أبو يحيى الموحد
10-01-2013, 12:10 AM
هذا حوار دار بين الدكتور عبدالله الشهري مع عالم جينات متخصص ( اسماعيل الامريكي) و قد نقلته هنا حيث مكانه الملائم :
كانت مدة اللقاء حوالي نصف ساعة، ولكن للأسف كان لقاء عفوياً لم أرتب له، ولم يكن معي ورقة أو جهاز تسجيل، ولذلك أكتب هنا ما تسفعني به الذاكرة.
• مارأيك في نظرية التطور ؟
أنت تعلم أني أمضي وقتاً طويلاً في معمل الأبحاث، وأؤكد لك أني لم أجد على المستوى الجيني ما يدعم نظرية التطور بل العكس.
• كيف؟
إني كل يوم اكتشف حدوداً جديدة في المعلومات الجينية barriers لا يمكن تجاوزها من أجل أن تحدث تلك النقلة الرهيبة في تطور الأنواع من بعضها لبعض، هذا أمر لا أقول أنه غير ممكن عقلياً فكل شيء ممكن ولكنه غير مبرر علمياً بما يكفي.
• ماذا تقصد بغير مبرر؟
أقول: مثل هذه النقلة الهائلة لا بد أن تترك وراءها شواهد ولابد أن تخلف أثراً لا سيما وأننا نتحدث عن نقلات تحدث عبر مسار متدرج continuum ولا بد أن تعد بالآلاف بل بالملايين، فهذا ما لانجد له أثراً بحجم سببه.
• ما تفسيرك للتشابهات الظاهرية بين الكائنات إذاً، ألا يدل ذلك على أنها انحدرت من أصل مشترك؟ او على الأقل ألا يمكن أن تبدو تلك فكرة معقولة؟
هذه تظل مجرد فكرة، أما تفسيري لما ذكرت فإني لا أفسره إلا في إطار التصميم الذكي، ولو تأملت معي لوجدت أن التشابهات أمر طبيعي ومتوقع في ظل ظروف بيئية كلية متشابهة تتشترك فيها كل الكائنات كالحاجة للتنفس، للحركة، للغذاء، للإخراج ..
• بالنسبة لي هذا لا يبدو مقنعاً إذا ما أردت أن أتبنى موقف التطور الدارويني كما هو؟
اسمعني جيداً، أنا أؤمن بتطور متشابك متداخل شديد التعقيد متعدد الأبعاد ويحدث على مستويات مختلفة وبفعل عوامل يعسر وربما يستحيل الإحاطة بها، ولا لكني أؤمن بالتطور الخطي الدارويني القائم على الطفرات، مشاهداتي اليومية في المعمل تأبى هذا وتجعل هذا الأمر يبدو لي كلاماً فارغاً. قضية الأصل المشترك ممكنة على مستوى بدائي جداً كأن يكون على المستوى الكيميائي، كالكربون مثلاً، فهو مركب عضوي في كل صورة من صور الحياة تقريباً، على هذا المستوى يمكن أن نتحدث عن أصل مشترك لأني متيقن منه بالتجربة والملاحظة أما الحديث عن أصول مشتركة على ما يسمى بشجرة الحياة حيث تنشأ الأنواع تدريجياً بالاعتماد على الانتخاب الطبيعي والطفرات الجينية، فينسلخ بعضها من بعض مع مرور الوقت، فهذا ما لا أجد له دليلاً مقنعاً إلى هذه اللحظة، بل هو يخرق قانون الحدود الجينية التي لا يمكن تجاوزها إلا بهلاك الكائن الحي من فوره. أما التشابهات فيمكن تفسيرها بطريقة مختلفة، أنا أفسرها ضمن إطار التصميم الذكي الذي لا مكان للصدفة فيه وإن لم نحط بكل جوانبه ووظائفه، أي أن هناك إدارة مسبقة لظهور الأنواع مستقلة عن بعضها البعض ولكن عبر معلومات وسلاسل جينية متشابهة في البنية الأولية، ولكني في المقابل أرى أن لهذه المعلومات الجينية برزخاً لا تتعداه من نوع إلى نوع ، وهذا عندي يفسر في آن معاً تشابه وتمايز الأنواع عن بعضها البعض.
• هل لك أن تخبرني لماذا حظيت نظرية التطور بهذا الاهتمام؟
أولاً لا تظن أني الوحيد الذي يرى أن هذه نظرية عقيمة، هناك الكثير ممن يعمل في مجال الجينات الجزيئية من يشاطرني الرأي، بناء على نفس المشاهدات التي أراها. أما نظرية التطور فإني أرى أن دارون قام بالدور الأهم حقاً في جمع الملاحظات ثم كان بعد ذلك أن اقترح إطار التطور لتفسيرها، مرحلة تسجيل الملاحظات هي في نفسها مرحلة صحيحة ولكن الإطار الذي اقترحه لتفسيرها هو الذي كان محظوظاً في الاستمرار إلى هذه اللحظة كنموذج علمي paradigm ولذلك فالذي حدث بعد دارون هو وضع للعربة قبل الحصان والإصرار على بقاءها كذلك، أي افتراض أن التطور صحيح ثم البحث عن كل ما يمكن أن يدعمه وإهمال وأحياناً إخفاء كل ما يمكن أن يهدده، هذه الممارسة مرفوضة وأيضاً عليها أدلة كثيرة لا شك فيها وقفت عليها.
انتهى.
كتبه / عبدالله بن سعيد الشهري
كانت مدة اللقاء حوالي نصف ساعة، ولكن للأسف كان لقاء عفوياً لم أرتب له، ولم يكن معي ورقة أو جهاز تسجيل، ولذلك أكتب هنا ما تسفعني به الذاكرة.
• مارأيك في نظرية التطور ؟
أنت تعلم أني أمضي وقتاً طويلاً في معمل الأبحاث، وأؤكد لك أني لم أجد على المستوى الجيني ما يدعم نظرية التطور بل العكس.
• كيف؟
إني كل يوم اكتشف حدوداً جديدة في المعلومات الجينية barriers لا يمكن تجاوزها من أجل أن تحدث تلك النقلة الرهيبة في تطور الأنواع من بعضها لبعض، هذا أمر لا أقول أنه غير ممكن عقلياً فكل شيء ممكن ولكنه غير مبرر علمياً بما يكفي.
• ماذا تقصد بغير مبرر؟
أقول: مثل هذه النقلة الهائلة لا بد أن تترك وراءها شواهد ولابد أن تخلف أثراً لا سيما وأننا نتحدث عن نقلات تحدث عبر مسار متدرج continuum ولا بد أن تعد بالآلاف بل بالملايين، فهذا ما لانجد له أثراً بحجم سببه.
• ما تفسيرك للتشابهات الظاهرية بين الكائنات إذاً، ألا يدل ذلك على أنها انحدرت من أصل مشترك؟ او على الأقل ألا يمكن أن تبدو تلك فكرة معقولة؟
هذه تظل مجرد فكرة، أما تفسيري لما ذكرت فإني لا أفسره إلا في إطار التصميم الذكي، ولو تأملت معي لوجدت أن التشابهات أمر طبيعي ومتوقع في ظل ظروف بيئية كلية متشابهة تتشترك فيها كل الكائنات كالحاجة للتنفس، للحركة، للغذاء، للإخراج ..
• بالنسبة لي هذا لا يبدو مقنعاً إذا ما أردت أن أتبنى موقف التطور الدارويني كما هو؟
اسمعني جيداً، أنا أؤمن بتطور متشابك متداخل شديد التعقيد متعدد الأبعاد ويحدث على مستويات مختلفة وبفعل عوامل يعسر وربما يستحيل الإحاطة بها، ولا لكني أؤمن بالتطور الخطي الدارويني القائم على الطفرات، مشاهداتي اليومية في المعمل تأبى هذا وتجعل هذا الأمر يبدو لي كلاماً فارغاً. قضية الأصل المشترك ممكنة على مستوى بدائي جداً كأن يكون على المستوى الكيميائي، كالكربون مثلاً، فهو مركب عضوي في كل صورة من صور الحياة تقريباً، على هذا المستوى يمكن أن نتحدث عن أصل مشترك لأني متيقن منه بالتجربة والملاحظة أما الحديث عن أصول مشتركة على ما يسمى بشجرة الحياة حيث تنشأ الأنواع تدريجياً بالاعتماد على الانتخاب الطبيعي والطفرات الجينية، فينسلخ بعضها من بعض مع مرور الوقت، فهذا ما لا أجد له دليلاً مقنعاً إلى هذه اللحظة، بل هو يخرق قانون الحدود الجينية التي لا يمكن تجاوزها إلا بهلاك الكائن الحي من فوره. أما التشابهات فيمكن تفسيرها بطريقة مختلفة، أنا أفسرها ضمن إطار التصميم الذكي الذي لا مكان للصدفة فيه وإن لم نحط بكل جوانبه ووظائفه، أي أن هناك إدارة مسبقة لظهور الأنواع مستقلة عن بعضها البعض ولكن عبر معلومات وسلاسل جينية متشابهة في البنية الأولية، ولكني في المقابل أرى أن لهذه المعلومات الجينية برزخاً لا تتعداه من نوع إلى نوع ، وهذا عندي يفسر في آن معاً تشابه وتمايز الأنواع عن بعضها البعض.
• هل لك أن تخبرني لماذا حظيت نظرية التطور بهذا الاهتمام؟
أولاً لا تظن أني الوحيد الذي يرى أن هذه نظرية عقيمة، هناك الكثير ممن يعمل في مجال الجينات الجزيئية من يشاطرني الرأي، بناء على نفس المشاهدات التي أراها. أما نظرية التطور فإني أرى أن دارون قام بالدور الأهم حقاً في جمع الملاحظات ثم كان بعد ذلك أن اقترح إطار التطور لتفسيرها، مرحلة تسجيل الملاحظات هي في نفسها مرحلة صحيحة ولكن الإطار الذي اقترحه لتفسيرها هو الذي كان محظوظاً في الاستمرار إلى هذه اللحظة كنموذج علمي paradigm ولذلك فالذي حدث بعد دارون هو وضع للعربة قبل الحصان والإصرار على بقاءها كذلك، أي افتراض أن التطور صحيح ثم البحث عن كل ما يمكن أن يدعمه وإهمال وأحياناً إخفاء كل ما يمكن أن يهدده، هذه الممارسة مرفوضة وأيضاً عليها أدلة كثيرة لا شك فيها وقفت عليها.
انتهى.
كتبه / عبدالله بن سعيد الشهري