هل يجوز للمسلم مخالفة اجماع العلماء؟

[مسلمة.]

السلام عليكم
قرأت على موقع الجامع لدعوة اهل الكتاب انه يجب على المسلم اتباع اجماع العلماء و قالوا ان
(الإجماع حجة شرعية ؛ لأنه مبني على عصمة الأمة ، وأنها لا تجتمع على ضلالة وهذا ثابت بنصوص السنة المطهرة) .
فعن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة " [رواه الترمذي]
مثال على ذلك : اجماع العلماء على تحريم بناء الكنائس في بلاد المسلمين و هكذا
لكن انا عندي تحفظ على اجماع العلماء على جواز تزويج البكر الصغيرة بغير إذنها بكفئها فقد قال ابن قدامة : أَمَّا الْبِكْرُ الصَّغِيرَةُ فَلَا خِلَافَ فِيهَا. قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ نَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ نِكَاحَ الْأَبِ ابْنَتَهُ الْبِكْرَ الصَّغِيرَةَ جَائِزٌ إذَا زَوَّجَهَا مِنْ كُفْءٍ.
و انا اخذ بحديث ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن . قالوا : يا رسول الله ، وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت )
الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5136
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فسؤالي هنا اذا كان صحيح انه يجب على المسلم اتباع اجماع العلماء فهل لا يجوز لي مخالفت اجماع العلماء على جواز اجبار البكر الصغيرة على الزواج ؟

[د. هشام عزمي]

هل استشكالك - يا أختاه - عامٌ لمبدأ الإجماع رأسًا أم خاصٌ بهذه القضية تحديدًا ؟

[مسلمة.]

لا خاص بهذه القضية تحديدا

[متروي]

واختار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن البنت التي تم لها تسع سنين يشترط رضاها ، وقال :
" وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وهو الحق " .
وأما من دون تسع سنين فاختار أنه ليس لأبيها تزويجها ، وذكر عن ابن شبرمة رحمه الله أنه قال : لا يجوز أن يزوج الصغيرة التي لم تبلغ أبداً ؛ لأننا إن قلنا بشرط الرضا فرضاها غير معتبر ، ولا نقول بالإجبار في البالغة فهذه من باب أولى ، قال الشيخ : وهذا القول هو الصواب ، أن الأب لا يزوج بنته حتى تبلغ ، وإذا بلغت فلا يزوجها حتى ترضى .
لكن لو فرضنا أن الرجل وجد أن هذا الخاطب كفء ، وهو كبير السن ، ويخشى إن انتقل إلى الآخرة صارت البنت في ولاية إخوتها أن يتلاعبوا بها ، وأن يزوِّجوها حسب أهوائهم ، لا حسب مصلحتها ، فإن رأى المصلحة في أن يزوجها من هو كفء فلا بأس بذلك ، ولكن لها الخيار إذا كبرت ؛ إن شاءت قالت : لا أرضى بهذا ولا أريده .
وإذا كان الأمر كذلك فالسلامة ألا يزوجها ، وأن يدعها إلى الله عزّ وجل فربما أنه الآن يرى هذا الرجل كفئاً ثم تتغير حال الرجل ، وربما يأتي الله لها عند بلوغها النكاح برجل خير من هذا الرجل؛ لأن الأمور بيد الله سبحانه وتعالى " انتهى من"الشرح الممتع" (12 /57-59) .
واختار الشيخ أيضا عدم تزويج الصبي حتى يبلغ .
"الشرح الممتع" (12 /53)

[مسلمة.]

حسنا شكرا لك على اجابتك يا متروي

[د. هشام عزمي]

مسألة إجبار البنت الصغيرة على الزواج فيها نقطة مهمة لابد من وضعها في الاعتبار :
- أن حكم هذا الأمر هو الجواز ، يعني أنه جائز للأب أن يفعل ذلك وليس من الضروري أن يزوجها في سن الصغر ، فيكون هذا الجواز بابٌ لتحصيل مصلحة للبنت قد تضيع إن فاتها هذا الزواج ، ففي هذه الحالة لا يقف الشرع ضد هذا الأمر ويسمح به .

وللمزيد أرجو مشاهدة هذا الفيديو القصير حتى نهايته لأنه يجيب على تساؤلات مهمة بخصوص هذه المسألة تحديدًا

http://www.youtube.com/watch?v=iXsw9qELbPA
..

[مسلمة.]

أعلم انه ليس من الضروري اجبار الاب لابنته الصغيرة على الزواج لكن ماذا لو حتى ان رأى الاب انه ذلك الشخص كفؤ و لكن البنت ترفضه او تنفر منه فكيف تتزوجه و هي ترفضه و تكرهه فأي حياة هذه للبنت الضغيرة التي بني زواجها على كرهها لزوجها...المفترض في الاسلام ان الزواج يبنى على المودة و الرحمة

[أمَة الرحمن]

و لكن البنت ترفضه او تنفر منه فكيف تتزوجه و هي ترفضه و تكرهه فأي حياة هذه للبنت الضغيرة التي بني زواجها على كرهها لزوجها..

يفترض على الأب أن يراعي حال ابنته الصغيرة، فلا يزوجها من تخافه أو تكرهه، حتى و إن ظهرت له مصلحة للفتاة من وراء هذا الزواج. لكن لنفرض أنها لم تنفر منه إلا بعد الزواج، حينها يظل لها كل الحق في الإنفصال عنه.

[مسلمة.]

هل ان كرهته قبل الزواج يحق لها ان ترفضه و لا تتزوجه؟

[أمَة الرحمن]

نذكّر أيضاً أن الفتيات بشكل عام أسرع بلوغاً و نضجاً من الصبيان، و أن هنالك مجتمعات تعوّد بناتها على تحمّل المسئولية منذ طفولتهن، فلا يكون قرار الزواج في سن البلوغ (ما بين التاسعة إلى الثانية عشر عاماً) أمراً صادماً لهن. و هنا أعطانا الإسلام حلاً شريفاً لمشكلة ما يزال يعاني منها الغرب أشد المعاناة، أعني ظاهرة بلوغ الفتيات المبكر و ما نتج عنها من حمل الكثيرات منهن نتيجة ممارستهن للزنا طواعية و عن رضا في هذه السن الصغيرة.

[أمَة الرحمن]

هل ان كرهته قبل الزواج يحق لها ان ترفضه و لا تتزوجه؟

لن أفتيك، لأني لست عالمة فقه. لكن المعلوم أن الله جعل البنات أمانة في أعناق ولاة أمرهن، فإن أقدم أب على تزويج ابنته الصغيرة من رجل يعلم أنها ستتأذى معه نفسياً فسيحاسبه الله الذي لا يرضى بالظلم. (كلكم راع، و كلكم مسئول عن رعيته).

[أمَة الرحمن]

في النهاية يظل جواب أخونا متروي هو الأقرب للصواب:


واختار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن البنت التي تم لها تسع سنين يشترط رضاها

[د. هشام عزمي]

هل ان كرهته قبل الزواج يحق لها ان ترفضه و لا تتزوجه؟
هذه القضية فرع عن مسألة أعم وهي : هل يجوز إجبار الطفل الصغير - عمومًا - على شيء يكرهه لأجل مصلحته ؟
يعني الطفل الصغير يكره - بطبيعة الحال - أن يجبره أهله على إجراء عملية جراحية لتصحيح عيب خلقي ، ويكره أن يجبروه على إجراء عملية استئصال اللوزتين مثلاً إذا رأى الطبيب أن إجراءها من مصلحته .. فهل يحق للأب أو للوالدين إجبار الطفل الصغير أو الطفلة الصغيرة على ما يرونه في مصلحته أو مصلحتها ؟

[( محمد الباحث )]

هل ان كرهته قبل الزواج يحق لها ان ترفضه و لا تتزوجه؟

قوله (ولاتكرهوا فتياتكم علي البغاء ان اردن احصانا تريدون زينة الحيوة الدنيا)


________________________________


شروح الحديث

فتح الباري شرح صحيح البخاري

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12718&idto=12721&bk_no=52&ID=3832&fb_source=message)

دارالريان للتراث

سنة النشر: 1407هـ / 1986م

رقم الطبعة: ---

عدد الأجزاء: ثلاثة عشرجزءا

.................................................. ...........................




صحيح البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1&idto=13851&lang=&bk_no=52&ID=1) » كتاب الإكراه (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12708&idto=12731&lang=&bk_no=52&ID=3828) »لا يجوز نكاح المكره (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=12718&idto=12721&bk_no=52&ID=3832)


حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16867)عن عبد الرحمن بن القاسم (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16337)عن أبيه (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14946)عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية الأنصاري عن خنساء بنت خذام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها

قال ابن بطال : ذهب الجمهور إلى بطلان نكاح المكره
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم_
ما كان الرفق في شيء إلا زانه، و لا نزع من شيء إلا شانه

الراوي: عائشة و أنس بن مالك المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 7964
خلاصة حكم المحدث: صحيح.


و الله تعالي اعلي و اعلم

[مسلمة.]

@ د هشام عزمي :
لو افترضنا ان اب زوج طفله لامراة اجبارا-اي لم يأخذ اذنه لان حسب ما فهمته منك الطفل لا يعرف اين مصلحته فلا ياخذ برايه- و هو كارهها...هذا الطفل سيطلقها بعد عقد الزواج لانه له حق التطليق و لنفترض ان الاب مصر على زواجه من تلك المراة هل سيزوجه مرة اخرى ثم يأتي ذلك الطفل و يطلق تلك الزوجة و يستمر الامر هكذا؟!؟

[مسلمة.]

ايضا
مثل ان للاب او الوالدين اجبار الولد البالغ و البنت البالغة على اجراء تلك العملية الجراحية لان فيها مصلحة لهما و عليهما طاعة ابيهما -ما لم يأمرهما بمعصية- و لكن في نفس ذات الوقت لا يحق للاب اجبار ذلك الولد البالغ و تلك البنت البالغة على الزواج
كذلك
مثل ان للاب أو للوالدين إجبار الطفل الصغير أو الطفلة الصغيرة على اجراء تلك العملية الجراحية و لكن في نفس ذات الوقت لا يحق للاب ان يجبر طفله الصغير او طفلته الصغيرة على الزواج

[د. هشام عزمي]

@ د هشام عزمي :
لو افترضنا ان اب زوج طفله لامراة اجبارا-اي لم يأخذ اذنه لان حسب ما فهمته منك الطفل لا يعرف اين مصلحته فلا ياخذ برايه- و هو كارهها...هذا الطفل سيطلقها بعد عقد الزواج لانه له حق التطليق و لنفترض ان الاب مصر على زواجه من تلك المراة هل سيزوجه مرة اخرى ثم يأتي ذلك الطفل و يطلق تلك الزوجة و يستمر الامر هكذا؟!؟
القضية ليست متعلقة بحالات شخصية ؛ أنا أتكلم بمفهوم عام : هل يحق للأب أن يجبر الطفل أو الطفلة على ما فيه المصلحة أم لا ؟
لهذا كنت أرغب في أن تسمعي كلام الشيخ صالح المغامسي في الفيديو الذي وضعته لك .

[د. هشام عزمي]

ايضا
مثل ان للاب او الوالدين اجبار الولد البالغ و البنت البالغة على اجراء تلك العملية الجراحية لان فيها مصلحة لهما و عليهما طاعة ابيهما -ما لم يأمرهما بمعصية- و لكن في نفس ذات الوقت لا يحق للاب اجبار ذلك الولد البالغ و تلك البنت البالغة على الزواج
كذلك
مثل ان للاب أو للوالدين إجبار الطفل الصغير أو الطفلة الصغيرة على اجراء تلك العملية الجراحية و لكن في نفس ذات الوقت لا يحق للاب ان يجبر طفله الصغير او طفلته الصغيرة على الزواج
ليس للأب أن يجبر ابنه البالغ ولا ابنته البالغة لأي شيء (طعام أو شراب أو مسكن أو عملية جراحية أو غيرهم) لا شرعًا ولا حسب القانون الوضعي ، بخلاف الصغير والصغيرة ، وهناك فرق بين أن يكون للأب تنفيذ إرادته بحق القانون (الشرعي أو الوضعي) وبين أن تكون سلطته على ابنه أو ابنته أدبية أخلاقية (مستمدة من الآداب الشرعية أو الأخلاق المتعارف عليها) فقط .. رجاء عدم خلط المفاهيم حتى لا يتحول الكلام إلى سفسطة وتلاعب بالألفاظ أرجوك ، وحتى لا يضيع المغزى من الحوار كله .

[مسلمة.]

سمعت كلام الشيخ في الفيديو لكني اخذت برأي ابن شبرمة و ابن عثيمين

[د. هشام عزمي]

الفكرة هي أنه إذا رأي أبٌ ما في وقت ما وزمان ما أن يزوج ابنته الصغيرة لرجل صالح يثق في دينه وخلقه وأمانته لأن يخشى قرب موته ، وليس له إلا هذه البنت ، ولها عمٌ فاسد طماع يغلب على ظنه - أي: الأب - أن عمها سيظلمها ويجور عليها وينهب ميراثها من أبيها ، ففي هذه الحالة يقول له الشرع : هذا جائز وليس ممنوعًا ولا حرامًا .

[مسلمة.]

هل هذه الحالة هي الحالة الوحيدة التي يجوز للاب ان يجبر ابنته على الزواج ام حتى ان لم تضرر البنت من عدم الزواج يجوز له اجبارها ؟

[هيفاء]

اختي الكريمة مسلمة مثل هذي المسائل زواج القاصرات ومثلها حضانة الطفل كلها تدور حول المصلحة مصلحة هذا الطفل وعليها يختلف العلماء بسبب اختلاف العقول وكلا منهم يقدم رأيه على حسب اجتهاده فتجدين أقوال للعلماء مختلفة
لكنهم متفقين جميعا على المصلحة إذا ما هو موقف المسلم من هذا الاختلاف يقول الرسول صلى الله علية وسلم المؤمن كيس فطن فيأخذ من أقوال العلماء احسنها وأفضلها وما يحقق مصلحة فلذة كبده وهو حر ليس ملزم بقول العالم ذاك او ذاك
إنما ملزم ومحاسب على مصلحة ابنته وعدم الاضرار بها مقدار أنمله أو أقل
وما ذكره الشيخ صالح المغامسي في ذكره مراتب الرجال المتقدمين لخطبه البنت واضح لكل لبيب
فالمسالة ليست ان الاب يجبر ابنته أو لا وإنما مصلحة يبحث عنها الاب ليبعد عن ابنته أي أذى يخشى عليها منه هذا في حاله اب يريد مصلحه ابنته وليس اب يتاجر في ابنته في هذي الحالة هو اصلا ليس كفؤ بأن تكون له ولاية على ابنته