إلى حب الله
10-17-2013, 04:32 AM
تصويب ...!
قصة قصيرة على جزئين ..
(1)
>> كم أمامنا من وقت إلى الغداء يا أمي ؟؟..
(()) أمامنا ساعة تقريبا وإلى أن ينضج لحم العيد وننتهي من إعداد الطعام للرجال ...
>> حسنا ... هل يمكنني أن أستأذن أبي في أن نصعد إلى شقة خالي بالأعلى لألعب مع ماجد وعلي ؟؟..
(()) لو وافق أبوك فافعل .. ولكن لا تتأخران بالأعلى يا ربيع ..
----
## أهلا يا أبا ربيع ... زيارة أم لعب ؟؟؟..
-- لا .. لعب فيما يبدو ...!
منذ العام الماضي وربيع لم ينس حكاياتك عن القنص والتصويب في أيام خدمتك كصول بالجيش ...!
ويبدو لي أن إلحاحه في زيارتك في إجازة هذا العيد : وراءها سبب ما !!!.. أليس كذلك يا ربيع ؟؟!!..
>> ممممم .. الحقيقة يا أبي .. نعم ...
كنت أود منك يا خالي أن تجعلني أصوب ببندقيتك ولو لمرة واحدة !!.. أرجوك .................!
## بندقيتي أنا ؟!!!.. ألا تعرف يا ربيع أنه لا أحد يستخدم بندقيات الجيش خارج الجيش ؟!!!..
وخصوصا بعد التقاعد مثلي ؟؟!!..
>> أعني هذه البندقية يا خالي التي فوق الخزانة ... ماجد أخبرني عنها في الهاتف في آخر مكالمة بيننا ..!
أرجووووك يا خالي .. أريد أن أجرب التصويب .. رأيته في الكثير من الأفلام والكارتون .. وأريد أن أجربه بنفسي !
## فوق الخزانة ؟؟!!.. آآآآآآه .. نعم .... ههههه .. تقصد بندقية الصيد !!.. بندقية الرش ؟!!..
هل ظن ماجد أنها بندقية الجيش ؟!!!.. هذا الضعيف الفهم !!.. حُق له أن يرسب هذا العام أيضا !!!..
>> بندقية صيد .. بندقية رش .. هي أفضل بالتأكيد من المسدسات والبنادق البلاستيك التي يجلبها أبي لي في العيد !
## حسنا حسنا يا ربيع ... سوف أعطيك ما تريد فقط : لنجاحك هذا العام في الابتدائية بمجموع طيب .. ولكن :
هل ستقدر على حمل البندقية ؟؟!!.. أخشى أن تصيب نفسك ...
>> لا لا يا خالي .. لقد كنت أنفذ كل ما قلته لي في العيد العام الماضي عن كيفية الوضع الصحيح للإطلاق ..
لا تخف عليّ .. فقط : حدد لي ما تريد التصويب عليه وأنا أصوب عليه وسترى !!..
## حسنا حسنا .. سأرسم لكم دائرة على هذه القطعة من الخشب .. ولنرى مَن يصيب بداخلها ؟؟..
سنعقد مسابقة بينك وبين ماجد وعلي .. اتفقنا ؟؟؟..
>> اتفقنا .........
## ولكن ادعوا أولا أن أجد علبة خرطوش للبندقية !!!.. فلم أستخدمها منذ سنوات !!! هههه ..
----
(2)
-- أفضل شيء يا سناء أننا لم نأكل في بيت أخيك بالأعلى .. تعرفين أني ما كنت لأفعل ذلك ...
(()) نعم أعرف .. ولهذا قمت بإقناعهم لتناول الغداء بالأسفل في بيت أمي رحمها الله .. رغم أنه العام الثاني على التوالي ..
-- أرجو ألا يكون هذا الكلام يغضبك يا سناء .. ولكنك تعرفين ورعي في مثل هذه الأمور ...
(()) أعرف أعرف .. ولكن صدقني .. لقد تغير حال أخي كثيرا عما كان صولا في الجيش ...
ولا تصدقه في كل ما يحكيه .. هو يبالغ أحيانا ظنا منه أن ذلك يجلب إعجاب الآخرين بتلك الأفعال ..
-- هل عشرات السنين من الرشوة واستغلال حاجة العساكر في نزول الإجازات والكذب والوشاية بين الضباط :
يجلب الإعجاب ؟!!!.. هل هذه هي الفهلوة التي يفرح أخيك كلما نجح فيها كما يرى في التلفاز والأفلام الهابطة ؟!!..
(()) لا تنس أنه لم يكمل تعليمه يا محمود .. كما أنه يستثقل كثيرا أي كلام في الدين كما تعرف ...
-- كل ما أراه هو أنه قد قلل من فعل هذه الأشياء : بسبب تقاعده من الجيش فقط وإلا :
فانظري لحاله الآن ؟؟.. ما زال يتعامل بنفس الأخطاء والمحرمات في عمله في موقف السيارات ولكن بصورة أقل !
لقد حكى لي بالأمس هذه المصائب بافتخار للأسف !!..
يبدو أنه - وإلى الآن - لا يريد أن يستوعب الفرق بيني وبين مَن يُجالسهم من زبائنه وأصحابه مَن هم مثله !!..
(()) صدقني يا أبا ربيع .. أخي طيب القلب .. وأنا على يقين أنك لو تفرغت له يوما أو يومين لاستطعت التأثير فيه ..
-- تمنيت ذلك يا سناء أكثر من مرة .. ولكن لا فائدة .. كل مرة كان يقع ما يحول بيني وبينه ...
(()) وماذا عن ربيع ؟؟.. هل تركته يسمع شيئا من كلامه ؟؟..
-- لا لا .. الحمد لله .. بعض المقتطفات من هنا وهناك .. والتي لا تكفي ليربطها ببعضها البعض ...
ولا تنسي أن حتى ما يسمعه منه لا يدرك معناه تماما لأنه يظن أن خاله يحكي أشياء لا عيب فيها ولا حُرمة ...
(()) الولد ما زال منذ الأمس وهو يحكي لي عن كيف تفوق عليهم جميعا في التصويب بالبندقية وبطريقة صحيحة !
-- نعم نعم ما شاء الله بارك الله فيه .. الولد موهوب في التصويب بطريقة غريبة !!!..
يبدو أني مضطرا لأشتري له لعبة بندقية (محترمة) هذه المرة بدلا من البلاستيكات التي أشتريها له في كل مرة !
الحقيقة :
لا أريده أن يذهب إلى هناك مرة أخرى أو يرى الآخرون موهبته الفذة تلك .. أعتقد أنهم سيحسدونه ...
والأمر أصلا لا يحتمل !!.. فـ ربيع متفوق دراسيا وذكي ومهذب والكل يحبه والحمد لله ...
ولا أريد أن يزيد اكتشافهم لموهبته الجديدة الطين بلة ....
أرجو أن تتفهمي قصدي يا سناء من غير سوء ظن ...
(()) لا عليك يا أبا ربيع .. إنه ابني أيضا كما هو ابنك .. وأنا أخشى عليه مثلك ....
----
(3)
>> هل أنت واثق يا ماجد من هذا الطريق ومن هذا الاختيار ؟؟؟..
لا تنس أن ذلك سيكون مجالك طيلة عمرك فيما بعد !!.. فعلى ما فهمت من خالي :
أن دخول الجيش : ليس بسهولة الخروج منه !!!..
/// لا تقلق يا ربيع .. أنا بالفعل أريد أن أكون مثل أبي في الجيش .. والصراحة :
يبدو أني ليس لي مستقبل في إكمال التعليم مثلك .. ولا أحلم أصلا بدخول الجامعة يوما !!!..
وأما في الجيش : وحتى مع هذا السن الصغير لي :
فيمكنك أن تراني وأنا صول أصدر الأوامر لجنود أكبر مني سنا من خريجي الجامعات !!!!..
هذا يعني أن مكانتي المعنوية محفوظة لا تخف .. بل الأكثر من ذلك : أن المادية أخرى مشرقة !!..
فمزايا الجيش والإلتحاق بصف الضباط فيه ولو حتى صول مثلي : لا تقاوم .. وخصوصا في هذا الزمان ..
راتب جيد وثابت - رغم عدم إكمالي للتعليم - : بالإضافة لـ .......
>> حسنا حسنا يا ماجد .. أفهم من ذلك إذن أنه لا مانع لديك ولن تندم فيما بعد ؟؟؟..
/// لا لا لا إطلاقا .. مَن أخبرك بذلك ؟؟؟.. هل أخبرتك عمتي بأن تحاول إثنائي عن هذا الطريق ؟
هل تغار مني يا ربيع ؟؟.. يمكنك أن تفعل مثلي لو أردت .. وخصوصا مع موهبتك الكبيرة في التصويب ..
لقد قال لي أبي يوما أنك لو دخلت الجيش وعرضت عليهم هذه الموهبة :
فأنت كنز لهم في المسابقات المحلية والدولية في التصويب .. وأنهم سوف يقومون بترقيتك .. و....
>> لا لا يا ماجد .. لا أرغب في هذا الطريق .. لا أميل إليه .. أريد أن أكون طبيبا أو مهندسا ..
/// أنت وما تشاء يا ربيع ... ولعلها آخر مرة ألقاك فيها قبل أن ألتحق بالجيش ..
لا تنساني من دعائك يا ابن عمتي .. فأنت من أطيب مَن عرفتهم في هذه العائلة من سننا المتقارب ..
وأتمنى لك التوفيق في مستقبلك أنت كذلك ...
----
(4)
(()) هذه أول مرة ستبتعد عني فيها يا ربيع ..
>> يا أمي لا تقلقي .. ولا تعامليني كطفل صغير .. لقد صرت مهندسا وصرت رجلا يعتمد على نفسه !
(()) وهل تسمي ابن الـ 23 سنة رجلا يعتمد على نفسه ؟!!..
>> نعم بالطبع .. رجل ونصف أيضا :): هل نسيتي الصحابة في زمن النبي ؟!.. كان يقودهم شابٌ أقل من العشرين !
-- لا تقلقي يا سناء .. بإذن الله لن يمكث فترة الجيش الأولى كلها هناك .. سنحاول أن ينزل إجازة بالواسطة ..
(()) المفترض أن ماجد يتصل بنا الآن .. اتصلت به منذ ساعة وكان مشغولا .. هو لديه علم بدخولك الجيش ..
>> يا أمي الحبيبة .. أنت أعطيت الموضوع أكبر من حجمه : حتى أنك دفعتي بأبي ليبحث عن واسطة !!!..
ورغم أنك أكثر من تعرفين مدى كراهيته للواسطة والواسطات ..
(()) لا .. هذه الواسطة لتنزل إجازة : تختلف عن الواسطات التي يكرهها أبوك والتي تأخذ بها حق الآخرين ...
>> حتى لو كان ذلك كذلك !.. فأنا أيضا أكره أن يكون لأحد منة على أبي يمتن عليه بها على شيء لم يحتـــ ....
تررررن ... ترررررررررررررررررن .. تررررررررررررن ...
(()) هذا ماجد بالتأكيد .. أخبرني أنه سيتصل بي وقد كان مشغولا ... هيا يا ربيع .. رد عليه ..
>> وماذا أقول له ؟؟.. ألا تعلمان أنه يحق لكما زيارتي أصلا في فترة معسكر التدريب هناك ؟!.. وبلا واسطة !!..
(()) يا بني .. لا تتعب قلبي الله يرضيك .. ماجد له معارفه وقد ينفعك هناك في أكثر من شيء .. رد عليه .. هيا ..
>> حسنا .. ولكن سأسلم عليه فقط .. لأني لم أكلمه منذ فترة كبيرة ...
السلام عليكم .. كيف حالك يا ماجد ؟؟.. الحمد لله .. وأنا أيضا كذلك .. اشتقت لصوتك ...
ها ؟؟.. نعم نعم .. من يوم الاثنين القادم إن شاء الله .. في معسكر بني يوسف .. الهرم ...
طبعا يا سيدي !!.. لقد صرت أنت صف ضابط له وزنه وأمره ونهيه على خريجي الكليات المهندسين أمثالي !! هههه ..
يا ماجد !!.. وماذا عن اتصالك بي منذ عام لتشكو لي حال الجيش وعيشك فيه وندمك عليه وأنه قد ضيع زهرة شبابك ؟!
هههههه .. هذه الأشياء يمكنك الضحك بها على خالي وزوجة خالي أو عمتك وأبي !!.. ولكن أنا ؟!!!!...
حاول مع شخص آخر ....... :):
حسنا حسنا .. لن أمزح معك .. طبعا سأخبرك إن شاء الله فور استقراري هناك برقم الكتيبة ...
ولكن رجاء يا ماجد : لا تتعب نفسك بسببي ولا تــُحمّل نفسك جمائل للآخرين من أجلي .. نعم ...
أستطيع تدبر أمري إن شاء الله كما تعرف ... مَن كان مع الله دوما : كان الله معه ...
أعرف هذا .. كل شكري وتقديري لك .. أنت تعرف منزلتك عندي مثل أخي الصغير أسامة وأكثر ...
بالتوفيق ....
----
(5)
>> لماذا ستضع قطع المنديل الورقي في أذنيك يا شيخ سعيد ؟؟.. هل تخاف من صوت الرصاص ؟؟!!
><>< نعم يا ربيع .. هل لديك اعتراض ؟!!.. ألا تسمع دوي الرصاص الرهيب ؟؟..
>> ((الرهيب)) !!.. هل تسمي هذا الصوت رهيبا ؟؟؟..! عجيب ! وماذا ستفعل لو وقعت حرب حقيقية إذن ؟
هل ستملأ أذنيك شمعا أو دهنا حتى لا تسمع شيئا ؟!!.. ههههه .. كنت أظنك أكثر جلدا من ذلك يا سعيد ..
ولو نظرا لحجمك يا أخي !.. عيبٌ عليك والله وأنت بهذا الطول والعرض أن يفعل بك صوت الرصاص هكذا !!!..
ماذا سيقول باقي العساكر الآن وهم يرون أحد الشيوخ الثلاثة في العنبر بهذا المنظر ؟!!..
سوف تسيء لسمعتنا هكذا يا شيخ سعيد : ولن يتقبل فتوانا بعد ذلك أحد :): ..
هل كل خريجي آداب لغة عربية يفعلون كذلك ؟؟..!
><>< يا عم ربيع .. الأمر ليس خوفا ... وإنما .... إنما ... يمكنك أن تسميه اهتزاز واضطراب وقلق ...!
صوت الرصاص الشديد يجعلني أهتز واضطرب .. ربما لأنها أول مرة في حياتي ... ثم انظر هناك :
أنت لا تتصور قوة الصوت لأننا لا زلنا في منتصف الطابور وبعيدين عن صف الرماية .. تخيل عندما نصل هناك !
بالتأكيد ستطلب مني قطعا من المنديل الورقي أنت كذلك .. ولن أعطيك .......!
>> هل سمعت ذلك يا شيخ وحيد ؟؟.. يقول لك ............ شيخ وحيد ؟.. هل سمعت كلامنا ؟؟..
هل أنت معنا ؟؟...
** هاه ؟؟!!.. عذرا يا أخي .. عذرا يا ربيع .. لم أكن منتبها لحديثكما .. ماذا قال ؟؟؟..
>> بل أنت : ما الذي شغلك في وقت كهذا ونحن على بعد خمسين مترا من صف الرماية يا فقيه ؟!!..
هل تفكر في خطيبتك ؟!!!..
** لا لا .. خطيبتي ماذا في هذا الموقف يا حاج ربيع :): .. لقد طفت بتفكيري لأبعد من ذلك بكثير ...
>> ماذا ؟؟.. هل خطبت أكثر من واحدة ؟؟؟..
** لا يا أخي .. لا أمزح ... حسنا ....
لقد تفكرت في غزة والقدس وفلسطين أخي .. ياااااه .. تفكرت في اليوم الذي نحارب فيه أعداء الله اليهود بالفعل !
وتساءلت في نفسي : هل يمكن أن يُكتب لنا حربهم في هذا الجيل الذي نعيشه ؟؟؟..
هل ستكون مجرد حرب عادية مع اليهود المغتصبين لـ قدسنا والمسجد الأقصى ؟؟؟.. أم ستكون هي المعركة الكبرى ؟
المعركة مع المهدي ومع المسيح عليه السلام ؟؟.. لا أعرف ...
ما رأيك أنت وتوقعك يا أخي ؟؟...
ربيع ...؟
شيخ ربيع .....؟
ما هذا ؟؟..
هل تبكي ؟؟؟؟؟!
سبحان الله العظيم !!... لم أكن أعرف أن كلامي هذا سيؤثر فيك هكذا ....!
----
^^ ما اسمك ؟؟..
>> جندي مجند : ربيع محمود يسري حمدان يا أفندم ..
^^ حسنا يا ربيع .. ضع هذه في كتفك هكذا حتى تمتص الصدمة عند الإطلاق .. و ........
>> أعرف أعرف يا أفندم .. لقد تعودت على قواعد التصويب الصحيحة وكيفية إمساك البندقية منذ صغري ...
^^ حسنا يا ربيع .. يبدو أنك متحمس للغاية للتصويب .. ما بال صديقك هذا يضع ما يضعه في أذنيه ؟؟..
>> صدقني يا أفندم : أخشى أن يصيب أحدا بهذه البندقية التي في يده .. أعرف أنه سيغمض عينيه عند الضرب !
^^ هههه .. لا تخف .. لذلك جعلنا مع كل عسكري صف ضابط حتى لا تقع مصيبة في الضرب .. والآن :
صوب على الشاخص هناك ... هيا ....
طططططووووووو ...
^^ !!!!..
طططططططوووووووووو
^^ ما شاء الله !!!!.. المرتان في منتصف الدائرة تماما ؟؟!!!!!.. أكمل يا ربيع .. أكمل ....!
طططططططططوووووووووووووووو
ططططططططططططوووووووووووووووووووو
^^ هههههه .. انظر إلى صديقك !!.. لقد ضرب كل رصاصاته في الأرض أمامه بأمتار !!!!...
>> ألم أقل لك أنه سيغمض عينيه ولن يمسك البندقية بالوضع الصحيح !!!..
^^ حسنا يا ربيع .. أكمل تصويبك لتقوم بجمع الفارغ مع الباقين ... هيا ....
هل تريد أن أخبر سيادة المقدم عنك ؟؟.. يمكنك أن تنضم لفريق التصويب هنا في المعسكر ؟؟؟..
ما مؤهلك الجامعي ؟؟؟..
>> مهندس يا أفندم .......... مممممم .. ولا .. لا أرغب رجاء في أن تخبر أحدا عني شيئا ...
أريد أن أنهي عامي هذا بأسرع وقت ممكن .. ولو عرفوا بي : فلربما ضموني إليهم لسنوات ....!
شكرا لك ...
----
(6)
/// هههههه .. لا أصدق أنك قمت بخداعهم كلهم طيلة هذه الفترة في الجيش وحتى نهايته ..
آخر موقف حكيته لي أضحكني أيما ضحك يا ربيع !!!..
>> لقد قاموا بإعطائي ثلث زخيرة الكتيبة تقريبا في يوم الرماية هذا لأقوم بإفراغها نيابة عن زملائي ....!
وعندما لاحظ العقيد دقة تصويبي أتى إليّ ...
فلما انتبهت - صدقني - قمت بالتصويب في الجبل البعيد قرب سور المعسكر والسلك الشائك !!!..
فانصرف عني ...
/// هههه .. نعم نعم .. أتصور المشهد .. كأنه فيلم كوميدي أمامي ....
ولكن صراحة يا ربيع .. أنت مخطيء .. أو على الأقل : كان ينبغي لك أن تفكر في الأمر بجدية أكثر ..
هذه فرصة كبيرة كانت مفتوحة لك : لا ينالها إلا القليلون في الجيش ...
ألا تعلم ما يمثله الموهوبون في مختلف الرياضات لقادة الجيش ؟؟.. كنت سترتاح كثيرا بدلا من عامك هذا !
>> صدقني يا ماجد .. وعلى قدر ما تعبت بالفعل كعسكري في هذا العام :
على قدر ما تعلمت منه أشياء كثيرة جدا يصعب حصرها ...
/// لا تقل لي في الدين ؟؟؟..
>> بلى هي كذلك .. في الدين والحياة عموما وطبائع البشر ...
يمكنك أن تعتبر هذا العام هو عام (التطبيق العملي) لما قرأته في حياتي للآن من القرآن ومختلف الكتب ..
والحمد لله تعالى : أعتبر نفسي وقد استفدت منه أيما استفادة .. وخرجت منه بأفضل مما دخلت ...
/// غريب كلامك يا ربيع .. بل دوما كلامك غريب !.. ولكنه صحيح ...
بالفعل في الجيش تتعلم أشياء كثيرة ... ولكن المشكلة أن تكون (مضطرا) للعيش مع أسوأها !!!..
أتعلم يا ربيع ......
لو كانت لدي موهبة حقيقية في التصويب كموهبتك : لكان لي شأن آخر تماما اليوم ؟!!!..
سبحان الله !!..
أنا أعطي رشوة حتى يعطوني أعلى التقييمات بعد الرماية : وأنت تخدعهم بأنك ضعيف في الرماية !
أنا أريد الاستمرار بالجيش والترقي فيه بأي وسيلة : وأنت تهرب منه ومما فيه !!!..
>> صدقني يا ماجد ... على قدر احترامي لمعاني الجيش والحرب والجهاد ..
وحتى التقشف الذي كانوا يدفعوننا للانغماس فيه عمدا وكان ينتقده العساكر :
أرى أنه واجب لكل مَن رغب حقا في الجهاد يوما !!.. أم حسبوا الجهاد راحة ودورة مياه أفرنجي وأكل نظيف ؟!
ولكن رغم كل ذلك :
إلا أن ما سمعته عن الجيش من قبل : وما رأيته فيه بنفسي من عدد من السلبيات :
لم يكن ليناسبني أبدا العيش فيه أو الاستمرار به من دون مشاكل ... وأعتقد أنه يسهل عليك فهمي في ذلك ..
فلدي عزة نفس بإسلامي وديني وأدبي وأخلاقي وفكري الحر الخارج عن الطاعة العمياء :
ما يتعارض كثيرا مع حياة الجيش بواقعه الحالي كما تعرف ... هل أصبت ؟
/// ممممم .. فعلا .. بالنسبة لحالتك وشخصيتك : هذا صحيح ...
>> وماذا عنك أنت ؟؟؟..
/// بالنسبة لي : الجيش هو قوة وسلطة !!.. إما تكون في يدك : فيخضع لها كل مَن دونك في الرتبة ....
وإما أن تكون في يد مَن هو أعلى منك : فيجب عليك الخضوع له ساعتها طوعا أو كرها ...!
ولا يمثل ذلك لي أي غضاضة أبدا بل العكس :
أسعى بكل الطرق للترقي وامتلاك أي قدر من تلك القوة يمكنني الحصول عليه ....
وبالفعل .. رأيت أمثالك من الضباط والمقدمين الذين احتككت بهم في سنواتي الماضية في الجيش :
يتأخرون أو يُعرقلون ولا يتقدمون !!... هذا : وهم أقل منك في صفاتك والتزامك وتدينك !!!..
فماذا عن مصيرك بالفعل لو كنت استمريت ؟؟..
أرى أن الله تعالى قد كتب لكل منا طريقه الذي ارتضاه ...
وهنيئا لك خروجك من الجيش ...
واليوم تفتح لك الدنيا ذراعيها فانطلق ...
بالتوفيق ...
----
يُـتبع إن شاء الله ...
قصة قصيرة على جزئين ..
(1)
>> كم أمامنا من وقت إلى الغداء يا أمي ؟؟..
(()) أمامنا ساعة تقريبا وإلى أن ينضج لحم العيد وننتهي من إعداد الطعام للرجال ...
>> حسنا ... هل يمكنني أن أستأذن أبي في أن نصعد إلى شقة خالي بالأعلى لألعب مع ماجد وعلي ؟؟..
(()) لو وافق أبوك فافعل .. ولكن لا تتأخران بالأعلى يا ربيع ..
----
## أهلا يا أبا ربيع ... زيارة أم لعب ؟؟؟..
-- لا .. لعب فيما يبدو ...!
منذ العام الماضي وربيع لم ينس حكاياتك عن القنص والتصويب في أيام خدمتك كصول بالجيش ...!
ويبدو لي أن إلحاحه في زيارتك في إجازة هذا العيد : وراءها سبب ما !!!.. أليس كذلك يا ربيع ؟؟!!..
>> ممممم .. الحقيقة يا أبي .. نعم ...
كنت أود منك يا خالي أن تجعلني أصوب ببندقيتك ولو لمرة واحدة !!.. أرجوك .................!
## بندقيتي أنا ؟!!!.. ألا تعرف يا ربيع أنه لا أحد يستخدم بندقيات الجيش خارج الجيش ؟!!!..
وخصوصا بعد التقاعد مثلي ؟؟!!..
>> أعني هذه البندقية يا خالي التي فوق الخزانة ... ماجد أخبرني عنها في الهاتف في آخر مكالمة بيننا ..!
أرجووووك يا خالي .. أريد أن أجرب التصويب .. رأيته في الكثير من الأفلام والكارتون .. وأريد أن أجربه بنفسي !
## فوق الخزانة ؟؟!!.. آآآآآآه .. نعم .... ههههه .. تقصد بندقية الصيد !!.. بندقية الرش ؟!!..
هل ظن ماجد أنها بندقية الجيش ؟!!!.. هذا الضعيف الفهم !!.. حُق له أن يرسب هذا العام أيضا !!!..
>> بندقية صيد .. بندقية رش .. هي أفضل بالتأكيد من المسدسات والبنادق البلاستيك التي يجلبها أبي لي في العيد !
## حسنا حسنا يا ربيع ... سوف أعطيك ما تريد فقط : لنجاحك هذا العام في الابتدائية بمجموع طيب .. ولكن :
هل ستقدر على حمل البندقية ؟؟!!.. أخشى أن تصيب نفسك ...
>> لا لا يا خالي .. لقد كنت أنفذ كل ما قلته لي في العيد العام الماضي عن كيفية الوضع الصحيح للإطلاق ..
لا تخف عليّ .. فقط : حدد لي ما تريد التصويب عليه وأنا أصوب عليه وسترى !!..
## حسنا حسنا .. سأرسم لكم دائرة على هذه القطعة من الخشب .. ولنرى مَن يصيب بداخلها ؟؟..
سنعقد مسابقة بينك وبين ماجد وعلي .. اتفقنا ؟؟؟..
>> اتفقنا .........
## ولكن ادعوا أولا أن أجد علبة خرطوش للبندقية !!!.. فلم أستخدمها منذ سنوات !!! هههه ..
----
(2)
-- أفضل شيء يا سناء أننا لم نأكل في بيت أخيك بالأعلى .. تعرفين أني ما كنت لأفعل ذلك ...
(()) نعم أعرف .. ولهذا قمت بإقناعهم لتناول الغداء بالأسفل في بيت أمي رحمها الله .. رغم أنه العام الثاني على التوالي ..
-- أرجو ألا يكون هذا الكلام يغضبك يا سناء .. ولكنك تعرفين ورعي في مثل هذه الأمور ...
(()) أعرف أعرف .. ولكن صدقني .. لقد تغير حال أخي كثيرا عما كان صولا في الجيش ...
ولا تصدقه في كل ما يحكيه .. هو يبالغ أحيانا ظنا منه أن ذلك يجلب إعجاب الآخرين بتلك الأفعال ..
-- هل عشرات السنين من الرشوة واستغلال حاجة العساكر في نزول الإجازات والكذب والوشاية بين الضباط :
يجلب الإعجاب ؟!!!.. هل هذه هي الفهلوة التي يفرح أخيك كلما نجح فيها كما يرى في التلفاز والأفلام الهابطة ؟!!..
(()) لا تنس أنه لم يكمل تعليمه يا محمود .. كما أنه يستثقل كثيرا أي كلام في الدين كما تعرف ...
-- كل ما أراه هو أنه قد قلل من فعل هذه الأشياء : بسبب تقاعده من الجيش فقط وإلا :
فانظري لحاله الآن ؟؟.. ما زال يتعامل بنفس الأخطاء والمحرمات في عمله في موقف السيارات ولكن بصورة أقل !
لقد حكى لي بالأمس هذه المصائب بافتخار للأسف !!..
يبدو أنه - وإلى الآن - لا يريد أن يستوعب الفرق بيني وبين مَن يُجالسهم من زبائنه وأصحابه مَن هم مثله !!..
(()) صدقني يا أبا ربيع .. أخي طيب القلب .. وأنا على يقين أنك لو تفرغت له يوما أو يومين لاستطعت التأثير فيه ..
-- تمنيت ذلك يا سناء أكثر من مرة .. ولكن لا فائدة .. كل مرة كان يقع ما يحول بيني وبينه ...
(()) وماذا عن ربيع ؟؟.. هل تركته يسمع شيئا من كلامه ؟؟..
-- لا لا .. الحمد لله .. بعض المقتطفات من هنا وهناك .. والتي لا تكفي ليربطها ببعضها البعض ...
ولا تنسي أن حتى ما يسمعه منه لا يدرك معناه تماما لأنه يظن أن خاله يحكي أشياء لا عيب فيها ولا حُرمة ...
(()) الولد ما زال منذ الأمس وهو يحكي لي عن كيف تفوق عليهم جميعا في التصويب بالبندقية وبطريقة صحيحة !
-- نعم نعم ما شاء الله بارك الله فيه .. الولد موهوب في التصويب بطريقة غريبة !!!..
يبدو أني مضطرا لأشتري له لعبة بندقية (محترمة) هذه المرة بدلا من البلاستيكات التي أشتريها له في كل مرة !
الحقيقة :
لا أريده أن يذهب إلى هناك مرة أخرى أو يرى الآخرون موهبته الفذة تلك .. أعتقد أنهم سيحسدونه ...
والأمر أصلا لا يحتمل !!.. فـ ربيع متفوق دراسيا وذكي ومهذب والكل يحبه والحمد لله ...
ولا أريد أن يزيد اكتشافهم لموهبته الجديدة الطين بلة ....
أرجو أن تتفهمي قصدي يا سناء من غير سوء ظن ...
(()) لا عليك يا أبا ربيع .. إنه ابني أيضا كما هو ابنك .. وأنا أخشى عليه مثلك ....
----
(3)
>> هل أنت واثق يا ماجد من هذا الطريق ومن هذا الاختيار ؟؟؟..
لا تنس أن ذلك سيكون مجالك طيلة عمرك فيما بعد !!.. فعلى ما فهمت من خالي :
أن دخول الجيش : ليس بسهولة الخروج منه !!!..
/// لا تقلق يا ربيع .. أنا بالفعل أريد أن أكون مثل أبي في الجيش .. والصراحة :
يبدو أني ليس لي مستقبل في إكمال التعليم مثلك .. ولا أحلم أصلا بدخول الجامعة يوما !!!..
وأما في الجيش : وحتى مع هذا السن الصغير لي :
فيمكنك أن تراني وأنا صول أصدر الأوامر لجنود أكبر مني سنا من خريجي الجامعات !!!!..
هذا يعني أن مكانتي المعنوية محفوظة لا تخف .. بل الأكثر من ذلك : أن المادية أخرى مشرقة !!..
فمزايا الجيش والإلتحاق بصف الضباط فيه ولو حتى صول مثلي : لا تقاوم .. وخصوصا في هذا الزمان ..
راتب جيد وثابت - رغم عدم إكمالي للتعليم - : بالإضافة لـ .......
>> حسنا حسنا يا ماجد .. أفهم من ذلك إذن أنه لا مانع لديك ولن تندم فيما بعد ؟؟؟..
/// لا لا لا إطلاقا .. مَن أخبرك بذلك ؟؟؟.. هل أخبرتك عمتي بأن تحاول إثنائي عن هذا الطريق ؟
هل تغار مني يا ربيع ؟؟.. يمكنك أن تفعل مثلي لو أردت .. وخصوصا مع موهبتك الكبيرة في التصويب ..
لقد قال لي أبي يوما أنك لو دخلت الجيش وعرضت عليهم هذه الموهبة :
فأنت كنز لهم في المسابقات المحلية والدولية في التصويب .. وأنهم سوف يقومون بترقيتك .. و....
>> لا لا يا ماجد .. لا أرغب في هذا الطريق .. لا أميل إليه .. أريد أن أكون طبيبا أو مهندسا ..
/// أنت وما تشاء يا ربيع ... ولعلها آخر مرة ألقاك فيها قبل أن ألتحق بالجيش ..
لا تنساني من دعائك يا ابن عمتي .. فأنت من أطيب مَن عرفتهم في هذه العائلة من سننا المتقارب ..
وأتمنى لك التوفيق في مستقبلك أنت كذلك ...
----
(4)
(()) هذه أول مرة ستبتعد عني فيها يا ربيع ..
>> يا أمي لا تقلقي .. ولا تعامليني كطفل صغير .. لقد صرت مهندسا وصرت رجلا يعتمد على نفسه !
(()) وهل تسمي ابن الـ 23 سنة رجلا يعتمد على نفسه ؟!!..
>> نعم بالطبع .. رجل ونصف أيضا :): هل نسيتي الصحابة في زمن النبي ؟!.. كان يقودهم شابٌ أقل من العشرين !
-- لا تقلقي يا سناء .. بإذن الله لن يمكث فترة الجيش الأولى كلها هناك .. سنحاول أن ينزل إجازة بالواسطة ..
(()) المفترض أن ماجد يتصل بنا الآن .. اتصلت به منذ ساعة وكان مشغولا .. هو لديه علم بدخولك الجيش ..
>> يا أمي الحبيبة .. أنت أعطيت الموضوع أكبر من حجمه : حتى أنك دفعتي بأبي ليبحث عن واسطة !!!..
ورغم أنك أكثر من تعرفين مدى كراهيته للواسطة والواسطات ..
(()) لا .. هذه الواسطة لتنزل إجازة : تختلف عن الواسطات التي يكرهها أبوك والتي تأخذ بها حق الآخرين ...
>> حتى لو كان ذلك كذلك !.. فأنا أيضا أكره أن يكون لأحد منة على أبي يمتن عليه بها على شيء لم يحتـــ ....
تررررن ... ترررررررررررررررررن .. تررررررررررررن ...
(()) هذا ماجد بالتأكيد .. أخبرني أنه سيتصل بي وقد كان مشغولا ... هيا يا ربيع .. رد عليه ..
>> وماذا أقول له ؟؟.. ألا تعلمان أنه يحق لكما زيارتي أصلا في فترة معسكر التدريب هناك ؟!.. وبلا واسطة !!..
(()) يا بني .. لا تتعب قلبي الله يرضيك .. ماجد له معارفه وقد ينفعك هناك في أكثر من شيء .. رد عليه .. هيا ..
>> حسنا .. ولكن سأسلم عليه فقط .. لأني لم أكلمه منذ فترة كبيرة ...
السلام عليكم .. كيف حالك يا ماجد ؟؟.. الحمد لله .. وأنا أيضا كذلك .. اشتقت لصوتك ...
ها ؟؟.. نعم نعم .. من يوم الاثنين القادم إن شاء الله .. في معسكر بني يوسف .. الهرم ...
طبعا يا سيدي !!.. لقد صرت أنت صف ضابط له وزنه وأمره ونهيه على خريجي الكليات المهندسين أمثالي !! هههه ..
يا ماجد !!.. وماذا عن اتصالك بي منذ عام لتشكو لي حال الجيش وعيشك فيه وندمك عليه وأنه قد ضيع زهرة شبابك ؟!
هههههه .. هذه الأشياء يمكنك الضحك بها على خالي وزوجة خالي أو عمتك وأبي !!.. ولكن أنا ؟!!!!...
حاول مع شخص آخر ....... :):
حسنا حسنا .. لن أمزح معك .. طبعا سأخبرك إن شاء الله فور استقراري هناك برقم الكتيبة ...
ولكن رجاء يا ماجد : لا تتعب نفسك بسببي ولا تــُحمّل نفسك جمائل للآخرين من أجلي .. نعم ...
أستطيع تدبر أمري إن شاء الله كما تعرف ... مَن كان مع الله دوما : كان الله معه ...
أعرف هذا .. كل شكري وتقديري لك .. أنت تعرف منزلتك عندي مثل أخي الصغير أسامة وأكثر ...
بالتوفيق ....
----
(5)
>> لماذا ستضع قطع المنديل الورقي في أذنيك يا شيخ سعيد ؟؟.. هل تخاف من صوت الرصاص ؟؟!!
><>< نعم يا ربيع .. هل لديك اعتراض ؟!!.. ألا تسمع دوي الرصاص الرهيب ؟؟..
>> ((الرهيب)) !!.. هل تسمي هذا الصوت رهيبا ؟؟؟..! عجيب ! وماذا ستفعل لو وقعت حرب حقيقية إذن ؟
هل ستملأ أذنيك شمعا أو دهنا حتى لا تسمع شيئا ؟!!.. ههههه .. كنت أظنك أكثر جلدا من ذلك يا سعيد ..
ولو نظرا لحجمك يا أخي !.. عيبٌ عليك والله وأنت بهذا الطول والعرض أن يفعل بك صوت الرصاص هكذا !!!..
ماذا سيقول باقي العساكر الآن وهم يرون أحد الشيوخ الثلاثة في العنبر بهذا المنظر ؟!!..
سوف تسيء لسمعتنا هكذا يا شيخ سعيد : ولن يتقبل فتوانا بعد ذلك أحد :): ..
هل كل خريجي آداب لغة عربية يفعلون كذلك ؟؟..!
><>< يا عم ربيع .. الأمر ليس خوفا ... وإنما .... إنما ... يمكنك أن تسميه اهتزاز واضطراب وقلق ...!
صوت الرصاص الشديد يجعلني أهتز واضطرب .. ربما لأنها أول مرة في حياتي ... ثم انظر هناك :
أنت لا تتصور قوة الصوت لأننا لا زلنا في منتصف الطابور وبعيدين عن صف الرماية .. تخيل عندما نصل هناك !
بالتأكيد ستطلب مني قطعا من المنديل الورقي أنت كذلك .. ولن أعطيك .......!
>> هل سمعت ذلك يا شيخ وحيد ؟؟.. يقول لك ............ شيخ وحيد ؟.. هل سمعت كلامنا ؟؟..
هل أنت معنا ؟؟...
** هاه ؟؟!!.. عذرا يا أخي .. عذرا يا ربيع .. لم أكن منتبها لحديثكما .. ماذا قال ؟؟؟..
>> بل أنت : ما الذي شغلك في وقت كهذا ونحن على بعد خمسين مترا من صف الرماية يا فقيه ؟!!..
هل تفكر في خطيبتك ؟!!!..
** لا لا .. خطيبتي ماذا في هذا الموقف يا حاج ربيع :): .. لقد طفت بتفكيري لأبعد من ذلك بكثير ...
>> ماذا ؟؟.. هل خطبت أكثر من واحدة ؟؟؟..
** لا يا أخي .. لا أمزح ... حسنا ....
لقد تفكرت في غزة والقدس وفلسطين أخي .. ياااااه .. تفكرت في اليوم الذي نحارب فيه أعداء الله اليهود بالفعل !
وتساءلت في نفسي : هل يمكن أن يُكتب لنا حربهم في هذا الجيل الذي نعيشه ؟؟؟..
هل ستكون مجرد حرب عادية مع اليهود المغتصبين لـ قدسنا والمسجد الأقصى ؟؟؟.. أم ستكون هي المعركة الكبرى ؟
المعركة مع المهدي ومع المسيح عليه السلام ؟؟.. لا أعرف ...
ما رأيك أنت وتوقعك يا أخي ؟؟...
ربيع ...؟
شيخ ربيع .....؟
ما هذا ؟؟..
هل تبكي ؟؟؟؟؟!
سبحان الله العظيم !!... لم أكن أعرف أن كلامي هذا سيؤثر فيك هكذا ....!
----
^^ ما اسمك ؟؟..
>> جندي مجند : ربيع محمود يسري حمدان يا أفندم ..
^^ حسنا يا ربيع .. ضع هذه في كتفك هكذا حتى تمتص الصدمة عند الإطلاق .. و ........
>> أعرف أعرف يا أفندم .. لقد تعودت على قواعد التصويب الصحيحة وكيفية إمساك البندقية منذ صغري ...
^^ حسنا يا ربيع .. يبدو أنك متحمس للغاية للتصويب .. ما بال صديقك هذا يضع ما يضعه في أذنيه ؟؟..
>> صدقني يا أفندم : أخشى أن يصيب أحدا بهذه البندقية التي في يده .. أعرف أنه سيغمض عينيه عند الضرب !
^^ هههه .. لا تخف .. لذلك جعلنا مع كل عسكري صف ضابط حتى لا تقع مصيبة في الضرب .. والآن :
صوب على الشاخص هناك ... هيا ....
طططططووووووو ...
^^ !!!!..
طططططططوووووووووو
^^ ما شاء الله !!!!.. المرتان في منتصف الدائرة تماما ؟؟!!!!!.. أكمل يا ربيع .. أكمل ....!
طططططططططوووووووووووووووو
ططططططططططططوووووووووووووووووووو
^^ هههههه .. انظر إلى صديقك !!.. لقد ضرب كل رصاصاته في الأرض أمامه بأمتار !!!!...
>> ألم أقل لك أنه سيغمض عينيه ولن يمسك البندقية بالوضع الصحيح !!!..
^^ حسنا يا ربيع .. أكمل تصويبك لتقوم بجمع الفارغ مع الباقين ... هيا ....
هل تريد أن أخبر سيادة المقدم عنك ؟؟.. يمكنك أن تنضم لفريق التصويب هنا في المعسكر ؟؟؟..
ما مؤهلك الجامعي ؟؟؟..
>> مهندس يا أفندم .......... مممممم .. ولا .. لا أرغب رجاء في أن تخبر أحدا عني شيئا ...
أريد أن أنهي عامي هذا بأسرع وقت ممكن .. ولو عرفوا بي : فلربما ضموني إليهم لسنوات ....!
شكرا لك ...
----
(6)
/// هههههه .. لا أصدق أنك قمت بخداعهم كلهم طيلة هذه الفترة في الجيش وحتى نهايته ..
آخر موقف حكيته لي أضحكني أيما ضحك يا ربيع !!!..
>> لقد قاموا بإعطائي ثلث زخيرة الكتيبة تقريبا في يوم الرماية هذا لأقوم بإفراغها نيابة عن زملائي ....!
وعندما لاحظ العقيد دقة تصويبي أتى إليّ ...
فلما انتبهت - صدقني - قمت بالتصويب في الجبل البعيد قرب سور المعسكر والسلك الشائك !!!..
فانصرف عني ...
/// هههه .. نعم نعم .. أتصور المشهد .. كأنه فيلم كوميدي أمامي ....
ولكن صراحة يا ربيع .. أنت مخطيء .. أو على الأقل : كان ينبغي لك أن تفكر في الأمر بجدية أكثر ..
هذه فرصة كبيرة كانت مفتوحة لك : لا ينالها إلا القليلون في الجيش ...
ألا تعلم ما يمثله الموهوبون في مختلف الرياضات لقادة الجيش ؟؟.. كنت سترتاح كثيرا بدلا من عامك هذا !
>> صدقني يا ماجد .. وعلى قدر ما تعبت بالفعل كعسكري في هذا العام :
على قدر ما تعلمت منه أشياء كثيرة جدا يصعب حصرها ...
/// لا تقل لي في الدين ؟؟؟..
>> بلى هي كذلك .. في الدين والحياة عموما وطبائع البشر ...
يمكنك أن تعتبر هذا العام هو عام (التطبيق العملي) لما قرأته في حياتي للآن من القرآن ومختلف الكتب ..
والحمد لله تعالى : أعتبر نفسي وقد استفدت منه أيما استفادة .. وخرجت منه بأفضل مما دخلت ...
/// غريب كلامك يا ربيع .. بل دوما كلامك غريب !.. ولكنه صحيح ...
بالفعل في الجيش تتعلم أشياء كثيرة ... ولكن المشكلة أن تكون (مضطرا) للعيش مع أسوأها !!!..
أتعلم يا ربيع ......
لو كانت لدي موهبة حقيقية في التصويب كموهبتك : لكان لي شأن آخر تماما اليوم ؟!!!..
سبحان الله !!..
أنا أعطي رشوة حتى يعطوني أعلى التقييمات بعد الرماية : وأنت تخدعهم بأنك ضعيف في الرماية !
أنا أريد الاستمرار بالجيش والترقي فيه بأي وسيلة : وأنت تهرب منه ومما فيه !!!..
>> صدقني يا ماجد ... على قدر احترامي لمعاني الجيش والحرب والجهاد ..
وحتى التقشف الذي كانوا يدفعوننا للانغماس فيه عمدا وكان ينتقده العساكر :
أرى أنه واجب لكل مَن رغب حقا في الجهاد يوما !!.. أم حسبوا الجهاد راحة ودورة مياه أفرنجي وأكل نظيف ؟!
ولكن رغم كل ذلك :
إلا أن ما سمعته عن الجيش من قبل : وما رأيته فيه بنفسي من عدد من السلبيات :
لم يكن ليناسبني أبدا العيش فيه أو الاستمرار به من دون مشاكل ... وأعتقد أنه يسهل عليك فهمي في ذلك ..
فلدي عزة نفس بإسلامي وديني وأدبي وأخلاقي وفكري الحر الخارج عن الطاعة العمياء :
ما يتعارض كثيرا مع حياة الجيش بواقعه الحالي كما تعرف ... هل أصبت ؟
/// ممممم .. فعلا .. بالنسبة لحالتك وشخصيتك : هذا صحيح ...
>> وماذا عنك أنت ؟؟؟..
/// بالنسبة لي : الجيش هو قوة وسلطة !!.. إما تكون في يدك : فيخضع لها كل مَن دونك في الرتبة ....
وإما أن تكون في يد مَن هو أعلى منك : فيجب عليك الخضوع له ساعتها طوعا أو كرها ...!
ولا يمثل ذلك لي أي غضاضة أبدا بل العكس :
أسعى بكل الطرق للترقي وامتلاك أي قدر من تلك القوة يمكنني الحصول عليه ....
وبالفعل .. رأيت أمثالك من الضباط والمقدمين الذين احتككت بهم في سنواتي الماضية في الجيش :
يتأخرون أو يُعرقلون ولا يتقدمون !!... هذا : وهم أقل منك في صفاتك والتزامك وتدينك !!!..
فماذا عن مصيرك بالفعل لو كنت استمريت ؟؟..
أرى أن الله تعالى قد كتب لكل منا طريقه الذي ارتضاه ...
وهنيئا لك خروجك من الجيش ...
واليوم تفتح لك الدنيا ذراعيها فانطلق ...
بالتوفيق ...
----
يُـتبع إن شاء الله ...