المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأركيوبتركس كأيقونة من أيقونات التطور (مترجم)



صاحب العهد
10-22-2013, 06:16 AM
ترجمة كتاب Icons of Evolution
مؤلفه :Jonathan Wells
لمساعدتي بإرشادي لطرق أفضل للترجمه .
أو لمساعدتي بمشاركتي في الترجمه راسلوني عبر الفيس facebook.com/willbeclosed1
هذا فصل جديد من 8 فصول في الكتاب بعنوان (الأركيوبتركس)
الفصول السابقة :
1- (نظرية ميلر-يوري) هنا http://goo.gl/ZOYbJi
2-(عصافير داروين) هنا http://goo.gl/hvWvoo

عندما نشر تشارلز داروين كتابة أصل الأنواع عام 1859 , اعترف بأن السجل الحفري كان يمثل مشكلة خطيرة تتعرض لها نظريته .فكتب :
(بواسطة نظرية الإنتخاب الطبيعي ) فإن (كل الأنواع الحية لابد وأنها إتصلت عبر أباء مشتركين من نفس الجنس يحملون إختلافات أقل مما نراه اليوم من التنوع في الحيوانات البرية والأليفه )
وكنتيجه لذلك فإن :
(عدد الحلقات الوسطي والإنتقالية , بين كل الأنواع الحية والمنقرضه , يجب أن يكون كبيرا جدا)

لكن في عام 1859 لم تكن بعد قد اكتشفت أي حلقات وسطي ..
,
وقد أرجع داروين هذا الغياب للحلقات الوسطي إلي
(عدم كفاءة السجل الحفري الجيولوجي)
وجادل داروين بأن معظم الكائنات لم يمكن حفظها , وحتي لو تم حفظها فإنها تتدمر عبر الزمن لذا فإننا
(لانملك حق في توقع وجود عدد كبير من هذه المراحل الإنتقالية التي تقوم عليها نظريتنا والتي تربط بين الأنواع في الماضي والحاضر ,في التراكيب الجيولوجيه , ولكن ربما نجد عدد قليل منها )

وبعد عامين , وفي خضم الجدال الحاد حول نظرية داروين , أتي الدليل الدراماتيكي -المثير- الذي يمثل إحدي هذه الحلقات .

ففي عام 1861 نجح العالم هيرمان فون ماير في وصف إحدي الحفريات , التي يبدوا أنها وسطيه بين الزواحف والطيور .

الإكتشاف تم في محجر جيري في مدينة سولنهوفن الألمانية ,
ووجد أن الحفرية تملك أجنحة وريش ,
لكنها أيضا تملك أسنان (بخلاف أي طائر حديث)
وكذلك ذيل طويل شبيه بذيول السحالي , وتملك أيضا مخالب في أجنحتها .

وأطلق ماير علي هذا الحيوان الجديد المكتشف إسم أركيوبتركس
بمعني الجناح القديم (Archaeopteryx , meaning "ancient wing")

في عام 1877 ,تم إكتشاف عينه أخري أكثر إكتمالا ووضوحا .
ومن ثم , حفظت العينة الأولي في متحف التاريخ الطبيعي في لندن . وتعرف اليوم بإسم (عينة لندن)
وحفظت العينة الأخري الأكثر إكتمالا ووضوحا في متحف هامبولدت في برلين وسميت (عينة برلين)

وكذلك تم إكتشاف ستة عينات أخري , ليكون اجمالي العينات المكتشفه ثمانية
(علي الرغم من أن إحدي هذه الحفريات كانت ريشا فقط , وعينة أخري فقدت)

لكن تبقي عينة برلين هي الأكثر إكتمالا وحفظا , ومن ثم أصبحت هي الأكثر شهرة بين الملايين من الناس عبر العالم كحلقه مفقودة تؤكد نظرية داروين .

لكن دور الأركيوبتركس كحلقه مفقودة بين الزواحف والطيور هو محل جدل كبير جدا بين العلماء , فعلماء الحفريات اليوم يتفقون بأن الأركيوبتركس لا يمثل سلفا للطيور الحديثه , وأن سلف الطيور الحديثه يمثل واحد من أكثر الموضوعات الساخنه المثيرة للجدل في العلم الحديث .

ويبدو أن الحلقة المفقودة , ماتزال مفقودة .

_________________________________________
الطائر الأول

يعود محجر سولنهوفن - الذي تم إكتشاف العينات الثمانية فيه - إلي العصر الجوراسي العلوي upper jurassic
نحو 150 مليون عام مضي .

(تعليق : العصر الجوراسي العلوي هو الفترة الثالثة للعصر الجوراسي، تمتد من 150 مليون سنة مضت
وفيه تفككت القارة بانجيا وانقسمت إلى قارتين كبيرتين، لوراسيا في الشمال، وغندوانا في الجنوب، ونتج عن هذا والتفكك المحيط الأطلسي وقد كان ضيقا نسبيا..)

وهذا يجعل الأركيوبتركس الطائر الأبكر في الظهور -أو علي الأقل أقدم طائر بلا منازع- .

العديد من العينات من الأركيوبتركس خاصه عينة برلين ,تصنف أيضا كواحده من أجمل الحفريات علي الإطلاق .

حيث أن محجر سولنهوفين حجره الجيري حبيبي دقيق لدرجه انه يستخرج للرسم في عملية تسمي الطباعة الحجرية lithography .
لذا فإنه حفظ هذه الأركيوبتركس بتفاصيلها الدقيقه .بما في ذلك تراكيب أجنحتها .

كتب عالم الحفريات لويل دينجس و تيموثي روي بأن :
(إسم حلقات الأركيوبتركس المفقودة , يعني بالنسبة لمشرفي المتاحف مثل لوحات رامبرانت , أو الألات الموسيقيه لعائلة ستراديفارياس أورسومات ميشيلانجيلوا)
(تعليق : هولاء أحد أشهر الفنانين العالميين علي الإطلاق)

وبكلمات أخري , كتب عالم الطيور ألان فيديوسشيا بأن عينة برلين
(ربما يجدر بها أن تكون أجمل عينات التاريخ الطبيعي علي الإطلاق في الوجود البشري , وبلا شك , فإنها الحفرية الحيوانية الأكثر شهرة والأكثر وضوحا .)

وبالنسبة لعالم الحفريات بات شيبمان فإنها
(أكبر من أن تكون أجمل حفرية في العالم , فهي أيقونة لأثر مقدس للماضي ,لدرجه تجعلها تصير وبقوة رمز مجيدا لعملية التطور نفسها , فهي تمثل الطائر الأول)

الحالة الأيقونية المجيدة لهذا المدعو -الطائر الأول -لم تمر يسيرا بلا تحديات ,
ففي عام 1983 , وجد عالم الحفريات في جامعه تكساس , سانكر شاتيرجي
إحدي الحفريات التي تعود للعصر الترياسيكي , نحو 225 ميون سنه مضت
(تعليق : أي قبل 75 مليون سنه من عينة برلين ولندن)

والتي جعلته يصرح بأنها
(الطائر الحفري الأقدم ) ,

وعندما إختبر زملاء شاتيرجي من العلماء هذه الحفرية وجدوها إصطدمت بها سيارة وتحطمت وتكسرت , المهم في الأمر أنهم لم يجدوا ريش .

حتي أن بعض الخبراء تساءلوا حول ما إذا كانت كل هذه العظام خاصه بنفس الأركيوبتركس أم بحيوانات أخري معه .
ومنذ ذلك الحين , وجد شاتيرجي عينات أخري , وعلي الرغم من أنه لا تحوي إياها ريش ,
فإن علماء الحفريات الأخرين مازالوا متشككين .

نوع اخر من التحدي للأركيوبتركس ,جاء من عالم الكوزمولوجي -الكونيات- البريطاني فريد هولي , وكاندرا فيكراماسنجي عام 1986 .
حيث صرحوا بأن عينة لندن مزيفه , عن طريق ضغط ريش حديث داخل الأسمنت -الجير- الذي صورت فيه حفرية ديناصور صغير .

ولكن علي الرغم من ذلك , فقد أظهر عالم الحفريات ألان كاريج وزملائه , أن تهمة التزوير خاطئة ,.

وعلي الرغم من أن أهمية الأركيوبتركس في تطور الطيور لا تزال موضع جدل , فإن كل جهات النزاع والجدل تتفق جميعها علي أن هذه الحفريات حقيقية

__________________________________________________ ____
الرباط أو الحلقة المفقودة

عندما اكتشف الهيكل الأول لل أركيوبتركس عام 1861 , فإنه بشر علي نطاق واسع جدا بتحقق ما توقعته نظرية داروين من ظهور تلك الحلقات الوسطي .

لدرجة أن العلماء وصفوه في ذلك الوقت بأنه (الدليل الذي لا يرقي إلي الشك علي نظرية داروين unimpeachable)

وأن تلك الثغرة التي بدت في الماضي بين الزواحف والطيور أنها لا يمكن سدها أو تجاوزها , تم بالفعل سدها وتجاوزها عن طريق تلك الطيور الشبيه بالزواحف .

يبدو بوضوح , أن الشيء المدهش الأكثر لفتا للإنتباه هو ذلك الريش المحفوظ بطريقه رائعه , والذي يبدو في تركيبه شبيها تماما بذلك الخاص بالطيور الحديثه .

لكن هذا الحيوان -الأركيوبتركس - عنده فك به أسنان ,يجعله أشبه بالزواحف منه إلي الطيور التي عندها مناقير ., وكذلك عندها زيل طويل عظمي يشبه ذلك الخاص بالزواحف

ولديه كذلك مخالب في أجنحة , وتلك الصفه -يعني المخالب - تجعله يبدوا كمرحلة إنتقاليه في تطور ذلك العدد القليل من الطيور الحديثه ,

المدافع المعروف بحماسه الشديد لنظرية داروين -توماس هينري هيكسلي - ساعد كثيرا في الترويج للأركيوبتركس , علي الرغم من أنه شاهد حفرية في محجر سولنهوفن , كان أكثر أهمية كحلقة مفقودة , بين الزواحف والطيور .

هذه الحفرية الأخري كانت تعرف بإسم كومسوجناثس Compsognathus , التي مثلت ديناصور صغير شبيه بالطيور , يبدو أيضا شبيه بالأركيوبتركس , لكنه لم يكن لديه ريش .

بلي , إنها كانت عينه من الأركيوبتركس (المجموعه عام 1951) التي لا يسهل التعرف فيها علي ريش
ولكنها أسيء -أخطيء - تعريفها ك كومسوجناثس Compsognathus لسنوات عديده .

وعلي الرغم من أن هيكسلي وجد أن الأركيوبتركس يمثل دليلا هاما علي نظرية داروين , فإنه إعتبر ال كومسوجناثس أنها
(لا تزال قريبه لأن تعتبر "حلقه مفقوده" بين الزواحف والطيور)
ومن ثم إقترح أن الطيور تطورت عن ديناصورات .

وعلي الرغم من ذلك , فقد إعترف بأنهم (لا يملكون أي معلومات عن الحيوانات التي تربط الزواحف والطيور معا تاريخيا وجينيا)

وأن الحفريات (فقط تساعد علي تشكيل تصورات مبرر حول شكل تلك الحلقات الوسطي وكيفية وجودها)

في الطبعة الأخيرة لكتاب أصل الأنواع , سجل داروين مجموعه من الحفريات المكتشفه مؤخرا في عصره والتي أقنعت الكثير من الناس بحقيقة نظريته .
وكتب :
(علي الرغم من أن الفترة-الزمنيه- واسعه بين الزواحف والطيور , فإنه قد ظهر علي يد هيكسلي فيما يبدو بدايه التجاوز لهذه الثغره بشكل لم أكن أتوقعه) بواسطه الأركيوبتركس والكومسوجناثس

ولأن الأخير -يقصد الكومسوجناثس - يبدو معاصر -في نفس الحقبة الزمنية - للأول -يقصد الأركيوبتركس
فإنه علي الرغم من ذلك لا يمكن أن يكون سلفه الذي إنحدر منه .

إحتل الأركيوبتركس مكانة مركزيه قويه بإعتباره الحلقه التي لم تعد مفقودة , ففي عام 1982 ,صرح عالم الدارونيه الحديثه في جامعه هارفارد ,إرنست ماير بأن الأركيوبتركس هو
(الحلقة الرائعه التامة الوضوح بين الزواحف والطيور)

لكن توجد إختلافات تركيبي كثيرة جدا بين الأركيوبتركس والطيور الحديثه , لتجعل من الصعب إعتبار الثاني -يقصد الطيور الحديثه - منحدرا من الأول .-الأركيوبتركس- .

ففي عام 1985 , كتب عالم الحفريات في جامعه كنساس ,لاري مارتن أن :
(الأركيوبتركس لا يمثل سلفا لأي من مجموعات الطيور الحديثه الحاليه) وبدلا من ذلك فإنه يمثل (سلفا للطيور الأولية التي إنقرضت وظهرت بدلا منها تلك الطيور الحديثه).

في عام 1996 , إعتبر عالم الحفريات مارك نوريل -الذي يعمل في متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي في نيويورك - أن الأركيوبتركس يمثل (حفرية هامه جدا)
ولكنه أضاف بأن معظم علماء الحفريات اليوم يعتقدون أنه ليس سلفا مباشرا للطيور الحديثه .

وعلي الرغم من أن هناك توافق كبير حول هذه النقطه , فإن هناك جدلا محتدما -ساخنا- حول نقاط أخري . مثل
أي الحيوانات يمكن أن تكون سلفا لذلك الأركيوبتركس ؟

والجدال حول هذه النقطه يتضمن قضتين - مشكلتين - مختلفتين :
الأولي :كيف نشأ الطيران ؟
والثانيه : كيف يمكننا أن نقرر بدقه السلف الحفري لحيوان ما ؟

__________________________________________________ ____
نشأة الطيران

(تطور الطيور من سلف لا يجيد الطيران ) ليس بالأمر الهين البسيط ,
لأن الطيران يتطلب تعديلات -تكييفات- كبيره جدا في تشريح ووظائف الحيوانات anatomy and physiology
of animals .

يوجد حاليا نظريتين ,حول كيفية نشوء الطيران :
الأولي : (الهبوط من الأشجار Trees down)
والثانية : (القفز لأعلي ground up)

وبناءا علي الأولي -نظرية الهبوط من الأشجار - فإن السلف للطيور الحالية بدأ رحلته التطورية عن طريق القفز من علي الأشجار ,وبالتدريج بدأت تتركم تكييفات معينه , وامتدت هذه التكيفات لتزيد من قدرته علي الإنزلاق ومواجه السقوط parachuting

وبناءا علي الثانية -نظرية القفز لأعلي - فإن الحيوانات الصغيرة التي كانت تجري وراء فريستها علي الأرض , بدأت تدريجيا تتركم لديها تكييفات adaptation صغيره ,وهذه سهلت قدرتهم علي الوصول والقفز .

وكلا النظريتين تنتهي بخطوه واحده , وهي إكتساب -امتلاك الكائن - لأجنحه وزيادة قدرته علي الرفرفه المساعده علي الطيران .

ولكن ميزه هامه جدا للنظرية الأولي -الهبوط لأسفل من الأشجار trees down وهي أن الجاذبيه تقلل من الكثير من المشاكل , التي تتعرض لها الثانيه -القفز لأعلي .

وأسهل كثيرا أن نتصور كيف أن الحيوانات بالفعل في الهواء ربما تتطور قدرتها لتبقي أعلي مده ولو قليله , عن أن نتصور كيف أن تقفز الحيوانات من علي الأرض ثم تقلع وتطير .

فالحيوان الساقط بطبيعه الحال سوف يبدأ في مقاومة السقوط parachuting , فاتحا أطرافه محاولا مقاومة السقوط بأي طريقه .

تلك التنوعات الصغيره التي تزيد من مساحة سطح جزء معين مثل الجلد القادر علي الرفرفه -الأجنحه- ربما تعطي ولو ميزه خفيفة في الكفاح من أجل البقاء , ومن ثم تمتلك الأجيال المستقبليه , -جلود أكثر قدرة علي الرفرفه , وهكذا .

والخطوة الثانية , ستكون التزحلق gliding , والذي فيه تكون الأجزاء القادرة علي الرفرفه قادرة علي الإنتقال لمسافات أطول قبل سقوطها علي الأرض , مثل طيران السناجب squirrels ,وبناءا علي النظرية , فإن الحيوانات المتزحلقه أخيرا سوف تنجح في تحقيق طيران برفرفة حقيقية متكاملة .

أما في نظرية القفز لأعلي -ground up - فإن الطيور تطورت من حيوانات برية كانت تجري مهاجمة فريستها ,
وربما أن الإنتخاب الطبيعي سبب تفضيلا معيا في قدرتها علي الجري علي أطرافها الخلفيه -التي صارت قوية جدا , تاركا الأطراف الأمامية حرة لإصطياد فرائسها

وربما أن هذا الإنتخاب الطبيعي سبب تفضيلا معيا أيضا في الأطراف الأماميه الطويلة لإلتقاط الطعام بسهوله
والإمساك بالفريسه , فجعلها أطول , فإنه بناءا علي هذه النظرية ربما تطورت الأطراف الأمامية لتكون أجنحه وتصبح قاردة علي الطيران .

الإختلاف المميز المهم بين النظريتين -علي الأقل بالنسبه للجدل الحالي بين العلماء حول تطور الطيور - هو أن كل نظرية منهما توحي لنا بسلف مختلف تماما للأركيوبتركس عن النظرية الأخري

فنظرية -الهبوط لأسفل من الأشجار - توحي لنا بأن السلف للطيور كان من الزواحف رباعية الأرجل التي تسلقت وقفزت من الأشجار .

بينما نظرية -القفز لأعلي - تتطلب زواحف من زوات الرجلين , التي يمكنها الجري سريعا علي الأرض مستخدما أطرافها الأمامية لإصطياد فريستها .

ولكننا وجدنا أن :
الزواحف رباعية الأرجل -من النوع الذي يتسلق الأشجار- تبدو في السجل الحفري بأنها ظهرت قبل الأركيوبتركس
بينما تلك ثنائية الأرجل -التي تجري وتقفز- يتوقع أنها ظهرت بعد الأركيوبتركس في السجل الحفري .

وللوهلة الأولي , فإن نظرية -الهبوط من علي الأشجار - تبدو هي الأكثر عقلانية .
لكن ظهرت وسيلة جديدة نسبيا لتحليل الحفريات (والمبنية علي التطبيق الحاسم -الدقيق جدا- لنظرية داروين)

هذه الوسيلة التي أصبحت شائعه إلي حد ما هذه الأيام تسمي كلاديستكس Cladistics
(مأخوذه من الكلمة اليونانية "فرع" branch)

(تعليق : علم الكلاديستيك chladistics هو علم تصنيف الأنواع المختلفه من الكائنات إلي مجموعات تسمي الواحده كلاد clade)
(وهذا الكلاد cladeأو الفرع الحيوي هو عبارة عن مجموعة وحيدة الأصل لها سلف مشترك )
(ومن تعريف ويكيبيديا

__________________________________________________ ______
الكلاديستيكس Cladistics
(أو علم تصنيف الكائنات إلي فروع حيوية وحيدة الأصل)

تصنف الكائنات الحية إلي مجموعات بناءا علي التشابهات بينها .كما رأينا في فصل (شجرة الحياة)
فالبشر يمكن جمعهم ضمن القرود primates ,والقرود يمكن جمعهم ضمن الثدييات , والثدييات يمكن جمعهم ضمن الفقاريات , والفقاريات يمكن جمعهم مع بقية الحيوانات .

وقد لاحظ العالم كارلوس لينوس هذا "التسلسل الهرمي المتداخل " للكائنات الحية قبل داروين
والذي جعله يبتكر النظام البيولوجي الحديث في التصنيف .

وبالنسبه ل لينوس , فإن هذا "التسلسل الهرمي المتداخل" يعكس خطه إلهيه للخلق .
أما بالنسبة لداروين ,فإن هذا التسلسل الهرمي نتج عن نموذج يشبه شجرة متفرعه منحدرة عن سلف مشترك .

ولكن علي الرغم من أن نظرية داروين ,صارت أكثر قبولا منذ عقد 1930 , إلا أن مفهوم لينوس حول التصنيف البيولوجي لم يتأثر .

وبحلول عقد 1980 ,بدأ البيولوجيين التطورين في إعادة تشكيل التصنيف البيولوجي علي خطي النظرية الداروينية .
في عام 1988 , كتب عالم البيولوجي بجامعة بيركلي -كيفين دي كويروز - أن التطور هو( الحقيقة المسلمة أو المحور ِ Axiom ,والذي عليه يجب أن تبني التصورات والمفاهيم التنظيمية)

وكتب أيضا أنه
(بإعتبار التطور حقيقه مسلمة , فإنه يتطلب منا أن نعيد علي نور-بكل وضوح- تقيم المفاهيم والوسائل التي صيغت في فترة ما قبل إكتشاف التطور ,وتبني مثل هذا التوجه , سوف يجعلنا نصل بالثورة الداروينية إلي تحقيق أهدافها الكاملة في المستقبل القريب )

وبينما يعاد تشكل التصانيف البيولوجيه في ضوء نظرية التطور الدارويني , فإن كل المجموعات سوف تصبح منحدره من مجموعة أسلاف مشتركة .

ولا يمكن جمع الكائنات مع بعضها إلا إذا إشتركوا في سلف واحد ,وكل مجموعه صارت تتضمن سلفا مشتركا وكل أعضاء المجموعة يكونون منحدرين عن هذا السلف .

هذا المنظور الجديد ,الذي وضع أولا علي يد عالم البيولوجي الألماني ويلي هينيج في عقد 1950 ,معتمدا بشكل كامل علي التناظر Homology .
وكما رأينا في فصل (أطراف الفقاريات ) , فإن الداروينين الجدد يعرفون التناظر علي أنه تشابه كونه السلف المشترك .
وبمجرد أن يصير التعريف هكذا , فإن التناظر homology لا يمكن إعتبارة دليلا علي السلف المشترك إلا إذا وقعنا في مغالطة منطقيه تسمي الإستدلال الدائري .

وفي تصور هيننج , فإن الكائنات وبكل بساطه يفترض أنها مرتبطه ببعضها بواسطه سلف مشترك , وأن صفاتها وخصائصها تستخدم فيما بعد لنستنتج منها نقاط حول كيفية إنفصالها عن السلف المشترك , من هو سلفها
لنضعها في مكانها السليم علي الفرع السليم من الخريطه أو الشجرة التطورية
(ومن هنا سميت كلاديستيكس Cladistics)

في علم الكلاديستيك -أي التصنيف في فروع حيويه بناءا علي السلف المشترك- تمثل مقارنة صفات الكائنات الصدارة في كل شيء .
أو كما كتب عالم الحفريات بات شيبمان :
(التفاصيل التشريحية وغيرها من الصفات تشكل الدليل , الذي يعتمد عليه وبشكل نهائي لتكوين العلاقات التطورية)

بينما عوامل أخري يتم إهمالها .
علي سبيل المثال ,الصعوبات الفيزيائية الموروثه من نظرية "القفز لأعلي" في أصل الطيران , هي غير مهمه ,
لكن المهم الذي يعنينا فهلا هو ,هل كان الكائن هذا تشريحيا يملك أربعة أرجل أم رجلين

بالنسبة للمصنف cladist
(الشخص الذي يستخدم طريقه الكلاديست أي التصنيف بناءا علي السلف المشترك)
بالنسبه له فإن المناظرة حول أصل الطيران هي ثانوية , إن لم تكن لا علاقه لها بالموضوع
(تعليق : يقصد الكاتب أنه لا يعنينا عند التصنيف ماذا حدث وما الأليه التي طار بها , المهم صفات الكائن حتي يمكن ربطه مع أخر بالسلف المشترك)

ويبدو في هذا الترتيب أن الحيوانات التي في السجل الحفري هي أيضا ثانوية أو لا صله لها بالتصنيف .
فإذا ما إستنتجنا العلاقات التطورية بناءا علي هذا الأساس-مقارنة الصفات بين الكائنات- وحده فقط , فسوف نصل لنعتبر حيوان ما منحدر من حيوان أخر , حتي لو لم نكتشف السلف المشترك إلا بعد ملايين من السنين .
وبالتالي فإن السجل الحفري وبكل بساطه يعاد ترتيبه ليناسب النتائج التي وصلت إلي التصنيفات cladistics

_______________________________________________
إعادة ترتيب الدليل

تطبيق التصنيفات بناءا علي السلف Cladistics علي الطيور تقودنا لخلاصة أن السلف الأول للأركيوبتركس هو ديناصور ثنائي القدمين .

حقا , فالتشابه بين الأركيوبتركس والديناصور كومسوجناثس
الذي روج له هيكسي , جعلنا نقترح أن الطيور تطورت من الديناصورات .

ولكن (كما رأينا أعلاه في الشكل) فإن الديناصور تم إهماله كسلف للطيور , لأنه كان في نفس عمر الأركيوبتركس .

وياللسخرية , فإنه بعدما تولت الكلاديستكس -التصانيف بناءا علي السلف-زمام الأمور , وصار التشابه هو المعيار الوحيد للعلاقات بين الكائنات , فإن علماء الحفريات وجدوا أن المرشح الأفضل ليكون سلفا للأركيوبتركس عاش بعده بعشرات السنين .

ولم تكن معاصرة الأركيوبتركس هي التي إستبعدت أن يكون الكومسوجناثس سلفا له ,
لكنها كانت حقيقة أن الأخير لا يملك ريش !

فبالنسبة لعالم التصانيف السلفية Cladist ,
صارت الحيوانات صاحبة الصفة السليمة هي الديناصورات الشبيهة بالطيور التي عاشت في العصر الكريتاسي
بعدما إنقرضت الأركيوبتركس بسنين طويلة .
لكن حينها , من أجل جعل الديناصوات الشبيهه بالطيور هي السلف للطيور , إضطروا أن يعيدوا ترتيب الدليل الحفري . (شكل 6-2)
(تعليق : العصر الكريتاسي أو العصر الطباشيري Cretaceous period : منذ 135 إلى 65 مليون سنة. وفيه ظهرت الديناصورات ذات الريش وفي نهايته انقرضت الديناصورات )

(تعليق : يقصد الكاتب من الفقره السابقه أنه الأركيوبتركس عاشت قبل 150 مليون عام
وثبت بالدليل الحفري وجود كائن شبيه بها لكنه خالي من الريش معاصر له أو سابق له بفتره قصيره ,
وبدلا من إعتبار هذا الكائن هو السلف للأركيوبتركس , هم إضطروا لإعتمادهم فقط علي التشابه الشكلي علي القول بأن السلف للأركيوبتركس هي ديناصوات ذات ريش وجدوها , لكن هذه الديناصورات غير متناسبه في الحقبه الزمنيه إذ أنها ظهرت بعد إنقراض الأركيوبتركس ب 50 مليون سنه , والله أعلم)

الإعتراض الواضح بأن الحيوان لايمكن أن يكون أكبر من سلفه تم إهماله عن طريق إفتراض أن وجود هذه الديناصورات السلف ربما أيضا كانت موجودة قبله , لكننا لم نعد نتمكن من العثور عليها .

بطريقه أخري , المدافع عن هذه التصانيف السلفيه القائمه فقط علي الشبه Cladistics يقتبس نفس العبارة التي إستخدمها داروين عندما عاني مشاكل في بحثه عن الحلقات الوسطي بأن
(السجل الحفري الجيولوجي ناقص غير تام به عيوب)



--

ولكن علي الرغم من ذلك , فإن ينتج عن ذلك اتساع الفجوات داخل السجل الحفري
فترات -إنفراجات - واسعة من الزمن نجدها خالية من الأدلة الحفرية التي من المفترض أن تدعم هذا التأريخ العرقي القائم علي التصنيف بناءا علي الإشتراك في السلف cladistic phylogenies

حيث تناقش تلك الإنتقادات الموجهة لطريقه التصنيف الكلاديستيكية -بناءا علي السلف- cladistics , أن الصفات -التشابهات بين الحيوانات- التي يعتمد عليها هذا التصنيف في تحليلاته ربما تكون تطورت بطريقه مستقلة , ولا يستدعي ذلك أن تكون إشتركت في سلف مشترك .

وتناقش الإنتقادات أيضا ,أنه علي الرغم من أن السجل الحفري غير كامل , فإنه ليس غير كامل بالدرجة التي تستدعيها التحليلات الكلاديستيكية الضمنية -التي تتلاشاه شبه تماما وتعتمد علي التشابهات في الصفات - , ولكن المصنفون الكلاديستيون يعارضون هذا .مما سبب جدلا حادا .

فمثلا عالم الحفريات والتصانيف الكلاديستيكية لويس شيابي -في متحف التاريخ الطبيعي بأمريكا-كان مطمئن البال إلي القول بأن الطيور منحدرة عن الديناصورات التي تبدو أصغر كثير منها -أي تليها في الحقبه الزمنيه (تعليق: إذ أن الديناصوات كانت موجوده حتي بعد 100 مليون عام من ظهور الأركيوبتركس)
حيث نسب إليه في مقال في مجلة علم البيولوجي Bioscience عام 1997 أنه قال :
(نحن لا نري الوقت ,عامل ذو أهمية كبيرة ,إذ نري أن السجل الحفري غير كامل )
(تعليق : يقصد , أنه ما المانع من وجود الديناصورات قبل الأركيوبتركس لكنها فقط لم نعثر لها علي أدلة حفرية , لكن ما المانع أنها كانت موجوده , والسجل الحفري غير كامل ,وربما نكتشف بعد ألف عام أحد تلك الأدلة الحفرية)

لكن الناقد وعالم الحفريات البيولوجي جون روبين -بجامعة ولاية أوريجون- ناقش كثيرا بأن عدم إكتمال السجل الحفري لا يزال شكوكي , ولا يمكن أن يخضع للتوجهات-للمنظور- الكلاديستيه
قائلا : (ما يجب أن نقوله هو أننا "لا ندري" )
وقال أيضا إن الكثير من هذه التخرصات ليست إلا كلام فارغ .
(تعليق : يقصد أننا لم نجد أدلة حفرية للديناصورات سابقه للأركيوبتركس , كان الأولي حينها أن نصمت ونقول لا ندري هل الديناصورات فعلا سبقت الأركيوبتركس أم لا ؟ لا أن نتخرص ونقول أنها سلفها)

المهم أنه مهما تكن تلك الجدارة التي تستحقها تلك التحليلات الكلاديستيه , فإن لها نتيجه مهمه جدا بخصوص الأركيوبتركس .
إنها بالفعل أزالت الطائر الأول -يقصد الأركيوبتركس - من مكانته الأيقونية كحلقة مفقودة , وحولته إلي مجرد ديناصور -ذو ريش - (تعليق :مثل غيره من الكثير من الديناصورات ذات الريش التي تلته بخمسين مليون عام )

_____________________________________
إنتزاع الأركيوبتركس من مكانته الأيقونية Dethroning Archaeopteryx

إنطلاقا من كون التصنيف الكلادستي -القائم علي السلف - يجعل السلف المشترك وكل المنحدرين عنه داخل مجموعة واحدة ,
لذا فإن الطيور إنحدرت من الديناصورات , وبالتالي فالطيور هي ديناصورات .

يخبر عالما الكلاديستيات لويل دينجاس و تيموثي روي الطلاب بأن الطيور هي عبارة عن ديناصورات ذات طبيعه خاصه -أو حاملة بطاقه مميزه card -carrying .

وعلي الرغم من أن معظم الناس تعتقد أن لفظة "الديناصور " بالنسبه لهم تمثل شيئا مهجورا منقرضا ,
فإن العالمان دينجاس وروي يصرحان بأن ظهور الطيور في العالم الحديث تجعل الديناصورات ك
(واحدة من أعظم نماذج الأمومة في الطبيعة)


وقد هزت هذه الدعوي -أن الطيور هي ديناصورات -لغرابتها الكثير من الناس بما فيهم البيولوجيين أنفسهم .
وعلي الرغم من أنها تابعة لنظرية التصنيف الكلاديستي - الحديثه- إلا أنها تتحدي الشعور -الحس - العام لدي الناس .

فالطيور والديناصورات ربما يكونوا متشابهين في بعض الجوانب , لكنهم أيضا مختلفين جدا عن بعض .
ولو قلنا أن الطيور هي ديناصورات , فإننا وبنفس الطريقه -ولنفس السبب - يمكن أن ننادي البشر أنهم أسماك .

وكما رأينا في فصل (أجنة هيكل) , أن هذا النوع من المنطق , يشجع الناس ليبحثوا عن فتحات لخياشيم في الأجنه البشرية بطريقه منحرفه رديئة .

وإذا كان هؤلاء المصنفون الكلاديستيون علي صواب , فإن الطيور ستكون مجرد ديناصورات ذات ريش .
وبناءا علي هينري جي , الكاتب العلمي في مجلة الطبيعة Nature ,فإن نتيجة ذلك هي إزاحة أو خلع الأركيوبتركس من مكانته التي إعتاد عليها .

ففي عصر من العصور - أي منذ 200 عام - كان الأركيوبتركس وحيدا متفردا يمثل الحفرية الأقدم لطائر .
(وهذا الإنفراد جعله يبدو كأيقونه , أخذت مكانة مرموقه كسلف قديم للطيور .) كما كتب العالم جي عام 1999 .

ولكن إكتشاف العديد من الأسلاف الأخري للطيور , (حتي لو كانت تلك الأسلاف حديثه ) أظهر أن الأركيوبتركس هو مجرد
(ديناصور لديه ريش)

لكن إذا لم يبقي الأركيوبتركس هو الحلقه المفقودة , فمن إذن تلك الحلقة ؟!

وياللسخريه , فإن تلك الثورة التصنيفيه - الكلاديستيه - أعادت إحياء البحث عن الحلقات الوسطي التي يفترض أن الأركيوبتركس إنتهي إليها .

فالأن , وكل بضعة شهور , يخرج علينا عالم حفريات ليذيع بأنه إكتشف حلقه أخري مفقوده , كأنهم لم يكتشفوا بعد الطائر الأول .
فالأركيوبتركس - الطائر الذي بين أيدينا والذي تم توثيقه تماما - يترك من أجل طائرين علي الشجرة .
(أي لم يكتشفا بعد )

وقد نتجت عن ذلك , إحد أعظم الخدع الحفريه المحرجه في تاريخ العلم , مثل حفرية بيلداون piltdown .

____________________________________________
طائر بيلداون The "piltdown bird"

في عام 1912 , أعلن عالم الجيولوجي الغير مخضرم تشارلز داوسون ومعه المتحف البريطاني , عن إكتشاف جديد
بجانب مدينة بيلداون piltdown ,في بريطانيا .

تمثل ذلك الإكتشاف في حلقة مفقودة بين القرود apes , والبشر .
ظلت هذه العينة قابعه في المتحف البريطاني , حتي تم إكتشاف أنها مزيفه عام 1953 .

شخصا ما بتركيب جمجمة إنسان قديمه , مع فك سفلي لأحد القرده الشبيه بالبشر -orangutan أورانجيوتان
وعدلها لتبدو كما لو كانا لنفس الشخص .

(إنسان بيلتداون piltdown man) -والذي أشرنا إليه في الفصل الحادي عشر
يعد أشهر خدعه حفرية في تاريخ العلم كله .

في عام 1999 قام المتحمس للديناصورات الهاوي - غير المخضرم - ستيفن زيركاس وشاركه في ذلك مؤسسة ناشيونال جيوجرافك National geographic , أذاعا أنه إشتروا حفريه بمبلغ ثمانين ألف دولار من منجم أريزونا .
(وأن هذه الحفرية تمثل الحلقة المفقودة بين الديناصورات الأرضيه , والطيور التي تستطيع الأن الطيران بالفعل .)

هذه الحفرية -والتي وبوضوح تم تهريبها من الصين -تملك أطراف أمامية لطائر أولي , وذيل ديناصور .
وقد أسماها العالم زيركاس بإسم أركيرابتور Archaeoraptor .

في نوفمبر من عام 1999 , وصفت مجلة ناشيونال جيوجرافيك هذا الأركيورابتور Archaeoraptor في مقال تحت عنوان (ريش ال تيرانوصور Feathers for T.rex)

وقد صرح مؤلف المقال بأننا الأن -وبعد إكتشاف -هذه الحفريه , نستطيع أن نقول أن الطيور هي ديناصورات , (مثلما تماما نقول وبكل ثقه بأن البشر هم ثدييات), وأن الديناصورات ذات الريش سبقت -كانت السلف -للطيور الأوائل .

وقد احتوي المقال علي رسمه لتيرانوصور صغير له ريش , -والذي منه جاء العنوان T.rex
(تعليق :)

______________________________________
ويتضمن أيضا صورة لحفرية أركيورابتور , مفسرا أنها مكونه من صفات أولية وحديثه , وهذا بالضبط ما يتوقعه العلماء من وجود ديناصورات تجرب الطيران -أي في بداية تطورها لتصير طيور فيما بعد - .

فيما يبدو أن الأركيورابتور , إمتلك وبدقه الصفات التي كان يتوقع العلماء أن يجدوها , وذلك لأن مزورا ماهرا قد نجح في فبركتها -تصنيعها- علي هذه الطريقه , لعلمه أنه هذا سوف يحدث قفزه عاليه في سوق الحفريات العالمي .

هذه الفبركة -التزوير - تم إكتشافها علي يد عالم الحفريات الصيني -زو زينج Xu Xing , الذي أثبت أن العينه تتكون من ذيل ديناصور - مغراه بجسم طائر أولي -بدائي .

أصدر ستورس أولسون -مشرف الطيور في معهد سميثونيان في واشنطون بكل سرعه خطابا إلي بيتر رافين -سكرتير مؤسسة ناشيونال جيوجرافيك .

أعاب عليها تعاملها مع مجموعه من علماء الحيوان , الذين صاروا صرحاء بإنحرافهم عن العقيده السليمه لمجرد رغبتهم في أن تكون هذه الطيور تطورت عن ديناصورات
(تعليق : يقصد أن رغبتهم في العصور علي حلقات وسطي بين الطيور والديناصورات جعلتهم ينحرفوا عن عقيدتهم ويتمسكوا بأي زيف يظهر)

كتب أولسون أن:
(ان أول من تعرض للخطر بسبب هذا المشروع المزيف هو "الحقيقة , والتقييم العلمي الدقيق للأدلة ",لدرجة أنه -أي هذا المشروع المزيف- صار واحدا من أعظم الأكاذيب -الهجس hoax - في عصرنا الحالي)

وقد سجلت ناشيونال جيوجرافيك -تراجعها الجزئي في مقال في 21 يناير عام 2000 علي موقعها علي الإنترنت , لكن وعلي الرغم من ذلك , فإن المجلة قد انتقده وبحده , في فبراير من نفس العام , في مجلة الطبيعة Nature ,لسذاجتها واستعجالها بنشر مقال وصف بأنه (صحافه حساسه وغير جوهرية -غير جيد)


تلك الواقعه الحادة الأثر , أربكت مؤسسة ناشيونال جيوجرافيك , والتي حاولت تبعا أن تدفن هذا الخطأ , بنشرها خطابا كتبه زو زينج Xu Xing حول تلك الخدعة -الحفرية المزيفه -في مارس 2000


حاليا -(تعليق :كتب الكتاب عام 2000 )- أكد كاتب المقال في ناشيونال ولائه -مشكله في معني protest- لمحرري مجلة الطبيعة Nature ,مصرحا بأن
(المعلومات الخاصة ذات الصلة بسلامة العينة -إحتفظت بها-لنفسها- ناشيونال جيوجرافيك , والعلماء التي دفعت لهم المال لدراسة الحفرية) .


استمرت التهم , والتهم المضادة , فبعض الناس يلوم علي التجارة الدولية للحفريات المهربة , بينما يلوم البعض الأخر علي الصحافة الرديئة .

لكن , المذنب الحقيقي هنا , يبدو أنه هو الرغبة عند علماء التصنيف الكلاديستي , في إثبات نظريتهم .
ولمجرد أنهم يحتاجون حلقه مفقودة بين القردة Apes والبشر , فبكل سهوله أوقعهم ذلك في فخ رجل بيلداون
ولمجرد أنهم يحتاجون حلقه مفقودة بين الديناصورات والطيور , فبكل سهولة ذلك في فخ طائر بيلداون .

فاتنا في كل هذا الهرج والمرج , حقيقه أن ذلك الأركيورابتور Archaeoraptor , حتي ولو ثبت أنه حقيقي أصلي , فإنه أصغر -أي وجد بعد - الأركيوبتركس بعشرات الملايين من السنين . ومن ثم فهو سوف يفشل في سد الثغرة الخاليه من الحفريات في السجل الحفري بناءا علي الطريقه الكلاديستية .

في أبريل عام 2000 , إجتمع العالم زيركاس وغيره من علماء الكلاديستكس البارزين , أيضا مع بعض الناقدين للطريقه الكلاديستيه ,في فورت لوديردال , ولاية فلوريدا ,
في مؤتمر حول تطور الطيور والديناصورات .
وقد حضرت ذلك المؤتمر أنا -أيضا - لأستمع إلي تلك المناظرة ,
وبالرغم من أن البعض خاف أن تسيطر تلك الحلقة المربكة-المحرجه الخاصه بالأركيورابتور علي المؤتمر , إلا أن هذه الجريمة -الزيف - تم تجاهلها إلي حد كبير جدا .
ففي نفس المكان , عرض المصنفون الكلاديستيون , نجمهم الجديد , الحلقه المفقودة الأفضل , حتي الأن .

___________________________________
ريش من أجل البامبيرابتور Feathers for Bambiraptor

هذا الإكتشاف الجديد الذي تخطي به الدارونيون زيف الأركيورابتور ,كان هو البامبيرابتور , الذي اكتشف في البدء عام 1993 , بواسطة عائلة مونتانا , ووصل إلي علماء الحفريات المتخصصين عام 1995 .

كان جسم هذا الحيوان في حكم الكتكوت , لكن ذيله الطويل جعل طوله حوالي ثلاثة أقدام .
وكان لديه أسنان حادة ومخالب , كان يشبه فيلوسيرابتور صغير
-أحد الديناصورات المتوحشه الذي حظي بشرته الواسعه في المشاهد الختامية من فيلم "حديقة العصر الجوراسي"jurassic park

الهيكل الأساسي للبامبيرابتور -الذي أعيد بناؤه بوضعيه تشبه أن فيه الروح -أنه علي قيد الحياة- تم عرضه بكل فخر في المؤتمر .
شكل 6-3

وجدت تلك الحفرية في صخور العصر الكريتاسي الأعلي (الطباشيري) -ما يعني أنها أصغر من حفرية الأركيوبتركس بخمسة وسبعين مليون عاما -أي انه ظهر بعد 75 مليون عام من ظهور الأركيوبتركس .

لكن التحليل الكلاديستي أظهر أن هذا الكائن -البامبيرابتور - لديه الكثير من الصفات في هيكله العظمي , بشكل يجعلنا نتنبأ أنه ظهر كسلف للأركيوبتركس .

في الحقيقه , عندما فحصه علماء الحفريات , أزاعوا بأنه يبدوا
(الطائر الأكثر شبها بالديناصورات المكتشف حتي الأن) وأنه (حلقة مفقودة ملحوظه جدا بين الطيور والديناصورات)


تخصص (بريان كوولي) في إعادة بناء الديناصورات من هياكلها الحفريه , وبالفعل أعاد البامبيرابتور إلي الوجود في ذلك المؤتمر .
وأوضح للحضور بأنه أظهر البامبيرابتور بطريقه شبيهه بالطائر قدر الإمكان , معطيا إياه تلك المكانة المفترضه بين الديناصورات والطيور .

حيث أعاد بناء العضلات مستخدما تشريحات الطيورBird anatomy كمرشد له ,ووضع العين بنفس الكيفيه التي عليها الطيور .مستخدما نفس العيون الصناعية التي يضعها علماء التحنيط في الصقور المحنطه .

وتخمينه بأن ذلك البامبيرابتور لابد وأنه كان مغطي بريش قذر -مبهدل - جعله يضيف ريش إلي تصميمه للكائن .

ثم أعطيت نسخة لكل الحاضرين , تحتوي أوصاف علمية رسمية لذلك البامبيرابتور , والتي قد نشرت قبل المؤتمر بثلاثه أسابيع .

التقرير الأول المنشور , تكلم عن حفرية لنوع species مكتشف حديثا . والتي يفترض أن توافق المعايير العلمية العليا ,
لكنه في نفس الوقت , أثار إنتباهات تشكيكية واسعه حول دقة هذه الأوصاف .
فالوصف الرسمي للبامبيرابتور يحتوي رسوم عديدة تخص حيوان أعيد إحياؤه , وأظهرت صورتان منها بروزات شبيهه بالشعر علي الجسم , وريش علي أطرافه الأمامية .


لكن لم يكن يوجد إلي حد كبير جدا أي ريش علي العينة الحقيقه يشبه ذلك النموذج المصمم .

فهذه البروزات الشبيه بالشعر , وكذلك الريش كانت من وحي خيال المصمم .

لأن النظرية الكلاديستيه ,تقول بأنه يجب أن يكون هناك ريش , فمن ثم تم تضمينه في الوصف العلمي للحفرية .

الإشارة الوحيدة في المقال , كانت أن هذه البروزات وهذا الريش ليسوا حقيقيين , في تعليق علي الصورة تضمن هذا السطر :
(إعادة البناء تظهر تراكيب إضافيه تصورية Conceptual integumentary structures) .
لقد كنت مندهشا ,
فالشيء العادي , الذي يمكن أن يتوقعه شخص ما هو أن يجد الإنجليزي مبسط واضع ,مثل أن يقول :
(البروزات الشبيهه بالشعر , وكذلك الريش لم تكن موجوده مع الحفرية , لكنها أضيفت بناءا علي إعتبارات نظرية Theoretical considerations)

وتحت هذه الظروف , فيبدو أن المقال تم تصميمه جيدا لإخفاء الحقيقه بدلا من الإخبار عنها .

كانت هناك إنتقادات عديدة صريحة في ذلك المؤتمر, لهذه النظرية التي تفسر الطيور بسلفها الديناصورات dino-bird theory .

أحد هؤلاء المنتقدون كان عالم الطيور في جامعه شمال كاليفورنيا ألان فيديوسكيا الذي تنبأ بأن نظرية الديناصورات سلف الطيور
dino-bird theory يبدو أن سوف تصير
(أكبر إحراج لعلم الحفريات في القرن العشرين)

وإنتقاد اخر كان من لاري مارتين ,
الذي صرح بأنه لو إضطر للدفاع عن تلك النظرية -أي نظرية الديناصورات سلف الطيور dino-bird theory فسيحرج قائلا :
(سوف أحرج -أرتبك -في كل مرة أخرج فيها لأتكلم عن تلك النظرية )

وكذلك ستورس أولسون , الذي نتش بعض هذا الريش , بضغطه علي مفتاح -زر-الرفض ,
الذي ينادي بأن (الطيور ليست ديناصورات)

لكن المتحمسين لنظرية الديناصورات سلف الطيور dino-bird theory في ذلك المؤتمر كان عددهم يتجاوز تلك الإنتقادات , حيث كانوا لا يمانعون , من تلبيس ذلك البامبيرابتور بعض الريش الخيالي .

ولأني لست كلاديستيا -مصنفا علي طريق السلف - فإني أجد ذلك مضحكا جدا .
وكعالم بيولوجيا جزيئيا , فإني علي الرغم من ذلك أجد هذا مضحك أكثر
.
_________________________________________
الحمض النووي للديك الرومي لدي ديناصور الترايسيراتوب turkey DNA from triceratops

في اليوم الثاني للمؤتمر , أخبرنا العالم ويليام جارستكا أنه ومعه فريق من علماء البيولوجيا الجزيئية من ولاية ألاباما نجحوا في إستخلاص حمض نووي DNA من عظام لحفرية ديناصور تجاوز عمرها 65 مليون عام مضي .

وعلي الرغم من أن الدراسات الأخري تقترح بأن الحمض النووي DNA الأقدم من مليون عام لايمكن أن نصل من خلاله إلي أي معلومات متتابعة -مرتبه- sequence information ذات أهميه تذكر .

قام العالم جارستكا وزملائه ,بتكبير وترتيب الحمض النووي DNA ’ ومقارنته بأحماض نووي معروفه لحيوانات مختلفه , ووجد أنه أكثر شبها للحمض النووي للطيور .

فاستنتجوا من ذلك أنهم وجدوا (الدليل الجيني المباشر الأول ,والذي يدل بدوره علي ان الطيور تمثل الأقارب الأحياء الأكثر قربا من الديناصورات)

وقد نشرت هذه الإستنتاجات الأسبوع اللاحق بواسطه كونستانس هولدين في مجلة العلم Science

وعلي الرغم أن تفاصيل الإكتشاف ما تزال قيد الظهور , فإنه أولا الديناصورات التي زعم جارستكا وزملائه أن حللوا الحمض النووي الخاص بها , كان من نوع ترايسيراتوبس Triceratops .

وبناءا علي علماء الحفريات ,فإنه يوجد فرعين رئيسيين في شجرة العائلة الديناصورية . أحد هذين الفرعين , يتضمن ترايسيراتوبس ثلاثية القرن شبيهه بوحيد القرن . three-horned rhinoceros-like triceratops ,
والتي يراها الملايين من الناس في معروضات المتاحف , وفي الأفلام .

لكن يعتقد أن الطيور تطورت من الفرع الأخر , لذا وبناءا علي علماء البيولوجيا التطوريين , فإن الترايسيراتوبس
والطيور الحديثه , ليسوا أقرباء ,
وأن سلفهما المشترك إنفصل منذ حوالي 250 مليون عام مضي .

ومع تجلي الأمر أكثر , وبالرغم مما سبق , فإن الحمض النووي الذي وجده كارستكا وزملائه , وجد أنه 100% مطابق للحمض النووي للديك الرومي .

ليس 99% , أو حتي 99,9% , لكن مئة في المئة كاملة .

ولا يوجد ذلك حتي في أقرب الطيور إلي الديك الرومي ,
(إذ أن أقرب طائر له حسب الدراسة هو بنسبه 94,5 %)

بطريقه أخري , الحمض النووي الذي يفترض أنه مستخلص من عظام ديناصور الترايسيراتوبس ليس فقط شبيه بالحمض النووي للديك الرومي , إنما هو فعلا حمض نووي لديك رومي .

وهذا ما دفع كارستكا , وزملائه لإعتبار أن إمكانية أن شخص ما أكل سندوتش ديك رومي بالقرب من العينه ,واردة , لكنهم لا يستطيعوا تأكيد ذلك .

في البداية , عندما قدم جارستكا ما اكتشفه , إعتقدت أنها كذبة إبريل ,فقد كنا فعلا يوم 8 أبريل ,
ومن ثم نظرت حول لأبحث عن من يضحك , لم أجد أحدا !

عندما عدت منزلي في اليوم التاي , أخبرت زوجتي القصة ,فقالت إن ذلك يذكرها بالطفل الذي يفسد بنفسه محاولته للبقاء في المنزل وعدم الذهاب إلي المدرسة .
فعندما تضع الأم الترمومتر في فمه ,يقوم برفعه في الخفاء نحو مصباح الإضاءة ليرفع درجة الحرارة , ولكنه يستمر علي ذلك مدة طويله .
وعندما تعود الأم , تجد درجة الحرارة 130 درجة مئوية , فعند ذلك تجعله يحزم أمتعته ويذهب لعلمها بكذبه .

الهدف من هذه القصه , هو أنك إذا أردت أن تزيف شيء معين , لا تجعله ملحوظ جدا .
الحمض النووي من ديناصور الترايسيراتوبس ربما لا يكون مضحكا لو لم يصل إلي 100 % بالظبط مشابها للحمض النووي للديك الرومي .

وحتي نكون منصفين , فإن جارستكا إعترف بشكوكه تجاه النتائج _ليس فقط لأن إمكانية سندوتش الديك الرومي واردة , ولكن أيضا بسبب أنه لا أحد يعتقد أصلا أن الطيور انحدرت من الترايسيراتوبس .
(ولكن يظن انها انحدرت من الفرع التاني )

بالطبع , أشياءا غريبه تحدث , لكن إستخلاص الحمض النووي للديك الرومي من ديناصور التراسيراتوبس , تجاوز كل -الهجايص-الزيف- Hoax
ربما أيضا أن الذنب الذي اقترفه جارستكا وزملائه , تم بواسطه شخص أخر .


أقنعتني تلك الحادثه , أن بعض الناس متحمسين جدا ليؤمنوا أن الطيور تطورت من الديناصورات , لدرجة أنهم عازمون علي قبول أي دليل يؤيد رؤيتهم هذه ,مهما كان بعيدا عن المنطق .

وعلي الجانب الأخر , بالطبع , فإن هناك عدم عزم منهم علي الإستماع المنصف للإنتقادات التي توجه لهذه الفكره الغير منطقيه .

واحد الاوجه الاخري , هو التقديم الساحر للمذيع الذي سبق كارستكا علي المسرح .


__________________________________________
مفهوم "براد الشاي المكسور" وإستخدامه في صناعة العلم

للتو قبل حديث كارستكا , خرج علينا عالم الحفريات كيفين باديان , لينسف الإنتقادات التي توجه لنظرية أن الديناصورات سلف الطيور dino-bird theory , واصفا إياها بأنها غير علمية .

شرح باديان ذلك -بإعتباره رئيس المركز الوطني للتعليم العلمي ,وبإعتباره قضي الكثير من الوقت مخبرا الناس ما يجب أن يكون علم , وما لا يجب -
(وعلي الرغم من العنوان المحايد -المركز الوطني لتعليم العلوم - فإنه يمثل مجموعه مدافعه من الموالين لنظرية داروين الذي يهدفون إلي عدم تشجيع المدارس العامة من عرض أي مواد تتجادل -تعارض التطور)

أكد باديان , أن العلم هو عبارة عن فرضيات تدعمها أدله . وأن الفكرة التي لا نستطيع إختبارها , ربما لا تكون بالضرورة خاطئه , لكنها ليست علمية .

وصف باديان الإنتقادات الموجهه لنظرية الديناصورت سلف الطيور dino-bird theory
بأنها فرضيات غير علمية ,
بسبب -بناءا علي تصريحه - أنها تعرض فرضيات بديله لا يمكن إختبارها تجريبيا .

الدليل الذي تقتبسه الإنتقادات لأجل فرضيتها -كما صرح بالدين - مبني علي
(تفسيرات محددة بناءا علي ملاحظات منعزلة) بدلا من طريقة الكلاديستيك التي هي مقبولة تماما في المجتمع العلمي

وبالرغم أن العلم ليس ورقه تصويت , فإن الطريقه الكلاديستيه -التصنيف بناءا علي السلف - تم إختيارها من مؤسسة العلوم الوطنية , ومن معظم مجلات النقد العلمي peer-reviewed scientific journals ,ومن غالبية الخبراء ,
فمن ثم , فالإنتقادات التي توجه لفرضية الديناصورات سلف الطيور dino-bird hypothesis
(توقفت عن وصفها بالعلم , منذ أكثر من عقد مضي)
وأن الجدال في هذه المسائل قد مات-إنتهي- .

ولست في حاجه لأقول بأن , الإعلان أن التعارض قد مات -أو انتهي - فشل في إقناع المنتقدين أمام الجمهور .
لكن الشيء الأكثر إثارة حول محاضرة باديان , كان العرض الساحر للإستنباطات الغير متفقه مع المقدمات . في الحقيقه إنها تذكرني بأضحوكة المحامي العجوز .

بناءا علي هذه الأضحوكة , فإن جون يقاضي سميث , علي استعارته براد الشاي , وإعادته له مكسورا .
إذ يخرج علينا محامي سميث مدافعا عن سميث قائلا :
1-سميث لم يستعير البراد من أحد
2-وعندما أعاد سميث البراد , لم يكن فيه هذا الكسر
3-وهذا البراد أصلا مكسور قبل ما سميث يستعيره
4-وأصلا مفيش براد

بالطبع باديان لم يكن يحاول أن يبدو مضحكا , ويبدو من غير اللائق أن نقارن كلامه , بأَضحوكة المحامي العجوز
لكن إعتبر هذا هو ملخص ما جادل حوله باديان :
1-في الجدال حول أصل الطيور , فإن الإنتقادات الموجه لفرضيه أن سلفها هو الديناصورات , لم تقدم أي فرضيات بديله يمكم إختبارها تجربيا بواسطه الأدلة .

2-الدليل الذي تبني عليه تلك الإنتقادات رؤيتها البديله , هي تفسيرات إنتقائية -
3-بالرغم أن العلم ليس تصويت علي ورقه إقتراع فإن الأغلبية في المجتمع العلمي ترفض الطريقه التي تعتمد عليها الإنتقادات ,دون النظر إلي أدلتهم
4-أصلا لا يوجد جدال حول نظرية الديناصورات سلف الطيور

الأن , أخذ كيفين باديان مهامه بكل جديه , كذلك فعل الناس عندما دفعوا 80 ألف دولار من أجل طائر بيلتداون ,
كذلك وضع علماء الحفريات ريش خيالي علي البامبيرابتور
وكذلك البيولوجيين الجزيئيين الذين أخبروا أن الحمض النووي للديك الرومي قد وجدوه داخل الديناصور ترايسيراتوبس .

لكن ,وبمجرد مغادرتي مؤتمر فلوريدا , لم أستطع التوقف عن الضحك .
الكثير مما رأيته أو سمعته يبدو -وبكل صراحة - سخيف ساذج .

في الحقيقة , لو كنت فنانا بدلا من عالم بيولوجي , لربما أعددت -رسمت - بعض الرسوم المتحركة -الكارتون- ومعها تعليقات مثل هذه :

(المتحمسين لنظرية أن الديناصورات سلف الطيور يجدون حفريات أعدت لنفس الأمر)
(جمهور الكلاديستيكس يقومون بإضافة ريش إلي الديناصور الذي يريدون أن يستنتجوا منه أنه شبه الطيور)
(سندوتش ديك رومي ,يثبت أن الطيور تطورت من ديناصور الترايسيراتوبس)
(أضحوكة المحامي العجوز صارت اليوم طريقه علمية حديثه)

هذا ليس علم , ولا حتي خرافه , إنها كوميديا .
لكن بعد أن ضحكنا بإستمتاع , نحتاج الان لنسأل أنفسنا :
ماذا حدث بعد للأركيوبتركس .
______________________________


ماذا حدث للأركيوبتركس ؟

تواصل بعض كتب البيولوجي عرضها للأركيوبتركس , علي أنه المثال الكلاسيكي علي الحلقة المفقودة .
ففي كتاب ماديرز بيولوجي mader's biology عام 1998 ناداها بأنها :
(الحلقة الإنتقالية بين الزواحف والطيور)

وفي كتاب بيولوجي Biology للعالمان ويليام سكراير وهيربيرت ستولتزي عام 1999 :
دراسة الحياة تخبر الطلاب , أن الكثير من العلماء يعتقدون أنها تمثل الحلقة التطورية بين الزواحف والطيور .


لكن كلا الجانبين , في الصراع الحالي حول أصل الطيور , يتفقان أن الطيور الحديثه علي أكثر إحتمال لم تكن منحدره من الأركيوبتركس مباشرة .

وبالرغم من أن كلاهما -أي الفصيلين المتجادلين - يختلف حول سلف الأركيوبتركس , فإنه لا احد منهم قد حل المشكلة بالفعل .
متبعين بذلك منطق نظرية داروين لدرجه قد تكون ساذجة ,متطرفه جدا .

يصر المصنفون الكلاديستيون -cladists - علي أن السلف الأول للأركيوبتركس كانت ديناصورات شبيهه بالطيور , والتي لم تظهر في السجل الحفري إلا بعد عشرات من الملايين من السنين التاليه لإكتشاف الأركيوبتركس .

ثم وجهت إليهم إنتقادات ..
تلك الإنتقادات اعتمدت علي حيوانات أكتشفت أكثر سبقا للديناصورات الشبيهه بالطيور ,
لكنها لم تجد بعد , واحدا شبيها لدرجه كافيه بالأركيوبتركس .لتعتبره مرشح جيد لها .

وكنتيجه لذلك , فإن كلا الجانبين ,مايزال يبحث عن الحلقة المفقودة .

أليست ذلك مضحكا , أن نجد الأركيوبتركس -والذي كان الحفرية التي أقنعت الناس بنظرية داروين في المقام الأول أكثر من أي حفرية أخري - يزاح عن مكانته بدرجه كبيره جدا بواسطة المصنفون الكلاديستيون
- الذي يتمنون نصرة نظرية داروين بكل قوة وتطرف أكثر من أي احد غيرهم !

الحفرية الأكثر جمالا في العالم ..
الحفرية التي أسماها إرنست ماير بأنها :
(الحلقة المثالية -الغير معيبة تقريبا - بين الزواحف والطيور)
تلك الحفرية تم وضعها علي الرف الأن - أي هجرت ...
والبحث عن الحلقات المفقودة إستمر ويكأن الأركيوبتركس لم يكن قد اكتشف بعد !

سحابي
10-22-2013, 04:02 PM
الحفرية الأكثر جمالا في العالم ..
الحفرية التي أسماها إرنست ماير بأنها :
(الحلقة المثالية -الغير معيبة تقريبا - بين الزواحف والطيور)
تلك الحفرية تم وضعها علي الرف الأن - أي هجرت ...
والبحث عن الحلقات المفقودة إستمر ويكأن الأركيوبتركس لم يكن قد اكتشف بعد !


بارك الله فيك أخي صاحب العهد ...
جزاااااك الله خيرا ...

عمل جباار أحييك عليه , و إن شاء الله يكون حجر أساس في تهديم فرضية دارون ...

استمر أخي بإبداعك و ترجمتك الرائعة ..