المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أريد الرد على شبهة : آية الأهلة



أبو بكر ناجي
10-17-2013, 12:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، حياكم الله إخواني الكرام وكل عام وأنتم بخير ، أريد بارك الله فيكم الرد على هذه الشبهة التي وجدتها في أحد المدونات

ماذا علم محمد عن الاهلة؟؟
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون البقرة: 189

من القاموس المحيط ولسان العرب
الهِلالُ): غُرَّةُ القَمَرِ أو لِلَيْلَتَيْنِ أو إلى ثلاثٍ أو إلى سبعٍ وللَيْلَتَيْنِ من آخِرِ الشهرِ سِت وعشرينَ وسبعٍ وعشرينَ وفي غيرِ ذلك قَمَرٌ .

من تفسير الجلالين
يسألونك عن الاهلة: جمع هلال لم تبدو دقيقة ثم تزيد حتى تمتلئ نورا ثم تعود كما بدت ولا تكون على حالة واحدة كالشمس
من تفسير القرطبي
هَذَا مِمَّا سَأَلَ عَنْهُ الْيَهُود وَاعْتَرَضُوا بِهِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ مُعَاذ : يَا رَسُول اللَّه , إِنَّ الْيَهُود تَغْشَانَا وَيُكْثِرُونَ مَسْأَلَتنَا عَنْ الْأَهِلَّة فَمَا بَال الْهِلَال يَبْدُو دَقِيقًا ثُمَّ يَزِيد حَتَّى يَسْتَوِي وَيَسْتَدِير , ثُمَّ يُنْتَقَص حَتَّى يَعُود كَمَا كَانَ؟ فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة
من الطبري
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَسْأَلُونَك عَنْ الْأَهِلَّة قُلْ هِيَ مَوَاقِيت لِلنَّاسِ وَالْحَجّ } ذُكِرَ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ زِيَادَة الْأَهِلَّة وَنُقْصَانهَا وَاخْتِلَاف أَحْوَالهَا , فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره هَذِهِ الْآيَة ........... فَتَأْوِيل الْآيَة إذَا كَانَ الْأَمْر عَلَى مَا ذَكَرْنَا عَمَّنْ ذَكَرْنَا عَنْهُ قَوْله فِي ذَلِكَ : يَسْأَلُونَك يَا مُحَمَّد عَنْ الْأَهِلَّة وَمَحَاقهَا وَسِرَارهَا وَتَمَامهَا وَاسْتِوَائِهَا وَتَغَيُّر أَحْوَالهَا بِزِيَادَةٍ وَنُقْصَان وَمَحَاق وَاسْتِسْرَار , وَمَا الْمَعْنَى الَّذِي خَالَفَ بَيْنه وَبَيْن الشَّمْس الَّتِي هِيَ دَائِمَة أَبَدًا عَلَى حَال وَاحِدَة لَا تَتَغَيَّر بِزِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَان ...انتهى كلام الطبري
قلت
لقد سأل النبيَّ اصحابه عن سبب زيادة ونقصان الهلال وكانت صيغة السؤال عن الاهلة حسب ما تذكر التفاسير (ما شأنها ما بال القمر يبدو هلالا ثم يكبر حتى يستدير بدرا ثم يأخذ في التناقص حتى يرتد هلالا ثم يختفي ليظهر هلالا من جديد؟؟) ومع هذا لم يخبرهم محمد أنه لا يزيد ولا ينقص وانما هو مجرد الجزء المرئي من القمر الذي تقع عليه اشعة الشمس ويعكسها فنراه كما لم يحدثهم عن الدورة الفلكية للقمر وكيف تتم رغم انها داخلة في مدلول سؤالهم؟؟
هذا رد على من يدعي الآتي :
أولا
على من يقول بأن القرآن فرّق بين القمر والشمس بأن وصف الأول بالنور والثاني بالضياء وذلك للدلالة (حسب زعمهم) على ان القمر مجرد جسم بارد عاكس لضوء الشمس الساقط عليه !
ثانيا
على من يقول ان الصحابة لم يكونوا يهتمون بمثل هذه المسائل العلمية ولم يكونوا مستعدين لتقبلها، هذه الحجة التي كثيرا ما يستخدمها الاعجازيون ليبرروا عدم وضوح الاعجاز المزعوم في القرآن بعد أن يغيروا معنى الكلمات رغما عن اللغة العربية ومعاجمها ليقربوها قدر الامكان الى العلم ثم يكملون خداعهم للناس بتبريرهم عدم وضوح ذكر الاعجاز في القرآن بعدم تقبل صحابة النبي للعلوم وعدم استعداد عقولهم لفهمه، هذا الزعم الذي نرى هنا بطلانه بتساؤل الصحابة عن مسألة علمية هامة ورغبتهم الشديدة لمعرفة الحقائق العلمية المتعلقة بتغير أحوال الأهلة.

لاحظوا اعزائي ان الرسول تركهم هنا بدون جواب عن سؤالهم وهو اقرار منه لجهلهم هذه المسألة العلمية الهامة لأن سكوت النبي على شيء حدث عنده اقرار منه بجوازه فكيف اذا كان كلامه قد جاء جوابا على سؤال.
لو كان نبيا مرسلا من لدن عليم خبير للفت نظرهم الى ان القمر لا يزيد ولا ينقص الا في رأي العين وإن ما يرونه يزيد وينقص هو الجزء المرئي من القمر والذي تسقط عليه أشعة الشمس فنراه، وان الجزء الذي لا يُرى من القمر فهو نتيجة حجب الأرض لبعض ضوء الشمس أو كله عن القمر(لو كان هو يعلم ذلك).
او كان عليه على الاقل أن يشير الى انه لم يجبهم على سؤالهم وان النبي لا علم له بمثل هذه الامور وإن هنالك آلية معينة تؤدي الى هذه الظاهرة التي يسألون عنها سيعلمها الناس في المستقبل، اما ان لا يجيب على السؤال وبنفس الوقت لا يشير الى انه غيّر موضوع السؤال أو لم يذكر في جوابه ما يجب فهذا يجعل جواب السؤال كاذبا حيث ذكر ان الاهلة مجرد مواقيت ثم غيّر موضوع السؤال الى ذكر حكم إتيان البيوت من ظهورها هربا من سؤالهم المحرج الذي لا يملك اجابته.
وقبل أن ننتقل الى مفاجأة أعددتها لكم، لنـُعـِدْ قراءة النص كاملا ولنلاحظ سوية تغيير موضوع السؤال في النص القرآني وبصورة تفتقد الى الخفة والرشاقة .
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون
ان هذا السكوت المبهم عن المسؤول عنه وتغيير موضوع السؤال دفع الشنقيطي الى محاولة ايجاد عذر للقرآن في هذه المسألة فكان عذره أقبح من الذنب نفسه، ماذا قال ليبرر تغيير القرآن لموضوع هذا السؤال؟
لقد فهم العلامة الشنقيطي ذلك على أنه دعوة القرآن الى عدم دراسة علم الفلك واعتبر ذلك "من هدي القرآن" واعترف إن نتيجة دراسة الفلك كانت الكفر والإلحاد(هذا طبعا قبل أن يظهر زغلول النجار وأمثاله ليُخفوا تعارض العلم مع القرآن بتغيير معاني نصوص القرآن).
انقل لكم كلامه وأترك التعليق لكم لتقرروا مدى حث القرآن على العلم ومدى غنى محتوى القرآن به
قال العلامة المفسر الفقيه محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 6/347
ترك النظر في علم الهيئة(علم الفلك) عمل بهدى القرءان العظيم ؛ لأن الصحابة رضي اللَّه عنهم لما تاقت نفوسهم إلى تعلم هيئة القمر منه صلى الله عليه وسلم ، وقالوا له: يا نبيّ اللَّهٰ ما بال الهلال يبدو دقيقًا ثم لم يزل يكبر حتى يستدير بدرًا ؟ نزل القرءان بالجواب بما فيه فائدة للبشر، وترك ما لا فائدة فيه، وذلك في قوله تعالىٰ: {يَسْـئَلُونَكَ عَنِ ٱلاهِلَّةِ قُلْ هِىَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجّ}، وهذا الباب - الذي أرشد القرءان العظيم إلى سدّه - لما فتحه الكفرة ،كانت نتيجة فتحه الكفر والإلحاد وتكذيب اللَّه ورسوله من غير فائدة دنيوية ، والذي أرشد اللَّه إليه في كتابه هو النظر في غرائب صنعه وعجائبه في السمٰوات والأرض ، ليستدلّ بذلك على كمال قدرته تعالىٰ ، واستحقاقه للعبادة وحده، وهذا المقصد الأساسي لم يحصل للناظرين في الهيئة من الكفار... انتهى
المصدر في أضواء البيان للشنقيطي
قلت :
ان سبب هذا الخوف من علم الفلك هو تعارض هذا العلم مع كثير من النصوص الاسلامية والتي أرّقت الغزالي حين اراد التوفيق بينها وبين علم الهيئة
و أود ان اشير الى أن هنالك روايات اخرى تقول ان سؤال اصحاب النبي له كان عن العلة الغائية وان صيغته كانت(لماذا خلق الله الأهلة؟)، ولكن النبي لم يحدثهم أيضا في جوابه عن تلك العلة :
تذكر الشبكة الاسلامية بهذا الخصوص الكلام الآتي :

ولقد سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدورة الفلكية للقمر، ولما كانت على هذا النحو في ظهورها ونموها وتناقصها ما بالها تصنع هذا؟ كما قال تعالى: يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ... البقرة:189
فكانت الإجابة : قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ البقرة:189
فلم يحدثهم عن وظيفة القمر في المجموعة الشمسية أو في توازن حركة الأجرام السماوية مع أن ذلك كله داخل في مضمون هذا السؤال: لماذا خلق الله الأهلة؟
فما هو الإيحاء الذي ينشئه هذا الاتجاه في الإجابة؟
لقد عدل عن الإجابة (العلمية) التي لم يأت القرآن من أجلها، وليس مجالها القرآن... الخ
المصدر في الشبكة الاسلامية

وهكذا ترون أن القرآن ليس فقط كتابا خال من العلوم التي تسبق عصره بل هو أيضا كتاب لا يجيب عن أسئلة اتباع النبي العلمية الموجهة الى النبي لأن عنده مهمة اكبر(كالحديث عن الملائكة والجن وذي القرنين ويأجوج ومأجوج مثلا!) وليس عنده استعداد ليجيب عن اسئلة صحابة النبي بجملة او جملتين من قبيل (انما ترون من القمر ما سقط عليه من ضوء الشمس) اذ ان هذه امور علمية تافهة لم يأت القرآن من أجلها!!

وعلى العموم فحتى لو استبعدنا كل الروايات الواردة في سبب نزول الآية واستبعدنا كل التفاسير واكتفينا بالنص القرآني وحده، فإن السؤال يبقى قائما، اذ كيف يرد القرآن على سؤال "عن الاهلة" مهما كانت صيغته (سواء كان عن العلة الفاعلية او العلة الغائية) بجواب لم يتضمن أي جديد بل كان الجواب كلاما يعلمه الصحابة مسبقا(هي مواقيت للناس والحج) حيث لا يمكن أن يكون هذا هو المسؤول عنه فالعالِم بشيء لا يَسأل عنه بحكم العادة وإنما يسأل عن ما لا يعلمه، وبذلك يتضح أن موضوع سؤالهم كان شيئا آخر غير ما ذكره جواب القرآن الذي لم يخرج ابدا عن مفاهيم عصره حيث ان سبب وجود القمر ووظيفته حسب رأي القرآن هي التوقيت للناس والحج.
اذن ماذا علم محمد عن الاهلة؟
بالتأكيد لم يعلم شيئا اكثر مما علم معاصروه فعدل عن سؤالهم المحرج بجواب مختصر يعلمه مضمونه الصحابة وهو (قل هي مواقيت للناس والحج) ثم انتقل فجأة الى موضوع آخر فقال (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون) تاركا السؤال الأول بدون اجابة علمية صحيحة لسبب بسيط وهو عدم علمه شيئا زائدا على علم معاصريه عن سبب تغير أحوال الأهلة، ولو كان نبيا لكان أضعف الايمان ان يخبر أصحابه بأنهم يرون من القمر ما يسقط عليه من ضوء الشمس او أن يوحي لهم على الاقل بأن كلامه لم يكن جوابا عن سؤالهم لكيلا يكون كاذبا.

الدكتور قواسمية
10-17-2013, 06:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي أبو بكر ناجي
أولا / ما أورده صاحب الموضوع لا توجد فيه أية شبهة من اوله الى آخره وانما ما نسميه تفلسف أو ظراط فوق بلاط
لم يعترض على موضوع الآية الكريمة بكونها تعارض حقيقة علمية موجودة
بل راح يشرح السياق الخارجي للآية ويبني استنتاجات وانطباعات شخصية لا يمكن لنا أن نقيمها لأنها وجهة نظر


الموضوع عبارة عن وحهة نظر
مفاد الموضوع ان كاتبه يقول ان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم سئلوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن تبدل أحوال الهلال لكن النبي عليه الصلاة والسلام لم يشرح الآلية العلمية التي تتحكم في ذلك ولكن القرآن بين لهم بدلا من ذلك الجكمة من تغير أحوال الأهلة
ومن وجهة نظر الكاتب أن النبي لم يشرح لهم تلك الآلية لأنه لا يعرفها كونه يعتقد أن القرآن كلام الرسول (ص)
ثم حاول الكاتب الذكي شرحها بنفسه فبرهن أنه عامي لا علاقة له بالعلم لان الشرح الذي ذكره فضيحة حيث قال" انما ترون من القمر ما سقط عليه من ضوء الشمس"
والحقيقة ان الناس لا يرون من القمر ما سقط عليه من ضوء الشمس لان ضوء الشمس يغمر نصف القمر باستمرار (فهل نرى نصف القمر باستمرار) أبدا
انما المساحة التي يراها سكان الأرض من القمر والمسماة علميا باسم دائرة الرؤية هي نتيجة العلاقة الوضعية بين دائرة النور ودائرة الرؤية وهما يتطابقان في كل من مرحلة البدر والمحاق ويتعامدان في كل من التربيع الاول والأخير
بمعنى ان الناس لا يرون من القمر ما سقط عليه من ضوء الشمس فنصف القمر دائما مغمور بأشعة الشمس وانما يرون تقاطع دائرة الرؤية ودائرة النور فيرون مرة خيطا رفيعا ومرة بدرا وهكذا

سؤال هام
ما دام صاحب الموضوع في القرن الواحد و العشرين لا يفهم الآلية التي تتشكل بها الأهلة فكيف سيشرح ذلك النبي للصحابة في عهده هل سيحدثهم عن دائرة الرؤية ودائرة الضوء و التقاطع بينهما و مسارات القمر والشمس و الأرض والتعامد

كما تساءل الكاتب لما جمع الله بين موضوعين في آية واحدة.... فهل هاته الآية الوحيدة التي جمعت بين موضوعين وهناك من الآيات من جمعت بين ثلاث وأربع مواضيع

الهدف من الموضوع
هدف الكاتب هو انكار تطابق القرآن مع العلم فلم يقدم لنا مفارقة علمية في القرآن الكريم يمكننا فحصها ولكن عرض لنا وجهة نظره البدوية وليس لنا الصلاحية في تقييم وجهات النظر والتقعر والتجول في خواطر الكفار
وليس من المستبعد أن يخرج كافر غجري جديد بالقول لماذا لم يشرح الله كيف يحدث المحيض في قوله تعالى" ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض" فبدل ان يقول لهم الرسول ان المحيض هو انهيار المشيمة لعدم حدوث تلقيح البويضة أمر باعتزال النساء جنسيا في تلك الفترة.
اذا كان لدى الكفار أدلة موثقة عن تعارض الآيات الألف والأربعمئة مع حقيقة علمية أو تاريخية او تربوية نهائية فليقدموها لنا اما التقعر فهو علامة الهزيمة.
ودمتم سالمين

أبو بكر ناجي
10-17-2013, 11:38 PM
جزاك الله خيرا أخي الدكتور هشام لكن لو أجبت على هذه النقاط الملونة بالأحمر التي هي محور الموضوع ، الإشكال أخي د.هشام لدي ليس هي الآية في حد ذاتها فهي لا يوجد أي خطأ بها ، لكن المشكلة في سبب النزول فهي لم تجب على أسئلة الصحابة فهم لم يسئلوا عن المواقيت أو الحج لكنهم سئلوا عن سبب تغيرها كل مرة عكس الشمس .

من تفسير القرطبي
هَذَا مِمَّا سَأَلَ عَنْهُ الْيَهُود وَاعْتَرَضُوا بِهِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ مُعَاذ : يَا رَسُول اللَّه , إِنَّ الْيَهُود تَغْشَانَا وَيُكْثِرُونَ مَسْأَلَتنَا عَنْ الْأَهِلَّة فَمَا بَال الْهِلَال يَبْدُو دَقِيقًا ثُمَّ يَزِيد حَتَّى يَسْتَوِي وَيَسْتَدِير , ثُمَّ يُنْتَقَص حَتَّى يَعُود كَمَا كَانَ؟ فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة
من الطبري
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَسْأَلُونَك عَنْ الْأَهِلَّة قُلْ هِيَ مَوَاقِيت لِلنَّاسِ وَالْحَجّ } ذُكِرَ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ زِيَادَة الْأَهِلَّة وَنُقْصَانهَا وَاخْتِلَاف أَحْوَالهَا , فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره هَذِهِ الْآيَة ........... فَتَأْوِيل الْآيَة إذَا كَانَ الْأَمْر عَلَى مَا ذَكَرْنَا عَمَّنْ ذَكَرْنَا عَنْهُ قَوْله فِي ذَلِكَ : يَسْأَلُونَك يَا مُحَمَّد عَنْ الْأَهِلَّة وَمَحَاقهَا وَسِرَارهَا وَتَمَامهَا وَاسْتِوَائِهَا وَتَغَيُّر أَحْوَالهَا بِزِيَادَةٍ وَنُقْصَان وَمَحَاق وَاسْتِسْرَار , وَمَا الْمَعْنَى الَّذِي خَالَفَ بَيْنه وَبَيْن الشَّمْس الَّتِي هِيَ دَائِمَة أَبَدًا عَلَى حَال وَاحِدَة لَا تَتَغَيَّر بِزِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَان ...انتهى كلام الطبري
ولقد سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدورة الفلكية للقمر، ولما كانت على هذا النحو في ظهورها ونموها وتناقصها ما بالها تصنع هذا؟ كما قال تعالى: يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ... البقرة:189
فكانت الإجابة : قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ البقرة:189

أبو بكر ناجي
10-18-2013, 01:06 AM
طيب أخي الدكتور هشام أنت تقول أن الله بدل أن يجيبهم على الكيف أجابهم عن الحكمة من تغير أحوال القمر ، لكن أخي الدكتور المشكلة أنهم لم يسألوا عن الحكمة فهم يعلمون تلك الحكمة ، هم سألوا عن السبب الذي يقف وراء هذا التغير ، أنا أريد دكتور النقاش لتدمير الشبهة من جميع النواحي ، فالكاتب ألقى الشبهة ونحن نعرف هدفه منها وهي أن يتهم محمد صلى الله عليه وسلم أنه نبي كاذب وأن القرآن ليس من عند الله ، لكن نريد تدمير الحجج والبراهين التي يأتي بها للتأكيد على مقولته أو شبهته .

إلى حب الله
10-18-2013, 02:20 AM
جزى الله خيرا دكتورنا الفاضل ...
وقد صدق والله في وصفه لهذه ( الفقاعة ) الكفرية لصنع شبهة من ( لا شيء ) ...!
وأقول بالزيادة والله المستعان :

1...
لقد جاءت إجابة القرآن آية في الكمال النفعي والمعرفي والعلمي كذلك لو فقه هذا الجاهل !!!..

2...
فبالنسبة للنفعي : فقد دلت السائلين على تمسكهم بالتوقيت (القمري) وعدم الأخذ بما دونه مما سيُعرض لهم ..
ودللت على ذلك بمثال وهو : ربط ذلك التوقيت بالحج كل عام .. أي بعد مرور اثني عشر شهرا كاملة من العام للعام ..
ولهذا التحديد فائدة سنذكرها بعد قليل ...

3...
وأما بالنسبة للجانب المعرفي والعلمي .. فهي آية فارقة للوقوف على أفضلية التقويم القمري على الشمسي أو غيره :
ودقته التي يستطيع الاحتكام إليها الناس العاديون وليس المختصين أو العلماء أو الفلكيين فقط !!!..
وللتدليل على ذلك الفارق الكبير بين التوقيت القمري - أو الهجري بعد اختيار الفاروق عمر له - وبين الشمسي كمثال :
فأرجو التفكر في المعلومات التي سأقتبسها لكم الآن ...
والشكر موصول للكاتب الأصلي الذي نقلتها عنه وهو الأستاذ خالد سعد النجار ..

4...
ففي الوقت الذي لا يلاحظ فيه عامة البشر التغييرات الشهرية والسنوية على الشمس : إلا المهتمين والمختصين :
فإن تغييرات القمر التي تتكرر في كل شهر - وخصوصا في الأزمنة القديمة حيث السماء المفتوحة للناظر بلا حجاب من مباني ونحوه -
تجعل من التقويم القمري ضابطا يُرى بالعين المجردة : ولا يمكن تخطيه بالهوى أو المزاج أو بالخطأ الغير متعمد !!!..
وذلك بعكس التقويم الشمسي كما سنقرأ بعد لحظات ... ولذلك :
فلما كان العرب يزيدون في الأشهر الحرم ويتلاعبون فيها ليواطئوا بذلك رغباتهم في الحرب أو السلم :
عابها القرآن عليهم وذكرها من مساوئهم فقال عز من قائل سبحانه :
" إنما النسيء : زيادة في الكفر .. يُضل به الذين كفروا : يُحلونه عاما : ويُحرمونه عاما : ليواطئوا عدة ما حرم الله :
فيُحلوا ما حرم الله .. زُين لهم سوء اعمالهم : والله لا يهدي القوم الكافرين " .... سورة التوبة ..
وعلى هذا :
لم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة من يوم عرفة في حجة الوداع أي عائق من مواكبة ذلك اليوم بإذن الله :
لنفس مكانه الأصلي كاليوم التاسع بالفعل من ذي الحجة الأصلي ...! فقال صلى الله عليه وسلم وكما جاء في الحديث الصحيح :
" إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض : السنة اثنا عشر شهراً : منها أربعة حرم .. ثلاث متواليات :
ذو القعدة وذو الحجة والمحرم .. ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان " ..
وهو الموافق لقول الله عز وجل :
" إن عدة الشهور عند الله : اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض .. منها أربعة حرم .. ذلك الدين القيم :
فلا تظلموا فيهن أنفسكم " سورة التوبة ...
وصار مُحرمٌ في الإسلام ما كانت تفعله الجاهلية من تلاعب في الأشهر .. وإلى اليوم ..
وبذلك وقع الضبط القرآني للزمان : وخصوصا وقد ربط الشارع الحكيم سبحانه الكثير من الأمور بهذه الأشهر مثل :
عدة الطلاق - وصوم رمضان من كل عام - وحول الزكاة بالتقويم القمري لا بالشمسي أو الميلادي - الحج من كل عام ... إلخ

5...
والآن مع الاقتباسات الهامة للوقوف على صعوبة التقويم الشمسي للناس كتقويم يومي أو شهري يستخدمه البشر العاديين :
والذي لم يُنتبه إلى أخطائه المتراكبات إلا المختصون والمهتمون وثارت بسببه الكثير من المشاكل والصراعات والتعديلات !!.. بل :
كثيرا ما كان يتم الزيادة والنقصان فيه وفي أشهره تبعا للملوك والرغبة في تعظيم بعضهم أو تخليد ذكراهم !!..

6...
التعريف بتاريخ التقويم الميلادي :


ترجع نشأة التقويم الميلادي إلى الرومان الذين كانوا يعتمدون على التقويم القمري حتى سنة 45 ق. م، وكان شهر مارس بداية السنة وكانت السنة 354 يوما، وحتى تتفق السنة مع الفصول الأربعة كان الرومان يضيفون شهرا كل سنتين، لكن هذا النظام أدى إلى حدوث اضطرابات ومنازعات سياسية، وفي سنة 46 ق. م اعتمد (يوليوس قيصر) على نصيحة الفلكي المصري (سوسيجينس Sosigenes) الذي اقترح أن يكون طول السنة 365 يوما لمدة ثلاث سنوات «التقويم اليولياني» تليها سنة رابعة يكون طولها 366 يوما وتعرف باسم «سنة كبيسة» أي السنة التي تقبل القسمة على أربعة بدون باق، وبذلك يصير طول السنة في المتوسط 365 وربع يوم، وهذا يعني أن السنة اليوليانية تزيد عن السنة الحقيقة بمقدار 0.0078 يوماً و11 دقيقة و 14 ثانية أي يوم كامل كل 128 سنة. وهذا يعني أيضاً أن التاريخ طبقاً للتقويم اليولياني سيكون متأخراً قليلاً عن التاريخ الحقيقي.
إلا أن عملية تراكم الخطأ مع مرور السنوات كانت واضحة ولا يمكن أن تتماشى مع الواقع. وبالفعل ففي 5/10/1582 م أي بعد مرور حوالي 16 قرناً من بدء التاريخ اليولياني لوحظ أنه تأخر عن التاريخ الحقيقي بمقدار 10 أيام، الأمر الذي أدى إلى لزوم ضبطه حيث أضيف هذا الفرق ليصبح التاريخ الجديد 15/10/1582 م، وهو التاريخ المفترض أن يكون. وتمت هذه الإضافة بأمر من البابا (جريجوري الثالث عشر) وكان هذا بداية تعديل التقويم اليولياني إلى التقويم الجريجوري، حيث جعلت السنة 365 يوماً لثلاث سنوات متتالية «سنة بسيطة» بحيث تجمع الكسور في السنة الرابعة لتصبح 366 يوماً «سنة كبيسة». ولكي لا نرجع إلى نفس مشكلة التأخر عن التاريخ الحقيقي فقد اشترط للقرون «السنوات المئين» في هذا التقويم أن تقبل القسمة على 400 بدلاً من 4 لتصبح سنة كبيسة. بهذه الطريقة أصبحت السنة في التقويم الجريجورير يوماً مقابل 365. 2422 يوماً في السنة الحقيقية أي بفرق قدره 0. 0003 يوماً أو يوم واحد كل 3333 سنة.
وبناء على هذا التعديل فإن السنوات المئوية مثل 1400، 1500، 1600....لا تعد سنوات كبيسة إلا إذا قبلت القسمة على (400) بدون باق، بينما السنوات العادية تقسم على (4) فقط لكي تعرف أنها كبيسة، وعلى هذا الأساس كانت سنوات 1700م، 1800م، 1900م، سنوات عادية أما سنة 2000م فهي سنة كبيسة ويكون شهر فبراير فيها 29 يوما.
وجدير بالذكر أن «التعديل الجريجوري» لا يعد آخر تعديل بل يتوقع الفلكيون ضرورة تعديل التقويم الميلادي كل أربعة آلاف سنة بسبب الاختلافات الطفيفة في مدة دورة الأرض حول نفسها وحول الشمس. هذا فضلا عن أن الخطأ الحسابي في النظام الشمسي يحتاج إلى متخصصين للكشف عنه، كما يحتاج المتخصصون إلى قرون لكي تبدو لهم تلك الأخطاء المتراكمة.

7...
من أخطاء التقويم الميلادي عبر التاريخ :


يقول الشيخ: محمد بن كاظم حبيب: " من الخطأ الكبير في التقويم الميلادي زعم أصحابه أن ميلاد المسيح - عليه السلام - كان في فصل الشتاء وموسم الثلوج والأمطار والبرد والرعد، ولكنه كان في حقيقة الأمر في أوج فصل الصيف الحار وهو موسم نضوج البلح حيث أوحى الله - تعالى -لمريم أن تهز النخلة فيتساقط عليها البلح الناضج، قال - تعالى -: (وهُزي إليكِ بجذع النخلة تُساقط عليك رطباً جنياً) [مريم: 23] ومعلوم أن الرطب ينضج في موسم الصيف مع شدة الحرارة. وبالرجوع إلى هذه القصة في موضعها من الأناجيل نجد أن الرعاة كانوا في البرية يرعون الغنم حيث العشب الأخضر والسماء صافية في المساء والنجوم تتلألأ وكل ذلك لا يكون في الشتاء والفرق بين التوقيتين حوالي خمسة أشهر!
أيضا فإن طول السنة الشمسية منذ أن خَلَق اللهُ الأرضَ والشمسَ والقمرَ وإلى أن تقوم الساعة هو (364 يوماً و23ساعة و55دقيقة و12ثانية) وليس كما زعم الفلكيون قديماً وحديثاً، حين جعلوها من مرحلة لمرحلة، من 364، 25 يوماً، ثم 365، 25 يوماً في نظام الإصلاح اليولياني، ثم 365، 2425 يوماً في نظام الإصلاح الجريجوري. وكل ذلك أخطاء بشرية فلكية متوالية في تحديد طول السنة الشمسية كان لها أثرها السلبي على تحديد مكان الشمس في أفلاكها وبروجها وبالتالي على تحديد ميقات بداية الفصول الأربعة واختلاف الطقس والمناخ بين النظرية والتطبيق!!! حيث بلغ الفرق والخطأ منذ عهد (يوليوس قيصر) عام 45 ق. م حتى عام 2004م حوالي (520 يوماً)
ومن أمثلة العبث التاريخي في التقويم الميلادي، ما فعله (يوليوس قيصر) عندما نقل بداية السنة من شهر مارس إلى شهر يناير في سنة 45 ق. م وقرر أن يكون عدد أيام الأشهر الفردية 31 يوماً والزوجية 30 يوماً عدا شهر فبراير 29 يوما، وإن كانت السنة كبيسة يصبح ثلاثون يوماً، وتكريماً ليولوس قيصر سمي شهر «كونتليس» (الشهر السابع) باسم «يوليو» وكان ذلك في سنة 44 ق. م، وفي سنة 8 ق. م غير شهر «سكستيلس» باسم «أغسطس» تمجيدا «لأغسطس قيصر» القيصر الذي انتصر على أنطونيو في موقعة أكتيوم سنة 31 ق. م، ومن أجل مزيد من التكريم فقد زادوا يوماً في شهر أغسطس ليصبح 31 يوماً بأخذ يوم من أيام فبراير، وترتب على هذا التغيير توالي ثلاثة أشهر بطول 31 يوماً (7، 8، 9) نتيجة لذلك أخذ اليوم الحادي والثلاثين من كل شهري سبتمبر ونوفمبر وأضيفا إلى شهري أكتوبر وديسمبر.


8...
وأما بالنسبة للتقويم الهجري أو القمري :


التقويم القمري تقويم رباني سماوي كوني توقيفي قديم قدم البشرية، ليس من ابتداع أحد الفلكيين، وليس للفلكيين سلطان على أسماء الشهور العربية القمرية، ولا على عددها أو تسلسلها أو أطوالها، وإنما يتم كل ذلك في حركة كونية ربانية. وتم تحديد عدد الشهور السنوية في كتاب الله القويم، قال - تعالى -: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم) [التوبة: 36] وفي الوقت الذي عبثت أصابع الفلكيين بتقويم الأمم الأخرى في كل جزئية من جزئياتها وأسماء شهورها وأطوالها وهيئاتها وتسلسلها فإنه لا سلطة للفلكيين أو غيرهم على التقويم القمري بحيث لا يستطيع أحد استبدال اسم شهر بشهر أو موقع شهر بشهر أو تزيد فيه يوماً أو تنقص منه يوماً، فهو تقويم كامل لا يحتاج إلى تعديل أو تصحيح، وهو رباني من تقدير العزيز العليم.
ومن مميزات التقويم الهجري أن تاريخنا الإسلامي الحافل وأمورنا الدينية كلها ترتبط بالشهور القمرية، فالحج والصيام والزكاة وعدة الطلاق كلها ترتبط بالشهور القمرية، وعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن الزكاة تدفع إذا بلغ المال نصابها وحال الحول أي العام الهجري، ولو اعتمدنا على السنة الميلادية فمعنى ذلك أننا ننقص من حقوق مستحقي الزكاة، لأن كل 32 سنة ميلادية تعادل 33 سنة هجرية، فإذا لدينا زكاة تعتمد على السنة الميلادية التي تزيد 11 يوما على السنة الهجرية فإننا نضيع زكاة سنة هجرية كل 32 سنة ميلادية!

9...
وحتى للذين يريدون التهويل في الأخطاء التي تقع أحيانا في تحديد بدايات الأشهر القمرية فنقول لهم :
أنه مهما وقع خطأ في تحديد بداية الشهر القمري لأسباب عديدة :
فيستحيل أن يتراكم أو يتراكب مثل أخطاء السنة الشمسية !!!..
وذلك لأن كل شهر قمري في التوقيت : هو منفصل بذاته عن الذي قبله والذي بعده : وله بداية ونهاية معلومة من منازله الاثني عشر !
" والقمر قدرناه منازل : حتى عاد كالعرجون القديم " سورة يس !!..
وهذه نبذة بين أفضلية الرؤية أم الحساب :


يعيب أنصار «الحساب» على «الرؤية» أن لها سلبيات كثيرة منها: - الخطأ البشري الذي قد يقع فيه الشهود. والوهم الذي قد يعتريهم. أو الكذب الذي قد يتعمده بعضهم. أو الهوى الذي قد يسيطر على قلوبهم فيدفعهم لاجتناب الصدق والصواب.
وكل ذلك وارد وأكثر منه ولكن الحساب أيضاً لا يخلو من تلك السلبيات والمخاوف والمحاذير. وربما كانت أخطاء الفلكيين على مدار السنين الخالية أكثر من أخطاء شهود العيان وأبلغ في إبعاد المسلمين عن الحق والصواب، وما زالت بياناتهم الفلكية شاهدة على أخطائهم، بل وما زالت برامج حساباتهم المعدة لتغذية الكومبيوتر، والكتب المحملة بالجداول الرقمية الزمنية تشهد عليهم بارتكاب الأخطاء المركبة.
والحاصل بكل بساطة أن دور الرؤية في مسألة تحديد أوائل الشهور القمرية لا يقل بحال عن دور الحساب بل الرؤية مكملة للحساب وشاهدة على صحته أو خطئه. والحساب مكمل للرؤية وشاهد على صحتها وخطئها ضمن إطار معلوم وشروط محددة. فهما وجهان لحقيقة واحدة. ومشروعيتهما قائمة بنصوص السنة والكتاب وهو الحق والصواب. فلا سبيل لإبطال دور جانب على حساب دور الجانب الأخر.
هذا فضلا عن أن نظام الحساب القمري أَيْسَرُ للبشر وأسْهلُ من النظام الشمسي، ولذلك جعله الله - تعالى -أساساً لحساب الزمن ومعرفة أوائل الشهور وإحصاء عدد السنين وتقدير الأيام من دون الشمس، لحكمةٍ ربانية بالغة أو أكثر من حكمةٍ.. فمظاهر التغير في القمر واضحة وكل إنسان يمكنه ملاحظتها بخلاف التغيرات التي تطرأ على الشمس ولا يدركها سوى المتخصصين.

10 ...
وأما عن كيف تم تهميش اعتماد التقويم الهجري في بلادنا الإسلامية للأسف وإلى اليوم :
وحتى صار الذين يعرفون أسماء الشهور الهجرية وترتيبها من أبنائنا القليل :
فإليكم بعض فصول وجذور المؤامرة :


لا يخفى على أهل العلم دور أعداء الإسلام في تحجيم التقويم الإسلامي ومحاولات طمسه وإخراجه من الساحة وزعزعة ثقة المسلمين به لاستبداله بغيره لأغراض لا تخفى على منصف. يغذيها الحقد الأعمى والعداء المستمر ضد كل ما يمت إلى الحضارة الإسلامية بصلة.... ولقد استمرت المؤامرة لطمس التاريخ الهجري وإزالته وتجهيل الشعوب الإسلامية به قرونًا متوالية؛ ففي القرن الثامن عشر الميلادي عندما أرادت الدولة العثمانية تحديث جيشها وسلاحها طلبت مساعدة الدول الأوربية العظمى (فرنسا وألمانيا وإنكلترا... الخ) فوافقوا على مساعدتها بشروط منها: إلغاء التقويم الهجري في الدولة العثمانية فرضخت لضغوطهم، وفي القرن التاسع عشر عندما أراد خديوي مصر أن يستقرض مبلغاً من الذهب من إنجلترا وفرنسا؛ لتغطية مصاريف فتح قناة السويس، اشترطتا عليه ستة شروط منها: إلغاء التقويم الهجري في مصر؛ فتم إلغاؤه سنة 1875م، وأثناء فترة وقوع أغلب الدول الإسلامية في براثن الاستعمار الغربي حرص الأخير على التعتيم على كل ما هو إسلامي، واستمر الحال كما هو عليه في أغلب هذه الدول بتأثير مناهج التربية الغربية الاستعمارية.

ولعله من أقبح المسخ الذي يقع الآن في بعض البلدان الإسلامية :
هو ما يفعله الأفراد فيها من اعتماد التقويمين معا - القمري والشمسي أو الهجري والميلادي - !!!..
فيدفع لك رواتبك ومستحقاتك بالتأريخ الشمسي أو الميلادي - لأنه أطول - ولكن :
يقبض منك مستحقاته - كالإيجار والسدادات ونحوه - : بالقمري أو الهجري !!!..
فلا هو الذي التزم معك التقويم القمري الهجري في كل معاملاته من باب العدل !!.. ولا التزم الميلادي معك أخذا وعطاء !!!..
ولله في خلقه شئون ...!


وملحوظة أخيرة : ولكي يقف مَن يريد على سخافة وحماقة وتدليس هذا المليحيد التافه الممثل مؤلف الشبهة :
فمناسبة ذكر الله تعالى لقوله :
" وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون " : بعد قوله :
" قل هي مواقيت للناس والحج " :
مذكور في أصح كتب الحديث وهو صحيح البخاري !!!.. وعنه نقل مَن نقل من المفسرين ولكن المليحيد - كعادته والأجربين إخوانه - :
يقتطعون ما يريدون من كلام المفسرين ويخفون ما لا يريدون في عرض شبهاتهم : ليبلبلوا العوام الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كتب الحديث والتفسير !
وإلا :
فهل يستطيع عاقل أن يقول لي : لماذا لم ينقل هذا المليحيد الهمام من أمهات التفاسير ما يشفي غليله ؟؟.. مثل تفسير ابن كثير مثلا - وكفى به شهرة - :
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=169

وإليكم نص الحديث :
جاء في صحيح البخاري : كتاب العمرة : باب قول الله تعالى : وأتوا البيوت من أبوابها :
حدثنا أبو الوليد : حدثنا شعبة : عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء رضي الله عنه يقول :
" نزلت هذه الآية فينا .. كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا : لم يدخلوا من قِبل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها !!.. فجاء رجل من الأنصار :
فدخل من قِبل بابه .. فكأنه عُير بذلك .. فنزلت : وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن : البر من اتقى .. وأتوا البيوت من أبوابها " ..!
بس ... :):
انتهت الشبهة التافهة من المليحيد التافه ...!

والحمد لله رب العالمين ..

متروي
10-18-2013, 02:39 AM
صاحب المقال يبني اشكالا وهميا و يبيت فيه ..
فالسورة مترابطة بشكل عجيب فقد تكلمت الآيات عمّ كتبه الله على المسلمين فذكرت الزكاة و من بعد الزكاة ذكرت الوصية بالمال لتعلقها به و بعدها انتقلت إلى فريضة الصيام
و أن الله كتب علينا صيام شهر رمضان ثم فصلت الآيات بعض واجبات الصيام حتى وصلت إلى حرمة معاشرة الزوجة في نهار رمضان و حرمة الأكل فيه و ذكرت أن هذه حدود الله لا يجب أن نتعداها ثم انتقل من رمضان إلى الأهلة و هي في غاية التناسب إذ برؤية الهلال تحل قيود رمضان و بعدها لم يخرج عن الموضوع كما توهم الملحد بل تكلم في سياق مسلسل مترابط عن الحج الركن الآخر الذي كتبه الله على المسلمين و قال أن البر ليس إتيان البيوت من ظهورها و لو رجع الملحد إلى آيات سابقة لقرأ تعريف البر الحقيقي أما إتيان البيوت من ظهورها فكان شعيرة جاهلية يقوم بها الحاج يظن أنها من البر فقال لهم الله عز وجل في سياق صلب الموضوع في أثناء تبيان تفاصيل الحج أن هذا العمل الغريب ليس من الحج في شيء ثم بعدها فصل في باقي أمور الحج !!!
فمن هذا العرض البسيط ندرك أنه لا يوجد في السورة لا تهرب ولا حيدة بل هي إجابات في صلب موضوع السورة ثم أحاديث السؤال عن هيئة القمر أحاديث ضعيفة فالصحابة لم يسألوا عن التفسير العلمي لحال القمر بل سألوا عن المواقيت و ذلك أن النسيء عندهم كان يخلط الشهور فكان العرب يضيفون شهرا وهميا ليتحكموا في المواقيت يحرمونه عاما و يحلونه عاما و هذا ما جعل الحساب بالأهلة بلا معنى و لهذا وافق هذا الكلام عن الأهلة مع فرض الحج مع تحريم النسيء ..
والله أعلم

aboabd
10-18-2013, 03:08 AM
ولى اضافة على ما ذكره اساتذتى الافاضل:
قال الله تبارك وتعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة:189]
قال الشيخ محمد اسماعيل فى تفسير هذه الاية:
"ابوابها",
الباب: معروف، واستعير لمدخل الأمور المتوصل به إليها، فكل شيء يوصل إلى شيء يسمى باباً، ويقال في العلم: باب كذا.
وقد ذكرنا أن سبب نزول الآية السابقة أنهم سألوا: ما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يكبر ويزيد إلى أن يصير بدراً؟ وكأن هذه الآية أيضاً فيها توبيخ لهم على الاهتمام بمالا يعنيهم في أمر العلم: ((وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)) يعني: انشغلوا بما يفيدكم، وهذا المعنى فصله ووضحه الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى بكلام رائع في مقدمة كتابه الموافقات، وبفصل مستقل، وجعل ذلك مثلاً لسؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم عما ليس من العلم المختص بالنبوة؛ لأن ذلك عدول عن المنهج؛ وذلك أن العلوم ضربان: ديني ودنيوي يتعلق بأمر المعاش، كمعرفة الصنائع، ومعرفة حركات النجوم، ومعرفة المعادن والنبات وطبائع الحيوانات، وقد جعل لنا سبيلاً إلى معرفته من غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم، تصوروا لو أن الصحابة أنفقوا عمرهم مع النبي عليه الصلاة والسلام في تفسير كيف تهطل الأمطار، وكيف تدور الأفلاك، وكيف ينشأ عنها الليل والنهار، وكيف كذا وكذا مما يدرس الآن في العلوم الحديثة، فأي خسارة كانت ستعود على المسلمين إذا انشغل المسلمون والصحابة بذلك عما يصلح الدين وما يصلح الآخرة، وعن أركان هذا الدين، وعن تفاصيل العبادات والمعاملات، وتفاصيل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتفاصيل الأخلاق الإسلامية؟! هذه الأمور نعرفها بالخبرة البشرية، وبمرور الوقت تنكشف علوم الدنيا؛ لأنها متعلقة بالمعاش وبالدنيا.
أما الأمور الشرعية -وهو البر- فلا سبيل إلى أخذه إلا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحكام التقوى: ((وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا))، فعوتبوا عندما جاءوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عما يمكنهم معرفته من غير جهته، فلو سألوا عالماً من أهل الهيئة فإنه سيشرح لهم موضوع الهلال كيف يزيد وينقص، فلما جاءوا يسألونه عما أمكنهم معرفته من غير جهته بين لهم أنه ليس البر سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عما ليس مختصاً بعلم نبوته، ولكن البر هو مجرد التقوى؛ وذلك يكون بالعلم والعمل المختص بالدين.
وقال فى موضع اخر:
فهذا كأنه سؤال عما لا يغني وعما لا يفيد، فلذلك كان الجواب بما ينفع، فلم يفسر لهم هذا الذي كانوا يسألون عنه، وإنما انتقل إلى ما يفيدهم ويعود عليهم بالنفع تماماً كما أجاب النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي سأله: متى الساعة؟ فقال: (ما أعددت لها؟) فهو انصرف عن جواب سؤاله الذي لا يعنيه إلى ما يعنيه، ليس المهم متى الساعة، الساعة آتية ولو بعد أربعمائة سنة أو خمسمائة سنة أو أكثر أو أقل، وهذا لا يعنيك أنت، أنت لن تخلد شئت أم أبيت، أنت لك ساعتك، وقيامتك أنت يوم تموت، أما عمر الدنيا فهذا لا يعنيك، وهذا مما استأثر الله بعلمه، فانتقل إلى جوابه عما يفيده وما يعنيه، فقال: (ما أعددت لها؟ قال: لا شيء غير أني أحب الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت).
منقول

أبو بكر ناجي
10-18-2013, 01:06 PM
جزاكم الله خيرا إخواني الكرام على الردود النافعة الطيبة ، لكن هل يمكن أن نقول أن الله لم يجب على سؤالهم من الناحية العلمية لأنه لا ينفعهم في دينهم ، بل أجاب عن الأحكام المترتبة عن تغير أحوال القمر من الصيام و الزكاة و الحج والطلاق ... هذا ما فهمته وشكرا لكم على العموم ، أتمنى جمع الردود وعمل موضوع متكامل لكي يكون المرجع للحيارى أو من تعرضوا لهذه الشبهة .

إلى حب الله
10-18-2013, 01:54 PM
جزاكم الله خيرا إخواني الكرام على الردود النافعة الطيبة ، لكن هل يمكن أن نقول أن الله لم يجب على سؤالهم من الناحية العلمية لأنه لا ينفعهم في دينهم ، بل أجاب عن الأحكام المترتبة عن تغير أحوال القمر من الصيام و الزكاة و الحج والطلاق ... هذا ما فهمته وشكرا لكم على العموم ، أتمنى جمع الردود وعمل موضوع متكامل لكي يكون المرجع للحيارى أو من تعرضوا لهذه الشبهة .

أنت بهذا قد وقعت في فخ هذا المليحيد أخي ولم تنتبه لخدعته ...!
هو بنفسه قد ذكر أن هناك فرق بين السؤال عن (العلة الفاعلية) و (العلة الغائية) ..!
وهو بنفسه قد جمع خلاصة الروايات والأسئلة التي وجهها الناس للنبي بصيغة : ما بال ؟.. ما شأن ؟.. فقال :

قلت
لقد سأل النبيَّ اصحابه عن سبب زيادة ونقصان الهلال وكانت صيغة السؤال عن الاهلة حسب ما تذكر التفاسير (ما شأنها ما بال القمر يبدو هلالا ثم يكبر حتى يستدير بدرا ثم يأخذ في التناقص حتى يرتد هلالا ثم يختفي ليظهر هلالا من جديد؟؟)

والسؤال له الآن - ولكل مَن وقع في فخه - :
اعطنا رواية واحدة كان السؤال فيها بصيغة : (((كيف))) ؟!!!..

كيف يتغير القمر إلى كذا وكذا ؟؟.. كيف يتحول إلى كذا وكذا ؟؟!!!..

هاه ؟؟.. هل لديك أو لديه أي رواية واحدة بهذا المعنى من السؤال ؟!!.. فإذا عجزتم - أنتم وهو - :
فاعلم أن السؤال كان عن السبب في تغير شكل القمر هكذا : مقارنة بالشمس !!!..
فأجابهم الله تعالى بالتأكيد على أنه مواقيت وإعانة على حساب الناس - مثل المزارعين والمعتدين والتجار في معاملاتهم بالآجل ونحوه -
أي أنه مخلوق بهذه الصورة من الله تعالى بالفعل .. وليس لأي سبب آخر من خرافات الأمم ...

ويكفي لبيان جهله باللغة العربية : أن الله تعالى من بلاغة القرآن جعل أنه : يُعرف من الإجابة : مقصود السؤال !!..
وبذلك يستغني عن كثير الكلام والشرح المصاحب لمغزى السؤال !!!..
وهنا نعود إلى المثال الذي ضربه لك الدكتور قواسمية عن سؤال الناس للنبي عن المحيض ؟!!..
" يسألونك عن المحيض " ....

فإذا قرأ أحد ما هذا السؤال فقط : لتوقع أن تكون الإجابة على أكثر من نحو .. منها : أن يكون السؤال عن ((الكيفية)) أي :
كيف يحدث هذا المحيض ؟!!.. وساعتها : يُنتظر أن تأتي الإجابة تفسيرية للكيف ...

أما وقد أجاب الله تعالى عنهم بالفعل بسياق معين ومحدد فقال : " قل : هو أذى .. فاعتزلوا النساء في المحيض " :
فقد بان من الإجابة ما كان من مقصود السؤال !!!.. وهو استفسارهم عن حكم الجماع في فترة المحيض للزوجة !!!..
وبذلك تظهر بلاغة القرآن - وكما قلت منذ قليل - في اختصار السؤال على المضمون : وجعل الإجابة دليل على ما تم حذفه منه !

بالتوفيق ...
ولعلي أقوم بتجميع الرد بالفعل في إجابة واحدة على مدونتي ...

إلى حب الله
10-18-2013, 01:54 PM
جزاكم الله خيرا إخواني الكرام على الردود النافعة الطيبة ، لكن هل يمكن أن نقول أن الله لم يجب على سؤالهم من الناحية العلمية لأنه لا ينفعهم في دينهم ، بل أجاب عن الأحكام المترتبة عن تغير أحوال القمر من الصيام و الزكاة و الحج والطلاق ... هذا ما فهمته وشكرا لكم على العموم ، أتمنى جمع الردود وعمل موضوع متكامل لكي يكون المرجع للحيارى أو من تعرضوا لهذه الشبهة .

أنت بهذا قد وقعت في فخ هذا المليحيد أخي ولم تنتبه لخدعته ...!
هو بنفسه قد ذكر أن هناك فرق بين السؤال عن (العلة الفاعلية) و (العلة الغائية) ..!
وهو بنفسه قد جمع خلاصة الروايات والأسئلة التي وجهها الناس للنبي بصيغة : ما بال ؟.. ما شأن ؟.. فقال :

قلت
لقد سأل النبيَّ اصحابه عن سبب زيادة ونقصان الهلال وكانت صيغة السؤال عن الاهلة حسب ما تذكر التفاسير (ما شأنها ما بال القمر يبدو هلالا ثم يكبر حتى يستدير بدرا ثم يأخذ في التناقص حتى يرتد هلالا ثم يختفي ليظهر هلالا من جديد؟؟)

والسؤال له الآن - ولكل مَن وقع في فخه - :
اعطنا رواية واحدة كان السؤال فيها بصيغة : (((كيف))) ؟!!!..

كيف يتغير القمر إلى كذا وكذا ؟؟.. كيف يتحول إلى كذا وكذا ؟؟!!!..

هاه ؟؟.. هل لديك أو لديه أي رواية واحدة بهذا المعنى من السؤال ؟!!.. فإذا عجزتم - أنتم وهو - :
فاعلم أن السؤال كان عن السبب في تغير شكل القمر هكذا : مقارنة بالشمس !!!..
فأجابهم الله تعالى بالتأكيد على أنه مواقيت وإعانة على حساب الناس - مثل المزارعين والمعتدين والتجار في معاملاتهم بالآجل ونحوه -
أي أنه مخلوق بهذه الصورة من الله تعالى بالفعل .. وليس لأي سبب آخر من خرافات الأمم ...

ويكفي لبيان جهله باللغة العربية : أن الله تعالى من بلاغة القرآن جعل أنه : يُعرف من الإجابة : مقصود السؤال !!..
وبذلك يستغني عن كثير الكلام والشرح المصاحب لمغزى السؤال !!!..
وهنا نعود إلى المثال الذي ضربه لك الدكتور قواسمية عن سؤال الناس للنبي عن المحيض ؟!!..
" يسألونك عن المحيض " ....

فإذا قرأ أحد ما هذا السؤال فقط : لتوقع أن تكون الإجابة على أكثر من نحو .. منها : أن يكون السؤال عن ((الكيفية)) أي :
كيف يحدث هذا المحيض ؟!!.. وساعتها : يُنتظر أن تأتي الإجابة تفسيرية للكيف ...

أما وقد أجاب الله تعالى عنهم بالفعل بسياق معين ومحدد فقال : " قل : هو أذى .. فاعتزلوا النساء في المحيض " :
فقد بان من الإجابة ما كان من مقصود السؤال !!!.. وهو استفسارهم عن حكم الجماع في فترة المحيض للزوجة !!!..
وبذلك تظهر بلاغة القرآن - وكما قلت منذ قليل - في اختصار السؤال على المضمون : وجعل الإجابة دليل على ما تم حذفه منه !

بالتوفيق ...
ولعلي أقوم بتجميع الرد بالفعل في إجابة واحدة على مدونتي ...

أبو بكر ناجي
10-18-2013, 02:08 PM
نعم أخي الحبيب أبو حب الله ، بالفعل فالسؤال لم يكن عن الكيف لكنه حسب علمي يشمل جميع الأمور الكيف والعلة والحكمة (ما شأنها ما بال القمر يبدو هلالا ثم يكبر حتى يستدير بدرا ثم يأخذ في التناقص حتى يرتد هلالا ثم يختفي ليظهر هلالا من جديد؟؟) . مثل القول ما السر في كون الأنترنيت ينقل لنا المعلومات بهذه السرعة ونحن بعيدون عن المتكلم معه وبيننا مسافات طويلة ، فتكون الإجابة مفصلة وتشرح آلية عمل الأنترنيت والحكمة منه والسبب في إيجاده وكيفية نقل المعلومات وما إلى ذلك .

ابن سلامة القادري
10-18-2013, 02:54 PM
روى الإمام أحمد : عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه - قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث في المدينة ، وهو متوكئ على عسيب ، فمر بقوم من اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح . فقال بعضهم : لا تسألوه . قال : فسألوه عن الروح فقالوا يا محمد ، ما الروح ؟ فما زال متوكئا على العسيب ، قال : فظننت أنه يوحى إليه ، فقال : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )

إذا كان سؤال القوم عن ماهية الأهلة كما سأل هؤلاء اليهود رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الروح، فالجواب أيضا أنها من أمر الله و أن علم العرب عند السؤال عنها كان يومئذ قليلا و هنا أيضا ستلاحظ أن القرآن العظيم لم يجبهم أيضا عن ماهية الروح و قد سألوا عنها، فلماذا كان جوابه مغايرا ؟ و لماذا صرف أنظارهم عنها إلى محدودية علمهم، ذلك أن السؤال عن مثل هذه الأمور التي هي خارج المدارك البشرية و الإمكانيات أو الوسائل البحثية هو من قبيل الترف و العبث و ليس من قبيل التعلم، تماما كطفل يسأل معلمه عن أمور الزواج و الطلاق و و، ثم إن القرآن لم يأت من عند الله ليفصل في علوم الذرة و الفضاء و الماورائيات، و باعتقادي أنه لو أجاب مرة واحدة من سأله إلى ذلك لما انفك السائلون من كل حدب ينسلون و لانصرفت الرسالة إلى غير وجهتها المقصودة و هي هداية البشرية إلى سبيل الحكمة و النجاة، و الله المستعان.

أبو بكر ناجي
10-18-2013, 05:22 PM
صحيح أخي إبن سلامة جوابك جيد ، فالقرآن كتاب هداية ، لا تفصيل في الأمور ، لكن السؤال الآن لماذا نجد القرآن فصل في بعض المواضيع التي هي مثل مسئلة الهلال ، مثلا تطور الجنين في بطن أمه ، والعرب لم يكن عندهم مناظير وأشعة لرؤية الجنين ، فلماذا مثلا الله سبحانه لم يختصر لهم جواب الأهلة مثل تطور الجنين في الرحم .

إلى حب الله
10-18-2013, 05:42 PM
ما زلت تتخبط أخي الكريم في الفخ الذي نصبه لك ذلك المليحيد فتخلط الحابل بالنابل !!!..
والسؤال :
إذا وافقناك على أن الله تعالى قد ذكر تفاصيل الأجنة العلمية : فهل لديك أي دليل - ولو واحد - :
على أن هناك مَن سأل النبي عن تفاصيل الأجنة ؟؟؟...

هل علمت الآن أن الأمر ليس كما تظن !!!..
وأن القرآن لم ينزل ليقول للناس سأعلمكم تفاصيل الفيزياء والكيمياء والأحياء !!!!..
وإنما اكتفى عز وجل بعدد من الإشارات الكونية في قرآنه :
لتكون للناس (( بعد ذلك )) آيات على صدق حديث القرآن وأنه من لدن خالق هذا الكون بالفعل وما فيه ؟؟
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم : حتى يتبين لهم أنه الحق " ..

فإذا كان ذلك كذلك : فلا يصح أن يُقال ساعتها : ولماذا لم يذكر الله تعالى لنا آيات كونية بخصوص ((كل)) شيء !
تفاصيل التفاعلات الكيميائية وعمل السيارة والطائرة والصاروخ وخياطة الجروح والعلاج بالليزر !!!!..

فاللبيب تكفيه الإشارة .. وطالب الحق يكفيه دليل واحد صحيح ...
وأما صاحب الهوى : فلن يكفيه ألف دليل !!!..

ابن سلامة القادري
10-18-2013, 06:15 PM
تماما كما تفضل أخي أبو الحب و للفائدة إن شاء الله، نشير إلى ما جاء في ''فتح القدير'' للشوكاني رحمه الله :

وقد جعل بعض علماء المعاني هذا الجواب ، أعني قوله : (قل هي مواقيت) من الأسلوب الحكيم ، وهو تلقي المخاطب بغير ما يترقب ، تنبيها على أنه الأولى بالقصد ، ووجه ذلك أنهم سألوا عن أجرام الأهلة باعتبار زيادتها ونقصانها ، فأجيبوا بالحكمة التي كانت تلك الزيادة والنقصان لأجلها لكون ذلك أولى بأن يقصد السائل ، وأحق بأن يتطلع لعلمه.انتهى

لذا، نرجو أن لا يقع أخونا أبو بكر في المحذور الذي نُهي لأجله الصحابة من كثرة السؤال بعدما تبين لنا و له مقصد الشريعة، و إذا شئت أخي البحث في مسائل سبق القرآن في الإخبار بعلوم الكون فلذلك مواطن أخرى كثيرة تجدها في رحاب المنتدى، أما في هذا الموطن فقد ظهرت الحكمة للألباء.

أبو بكر ناجي
10-18-2013, 10:24 PM
جزاكم الله خيرا إخواني الكرام على الردود الجيدة ، وبارك الله فيكم أنا مسلم ولا أشك في ديني لكنني فقط آتي بالشبهات التي تبدوا لي قوية وأحاول أستفيد من الأخوة ، ولكي يكون لدينا قوة وحجج وإبداع في الرد على الملاحدة ، لنكمل النقاش يا أخوة وهو ليس للتشكيك .

حبيب القلب أبو حب الله يقول :
والسؤال :
إذا وافقناك على أن الله تعالى قد ذكر تفاصيل الأجنة العلمية : فهل لديك أي دليل - ولو واحد - :
على أن هناك مَن سأل النبي عن تفاصيل الأجنة ؟؟؟...

أقول هناك أدلة من السنة ، أن اليهود كانوا يسألون رسول الله ويجيبهم بالتفصيل وإليك الحديث أخي "

عن أنس رضي الله عنه قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي قال: ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ، ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟.................... وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها ، قال : أشهد أنك رسول الله . وفي مسند أحمد من حديث ابن عباس وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للجماعة من اليهود حين جاؤوه : فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان الولد والشبه بإذن الله، إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله قالوا : نعم .