محمد احمد السلامى
10-19-2013, 04:02 AM
بسم الله والصلاه والسلام على محمد ابن عبد الله ... اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل ..
موضوع اليوم هو فكرة فلسفية جديدة .. ليست تجريبية بحتة ولا تجريدية بحتة .. قد تكون مكررة ولكن انا احببت ان اعرضها على سبيل " وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين " ..
احدث موديل موجود فى السوق للنظرية الداروينية التي تفسر وجود الكائنات جلها تفسيريا ماديا ذاتيا غير مقصود تقوم على :
انه بفعل التفاعلات الكيمائية بين ذرات العناصر الموجوده على الارض تكونت حياة بدائية ثم تطورت بفعل مزيد من التفاعلات والتبادلات والتوافيق وتوافر عامل الزمن .. فالحركة الديناميكية للعناصر قد تؤدي فى النهاية لنشوء حياة من لا حياه ومن ثم بفعل الطفرات " والتي تعرف بأنها تغيرات مفاجئة فى نسخ المعلومات الوراثية من كائن لكائن يحدث التغير في النوع والوظيفة والشكل الخارجي الى ان وصل لما نسميهم البشر .. عموما ...
هذا تعريف احدث الاصدارات الاعلامية والتسويقية لنظرية داروين التي مازال البعض يتعلق بها حتى يومنا هذا .. وانا اليوم بفضل الله وتوفيقه سأحاول ان اتشارك معكم بنظرة جديدة لهذه النظرية .. فكرة قد تكون مسمار جديد فى نعش هذه الجثة :
الفكرة تقوم على أنه من الملحوظ لاي صاحب بديهة ان الكائنات الحية موجودة بتنوع فريد .. وأقصد بالتنوع هنا هو دائرة الغذاء او سلسلة الغذاء وسلسلة الغذاء هي وصف لحالة التوازن البيئي الحادث بسبب وجود تنوع حيواني بطريقة متوافقة تحافظ على التوازن البيئي بشكل كامل متكامل يحفظ للحياة استمرارها على هذا الكوكب الذي يتعرض من حين لاخر لاخطار جيولوجية وبيولوجية قد تؤدي الى فناء الحياة تماما على سطحه :
1845
يظهر فى الصورة مثال على سلسلة الغذاء . وهو يوضح الشمس والتي تبعث اشعتها لكي ينمو النبات .. ثم يقوم احد الحشرات بالتغذي على هذا النبات ومن ثم يقوم الضفدع بافتراس هذه الحشرة وبدوره يقوم الثعبان بأفتراس الضفدع لكي يقوم الصقر فى النهاية بالتهام الثعبان .. بهذا الديناميكية البيولوجية يتم الحفاظ على التوازن البيئي والاحيائي للكائنات كافة " حتى النبات " حيث لا يسمح هذا الشكل بخروج احد الكائنات عن العدد المناسب له فى الطبيعة فلو لم يوجد الضفدع مثلا لزادت الحشرات التي تعيش على اكل النبات بشكل رهيب يؤدي فى النهاية لفناء هذا النوع النباتي لان الحشرات سوف تلتهمه بشكل شره للغاية ومن ثم سوف تموت الحشرات في النهاية لانها لن تجد ما تأكله اصلا !
المثل ينطبق على الضفدع اذا لم ياكل الثعبان سوف يزداد اعداده بكثافة كبيره تؤدي فى النهاية لانقراض الحشره ونفوق الضفادع فى نهاية المطاف ..والثعبان والصقر بنفس الكيفية لا احتاج للتكرار .. ولاحظ انه فى النهاية الصقر نفسه يتم تحلل جسده بعد النفوق بفعل اشعة الشمس التي تجفف السوائل التي فيه وتجعله جيفه قابلة للتحلل داخل التربة لكي تستفيد منها وتقوم بتحويل المركبات النيتروجينية الى اوراق وزروع خضراء .
المهم من المثال الان وهو بيت القصيد :
النظرية تفترض ان تطور الكائنات وتغير انواعها كان بسبب عوامل طبيعية ليست بفعل فاعل اي ليست مقصودة وهو ما يصطلح عليه بالمصطلح " عشوائية " ... طيب الان ..لماذا مثلا لم تسير هذه الظروف الطبيعية المحيطة لكي تنتج نوعين فقط من الكائنات وهذا احتمال وارد عقلا وتجريبا ؟
لماذا مثلا لم يتم التطور فى اتجاه ديناصورات-نباتات فقط ؟ او طيور - نباتات فقط ؟ او حشرات - نباتات فقط ؟ او فاكهة - زواحف فقط ؟ او اي تشكيلة تستطيع ان تشكلها من خيالك ؟
لماذا سارت العوامل الطبيعية فى الاتجاه الذي يسمح بأن يحدث هناك توازن بيئي بيولوجي كـــــامل ورائع واستطيع ان اطلق عليه باللغة العامية المصرية " ما يخرش الميه " ؟؟ سؤال نبيه اليس كذلك ؟؟
لاحظ مرة اخرى انه تنوع رهيب من الكائنات وكل كائن يتغذى على كائن اخر بحيث تكون المسألة متزنة .. زواحف =طيور = نباتات = برمائيات = تربة = اشعة شمس .. ماهذا التكامل المذهل ؟ ماهذا التوافق الرائع !! ؟
تستحق التأمل بصدق وبعمق .
الان نأتي للرد المتوقع من المدافعين عن النظرية لكي نفنده وبعد تفنيده تصبح نظريتنا وفكرتنا قائمة تنخر فى جسد الداروينية . الرد الالحادي كألاتي :
================================================== ===========================
لكن هذه النظرة قد تكون طفولية شيء ما اذا ماقارناها بالمثاان هذا الطرح الذي تقدمونه يا مؤمنون هو طرح فى اول وهلة يبدو وكأنه ساحق ماحق لا يشير الا لحقيقة واحده وهي حقيقة الخالق الذي خلق بقصد وحكمة .. ولكن دعنا ننظر للاتي
1846
الصورة توضح احد فروع الاشجار وقد بنى عليه طائر عش له يقيم فيه حياة زوجية سعيدة .. نتمنى ذلك ... :
لو قمنا بسؤال احد الاطفال هل فرع الشجرة مصنوع بطريقة تسمح للطائر ببناء عشه عليه ؟ ام ان الطائر هو من صنع من فرع الشجرة مكان صالح لبناء العش ؟ قد يقع الطفل فى الخطأ ويقول بأن الفرع مصنوع بطريقة متشعبة هندسيا ليكون من الممكن ان يقيم الطائر عشه عليه .. وهذا خطأ . لانه من الاصح ان نقول ان العش هو من عبد وسخر الفرع لكي يكون قابل لبناء عش عليه عن طريق ذكاء الطائر نفسه .. والدليل على هذا ان الطائر قادر على استثمار اي شيء لبناء عشه حتى لو كان ماسورة مياة او مدخنة مخبز او فتحة تركيب جهاز تكييف صحيح ؟ صحيح لا شك .
تفسيرنا لمسألة سلسلة الغذاء او التوازن البيئي هي ان التوازن البيئي موجود ليس لان الحيوانات صممت له .. بل ان وجود الاتزان والتنوع بهذا الشكل هو من سمح اصلا للحياة ان تستمر .. فنحن نسأل سؤال ليس له معنى .. فاالاصح ان نقول ان من حسن الحظ ان العوامل الطبيعية والبيولوجية سارت فى هذه الاتجاهات العدة بطريقة محظوظة لكي تحافظ على الحياة بطريقة ذاتية غير محتاجة لتدخل الغير .. فلو كانت الحياة تطورت فى اتجاهين فقط مثلا (( اسماك - زواحف )) لكن احد النوعين قضى على الاخر بسبب افتراسه له .. ولم نكن نحن هنا اصلا موجودون فى هذا الوقت والزمان لنسأل السؤال .. فنحن نؤول الموضوع فى النهاية للحظ .. وعندما تكون فى كون فسيح سيكون حظك بالتأكيد وارد لانه كلما زادت الفرص زاد الحظ !!
================================================== =============================
ما كتبته باللون البني هو الرد المتوقع من دعاة الداروينية للرد على مسألة سلسلة الغذاء وما تحققه من توازن بيئي يكون فى النهاية مؤشر على الغائية والقصد ..
الرد يكون فلسفي ايضا لان الرد الالحاد فلسفي بالدرجة الاولى فهو مسألة عقلية جدلية وليست مادية قاطعة الثبوت وهو :
ايضا يا عزيزي الدارويني الملحد .. ما كتبته انت ايضا لهو القصور بذاته . .. فهو تفسير طفولي بالرغم من انه يبدو لامعا وذكيا ومتفردا .. كيف ؟
سأقول لك كيف ... ما قلته يا مستر دارويني كلام خاطىء وقاصر اذا اخذنا فى الاعتبار مثال كالاتي وهو :
يستطيع اي شخص منا ان يصنع نظام محكم ومغلق ومكون من عنصرين فقط مثل ان تصنع دورة مياه -صرف فى منزلك وهو عبارة عن ماسورة لرفع المياه المستخدمة فى النظافة ومن ثم ماسورة لسحب المياه الناتجة بعد التنظيف .. ماسورة ماء وماسورة صرف صحي .
مثال اخر : الانسان يحتاج لكثير من العناصر الكيمائية بروتينات -دهون - نشويات - احماض امينية - فيتامينات - الخ .. ولكي يتوفر التوازن في كل هذا فأنت تحتاج ان تكون وجباتك اليومية محتوية على لحوم-خبر-لبن-مكسرات-فواكه وخضر .. وهذا لا يحققه كثير من البشر لعدم استطاعتهم فأنت تعرف كثير من الشعوب والقبائل التي يقوم غذائها على عنصرين او ثلاثة على الاكثر لا يخرج عنهم نظامهم الغذائي اليومي فبعض القبائل تعتمد على الاسماك بشكل اساسي وبجانبه الارز فقط . بعضهم يعتمد على العسل والنشويات فقط .. بعضهم يعتمد على الفاكهة والاسماك فقط مثل شعوب جزر هاواي وغيرها .. ما أقصده انه يمكن الوصول للتوازن فى الطبيعة بعنصرين فقط لو كان هناك حظ .. وانت تدعي ان الحظ في كون فسيح سيكون متوافر بلا شك ... هذا من جانب.
من جانب اخر : ظهور الكائنات الحية فى نظريتك وايمانك الدارويني كان بشكل مرحلي .. يعني لم يوجد فجأة .. ظهرت الرخويات ثم الاسماك ثم البرمائيات ثم الزواحف ثم الطيور ثم الثديات ثم البشر .. علماء الاحياء لم يقرروا متى ظهرت الحشرات ولكنهم يرجحوا انها ظهرت فى البدايات ..
اذا افترضنا صحة هذا .. فلا بد لك من القول ان التوازن بشكله الكامل الحالي لم يتحقق فى البداية .. يعني فى بداية ظهور الحياة على الارض .. او حتى فى احدى مراحلها المتقدمة .. وهذا تناقض وقعت فيه انت بما بنيته من افتراضات .. فكيف حدث التوازن فى البداية اصلا عندما كان الوجود الاحيائي عبارة عن طحالب مائية فقط ؟ او عندما كان حشائش على اليابسة فقط ؟ او عندما كان رخويات وقواقع فقط ؟ عجيب وغريب بالفعل.
سوف تضع نفسك فى مأزق وهو القول بأن التوازن حادث من البداية وحتى بعد ظهور مراحل واجيال جديدة وكبيرة من الانواع فى المستقبل التطوري للارض .. ازداد هذا الاتزان واستمر ليومنا هذا .. وهذا يتطلب افتراض منا وهو ان الحظ هو من فعل ذلك بنفسه .. اي ان الحياة على الارض كانت محظوظة من يومها الاول .. فالموز لم ينقرض عندما كان وحيدا على الاشجار قبل وصول القرود الى محطة التطور لكي تأكله ؟ والعسل لم ينقرض هو وصانعه النحل قبل ان يصل اليه الدب الذي يأكله ؟ وحتى عندما وصلت القرده والدببه لم ينقرض النحل ولا فاكهة الموز لان التوازن البيئي متحقق بالصدفة ! لا شك ان هذا نوع من التطرف الخيالي والفكري الذي لا يقبله عقل سليم اذا توفرت المصداقية والامانة العقلية للباحث ..
فى النهاية اكرر لك : ثديات تأكل زواحف وزواحف تأكل برمائيات وبرمائيات تأكل حشرات وحشرات تأكل نباتات ونباتات تتغذى على جثث الثديات التي نفقت وتحللت بفعل الحشرات الطفيلية التي هي معدة لتحليل المركبات العضوية فى جيفة الحيواني الثدي .. التوازن البيئي موجود لا غبار عليه وهو يدرس فى فصول الاحياء ... ولا يختل هذا التوازن الا عندما يقوم كائن معين وهو الانسان بالتدخل والعبث به .. هذا دليل اخر على ان الانسان مختلف عن غيره بانه الكائن العاقل الذي يمتلك مشيئة .. طبعا هناك ردود كثيرة متوقعة بأن بعض الكوارث الطبيعية اهلكت كثير من الانواع الحيوانية .. هذا جيد ومطروح للنقاش وانا انتظر مشاركات سواء من الاصدقاء الملاحدة او الاخوة هنا .. طبتم
موضوع اليوم هو فكرة فلسفية جديدة .. ليست تجريبية بحتة ولا تجريدية بحتة .. قد تكون مكررة ولكن انا احببت ان اعرضها على سبيل " وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين " ..
احدث موديل موجود فى السوق للنظرية الداروينية التي تفسر وجود الكائنات جلها تفسيريا ماديا ذاتيا غير مقصود تقوم على :
انه بفعل التفاعلات الكيمائية بين ذرات العناصر الموجوده على الارض تكونت حياة بدائية ثم تطورت بفعل مزيد من التفاعلات والتبادلات والتوافيق وتوافر عامل الزمن .. فالحركة الديناميكية للعناصر قد تؤدي فى النهاية لنشوء حياة من لا حياه ومن ثم بفعل الطفرات " والتي تعرف بأنها تغيرات مفاجئة فى نسخ المعلومات الوراثية من كائن لكائن يحدث التغير في النوع والوظيفة والشكل الخارجي الى ان وصل لما نسميهم البشر .. عموما ...
هذا تعريف احدث الاصدارات الاعلامية والتسويقية لنظرية داروين التي مازال البعض يتعلق بها حتى يومنا هذا .. وانا اليوم بفضل الله وتوفيقه سأحاول ان اتشارك معكم بنظرة جديدة لهذه النظرية .. فكرة قد تكون مسمار جديد فى نعش هذه الجثة :
الفكرة تقوم على أنه من الملحوظ لاي صاحب بديهة ان الكائنات الحية موجودة بتنوع فريد .. وأقصد بالتنوع هنا هو دائرة الغذاء او سلسلة الغذاء وسلسلة الغذاء هي وصف لحالة التوازن البيئي الحادث بسبب وجود تنوع حيواني بطريقة متوافقة تحافظ على التوازن البيئي بشكل كامل متكامل يحفظ للحياة استمرارها على هذا الكوكب الذي يتعرض من حين لاخر لاخطار جيولوجية وبيولوجية قد تؤدي الى فناء الحياة تماما على سطحه :
1845
يظهر فى الصورة مثال على سلسلة الغذاء . وهو يوضح الشمس والتي تبعث اشعتها لكي ينمو النبات .. ثم يقوم احد الحشرات بالتغذي على هذا النبات ومن ثم يقوم الضفدع بافتراس هذه الحشرة وبدوره يقوم الثعبان بأفتراس الضفدع لكي يقوم الصقر فى النهاية بالتهام الثعبان .. بهذا الديناميكية البيولوجية يتم الحفاظ على التوازن البيئي والاحيائي للكائنات كافة " حتى النبات " حيث لا يسمح هذا الشكل بخروج احد الكائنات عن العدد المناسب له فى الطبيعة فلو لم يوجد الضفدع مثلا لزادت الحشرات التي تعيش على اكل النبات بشكل رهيب يؤدي فى النهاية لفناء هذا النوع النباتي لان الحشرات سوف تلتهمه بشكل شره للغاية ومن ثم سوف تموت الحشرات في النهاية لانها لن تجد ما تأكله اصلا !
المثل ينطبق على الضفدع اذا لم ياكل الثعبان سوف يزداد اعداده بكثافة كبيره تؤدي فى النهاية لانقراض الحشره ونفوق الضفادع فى نهاية المطاف ..والثعبان والصقر بنفس الكيفية لا احتاج للتكرار .. ولاحظ انه فى النهاية الصقر نفسه يتم تحلل جسده بعد النفوق بفعل اشعة الشمس التي تجفف السوائل التي فيه وتجعله جيفه قابلة للتحلل داخل التربة لكي تستفيد منها وتقوم بتحويل المركبات النيتروجينية الى اوراق وزروع خضراء .
المهم من المثال الان وهو بيت القصيد :
النظرية تفترض ان تطور الكائنات وتغير انواعها كان بسبب عوامل طبيعية ليست بفعل فاعل اي ليست مقصودة وهو ما يصطلح عليه بالمصطلح " عشوائية " ... طيب الان ..لماذا مثلا لم تسير هذه الظروف الطبيعية المحيطة لكي تنتج نوعين فقط من الكائنات وهذا احتمال وارد عقلا وتجريبا ؟
لماذا مثلا لم يتم التطور فى اتجاه ديناصورات-نباتات فقط ؟ او طيور - نباتات فقط ؟ او حشرات - نباتات فقط ؟ او فاكهة - زواحف فقط ؟ او اي تشكيلة تستطيع ان تشكلها من خيالك ؟
لماذا سارت العوامل الطبيعية فى الاتجاه الذي يسمح بأن يحدث هناك توازن بيئي بيولوجي كـــــامل ورائع واستطيع ان اطلق عليه باللغة العامية المصرية " ما يخرش الميه " ؟؟ سؤال نبيه اليس كذلك ؟؟
لاحظ مرة اخرى انه تنوع رهيب من الكائنات وكل كائن يتغذى على كائن اخر بحيث تكون المسألة متزنة .. زواحف =طيور = نباتات = برمائيات = تربة = اشعة شمس .. ماهذا التكامل المذهل ؟ ماهذا التوافق الرائع !! ؟
تستحق التأمل بصدق وبعمق .
الان نأتي للرد المتوقع من المدافعين عن النظرية لكي نفنده وبعد تفنيده تصبح نظريتنا وفكرتنا قائمة تنخر فى جسد الداروينية . الرد الالحادي كألاتي :
================================================== ===========================
لكن هذه النظرة قد تكون طفولية شيء ما اذا ماقارناها بالمثاان هذا الطرح الذي تقدمونه يا مؤمنون هو طرح فى اول وهلة يبدو وكأنه ساحق ماحق لا يشير الا لحقيقة واحده وهي حقيقة الخالق الذي خلق بقصد وحكمة .. ولكن دعنا ننظر للاتي
1846
الصورة توضح احد فروع الاشجار وقد بنى عليه طائر عش له يقيم فيه حياة زوجية سعيدة .. نتمنى ذلك ... :
لو قمنا بسؤال احد الاطفال هل فرع الشجرة مصنوع بطريقة تسمح للطائر ببناء عشه عليه ؟ ام ان الطائر هو من صنع من فرع الشجرة مكان صالح لبناء العش ؟ قد يقع الطفل فى الخطأ ويقول بأن الفرع مصنوع بطريقة متشعبة هندسيا ليكون من الممكن ان يقيم الطائر عشه عليه .. وهذا خطأ . لانه من الاصح ان نقول ان العش هو من عبد وسخر الفرع لكي يكون قابل لبناء عش عليه عن طريق ذكاء الطائر نفسه .. والدليل على هذا ان الطائر قادر على استثمار اي شيء لبناء عشه حتى لو كان ماسورة مياة او مدخنة مخبز او فتحة تركيب جهاز تكييف صحيح ؟ صحيح لا شك .
تفسيرنا لمسألة سلسلة الغذاء او التوازن البيئي هي ان التوازن البيئي موجود ليس لان الحيوانات صممت له .. بل ان وجود الاتزان والتنوع بهذا الشكل هو من سمح اصلا للحياة ان تستمر .. فنحن نسأل سؤال ليس له معنى .. فاالاصح ان نقول ان من حسن الحظ ان العوامل الطبيعية والبيولوجية سارت فى هذه الاتجاهات العدة بطريقة محظوظة لكي تحافظ على الحياة بطريقة ذاتية غير محتاجة لتدخل الغير .. فلو كانت الحياة تطورت فى اتجاهين فقط مثلا (( اسماك - زواحف )) لكن احد النوعين قضى على الاخر بسبب افتراسه له .. ولم نكن نحن هنا اصلا موجودون فى هذا الوقت والزمان لنسأل السؤال .. فنحن نؤول الموضوع فى النهاية للحظ .. وعندما تكون فى كون فسيح سيكون حظك بالتأكيد وارد لانه كلما زادت الفرص زاد الحظ !!
================================================== =============================
ما كتبته باللون البني هو الرد المتوقع من دعاة الداروينية للرد على مسألة سلسلة الغذاء وما تحققه من توازن بيئي يكون فى النهاية مؤشر على الغائية والقصد ..
الرد يكون فلسفي ايضا لان الرد الالحاد فلسفي بالدرجة الاولى فهو مسألة عقلية جدلية وليست مادية قاطعة الثبوت وهو :
ايضا يا عزيزي الدارويني الملحد .. ما كتبته انت ايضا لهو القصور بذاته . .. فهو تفسير طفولي بالرغم من انه يبدو لامعا وذكيا ومتفردا .. كيف ؟
سأقول لك كيف ... ما قلته يا مستر دارويني كلام خاطىء وقاصر اذا اخذنا فى الاعتبار مثال كالاتي وهو :
يستطيع اي شخص منا ان يصنع نظام محكم ومغلق ومكون من عنصرين فقط مثل ان تصنع دورة مياه -صرف فى منزلك وهو عبارة عن ماسورة لرفع المياه المستخدمة فى النظافة ومن ثم ماسورة لسحب المياه الناتجة بعد التنظيف .. ماسورة ماء وماسورة صرف صحي .
مثال اخر : الانسان يحتاج لكثير من العناصر الكيمائية بروتينات -دهون - نشويات - احماض امينية - فيتامينات - الخ .. ولكي يتوفر التوازن في كل هذا فأنت تحتاج ان تكون وجباتك اليومية محتوية على لحوم-خبر-لبن-مكسرات-فواكه وخضر .. وهذا لا يحققه كثير من البشر لعدم استطاعتهم فأنت تعرف كثير من الشعوب والقبائل التي يقوم غذائها على عنصرين او ثلاثة على الاكثر لا يخرج عنهم نظامهم الغذائي اليومي فبعض القبائل تعتمد على الاسماك بشكل اساسي وبجانبه الارز فقط . بعضهم يعتمد على العسل والنشويات فقط .. بعضهم يعتمد على الفاكهة والاسماك فقط مثل شعوب جزر هاواي وغيرها .. ما أقصده انه يمكن الوصول للتوازن فى الطبيعة بعنصرين فقط لو كان هناك حظ .. وانت تدعي ان الحظ في كون فسيح سيكون متوافر بلا شك ... هذا من جانب.
من جانب اخر : ظهور الكائنات الحية فى نظريتك وايمانك الدارويني كان بشكل مرحلي .. يعني لم يوجد فجأة .. ظهرت الرخويات ثم الاسماك ثم البرمائيات ثم الزواحف ثم الطيور ثم الثديات ثم البشر .. علماء الاحياء لم يقرروا متى ظهرت الحشرات ولكنهم يرجحوا انها ظهرت فى البدايات ..
اذا افترضنا صحة هذا .. فلا بد لك من القول ان التوازن بشكله الكامل الحالي لم يتحقق فى البداية .. يعني فى بداية ظهور الحياة على الارض .. او حتى فى احدى مراحلها المتقدمة .. وهذا تناقض وقعت فيه انت بما بنيته من افتراضات .. فكيف حدث التوازن فى البداية اصلا عندما كان الوجود الاحيائي عبارة عن طحالب مائية فقط ؟ او عندما كان حشائش على اليابسة فقط ؟ او عندما كان رخويات وقواقع فقط ؟ عجيب وغريب بالفعل.
سوف تضع نفسك فى مأزق وهو القول بأن التوازن حادث من البداية وحتى بعد ظهور مراحل واجيال جديدة وكبيرة من الانواع فى المستقبل التطوري للارض .. ازداد هذا الاتزان واستمر ليومنا هذا .. وهذا يتطلب افتراض منا وهو ان الحظ هو من فعل ذلك بنفسه .. اي ان الحياة على الارض كانت محظوظة من يومها الاول .. فالموز لم ينقرض عندما كان وحيدا على الاشجار قبل وصول القرود الى محطة التطور لكي تأكله ؟ والعسل لم ينقرض هو وصانعه النحل قبل ان يصل اليه الدب الذي يأكله ؟ وحتى عندما وصلت القرده والدببه لم ينقرض النحل ولا فاكهة الموز لان التوازن البيئي متحقق بالصدفة ! لا شك ان هذا نوع من التطرف الخيالي والفكري الذي لا يقبله عقل سليم اذا توفرت المصداقية والامانة العقلية للباحث ..
فى النهاية اكرر لك : ثديات تأكل زواحف وزواحف تأكل برمائيات وبرمائيات تأكل حشرات وحشرات تأكل نباتات ونباتات تتغذى على جثث الثديات التي نفقت وتحللت بفعل الحشرات الطفيلية التي هي معدة لتحليل المركبات العضوية فى جيفة الحيواني الثدي .. التوازن البيئي موجود لا غبار عليه وهو يدرس فى فصول الاحياء ... ولا يختل هذا التوازن الا عندما يقوم كائن معين وهو الانسان بالتدخل والعبث به .. هذا دليل اخر على ان الانسان مختلف عن غيره بانه الكائن العاقل الذي يمتلك مشيئة .. طبعا هناك ردود كثيرة متوقعة بأن بعض الكوارث الطبيعية اهلكت كثير من الانواع الحيوانية .. هذا جيد ومطروح للنقاش وانا انتظر مشاركات سواء من الاصدقاء الملاحدة او الاخوة هنا .. طبتم