المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قوام وعماد قاعدة التوحيد



السعيد شويل
10-28-2013, 10:33 PM
قَوام وعماد قاعدة التوحيد

***********************************************

أمرنا الله أن ننظر إلى معجزاته ونتأمل فى خلقه وآياته وحثنا سبحانه وتعالى على البحث والفحص فى بَديع صُنعه وصَنْعته

لنرى الحجة الناطقة فى قدرته فيزداد الذين آمنوا إيماناً ويوقن الذين اتبعوا الباطل بوحدانيته .

سبحانه وتعالى أحاط بكل شىء علما ووسع كل شىء رحمة وحلما . لا يساهمه أحداً فى الخلق أو يساويه ولا ينازعه أحداً

فى الملك أو يناويه ..

شهِد لنفسه وكفى به شهيداً بأنه هو الله لا إله إلا هو فقال جل شأنه :

( إِننِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ) ( شَهِدَ اللَّهُ أَنهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )

تعالى سبحانه فى عليائه وتعالى سبحانه بجلاله وعظيم سلطانه العظمة إزاره والكبرياء رداؤه خلق الخلق وجنسهم بإرادته وعنت الوجوه

لعظمته ولجلاله وهيبته وأشفقت القلوب من سطوته .

يقول فى كتابه : ( َمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَر )

سبحانه ربٌ لكل العالمين ورب كل شىء وفاطره ورب كل خلق وبارئه . أقرّ العباد أم أنكروا . علموا أم لم يعلموا .

نطق ففصل وحكم فعدل . وعده حق ووعيده صدق .

هو المتفرد بالوحدانية والمتعزز بعظمة الألوهية القائم على نفوس العالم بآجالها والعالم بتقلبها وأحوالها والمانّ عليهم بتواتر آلائه

والمتفضل عليهم بسوابغ نعمائه . هو الغنى ونحن الفقراء إليه وهو المُسْتغنى به ولا يُستغنى عنه .

....

سبحانه وتعالى واحد أحد لاشريك له ولاولد . لو أراد سبحانه أن يصطفى ولداً من خلقه وعبيده لاصطفاه فهو الإله .

( لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )

....

سبحانه وتعالى واحدٌ فى ذاته وواحدٌ فى صفاته وواحدٌ فى أفعاله . لاينبغى البقاء إلا له ولا يمتنع الفناء إلا منه .

لو كان هناك إله أو آلهة غير الله لتعددت الإرادات واختلف المشيئات ولذهب كل إله بما خلق وتعالى عمن سواه هذا

يريد أن يأتى بالشمس من المشرق وهذا يريد أن يأتى بها من المغرب هذا يريد أن يجعلها تشرق وهذا يريدها أن تغرب هذا يريد أن يُسْكِن

المتحركات وهذا يريد أن يحرك الساكنات هذا يريد ليل وهذا يريد نهار هذا يريد أن يمنع الماء وهذا يريد أن يمنع الهواء هذا يريد وهذا

يريد فلن يستقيم الكون والنواميس التى وضعها الله للحياة . يقول تبارك وتعالى :

( وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) .

....

آيات الله فى خلقه تعجز عن سردها العقول وتضيق بها كل النقول . جعل الله لكلٍ منها ميزان موزون إن بدلناه أو غيرناه فإنا

لهذا الميزان قد أخللناه .

أمرٌ وحكمٌ وقهر .. إتقانٌ ونظامٌ وتدبيرٌ وإحكام . خلقٌ ليس له نظير . خلقٌ خلقه العلى القدير .

كون واسع فسيح يحتاج إلى من ينظمه ويسيّره .

هل هناك من استطاع الخروج من ملك الله أو ملكوته . هل من أحدٍ أمكنه أن ينازع الله فى عزته وجبروته .

هل هناك من سَمّى نفسه الله . هل هناك من خَلقَ خلقاً أوسيخلق خلقاً ليصير به نِدّا لله .

( أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء )

( أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ )

سبحانه وتعالى هوالعزيز الحكيم وهو العلى العظيم وهو الغفور الرحيم . هو الواحد القهار وهو العزيز الجبار .

كل شىء يرجع إلى إرادته وكل مافى الكون خاضع لمشيئته .

نحن جميعاً عبيد لله . البشرية كلها بمختلف أطيافها وشتى قبائلها وتنوع شعوبها وعبر العصور والقرون والأزمان لا المؤمن

منهم استغنى بإيمانه عن معونة وفضل الله ولا الكافر استبد بأمرٍ خرج به عن قدرة وعلم الله .

.......

سبحانه وتعالى جلّ عن مثل يطاوله أو يشاكله أو ند أو نظير يقابله .

تقسيم الوحدانية إلى توحيدٍ للربوبية وتوحيد للألوهية أو توحيد للأسماء والصفات أو غير ذلك ما هى إلا آراء وأهواء

فلم يرد فى كتابالله ولا فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرو عن الصحابة والتابعين رضى الله عنهم

ما يدل على هذه التفرقة أو هذا التقسيم .

....

سبحانه وتعالى أزلىٌ بلا ابتداء وأبدىٌ بلا انتهاء الخلق لايدركه ولا يمكن أن يدركه . لا تمثله العيون بنواظرها

ولا تتخيله القلوب بخواطرها .

ليس متناهياً بحد ولامتقدراً بصورة وليس متغيراً بصفة أو مختصاً بجهة . لايماثله أى موجود لأنه البارى لكل مافى الوجود .

( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ ) .

استواؤه على العرش وقبضته للسماوات والأرض وكرسيه ويده وعينه ووجهه الكريم وكل ماضربه الله

للناس من الأمثال فى كتابه فى صفاته ما هو إلا لكى يرتقى فهمهم لمراده . يقول عز وجل :

(وَتلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلناسِ .. وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )

أمرنا سبحانه وتعالى أن لا نتجاوز بنظرنا من البحث والتأمل فى الخلق والآيات إلى النظر والبحث فى الذات فالعقول

محجوبة عن درك حقيقته لأن العقول خلقت للعبودية لا للإشراف والبحث عن الربوبية .

فإن تجاوز الإنسان بنظره من الخلق والآيات إلى البحث فى الذات فقد ارتاد أفقاً لا علم له به وجاب بحراً لامنجى له منه

وعمِى من حيث أبصروجهل من حيث استبصر وسينأى عن اليقين والإيمان وسيسبح فى ظلمات الريب والخسران .

سبحانه وتعالى بإرادته كل رشد وغى وبمشيئته كل نشر وطى وكل بيان فى وصف جلاله حصر وعىّ .

إن تجاوز أى عبد من العبيد قدرة عقله وتعدى منتهى فكره فقد اقترف أمراً إمرا وتجاوز مجاوزةً جوراً وظلماً وكان عن العقل خارجاً

وفى تيه الجهل والجاً . يقول جل شأنه : ( َولا تقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) .

....

الزنادقة والوضاعون أثبتوا الصفات لله بهدف التجسيد والتشبيه والتجسيم ونفوا الصفات عنه سبحانه وتعالى للنفى والتعطيل .

بثوا من السموم ما افتروا به كذباً على الله ونفثوها إفكاً وبهتانا بين المسلمين حتى يؤدى ذلك إلى اشتباكهم فى ورطة الجهالات

وسوء الضلالات وينغمسوا فى الكلام والسفسطة وفى الجدل والجدال .

سبحانه وتعالى لا تحوزه جهات ولا تحده صفات . منزه فى كلامه ومتفرد بجلاله وكماله عن مشابهة أىٍ من مخلوقاته .

فهو ليس من شىء . ولا فى شىء . ولا على شىء .

لو كان من شىء لكان محدثاً مخلوقاً . ولو كان فى شىء لكان محيزاً محصوراً . ولو كان على شىء لكان محمولاً .

تعالى الله عن كل ذلك علواً كبيراً . ( إِنهُ بِكُل ِّشَيْءٍ مُحِيطٌ ).

الأفهام فى عز سلطانه معقولة والأوهام قاصرة ومقهورة والشواهد دون عزته منطمسة والعلوم مندرسة والعقول مختلطة ملتبسة .

لقد غرِقت فى بحور سرمديته عقول العقلاء وبرقت فى وصف صمديته علوم العلماء .

....

سبحانه وتعالى لا يحصره مكان ولايغيره مرور زمان . تعالى سبحانه عن المكان . وتعالى سبحانه عن الزمان .

يقول فى كتابه ومحكم آياته : ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْت قُلْت لِلناسِ اتخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ

سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْت قُلْتهُ فَقَدْ عَلِمْتهُ تعْلَمُ مَا فى نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنكَ أَنْت

عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَاقُلْت لَهُمْ إِلَّا مَاَأمَرْتنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ .....)

هذا خطاب من الله إلى نبى الله عيسى عليه السلام فى يوم القيامة مع أن القيامة لم تقم ولم يحشر الناس ولم تجمع الرسل

ولم يحضر سيدنا عيسى للسؤال ليقول ما قال ومع هذا : فإن ماسيكون كأن قد كان وما سيوجد كأن قد وجد وما سيقال كأن قد قيل

وما سيحدث كأن قد حدث .

ويقول جل شأنه : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ .. إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ

إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ

مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

هذا قول إبليس اللعين فى يوم القيامة لمن أضلهم وسول لهم الكفر والعصيان ولم تقم القيامة ولم يحشر الناس ولم يقفوا أمام

الواحد القهار للسؤال حتى يقول الشيطان ما قال وما سيقوله لهم ...

وفى كتاب الله آيات وآيات ......

.......

أوضح الله لنا البيان وأنزل إلينا القرآن وأمرنا بالنظر إلى قدرته وبديع صُنعه وصنعته وأفسح لنا الأعمار وأمدها وأمهلنا فيها

للتوبة والإستغفار .. فما الذى يحجب الكافر أو المشرك عن الإيمان والإيقان أو يمنعه . يقول جل شأنه :

( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ )

.......

لقد قهر الله جميع مخلوقاته وقهر كل مافى أرضه وسماواته . فالكل قد أسلم لله . أسلموا لله طائعين وعاصين . أسلموا لله مؤمنين وكافرين .

أسلموا لله جبراً وقسراً عنهم . أسلموا لله خضوعاً وانقياداً وإذعاناً لمن برأهم وخلقهم ولمن يحييهم ويميتهم .

( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَات وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً )

أمر الله السماوات والأرض أن يأتيا إليه طوعاً أو كرهاً فاختارا الطاعة خوفاً ووجلاً من أن يأتوا إليه مُكرهين ومُجبرين .

يقول جل ذكره : ( فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئتيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتا أَتيْنَا طَائعِينَ ).

لذا : نراهم فى نسقهم ثابتين وللنواميس التى وُضِعوا لها غير عاصين لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل

سابق النهار وكل فى فلك يسبحون لا تغيير ولاتبديل لهم إلى يوم الدين .

أما الإنسان .. فبإرادته اختار أن يحمل الأمانة وأن تكون له حرية الإختيار . بإرادته طلب أن يتحمل تبعة طاعته أو معصيته .

آثر لنفسه الثواب أوالعقاب فيما يأمره الله به وينهاه عنه . اختار لنفسه الجزاء . يقول جل شأنه :

( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ )

وعلى مر العصور والدهور وبفضل الله ورحمته أنزل الله إلينا الرسالات والشرائع فكان منا العاصى وكان منا الطائع .

الطائعون : هم من نهجوا نهج التوحيد والإيمان فآمنوا بالله وصدقوا أنبيائهم التى أرسلها الله لهم ( قبل وبعد الرسالة ) .

هم من أسلموا لله طائعين فاستحقوا بطاعتهم النجاة من العقاب والعذاب والفوز بما أعده الله من جنة الخلد والنعيم .

والعاصون : هم من كفروا وأشركوا بالله وزاغوا عن الهدى والحق وكذبوا الرسل والأنبياء ( قبل وبعد الرسالة ) .

وهؤلاء مسلمين أسلموا لله جبراً وكرهاً عنهم واستحقوا بعصيانهم وعدم امتثالهم نار جهنم وسكنى الجحيم .

وخير مثال لهؤلاء العصاة : فرعون اللعين وقومه .

فلقد طغى فرعون وتكبر فى الأرض وكان فاجراً كفّارا . كفر بالله وادّعى أنه رب وإله وكان عاتياً جبارا . حين أخذه الله أخْذاً وبيلاً أخْذ

عزيز مقتدر علم أنه عبداً ذليلاً ومقهوراً من الله . أيقن حال غرقه وقبل موته بأن هناك إله واحد لا إله غيره هو من آمنت به بنى إسرائيل ..

تيقن وقت احتضاره بأن الله هو الإله الحق وأنه الواحد القهار .

آمن هذا اللعين بما كانت تؤمن به بنو إسرائيل . آمن بمن كان ينكره ويكفر به . ولكن أنّى له هذا الإيمان وأنّى له الإقرار بالعبودية

ولقد رأى بأس الله وجاءه وعد العزيز الجبار .

( حَتى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنت أَنهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ )

أدرك فرعون أن لاحول له ولا قوة وأنه عبداً صاغراً ومسلماً مستسلماً لله . علم أنه مقهوراً من الله . ومن أطاعه من قومه ومن بطانته

وملأه وحاشيته وجنده مصيرهم هو مصيره وعذابهم مع عذابه شرب الحميم وسكنى الجحيم النار بهم موقدة وعليهم مؤصدة .



************************************************** **********************

سعيد شويل

مشرف 7
10-29-2013, 10:02 AM
مقال فيه الصائب وفيه الخطأ يا أخ سعيد للأسف - وفق منهج أهل السنة والجماعة أهل الحديث والأثر والسلف الصالح -
مثل ذلك :-


سبحانه وتعالى جلّ عن مثل يطاوله أو يشاكله أو ند أو نظير يقابله .

تقسيم الوحدانية إلى توحيدٍ للربوبية وتوحيد للألوهية أو توحيد للأسماء والصفات أو غير ذلك ما هى إلا آراء وأهواء

فلم يرد فى كتابالله ولا فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرو عن الصحابة والتابعين رضى الله عنهم

ما يدل على هذه التفرقة أو هذا التقسيم .

سامحك الله !
ولو صح كلامك بلا تمييز لتوحيد الربوبية عن الألوهية لكان كفار قريش مؤمنين بالله الخالق ؟! [ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله] وكذلك [ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله] وكذلك [ولئن سألتهم من خلق السموات والارض وسخر الشمس والقمر] ولكان إبليس مؤمنا لأنه يعرف بوجود الله وخاطبه بل وأقسم به [فبعزتك لأغوينهم أجمعين] ولكان المسلم الرافض لحكم الله عندك مؤمنا ؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !


سبحانه وتعالى أزلىٌ بلا ابتداء وأبدىٌ بلا انتهاء الخلق لايدركه ولا يمكن أن يدركه . لا تمثله العيون بنواظرها

ولا تتخيله القلوب بخواطرها .

صحيح ولكنا نؤمن بأن المؤمنين سينظرون إلى الله تعالى يوم القيامة [وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة] وكذلك في الجنة إن شاء الله
فوجب التنبيه


ليس متناهياً بحد ولامتقدراً بصورة وليس متغيراً بصفة أو مختصاً بجهة . لايماثله أى موجود لأنه البارى لكل مافى الوجود .

( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ ) .

الله تعالى له حد لا يعلمه بقدره إلا هو - ولو لم يكن له حد لاختلط بمخلوقاته أو دخلوا فيه سبحانه - ولا نقول هو ليس داخل العالم ولا خارجه - فهذا إله معدوم
وكذلك له جهة مُثبتة بعشرات النصوص من القرآن والسنة وهي جهة العلو المطلق له على خلقه والفوقية والاستواء على عرشه
وقوله تعالى [ليس كمثله شيء] ينفي المماثلة وينفي معرفة الكيفية ولكن يبقى أصل معاني صفاته من جنس ما يعرفه البشر
فسمعه يعني سماع الاصوات - وبصره يعني رؤية الموجودات ولا نحرف ذلك ولا نعطله فنقول لا نعرف معنى السمع والبصر على الحقيقة ولا نؤوله إلى العلم فيبقى كلام الله تعالى مُخطئا بلا معنى صحيح وحاشاه !


استواؤه على العرش وقبضته للسماوات والأرض وكرسيه ويده وعينه ووجهه الكريم وكل ماضربه الله

للناس من الأمثال فى كتابه فى صفاته ما هو إلا لكى يرتقى فهمهم لمراده . يقول عز وجل :

(وَتلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلناسِ .. وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )

هذا فيه من التأويل وصرف المعاني عن الظاهر والتسليم للمعنى مع جهل الكيفية ما فيه ! ولم يكن ذلك منهج رسول الله ولا صحابته ولا سلف الأمة الأكابر ولا علمائها
بل نثبت لله تعالى اليد والعين والاستواء والضحك والغضب والرضا والأصابع والقدم - وكما جاء الوحي في القرآن والسنة - ولكن بكيفيات لا يعلمها إلا الله [ليس كمثله شيء] وفرق بين أنها لها كيفية لا يعلمها إلا الله وبين من ينفي وجود كيفية لها !


الزنادقة والوضاعون أثبتوا الصفات لله بهدف التجسيد والتشبيه والتجسيم ونفوا الصفات عنه سبحانه وتعالى للنفى والتعطيل .

هدانا وهداك الله !
يعني لما يثبت النبي وصحابته والسلف صفات الله كما أثبتها هو لنفسه يصيروا زنادقة ووضاعين ؟!!!
وفي المقابل ذممت النافين للصفات !!!!!!
يعني لا إلى المثبتين ملت ! ولا إلى النافين اخترت ! أنت إذا من الذين يقولون لا نعرف ماذا يعني السمع ولا ماذا يعني العلم ولا ماذا تعني الإرادة إلخ ؟


لو كان من شىء لكان محدثاً مخلوقاً . ولو كان فى شىء لكان محيزاً محصوراً . ولو كان على شىء لكان محمولاً .

عقيدتنا أن الله تعالى ليس قبله شيء - ولا يحيطه مكان - ولكنه فوق عرشه - والعرش تحمله الملائكة - والعرش والملائكة لا حول لهم ولا قوة إلا بالله ! ولا قدرة لهم إلا بالله ! ولولا الله لما بقوا