ابن سلامة القادري
10-25-2013, 11:02 PM
التاريخ الإسلامي حافل بالعطاءات الإنسانية التي مبدئها تعاليم الإسلام السمحة الغراء ...
الإنسان في الإسلام ينطلق من ثوابت أخلاقية متينة لا مكان بينها للنزعات المرضية أو للتذبذب فضلا عن الوصولية و الصراع المصلحي ... فهي أخلاق ثابتة محضة ما بين سلوكيات فطرية ذرأها الله في النفس البشرية و يقرها الإسلام، و سلوكيات يدعو إليها تصل إلى حد الكمال و المثالية و يدعو الإسلام الإنسان المسلم إلى مجاهدة النفس على اكتسابها ليستحق بذلك أن يسمى طيبا و يُحشر يوم القيامة مع الطيبين و يُدخل الجنة التي لا يدخلها إلا طيب.
الملحد لا تعني له الطيبة شيئا بقدر ما تعني له شهواته و مصالحه الخاصة و التي قد تحمله على أخس الصفات و أرذل الرذائل ...
ما معنى أن تكون طيبا عند الملحد ؟
لن يفهم الملحد من الطيبة أو الطيبوبة سوى أنها سداجة و عدم قدرة على التكيف .. فالبقاء عنده للأقوى أي الأقدر على فرض وجوده و حريته الشخصية كيفما اتفق .. و بهذا لن يقر من الأخلاق و العادات الإجتماعية أو القوانين و التشريعات إلا ما وافق هواه و لن يقبل منها عدا ذلك إلا ما كان مُلزما له مكرها عليه.
أولا، لا وجود لهذه الكلمة و لا مشتقاتها في كتب الملاحدة (المقدسة)
ليس هذا فقط فالملحد مجرد أساسا و متجرد من البواعث على الطيبة التي ما فتئ يرسخها الإسلام بمبادئه السامية و الراقية في النفس البشرية.
فما هي الطيبة و ما هي بواعثها الإيمانية و التي لا تتحقق على الوجه الأكمل إلا بها ؟
''الطيبة سلامة الصدر، وصفاء النفس، ورقة القلب...، ويتأصل هذا الخلق باستمرار التزكية للنفس، ثم تنعكس آثاره على السلوك: أخوة وسماحة وسكينة ووفاء.
والذين يفتقدون هذا الخلق تراهم غارقين في صور من التحايل والكيد، وسوء الظن والخبث..
ومعنى الطيب في اللغة: الطاهر والنظيف وذو الأمن والخير الكثير ، والذي لا خبث فيه ولا غدر..
ومن هذه المعاني نفهم المراد بالرجل الطيب، والزوجة الطيبة ، والبلدة الطيبة، والقول الطيب، والذرية الطيبة، والريح الطيبة، والحياة الطيبة. وكلها معاني طهر وعفة وصفاء ونقاء، وهذا حال صاحب خلق (الطيبة).
إن الله عز وجل حين خلق بني آدم "جعل منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن وبين ذلك، والخبيث والطيب وبين ذلك".(رواه أحمد وصححه الألباني).
ولا يستوي الخبيث والطيب، و لا يأتلف كل واحد إلا مع قرينه وشبيهه.
وحرصا من النبي صلى الله عليه وسلم على اعتزاز المؤمن بالطيبة نهاه أن ينسب الخبث إلى نفسه، فقال: " لا يقولن أحدكم خبثت نفسي"(البخاري).
ويورد ابن حجر قول ابن أبي جمرة في بيان الحكمة من هذا النهي فيقول: [ وفيه أن المرء يطلب الخير حتى بالفأل الحسن، ويضيف الخير إلى نفسه ولو بنسبة ما، ويدفع الشر عن نفسه إن أمكن، ويقطع الوصلة بينه وبين أهل الشر حتى ولو في الألفاظ المشتركة].
ولقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يقرأ القرآن بثمرة الأترجة: " طعمها طيب وريحها طيب". وضرب للمؤمن مثلا آخر فقال: " والذي نفس محمد بيده إن مثل المؤمن لكمثل النحلة أكلت طيبا ووضعت طيبا". وكلها تؤكد على أصالة عنصر الطيبة في نفسية المؤمن، وسمة الخيرية في تعامله.'' (*)
من أسس و أبعاد الطيبة في الإسلام و أوجه تطبيقها العملي :
- صدق الحديث
- بر الوالدين
- صلة الرحم
- حسن الطوية
- الأمانة
- الوفاء
- العدل
- نصرة المؤمنين
- نصرة المظلوم بأخذ حقه له
- نصرة الظالم بنهيه عن ظلمه
- التحبب إلى الناس
- الدفع بالتي هي أحسن
- التبشير
- الحكمة
- التيسير
- الحرص على الإنتفاع و النفع
- الحب و التآخي
- التكافل
- الصراحة و درء الشبهات
- الألفة
- التنافس الشريف
- التعاون
- حسن الأسوة و التأسي
- العدل
- التثبت
- المطاوعة بأدب
- اصطفاء البطانة
- الحياء
- التواضع
- الإحساس و التأثر
- القناعة و العفة
- تجنب الفتن
- الإعذار
- القصد و هو عدم البخل أو الإسراف
- المراجعة و التصحيح
- المداومة على فعل المعروف و لو بالقليل
- حفظ اللسان من الفحش و البذائة و الغيبة و النميمة و الفضول و كل كلام سيء ...
- الإعتذار و طلب السماح و المغفرة
- ستر العيوب
- اللين و الرفق
- السماحة
- الحلم
- الإحترام
- الإحسان و من معانيه الإتقان في السر و العلن
- مكافأة المحسن
- الكرم و الجود
و من أراد أن يبحر في هذه الخصال و المعاني التي هي أسس الطيبة و وجوه تطبيقها العملي في الإسلام بأدلتها من نصوص القرآن و السنة ليقرأ هذا الكتاب :
http://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single5/ar_hthh_akhlakna.pdf
و من أراد التوسع أكثر فليقرأ سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ..
و ليعلم الناس أن الإلحاد لا أساس فيه لخلق حميد لبناء فرد أو مجتمع.
---------------
(*)هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا لمحمود محمد الخزندار
الإنسان في الإسلام ينطلق من ثوابت أخلاقية متينة لا مكان بينها للنزعات المرضية أو للتذبذب فضلا عن الوصولية و الصراع المصلحي ... فهي أخلاق ثابتة محضة ما بين سلوكيات فطرية ذرأها الله في النفس البشرية و يقرها الإسلام، و سلوكيات يدعو إليها تصل إلى حد الكمال و المثالية و يدعو الإسلام الإنسان المسلم إلى مجاهدة النفس على اكتسابها ليستحق بذلك أن يسمى طيبا و يُحشر يوم القيامة مع الطيبين و يُدخل الجنة التي لا يدخلها إلا طيب.
الملحد لا تعني له الطيبة شيئا بقدر ما تعني له شهواته و مصالحه الخاصة و التي قد تحمله على أخس الصفات و أرذل الرذائل ...
ما معنى أن تكون طيبا عند الملحد ؟
لن يفهم الملحد من الطيبة أو الطيبوبة سوى أنها سداجة و عدم قدرة على التكيف .. فالبقاء عنده للأقوى أي الأقدر على فرض وجوده و حريته الشخصية كيفما اتفق .. و بهذا لن يقر من الأخلاق و العادات الإجتماعية أو القوانين و التشريعات إلا ما وافق هواه و لن يقبل منها عدا ذلك إلا ما كان مُلزما له مكرها عليه.
أولا، لا وجود لهذه الكلمة و لا مشتقاتها في كتب الملاحدة (المقدسة)
ليس هذا فقط فالملحد مجرد أساسا و متجرد من البواعث على الطيبة التي ما فتئ يرسخها الإسلام بمبادئه السامية و الراقية في النفس البشرية.
فما هي الطيبة و ما هي بواعثها الإيمانية و التي لا تتحقق على الوجه الأكمل إلا بها ؟
''الطيبة سلامة الصدر، وصفاء النفس، ورقة القلب...، ويتأصل هذا الخلق باستمرار التزكية للنفس، ثم تنعكس آثاره على السلوك: أخوة وسماحة وسكينة ووفاء.
والذين يفتقدون هذا الخلق تراهم غارقين في صور من التحايل والكيد، وسوء الظن والخبث..
ومعنى الطيب في اللغة: الطاهر والنظيف وذو الأمن والخير الكثير ، والذي لا خبث فيه ولا غدر..
ومن هذه المعاني نفهم المراد بالرجل الطيب، والزوجة الطيبة ، والبلدة الطيبة، والقول الطيب، والذرية الطيبة، والريح الطيبة، والحياة الطيبة. وكلها معاني طهر وعفة وصفاء ونقاء، وهذا حال صاحب خلق (الطيبة).
إن الله عز وجل حين خلق بني آدم "جعل منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن وبين ذلك، والخبيث والطيب وبين ذلك".(رواه أحمد وصححه الألباني).
ولا يستوي الخبيث والطيب، و لا يأتلف كل واحد إلا مع قرينه وشبيهه.
وحرصا من النبي صلى الله عليه وسلم على اعتزاز المؤمن بالطيبة نهاه أن ينسب الخبث إلى نفسه، فقال: " لا يقولن أحدكم خبثت نفسي"(البخاري).
ويورد ابن حجر قول ابن أبي جمرة في بيان الحكمة من هذا النهي فيقول: [ وفيه أن المرء يطلب الخير حتى بالفأل الحسن، ويضيف الخير إلى نفسه ولو بنسبة ما، ويدفع الشر عن نفسه إن أمكن، ويقطع الوصلة بينه وبين أهل الشر حتى ولو في الألفاظ المشتركة].
ولقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يقرأ القرآن بثمرة الأترجة: " طعمها طيب وريحها طيب". وضرب للمؤمن مثلا آخر فقال: " والذي نفس محمد بيده إن مثل المؤمن لكمثل النحلة أكلت طيبا ووضعت طيبا". وكلها تؤكد على أصالة عنصر الطيبة في نفسية المؤمن، وسمة الخيرية في تعامله.'' (*)
من أسس و أبعاد الطيبة في الإسلام و أوجه تطبيقها العملي :
- صدق الحديث
- بر الوالدين
- صلة الرحم
- حسن الطوية
- الأمانة
- الوفاء
- العدل
- نصرة المؤمنين
- نصرة المظلوم بأخذ حقه له
- نصرة الظالم بنهيه عن ظلمه
- التحبب إلى الناس
- الدفع بالتي هي أحسن
- التبشير
- الحكمة
- التيسير
- الحرص على الإنتفاع و النفع
- الحب و التآخي
- التكافل
- الصراحة و درء الشبهات
- الألفة
- التنافس الشريف
- التعاون
- حسن الأسوة و التأسي
- العدل
- التثبت
- المطاوعة بأدب
- اصطفاء البطانة
- الحياء
- التواضع
- الإحساس و التأثر
- القناعة و العفة
- تجنب الفتن
- الإعذار
- القصد و هو عدم البخل أو الإسراف
- المراجعة و التصحيح
- المداومة على فعل المعروف و لو بالقليل
- حفظ اللسان من الفحش و البذائة و الغيبة و النميمة و الفضول و كل كلام سيء ...
- الإعتذار و طلب السماح و المغفرة
- ستر العيوب
- اللين و الرفق
- السماحة
- الحلم
- الإحترام
- الإحسان و من معانيه الإتقان في السر و العلن
- مكافأة المحسن
- الكرم و الجود
و من أراد أن يبحر في هذه الخصال و المعاني التي هي أسس الطيبة و وجوه تطبيقها العملي في الإسلام بأدلتها من نصوص القرآن و السنة ليقرأ هذا الكتاب :
http://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single5/ar_hthh_akhlakna.pdf
و من أراد التوسع أكثر فليقرأ سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ..
و ليعلم الناس أن الإلحاد لا أساس فيه لخلق حميد لبناء فرد أو مجتمع.
---------------
(*)هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا لمحمود محمد الخزندار