إلى حب الله
10-04-2013, 02:53 AM
الإسلام ونظرية التطور ؟
ردا على مَن يحاولون خلق أدلة باطلة على تطور الإنسان وإلصاقها بالإسلام !!!..
وردا على أشهر شبهاتهم واستدلالاتهم الخاطئة من القرآن والسنة !!..
وأعتذر أني أسميت التطور بالنظرية ..! فهو والله أقل من ذلك كما سنرى والله المستعان ..!
بسم الله الرحمن الرحيم ... الإخوة والأخوات الكرام ..
قد بلغ من كثرة الأكاذيب التطورية التي خيلوا للمسلمين أنها حقائق لا نقاش فيها في القرن ونصف الماضيين :
بما في ذلك تزوير وغش الحفريات الانتقالية ليوهموهم بأن التطور واقع لا مراء فيه :
أن ظهر لدينا جيل ٌمن المسلمين - ومنهم شيوخ ودعاة للأسف - حاولوا قصارى جهدهم التوفيق بين نظرية التطور والإسلام :
كرها ًلا طوعا ً!!!.. تأويلا ًلا تحقيقا ً!!!!..
>>>
فمنهم مَن كتب كتابا ًمصبوغا ًبالصبغة الدينية يدعي فيه وجود بشر سابقين على آدم عليه السلام ليُثير زوبعة ً!!!..
>>>
ومنهم مسلم مفتون بإمكانيات العشوائية الخرافية التي زرعها الملاحدة في عقله إلى أن قال أن العشوائية والصدفة : هما أداة (موجهة) من الله !!!!!..ولا أعرف والله : كيف تكون صدفة وعشوائية (مُوجهة) ؟!!!..
>>>
ومنهم مَن يتصدر الإعلام الُمشاهد أو المقروء اليوم للأسف ليبث للمسلمين هذه الفكرة (أنه لا تعارض بين التطور التدريجي في الخلق والإسلام) !!.. فكان أكثر مَن تحدث في ذلك للأسف : غير مُلم كفاية بفرضيات التطور من جهة ولوازمها .. وبأكاذيب التطور والتطوريين من جهة ٍأخرى .. !
وحتى ظهر منهم أخيرا مَن لا يُفرق حتى بين الأطوار والتطور !!!!..
فيزعم تصريح الله بالتطور في قول نوح عليه السلام " ما لكم لا ترجون لله وقارا : وقد خلقكم أطوارا " !
فظن أن الأطوار - والتي معناها مراحل تغير حال الإنسان وانتقاله من نطفة لعلقة لمضغة إلخ - : ظن أنها تعني تطور الإنسان من أسلاف القرود والشيمبانزي والغوريلا !!!!.. ونسيَ أن علماء الأحياء أنفسهم عندما يصفون مراحل تغير حياة الفراشات مثلا من دودة إلى فراشة يسمونها : طور .. أو أطوار !!!..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!..
ولكنا نلتمس العذر لهم : حيث تبين لنا انخداعهم كما خـُدع الكثيرون من الغرب أنفسهم بأكاذيب الكفرة والملاحدة التي بثياب العلم : وبسبب إبعاد المسلمين عن العلوم عمدا ًفي بلادهم ! - ولم يعرف العالم علماء صادقين وأمناء ومخلصين مثل علماء الإسلام - !!.. وأخيرا :
هم معذورون كذلك لمحاولتهم من نظرهم : عدم فتنة المسلمين في دينهم تحت شبهة تناقض العلم مع الإسلام ..!
< وهو نفس ما فعله النصارى وكنائسهم في هذا العصر للأسف فأقروا الكذب والبهتان وهم يعلمون >
حيث نأتي إلى السؤال الرئيسي الآن - وبعد هذه المقدمة القصيرة - وهو :
ما مدى صحة أدلتهم التي اخترعوها وألفوها أو أولوها لإقحام التطور التدريجي في القرآن والسنة ؟!!..
وللإجابة عن ذلك : فسوف أقوم بتقسيم الرد إلى عدة نقاط ..
مع مراعاة عدم الترتيب في تلك النقاط شرعا ًولا أهمية ًولا اقتباسا ولكنه : وفق سياق الموضوع ..
والله المستعان ...
-----
1...
الإسلام يرفض التطور : لأنه ليس حقيقة ًمسلم ٌبها أصلا ً!!!..
فلا هي واقع نشاهده !!!..
ولا هي ذات أثار ٍنرصدها أو نكتشفها تعضده !!!.. < وبذلك يخالف أبجديات العلم التجريبي نفسه > !
وقد أمرنا الله عز وجل في القرآن بقوله :
" يا أيها الذين آمنوا : إن جاءكم فاسق ٌبنبأ ٍ: فتبينوا " الحجرات 6 ..!
ونعم .. هناك تدرج وتنوع في (تصنيف) الكائنات الحية ولكن : لا يعني ذلك القول بتطورها من بعضها البعض !
فالإنسان البسيط العادي يُدرك بالحس والبداهة ذلك التدرج والتنوع في تصنيف الموجودات ..
سواء حسب درجة حركتها وإرادتها الذاتية : أو كون بعضها غذاء للأعلى منها : أو لتحكم الأعلى في الأدنى منها وهكذا ..
ولذلك :
فقد ترجم العلماء والفلاسفة والمفكرين منذ القدم هذا التصنيف في الموجودات إلى السلسلة العظمى للموجودات :
جماد > نبات > شجر > حيوان > إنسان > ملاك > الله أو الرب الخالق !!..
ولم يفهم أي إنسان محترم عاقل من ذلك التدرج في التصنيف : أن كل موجود منهم تطور عن الآخر !
وعلى هذا ينصرف مفهوم كلام علماء المسلمين الذين تحدثوا عن ذلك وأراد التطوريون تحريف كلامهم !!
https://ia601007.us.archive.org/4/items/aboohoob_gmail_035/035.jpg
وعلى هذا - ورغم استخدام تصانيف الكائنات الحية وتفريعاتها على أنها تطور وشجرة تطور ! - إلا أنه :
تبقى خرافات التطور وفرضياته - وكما قلنا - : بلا أية دليل علمي ولا أحفوري ولا تجريبي ولا أي شيء !
مجرد خيالات محضة تهدم نفسها بنفسها على أول عتبة الحقيقة والواقع !!..
فإذا أخذنا مثالا على ذلك ما قاله داروين بنفسه في كتابه أصل الأنواع ورسائله المختلفة من أنه :
يجب وجود عدد لا حصر له من حفريات الكائنات الانتقالية بين كل نوعين متتاليين من شجرة التطور المزعومة !
وهو لازم من لوازم التطور التدريجي سواء كان بالانتخاب الطبيعي أو بالطفرات أو بهما معا إلخ !!..
فكان على ذلك : يجب أن نجد حفريات كثيرة جدا ًبين الإنسان وسلفه المزعوم الشبيه بالقرود !!!..
والسؤال :
هل تم إيجاد ولو حفرية واحدة لحلقة وسطية أو انتقالية أو بينية : وكما يزعم التطوريون ؟!!!..
والإجابة أقولها بمليء فمي :
لا !!!..
لم توجد ولو حفرية واحدة لحلقة وسطية أو انتقالية أو بينية : وكما يزعم التطوريون ؟!!!..
فإما تلفيق وتزوير لحفريات مثل إنسان بلتادون المزعوم وإنسان جاوه ونبراسكا والقائمة طويلة !!!..
وإما حفريات لقرود يدعون انها لبشر منحنيين !!!..
وإما حفريات لبشر : يدعون أنها لقرود قد تطورت وانتصبت قليلا !!!..
وإما حفريات وآثار لأجناس زائلة من الأمم البشرية : يوهمون الناس أنها حلقات وسط مثل إنسان النياندرتال !
وهكذا ....
وإذا أردتم الصدق والله :
فإن العاقل يعرف أن باب هذه النظرية قد أ ُغلق بالفعل لسبب بسيط جدا ً!!!!..
يستوي في ذلك خرافة التطور التدريجي للبشر أو حتى الحيوانات أنفسها !!.. أتدرون لماذا ؟!!!..
حسنا ً...
إن المتأمل للسجل الحفري للكائنات الحية : يجد كل نوع فيه وقد ظهر فجأة بغير مقدمات !!.. وبكامل أعضائه الفائقة الخلق كما أرادها الله !!.. وذلك في تدرج زمني لظهور أنواع الكائنات الحية : قد وضعه الله تعالى لحكمة تهيئة الأرض لحياة الإنسان (أي تظهر الكائنات وحيدة الخلية أولا ًكالبكتريا لتهيئة دورة الماء والبر والهواء واتزانهم .. ثم النباتات التي ستتغذى عليها الحيوانات آكلة النباتات .. ثم الحشرات التي تتداخل في الكثير من دورة حياتها بالنباتات .. ثم الحيوانات والطيور التي ستتغذى على الحشرات والحيوانات آكلة النباتات .. وهكذا وصولا ًللإنسان) ..
أقول :
يظهر كل نوع من الكائنات الحية السابقة فجأة في السجل الأحفوري كما يعترف بذلك علماء الأحياء انفسهم : ومن دون أن يوجد معه ولا دليل واحد في نفس الحقبة الزمنية وفي نفس المكان على تلك الأعداد هائلة من الحفريات الانتقالية المفترض تواجدها !!!!.. لا بحرا ولا برا ولا جوا !!!..
وأترككم مع التدليل على كلامي السابق .. والذي هو سبب كاف ٍلرفض الإسلام لهذه الخرافات والافتراضات الخيالية !
يقول دارون في كتابه عن شرط صحة نظريته.. وهو شرط منطقي علمي مُلزم لكل آليات التطور التدريجي كما قلنا :
" وأخيرا , فبالنظر إلى مجموع الزمن وليس لأي زمن واحد , وإذا كانت نظريتي صحيحة , فإنه من المحتم أنه كانت توجد هناك أعداد لا حصر لها من الضروب المتوسطة , تربط فيما بين جميع الأنواع التابعة لنفس المجموعة , ولكن عملية الانتقاء الطبيعي ذاتها تميل بشكل ثابت , كما ثبت التنويه عن ذلك في أحوال كثيرة , إلى إبادة الأشكال الأبوية والحلقات الوسطية , وبالتالي فإن الدليل على وجودهما السابق من الممكن العثور عليه فقط بين البقايا الأحفورية التي نجدها محفوظة , كما سوف نحاول أن نظهره في باب قادم , في شكل سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد " !!..
كتاب أصل الأنواع - النسخة العربية من المشروع القومي المصري للترجمة صـ 283
والغريب أنه يعترف بنفسه بهذه المعضلة كما رأينا في الاقتباس السابق بل : وقد جعلها في أهم نقاط الباب السادس من كتابه وهو الذي خصصه لذكر الصعوبات التي تواجه نظريته .. حيث سماها :
" انعدام أو ندرة وجود الضروب الانتقالية " !! - المرجع السابق من كتاب أصل الأنواع صـ 275
ويكرر ذلك لأكثر من مرة في كتابه في هزيمة مبكرة للتطور المزعوم على يد أشهر مَن نادى به نفسه حيث يقول :
" والبعض منها صعوبات في منتهى الجدية , إلى درجة أني إلى هذا اليوم أجد صعوبة في إمعان التفكير فيها بدون الشعور بدرجة ما من الذهول " !!!..
المرجع السابق من كتاب أصل الأنواع صـ 276
وذلك الذهول منه - وكان الأولى بالمسلمين استشعار ذلك - هو لأن وجود هذه الحفريات هي من لوازم صدق خرافة التطور إن صدقت بالفعل !!.. يقول داروين :
" إذا كانت الأنواع قد نشأت وانحدرت من أنواع أخرى عن طريق تدرجات دقيقة , فلماذا لا نستطيع أن نرى في كل مكان عددا لا حصر له من الأشكال الانتقالية , ولماذا لا تكون الطبيعة كلها في حالة من الفوضى , بدلا مما نراه من كون الأنواع محددة بدقة " !!!!..
نفس المرجع السابق من كتاب أصل الأنواع صـ 276
وهنا .. قد يتحجج متحجج بنفس القشة الواهمة التي تعلق بها داروين ألا وهي : انعقاد آماله على السنوات المقبلة من عمره في العثور على أية حفريات انتقالية جديدة تؤكد فرضياته وخيالاته المريضة !!!.. فهل تحقق ذلك بالفعل ؟!!..
وهنا .. أترك المجال لاعترافات العلماء المختصين أنفسهم بنقض ما عقد عليه داروين آماله !!!..
ولنبدأ باعترافات علماء من المؤمنين بالتطور !!!.. وحتى لا يتهمنا أحد بالتحيز أو ادعاء الكذب والتلفيق !!..
فهذه شهادة منRobert Carroll عالم الحفريات : والمؤيد للدارونية : حيث يعترف فيها بأن أمل دارون : لم يتحقق بالحفريات !!.. يقول :
" على الرغم من البحث الكثيف لأكثر من مائة عام بعد موت دارون : إلا أن الاكتشافات الحفرية : لا تكشف عن الصورة المتكاملة من الكائنات الانتقالية التي توقعها دارون " !!..
Robert L. Carroll, Patterns and Processes of Vertebrate Evolution, Cambridge University Press, 1997, p. 25. - emphasis added
والنص باللغة الإنجليزية :
Despite more than a hundred years of intense collecting efforts since the time of Darwin's death, the fossil record still does not yield the picture of infinitely numerous transitional links that he expected.
ومثله عالم الحفريات المؤيد للتطور في جامعة هارفارد Stephen Jay Gould في أواخر السبعينات يعترف قائلا ً:
" إن تاريخ معظم الحفريات : يحتوي على صفتين لا تتماشيان مع التدرج في إيجاد الكائنات الحية :
# الأولى : هي الاتزان والاستقرار !!.. حيث لا تتغير طبيعة الكائنات طوال مدة بقائها على الأرض !!.. فالكائنات الموجودة في سِجِلّ الحفريات : تظهر وتختفي كما هي دون حدوث تغيرات عليها (يقصد الرجل أنك لو وجدت حفرية سلحفاة مثلا ًفي زمن معين : ثم حفرية أخرى بعدها بمئات الملايين من السنين وحتى اليوم : تجدها هي هي لم تتغير) !!.. و إن حدثت تغيرات فإنها تكون تغيرات طفيفة وفي الشكل الخارجي : وليست باتجاه أي تطور !!..
# الصفة الثانية : هي الظهور المفاجئ !!.. ففي أي منطقة : لا تنشأ الأنواع الجديدة تدريجيا منحدرة من كائنات أخرى !!.. و إنما : تظهر فجأة : و بتركيب مكتمل تماما"(الرجل لا يريد هو الآخر القول بأنها قد خُلِقَت منفصلة عن بعضها : وأن كل مخلوق منها له خصائصه المستقلة التي خُلِقَت معه منذ أول لحظة ولكن : لا بأس : فاعترافه هذا يكفينا) " ..
Gould, Stephen J. The Panda's Thumb, 1980, p. 181-182
والنص باللغة الإنجليزية :
The history of most fossil species include two features particularly inconsistent with gradualism: 1) Stasis - most species exhibit no directional change during their tenure on earth. They appear in the fossil record looking much the same as when they disappear; morphological change is usually limited and directionless; 2) Sudden appearance - in any local area, a species does not arise gradually by the steady transformation of its ancestors; it appears all at once and 'fully formed'.
وأيضا ًالعالم K. S. Thomson وهو عالم حفريات آخر مؤيد للدارونية : يعترف بأنه من خلال دراسة تاريخ الكائنات التي عاشت على الأرض من خلال سجل الحفريات : فإن أي مجموعة جديدة من الكائنات الحية تم اكتشاف حفريات لها : كانت تظهر بشكل مفاجئ : وغير مترابط مع أي كائنات حية أخرى !!.. يقول :
" عندما تظهر مجموعة كبيرة من الكائنات الحية في السجل : فإنها تكون مجهزة تماما بصفات جديدة : ليست موجودة في الكائنات المتعلقة بها !!.. ويبدو أن هذه التغيرات الجذرية في الشكل الخارجي والوظيفة : تظهر بسرعة جدا ....." !!..
K. S. Thomson, Morphogenesis and Evolution, Oxford, Oxford University Press, 1988, p. 98.
والنص باللغة الإنجليزية :
When a major group of organisms arises and first appears in the record, it seems to come fully equipped with a
suite of new characters not seen in related, putatively ancestral groups. These radical changes in morphology and function appear to arise very quickly…
ويقول العالمان Stephen Jay Gould & Niles Eldredge في عام 1993م :
" إن معظم الأنواع خلال العصور الجيولوجية المختلفة : إما أنها لا تتغير بأي شكل يُذكَر !!.. أو أنها : تتراوح بشكل بسيط في الشكل الخارجي ولكن : بدون أي توجه نحو التطور " !!..
وقد اضطر لذلك العالم المؤيد للدارونية Robert Carroll نفسه في سنة 1997م إلى أن يوافق على ذلك قائلا ً:
" إن معظم المجموعات الكبيرة من الكائنات : تنشأ وتتنوع في مدة جيولوجية قصيرة جدا (أي ليست مليارات وملايين السنين كما يدعي التطوريون الصدفيون) !!.. وبعد ذلك : تستقر على ما هي عليه : بدون أي تغير كبير شكليّ أو غذائي (يعني في نمط الحياة) " !!!..
والنص باللغة الإنجليزية :
Most major groups appear to originate and diversify over geologically very short durations, and to persist for much longer periods without major morphological or trophic change.
هذه كانت بعض أشهر اعترافات التطوريين أنفسهم والتي تثبت - وإلى اليوم - فشل أدلة التطور التدريجي !
وأما إذا قمنا بتوسيع الدائرة لآراء العلماء المختصين الناقدين للتطور الدارويني .. فيقول عالم الأحياء Francis Hitching في كتابه The Neck of the Giraffe: Where Darwin Went Wrong :
" إذا كنت نظرية دارون صحيحة : ولو وجدنا حفريات بالفعل : لا بد وأن تحتوي الصخور على حفريات لكائنات متدرجة بشكل دقيق جدا : تتدرج من مجموعة من الكائنات إلى مجموعة أخرى بمستوى أعلى من التعقيد !!.. ولا بد وأن نجد حفريات توضح الفروق الطفيفة بين الكائنات الانتقالية المختلفة : بكمية و بوضوح مماثل للحفريات التي وُجِدَت للأنواع المختلفة المُحَدَّدة (أي يجب ظهور حفريات للاثنين معا في نفس العصور ونفس طبقات الأرض) !!.. ولكن ليس ذلك هو الوضع في الواقع !!.. بل الواقع هو العكس !!.. و هذا ما اشتكى منه دارون نفسه !!..
فعلى الرغم من أنه وفقا لهذه النظرية لا بد وأن تكون هناك كائنات انتقالية لا حصر لها : لماذا لا نرى هذه الكائنات مطمورة بأعداد كبيرة في قشرة الأرض ؟؟!!
وقد شعر دارون أن المسألة ستُحَلّ بإيجاد مزيد من الحفريات .. والواقع أنه كلما تم العثور على حفريات جديدة : كلما وجدناها كلها دون استثناء : قريبة جدا للكائنات التي تعيش حاليا " !!..
Francis Hitching, The Neck of the Giraffe: Where Darwin Went Wrong, Tichnor and Fields, New Haven, 1982, p. 40.
والنص باللغة الإنجليزية :
If we find fossils, and if Darwin's theory was right, we can predict what the rock should contain; finely graduated fossils leading from one group of creatures to another group of creatures at a higher level of complexity. The 'minor improvements' in successive generations should be as readily preserved as the species themselves. But this is hardly ever the case. In fact, the opposite holds true, as Darwin himself complained; "innumerable transitional forms must have existed, but why do we not find them embedded in countless numbers in the crust of the earth?" Darwin felt though that the "extreme imperfection" of the fossil record was simply a matter of digging up more fossils. But as more and more fossils were dug up, it was found that almost all of them, without exception, were very close to current living animals
وإضافة صغيرة لطيفة من عندي على ما سبق : وهي تتعلق بعلم (المايكرو بيولوجي) ..
حيث يقول البروفيسور (مايكل دانتون) وهو من العلماء المشهورين في علم الأحياء المجهرية (Microbiology) في كتابه (التطور : نظرية في مأزق) :
" في عالم الجزيئات والأحياء المجهرية : لا يوجد هناك كائن حي : يُعَدُّ جدًّا لكائن آخر !!.. ولا يوجد هناك كائن : أكثر بدائية : أو أكثر تطوراً من كائن آخر " !!..
Michael Denton “ Evolution: A Theory in crisis 290 - 291
------
2...
في محاورة مع أحد الملحدين سألته :
لماذا تترك أقرانك من الملحدين واللادينيين وتأتي للبحث عن الحق عندنا والنقاش معنا - كمسلمين - ؟!
فقال لي :
لأنهم يكذبون في كل شبهاتهم دوما ً: وأنتم لا تكذبون !!!.. فعرفت أنهم على باطل وإلا ما كذبوا لترويجه !!!!..
ولذلك أتحاور معكم بغية الوصول للحق !!!..
أقول :
وهذا بالضبط ما انفضح للعالم من عشرات المرات بالأدلة الموثقة عن كذب التطوريين وغشهم وخداعهم في كل الأدلة التي يسوقونها إعلاميا ًللعامة والبسطاء ويلبسونها لبسة العلم المزيف !!!..
والسؤال الآن :
الإسلام دين الصدق والطهارة والأمانة .. فكيف يقبل أفكار وكلام هؤلاء الخبثاء الكذابين ؟!!..
كيف يقبله وقد اتفق العقلاء أنه : لا يُلدغ العاقل من جُحر ٍواحد ٍ: مرتين ؟!!!..
تـُلخص لنا مجلة العلوم الأمريكية حقيقة هؤلاء الأفاقين الغشاشين المخادعين في عدد كانون الثاني (أي يناير) 1965م حيث تقولها صراحة ً:
" إن جميع علماء التطور : لا يتورعون عن اللجوء إلى أي شيء : لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل " !!!..
نقلها عنهم الكاتب والمؤرخ والمترجم التركي : أورخان محمد علي في كتابه (( نظرية التطور ليست ثابتة )) ص 47
إذن : فرضية التطور المزعومة أصلا ًباطلة !!.. فكيف يُبحث عن علاقة بينها وبين الإسلام !
وقد قيل من قبل :
ما بُنيَ على باطل : فهو باطل !!..
وما فسد أوله : لا يصلح البناء عليه ..
ومن العجيب أن التطوريين أنفسهم يدركون أن التطور هو منقذهم من فكرة الخالق عز وجل !
يقول سير (أرثر كيث) في كتابه المثير الدين والعلم religion and science :
" إن نظرية النشوء والارتقاء : غير ثابتة علمية !!.. ولا سبيل لاثباتها بالبرهان !!.. ونحن لا نؤمن بها إلا : لأن الخيار الوحيد بعد ذلك هو : الايمان بالخلق الخاص المباشر " !!!..
------
3...
والآن .. كيف أشار الله تعالى للخلق في الإسلام ؟!!..
أقول أولا ً:
الله تعالى لا يحتاج في الخلق (أو في أمره كله أصلا ً) لوقت ٍولا مراحل ولا تطور إلخ !
يقول عز وجل :
" إنما أمره إذا أراد شيئا ًأن يقول له : كن : فيكون " يس 82 !!..
ولكنه سبحانه عندما يريد أن يترك لنا علامات للتفكر في دنيا الأسباب لنصل بتفكيرنا المادي إليه :
فهو يخلق بأسباب وبتفاصيل : لعل العالمون من بني آدم يتتبعون تلك التفاصيل ليثبتوا وجود الخالق والفاعل سبحانه ..
وذلك مثل خلقه للسماوات والأرض في ستة أيام مثلا .. ومثل تدرج بثه للكائنات الحية في الأرض بحكمة :
ولنعرف أن مَن خلق كل هذا لنا هو حكيم خبير : يعلم ما يفعل !!!..
وكان منه أيضا ً:
خلق الكائنات الحية كلها من ماء : لوحدة العلاقة الأحيائية بينهم :
حيث هم الذين سيتغذى بعضهم على بعض : وستتداخل دورات حياتهم ببعضهم البعض ...
يقول عز وجل عن خلق كل حياةٍ من ماء مُبينا ًبذلك قدرته سبحانه الدالة على وحدانية الخالق :
" وجعلنا من الماء :كل شيءٍ حي : أفلا يؤمنون " ؟!!.. الأنبياء 30 ..
ويؤكد هذه الحقيقة مرةً أخرى لكل دواب الأرض التي يراها الإنسان في حياته فيقول :
" والله خلق كل دابةٍ : من ماء " النور 45 .. ويقول عموما :
" وجعلنا من الماء : كل شيء حي " الأنبياء 30 ..
ومرورا بوصف الله تعالى لخلق الإنسان (أصلا ً) و(منيا ً) بالماء كذلك فيقول :
" وبدأ خلق الإنسان من طين (ولا يكون الطين إلا بماء) وجعل نسله من سلالةٍ من ماءٍ مهين (أي ضعيف غير مُنتبهٍ لقيمته وهو ماء النطفة أو المني هذه المرة) " السجدة 7- 8 ..
" ألم نخلقكم من ماء ٍمهين " المرسلات 20 ..
" فلينظر الإنسان مما خُلق ؟.. خُلق من ماءٍ دافق " الطارق 6 ..
------
4...
ولما أراد الله تعالى زيادة وصف أصل مكونات الخلقة الإحيائية للإنسان : فقد أضاف ذكر التراب إلى الماء !!..
ونعلم أن مجموع أنواع ما بهما من ذرات بالفعل : هو مجموع أنواع ذرات الكائن الحي وخلاياه !!!..
وذلك في لفتة دقيقة لكل عاقل ليضع أمام عينيه دوما ًأن أصله ومآله إلى التراب : وفي ذلك عظة لمَن يتعظ !!!!..
فعلام التكبر والجحود إذا ًعلى الناس أو خالق الناس عز وجل ؟!!!..
ولذلك عندما يُحيط بالكافر سوءُ عمله يوم القيامة فيقول :
" يا ليتني : كنت ترابا ً" !!!.. النبأ 40 ..
أي يعود ترابا ًكما سيُعيد الله تعالى الحيوانات التي خلقها لخدمة الإنسان ترابا ًيوم القيامة بعد أن أدت وظيفتها !
وعليه ...
فترتيب خلق الله تعالى للإنسان كالآتي :
>>
مرحلة التشكيل :
1) التراب - " ومن آياته أن خلقكم من تراب " الروم 20 ..
2) الطين (التراب + الماء) - " هو الذي خلقكم من طين " الأنعام 2 ..
3) الطين اللازب (وهو الذي يلتصق باليد) - " إنا خلقناهم من طين ٍلازب " الصافات 11 ..
4) الحمأ المسنون (وهو الطين المتروك المتغير الرائحة) - " ولقد خلقنا الإنسان من صلصال ٍمن حمأٍ مسنون " الحِجر 26 ..
5) الصلصال (وهو الطين بعد تيبسه) - " ولقد خلقنا الإنسان من صلصال ٍمن حمأٍ مسنون " الحِجر 26 ..
6) صلصال ٍكالفخار (أي كالطين الصلب المطبوخ بالنار) - " خـَلقَ الإنسان من صلصال ٍكالفخار " الرحمن 14 ..
>>
مرحلة نفخ الروح :
7) الروح - " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي : فقعوا له ساجدين " الحِجر 29 ..
ولا يعلم حقيقة الروح إلا مالكها .. يقول عز وجل :
" ويسألونك عن الروح : قل الروح من أمر ربي : وما أوتيتم من العلم : إلا قليلا ً" الإسراء 85 ..
والسؤال :
هل يُعقل أنه بمجرد تشكيل الإنسان من طين : إلى مرحلة الصلصال : وبنفخ الروح فيه :
أن تدب فيه الحياة ؟؟ ويكتسب كل أعضائه الخارجية والداخلية ولحمه ودمه وأعصابه وشعره إلخ إلخ إلخ ؟!!..
أقول :
نعم !!!..
فهذه عصا موسى عليه السلام (وهي جماد) : تتحول بأمر الله تعالى إلى حية أو ثعبان حقيقي حي :
بل وكاملة الخِلقة وتسعى وتأكل ..!
" فألقاها : فإذا هي حيةٌ تسعى " طه 20 ..!
" فألقى موسى عصاه : فإذا هي تلقف ما يأفكون " الشعراء 45 ..!
وهذه ناقة الله لسيدنا صالح عليه السلام : تخرج من الجبل الجماد : حيةً وتأكل وتشرب !!!..
بل :
ولماذا نذهب بعيدا ًعن تحول الطين من بعد تشكيله إلى حياة : وعندنا مثال عيسى عليه السلام !
حيث يقول الله تعالى مُعدِدا ًمعجزاته التي أيده بها :
" وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني : فتنفخ فيها : فتكون طيرا ًبإذني " المائدة 110 ..!
وهو نفس ما اعترف به عيسى عليه السلام بنفسه وبلسانه قائلا ً:
" أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير : فأنفخ فيه : فيكون طيرا ًبإذن الله " آل عمران 49 ..!
فنحن هنا على موعدٍ مع مشهد خلق من طين إلى حياة كاملة : في لحظات !!!!..
حيث لا تطور ! ولا مليارات ولا ملايين السنين ! ولا بقايا تطور لا وظيفة لها ! ولا طفرات ولا انتخاب !
بل وانظروا لكلمة ( كهيئة الطير ) في الآيتين !!!..
أي أنه حتى : لم يكن تشكيلا ًدقيقا ًمطابقا ًتماما ًلشكل الطير !!!..
فهذا عند الله يكفي !!!.. وإلا :
وما فائدة كونه دقيق الهيئة من عدمه : والله يقدر على الخلق أصلا ًمن العدم ؟؟!!!!...
------
5...
وإليكم دليل ٌآخر ٌعلى أن خلق الإنسان كان منفصلا ًخاصا ًلا علاقة له من قبل بشيء ...
وإليكم دليل ٌآخر ٌعلى أن آدم عليه السلام كان بالفعل أشبه بالتمثال الصلصالي المجوف ..
حيث نقرأ الحديث التالي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وهو الحديث الذي لا يذكره ولا يتطرق له كل مَن صال وجال من دعاة المسلمين بخياله خلف سراب التطور !!..
وفيه يقول :
" لما صور الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام تركه (أي تركه حينا ًمن الزمن) .. فجعل إبليس يطوف به ينظر إليه .. فلما رآه أجوف (حيث يستطيع أن يتخلله من داخله) قال : ظفرت به !!.. خلقٌ لا يتمالك " !!!.. رواه الإمام مسلم في صحيحه .. وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (5/2158) ..
------
6...
والآن نقول لكل زاعم للتطور :
وسواء نسب هذا التطور لآدم عليه السلام : أو لغيره من المخلوقات :
1)
قد علمنا أن معنى التطور : هو أن تصنع شيئا ً: ثم يتبدى لك أفضل منه : فتقوم بتطويره للأفضل !
والسؤال :
هل يجوز هذا المعنى الدال على الجهل والتجريب في حق الله عز وجل الذي :
" خلق كل شيء ٍ: فقدره تقديرا ً" !!!.. الفرقان 2 ..؟؟
2)
وقد علمنا أن التطوريين يستدلون على التطور ببقايا أعضاء مزعومة في الكائنات الحية الأعلى من الأدنى : لا وظيفة لها !!!.. ورغم معرفتنا الآن لكذب ذلك - وكما وضحت في مثال الحيتان وسيأتي عليه أمثلة أخرى بإذن الله - أقول :
بفرض صحة هذا الكلام :
فهل يجوز على الله عز وجل : أن ينسى أعضاءً لا وظيفة لها في كائنات لا تحتاجها ؟!!!..
هل يجوز ذلك في حق الله عز وجل الذي :
" أعطى كل شيءٍ خلقه (أي خِلقته التي هو عليها وأعضاءه) ثم هدى (أي ثم هداه وأعضاءه للعمل بمقتضاها بكمال ٍوتكامل ٍودقةٍ متناهيتين) " ؟!!!.. طه 50 ..
3)
ولو قال قائل ٌمحاولا ًتبرير تلك البقايا التي لا وظيفة لها - وهو ما لم يثبت أصلا ًولكننا سنتنازل معه جدلا ً- أقول : لو قال قائل ٌمحاولا ًتبرير تلك البقايا بأنها (مقصودة) من الله : ليدلنا على تطور الخلق !!!..
أقول :
فهل يتناسب ذلك في زعمكم : مع ما ساقه الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن لبيان كمال خلقه وتحدي الكافرين به ؟!!!..
يقول تعالى :
" هذا خلقُ الله .. فأروني ماذا خلقَ الذين من دونه !!.. بل الظالمون في ضلال ٍمبين " لقمان 11 ..!
بل :
وهل يتناسب ذلك أيضا ًمع تصريح الله عز وجل بميزانه الدقيق في كل شيء ٍخلقه !!..
" إنا كل شيءٍ : خلقناه بقدر " القمر 49 !!...
" والأرض مددناها : وألقينا فيها رواسيَ : وأنبتنا فيها من كل شيءٍ موزون " الحِجر 19 !!..
" والسماء رفعها : ووضع الميزان " الرحمن 7 ..
" صُنع الله الذي : أتقن كل شيء " النمل 88 ..
4)
وهل يتناسب ذلك التطور المزعوم للإنسان : مع تكريم الله تعالى له :
" ولقد كرمنا بني آدم : وحملناهم في البر والبحر : ورزقناهم من الطيبات : وفضلناهم على كثير ٍمما خلقنا تفضيلا ً" الإسراء 70 ..!
فهل يتناسب هذا التطور المزعوم : مع نفي الله تعالى لتركيب الإنسان على أي صورة من صور ما دونه وأقل منه من الكائنات الحية ؟!!!..
" يا أيها الإنسان : ما غرك بربك الكريم ؟!!!.. الذي خلقك : فسواك فعدلك !!.. في أي صورةٍ : ما شاء ركبك (ولم يقع هذا من الله للإنسان تكريما ًله) " !!.. الانفطار 6- 8 ..
العجيب أن الله تعالى عندما عاقب أهل قرية البحر من اليهود الذين اعتدوا في السبت فحولهم لقردة وخنازير :
فقد جاء كل ذلك مذموما !!.. فقال عز من قائل :
" فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين " الأعراف 166 !!.. ويقول أيضا :
" مَن لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير " المائدة 60 !!..
فما من حيوان أو كائن حي إلا وفيه من الصفات (مزايا أو عيوب) ما يقابلها في الإنسان !!..
مكر الثعالب - تلون الحرباء - نعومة الثعابين - شجاعة الأسد - تحمل الجمل وغيرته وحيائه - اندفاع الخيل وخيلائه - صبر الحمار وطاعته - تعاون النمل والنحل ونظامهم وتضحياتهم - لهث الكلب ووفائه - ديوثة الخنزير وقذارته - لهو ولعب القرد وتقافزه !!.. إلخ إلخ إلخ
وأقرب ما في ذلك من تصرفات وأخلاق وسلوكيات للإنسان هو القرد والشيمبانزي والغوريلا ..
وكأن الله تعالى قد خلقهم ليُري الإنسان أن لو شئت : لجعلتك مثلهم لولا تكريمي لك في الخلقة والدين والعقل ..!
------
7...
وهنا بعض الخواطر التي تطرأ على العقل المسلم المتدبر لآيات القرآن !!!..
حيث بجانب أنه لا دليل علمي ولا أحفوري ولا تجريبي على تطور الكائنات أصلا ًوكما رأينا في أول نقطة : أقول :
ربما كان من الأدلة التي نستشفها على الخلق المنفصل لها أيضا : ما يُلاحظ من قوله تعالى :
" والله خلق كل دابةٍ من ماء " !!!.. النور 45 ..
حيث تعبير (كل دابة) هنا - ورغم أنه لا ينفي العموم والكلية - : إلا أنه يدفع الفهم والتخيل الظاهر للكلام في اتجاه الخلق المنفصل ..
ونلمس ذلك الاختلاف يقينا عما لو قال تعالى : " والله خلق (الدواب) من ماء " أو ما في معناه !!..
وكذلك أيضا ًالتعبير بكلمة : (بث فيها من كل دابة) .. والذي يُعطي صورةً عن الانتشار دفعةً واحدة لكل نوع من أنواع الدواب ..
يقول تعالى :
" وألقى في الأرض رواسيَ أن تميد بكم .. وبث فيها من كل دابة " لقمان 10 ..!
فذكرتني كلمة (بث) هنا : بالنقولات التي نقلتها لكم من كلام العلماء في أول نقطة :
عن الظهور المفاجيء لحفريات كل نوع من أنواع الكائنات الحية : بصورته الحالية التي نعرفه بها بغير تغيير إلى اليوم !!..
بل وهناك إضافة جديد تبدت لي مؤخرا وهي :
عند تتبعي لتكريم الله تعالى للثمانية أزواج من الحيوانات أو الأنعام التي عليها عماد غذاء الإنسان وتذليلها له في الرعي والعمل والحرث :
" ثمانية أزواج : من الضأن اثنين .. ومن المعز اثنين " الأنعام 143 ..
" ومن الإبل اثنين .. ومن البقر اثنين " الأنعام 144 ..
فقد وجدت أن الله تعالى لما أراد تبيان كرامتها وعلو منزلتها عن سائر ما دونها من الحيوانات نجده استخدم وصفين : مما وصف بهما الإنسان نفسه وآدم عليه السلام في خصوصية الخلق !!!..
ألا وهما : ذكر الله تعالى عملهم بيديه !!.. وذكره عز وجل لإنزالهم إلى الأرض !!!..
فأما عن تكريم ذكرهم بعملهم بيديه سبحانه .. ففي قوله من سورة يس :
" أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما : فهم لها مالكون ؟؟.. وذللناها لهم : فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ؟؟.. ولهم فيها منافع ومشارب : أفلا يشكرون " يس 71 : 73 ..
حيث ذكر الله تعالى لليدين هنا لمزيد تكريم ونفي الشراكة في الخلق أو الإعانة من أحد - لا صدفة ولا تطور ولا يحزنون - !
وأما عن تكريم ذكرهم بإنزالهم إلى الأرض .. ففي قوله من سورة الزمر :
" خلقكم من نفس واحدة .. ثم جعل منها زوجها .. وأنزل لكم من الأنعام : ثمانية أزواج " الزمر 6 ..
ولولا أن معنى الآية الظاهر يحتمل خلقها في الجنة وإنزالها للإنسان في الأرض وتذليلها له : لما ذكرت ذلك المعنى !
يقول القرطبي رحمه الله في تفسيره : ومن ضمن ما ساقه من معاني للإنزال المذكور في الآية :
" وقيل : إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة ثم أنزلها إلى الأرض؛ كما قيل في قوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد} "
والشاهد هنا :
أنه إذا ثبت الخلق المنفصل للإنسان > يثبت ما شاكله من الخلق المنفصل لهذه الأنعام > ثم سائر المخلوقات كذلك والله أعلم !
إذ لم يختص الله تعالى خلق الإنسان وتلكم الأنعام بيديه وإنزاله : إلا لبيان التكريم والتمييز ...
ويبقى فارق استخدام كلمة (خلق) مع آدم .. و(عمل) مع الأنعام .. لزيادة تكريم البشر ..
والله تعالى أعلى وأعلم ..
يُـتبع بالجزء الثاني والأخير إن شاء الله ..
ردا على مَن يحاولون خلق أدلة باطلة على تطور الإنسان وإلصاقها بالإسلام !!!..
وردا على أشهر شبهاتهم واستدلالاتهم الخاطئة من القرآن والسنة !!..
وأعتذر أني أسميت التطور بالنظرية ..! فهو والله أقل من ذلك كما سنرى والله المستعان ..!
بسم الله الرحمن الرحيم ... الإخوة والأخوات الكرام ..
قد بلغ من كثرة الأكاذيب التطورية التي خيلوا للمسلمين أنها حقائق لا نقاش فيها في القرن ونصف الماضيين :
بما في ذلك تزوير وغش الحفريات الانتقالية ليوهموهم بأن التطور واقع لا مراء فيه :
أن ظهر لدينا جيل ٌمن المسلمين - ومنهم شيوخ ودعاة للأسف - حاولوا قصارى جهدهم التوفيق بين نظرية التطور والإسلام :
كرها ًلا طوعا ً!!!.. تأويلا ًلا تحقيقا ً!!!!..
>>>
فمنهم مَن كتب كتابا ًمصبوغا ًبالصبغة الدينية يدعي فيه وجود بشر سابقين على آدم عليه السلام ليُثير زوبعة ً!!!..
>>>
ومنهم مسلم مفتون بإمكانيات العشوائية الخرافية التي زرعها الملاحدة في عقله إلى أن قال أن العشوائية والصدفة : هما أداة (موجهة) من الله !!!!!..ولا أعرف والله : كيف تكون صدفة وعشوائية (مُوجهة) ؟!!!..
>>>
ومنهم مَن يتصدر الإعلام الُمشاهد أو المقروء اليوم للأسف ليبث للمسلمين هذه الفكرة (أنه لا تعارض بين التطور التدريجي في الخلق والإسلام) !!.. فكان أكثر مَن تحدث في ذلك للأسف : غير مُلم كفاية بفرضيات التطور من جهة ولوازمها .. وبأكاذيب التطور والتطوريين من جهة ٍأخرى .. !
وحتى ظهر منهم أخيرا مَن لا يُفرق حتى بين الأطوار والتطور !!!!..
فيزعم تصريح الله بالتطور في قول نوح عليه السلام " ما لكم لا ترجون لله وقارا : وقد خلقكم أطوارا " !
فظن أن الأطوار - والتي معناها مراحل تغير حال الإنسان وانتقاله من نطفة لعلقة لمضغة إلخ - : ظن أنها تعني تطور الإنسان من أسلاف القرود والشيمبانزي والغوريلا !!!!.. ونسيَ أن علماء الأحياء أنفسهم عندما يصفون مراحل تغير حياة الفراشات مثلا من دودة إلى فراشة يسمونها : طور .. أو أطوار !!!..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!..
ولكنا نلتمس العذر لهم : حيث تبين لنا انخداعهم كما خـُدع الكثيرون من الغرب أنفسهم بأكاذيب الكفرة والملاحدة التي بثياب العلم : وبسبب إبعاد المسلمين عن العلوم عمدا ًفي بلادهم ! - ولم يعرف العالم علماء صادقين وأمناء ومخلصين مثل علماء الإسلام - !!.. وأخيرا :
هم معذورون كذلك لمحاولتهم من نظرهم : عدم فتنة المسلمين في دينهم تحت شبهة تناقض العلم مع الإسلام ..!
< وهو نفس ما فعله النصارى وكنائسهم في هذا العصر للأسف فأقروا الكذب والبهتان وهم يعلمون >
حيث نأتي إلى السؤال الرئيسي الآن - وبعد هذه المقدمة القصيرة - وهو :
ما مدى صحة أدلتهم التي اخترعوها وألفوها أو أولوها لإقحام التطور التدريجي في القرآن والسنة ؟!!..
وللإجابة عن ذلك : فسوف أقوم بتقسيم الرد إلى عدة نقاط ..
مع مراعاة عدم الترتيب في تلك النقاط شرعا ًولا أهمية ًولا اقتباسا ولكنه : وفق سياق الموضوع ..
والله المستعان ...
-----
1...
الإسلام يرفض التطور : لأنه ليس حقيقة ًمسلم ٌبها أصلا ً!!!..
فلا هي واقع نشاهده !!!..
ولا هي ذات أثار ٍنرصدها أو نكتشفها تعضده !!!.. < وبذلك يخالف أبجديات العلم التجريبي نفسه > !
وقد أمرنا الله عز وجل في القرآن بقوله :
" يا أيها الذين آمنوا : إن جاءكم فاسق ٌبنبأ ٍ: فتبينوا " الحجرات 6 ..!
ونعم .. هناك تدرج وتنوع في (تصنيف) الكائنات الحية ولكن : لا يعني ذلك القول بتطورها من بعضها البعض !
فالإنسان البسيط العادي يُدرك بالحس والبداهة ذلك التدرج والتنوع في تصنيف الموجودات ..
سواء حسب درجة حركتها وإرادتها الذاتية : أو كون بعضها غذاء للأعلى منها : أو لتحكم الأعلى في الأدنى منها وهكذا ..
ولذلك :
فقد ترجم العلماء والفلاسفة والمفكرين منذ القدم هذا التصنيف في الموجودات إلى السلسلة العظمى للموجودات :
جماد > نبات > شجر > حيوان > إنسان > ملاك > الله أو الرب الخالق !!..
ولم يفهم أي إنسان محترم عاقل من ذلك التدرج في التصنيف : أن كل موجود منهم تطور عن الآخر !
وعلى هذا ينصرف مفهوم كلام علماء المسلمين الذين تحدثوا عن ذلك وأراد التطوريون تحريف كلامهم !!
https://ia601007.us.archive.org/4/items/aboohoob_gmail_035/035.jpg
وعلى هذا - ورغم استخدام تصانيف الكائنات الحية وتفريعاتها على أنها تطور وشجرة تطور ! - إلا أنه :
تبقى خرافات التطور وفرضياته - وكما قلنا - : بلا أية دليل علمي ولا أحفوري ولا تجريبي ولا أي شيء !
مجرد خيالات محضة تهدم نفسها بنفسها على أول عتبة الحقيقة والواقع !!..
فإذا أخذنا مثالا على ذلك ما قاله داروين بنفسه في كتابه أصل الأنواع ورسائله المختلفة من أنه :
يجب وجود عدد لا حصر له من حفريات الكائنات الانتقالية بين كل نوعين متتاليين من شجرة التطور المزعومة !
وهو لازم من لوازم التطور التدريجي سواء كان بالانتخاب الطبيعي أو بالطفرات أو بهما معا إلخ !!..
فكان على ذلك : يجب أن نجد حفريات كثيرة جدا ًبين الإنسان وسلفه المزعوم الشبيه بالقرود !!!..
والسؤال :
هل تم إيجاد ولو حفرية واحدة لحلقة وسطية أو انتقالية أو بينية : وكما يزعم التطوريون ؟!!!..
والإجابة أقولها بمليء فمي :
لا !!!..
لم توجد ولو حفرية واحدة لحلقة وسطية أو انتقالية أو بينية : وكما يزعم التطوريون ؟!!!..
فإما تلفيق وتزوير لحفريات مثل إنسان بلتادون المزعوم وإنسان جاوه ونبراسكا والقائمة طويلة !!!..
وإما حفريات لقرود يدعون انها لبشر منحنيين !!!..
وإما حفريات لبشر : يدعون أنها لقرود قد تطورت وانتصبت قليلا !!!..
وإما حفريات وآثار لأجناس زائلة من الأمم البشرية : يوهمون الناس أنها حلقات وسط مثل إنسان النياندرتال !
وهكذا ....
وإذا أردتم الصدق والله :
فإن العاقل يعرف أن باب هذه النظرية قد أ ُغلق بالفعل لسبب بسيط جدا ً!!!!..
يستوي في ذلك خرافة التطور التدريجي للبشر أو حتى الحيوانات أنفسها !!.. أتدرون لماذا ؟!!!..
حسنا ً...
إن المتأمل للسجل الحفري للكائنات الحية : يجد كل نوع فيه وقد ظهر فجأة بغير مقدمات !!.. وبكامل أعضائه الفائقة الخلق كما أرادها الله !!.. وذلك في تدرج زمني لظهور أنواع الكائنات الحية : قد وضعه الله تعالى لحكمة تهيئة الأرض لحياة الإنسان (أي تظهر الكائنات وحيدة الخلية أولا ًكالبكتريا لتهيئة دورة الماء والبر والهواء واتزانهم .. ثم النباتات التي ستتغذى عليها الحيوانات آكلة النباتات .. ثم الحشرات التي تتداخل في الكثير من دورة حياتها بالنباتات .. ثم الحيوانات والطيور التي ستتغذى على الحشرات والحيوانات آكلة النباتات .. وهكذا وصولا ًللإنسان) ..
أقول :
يظهر كل نوع من الكائنات الحية السابقة فجأة في السجل الأحفوري كما يعترف بذلك علماء الأحياء انفسهم : ومن دون أن يوجد معه ولا دليل واحد في نفس الحقبة الزمنية وفي نفس المكان على تلك الأعداد هائلة من الحفريات الانتقالية المفترض تواجدها !!!!.. لا بحرا ولا برا ولا جوا !!!..
وأترككم مع التدليل على كلامي السابق .. والذي هو سبب كاف ٍلرفض الإسلام لهذه الخرافات والافتراضات الخيالية !
يقول دارون في كتابه عن شرط صحة نظريته.. وهو شرط منطقي علمي مُلزم لكل آليات التطور التدريجي كما قلنا :
" وأخيرا , فبالنظر إلى مجموع الزمن وليس لأي زمن واحد , وإذا كانت نظريتي صحيحة , فإنه من المحتم أنه كانت توجد هناك أعداد لا حصر لها من الضروب المتوسطة , تربط فيما بين جميع الأنواع التابعة لنفس المجموعة , ولكن عملية الانتقاء الطبيعي ذاتها تميل بشكل ثابت , كما ثبت التنويه عن ذلك في أحوال كثيرة , إلى إبادة الأشكال الأبوية والحلقات الوسطية , وبالتالي فإن الدليل على وجودهما السابق من الممكن العثور عليه فقط بين البقايا الأحفورية التي نجدها محفوظة , كما سوف نحاول أن نظهره في باب قادم , في شكل سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد " !!..
كتاب أصل الأنواع - النسخة العربية من المشروع القومي المصري للترجمة صـ 283
والغريب أنه يعترف بنفسه بهذه المعضلة كما رأينا في الاقتباس السابق بل : وقد جعلها في أهم نقاط الباب السادس من كتابه وهو الذي خصصه لذكر الصعوبات التي تواجه نظريته .. حيث سماها :
" انعدام أو ندرة وجود الضروب الانتقالية " !! - المرجع السابق من كتاب أصل الأنواع صـ 275
ويكرر ذلك لأكثر من مرة في كتابه في هزيمة مبكرة للتطور المزعوم على يد أشهر مَن نادى به نفسه حيث يقول :
" والبعض منها صعوبات في منتهى الجدية , إلى درجة أني إلى هذا اليوم أجد صعوبة في إمعان التفكير فيها بدون الشعور بدرجة ما من الذهول " !!!..
المرجع السابق من كتاب أصل الأنواع صـ 276
وذلك الذهول منه - وكان الأولى بالمسلمين استشعار ذلك - هو لأن وجود هذه الحفريات هي من لوازم صدق خرافة التطور إن صدقت بالفعل !!.. يقول داروين :
" إذا كانت الأنواع قد نشأت وانحدرت من أنواع أخرى عن طريق تدرجات دقيقة , فلماذا لا نستطيع أن نرى في كل مكان عددا لا حصر له من الأشكال الانتقالية , ولماذا لا تكون الطبيعة كلها في حالة من الفوضى , بدلا مما نراه من كون الأنواع محددة بدقة " !!!!..
نفس المرجع السابق من كتاب أصل الأنواع صـ 276
وهنا .. قد يتحجج متحجج بنفس القشة الواهمة التي تعلق بها داروين ألا وهي : انعقاد آماله على السنوات المقبلة من عمره في العثور على أية حفريات انتقالية جديدة تؤكد فرضياته وخيالاته المريضة !!!.. فهل تحقق ذلك بالفعل ؟!!..
وهنا .. أترك المجال لاعترافات العلماء المختصين أنفسهم بنقض ما عقد عليه داروين آماله !!!..
ولنبدأ باعترافات علماء من المؤمنين بالتطور !!!.. وحتى لا يتهمنا أحد بالتحيز أو ادعاء الكذب والتلفيق !!..
فهذه شهادة منRobert Carroll عالم الحفريات : والمؤيد للدارونية : حيث يعترف فيها بأن أمل دارون : لم يتحقق بالحفريات !!.. يقول :
" على الرغم من البحث الكثيف لأكثر من مائة عام بعد موت دارون : إلا أن الاكتشافات الحفرية : لا تكشف عن الصورة المتكاملة من الكائنات الانتقالية التي توقعها دارون " !!..
Robert L. Carroll, Patterns and Processes of Vertebrate Evolution, Cambridge University Press, 1997, p. 25. - emphasis added
والنص باللغة الإنجليزية :
Despite more than a hundred years of intense collecting efforts since the time of Darwin's death, the fossil record still does not yield the picture of infinitely numerous transitional links that he expected.
ومثله عالم الحفريات المؤيد للتطور في جامعة هارفارد Stephen Jay Gould في أواخر السبعينات يعترف قائلا ً:
" إن تاريخ معظم الحفريات : يحتوي على صفتين لا تتماشيان مع التدرج في إيجاد الكائنات الحية :
# الأولى : هي الاتزان والاستقرار !!.. حيث لا تتغير طبيعة الكائنات طوال مدة بقائها على الأرض !!.. فالكائنات الموجودة في سِجِلّ الحفريات : تظهر وتختفي كما هي دون حدوث تغيرات عليها (يقصد الرجل أنك لو وجدت حفرية سلحفاة مثلا ًفي زمن معين : ثم حفرية أخرى بعدها بمئات الملايين من السنين وحتى اليوم : تجدها هي هي لم تتغير) !!.. و إن حدثت تغيرات فإنها تكون تغيرات طفيفة وفي الشكل الخارجي : وليست باتجاه أي تطور !!..
# الصفة الثانية : هي الظهور المفاجئ !!.. ففي أي منطقة : لا تنشأ الأنواع الجديدة تدريجيا منحدرة من كائنات أخرى !!.. و إنما : تظهر فجأة : و بتركيب مكتمل تماما"(الرجل لا يريد هو الآخر القول بأنها قد خُلِقَت منفصلة عن بعضها : وأن كل مخلوق منها له خصائصه المستقلة التي خُلِقَت معه منذ أول لحظة ولكن : لا بأس : فاعترافه هذا يكفينا) " ..
Gould, Stephen J. The Panda's Thumb, 1980, p. 181-182
والنص باللغة الإنجليزية :
The history of most fossil species include two features particularly inconsistent with gradualism: 1) Stasis - most species exhibit no directional change during their tenure on earth. They appear in the fossil record looking much the same as when they disappear; morphological change is usually limited and directionless; 2) Sudden appearance - in any local area, a species does not arise gradually by the steady transformation of its ancestors; it appears all at once and 'fully formed'.
وأيضا ًالعالم K. S. Thomson وهو عالم حفريات آخر مؤيد للدارونية : يعترف بأنه من خلال دراسة تاريخ الكائنات التي عاشت على الأرض من خلال سجل الحفريات : فإن أي مجموعة جديدة من الكائنات الحية تم اكتشاف حفريات لها : كانت تظهر بشكل مفاجئ : وغير مترابط مع أي كائنات حية أخرى !!.. يقول :
" عندما تظهر مجموعة كبيرة من الكائنات الحية في السجل : فإنها تكون مجهزة تماما بصفات جديدة : ليست موجودة في الكائنات المتعلقة بها !!.. ويبدو أن هذه التغيرات الجذرية في الشكل الخارجي والوظيفة : تظهر بسرعة جدا ....." !!..
K. S. Thomson, Morphogenesis and Evolution, Oxford, Oxford University Press, 1988, p. 98.
والنص باللغة الإنجليزية :
When a major group of organisms arises and first appears in the record, it seems to come fully equipped with a
suite of new characters not seen in related, putatively ancestral groups. These radical changes in morphology and function appear to arise very quickly…
ويقول العالمان Stephen Jay Gould & Niles Eldredge في عام 1993م :
" إن معظم الأنواع خلال العصور الجيولوجية المختلفة : إما أنها لا تتغير بأي شكل يُذكَر !!.. أو أنها : تتراوح بشكل بسيط في الشكل الخارجي ولكن : بدون أي توجه نحو التطور " !!..
وقد اضطر لذلك العالم المؤيد للدارونية Robert Carroll نفسه في سنة 1997م إلى أن يوافق على ذلك قائلا ً:
" إن معظم المجموعات الكبيرة من الكائنات : تنشأ وتتنوع في مدة جيولوجية قصيرة جدا (أي ليست مليارات وملايين السنين كما يدعي التطوريون الصدفيون) !!.. وبعد ذلك : تستقر على ما هي عليه : بدون أي تغير كبير شكليّ أو غذائي (يعني في نمط الحياة) " !!!..
والنص باللغة الإنجليزية :
Most major groups appear to originate and diversify over geologically very short durations, and to persist for much longer periods without major morphological or trophic change.
هذه كانت بعض أشهر اعترافات التطوريين أنفسهم والتي تثبت - وإلى اليوم - فشل أدلة التطور التدريجي !
وأما إذا قمنا بتوسيع الدائرة لآراء العلماء المختصين الناقدين للتطور الدارويني .. فيقول عالم الأحياء Francis Hitching في كتابه The Neck of the Giraffe: Where Darwin Went Wrong :
" إذا كنت نظرية دارون صحيحة : ولو وجدنا حفريات بالفعل : لا بد وأن تحتوي الصخور على حفريات لكائنات متدرجة بشكل دقيق جدا : تتدرج من مجموعة من الكائنات إلى مجموعة أخرى بمستوى أعلى من التعقيد !!.. ولا بد وأن نجد حفريات توضح الفروق الطفيفة بين الكائنات الانتقالية المختلفة : بكمية و بوضوح مماثل للحفريات التي وُجِدَت للأنواع المختلفة المُحَدَّدة (أي يجب ظهور حفريات للاثنين معا في نفس العصور ونفس طبقات الأرض) !!.. ولكن ليس ذلك هو الوضع في الواقع !!.. بل الواقع هو العكس !!.. و هذا ما اشتكى منه دارون نفسه !!..
فعلى الرغم من أنه وفقا لهذه النظرية لا بد وأن تكون هناك كائنات انتقالية لا حصر لها : لماذا لا نرى هذه الكائنات مطمورة بأعداد كبيرة في قشرة الأرض ؟؟!!
وقد شعر دارون أن المسألة ستُحَلّ بإيجاد مزيد من الحفريات .. والواقع أنه كلما تم العثور على حفريات جديدة : كلما وجدناها كلها دون استثناء : قريبة جدا للكائنات التي تعيش حاليا " !!..
Francis Hitching, The Neck of the Giraffe: Where Darwin Went Wrong, Tichnor and Fields, New Haven, 1982, p. 40.
والنص باللغة الإنجليزية :
If we find fossils, and if Darwin's theory was right, we can predict what the rock should contain; finely graduated fossils leading from one group of creatures to another group of creatures at a higher level of complexity. The 'minor improvements' in successive generations should be as readily preserved as the species themselves. But this is hardly ever the case. In fact, the opposite holds true, as Darwin himself complained; "innumerable transitional forms must have existed, but why do we not find them embedded in countless numbers in the crust of the earth?" Darwin felt though that the "extreme imperfection" of the fossil record was simply a matter of digging up more fossils. But as more and more fossils were dug up, it was found that almost all of them, without exception, were very close to current living animals
وإضافة صغيرة لطيفة من عندي على ما سبق : وهي تتعلق بعلم (المايكرو بيولوجي) ..
حيث يقول البروفيسور (مايكل دانتون) وهو من العلماء المشهورين في علم الأحياء المجهرية (Microbiology) في كتابه (التطور : نظرية في مأزق) :
" في عالم الجزيئات والأحياء المجهرية : لا يوجد هناك كائن حي : يُعَدُّ جدًّا لكائن آخر !!.. ولا يوجد هناك كائن : أكثر بدائية : أو أكثر تطوراً من كائن آخر " !!..
Michael Denton “ Evolution: A Theory in crisis 290 - 291
------
2...
في محاورة مع أحد الملحدين سألته :
لماذا تترك أقرانك من الملحدين واللادينيين وتأتي للبحث عن الحق عندنا والنقاش معنا - كمسلمين - ؟!
فقال لي :
لأنهم يكذبون في كل شبهاتهم دوما ً: وأنتم لا تكذبون !!!.. فعرفت أنهم على باطل وإلا ما كذبوا لترويجه !!!!..
ولذلك أتحاور معكم بغية الوصول للحق !!!..
أقول :
وهذا بالضبط ما انفضح للعالم من عشرات المرات بالأدلة الموثقة عن كذب التطوريين وغشهم وخداعهم في كل الأدلة التي يسوقونها إعلاميا ًللعامة والبسطاء ويلبسونها لبسة العلم المزيف !!!..
والسؤال الآن :
الإسلام دين الصدق والطهارة والأمانة .. فكيف يقبل أفكار وكلام هؤلاء الخبثاء الكذابين ؟!!..
كيف يقبله وقد اتفق العقلاء أنه : لا يُلدغ العاقل من جُحر ٍواحد ٍ: مرتين ؟!!!..
تـُلخص لنا مجلة العلوم الأمريكية حقيقة هؤلاء الأفاقين الغشاشين المخادعين في عدد كانون الثاني (أي يناير) 1965م حيث تقولها صراحة ً:
" إن جميع علماء التطور : لا يتورعون عن اللجوء إلى أي شيء : لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل " !!!..
نقلها عنهم الكاتب والمؤرخ والمترجم التركي : أورخان محمد علي في كتابه (( نظرية التطور ليست ثابتة )) ص 47
إذن : فرضية التطور المزعومة أصلا ًباطلة !!.. فكيف يُبحث عن علاقة بينها وبين الإسلام !
وقد قيل من قبل :
ما بُنيَ على باطل : فهو باطل !!..
وما فسد أوله : لا يصلح البناء عليه ..
ومن العجيب أن التطوريين أنفسهم يدركون أن التطور هو منقذهم من فكرة الخالق عز وجل !
يقول سير (أرثر كيث) في كتابه المثير الدين والعلم religion and science :
" إن نظرية النشوء والارتقاء : غير ثابتة علمية !!.. ولا سبيل لاثباتها بالبرهان !!.. ونحن لا نؤمن بها إلا : لأن الخيار الوحيد بعد ذلك هو : الايمان بالخلق الخاص المباشر " !!!..
------
3...
والآن .. كيف أشار الله تعالى للخلق في الإسلام ؟!!..
أقول أولا ً:
الله تعالى لا يحتاج في الخلق (أو في أمره كله أصلا ً) لوقت ٍولا مراحل ولا تطور إلخ !
يقول عز وجل :
" إنما أمره إذا أراد شيئا ًأن يقول له : كن : فيكون " يس 82 !!..
ولكنه سبحانه عندما يريد أن يترك لنا علامات للتفكر في دنيا الأسباب لنصل بتفكيرنا المادي إليه :
فهو يخلق بأسباب وبتفاصيل : لعل العالمون من بني آدم يتتبعون تلك التفاصيل ليثبتوا وجود الخالق والفاعل سبحانه ..
وذلك مثل خلقه للسماوات والأرض في ستة أيام مثلا .. ومثل تدرج بثه للكائنات الحية في الأرض بحكمة :
ولنعرف أن مَن خلق كل هذا لنا هو حكيم خبير : يعلم ما يفعل !!!..
وكان منه أيضا ً:
خلق الكائنات الحية كلها من ماء : لوحدة العلاقة الأحيائية بينهم :
حيث هم الذين سيتغذى بعضهم على بعض : وستتداخل دورات حياتهم ببعضهم البعض ...
يقول عز وجل عن خلق كل حياةٍ من ماء مُبينا ًبذلك قدرته سبحانه الدالة على وحدانية الخالق :
" وجعلنا من الماء :كل شيءٍ حي : أفلا يؤمنون " ؟!!.. الأنبياء 30 ..
ويؤكد هذه الحقيقة مرةً أخرى لكل دواب الأرض التي يراها الإنسان في حياته فيقول :
" والله خلق كل دابةٍ : من ماء " النور 45 .. ويقول عموما :
" وجعلنا من الماء : كل شيء حي " الأنبياء 30 ..
ومرورا بوصف الله تعالى لخلق الإنسان (أصلا ً) و(منيا ً) بالماء كذلك فيقول :
" وبدأ خلق الإنسان من طين (ولا يكون الطين إلا بماء) وجعل نسله من سلالةٍ من ماءٍ مهين (أي ضعيف غير مُنتبهٍ لقيمته وهو ماء النطفة أو المني هذه المرة) " السجدة 7- 8 ..
" ألم نخلقكم من ماء ٍمهين " المرسلات 20 ..
" فلينظر الإنسان مما خُلق ؟.. خُلق من ماءٍ دافق " الطارق 6 ..
------
4...
ولما أراد الله تعالى زيادة وصف أصل مكونات الخلقة الإحيائية للإنسان : فقد أضاف ذكر التراب إلى الماء !!..
ونعلم أن مجموع أنواع ما بهما من ذرات بالفعل : هو مجموع أنواع ذرات الكائن الحي وخلاياه !!!..
وذلك في لفتة دقيقة لكل عاقل ليضع أمام عينيه دوما ًأن أصله ومآله إلى التراب : وفي ذلك عظة لمَن يتعظ !!!!..
فعلام التكبر والجحود إذا ًعلى الناس أو خالق الناس عز وجل ؟!!!..
ولذلك عندما يُحيط بالكافر سوءُ عمله يوم القيامة فيقول :
" يا ليتني : كنت ترابا ً" !!!.. النبأ 40 ..
أي يعود ترابا ًكما سيُعيد الله تعالى الحيوانات التي خلقها لخدمة الإنسان ترابا ًيوم القيامة بعد أن أدت وظيفتها !
وعليه ...
فترتيب خلق الله تعالى للإنسان كالآتي :
>>
مرحلة التشكيل :
1) التراب - " ومن آياته أن خلقكم من تراب " الروم 20 ..
2) الطين (التراب + الماء) - " هو الذي خلقكم من طين " الأنعام 2 ..
3) الطين اللازب (وهو الذي يلتصق باليد) - " إنا خلقناهم من طين ٍلازب " الصافات 11 ..
4) الحمأ المسنون (وهو الطين المتروك المتغير الرائحة) - " ولقد خلقنا الإنسان من صلصال ٍمن حمأٍ مسنون " الحِجر 26 ..
5) الصلصال (وهو الطين بعد تيبسه) - " ولقد خلقنا الإنسان من صلصال ٍمن حمأٍ مسنون " الحِجر 26 ..
6) صلصال ٍكالفخار (أي كالطين الصلب المطبوخ بالنار) - " خـَلقَ الإنسان من صلصال ٍكالفخار " الرحمن 14 ..
>>
مرحلة نفخ الروح :
7) الروح - " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي : فقعوا له ساجدين " الحِجر 29 ..
ولا يعلم حقيقة الروح إلا مالكها .. يقول عز وجل :
" ويسألونك عن الروح : قل الروح من أمر ربي : وما أوتيتم من العلم : إلا قليلا ً" الإسراء 85 ..
والسؤال :
هل يُعقل أنه بمجرد تشكيل الإنسان من طين : إلى مرحلة الصلصال : وبنفخ الروح فيه :
أن تدب فيه الحياة ؟؟ ويكتسب كل أعضائه الخارجية والداخلية ولحمه ودمه وأعصابه وشعره إلخ إلخ إلخ ؟!!..
أقول :
نعم !!!..
فهذه عصا موسى عليه السلام (وهي جماد) : تتحول بأمر الله تعالى إلى حية أو ثعبان حقيقي حي :
بل وكاملة الخِلقة وتسعى وتأكل ..!
" فألقاها : فإذا هي حيةٌ تسعى " طه 20 ..!
" فألقى موسى عصاه : فإذا هي تلقف ما يأفكون " الشعراء 45 ..!
وهذه ناقة الله لسيدنا صالح عليه السلام : تخرج من الجبل الجماد : حيةً وتأكل وتشرب !!!..
بل :
ولماذا نذهب بعيدا ًعن تحول الطين من بعد تشكيله إلى حياة : وعندنا مثال عيسى عليه السلام !
حيث يقول الله تعالى مُعدِدا ًمعجزاته التي أيده بها :
" وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني : فتنفخ فيها : فتكون طيرا ًبإذني " المائدة 110 ..!
وهو نفس ما اعترف به عيسى عليه السلام بنفسه وبلسانه قائلا ً:
" أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير : فأنفخ فيه : فيكون طيرا ًبإذن الله " آل عمران 49 ..!
فنحن هنا على موعدٍ مع مشهد خلق من طين إلى حياة كاملة : في لحظات !!!!..
حيث لا تطور ! ولا مليارات ولا ملايين السنين ! ولا بقايا تطور لا وظيفة لها ! ولا طفرات ولا انتخاب !
بل وانظروا لكلمة ( كهيئة الطير ) في الآيتين !!!..
أي أنه حتى : لم يكن تشكيلا ًدقيقا ًمطابقا ًتماما ًلشكل الطير !!!..
فهذا عند الله يكفي !!!.. وإلا :
وما فائدة كونه دقيق الهيئة من عدمه : والله يقدر على الخلق أصلا ًمن العدم ؟؟!!!!...
------
5...
وإليكم دليل ٌآخر ٌعلى أن خلق الإنسان كان منفصلا ًخاصا ًلا علاقة له من قبل بشيء ...
وإليكم دليل ٌآخر ٌعلى أن آدم عليه السلام كان بالفعل أشبه بالتمثال الصلصالي المجوف ..
حيث نقرأ الحديث التالي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وهو الحديث الذي لا يذكره ولا يتطرق له كل مَن صال وجال من دعاة المسلمين بخياله خلف سراب التطور !!..
وفيه يقول :
" لما صور الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام تركه (أي تركه حينا ًمن الزمن) .. فجعل إبليس يطوف به ينظر إليه .. فلما رآه أجوف (حيث يستطيع أن يتخلله من داخله) قال : ظفرت به !!.. خلقٌ لا يتمالك " !!!.. رواه الإمام مسلم في صحيحه .. وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (5/2158) ..
------
6...
والآن نقول لكل زاعم للتطور :
وسواء نسب هذا التطور لآدم عليه السلام : أو لغيره من المخلوقات :
1)
قد علمنا أن معنى التطور : هو أن تصنع شيئا ً: ثم يتبدى لك أفضل منه : فتقوم بتطويره للأفضل !
والسؤال :
هل يجوز هذا المعنى الدال على الجهل والتجريب في حق الله عز وجل الذي :
" خلق كل شيء ٍ: فقدره تقديرا ً" !!!.. الفرقان 2 ..؟؟
2)
وقد علمنا أن التطوريين يستدلون على التطور ببقايا أعضاء مزعومة في الكائنات الحية الأعلى من الأدنى : لا وظيفة لها !!!.. ورغم معرفتنا الآن لكذب ذلك - وكما وضحت في مثال الحيتان وسيأتي عليه أمثلة أخرى بإذن الله - أقول :
بفرض صحة هذا الكلام :
فهل يجوز على الله عز وجل : أن ينسى أعضاءً لا وظيفة لها في كائنات لا تحتاجها ؟!!!..
هل يجوز ذلك في حق الله عز وجل الذي :
" أعطى كل شيءٍ خلقه (أي خِلقته التي هو عليها وأعضاءه) ثم هدى (أي ثم هداه وأعضاءه للعمل بمقتضاها بكمال ٍوتكامل ٍودقةٍ متناهيتين) " ؟!!!.. طه 50 ..
3)
ولو قال قائل ٌمحاولا ًتبرير تلك البقايا التي لا وظيفة لها - وهو ما لم يثبت أصلا ًولكننا سنتنازل معه جدلا ً- أقول : لو قال قائل ٌمحاولا ًتبرير تلك البقايا بأنها (مقصودة) من الله : ليدلنا على تطور الخلق !!!..
أقول :
فهل يتناسب ذلك في زعمكم : مع ما ساقه الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن لبيان كمال خلقه وتحدي الكافرين به ؟!!!..
يقول تعالى :
" هذا خلقُ الله .. فأروني ماذا خلقَ الذين من دونه !!.. بل الظالمون في ضلال ٍمبين " لقمان 11 ..!
بل :
وهل يتناسب ذلك أيضا ًمع تصريح الله عز وجل بميزانه الدقيق في كل شيء ٍخلقه !!..
" إنا كل شيءٍ : خلقناه بقدر " القمر 49 !!...
" والأرض مددناها : وألقينا فيها رواسيَ : وأنبتنا فيها من كل شيءٍ موزون " الحِجر 19 !!..
" والسماء رفعها : ووضع الميزان " الرحمن 7 ..
" صُنع الله الذي : أتقن كل شيء " النمل 88 ..
4)
وهل يتناسب ذلك التطور المزعوم للإنسان : مع تكريم الله تعالى له :
" ولقد كرمنا بني آدم : وحملناهم في البر والبحر : ورزقناهم من الطيبات : وفضلناهم على كثير ٍمما خلقنا تفضيلا ً" الإسراء 70 ..!
فهل يتناسب هذا التطور المزعوم : مع نفي الله تعالى لتركيب الإنسان على أي صورة من صور ما دونه وأقل منه من الكائنات الحية ؟!!!..
" يا أيها الإنسان : ما غرك بربك الكريم ؟!!!.. الذي خلقك : فسواك فعدلك !!.. في أي صورةٍ : ما شاء ركبك (ولم يقع هذا من الله للإنسان تكريما ًله) " !!.. الانفطار 6- 8 ..
العجيب أن الله تعالى عندما عاقب أهل قرية البحر من اليهود الذين اعتدوا في السبت فحولهم لقردة وخنازير :
فقد جاء كل ذلك مذموما !!.. فقال عز من قائل :
" فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين " الأعراف 166 !!.. ويقول أيضا :
" مَن لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير " المائدة 60 !!..
فما من حيوان أو كائن حي إلا وفيه من الصفات (مزايا أو عيوب) ما يقابلها في الإنسان !!..
مكر الثعالب - تلون الحرباء - نعومة الثعابين - شجاعة الأسد - تحمل الجمل وغيرته وحيائه - اندفاع الخيل وخيلائه - صبر الحمار وطاعته - تعاون النمل والنحل ونظامهم وتضحياتهم - لهث الكلب ووفائه - ديوثة الخنزير وقذارته - لهو ولعب القرد وتقافزه !!.. إلخ إلخ إلخ
وأقرب ما في ذلك من تصرفات وأخلاق وسلوكيات للإنسان هو القرد والشيمبانزي والغوريلا ..
وكأن الله تعالى قد خلقهم ليُري الإنسان أن لو شئت : لجعلتك مثلهم لولا تكريمي لك في الخلقة والدين والعقل ..!
------
7...
وهنا بعض الخواطر التي تطرأ على العقل المسلم المتدبر لآيات القرآن !!!..
حيث بجانب أنه لا دليل علمي ولا أحفوري ولا تجريبي على تطور الكائنات أصلا ًوكما رأينا في أول نقطة : أقول :
ربما كان من الأدلة التي نستشفها على الخلق المنفصل لها أيضا : ما يُلاحظ من قوله تعالى :
" والله خلق كل دابةٍ من ماء " !!!.. النور 45 ..
حيث تعبير (كل دابة) هنا - ورغم أنه لا ينفي العموم والكلية - : إلا أنه يدفع الفهم والتخيل الظاهر للكلام في اتجاه الخلق المنفصل ..
ونلمس ذلك الاختلاف يقينا عما لو قال تعالى : " والله خلق (الدواب) من ماء " أو ما في معناه !!..
وكذلك أيضا ًالتعبير بكلمة : (بث فيها من كل دابة) .. والذي يُعطي صورةً عن الانتشار دفعةً واحدة لكل نوع من أنواع الدواب ..
يقول تعالى :
" وألقى في الأرض رواسيَ أن تميد بكم .. وبث فيها من كل دابة " لقمان 10 ..!
فذكرتني كلمة (بث) هنا : بالنقولات التي نقلتها لكم من كلام العلماء في أول نقطة :
عن الظهور المفاجيء لحفريات كل نوع من أنواع الكائنات الحية : بصورته الحالية التي نعرفه بها بغير تغيير إلى اليوم !!..
بل وهناك إضافة جديد تبدت لي مؤخرا وهي :
عند تتبعي لتكريم الله تعالى للثمانية أزواج من الحيوانات أو الأنعام التي عليها عماد غذاء الإنسان وتذليلها له في الرعي والعمل والحرث :
" ثمانية أزواج : من الضأن اثنين .. ومن المعز اثنين " الأنعام 143 ..
" ومن الإبل اثنين .. ومن البقر اثنين " الأنعام 144 ..
فقد وجدت أن الله تعالى لما أراد تبيان كرامتها وعلو منزلتها عن سائر ما دونها من الحيوانات نجده استخدم وصفين : مما وصف بهما الإنسان نفسه وآدم عليه السلام في خصوصية الخلق !!!..
ألا وهما : ذكر الله تعالى عملهم بيديه !!.. وذكره عز وجل لإنزالهم إلى الأرض !!!..
فأما عن تكريم ذكرهم بعملهم بيديه سبحانه .. ففي قوله من سورة يس :
" أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما : فهم لها مالكون ؟؟.. وذللناها لهم : فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ؟؟.. ولهم فيها منافع ومشارب : أفلا يشكرون " يس 71 : 73 ..
حيث ذكر الله تعالى لليدين هنا لمزيد تكريم ونفي الشراكة في الخلق أو الإعانة من أحد - لا صدفة ولا تطور ولا يحزنون - !
وأما عن تكريم ذكرهم بإنزالهم إلى الأرض .. ففي قوله من سورة الزمر :
" خلقكم من نفس واحدة .. ثم جعل منها زوجها .. وأنزل لكم من الأنعام : ثمانية أزواج " الزمر 6 ..
ولولا أن معنى الآية الظاهر يحتمل خلقها في الجنة وإنزالها للإنسان في الأرض وتذليلها له : لما ذكرت ذلك المعنى !
يقول القرطبي رحمه الله في تفسيره : ومن ضمن ما ساقه من معاني للإنزال المذكور في الآية :
" وقيل : إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة ثم أنزلها إلى الأرض؛ كما قيل في قوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد} "
والشاهد هنا :
أنه إذا ثبت الخلق المنفصل للإنسان > يثبت ما شاكله من الخلق المنفصل لهذه الأنعام > ثم سائر المخلوقات كذلك والله أعلم !
إذ لم يختص الله تعالى خلق الإنسان وتلكم الأنعام بيديه وإنزاله : إلا لبيان التكريم والتمييز ...
ويبقى فارق استخدام كلمة (خلق) مع آدم .. و(عمل) مع الأنعام .. لزيادة تكريم البشر ..
والله تعالى أعلى وأعلم ..
يُـتبع بالجزء الثاني والأخير إن شاء الله ..