المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استشعار وجود الله



رشيد الجزائري
10-06-2013, 06:18 PM
السلام عليكم
كيف استشعر وجود الله؟ أنا أقوم بوضع كلمة "الله" في مخيلتي عندما أكون في الصلاة و التفكر في الأحاديث القدسية لأن الله ليس كمثله شيء و لا يمكن ادراك كنهه و شكله. و عندما أفكر في أسمائه الحسنى كالعظيم أتخيل أعظم الأشياء كالمجرات و النجوم العملاقة و اسم الرحيم مثلا أتخيل الشفقة و المودة بين الحيوانات ...
هل ما أقوم به صحيح؟ أرشدوني

ماكـولا
10-07-2013, 03:05 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حفظك الله يا اخي ورعاك , اما ما مثلته بارك الله فيك , ففيه حق وباطل ؛ إذ أن وضعك للفظ الجلالة "الله "في مخيلتك ثم محاكاتها بلوازمها فيه تمثيلاً وتجسيداً لهذه الاحرف ! فذلك باطل , فالاسم هو وسم للذات لا تنحصر في شيء من المحدثات والمخلوقات , فالله سبحانه وتعالى كما تفضلت ليس كمثله شيء , فعند اقامتك للعبادة تتفكر بأن ثمة من له حق عليك في العبادة الا وهو الله , وهو وان وصف نفسه بصفاتٍ في كتابه الا أنه لا يماثل شيء من مخلوقاته ! فلا يُجسد ولا يُمثل في كيفية ذهنية او غيرها من الكيفيات , وقد قيل : بأن المشبّه يَعبدُ صنماً , وأن المأول يعبدُ عدماً . فإن عجزت عن ذاتٍ لا تماثل الاشياء في شخوصها ؛ فتفكر في آلائه وأفعاله , وحفظ الله لهذه المخلوقات ورعايتها , فتنصب في إرضائه رجاء ان تنال من رحمة أفعاله في عباده المرحومين , والستر والتجاوز التي تُسدل على عبادة التائبين , فتستكين لربك في صلاتك , رجاء أن تكمل مواطن الضعف اللازمة في المخلوق , والتي يرجوها من خالقه , فكلما تبيّنت منزلة ضعف عندك علمت صفة من أوصاف الباري الكاملة , فخضع له قلبك , وخشعت لذلك جوارحك , حتى تتجلى العبودية فيك , فتعبد الله على بيّنة من أمرك .
فإن عجزت عن ذلك كله , فاسأل الله أن يصلح قلبك , بأن تُقبل عليه بكُليّتك , حتى تنتقل من مشارف الاسلام الى بر الايمان , ولمّا يدخل الايمان قلبك , ولا يكون الا بكتابٍ هادٍ , وسنة راشدة . فبالعلم واليقين تُنال الامامة في الدين , وقد بوب البخاري باب : العلم قبل القول والعمل " فاعلم أنه لا اله الا الله واستغفر لذنبك " , فمتى ما كَمُلَ عِلمُ العبدِ , كَمُلت عبادته .
والله اعلم , ووفقنا الله واياكم .