة الإنسانية من عالم التجريدات العقلية.

واسطة العقد
01-02-2014, 04:14 AM
ياااه أعاني من حالة شبيه جداً بحالتك، لكنها متعلّقة فقط بسحب الدم من العروق. أكاد أصاب بالإغماء كلّما اضطررت لدخول المستشفى لسحب الدم. و يصفر وجهي و تدور بي الدنيا حتى حين أتخيّل حالة المصابين بالنزيف. بل مجرد كتابي لهذه الكلمات الآن أصابتني برجفة قوية!

لا يصل الامر معي لهذه الدرجة.. اشاهد الناس و هم يحقنون عادي، لكن اجن لو اقتربت الابرة مني.. اعتقد ان عتبة الألم Pain Threshold لدي منخفضة جدًا ههه.

لا أميل عموماً لفكرة التنافر بين الجسد و الروح،

انا اجدها فكرة فلسفية مثيرة للإهتمام.. اكثر عمقًا و اكثر قربًا من الحقيقة من الماديين الاجلاف، فكرة شاعرية :): لكن لو فكرتِ بالامر، فتعذيب الجسد ليس غاية عند المتصوفة.. بل هو وسيلة، طريق لاخراس الجسد و غاياته و الحصول على حالة روحية\عقلية معينة مطلوبة.. حالة من السمو، النيرفانا عند البوذيين و الخروج من دورة التناسخ المادي المستمر، بالطبع انا لا اخذ الامر لهذا الحد.. لكن التفكير بعداء من نوع و حد معين بين الروح و الجسد امر اميل له، تعرفين يقال حتى عندنا ان الدراسة بمعدة خاوية افضل من الدراسة و انت شبعانة او متخمة، اذ يبدو ان العقل يتيقظ عندما يهمل الجسد - لاحظي اني اتنقل بين كلمة عقل و روح مرارًا :): -.

آه.. أنت هنا فصلتِ بين العقل و الوجدان كأداتين مستقلتين للحصول على المعرفة، و هذا خطأ شائع جداً في تعريف العقل، و هو أشبه بالتعريف الغربي لـ"العقل الخالص"، الذي أثبت العلم الحديث أنه لا وجود له
المدرسة الغربية لا تعترف بالوجدان اصلًا.. و انا اقصد بالعقل الطرق الجبرية التي تعتمد على استخدام المنطق و تطبيقاته، استخدام العقل للحصول على المعرفة بالبناء المنطقي بناءً على معطيات محسوسة، بالاضافة للوجدان و الحس للحصول على نتائج من غير مقدمات محسوسة او قابلة للتحقق.
و ما قصدته هو ان المرء عندما ينتهج الحس و الوجدان كأساس لمدرسته الفكرية.. فإن الدعوة لاستعمال العقل ستختفي او تقل، لان بالمراتب عند هؤلاء الحس اعلى و ارقى من العقل ذي العيوب الكثيرة.. و الالهام ان صح لا يتطرقه شك.

فعلمياً لا توجد عملية عقلية أو ادراكية مستقلة عن أي شعور وجداني أو عاطفي. و هو عين ما نبه إليه القرآن الكريم في محكم آياته (لهم قلوب لا يفقهون بها).
افيديني هنا اكثر لو تكرمتِ.. ام انكِ تقصدين ان الحياد المطلق و الموضوعية المطلقة لا وجود لها؟
اي ان المرء عادةً سيتحيز و ستتدخل عواطفه بنتائجه، ان كان هذا ما تقصدين فاراه قولاً بعيدًا و غير قابل للتعميم، و ان كان غيره فزيديني مما عندكِ :):

والبعد الشعوري هو أعمق في النفس من التمثلات العقلية أو الفكرية لأنه سابق لوجودهما، والطفل يولد وهو ممتليء بالإملاءات الشعورية قبل أن تتكامل لديه المدارك العقلية، ولذلك كانت الضرورات العقلية نفسها منبعثة عن "شعور" اضطراري - ولذلك سموها ضرورية - حتى أن استدعاء تبريراً عقلياً لها يُعد سُخفاً.

الاستاذ الشهري كلامه درر عادةً.. للاسف لم اشاهد المحاضرة بعد، و لا اظنني سأفعل لأني اكره جدًا سماع مقطع طويل :\


فحتى أبسط مفاهيم الفطرة - التي يشترك فيها كل البشر - يصعب وصفها عقلياً، فما بالك بالتجارب الروحية الخاصة؟؟

اظنك تخلطين هنا بين شيئين.. عدم القدرة على الوصف و عدم القابلية للوصف، ما اوسع المعاني لولا ضيق اللغة.. او عجزنا عن استعمالها، مقابل شرح مالا يمكن شرحه بل يمكن معاينته فقط لمن لم يعاينه.

يبقى تأثير الوجدان - رغم خصوصيته في أكثر الأحيان، و صعوبة تحليله عقلياً بشكل عام - أقوى و أعمق، لأنه ألصق بالطبيعة الإنسانية من عالم التجريدات العقلية.

ارمي العقل مع النافذة لوهلة.. مشكلة الوجدان هي: كيف تتحققين منه، كيف يمكن ان تتأكدي ان فلان أُلهم.. مقابل احتمالية هلوسته او كونه مصاب بشيزوفيرنيا؟ و انا لا اعني في حالة شرحه لك ما حصل معه.. بل بشكل مجرد، مالشيء الذي يؤكد ان ما يشعر به المرء الهام حقيقي؟
لأن حتى المصابين بالشيزوفيرنيا و بعض الاختلالات النفسية يصدقون جدًا ما يقولون به.. و انا اعني كشخص عادي مثلي و مثلك.

أمَة الرحمن
01-02-2014, 05:07 AM
اذ يبدو ان العقل يتيقظ عندما يهمل الجسد

ليس بالضرورة، فإهمال الجسد له تأثير سلبي على العقل و إداركه (كما هو معروف عند من يمارسون حميات قاسية مثلاً). الأصح أن نقول أن الزهد في متطلبات الجسد يزكي النفس و يقدح زناد الفكر.


المدرسة الغربية لا تعترف بالوجدان اصلًا..

لكنها تعترف بالعاطفة و المشاعر - و إن كانت المدرسة المادية الصارمة تراها مجرد نتائج تفاعلات كيميائية في المخ - و لم تعد تفصل بينها و بين العمليات العقلية. أي أن مفهوم "العقل الخالص" عفى عليه الزمن.


و انا اقصد بالعقل الطرق الجبرية التي تعتمد على استخدام المنطق و تطبيقاته، استخدام العقل للحصول على المعرفة بالبناء المنطقي بناءً على معطيات محسوسة، بالاضافة للوجدان و الحس للحصول على نتائج من غير مقدمات محسوسة او قابلة للتحقق.

تقصدين المنهج الذي يعتمد على التجريدات العقلية بالمقام الأول، و ليس المنهج الذي يفصل العقل عن الشعور أو الذي يهمّش من دور الشعور و يزدريه؟


و ما قصدته هو ان المرء عندما ينتهج الحس و الوجدان كأساس لمدرسته الفكرية.. فإن الدعوة لاستعمال العقل ستختفي او تقل، لان بالمراتب عند هؤلاء الحس اعلى و ارقى من العقل ذي العيوب الكثيرة.. و الالهام ان صح لا يتطرقه شك.

معلوماتي و الله ضئيلة في هذا المجال.. فالأحسن أن أسكت و أستفيد منكِ :):

شخصياً لم أميل إلى القراءة في هذه المدارس و لم أشعر بحاجة للتعمّق فيها، لأنني لم أرتح و لم أقتنع إلا بالمفهوم القرآني للتعقّل (الذي يزاوج بين القلب و العقل، و لا يفضّل أحدهما على الآخر تفضيلاً مطلقاً).


افيديني هنا اكثر لو تكرمتِ.. ام انكِ تقصدين ان الحياد المطلق و الموضوعية المطلقة لا وجود لها؟ اي ان المرء عادةً سيتحيز و ستتدخل عواطفه بنتائجه

هنا مكمن الخطأ في كلامك. صوّرتِ العاطفة على أنها "تتدخّل" في عمل العقل، و كأن هنالك انفصالاً بين العقل و الشعور.

القضية ليست قضية تحيّز شعوري مسبق بقدر ما هي قضية اعادة تعريف للعقل نفسه.

الموضوع معقد و شائك، و لا أحسب نفسي قادرة على اعطائه حقه، لكني سأكتفي هنا بهذا المثال التبسيطي: الإنسان حين يعمل عقله للبحث عن الحقيقة فهو لا يفعل ذلك إلا نتيجة "شعوره" برغبته في معرفة الحقيقة. ولذلك كانت الضرورات العقلية نفسها منبعثة عن "شعور" اضطراري، لأن التلازم بين العقل و العاطفة لا ينفك أبداً (كما توهّم سابقاً أنصار التنويريين و العقلانيين في الغرب).

لعل هذا التلازم هو ما أظهر الفرق بين عملية معالجة المعلومات التي تتم في الدماغ و بين عملية الوعي التي حيرت الفلاسفة و العلماء؟؟ الله أعلم.

من مداخلات الأستاذ عبد الله الشهري التي تطرّق فيها إلى هذه النقطة في حواره مع الزميل نيوتن:


التصور الذي كان يقول أن العقل كيان معزول عن مطالب/حاجات الشعورية هو تصور تقليدي عفى عليه الزمن يا نيوتن. الأبحاث كثيرة جداً جداً في هذا الباب ولكن من الكتب المعاصرة التي جمعت شتات خلاصتها كتاب عالم الأعصاب الشهير Antonio Damasio ، وخلاصة القول فيه بشأن هذا المسألة بعينها أن هناك علاقات تفاعلية عميقة بين الحاجات الشعورية و طريقة استعمال العقل. من القدماء اللذين أشاروا إلى هذه الفكرة قبل تواتر الأبحاث المعاصرة ديفيد هيوم وبلييز باسكال [1]، بل إن نظرية التطور - إن شئت أن نحتكم إليها في هذه المسألة فلا مانع عندي - تجعل "النفعية" الموجّه الأول للنشاط العقلي. فلا أدري على أي أساس علمي ادّعيت هذه القدرة "غير الطبيعية" على تشغيل العقل معزولاً عن تحيزاته النفعية/الحاجيّة؟ العلم الحديث في هذا المجال لا يؤيدك فحسب بل يغلّطك. لن تستطيع أن تأتي ببحث علمي واحد يثبت عكس كلامي.

نعم، مرة أخرى: هذا ما كنت أريده منك ومن غيرك من الملاحدة، لسبب مهم: وهو أن فرضية الإله تعبّر عن "اتجاه عقلي"، أي أنها حالة نفسية مركّبة من: اتجاه + عقل، والاتجاه يعبر عن مطالب شعورية بينما العقل يعبّر عن مطالب فكرية reasoning. المغالطة الكبيرة التي انخدع بها الملاحدة هي فرضهم أن إلحادهم قرار عقلي محض unalloyed، بينما المتدينون أفضل حالاً وواقعية منهم لأنهم معترفون بلسان الحال والمقال أن تعاطيهم مع فرضية الإله محكوم بحالة مركبة من حاجات ومطالب شعورية عقلية - احترز! هنا لفٌ ونشر - أي "اتجاه عقلي".[2]

[1] انظر: Descartes' Error ، ص 200، لــ Antonio Damasio.

[2] الجدير بالذكر أن التصور الإسلامي للعقل- لا سيما عند أئمة أهل السنة كابن تيمية وتلميذه ابن القيم - متقدم على زمنه، وذلك أن العقل في لغة القرآن واستعمال العرب يطلق ويراد به هذه الحالة المركبة، ومن التقريرات الشهيرة لأئمة أهلا السنة في تعريف العقل أنه مركز القلب وله تعلق بالدماغ، أي ليس في الدماغ فقط وليس في منعزلاً في القلب فقط، لذلك يقول الرياضي Blaise Pascal السالف ذكره :"إن للقلب أسبابه التي تخصه و التي لا يعرفها العقل" وذلك في جوابه عن أسباب بعض القرارات "الواعية" - كالإيمان بالله وغير ذلك - التي يتخذها الناس دون مبرر عقلي محض من وجهة نظرهم.




اظنك تخلطين هنا بين شيئين.. عدم القدرة على الوصف و عدم القابلية للوصف، ما اوسع المعاني لولا ضيق اللغة.. او عجزنا عن استعمالها، مقابل شرح مالا يمكن شرحه بل يمكن معاينته فقط لمن لم يعاينه.

آه، ربما. ربما لهذا كان للشعراء في تاريخ البشرية هذه المكانة العظيمة، ليس فقط لتمكّنهم من استخدام تصويرات لغوية بديعة، بل لقدرتهم على وصف ما يحتبس في صدور البشر العاديين و يعجزون أو لا يقدرون عن وصفه.


ارمي العقل مع النافذة لوهلة.. مشكلة الوجدان هي: كيف تتحققين منه، كيف يمكن ان تتأكدي ان فلان أُلهم.. مقابل احتمالية هلوسته او كونه مصاب بشيزوفيرنيا؟ و انا لا اعني في حالة شرحه لك ما حصل معه.. بل بشكل مجرد، مالشيء الذي يؤكد ان ما يشعر به المرء الهام حقيقي؟
لأن حتى المصابين بالشيزوفيرنيا و بعض الاختلالات النفسية يصدقون جدًا ما يقولون به.. و انا اعني كشخص عادي مثلي و مثلك.

هممم إن كنتِ تعنين الإلهام بالمفهوم الصوفي فهو لا يعنيني في شيء، لذاتِ تساؤلك هذا. الإلهام -بشكل عام- هو ومضات وجدانية/فكرية خاصة جداً يشترك فيها عامة الناس مع الفنانين المبدعين، لكني أنفر بشدة من ادخال التصورات الدينية تحت هذا المسمى. علماء أهل السنة و الجماعة كانوا يصفون خواطرهم و تأملاتهم الدينية دون حرج، لكن دون أن يبنوا عليها تصورات شرعية تحت مسمى "الهام" (من قبيل: حدثني قلبي عن ربي، الخ).

أمَة الرحمن
01-02-2014, 05:16 AM
تماشياً مع الرؤية الجديدة لعلاقة العقل بالمشاعر/والعواطف، يقول Andrew Collier أحد رواد الفلسفة النقدية الواقعية Critical Realism وهي المدرسة التي بدأت تعيد تفسير أسس فلسفة العلوم مؤخراً:

Hume is right in assigning reason a purely cognitive task. But he is quite wrong about emotions. He sees them as being, at bottom, just blind urges, like itches which have to be scratched. But any real emotion or even desire, love or hate, fear or hope or anger or joy, lust or hunger or thirst—involves ideas, beliefs, judgements, explanations, all sorts of cognitive operations of reason. - - 1

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

[1] Being and Worth, Routledge, 1999, p. 15

واسطة العقد
01-02-2014, 05:21 AM
ربما، لكنها تعترف بالعاطفة و المشاعر - و إن كانت المدرسة المادية الصارمة تراها مجرد نتائج تفاعلات كيميائية في المخ - و لم تعد تفصل بينها و بين العمليات العقلية. أي مفهوم "العقل الخالص" عفى عليه الزمن.

لكن انا اتحدث هنا عن ادوات المعرفة حصرًا.. فالوجدان اداة معرفة، المشاعر ليست كذلك* و العقل اداة معرفة، اما تأثيراتها واخطائها فهي شيء اخر.. و بقية كلامك فانتِ اعلم مني بالمدارس الغربية.

تقصدين المنهج الذي يعتمد على التجريدات العقلية بالمقام الأول، و ليس المنهج الذي يفصل العقل عن الشعور أو الذي يهمّش من دور الشعور و يزدريه؟

اجل، لكن ليس الشعور.. بل الوجدان كأداة معرفية.

معلوماتي و الله ضئيلة في هذا المجال.. فالأحسن أن أسكت و أستفيد منكِ

انا معلوماتي سطحية ايضًا.. أجريت منذ قليل حوارًا مع اخ صوفي ارسلت له قطعتي تلك و دار بيننا حوار جيد، لكن افزعني كم الباطنية بكلامه.. ذكرني بأشياء لا يجب ان تتذكريها عندما تفكرين بالدين الاسلامي، تأثيرات خارجية.. لعلي ارسله لك.

شخصياً لم أميل إلى القراءة في هذه المدارس و لم أشعر بحاجة للتعمّق فيها، لأنني لم أرتح و أقتنع إلا بالمفهوم القرآني للتعقّل (الذي يزاوج بين القلب و العقل و لا يفضّل أحدهما على الآخر تفضيلاً مطلقاً).

انا اميل للقراءة للمدارس الباطنية و الغنوصية و جماعة افلاطون وهرمس كلها، الصوفية و التصوف الشرقي.. المثير للسخرية اني كنت ازدي هذه الامور اصلًا و اعول على العقل و المادة وحده :):
.

هنا مكمن الخطأ في كلامك. صوّرتِ العاطفة على أنها "تتدخّل" في عمل العقل، و كأن هنالك انفصالاً بين العقل و الشعور. القضية ليست قضية تحيّز شعوري مسبق بقدر ما هي قضية اعادة تعريف للعقل نفسه.


الموضوع معقد و شائك، و لا أحسب نفسي قادرة على اعطائه حقه، لكني سأكتفي هنا بهذا المثال التبسيطي: الإنسان حين يعمل عقله للبحث عن الحقيقة فهو لا يفعل ذلك إلا نتيجة "شعوره" برغبته في معرفة الحقيقة. ولذلك كانت الضرورات العقلية نفسها منبعثة عن "شعور" اضطراري، لأن التلازم بين العقل و العاطفة لا ينفك أبداً (كما توهّم سابقاً أنصار التنويريين و العقلانيين في الغرب). لعل هذا التلازم هو ما أظهر الفرق بين عملية معالجة المعلومات التي تتم في الدماغ و بين عملية الوعي التي حيرت الفلاسفة و العلماء؟؟ الله أعلم


انتِ و الاستاذ الشهري عرفتماني على شيء كنت اجهله كليًا.. شكرًا لكما!


هممم إن كنتِ تعنين الإلهام بالمفهوم الصوفي فهو لا يعنيني في شيء، لذاتِ تساؤلك هذا. الإلهام -بشكل عام- هو ومضات وجدانية/فكرية خاصة جداً يشترك فيها عامة الناس مع الفنانين المبدعين، لكني أنفر بشدة من ادخال التصورات الدينية تحت هذا المسمى. علماء أهل السنة و الجماعة كانوا يصفون خواطرهم و تأملاتهم الدينية دون حرج، لكن دون أن يبنوا عليها تصورات شرعية تحت مسمى "الهام".

لكن تساؤلي هذا ليس الا تساؤلاً.. لا ينفي او يثبت كون الالهام اداة معرفية، يعرض فقط مشكلة التأكد و هي اكبر مشكلة بالنسبة لي، ما ادراك ان الله لم يلهم فلانًا او الهمه.. و لم لا يكون هناك علم يتحصل بالالهام؟
الحاسة السادسة ربما تندرج بهذا النوع.. مع اني اكره سحب اشياء كهذه لحوار لبه الدين و علاقة المرء بربه.

* لم لا تكون كذلك، تبعًا لنوع المعرفة المقصود، او عن طريق "التداعي" او تأثير الشيء بالشيء؟

أمَة الرحمن
01-02-2014, 05:32 AM
فالوجدان اداة معرفة، المشاعر ليست كذلك

ما الفرق بين الوجدان و المشاعر برأيك؟ و ما هو تعريف "الوجدان" -المستقل عن العقل- كأداة معرفية؟


انا اميل للقراءة للمدارس الباطنية و الغنوصية و جماعة افلاطون وهرمس كلها، الصوفية و التصوف الشرقي.. المثير للسخرية اني كنت ازدي هذه الامور اصلًا و اعول على العقل وحده

عقدة التطرّف الأزلية عندك؟! :p:


لكن تساؤلي هذا ليس الا تساؤلاً.. لا ينفي او يثبت كون الالهام اداة معرفية، يعرض فقط مشكلة التأكد و هي اكبر مشكلة بالنسبة لي، ما ادراك ان الله لم يلهم فلانًا او الهمه.. و لم لا يكون هناك علم يتحصل بالالهام؟

مشكلة التأكد هذه هي أكبر قادح في مفهوم "الإلهام" الصوفي. نعم، قد يلهم الله التوبة لعباده (و هذا نوع من العلم)، لكن قضية الهام المعارف الإلهية انتهت مع الأنبياء. الإلهام -بشكل عام و بعيداً عن التصوير الصوفي له- قد يعني الخواطر الروحية و التأملات الدينية، و هذه ضابطها هو الشرع. فما وافقه كان توفيقاً من الله، و ما خالفه فهو داخل في حديث النفس أو الشيطان.

واسطة العقد
01-02-2014, 05:34 AM
But any real emotion or even desire, love or hate, fear or hope or anger or joy, lust or hunger or thirst—involves ideas, beliefs, judgements, explanations, all sorts of cognitive
قرأت هذا نصًا لهيوم يقول فيه هذا الكلام بمعناه بالضبط.. او اني توهمت، لكن مجددًا افكار مثيرة للاهتمام... سأسألك هل هذه الفكرة قابلة للأن تؤخذ بالاتجاهين؟ اي مثلما لا يوجد شعور دون فكرة - و هذا شيء بديع اوافقكم عليه - .. هل لا يوجد فكرة بدون شعور؟

واسطة العقد
01-02-2014, 05:39 AM
ما الفرق بين الوجدان و المشاعر برأيك؟ و ما هو تعريف "الوجدان" -المستقل عن العقل- كأداة معرفية؟

التعريفات رأس المشكلات :p
رغم انه امر اساسي في مسألة كهذه.. الوجدان بتعريفي هنا ليس مشاعرًا بين الشخص و غيره من البشر او الاشياء، هو مشاعر تخص المرء و ذاته و ربه.. هذا الثلاثي - ثلاثي و ليس ثنائي -.. لا استطيع تعريفه اكثر من هذا.

عقدة التطرّف الأزلية عندك؟!

ولدت راديكالية :)):

مشكلة التأكد هذه هي أكبر قادح في مفهوم "الإلهام" الصوفي. نعم، قد يلهم الله التوبة لعباده (و هذا نوع من العلم)، لكن قضية الهام المعارف الإلهية انتهت مع الأنبياء. الإلهام -بشكل عام و بعيداً عن التصوير الصوفي له- قد يعني الخواطر الروحية و التأملات الدينية، و هذه ضابطها هو الشرع. فما وافقه كان توفيقاً من الله، و ما خالفه فهو داخل في حديث النفس أو الشيطان.

لا ادري بشأن الهام الله التوبة لعباده.. لا ادري فعلًا، لا افهم ان كانت الهامًا معرفيًا او توفيقًا للعبد.. هذا امر يفوق طاقتي على اية حال، و بخصوص الهام المعارف الالهية.. هل لا تؤمنين بالهام الله اوليائه؟ - لا اقصد قضية المعاني الباطنية للقرآن و بقية التخاريف -.. لا ازال اتردد بالغاء الالهام كاداة معرفية، رغم انها ليست اداة مهمة معرفيًا لأن نتاجها ليس صالحًا لأن يكون ارثًا بشريًا.. و انا بالطبع بكلامي هذا كله، استثني الانبياء.. لان الالهام الالهي الخاص بالانبياء غير قابل للتشكيك.

أمَة الرحمن
01-02-2014, 05:41 AM
سأسألك هل هذه الفكرة قابلة للأن تؤخذ بالاتجاهين؟ اي مثلما لا يوجد شعور دون فكرة - و هذا شيء بديع اوافقكم عليه - .. هل لا يوجد فكرة بدون شعور؟

نعم، هذا هو بالضبط ما عنيته.

واسطة العقد
01-02-2014, 05:45 AM
نعم، هذا هو بالضبط ما عنيته.

1- فكرة رياضية مثل التكامل و التفاضل اي شعور تطرحه لديك؟
2- قضية وجودية، مثل ازلية الكون.. بأي مرحلة تتدخل المشاعر فيها بالحكم النهائي؟ بعد اصدار الحكم او قبله.. بحيث يصبح المرء غير واع و غير مدرك انه اخطأ بقضية وجودية بسبب مشكلة نفسية لديه تخص غياب والده؟ ام انه يمتلك قدرة معينة على الفصل بين رأيه و مشاعره حتى و ان قرر تجاهل هذا؟
فكرة الكيان المتداخل جميلة.. افضل من فكرة الانسان المقسم لأجزاء.

أمَة الرحمن
01-02-2014, 05:51 AM
هل لا تؤمنين بالهام الله اوليائه؟ - لا اقصد قضية المعاني الباطنية للقرآن و بقية التخاريف -

كلا، أنا فقط أنفي الهام الله لمعارف دينية جديدة على الشرع.

و إلا فإن "الإلهام" الملائكي و الشيطاني ثابت بنصوص الوحي.

يقول الإمام بن العربي في تفسيره لآية ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ) :


سمى الله تعالى ما يقع في القلوب من إلهام وحياً، وهذا مما يطلقه شيوخ التصوف ، وينكره جهال المتوسمين بالعلم ، ولم يعلموا أن الوحي على ثلاثة أقسام ، وأن إطلاقه في جميعها جائز في دين الله ، أو لستم ترون أن الله سبحانه قد سمى إلهام الشياطين وحيا ; وكل ما يقوم بالقلب من الخواطر فهو خلق الله ; فكل ما كان من الشر أضافه الله إلى الشيطان ، وما كان من الخير أضافه الله إلى الملك . وفي الحديث : { إن القلب بين لمتين : لمة من الملك ولمة من الشيطان ; فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق ، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق }.


و الإيحاء - بمعنى الإلهام - جاء أيضاً في قوله تعالى: (وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ)، وقوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ).

قال الشيخ بن عثيمين في ذلك:


أصل الإلهام في اللغة : الإعلام بسرعة وخفاء، فإذا ألهم الله الطير أو النحل ليس معناه أرسل جبريل ليوحي إليه، وإنما جعل له فهماً و ألهمه مصالحه. (( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ)) يعني ألقى في فهمها و في عقلها أن تفعل ذلك، وكذلك في قلبها ألهمها هذا اليقين أنه يرده إليها و يجعله من المرسلين.

واسطة العقد
01-02-2014, 05:55 AM
كلا، أنا فقط أنفي الهام الله لمعارف دينية جديدة على الشرع.

رائع، اوافقك.

; وكل ما يقوم بالقلب من الخواطر فهو خلق الله ; فكل ما كان من الشر أضافه الله إلى الشيطان ، وما كان من الخير أضافه الله إلى الملك . وفي الحديث : { إن القلب بين لمتين : لمة من الملك ولمة من الشيطان ; فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق ، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق } .
هذا النص مشكل لي، تعرفين السبب صحيح؟
بالمناسبة: لسان حال صاحبنا الصوفي كان قول احد اشياخهم " دع عنك تعنيفي و ذق طعم الهوى.." .. شعرت انها حجة ابدية ضد اي ناقد :): .

أمَة الرحمن
01-02-2014, 06:00 AM
فكرة رياضية مثل التكامل و التفاضل اي شعور تطرحه لديك؟

شعور الرغبة بمعرفة الإجابة! و شعور سابق لكل العمليات العقلية.


قضية وجودية، مثل ازلية الكون.. بأي مرحلة تتدخل المشاعر فيها بالحكم النهائي؟ بعد اصدار الحكم او قبله.. بحيث يصبح المرء غير واع و غير مدرك انه اخطأ بقضية وجودية بسبب مشكلة نفسية لديه تخص غياب والده؟ ام انه يمتلك قدرة معينة على الفصل بين رأيه و مشاعره حتى و ان قرر تجاهل هذا؟

هذا كله ليس بطاقتي، بل خاص بكل انسان على حدة... لأننا هنا ندخل في باب النفس و رغباتها و دوافعها الخفية (التي لا يكشفها الله لعبده إلا من خلال تجارب حياتية تفضح نفسه على حقيقتها)، و ندخل في باب الهوى و تأثيره في اتخاذ القرارات العقلية (و لا سبيل للتحرّر من أسره إلا بالإستعانة بالله).

و هنالك آية بليغة نبّهت إلى هذا المعنى و لخّصته: (بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ).


فكرة الكيان المتداخل جميلة.. افضل من فكرة الانسان المقسم لأجزاء.

هذه هي عظمة التوحيد الإسلامي. فهي لا توحّد الخالق فقط، بل توحّد النفس البشرية بكل مكوناتها.

واسطة العقد
01-02-2014, 06:03 AM
شعور الرغبة بمعرفة الإجابة! و شعور سابق لكل العمليات العقلية.

كيف تؤثر رغبتك بمعرفة النتيجة الرياضية عليها؟ .. انا لا ادري ان كنت سأعتبر الرغبة بمعرفة شيء شعور، هل الفضول شعور؟
انا لا يهمني تداخل الرغبة بالعملية العقلية.. انا يهمني مدى تأثيرها عليها بالنتيجة و المحصلة، و هل هو تأثير غير واعي؟


و هنالك آية بليغة نبّهت إلى هذا المعنى و لخّصته: (بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ).

جميلة هذه الآية..

أمَة الرحمن
01-02-2014, 06:05 AM
هذا النص مشكل لي، تعرفين السبب صحيح؟

هممم، لا، لا أعرف؟


بالمناسبة: لسان حال صاحبنا الصوفي كان قول احد اشياخهم " دع عنك تعنيفي و ذق طعم الهوى.." .. شعرت انها حجة ابدية ضد اي ناقد

خخخ، البديل الشرعي لهذا الهراء هو حديث: "استفت قلبك و لو أفتاك الناس". و هو يخاطب نفساً تقية متجردة عن الهوى، و ليس كل نفس ذائقة له و تدعي وصلاً بالله.

واسطة العقد
01-02-2014, 06:09 AM
هممم، لا، لا أعرف؟

الجبر؟ *

خخخ، البديل الشرعي لهذا الهراء هو حديث: "استفت قلبك و لو أفتاك الناس". و هو يخاطب نفساً تقية متجردة عن الهوى، و ليس كل نفس ذائقة له و تدعي وصلاً بالله.

اعتقد ان اكثر الناس قربًا لله اكثرهم تشككًا بانفسهم و اقلهم حديثًا عن الحب الالهي و علاقتهم بالذكر و جماله.. و العكس قد يكون بالعكس.

* كليًا و جديًا لا اريد مناقشة هذه المسألة.

أمَة الرحمن
01-02-2014, 06:20 AM
كيف تؤثر رغبتك بمعرفة النتيجة الرياضية عليها؟ ..

معرفة النتيجة لم تكن لتحقق أصلاً لولا اعمال العقل، و اعمال العقل لابد له من دافع شعوري مسبق.


انا لا ادري ان كنت سأعتبر الرغبة بمعرفة شيء شعور، هل الفضول شعور؟

أكيد، ماذا نسميه إذاً؟ بل لعله أصدق تعبير عن التحام العقل بالشعور و تداخلها و تعقيدها.


انا لا يهمني تداخل الرغبة بالعملية العقلية.. انا يهمني مدى تأثيرها عليها بالنتيجة و المحصلة، و هل هو تأثير غير واعي؟

الأحكام المسبقة - من مشاعر و أفكار واعية أو غير واعية - لها تأثير على النتيجة بالطبع. هنا تأتي قضية محاولة التجرّد من الأحكام المسبقة قدر المستطاع (و الهوى قد يدخل في تعريفه المشاعر أو الأفكار على حد سواء) و الإستعانة بالله للوصول إلى الحق أو إلى الراجح من الآراء و أقربها للحق. (إنما العلم عند الله)، (و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا).

أمَة الرحمن
01-02-2014, 06:22 AM
الجبر؟ *

* كليًا و جديًا لا اريد مناقشة هذه المسألة.

آه، كما تريدين. لكن النص الذي أشكل عليك لا علاقة له بالجبر من قريب أو بعيد.


ps. كأننا قلبنا موضوعكِ إلى شات عام؟ :p:

واسطة العقد
01-02-2014, 06:25 AM
آه، كما تريدين.
لا اريد لأن اتس نوت غوين اني وير.. بهذه المسألة تحديدًا انا ارفع الراية البيضاء، شكرًا على النقاش الرائع يا رائعة :)): .

أمَة الرحمن
01-02-2014, 06:27 AM
لا اريد لأن اتس نوت غوين اني وير.. بهذه المسألة تحديدًا انا ارفع الراية البيضاء

هنا لابد من تسليم العقل لمحكم آيات القرآن (التي أثبتت وجود حرية حقيقة للإنسان، لكنها محكومة بمشيئة الله الذي لا يجبر الإنسان على الكفر أو الإيمان).


شكرًا على النقاش الرائع يا رائعة

هههه العفو. لا أحلى و الله من أن نفيد و نستفيد :)):

واسطة العقد
01-02-2014, 06:30 AM
هنا لابد من تسليم العقل لمحكم آيات القرآن (التي أثبتت وجود حرية حقيقة للإنسان، لكنها محكومة بمشيئة الله الذي لا يجبر الإنسان على الكفر أو الإيمان).

نعم.. احدهم قال ان القدر قدرة الله، و الله يرينا عظمته من خلال مسألة القدر.. فمحاولة فهمها محاولة تحدي او مساواة قدرته الله.. و عمومًا، لا عاقل يكذب الله.

أمَة الرحمن
01-02-2014, 06:41 AM
نعم.. احدهم قال ان القدر قدرة الله، و الله يرينا عظمته من خلال مسألة القدر.. فمحاولة فهمها محاولة تحدي او مساواة قدرته الله.. و عمومًا، لا عاقل يكذب الله.

نعم، لأن معرفة أسرار القدر يدخل فيها محاولة الإحاطة بعلم الله و حكمته و في كيفية خلقه للروح الخ. و هذا كله لا يجوز في حق أكرم مخلوقات الله (من أنبياء و ملائكة)، فما بالكِ بمن هم دونهم؟؟؟

و العبودية أصلاً لا تتحقق إلا بتسليم العقل لما هو خارجه حدوده (لا يسأل عما يفعل و هم يسألون)، و اعمال العقل فيما هو داخل في حدوده (و قل ربي زدني علما).

واسطة العقد
01-05-2014, 01:01 AM
أجل.. ثم اننا نلجئ للتصوف عندما لا يمكننا فعل اي شيء اخر.

واسطة العقد
01-07-2014, 11:32 PM
مما اثر فيني بشدة، اني راسلت احد الافاضل عن مسألة استشكلت عليّ.. ارسلت له سؤالي و رد عليّ بأدب جم معتذرًا عن الاجابة لان مدينته تتعرض للقصف الآن و احالني على اخ اخر.. لم اتبين و لم ادرك قرب الموت من رقابنا الا بتلك اللحظة، و وقتها كل المسائل الفكرية بدت لي ترفًا محضًا.. او تكاد تكون ترفًا عندما تصطدم بواقع قد تكون هي من شكله.. هذه اللحظة كلها شكلت شيئًا برأسي لا ازال اكتشفه، و اتمنى لو اني ممن ملك موهبة التعبير لأعبر عنها اكثر.. لكن الموقف ذاته، اصطدام الحياة بالموت بالفكر بالمدفع، شيء غريب.
_
هذا المكان صار بدلًا عن مدونتي :)):

طالبة علم و تقوى
01-08-2014, 03:49 PM
و وقتها كل المسائل الفكرية بدت لي ترفًا محضًا.. او تكاد تكون ترفًا عندما تصطدم بواقع قد تكون هي من شكله.. هذه اللحظة كلها شكلت شيئًا برأسي لا ازال اكتشفه، و اتمنى لو اني ممن ملك موهبة التعبير لأعبر عنها اكثر.. لكن الموقف ذاته، اصطدام الحياة بالموت بالفكر بالمدفع، شيء غريب.

سأعود إلي هذا الموضوع الدسم بعد أن يطلق سراحي :26:

جملتك و فكرتك رائعة! ...حينما تكتشفين أن الفهم الكثير النظري يبعدك عن الحقائق أكثر مما يقربك إليها لو قررت عيشها ستفهمينها بعمق لا يقارن لأنك تكابدنيها و هنا تنتصر أهمية فكرة الوجدان و ثقل دوره !! ( سأعود لهذا فيما بعد ) ...ما فاقنا به مؤمنوا زمن الرسول صلى الله عليه و سلم أن القرآن كان يخاطبهم و يحثهم على ربط ما سمعوه بالواقع مباشرة ببساطة و بلا تكلف فلا مجال للإزدواجية في الإدراك و لا فجوة في ثنائية العلم و العمل! بل بعض الآيات كانت تنزل في واقائعهم الحياتية مقدمة لهم سندا فكريا توضيحيا لها يسهُلُ فهمه.. إستيعابه .. فتطبيقه إن إستلزم الأمر حسب طبيعة القضية ...إذن فأمامك واقع معاش-> هو من يدفع مباشرة العقل ليفكر و هكذا هو أسلوب القرآن و الخطاب الإلهي قل أنظروا.. قل سيروا .. ،كثير من العلوم المستحدثة في أصول الدين أراها : -حصرت و -فصلت و -وهّمت ..صدقت فائدة من الأجوبة الألبانية : " أن الأمة الآن في صحوة علمية و ليس صحوة تربوية " ....
و ربي محمد هذا هو ما يشغل بالي و أظنني قلت لك هذا.. سأعود لأشرح ما عنيته ..
و إني لا بالغ إن قلت أن العلم التجريبي تربع على عرش قلوب كثير من الخلق إنبهارا و تصديقا و تبجيلا لأنه لا يربط نفسه بالواقع فقط بل هو ما يدرس أساسا فهو في المحصّلة بنظري فتنة ساحرة مغرية تَعِدُ و تفي بسرعة أمامك! أكثر من كونها نتيجة مغالطة منطقية فادحة و سوء تحليل أو ردة فعل كفرية حينما يعطى لهذا العلم "الواقعي" أكثر من نصيبه في وصفه للقضية الوجودية كلها من جميع جوانبها


هذا المكان صار بدلًا عن مدونتي

سيكون مدونة مشتركة إن إستمرينا بالإقتحام و تسمحين :)):

واسطة العقد
01-14-2014, 05:24 PM
الموضوع و صاحبته تحت امرك.. اعود للتعقيب لاحقًا ان شاء الله، او عندما تكتبين ردك المقبل :):

واسطة العقد
03-10-2014, 09:15 PM
كلما عظم وجود الموجود. . و تعددت علاقاته مع بقية الموجودات، على أكثر من نطاق و مستوى.. تعددت طرق تحصيل العلم بوجوده و زادت نسبة اليقين بها... مثال: المعدوم، و واجب الوجود.

واسطة العقد
03-10-2014, 09:18 PM
و ربما اتجرأ فأقول. . الشيء الذي ﻻ يملك علاقة البتة بأي مخلوق، و ﻻ يحتاج الى/إليه موجود.. بالتالي الشيء الذي ﻻ سبيل لمعرفة وجوده= غير موجود.. اي ان كل موجود يجب ان يكون معلوما.

* افكار أولية. . ارحب بشدة بالنقد.

واسطة العقد
03-10-2014, 09:22 PM
وجود الخالق الاول مسألة يقينية، و طرق تحصيل العلم بوجوده متعددة.. مجموعها هو.. ﻻ ادري، لكن الشيء بعظمة الحاجة إليه. . بحاجة غيره من المخلوقات إليه/بعلمه بوجودها... اي ان الموجود الأسمى، يجب ان يعلم كل الموجودات..و كل ما دونه يجهل.. كامل العلم= الله.

واسطة العقد
03-10-2014, 09:39 PM
كل مخلوق مرتبط بأخر محتاج له احتياجا جزئيا و عالما به علما جزئياً. . ﻻ وجود لشيء مرمي وسط العدم، المخلوقات مرتبطة بسلسلة من العلم الجزئي و الجهل الجزئي و الحاجة. . و كلها بالنهاية محتاجة للقيوم.. كامل العلم. . من نحتاجه كلنا يعلمنا كلنا و نعلمه كلنا، لكن ليس بالضرورة ان نعلم بعضنا كلنا.
#سؤال:
هل يعني هذا ان كل مخلوق مخلوق لهدف مهما كان يبدو تافها و عديم قيمة ( انا كل شيء خلقناه بقدر ) ؟

واسطة العقد
03-10-2014, 09:41 PM
اشدد على انها افكار أولية. . سامحونا ان اخطأنا..

مجرّد إنسان
03-12-2014, 03:30 PM
كل المشاركات ما عدا الأخيرة....لم أفهم منها شيء!!!!

hamzaD
03-12-2014, 07:55 PM
بحاجة غيره من المخلوقات إليه/بعلمه بوجوده
قيوميته تعالى على العالم تكون بقدرته وليس بعلمه.
كقوله تعالى : "إن الله يمسك السماء والارض ان تزولا"
فهذا الامساك لا يكون بالعلم بل بالقدرة اي صفة من شأنها التأثير في المخوقات.
ومن الواضح جدا ان اثبات القدرة لله اثبات للصفات الكمال المعروفة لله تعالى
فالقادر لا يكون قادرا الا ان كان مريدا، والمريد لا يكون مريدا الا ان كان عالما.
فالقدرة هي الصفة التي ان اثبتها تجلت لك كمالات الله تعالى ومحامده.

أما قولك : هل يعني هذا ان كل مخلوق مخلوق لهدف مهما كان يبدو تافها و عديم قيمة ( انا كل شيء خلقناه بقدر ) ؟


مشكلة الانسان انه يفكر دائما على المستوى الفردي، ولا يفكر على مستوى النظام ككل، فكل مخلوق هو جزء من النظام الوجودي الذي خلقه الله تعالى وهذا النظام سيحقق غايات معينة ارادها الحق سبحانه، فاهل الفترة مثلا هم جزء من هذا النظام، ووجودهم ضروري من اجل كمال هذا النظام الذي يقوم على الدعوة والرسالة والتعارف بين جنس الانسان، أقصد أنه لا يمكننا تخيل وجود رسالة دون ان يكون هناك من يجهل هذه الرسالة او من يحتاجها وهو عموما تلك الشعوب التي تجهل كل شيء عن الاسلام، فان تحققت للملاحدة هذه الرؤية الشمولية لساعد ذلك في تفادي الاستفهامات الشكاكة التي تنال من حكمة الله تعالى.




وجود الخالق الاول مسألة يقينية، و طرق تحصيل العلم بوجوده متعددة
نعم ونص القرأن واضح : ( لنهدينهم سبلنا )
لكن هناك طرق مضطردة واخرى غير مضطردة كما ناقشنا ذلك من قبل


اي ان كل موجود يجب ان يكون معلوما.
الموجود اما واجب واما ممكن او متسحيل الوجود
العلم بوجود الواجب واجب عند توجيه الة العقل
العلم بوجود الممكن ممكن كذلك
والعلم بوجود المستحيل مستحيل.
فاي شيء استحال العلم بوجوده هو مستحيل الوجود
واي شيء أمكن العلم بوجوده هو ممكن الوجود
واي شيء وجب العلم بوجوده هو واجب الوجود.


في امان الله..

hamzaD
03-12-2014, 08:53 PM
المرجو من الاشراف تصحيح قوله تعالى في مشاركتي الأخيرة : ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا )

واسطة العقد
03-13-2014, 02:18 AM
قيوميته تعالى على العالم تكون بقدرته وليس بعلمه.
كقوله تعالى : "إن الله يمسك السماء والارض ان تزولا"
فهذا الامساك لا يكون بالعلم بل بالقدرة اي صفة من شأنها التأثير في المخوقات.
ومن الواضح جدا ان اثبات القدرة لله اثبات للصفات الكمال المعروفة لله تعالى
فالقادر لا يكون قادرا الا ان كان مريدا، والمريد لا يكون مريدا الا ان كان عالما.
فالقدرة هي الصفة التي ان اثبتها تجلت لك كمالات الله تعالى ومحامده.

أجل، و بقدرته و حاجة المخلوقات\الموجودات اليه يكون معلومًا..

و تفقد بريدك لو سمحت..

واسطة العقد
03-13-2014, 02:25 AM
كل المشاركات ما عدا الأخيرة....لم أفهم منها شيء!!!!

لا استطيع التعبير بشكل جيد عما افكر به عادةً.. معذرة منكم

واسطة العقد
03-24-2014, 10:55 PM
أشعر اني أحاول حشر الكون برأسي، و هو ﻻ يتسع

واسطة العقد
03-24-2014, 10:56 PM
كل يوم يقضيه المرء بالشرق التعيس يسلب منه اياما لن يسترجعها.. و ﻻ ازال ﻻ افهم لم التضحية بالذات ﻻجل هؤلاء شيء نبيل؟

واسطة العقد
03-25-2014, 07:36 PM
"..الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ.."

واسطة العقد
04-26-2014, 01:09 AM
عجبت لجرأة الجاهل و انعدام ماء وجهه.

واسطة العقد
04-26-2014, 03:00 AM
However, as it is written: "What no eye has seen, what no ear has heard, and what no human mind has conceived" -- the things God has prepared for those who love him--
1 Corinthians 2:9

واسطة العقد
04-26-2014, 03:02 AM
As he loved cursing,
so let it come unto him:
as he delighted not in blessing,
so let it be far from him.

Psalm 109:17

واسطة العقد
04-26-2014, 03:03 AM
Then you will know the truth, and the truth will set you free."

John 8:32

احبها جدًا..

واسطة العقد
04-26-2014, 03:05 AM
Blessed is the man that endureth temptation: for when he is tried, he shall receive the crown of life

James 1:12

واسطة العقد
04-26-2014, 03:07 AM
However, as it is written: "What no eye has seen, what no ear has heard, and what no human mind has conceived" -- the things God has prepared for those who love him--

الترجمة:"لكن كما هو مكتوب:" فيها مالا عين رأت، و لا اذن سمعت.. و لا خطر على عقل - قلب ببعض الترجمات - بشر، الاشياء التي اعدها الله للذين يحبونه"" رسالة بولس الاولى لاهل كورنثيوس.

*بولس كان يقتبس من كتاب اخر..

واسطة العقد
04-26-2014, 03:09 AM
Long live the king!
May he be given gold from Sheba;[c]
may prayers be said for him at all times;
may God's blessings be on him alway

لا ادري اين بالانجيل بالضبط.

واسطة العقد
04-26-2014, 03:12 AM
The mouth of the just shall meditate wisdom
And his language shall be spoken in judgment
Blessed is he who suffers temptation
Since he, with approval, shall receive the crown of life

"Lord, fire divine, have mercy"

طالبة علم و تقوى
04-26-2014, 07:33 PM
الترجمة:"لكن كما هو مكتوب:" فيها مالا عين رأت، و لا اذن سمعت.. و لا خطر على عقل - قلب ببعض الترجمات - بشر، الاشياء التي اعدها الله للذين يحبونه"" رسالة بولس الاولى لاهل كورنثيوس.

*بولس كان يقتبس من كتاب اخر..

هذه ملاحظة جميلة مكتوب أين يا بولس ؟ أكيد يقصد أنه كان يقتبس من الإنجيل الحقيقي (المفقود) ما يؤكد محتوى ما هو مكتوب.

طالبة علم و تقوى
04-26-2014, 07:39 PM
Long live the king!
May he be given gold from Sheba;[c]
may prayers be said for him at all times;
may God's blessings be on him alway

لا ادري اين بالانجيل بالضبط.

هو بالعهد القديم إصحاح مسياني أي تبشيري ( إصحاح نبوءة ) مزمور 72 وهو يصف النبي الأمي العظيم الذي ستؤمن به شعوب و تصلي عليه و له ينحني و يتبعه أهل آلصحراء و قد ذكرت صريحا بهذا الإصحاح أسماء لمناطق عربية منها سبأ و كوش اليمن ..

هذه سأظل أكررها صلى الله عليك و سلم يا رسول الله :
may prayers be said for him at all times
may God's blessings be on him alway

واسطة العقد
04-26-2014, 08:45 PM
و تصلي عليه و له ينحني و يتبعه أهل آلصحراء و قد ذكرت صريحا بهذا الإصحاح أسماء لمناطق عربية منها سبأ و كوش اليمن ..
انقلي لنا..

طالبة علم و تقوى
04-26-2014, 09:04 PM
لِسليمانَ عَلِّمِ المَلِكَ أحكامَكَ يا اللهُ وا‏بنَ المَلِكِ عَدالَتَكَ 2. لِـيدينَ شعبَكَ بالعَدلِ وعِبادَكَ المَساكينَ بالإنصافِ، 3. فتَحمِلَ الجِبالُ سلاماً والرَّوابـي‌ عَدلاً لِشعبِكَ. 4. ولِـيَحكُمْ لِمَساكينِ الشَّعبِ ويُخَلِّصِ البائسينَ ويَسحقْ ظالِميهِم، 5. فيَدومَ‌ ما دامتِ الشَّمسُ وما دامَ القمرُ جِيلاً بَعدَ جيلٍ. 6. ينزِلُ كالنَّدى على الأعشابِ، وكالمَطَرِ الّذي يسقي الأرضَ. 7. يفرَحُ في أيّامِهِ الصِّدِّيقُ‌، ويَعِمُّ السَّلامُ حتّى زَوالِ القمرِ. 8. يَملِكُ مِنَ البحرِ إلى البحرِ‌، ومنَ النَّهرِ‌ إلى أقاصي الأرضِ. 9. أمامَهُ يسجُدُ أهلُ الصَّحراءِ‌، وأعداؤُهُ يلحَسونَ التُّرابَ. 10. مُلوكُ تَرشِيشَ‌ والجُزُرِ‌ النَّائيةِ يحمِلونَ إليهِ الهدايا مُلوكُ سَبا‌ وشَبا‌ يُقَدِّمُونَ لَه العطايا. 11. جميعُ المُلوكِ يسجُدونَ لهُ، وتَتَعَبَّدُ لَه جميعُ الأمَمِ. 12. يُنقِذُ البائِسَ المُستَغِيثَ والمِسكينَ الّذي لا نصيرَ لهُ. 13. يحمي الذَّليلَ والبائِسَ ويُخَلِّصُ نُفوسَ الفُقَراءِ. 14. مِنَ الأذى والعُنْفِ يَفتَديهِم، ويكونُ دمُهُم عزيزاً علَيهِ‌. 15. يحيا ويُعطي مِنْ ذَهَبِ شَبا ويُدعَى لَه في كُلِّ حينٍ. يـباركُكَ نهاراً وليلاً 16. فتَكثُرُ السَّنابِلُ في الأرضِ. تـتمايَلُ على رؤوسِ الجِبالِ وتُثمِرُ كما في لبنانَ وتزدَهِرُ المُدُنُ بِسُكَّانِها مِثلَ ا‏زْدِهارِ العُشْبِ في الأرضِ. 17. يكونُ ا‏سمُهُ إلى الأبدِ، ويدومُ‌ ذِكرُهُ ما دامتِ الشَّمسُ، فتَتباركُ بهِ جميعُ الشُّعوبِ وتُهَنِّئُهُ كُلُّ الأُمَمِ. 18. تَبارَكَ الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ، الإلهُ الصَّانِعُ العَجائبَ وحدَهُ. 19. تَبارَكَ ا‏سمُهُ المجيدُ إلى الأبدِ، ولتَمتَلِـئِ الأرضُ كُلُّها مِنْ مَجدِهِ. آمينَ ثُمَّ آمينَ‌. 20. تمَّتْ صَلواتُ داوُدَ بنِ يسَّى‌.

بالإنجليزية و دون تحريفات :

Teach the king to judge with your righteousness, O God;
share with him your own justice,
2 so that he will rule over your people with justice
and govern the oppressed with righteousness.
3 May the land enjoy prosperity;
may it experience righteousness.
4 May the king judge the poor fairly;
may he help the needy
and defeat their oppressors.
5 May your people worship you as long as the sun shines,
as long as the moon gives light, for ages to come.
6 May the king be like rain on the fields,
like showers falling on the land.
7 May righteousness flourish in his lifetime,
and may prosperity last as long as the moon gives light.
8 His kingdom will reach from sea to sea,
from the Euphrates to the ends of the earth.
9 The peoples of the desert will bow down before him;
his enemies will throw themselves to the ground.
10 The kings of Spain and of the islands will offer him gifts;
the kings of Sheba and Seba[b] will bring him offerings.
11 All kings will bow down before him;
all nations will serve him.
12 He rescues the poor who call to him,
and those who are needy and neglected.
13 He has pity on the weak and poor;
he saves the lives of those in need.
14 He rescues them from oppression and violence;
their lives are precious to him.
15 Long live the king!
May he be given gold from Sheba;[c]
may prayers be said for him at all times;
may God's blessings be on him always!
16 May there be plenty of grain in the land;
may the hills be covered with crops,
as fruitful as those of Lebanon.
May the cities be filled with people,
like fields full of grass.
17 May the king's name never be forgotten;
may his fame last as long as the sun.
May all nations ask God to bless them
as he has blessed the king.[d]
18 Praise the Lord, the God of Israel!
He alone does these wonderful things.
19 Praise his glorious name forever!
May his glory fill the whole world.

http://www.biblegateway.com/passage/?search=Psalm+72&version=GNT

واسطة العقد
04-28-2014, 02:08 AM
هذا الموضوع خرج عن هدفه و اصبح ارشيفا..
"و تشعر بالوحدة كما لو انه ﻻ يوجد بالكون سواك، كما لو ان الكون خالي، الوحدة تكون اشد ما تكون.. عندما تعلق وسط الناس، او وسط محادثة مع صديق مقرب.. نوع خاص من الوحدة، على اطراف مملكة المؤمنين بالله.. قبيل الخروج منها بالضبط."
اعتقد ان كل من الحد، بعيدا عن هراء انا سعيد.. يعرف عم كنت اتكلم بالضبط

واسطة العقد
04-28-2014, 02:09 AM
و تبا كان النص اطول لكن اضعت تتمته، علي فعلا تنظيم اشيائي :/

طالبة علم و تقوى
04-28-2014, 04:03 AM
هذا الموضوع خرج عن هدفه و اصبح ارشيفا..
"و تشعر بالوحدة كما لو انه ﻻ يوجد بالكون سواك، كما لو ان الكون خالي، الوحدة تكون اشد ما تكون.. عندما تعلق وسط الناس، او وسط محادثة مع صديق مقرب.. نوع خاص من الوحدة، على اطراف مملكة المؤمنين بالله.. قبيل الخروج منها بالضبط."
اعتقد ان كل من الحد، بعيدا عن هراء انا سعيد.. يعرف عم كنت اتكلم بالضبط

كلما إزددت تعلقا بالدنيا صار رعب السقوط في الوحدة و تجرع مرارتها إليك أقرب و اليأس إليك أقرب و الفقر الملازم بين عينك إليك أقرب أيضا ...كلها سبحانك ربي رهينة تناسبيا بشدة هذا التعلق .

إذا أراد الله بعبد خيرا جعل غناه في نفسه . و عن تجربة والله كلمتكِ و أفصحت أختاه ...

واسطة العقد
07-12-2014, 05:22 AM
افهم لم يجب ان يكون كل شيء معلوما لكن لا افهم لم يجب ان يكون كل شيء معلوما لكيان ما، اعرف الانتقال من الفكرة الاكبر للاصغر.. الايمان بالله يتضمن اصلا ان يكون هو العالم بكل شيء، و لا يحتاج كثير تفكير معرفة ان كل شيء معلوم لشيء، كل موجود معلوم.. -اللعنه حتى هذه بدأت اشك بها - ... لكن كيف انتقل من كون كل شيء معلوم للالوهية؟
أحيانا تبدو لي هذه الفكرة صعبة لانها سخيفة و مضيعة للوقت، مع أني لا أفكر بها الا قبيل النوم و الله.

واسطة العقد
07-12-2014, 05:46 AM
طيب بلاش معلوما.. يمكن العلم به، السهل الانتقال من القدرة للعلم و هذا غش.. اشعر ان ثمة شيئا هائلا يفوتني هنا، غالبا انا اغبى من فهمه

واسطة العقد
04-27-2018, 06:05 AM
كان عمري عشرين لما بدأت هذا.

واسطة العقد
04-27-2018, 06:08 AM
الذي زدت به علمًا.. لا يضل صاحب عقل الا عن علم و هوى؛ عرف الحق فاجتنبه.
هل يمكن لأحدكم نسخ الموضوع و ارساله لي بملف وورد؟ ليس عندي حاسب.

Maro
04-28-2018, 04:27 AM
هل يمكن لأحدكم نسخ الموضوع و ارساله لي بملف وورد؟ ليس عندي حاسب.

ما هي الصيغة التي يقرأها جهازك يا واسطة العقد؟

واسطة العقد
04-28-2018, 04:44 AM
Pdf or world
لو تكرمت مع بقية مداخلاتي.. اذا كان بالامكان
و ممتنة جدا

مجرّد إنسان
05-13-2018, 04:19 PM
مرحبا واسطة العقد

مشرف 3
05-13-2018, 05:51 PM
وألف مرحب أستاذنا مجرد إنسان وين ها الغيبة الطويلة أخي ؟ خيرا إن شاء الله أفي كل مرة ينسل واحد منكم فلا حس ولا خبر :rolleyes:

واسطة العقد
05-31-2018, 12:59 PM
اهلا استاذ مجرد انسان
ارجو ان تكون بخير

Maro
10-01-2018, 11:58 AM
Pdf or world
لو تكرمت مع بقية مداخلاتي.. اذا كان بالامكان
و ممتنة جدا
أختنا الفاضلة واسطة العقد...
آسف جداً على كل هذا التأخير !
أرجو إعلامي إن كنتِ لا تزالين بحاجة إلى الطلب السالف ذكره

امتنان
06-10-2020, 09:51 PM
لا أخفيكِ أنه لا تستهوني قراءة هذا الموضوع ..يا أختي و يا رفيقتي ..
لكن أعجبني هذا الكلام : "الذي زدت به علمًا.. لا يضل صاحب عقل الا عن علم و هوى؛ عرف الحق فاجتنبه."

أسأل الله أن يحفظكِ و يوفقكِ يا كريم ..

سلامٌ عليكِ