ابن سلامة القادري
11-08-2013, 04:38 AM
لاني اجد كل الاديان تافهة مع الاسف لا تتكلم عن الاقنوم وانت تسرد كل يوم قصة البراق او البغلة الطائرة يا صاح
كذا قال التافهيُّ اللاديني، الذي سار على نهج سلفه أبي جهل و أبي لهب في التكذيب بخبر الوحي عن قصة الإسراء و المعراج مستهزئا بنبينا و ساخرا .. و هو الذي لم ينطق عن الهوى .. الهوى المتجذر حتى النخاع في نفس المستهزء .. من أجل ذلك سنلقمه و نلقم أمثاله حجرا و نريه أن خبر الوحي الذي جاء إلى الصادق المصدوق و عنه لا يكذَّب.
وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى
إن رسول الله محمدا صلى الله عليه و سلم كان أصدق الناس حديثا و لم يعرف الكذب و لا اشتهر به، لقد كان في كل أمره صادقا في حله و ترحاله في أهل بيته في عشيرته و في تجارته، و كان مثال العربي الذي لا يكذب و لا يرضى أن يؤثر عليه الكذب، و يكفي شاهدا على ذلك خبر أبي سفيان عنه و قد كان يومئذ كافرا مشركا على عهد قومه و قد استقدمه هرقل ليخبر عن أمره فلم يشهد له إلا بالصدق و الأمانة و الوفاء، مخافة من الرجل صاحب الشهادة أن يؤثر عليه قومه كذبا و إنما طُلب منه أن يشهد في عدوه.
لا عجب و لا مرية فلو كان النبي صلى الله عليه و سلم كاذبا لاشتهر بذلك في تجارته أكثر من غيرها لما يُعلم أن من عادة التجار كثرة الحلف على الكذب و التزييف في السلع و الغش و الإنتقاص من الميزان ..
لقد كان نبي الله صادقا مصدَّقا في قومه حتى أخبر عما أخبر به من أمر الوحي و الرسالة فتفرق الناس بين مصدق و مكذب لعظم الأمر و حداثة عهد الناس به فمن كان على عهده و أخلاقه قبل بعثته كزوجته خديجة و صاحبه أبو بكر لم يزل له مصدقا و لأمره متبعا و من كان على غير أخلاقه و دأب على السوء و الشر و الرذيلة و الخداع و الكبرياء و البطر و كان ذلك غالبا على طبعه كان طبيعيا أن يكذب بهذا النبي الصادق الأمين الطاهر المطهر فقط لأنه جاءهم بخلاف ما تهواه أنفسهم .. أما هو فقد علموا أنه لم يطمع في تصدر العرب و لا في ما يملكه العرب .. و لا غشي أبدا ما كانوا يغشونه من صنوف الفواحش و الرذائل.
و لو كانت كل القصة طمعا في طمع لما كان بحاجة إلى ادعاء النبوة و اتخاذ ذلك المسلك الحرج بل الخطر و لما سعى حتما إلى معارضتهم في ما هو أعز عليهم من أنفسهم و أهليهم حتى لقد قاتلوه عليه.
لماذا يكذب به جاهليو القرن العشرين ؟؟
هل هناك دليل واحد على دعوى أنه رجل كاذب مدع ؟؟ أم فقط يأتون على أنباء الغيب التي جاء بها عن ربه فيتلاعبون بها بمنطقهم المادي السخيف المنطلق من محض الشهوات و الأهواء على غرار كفار قريش فهم يكتفون بالسخرية و الإستهزاء بما لم يحيطوا به علما و لما يأتهم تأويله ؟؟ أم فقط يأتون ببعض الأحاديث المكذوبة و الأخبار الملفقة فيحتكمون إليها و يؤسسون عليها خيالاتهم ؟؟ أم فقط يؤمنون ببعض و يكفرون ببعض فيدَعُون المحكم البيِّن ليستمسكوا بشبهة هنا و شبهة هناك بناء على أحكام مسبقة لا صلة لها بالخبر و لا بواقع الخبر ؟؟
ابتداء ينبغي التنبيه إلى قاعدة يجب على اللاديني الإلتزام بها في الإحتكام إلى السيرة و التاريخ للطعن في صدق نبوة النبي محمد صلى الله عليه و سلم، هذه القاعدة هي إحدى القواعد الهامة التي عرض لها الدكتور السرداب -حفظه الله- بقوله :
ما من طريق صحيح يحتج بها الملحد على شبهاته حول الإسلام إلا وجاءت المعجزات في طريق أصح منه
فإذا استقامت شُبهة في عقل ملحد كان الأولى أن تستقيم عشرات المعجزات التي تثبت أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات النبوة .
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54459-%DE%E6%C7%DA%CF-%C7%E1%D1%CF-%DA%E1%EC-%C7%E1%C5%E1%CD%C7%CF-%E6%CB%C8%E6%CA-%C7%E1%E4%C8%E6%C7%CA&p=2901923#post2901923
فمن لم يسعه تصديق هذه الأخبار التي صح سندها عن الثقات و شهد عليها عدول الرواة فلا يسوغ له أن يحتج أبدا بحديث أو خبر مروي لأجل نقض شيء من الإسلام أو الطعن في ثوابته.
لقد اشتهر أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاع الله له على المغيبات. قال حذيفة ـ رضي الله عنه ـ: ( قام فينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقاما فما ترك شيئا يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه ) ( البخاري ). وكان حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ يقول :
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله **** ويتلو كتاب الله في كل مشهد
فإن قال في يوم مقالة غائب **** فتصديقها في صحوة اليوم أو غد
الرسول يُخبر...والتاريخ يشهد
سأبدأ إن شاء الله بما ورد في الشام من أخبار ثابتة صحت عن النبي صلى الله عليه و سلم، لما يشهده شامنا هذه الأيام من مصاب جلل .. تذكرة لإخواننا و تبصرة.
إخبارالنبي عليه السلام بظهور دين الإسلام والتمكين له واتساع رقعته مشارق الأرض و مغاربها :
كان الظلام يسود جزيرة العرب فظهر نور الوحي في دعوة نبي الله الذي اختتم به الله تعالى دعوة الأنبياء .. و قد كان الناس أحوج إلى هذا النور من الطعام الذي يطعمونه و الماء الذي يشربونه .. يقول المغيرة بن شعبة و هو يجيب فارسيا سأله : ما أنتم؟
قال: نحن أناس من العرب، كنا في شقاء شديد وبلاء شديد، نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر، ونعبد الشجر والحجر، فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبياً من أنفسنا نعرف أباه وأمه. رواه البخاري
فبزغ ذلك النور ساطعا داعيا إلى الله بإذنه و إلى سبل السلام إلى الصدق و العفة و الكرامة و الإحسان إلى كل ضعيف و إلى كل كائن حي .. لكن ما لبث العرب أن سمعوا بالدين الجديد حتى انقلبوا عليه فكان لا بد من البلاء و التمحيص حتى يظهر الحق و يسود مكان الباطل و يتغلب النور على الظلام .. فعانى لذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد المعاناة و صبروا في ذات الله صبرا جميلا فلم يرتد أحد منهم سخطة و لا طمعا و لا خوفا إلا من كان مكرها أشد إكراه .. و كشر الباطل البشع عن أنيابه حتى ظن بعض أصحاب النبي و كانوا قلائل أنهم قد كُذبوا و غلبوا و قضي عليهم .. هكذا يصف لنا المشهد أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ .. و ليتنا كنا معه يومئذ :
عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال : أَتَيْت النبِي صَلَى اللّه عَلَيه وسَلَّم وهو متوسد بردة وهو في ظل الْكعبة وقَد لَقِينا من الْمشركِين شدَّة فقُلْت يا رسول اللَّه أَلاَ تدعو اللَّه فقعد وهو محمر وجهه فقَال "لَقد كان من قبلَكم لَيمشط بِمشاط الْحدِيد ما دون عظامه من لَحم أَو عصب ما يصرفه ذلك عن دِينِه ويوضع الْمنشار عَلَى مفْرق رأْسه فيشق بِاثْنين ما يصرفه ذلك عن دِينه ( والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ).
أخرجه البخاري في صحيحه ب : ما لقى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة
وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ) رواه مسلم.
و قد تحقق من ذلك ما شاء الله أن يتحقق بغزو المسلمين لبلاد فارس و الروم و فتحهم لتلك البلاد فلم يبق تم لا كسرى بعد كسرى و لا قيصر بعد قيصر كما أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأحاديث الصحيحة التي سنوردها تباعا، و لكن لأن الأيام دول فقد تراجع سلطان المسلمين و انحسر عن تلك البلاد بعد زوال الخلافة الحقة و الإمارة الراشدة .. و لم يزل وعد الله مع ذلك قائما بإظهار دينه على الدين كله كما سنبين بأحاديث أخرى لأحداث آخر الزمان.
و يدخل في ذلك و التمهيد له الإخبار عن ثبات الطائفة المنصورة على الحق إلى قيام الساعة و أنهم من باب أولى من أهل الشام، وعن عمير بن هانئ أنه سمع معاوية رضي االله عنه يقول : سمعت النبيصلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك ) . قال عمير : فقال مالك بن يخامر : قال معاذ : وهم بالشام ، فقال معاوية : هذا مالك يزعم أنه سمع معاذاً يقول وهم بالشام ، رواه البخاري .
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يزال أهل المغرب ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة»، قال أحمد بن حنبل: "أهل المغرب هم أهل الشام"، وهم كما قال لوجهين: أحدهما: "أن في سائر الحديث بيان أنهم أهل الشام". الثاني: "أن لغة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مدينته في أهل المغرب". هم أهل الشام ومن يغرب عنهم.
الأحاديث المبشرة بانتصار المسلمين على الفرس و الروم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من الأمور الغيبية التي أخبر عنها النبي – صلى الله عليه وسلم – زوال مملكتي فارس والروم، وقد فتح الله تلك الممالك على يد المسلمين في عصور الخلافة بعد أن تم ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم من فتح لجزيرة العرب :
فعن نافع بن عتبة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
" تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا ُ" رواه مسلم
و عن أَبِي هريرة أَنّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا هلَك كسرى فلا كسرى بعده وإِذا هلَك قيصر فلا قيصر بعده والّذي نفس محمد بِيده لَتُنفقُن كنوزهما في سبِيل اللّه". أخرجه البخاري ومسلم
و قد بشر النبي صلى الله عليه و سلم عُدي بن حاتم بأنهُ سيكون من الفاتحين لمُلك كسرى ، ويحضر فتح كنوزه ، وأنه سيرى الأمان الذي سيحل بسبب الإسلام.
عن عدي بن حاتم الطائي قال : بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ، ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل .
فقال : ( يا عدي ، هل رأيت الحيرة ؟ ) .
قلت : لم أرها ، وقد أنبئت عليها .
قال : ( فإن طالت بك الحياة ، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة ، حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله )
قال عدي فيما بينه و بين نفسه :( فأين دعار طيء الذين قد سعروا في البلاد ؟ )
ثُم أكمل رسولُ الله وقال لهُ : ( ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ) .
قلت : كسرى بن هرمز ؟
قال : ( كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بك حياة ، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة ، يطلب من يقبله فلا يجد أحدا يقبله منه ، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له ، فيقولن : ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك ؟ فيقول : بلى ، فيقول : ألم أعطك مالا وولدا وأفضل عليك ؟ فيقول : بلى ، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم ) .
قال عدي : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد شق تمرة ، فبكلمة طيبة ) .
قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بكم الحياة ، لترون ما قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاري
يقول الإمام عِماد الدين بن كثير :
وقد وقع ذلك كما أخبر سواء بسواء فإنه في زمن أبي بكر وعمر وعثمان انزاحت يد قيصر ذلك الوقت واسمه هرقل عن بلاد الشام وثبت ملكه مقصوراً علي بلاد الروم فقط والعرب إنما كانوا يسمون قيصر لمن ملك الروم مع الشام والجزيرة وفي هذا الحديث بشارة عظيمة لأهل الشام وهي أن يد ملك الروم لا تعود غليها أبد الآبدين ودهر الداهرين إلي يوم الدين .... وأما كسرى فغنه سلب عامة ملكه في زمن عمر ثم استؤصل ما في يده في خلافة عثمان وقيل في سنة ثنتين وثلاثين ولله الحمد والمنة .... وقد دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أنه مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يمزق ملكه كل ممزق فوقع الأمر كذلك .
النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 10 .
عن سفيان بن أبي زهير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح الشام فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم تفتح اليمن فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم تفتح العراق فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .
أخرجه البخاري ومسلم
يؤكد الإمام ابن حجر تحقق هذه النبوءات النبوية، فينقل عن ابن عبد البر وغيره قولهم، افتتحت اليمن في أيام النبي وفي أيام أبي بكر، وافتتحت الشام بعدها، ثم العراق وفارس، وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد وقع على وفق ما أخبر به النبي وعلى ترتيبه. ، ووقع تفرق الناس في البلاد لما فيها من السعة والرخاء ، ولو صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيرا لهم .
ويعود دخول أهل اليمن في الإسلام إلى عهد الرسول عندما أرسل علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما، فاستجابوا من دون تردد أو معارضة، وكانت همدان أول من أسلم ودخلت القبائل وبقي أهل نجران على المسيحية، وكانت اليمن في تلك الأثناء منقسمة بين قوى قبلية هي حمير وحضرموت وكندة وهمدان، وبين حكم فارسي في صنعاء وعدن، وبين جيب في نجران للنفوذ الروماني الحبشي، وهو الذي كان فيه نصارى نجران.
عودة إلى النبوءات المتحققة في زمان النبي صلى الله عليه و سلم :
نبوءة انتصار الروم على الفرس في بضع سنين (1 للهجرة) :
كسبت الرهان يا أبا بكر :
ثبتت في (المسند) والترمذي وغيرهما: أنه لما اقتتلت فارس والروم، فغلبت فارس الروم، وبلغ ذلك أهل مكة، وكان ذلك في أول الإسلام، ففرح بذلك المشركون؛ لأن المجوس أقرب إليهم من أهل الكتاب، وساء ذلك المسلمين؛ لأن أهل الكتاب أقرب إليهم من المجوس، فأخبر أبو بكر رضي الله عنه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ.
فخرج أبو بكر رضى الله عنه، فراهن المشركين على أنه إن غلبت الروم في بضع سنين أخذ الرهان، وإن لم تغلب الروم أخذوا الرهان، فصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من أن الروم سوف يغلبون بعد ذلك، و ظهرت أقرب الطائفتين إلى المسلمين على أبعدهما.
فلو أن هذا القرآن من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الذى يجعله يدخل فى قضية كهذه ؟ او يطلب احد منه ان يدخل فيها .. وكيف يغامر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فى كلام متعبد بتلاوته الى يوم القيامة ولا يتغير ولا يتبدل . باعلان نتيجة معركة ستحدث بعد سنين .. وماذا كان يمكن ان يحدث لقضية الدين كله لو ان الحرب حدثت وانتصر الفرس مرة اخرى .. او ان الحرب لم تحدث وتوصل الطرفان الى صلح ؟ انها كانت ستضيع قضية الدين كله .. ولكن لأن الله سبحانه وتعالى هو القائل وهو الفاعل جاءت هذه الآية كمعجزة لغير العرب وقت نزول القرآن .. وحدثت المعركة فعلا وانتصر فيها الروم كما اخبر القرآن الكريم .
إخباره ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل معركة بدر بمصارع الطغاة من كفار قريش والأماكن التي سيقتلون فيها (2 للهجرة) :
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال، وكنت رجلا حديد البصر فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، قال: فجعلت أقول لعمر أما تراه فجعل لا يراه، قال: يقول عمر سأراه وأنا مستلق على فراشي، ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله . قال: فقال عمر : فوالذى بعثه بالحق ما أخطئوا الحدود التي حد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..).
قال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس . يقول " هذا مصرع فلان غدا ، إن شاء الله "
قال عمر : فوالذي بعثه بالحق ! ما أخطؤا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال " يا فلان بن فلان ! ويا فلان بن فلان ! هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا " .
قال عمر : يا رسول الله ! كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها ؟
قال " ما أنتم بأسمع لما أقول منهم . غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا " .
صحيح مسلم
إخباره صلى الله عليه و سلم بمقتل الوليد بن المغيرة بضربة على أنفه ( في غزوة بدر الكبرى) :
قال الله تعالى فيه : سَنَسِمُهُ عَلَى الخُرْطُومِ سورة القلم :16
(( نسميه : نعلمه .. الخرطوم : الأنف ))
عجباً ... الوليد بن المغيرة العدو الألد للإسلام .. والمشهور بكبريائه ومكابرته وعناده .. يأتي القرآن ويقول أن هذا الإنسان المكابر العنيد سيُقتل بضربة على أنفه .. ويحدد موقع الضربة ( على أنفه ) ... وبعد ذلك يأتي في بدر ... فتراه قد وسم موقع الضربة ومكانها .. ( سبحانك يا ربي )
إخباره بقتل أمية بن خلف ( في غزوة بدر الكبرى) :
كان سعد بن معاذ صديقاً لأمية، وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد، وكان سعد إذا مرَّ بمكة نزل على أمية، فلما قدم رسول الله المدينة؛ انطلق سعد معتمراً، فنزل على أمية بمكة ...
فقال سعد: يا أمية، فوالله لقد سمعت رسول الله يقول: ((إنهم قاتلوك)).
فقال أمية: بمكة؟
قال سعد: لا أدري.
ففزع لذلك أمية فزعاً شديداً.
فلما رجع أمية إلى أهله قال: يا أم صفوان، ألم تري ما قال لي سعد؟
قالت: وما قال لك؟
قال: زعم أن محمداً أخبرهم أنهم قاتلي، فقلتُ له: بمكة؟ قال: لا أدري.
فقال أمية: والله لا أخرج من مكة.
فلما كان يومُ بدر؛ استنفر أبو جهلٍ الناسَ، قال: أدركوا عِيرَكم، فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناس قد تخلفْتَ وأنت سيد
أهل الوادي؛ تخلفوا معك، فلم يزل به أبو جهل، حتى قال: أما إذ غلبتني، فوالله لأشترين أجود بعير بمكة.
ثم قال أمية: يا أم صفوان، جهزيني. فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيتَ ما قال لك أخوك اليثربي!؟
قال: لا، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريباً.
فلما خرج أميةُ أخذ لا ينزل منزلاً إلا عَقَل بعيرَه، فلم يزل بذلك، حتى قتله الله عز وجل ببدر
صحيح البخاري
والعجب كل العجب من يقين أمية بتحقق موعده وفَرَقِه من ذلك، لكن أنى له أن يُكذِّبَ الصادقَ الأمين الذي مازالوا منذ شبابه يشهدون له بالصدق [ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ](الأنعام: 33).
إعلامه صلى الله عليه وسلم بعدم غزو المشركين المسلمين بعد الخندق (5 للهجرة) :
لما انصرف أهل الخندق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآن نغزوهم ولا يغزوننا.
أخرجه البخاري وأحمد وابن إسحاق
فلم تغز قريش بعد هذه الغزوة، وكان صلى الله عليه وسلم يغزوهم حتى فتح الله عليه مكة.
إخباره باستشهاد جعفر و زيد و ابن رواحة قبل أن يجئ خبرهم في مؤتة ، و بالفتح على يد خالد بن الوليد (8 للهجرة):
عن أنس رضي الله عنه ، قال : نعى النبي - صلى الله عليه وسلم - زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ـ وعيناه تذرفان ـ حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله - يعني خالد بن الوليد - حتى فتح الله عليهم )
صحيح البخاري
إخباره بوفاة النجاشي في نفس اليوم الذي مات فيه (9 للهجرة) :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، فخرج إلي المصلى فصفهم وكبر أربعا .
أخرجه البخاري 23 : ك : الجنائز 64 : ب : التكبير علي الجنازة أربعاً ح 1333 . ج 1 ص 307 .
وأبي داود 62 : ب : الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك ح 3204 . ج 2 ص 230 .
والترمذي 37 : ب : التكبير علي الجنازة ح 1022 . ج 3 ص 341 ، وقال حسن صحيح .
وأحمد في مسنده ح 7147 . ج 2 ص 230 . وقال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين .
والأصبهاني في الدلائل ح 495 . ص 544 .
[14] تحفة الأحوذي ج 2 ص 316 .
فكان ذلك علما من أعلام النبوة لأنه صلى الله عليه وسلم أعلمهم بموته في اليوم الذي مات فيه مع بعد ما بين أرض الحبشة والمدينة .
و في رواية أخرى لعمران بن حُصين قال : قال لنا رسول الله : "إن أخاكم النجاشي قد مات ، فقوموا فصلوا عليه "
قال " فقمنا ، فصففنا كما يُصفّ على الميت ، و صلينا عليه كما يُصلى على الميت "
اصححه الألباني : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1039
إخباره بهبوب ريح شديدة عند تبوك (9 للهجرة) :
قال رسول الله : " ستهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقيم فيها أحد منكم ، فمن كان له بعير فليشد عقاله "
فهب ريح شديدة فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبل طيئ
صحيح مسلم
*قال النووي : هذا الحديث فيه هذه المعجزات الظاهرة من إخباره بالغيب ، و خوف الضرر من القيام وقت الريح
و فيه ما كان عليه من الشفقة على أمته و الرحمة لهم و الاعتناء بمصالحهم و تحذيرهم مما يضرهم في دين أو دنيا و إنما أمر بشد عقال الجمال لئلا ينفلت منها شئ فيحتاج صاحبه إلى القيام في طلبه ، فيلحقه ضرر الريح
إخباره صلى الله عليه و سلم عن جنان تبوك :
في طريق الذهاب أخبر النبي من معه أنهم سيصلون إلى عين ماءٍ في تبوك، وطلب منهم أن يتركوها على حالها ولا يمسّوها، فلما وصلوا إلى تلك العين أسرع إليها رجلان واغترفا منها، فنقص ماؤها، ولما علم النبي غضب من فعلهما، ثم طلب من الصحابة أن يأتوه من ماء تلك العين، فغرفوا بأيديهم قليلاً حتى تجمّع لديهم شيء يسير، فأخذه رسول الله وغسل به يديه ووجهه، ثم أعاده فيها، فسالت بماء غزير حتى ارتوى الناس، والتفت النبي إلى معاذ بن جبل وقال : (يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد مُلئ جناناً) رواه مسلم، وكانت معجزةً عظيمةً تنبّأ فيها النبي بتحوّل تلك المنطقة القاحلة إلى بساتين خضراء خلال فترةٍ وجيزة، وقد تحقّق ما أخبر عنه، وصارت منطقة تبوك معروفةً بوفرة أشجارها وكثرة ثمارها.
كانت تبوك منطقة صحراوية كانت قليلة المياه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بسبب التغيرات المناخية التي تأثرت بها المنطقة والكرة الارضية بشكل عام زادت فيها نسبة هطول الامطار وأصبحت من أهم موارد المياه في المملكة العربية السعودية وأصبحت تعتبر من المناطق الزراعية وبلغت مساحة الرقعة المزروعة في عام 1420هـ حوالي 2283840 هتكار، وتركز 70% منها حول مدينة تبوك على طريق المدينة المنورة وطريق الأردن.
إخباره بنهاية قاتل نفسه :
ومن ذلك أيضاً ما حدث في إحدى المعارك النبويّة حينما قاتل أحدهم في صفوف المسلمين بشجاعة نادرة، فأظهر الصحابة إعجابهم بقتاله، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أما إنه من أهل النار ) ، فقام أحد الصحابة بمراقبة هذا الرجل، فوجده مثخناً بالجراح، فلم يصبر على آلامه واستعجل الموت فقتل نفسه، فعاد الصحابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يخبره بما فعل الرجل، رواه البخاري .
الإخبار بنهاية الرجل الذي كان يكتب له وأرتد :
عن أنس بن مالك قال كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال فرفعوه وقالوا هذا كان يكتب لمحمد صلى الله عليه و سلم وأعجبوا به فما لبث ان قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا . [36]
أخرجه البخاري في صحيحه
النبوءات المتحققة بعد زمان النبي صلى الله عليه و سلم :
ظهور الكذابَين مسيلمة و العنسي (10- 11 للهجرة) :
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما أنا نائم ، رأيت في يدي سوارين من ذهب ، فأهمني شأنهما ، فأوحي إلي في المنام : أن انفخهما ، فنفختهما فطارا ، فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي ) . فكان أحدهما العنسي ، والآخر مسيلمة الكذاب.
- المصدر: صحيح البخاري
1- العنسي في اليمن و قد قتله الصحابة قبل موت النبي صلى الله عليه و سلم
2- مسيلمة الكذاب و قد قضى عليه الصحابة في عهد أبي بكر الصديق في معركة اليمامة و قد ادعى مسيلمة أن له قرآن كالقرآن الذي نزل على رسول الله و تمعن جيداَ لقرآن مسيلمة لكي تضحك من ملئ فمك .
جاء رجل إلى ابن مسعود فقال إني مررت بمسجد بني حنيفة فسمعت إمامهم يقرأ بقراءة ما أنزلها الله على محمد فسمعته يقول :
الطاحنات طحنا
فالعاجنات عجنا
فالخابزات خبزا
فالثاردات ثردا
فاللاقمات لقما
الإشارة الصريحة إلى أن أبا بكر الصديق سيلي أمر الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم (11 للهجرة) :
عن محمد بنِ جبير بن مطعم عن أَبِيه قَال أَتت امْرَأَة النَّبِي صَلَى اللَّه عَلَيه وسَلَم فأَمرها أَن ترجع إِلَيه قالَت أَرأَيت إِن جئْت ولَم أَجدك كأَنها تقول الموت قال صلَى اللَّه علَيه وسلَم إِن لَم تجديني فاْتي أَبا بكر .
أخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه
فكان هذا وتولى أبو بكر الصديق أمر وولاية المسلمين بعده صلى الله عليه وسلم فكان هو القائم بعده بالأمر .
يقول الأمام النووي :
واما قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي بعد هذا للمرأة حين قالت يا رسول الله أرأيت ان جئت فلم اجدك قال فان لم تجديني فأتي ابا بكر فليس فيه نص على خلافته وامر بها بل هو اخبار بالغيب الذي اعلمه الله تعالى به والله اعلم .
مسلم بشرح النووي ج 15 ص 154
الإخبار بفتح بيت المقدس (15 للهجرة) وطاعون عمواس و تحقق الخبرين في زمن عمر بن الخطاب:
عن عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال : "أَتيت النبِي صَلَّى اللَّه عليه وسَلّم في غزوة تبوك وهو في قبة منْ أَدم فَقَال اعدد سِتا بين يدي الساعة موتي ثُم فتح بيت الْمقْدس ثُم موْتان يأْخذ فيكم كقعاصِ الْغنمِ ثم استفاضة المال حتّى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إِلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأَصفر فيغدرون فَيَأْتُونَكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثْنا عشر أَلْفا".
أخرجه البخاري في صحيحه
وقد وقع الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام ففُتح بيت المقدس بعدما توفاه الله صلى الله عليه وسلم في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال الإمام الحافظ عماد الدين بن كثير :
ذكره أبو جعفر بن جرير في هذه السنة عن رواية سيف بن عمر وملخص ما ذكره هو وغيره أن أبا عبيدة لنا فرغ من دمشق كتب إلة أهل إيلياء يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام ، أو يبذلون الجزية أو يؤذنون الحرب . فأبوا أن يجيبوا إلي ما دعاهم إليه . فركب إليهم في جنوده واستخلف علي دمشق سعيد بن زيد ثم حاصر بيت المقدس وضيف عليهم حتى أجابوا إلي الصلح بشرط أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ..... ثم سار – عمر – حتى صالح نصارى بيت المقدس ، واشترط عليهم إجلاء الروم إلي ثلاث ، ثم دخلها إذ دخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء . البداية والنهاية ج 9 ص 655 ، 656 .
و قد تحقق فتح بيت المقدس في العام الخامس عشر الهجري على يد الخليفة عمر بن الخطاب و كان قائد الجيش أبو عبيدة بن الجراح و بقي بيت المقدس تحت الحكم الإسلامي إلى العهد العباسي حتى سقط القدس في يد الصليبيين سنة 492 هـ و بقي حتى عام 583 هـ .
حتى هيأ الله للأمة رجلاً بطلاً مغواراً ألا و هو البطل ( صلاح الدين الأيوبي ) حيث انطلق لعملية الفتح الإسلامي ، و بعد معركة حطين توجه نحو عسقلان ، ومنها إلى القدس وفرض عليها حصاراً قوياً ، اضطر معه الصليبيون إلى الاستسلام وذلك في عام 853هـ ، فتم فتح بيت المقدس على يد ذلك البطل الشجاع ، ولكن بعد موته دب الخلاف والفرقة بين المسلمين حتى سلمت القدس للصليبين مرتين دون قتال ، دامت المرة الأولى عشر سنوات ، ودامت المرة الثانية سنة واحدة .
ثم وقعت القدس تحت طائلة الحكم البريطاني عقب الحرب العالمية الأولى ، وهكذا وقعت فلسطين تحت الحكم اليهودي منذ عام 1367هـ ، وحتى يومنا هذا ، فنسأل الله تعالى أن يهيأ للأمة رجلاً يقودها لاستعادة مجدها ، وعزها المجيد ، وليس ذلك على الله ببعيد .
وقوله عليه السلام " ثُم موْتان يأْخذ فيكم كقعاصِ الْغنمِ " وقد تحقق هذا في طاعون عمواس فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان بالشام مات فيه خمسة وعشرون [1] سنة ثماني عشرة ، ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة منهم معاذ بن جبل وأبو عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وأبو جندل بن سهيل بن عمرو ، وأبوه ، والفضل بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم أجمعين . [2]
وحدثت إستفاضة المال وكثرته في خلافة عثمان عند تلك الفتوح العظيمة، وكان أيضاً في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقد وقع في زمنه أن الرجل كان يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبل صدقته . [3]
[1] المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج ج 1 ص 105
[2] البداية والنهاية ج 9 ص 164 .
[3] فتح الباري ج 6 ص 227 ، ج 13 ص 86 .
الإخبار بقدوم أويس القرني التابعي الزاهد البار بأمه على عمر بن الخطاب :
قال رسول الله ( إن رجلا يأتيكم من اليمن ، يقال له : أويس ، لا يدع باليمن غير أُم له ، قد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه ، إلا مثل موضع الدرهم ، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم )
صححه الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2083
و روى البخارى من رواية عائشة وأُسير بن عمرو ـ ويقال بن جابر ـ عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال لأويس بن عامر : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتى إليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع
درهم له والدة هو بها بر ٌ لو أقسم على الله لأبره فإن إستطعت أن يستغفر لك فا فعل ...فا ستغفر لى ..فاستغفر له ......."الحديث
وهنا يتجلى إخباره صلى الله عليه وسلم .بقدوم أويس وصفته ومقامه.....والذى سيأتي فى زمان عمر رضى الله عنه.
روى مسلم بسنده عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم قال: لك والدة؟ قال: نعم قال: سمعت رسول الله يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل؛ فاستغفر لي فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس قال: تركته رث البيت قليل المتاع قال: سمعت رسول الله يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويسًا فقال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي قال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي قال: لقيت عمر قال: نعم فاستغفر له ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال أسير وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة.
ونَادَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّينَ: فقال: أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ، قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يقول: "إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَّابِعِينَ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ".
بشارته صلى الله عليه و سلم لأم ورقة بنت نوفل بالشهادة في بيتها (استشهدت في زمن عمر) :
أخرج أبوداود في سننه: أن النبي [ لما غزا بدرا قالت: قلت له يا رسول الله! ائذن لي في الغزو معك، أمرِّض مرضاكم، لعلَّ الله يرزقني شهادة، قال: (قَرِّي في بيتك فإن الله يرزقك الشهادة)، فكانت تسمى الشهيدة. قال وكانت قد قرأت القرآن، فاستأذنت النبي [ أن تتخذ في دارها مؤذنا، فأذن لها، قال: وكانت قد دبرت غلاما لها وجارية، فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت وذهبا، فأصبح عمر فقام في الناس، فقال: من كان عنده علم من أمر هذين فليجئ بهما، فأمر بهما فصلبا، فكانا أول مصلوب بالمدينة.
حسنه الألباني في صحيح أبي داود
إخباره أن زوجته زينب أول زوجاته إلتحاقاً به (20 للهجرة) :
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله " أسرعكن لحاقا بي ، أطولكن يدا ". قالت : فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا . قالت : فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق.
صحيح مسلم
الإخبار بفتح مصر (20 للهجرة) :
روي مالك والليث عن الزهري عن بن كعب عن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا افتتحتم مصرا فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما . أخرجه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
وقد افتتحها عمرو بن العاص في سنة عشرين أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، (النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 9 .)
و في صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما.
والتصريح في رواية الإمام أحمد :
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت حرملة يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي بصرة عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا .
المسند ج 5 ص 173 . وقال عنه المحدث شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط مسلم
الإخبارُ باستشهاد عمرَ وعثمانَ وعلي وطلحة والزبير، رضي الله عنهم أجمعين :
عن حذيفة رضي الله عنه قال :
كنا عند عمر فقال أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة كما قال قال فقلت أنا قال إنك لجريء وكيف قال قال قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عمر ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر قال فقلت مالك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال أفيكسر الباب أم يفتح قال قلت لا بل يكسر قال ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا قال فقلنا لحذيفة هل كان عمر يعلم من الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد الليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط قال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا لمسروق سله فسأله فقال عمر .
وهكذا وقع الأمر سواء بعد ما قتل في سنة ثلاث وعشرين وقعت الفتن بين الناس وكان قتله سبب انتشارها بينهم .[النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 10 .]
[9] أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما وأحمد في مسنده ج 5 ص 404 ح 23487 وقال عنه شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراء ، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير . فتحركت الصخرة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اهدأ . فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " .
صحيح مسلم
قال النووي: " وفي هذا الحديث معجزاتٌ لرسول اللّه : منها إخبارُه أنّ هؤلاء شهداء, وماتوا كلٌّهم غيرَ النبي وأبي بكر شهداء ; فإنّ عمرَ وعثمان وعليّاً وطلحة والزّبير رضي اللّه عنهم قُتلوا ظلماً شهداء ; فقتلُ الثلاثةِ [أي عمر وعثمان وعلي] مشهور, وقُتلَ الزّبير بوادي السّباع بقرب البصرة منصرفاً تاركاً للقتال, وكذلك طلحة، اعتزل النّاس تاركاَ للقتال, فأصابه سهم، فقتله, وقد ثبت أنّ من قُتل ظلماً فهو شهيدٌ".
الإخبار بعدد سنين الخلافة الراشدة بعده صلى الله عليه و سلم :
ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : ( الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم ملكا بعد ذلك ) رواه الترمذي .
و عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء أو ملكه من يشاء .
قال سعيد قال لي سفينة أمسك عليك أبا بكر سنتين وعمر عشرا وعثمان اثنتي عشرة وعلي كذا قال سعيد قلت لسفينة إن هؤلاء يزعمون أن عليا [ عليه السلام ] لم يكن بخليفة قال كذبت أستاه بني الزرقاء يعني مروان .
أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح .
وأحمد في مسنده وقال شعيب الأرنؤوط إسناده حسن .
والبيهقي في الدلائل.
وهذا الخبر من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إذ كانت خلافتة أبي بكر سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال ، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام ، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة إلا اثنى عشر يوماً ، وكانت خلافة علي خمس سنوات إلا شهرين وتكميل الثلاثين كان بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنه إذ كانت نحوأ من ستة أشهر ، ثم نزل عليها لمعاوية عام أربعين من الهجرة ، ومصداق هذا في قوله صلى الله عليه وسلم " إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين " . [البداية والنهاية ج 9 ص 153]
فتنة الخوارج (الثلاثينيات للهجرة) :
ومما أخبر به كذلك، فتنة الخوارج من بعده وما اتصفوا به من شدّة العبادة والجهل في الدين،
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تمرق مارقة عند فرقة المسلمين تقتلها أولى الطائفتين بالحق - أخرجه مسلم.
وهذه الفرقة هي الخوارج، وقد ظهرت أثناء القتال بين علي ومعاوية رضي الله عنهما وقتلها أقرب الطائفتين إلى الحق، وهو علي رضي الله عنه ومن معه.
إخباره عن معركة الجمل (36 للهجرة) :
مما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنباء الغيب معركة الجمل، وما حصل فيها من قتلٍ كثير، مع الإشارة فيها إلى ولاية عليٍّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب " إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر "
قال " أنا يا رسول الله "
قال " نعم "
قال " أنا أشقاهم يا رسول الله "
قال " لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها "
الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد : رجاله ثقات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه : " ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعدما كادت "
الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - رجاله ثقات
و عن عائشة رضي الله عنها ـ لما أتت على الحوأب ، وسمعت نباح الكلاب ـ قلتُ : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا : " أيتكن تنبح عليها كلاب الحواب "
الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - من أصح الأحاديث
إخباره بمقتل عمار بن ياسر وفي ذلك دليل على معرفة الفرقة الباغية (37 للهجرة) :
عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية .
أخرجه مسلم في صحيحه والبيهقي في الدلائل
قال العلماء هذا الحديث حجة ظاهرة فى أن عليا رضى الله عنه كان محقا مصيبا والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك كما قدمناه فى مواضع منها هذا الباب وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه و سلم من أوجه منها أن عمارا يموت قتيلا وأنه يقتله مسلمون وأنهم بغاة وأن الصحابة يقاتلون وأنهم يكونون فرقتين باغية وغيرها وكل هذا قد وقع مثل فلق الصبح صلى الله وسلم على رسوله الذى لاينطق عن الهوى إن هو إلاوحى يوحى " .[مسلم بشرح النووي ج 18 ص 39 .]
الإخبار بأن الله سيصلح بالحسن رضي الله عنه بين فئتين عظيمتين من المسلمين (41 للهجرة) :
عن ابي بكرة رضي الله عنه قال : سمعْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم عَلَى الْمنْبر وَالْحسن إِلَى جَنْبه يَنْظر إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وإِلَيه مرة ويقُول: ابني هذا سيد وَلَعل اللَّه أَن يصْلح بِه بين فئتينِ من الْمسلمين " .
أخرجه البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده وأبو داود والنسائي
وقد وقع هذا الخبر كما أخبر بعد موت الرسول بنحو ثلاثين سنة ، وهو سنة أربعين من الهجرة ، لما أصلح الله بالحسن بين الفئتين الغظيمتين اللتين كانت متحاربتين بصفين ، عسكر علي وعسكر معاوية .[الجواب الصحيح ج 6 ص 91 ]
إخباره أن أم حرام بنت ملحان ستعيش إلى أن يغزوا المسلمون البحر ، و أنها ستموت قبل أن يغزوا المسلمون مدينة قيصر (42 للهجرة) :
عن أم حرام بنت ملحان ، أن رسول الله قال : " أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا " .
قالت أم حرام : قلت : " يا رسول الله أنا فيهم " ؟
قال : " أنت فيهم " .
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم " .
فقلت : " أنا فيهم يا رسول الله " ؟
قال : " لا "
صحيح البخاري
في سنة ثمان وعشرين هجرية غزا معاوية رضي الله عنه قبرص وهي من أكبر جزائر البحر الأبيض المتوسط في أقصى شرقيه، وهي جزيرة جبلية بها سلسلتان من الجبال. يشتغل أهلها بالزراعة وأرضها خصبة جدًا، وكانت تابعة للإمبراطورية الرومانية. وكان فتح قبرص على يد معاوية سنة 28 هـ وغزاها معه جماعة من الصحابة، فيهم أبو ذر وعبادة بن الصامت ومعه زوجته أم حرام وأبو الدرداء وشداد بن أوس رضي الله عنهم أجمعين
كتب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والي الشام إلى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يستأذنه في غزو البحر أكثر من مرة ، فأجابه عثمان إلى ذلك ، وكتب إليه : لا تنتخب الناس ولاتقرع بينهم ، خيرهم ، فمن اختار الغزو طائعاً فاحمله وأعنه ، ففعل معاوية ، واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الفزاري .
اتجه الأسطول الإسلامي من سواحل بلاد الشام بقيادة عبد الله بن قيس إلى قبرص وسار إليها أيضاً أسطول إسلامي آخر من مصر بقيادة عبد الله بن سعد فانتزعها المسلمون عام 28هـ من البيزنطيين وامبراطورهم آنذاك قسطنطين الثاني .
وقد صالح أهل قبرص المسلمين على :
1- ألا يقوموا بغزو المسلمين .
2- وعليهم أن يؤذنوا المسلمين بمسير عدوهم من الروم .
3- مع جزية قدرها سبعة آلاف دينار كل سنة .
وفي هذه الغزوة توفيت أم حرام بنت ملحان الأنصارية تحقيقاً لنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وقد صحبها زوجها عبادة بن الصامت رضي الله عنه في غزو قبرص ، فلما جاز البحر بها ركبت دابة فصرعتها فقتلتها ، ودفنت هناك ، وقبرها يزار حتى يومنا هذا .
المسافة الزمنية بين نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحققها على أرض الواقع لا تقل عن عشرين عاما ، وفي هذا إعجاز غيبي لا شك فيه ، حيث أن شهود العيان على النبوءة وتحققها كانوا لازالوا أحياء وهم أم حرام وأهلها على الأقل . فمن غير الله أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بما يلي:
أولا:
أن المسلمين ستمتد دولتهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يكون لهم أسطول بحري .
ثانيا:
أنهم ولابد ستخضع لسلطانهم البلاد التي على شاطيء البحر المتوسط ، الذي هو مجال وجود الروم .
ثالثا:
أن أم حرام ستعيش إلى ذلك الزمان وستركب البحر مع الجيش الأسلامي.
رابعا :
أن أم حرام لن تدرك غزو القسطنطينية (مدينة قيصر) .
فهل يشك عاقل بعد ذلك في نبوة رسول الله ؟
يتبع إن شاء الله
كذا قال التافهيُّ اللاديني، الذي سار على نهج سلفه أبي جهل و أبي لهب في التكذيب بخبر الوحي عن قصة الإسراء و المعراج مستهزئا بنبينا و ساخرا .. و هو الذي لم ينطق عن الهوى .. الهوى المتجذر حتى النخاع في نفس المستهزء .. من أجل ذلك سنلقمه و نلقم أمثاله حجرا و نريه أن خبر الوحي الذي جاء إلى الصادق المصدوق و عنه لا يكذَّب.
وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى
إن رسول الله محمدا صلى الله عليه و سلم كان أصدق الناس حديثا و لم يعرف الكذب و لا اشتهر به، لقد كان في كل أمره صادقا في حله و ترحاله في أهل بيته في عشيرته و في تجارته، و كان مثال العربي الذي لا يكذب و لا يرضى أن يؤثر عليه الكذب، و يكفي شاهدا على ذلك خبر أبي سفيان عنه و قد كان يومئذ كافرا مشركا على عهد قومه و قد استقدمه هرقل ليخبر عن أمره فلم يشهد له إلا بالصدق و الأمانة و الوفاء، مخافة من الرجل صاحب الشهادة أن يؤثر عليه قومه كذبا و إنما طُلب منه أن يشهد في عدوه.
لا عجب و لا مرية فلو كان النبي صلى الله عليه و سلم كاذبا لاشتهر بذلك في تجارته أكثر من غيرها لما يُعلم أن من عادة التجار كثرة الحلف على الكذب و التزييف في السلع و الغش و الإنتقاص من الميزان ..
لقد كان نبي الله صادقا مصدَّقا في قومه حتى أخبر عما أخبر به من أمر الوحي و الرسالة فتفرق الناس بين مصدق و مكذب لعظم الأمر و حداثة عهد الناس به فمن كان على عهده و أخلاقه قبل بعثته كزوجته خديجة و صاحبه أبو بكر لم يزل له مصدقا و لأمره متبعا و من كان على غير أخلاقه و دأب على السوء و الشر و الرذيلة و الخداع و الكبرياء و البطر و كان ذلك غالبا على طبعه كان طبيعيا أن يكذب بهذا النبي الصادق الأمين الطاهر المطهر فقط لأنه جاءهم بخلاف ما تهواه أنفسهم .. أما هو فقد علموا أنه لم يطمع في تصدر العرب و لا في ما يملكه العرب .. و لا غشي أبدا ما كانوا يغشونه من صنوف الفواحش و الرذائل.
و لو كانت كل القصة طمعا في طمع لما كان بحاجة إلى ادعاء النبوة و اتخاذ ذلك المسلك الحرج بل الخطر و لما سعى حتما إلى معارضتهم في ما هو أعز عليهم من أنفسهم و أهليهم حتى لقد قاتلوه عليه.
لماذا يكذب به جاهليو القرن العشرين ؟؟
هل هناك دليل واحد على دعوى أنه رجل كاذب مدع ؟؟ أم فقط يأتون على أنباء الغيب التي جاء بها عن ربه فيتلاعبون بها بمنطقهم المادي السخيف المنطلق من محض الشهوات و الأهواء على غرار كفار قريش فهم يكتفون بالسخرية و الإستهزاء بما لم يحيطوا به علما و لما يأتهم تأويله ؟؟ أم فقط يأتون ببعض الأحاديث المكذوبة و الأخبار الملفقة فيحتكمون إليها و يؤسسون عليها خيالاتهم ؟؟ أم فقط يؤمنون ببعض و يكفرون ببعض فيدَعُون المحكم البيِّن ليستمسكوا بشبهة هنا و شبهة هناك بناء على أحكام مسبقة لا صلة لها بالخبر و لا بواقع الخبر ؟؟
ابتداء ينبغي التنبيه إلى قاعدة يجب على اللاديني الإلتزام بها في الإحتكام إلى السيرة و التاريخ للطعن في صدق نبوة النبي محمد صلى الله عليه و سلم، هذه القاعدة هي إحدى القواعد الهامة التي عرض لها الدكتور السرداب -حفظه الله- بقوله :
ما من طريق صحيح يحتج بها الملحد على شبهاته حول الإسلام إلا وجاءت المعجزات في طريق أصح منه
فإذا استقامت شُبهة في عقل ملحد كان الأولى أن تستقيم عشرات المعجزات التي تثبت أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات النبوة .
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54459-%DE%E6%C7%DA%CF-%C7%E1%D1%CF-%DA%E1%EC-%C7%E1%C5%E1%CD%C7%CF-%E6%CB%C8%E6%CA-%C7%E1%E4%C8%E6%C7%CA&p=2901923#post2901923
فمن لم يسعه تصديق هذه الأخبار التي صح سندها عن الثقات و شهد عليها عدول الرواة فلا يسوغ له أن يحتج أبدا بحديث أو خبر مروي لأجل نقض شيء من الإسلام أو الطعن في ثوابته.
لقد اشتهر أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاع الله له على المغيبات. قال حذيفة ـ رضي الله عنه ـ: ( قام فينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقاما فما ترك شيئا يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه ) ( البخاري ). وكان حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ يقول :
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله **** ويتلو كتاب الله في كل مشهد
فإن قال في يوم مقالة غائب **** فتصديقها في صحوة اليوم أو غد
الرسول يُخبر...والتاريخ يشهد
سأبدأ إن شاء الله بما ورد في الشام من أخبار ثابتة صحت عن النبي صلى الله عليه و سلم، لما يشهده شامنا هذه الأيام من مصاب جلل .. تذكرة لإخواننا و تبصرة.
إخبارالنبي عليه السلام بظهور دين الإسلام والتمكين له واتساع رقعته مشارق الأرض و مغاربها :
كان الظلام يسود جزيرة العرب فظهر نور الوحي في دعوة نبي الله الذي اختتم به الله تعالى دعوة الأنبياء .. و قد كان الناس أحوج إلى هذا النور من الطعام الذي يطعمونه و الماء الذي يشربونه .. يقول المغيرة بن شعبة و هو يجيب فارسيا سأله : ما أنتم؟
قال: نحن أناس من العرب، كنا في شقاء شديد وبلاء شديد، نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر، ونعبد الشجر والحجر، فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبياً من أنفسنا نعرف أباه وأمه. رواه البخاري
فبزغ ذلك النور ساطعا داعيا إلى الله بإذنه و إلى سبل السلام إلى الصدق و العفة و الكرامة و الإحسان إلى كل ضعيف و إلى كل كائن حي .. لكن ما لبث العرب أن سمعوا بالدين الجديد حتى انقلبوا عليه فكان لا بد من البلاء و التمحيص حتى يظهر الحق و يسود مكان الباطل و يتغلب النور على الظلام .. فعانى لذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد المعاناة و صبروا في ذات الله صبرا جميلا فلم يرتد أحد منهم سخطة و لا طمعا و لا خوفا إلا من كان مكرها أشد إكراه .. و كشر الباطل البشع عن أنيابه حتى ظن بعض أصحاب النبي و كانوا قلائل أنهم قد كُذبوا و غلبوا و قضي عليهم .. هكذا يصف لنا المشهد أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ .. و ليتنا كنا معه يومئذ :
عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال : أَتَيْت النبِي صَلَى اللّه عَلَيه وسَلَّم وهو متوسد بردة وهو في ظل الْكعبة وقَد لَقِينا من الْمشركِين شدَّة فقُلْت يا رسول اللَّه أَلاَ تدعو اللَّه فقعد وهو محمر وجهه فقَال "لَقد كان من قبلَكم لَيمشط بِمشاط الْحدِيد ما دون عظامه من لَحم أَو عصب ما يصرفه ذلك عن دِينِه ويوضع الْمنشار عَلَى مفْرق رأْسه فيشق بِاثْنين ما يصرفه ذلك عن دِينه ( والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ).
أخرجه البخاري في صحيحه ب : ما لقى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة
وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ) رواه مسلم.
و قد تحقق من ذلك ما شاء الله أن يتحقق بغزو المسلمين لبلاد فارس و الروم و فتحهم لتلك البلاد فلم يبق تم لا كسرى بعد كسرى و لا قيصر بعد قيصر كما أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأحاديث الصحيحة التي سنوردها تباعا، و لكن لأن الأيام دول فقد تراجع سلطان المسلمين و انحسر عن تلك البلاد بعد زوال الخلافة الحقة و الإمارة الراشدة .. و لم يزل وعد الله مع ذلك قائما بإظهار دينه على الدين كله كما سنبين بأحاديث أخرى لأحداث آخر الزمان.
و يدخل في ذلك و التمهيد له الإخبار عن ثبات الطائفة المنصورة على الحق إلى قيام الساعة و أنهم من باب أولى من أهل الشام، وعن عمير بن هانئ أنه سمع معاوية رضي االله عنه يقول : سمعت النبيصلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك ) . قال عمير : فقال مالك بن يخامر : قال معاذ : وهم بالشام ، فقال معاوية : هذا مالك يزعم أنه سمع معاذاً يقول وهم بالشام ، رواه البخاري .
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يزال أهل المغرب ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة»، قال أحمد بن حنبل: "أهل المغرب هم أهل الشام"، وهم كما قال لوجهين: أحدهما: "أن في سائر الحديث بيان أنهم أهل الشام". الثاني: "أن لغة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مدينته في أهل المغرب". هم أهل الشام ومن يغرب عنهم.
الأحاديث المبشرة بانتصار المسلمين على الفرس و الروم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من الأمور الغيبية التي أخبر عنها النبي – صلى الله عليه وسلم – زوال مملكتي فارس والروم، وقد فتح الله تلك الممالك على يد المسلمين في عصور الخلافة بعد أن تم ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم من فتح لجزيرة العرب :
فعن نافع بن عتبة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
" تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا ُ" رواه مسلم
و عن أَبِي هريرة أَنّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذا هلَك كسرى فلا كسرى بعده وإِذا هلَك قيصر فلا قيصر بعده والّذي نفس محمد بِيده لَتُنفقُن كنوزهما في سبِيل اللّه". أخرجه البخاري ومسلم
و قد بشر النبي صلى الله عليه و سلم عُدي بن حاتم بأنهُ سيكون من الفاتحين لمُلك كسرى ، ويحضر فتح كنوزه ، وأنه سيرى الأمان الذي سيحل بسبب الإسلام.
عن عدي بن حاتم الطائي قال : بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ، ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل .
فقال : ( يا عدي ، هل رأيت الحيرة ؟ ) .
قلت : لم أرها ، وقد أنبئت عليها .
قال : ( فإن طالت بك الحياة ، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة ، حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله )
قال عدي فيما بينه و بين نفسه :( فأين دعار طيء الذين قد سعروا في البلاد ؟ )
ثُم أكمل رسولُ الله وقال لهُ : ( ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ) .
قلت : كسرى بن هرمز ؟
قال : ( كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بك حياة ، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة ، يطلب من يقبله فلا يجد أحدا يقبله منه ، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له ، فيقولن : ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك ؟ فيقول : بلى ، فيقول : ألم أعطك مالا وولدا وأفضل عليك ؟ فيقول : بلى ، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم ) .
قال عدي : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد شق تمرة ، فبكلمة طيبة ) .
قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بكم الحياة ، لترون ما قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاري
يقول الإمام عِماد الدين بن كثير :
وقد وقع ذلك كما أخبر سواء بسواء فإنه في زمن أبي بكر وعمر وعثمان انزاحت يد قيصر ذلك الوقت واسمه هرقل عن بلاد الشام وثبت ملكه مقصوراً علي بلاد الروم فقط والعرب إنما كانوا يسمون قيصر لمن ملك الروم مع الشام والجزيرة وفي هذا الحديث بشارة عظيمة لأهل الشام وهي أن يد ملك الروم لا تعود غليها أبد الآبدين ودهر الداهرين إلي يوم الدين .... وأما كسرى فغنه سلب عامة ملكه في زمن عمر ثم استؤصل ما في يده في خلافة عثمان وقيل في سنة ثنتين وثلاثين ولله الحمد والمنة .... وقد دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أنه مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يمزق ملكه كل ممزق فوقع الأمر كذلك .
النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 10 .
عن سفيان بن أبي زهير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح الشام فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم تفتح اليمن فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم تفتح العراق فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .
أخرجه البخاري ومسلم
يؤكد الإمام ابن حجر تحقق هذه النبوءات النبوية، فينقل عن ابن عبد البر وغيره قولهم، افتتحت اليمن في أيام النبي وفي أيام أبي بكر، وافتتحت الشام بعدها، ثم العراق وفارس، وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد وقع على وفق ما أخبر به النبي وعلى ترتيبه. ، ووقع تفرق الناس في البلاد لما فيها من السعة والرخاء ، ولو صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيرا لهم .
ويعود دخول أهل اليمن في الإسلام إلى عهد الرسول عندما أرسل علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما، فاستجابوا من دون تردد أو معارضة، وكانت همدان أول من أسلم ودخلت القبائل وبقي أهل نجران على المسيحية، وكانت اليمن في تلك الأثناء منقسمة بين قوى قبلية هي حمير وحضرموت وكندة وهمدان، وبين حكم فارسي في صنعاء وعدن، وبين جيب في نجران للنفوذ الروماني الحبشي، وهو الذي كان فيه نصارى نجران.
عودة إلى النبوءات المتحققة في زمان النبي صلى الله عليه و سلم :
نبوءة انتصار الروم على الفرس في بضع سنين (1 للهجرة) :
كسبت الرهان يا أبا بكر :
ثبتت في (المسند) والترمذي وغيرهما: أنه لما اقتتلت فارس والروم، فغلبت فارس الروم، وبلغ ذلك أهل مكة، وكان ذلك في أول الإسلام، ففرح بذلك المشركون؛ لأن المجوس أقرب إليهم من أهل الكتاب، وساء ذلك المسلمين؛ لأن أهل الكتاب أقرب إليهم من المجوس، فأخبر أبو بكر رضي الله عنه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ.
فخرج أبو بكر رضى الله عنه، فراهن المشركين على أنه إن غلبت الروم في بضع سنين أخذ الرهان، وإن لم تغلب الروم أخذوا الرهان، فصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من أن الروم سوف يغلبون بعد ذلك، و ظهرت أقرب الطائفتين إلى المسلمين على أبعدهما.
فلو أن هذا القرآن من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الذى يجعله يدخل فى قضية كهذه ؟ او يطلب احد منه ان يدخل فيها .. وكيف يغامر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فى كلام متعبد بتلاوته الى يوم القيامة ولا يتغير ولا يتبدل . باعلان نتيجة معركة ستحدث بعد سنين .. وماذا كان يمكن ان يحدث لقضية الدين كله لو ان الحرب حدثت وانتصر الفرس مرة اخرى .. او ان الحرب لم تحدث وتوصل الطرفان الى صلح ؟ انها كانت ستضيع قضية الدين كله .. ولكن لأن الله سبحانه وتعالى هو القائل وهو الفاعل جاءت هذه الآية كمعجزة لغير العرب وقت نزول القرآن .. وحدثت المعركة فعلا وانتصر فيها الروم كما اخبر القرآن الكريم .
إخباره ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل معركة بدر بمصارع الطغاة من كفار قريش والأماكن التي سيقتلون فيها (2 للهجرة) :
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال، وكنت رجلا حديد البصر فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، قال: فجعلت أقول لعمر أما تراه فجعل لا يراه، قال: يقول عمر سأراه وأنا مستلق على فراشي، ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله . قال: فقال عمر : فوالذى بعثه بالحق ما أخطئوا الحدود التي حد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..).
قال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس . يقول " هذا مصرع فلان غدا ، إن شاء الله "
قال عمر : فوالذي بعثه بالحق ! ما أخطؤا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال " يا فلان بن فلان ! ويا فلان بن فلان ! هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا " .
قال عمر : يا رسول الله ! كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها ؟
قال " ما أنتم بأسمع لما أقول منهم . غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا " .
صحيح مسلم
إخباره صلى الله عليه و سلم بمقتل الوليد بن المغيرة بضربة على أنفه ( في غزوة بدر الكبرى) :
قال الله تعالى فيه : سَنَسِمُهُ عَلَى الخُرْطُومِ سورة القلم :16
(( نسميه : نعلمه .. الخرطوم : الأنف ))
عجباً ... الوليد بن المغيرة العدو الألد للإسلام .. والمشهور بكبريائه ومكابرته وعناده .. يأتي القرآن ويقول أن هذا الإنسان المكابر العنيد سيُقتل بضربة على أنفه .. ويحدد موقع الضربة ( على أنفه ) ... وبعد ذلك يأتي في بدر ... فتراه قد وسم موقع الضربة ومكانها .. ( سبحانك يا ربي )
إخباره بقتل أمية بن خلف ( في غزوة بدر الكبرى) :
كان سعد بن معاذ صديقاً لأمية، وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد، وكان سعد إذا مرَّ بمكة نزل على أمية، فلما قدم رسول الله المدينة؛ انطلق سعد معتمراً، فنزل على أمية بمكة ...
فقال سعد: يا أمية، فوالله لقد سمعت رسول الله يقول: ((إنهم قاتلوك)).
فقال أمية: بمكة؟
قال سعد: لا أدري.
ففزع لذلك أمية فزعاً شديداً.
فلما رجع أمية إلى أهله قال: يا أم صفوان، ألم تري ما قال لي سعد؟
قالت: وما قال لك؟
قال: زعم أن محمداً أخبرهم أنهم قاتلي، فقلتُ له: بمكة؟ قال: لا أدري.
فقال أمية: والله لا أخرج من مكة.
فلما كان يومُ بدر؛ استنفر أبو جهلٍ الناسَ، قال: أدركوا عِيرَكم، فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناس قد تخلفْتَ وأنت سيد
أهل الوادي؛ تخلفوا معك، فلم يزل به أبو جهل، حتى قال: أما إذ غلبتني، فوالله لأشترين أجود بعير بمكة.
ثم قال أمية: يا أم صفوان، جهزيني. فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيتَ ما قال لك أخوك اليثربي!؟
قال: لا، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريباً.
فلما خرج أميةُ أخذ لا ينزل منزلاً إلا عَقَل بعيرَه، فلم يزل بذلك، حتى قتله الله عز وجل ببدر
صحيح البخاري
والعجب كل العجب من يقين أمية بتحقق موعده وفَرَقِه من ذلك، لكن أنى له أن يُكذِّبَ الصادقَ الأمين الذي مازالوا منذ شبابه يشهدون له بالصدق [ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ](الأنعام: 33).
إعلامه صلى الله عليه وسلم بعدم غزو المشركين المسلمين بعد الخندق (5 للهجرة) :
لما انصرف أهل الخندق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآن نغزوهم ولا يغزوننا.
أخرجه البخاري وأحمد وابن إسحاق
فلم تغز قريش بعد هذه الغزوة، وكان صلى الله عليه وسلم يغزوهم حتى فتح الله عليه مكة.
إخباره باستشهاد جعفر و زيد و ابن رواحة قبل أن يجئ خبرهم في مؤتة ، و بالفتح على يد خالد بن الوليد (8 للهجرة):
عن أنس رضي الله عنه ، قال : نعى النبي - صلى الله عليه وسلم - زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ـ وعيناه تذرفان ـ حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله - يعني خالد بن الوليد - حتى فتح الله عليهم )
صحيح البخاري
إخباره بوفاة النجاشي في نفس اليوم الذي مات فيه (9 للهجرة) :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، فخرج إلي المصلى فصفهم وكبر أربعا .
أخرجه البخاري 23 : ك : الجنائز 64 : ب : التكبير علي الجنازة أربعاً ح 1333 . ج 1 ص 307 .
وأبي داود 62 : ب : الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك ح 3204 . ج 2 ص 230 .
والترمذي 37 : ب : التكبير علي الجنازة ح 1022 . ج 3 ص 341 ، وقال حسن صحيح .
وأحمد في مسنده ح 7147 . ج 2 ص 230 . وقال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين .
والأصبهاني في الدلائل ح 495 . ص 544 .
[14] تحفة الأحوذي ج 2 ص 316 .
فكان ذلك علما من أعلام النبوة لأنه صلى الله عليه وسلم أعلمهم بموته في اليوم الذي مات فيه مع بعد ما بين أرض الحبشة والمدينة .
و في رواية أخرى لعمران بن حُصين قال : قال لنا رسول الله : "إن أخاكم النجاشي قد مات ، فقوموا فصلوا عليه "
قال " فقمنا ، فصففنا كما يُصفّ على الميت ، و صلينا عليه كما يُصلى على الميت "
اصححه الألباني : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1039
إخباره بهبوب ريح شديدة عند تبوك (9 للهجرة) :
قال رسول الله : " ستهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقيم فيها أحد منكم ، فمن كان له بعير فليشد عقاله "
فهب ريح شديدة فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبل طيئ
صحيح مسلم
*قال النووي : هذا الحديث فيه هذه المعجزات الظاهرة من إخباره بالغيب ، و خوف الضرر من القيام وقت الريح
و فيه ما كان عليه من الشفقة على أمته و الرحمة لهم و الاعتناء بمصالحهم و تحذيرهم مما يضرهم في دين أو دنيا و إنما أمر بشد عقال الجمال لئلا ينفلت منها شئ فيحتاج صاحبه إلى القيام في طلبه ، فيلحقه ضرر الريح
إخباره صلى الله عليه و سلم عن جنان تبوك :
في طريق الذهاب أخبر النبي من معه أنهم سيصلون إلى عين ماءٍ في تبوك، وطلب منهم أن يتركوها على حالها ولا يمسّوها، فلما وصلوا إلى تلك العين أسرع إليها رجلان واغترفا منها، فنقص ماؤها، ولما علم النبي غضب من فعلهما، ثم طلب من الصحابة أن يأتوه من ماء تلك العين، فغرفوا بأيديهم قليلاً حتى تجمّع لديهم شيء يسير، فأخذه رسول الله وغسل به يديه ووجهه، ثم أعاده فيها، فسالت بماء غزير حتى ارتوى الناس، والتفت النبي إلى معاذ بن جبل وقال : (يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد مُلئ جناناً) رواه مسلم، وكانت معجزةً عظيمةً تنبّأ فيها النبي بتحوّل تلك المنطقة القاحلة إلى بساتين خضراء خلال فترةٍ وجيزة، وقد تحقّق ما أخبر عنه، وصارت منطقة تبوك معروفةً بوفرة أشجارها وكثرة ثمارها.
كانت تبوك منطقة صحراوية كانت قليلة المياه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بسبب التغيرات المناخية التي تأثرت بها المنطقة والكرة الارضية بشكل عام زادت فيها نسبة هطول الامطار وأصبحت من أهم موارد المياه في المملكة العربية السعودية وأصبحت تعتبر من المناطق الزراعية وبلغت مساحة الرقعة المزروعة في عام 1420هـ حوالي 2283840 هتكار، وتركز 70% منها حول مدينة تبوك على طريق المدينة المنورة وطريق الأردن.
إخباره بنهاية قاتل نفسه :
ومن ذلك أيضاً ما حدث في إحدى المعارك النبويّة حينما قاتل أحدهم في صفوف المسلمين بشجاعة نادرة، فأظهر الصحابة إعجابهم بقتاله، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أما إنه من أهل النار ) ، فقام أحد الصحابة بمراقبة هذا الرجل، فوجده مثخناً بالجراح، فلم يصبر على آلامه واستعجل الموت فقتل نفسه، فعاد الصحابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يخبره بما فعل الرجل، رواه البخاري .
الإخبار بنهاية الرجل الذي كان يكتب له وأرتد :
عن أنس بن مالك قال كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال فرفعوه وقالوا هذا كان يكتب لمحمد صلى الله عليه و سلم وأعجبوا به فما لبث ان قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا . [36]
أخرجه البخاري في صحيحه
النبوءات المتحققة بعد زمان النبي صلى الله عليه و سلم :
ظهور الكذابَين مسيلمة و العنسي (10- 11 للهجرة) :
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما أنا نائم ، رأيت في يدي سوارين من ذهب ، فأهمني شأنهما ، فأوحي إلي في المنام : أن انفخهما ، فنفختهما فطارا ، فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي ) . فكان أحدهما العنسي ، والآخر مسيلمة الكذاب.
- المصدر: صحيح البخاري
1- العنسي في اليمن و قد قتله الصحابة قبل موت النبي صلى الله عليه و سلم
2- مسيلمة الكذاب و قد قضى عليه الصحابة في عهد أبي بكر الصديق في معركة اليمامة و قد ادعى مسيلمة أن له قرآن كالقرآن الذي نزل على رسول الله و تمعن جيداَ لقرآن مسيلمة لكي تضحك من ملئ فمك .
جاء رجل إلى ابن مسعود فقال إني مررت بمسجد بني حنيفة فسمعت إمامهم يقرأ بقراءة ما أنزلها الله على محمد فسمعته يقول :
الطاحنات طحنا
فالعاجنات عجنا
فالخابزات خبزا
فالثاردات ثردا
فاللاقمات لقما
الإشارة الصريحة إلى أن أبا بكر الصديق سيلي أمر الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم (11 للهجرة) :
عن محمد بنِ جبير بن مطعم عن أَبِيه قَال أَتت امْرَأَة النَّبِي صَلَى اللَّه عَلَيه وسَلَم فأَمرها أَن ترجع إِلَيه قالَت أَرأَيت إِن جئْت ولَم أَجدك كأَنها تقول الموت قال صلَى اللَّه علَيه وسلَم إِن لَم تجديني فاْتي أَبا بكر .
أخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه
فكان هذا وتولى أبو بكر الصديق أمر وولاية المسلمين بعده صلى الله عليه وسلم فكان هو القائم بعده بالأمر .
يقول الأمام النووي :
واما قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي بعد هذا للمرأة حين قالت يا رسول الله أرأيت ان جئت فلم اجدك قال فان لم تجديني فأتي ابا بكر فليس فيه نص على خلافته وامر بها بل هو اخبار بالغيب الذي اعلمه الله تعالى به والله اعلم .
مسلم بشرح النووي ج 15 ص 154
الإخبار بفتح بيت المقدس (15 للهجرة) وطاعون عمواس و تحقق الخبرين في زمن عمر بن الخطاب:
عن عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال : "أَتيت النبِي صَلَّى اللَّه عليه وسَلّم في غزوة تبوك وهو في قبة منْ أَدم فَقَال اعدد سِتا بين يدي الساعة موتي ثُم فتح بيت الْمقْدس ثُم موْتان يأْخذ فيكم كقعاصِ الْغنمِ ثم استفاضة المال حتّى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إِلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأَصفر فيغدرون فَيَأْتُونَكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثْنا عشر أَلْفا".
أخرجه البخاري في صحيحه
وقد وقع الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام ففُتح بيت المقدس بعدما توفاه الله صلى الله عليه وسلم في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال الإمام الحافظ عماد الدين بن كثير :
ذكره أبو جعفر بن جرير في هذه السنة عن رواية سيف بن عمر وملخص ما ذكره هو وغيره أن أبا عبيدة لنا فرغ من دمشق كتب إلة أهل إيلياء يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام ، أو يبذلون الجزية أو يؤذنون الحرب . فأبوا أن يجيبوا إلي ما دعاهم إليه . فركب إليهم في جنوده واستخلف علي دمشق سعيد بن زيد ثم حاصر بيت المقدس وضيف عليهم حتى أجابوا إلي الصلح بشرط أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ..... ثم سار – عمر – حتى صالح نصارى بيت المقدس ، واشترط عليهم إجلاء الروم إلي ثلاث ، ثم دخلها إذ دخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء . البداية والنهاية ج 9 ص 655 ، 656 .
و قد تحقق فتح بيت المقدس في العام الخامس عشر الهجري على يد الخليفة عمر بن الخطاب و كان قائد الجيش أبو عبيدة بن الجراح و بقي بيت المقدس تحت الحكم الإسلامي إلى العهد العباسي حتى سقط القدس في يد الصليبيين سنة 492 هـ و بقي حتى عام 583 هـ .
حتى هيأ الله للأمة رجلاً بطلاً مغواراً ألا و هو البطل ( صلاح الدين الأيوبي ) حيث انطلق لعملية الفتح الإسلامي ، و بعد معركة حطين توجه نحو عسقلان ، ومنها إلى القدس وفرض عليها حصاراً قوياً ، اضطر معه الصليبيون إلى الاستسلام وذلك في عام 853هـ ، فتم فتح بيت المقدس على يد ذلك البطل الشجاع ، ولكن بعد موته دب الخلاف والفرقة بين المسلمين حتى سلمت القدس للصليبين مرتين دون قتال ، دامت المرة الأولى عشر سنوات ، ودامت المرة الثانية سنة واحدة .
ثم وقعت القدس تحت طائلة الحكم البريطاني عقب الحرب العالمية الأولى ، وهكذا وقعت فلسطين تحت الحكم اليهودي منذ عام 1367هـ ، وحتى يومنا هذا ، فنسأل الله تعالى أن يهيأ للأمة رجلاً يقودها لاستعادة مجدها ، وعزها المجيد ، وليس ذلك على الله ببعيد .
وقوله عليه السلام " ثُم موْتان يأْخذ فيكم كقعاصِ الْغنمِ " وقد تحقق هذا في طاعون عمواس فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان بالشام مات فيه خمسة وعشرون [1] سنة ثماني عشرة ، ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة منهم معاذ بن جبل وأبو عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وأبو جندل بن سهيل بن عمرو ، وأبوه ، والفضل بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم أجمعين . [2]
وحدثت إستفاضة المال وكثرته في خلافة عثمان عند تلك الفتوح العظيمة، وكان أيضاً في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقد وقع في زمنه أن الرجل كان يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبل صدقته . [3]
[1] المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج ج 1 ص 105
[2] البداية والنهاية ج 9 ص 164 .
[3] فتح الباري ج 6 ص 227 ، ج 13 ص 86 .
الإخبار بقدوم أويس القرني التابعي الزاهد البار بأمه على عمر بن الخطاب :
قال رسول الله ( إن رجلا يأتيكم من اليمن ، يقال له : أويس ، لا يدع باليمن غير أُم له ، قد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه ، إلا مثل موضع الدرهم ، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم )
صححه الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2083
و روى البخارى من رواية عائشة وأُسير بن عمرو ـ ويقال بن جابر ـ عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال لأويس بن عامر : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتى إليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع
درهم له والدة هو بها بر ٌ لو أقسم على الله لأبره فإن إستطعت أن يستغفر لك فا فعل ...فا ستغفر لى ..فاستغفر له ......."الحديث
وهنا يتجلى إخباره صلى الله عليه وسلم .بقدوم أويس وصفته ومقامه.....والذى سيأتي فى زمان عمر رضى الله عنه.
روى مسلم بسنده عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم قال: لك والدة؟ قال: نعم قال: سمعت رسول الله يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل؛ فاستغفر لي فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس قال: تركته رث البيت قليل المتاع قال: سمعت رسول الله يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويسًا فقال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي قال: استغفر لي قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي قال: لقيت عمر قال: نعم فاستغفر له ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال أسير وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة.
ونَادَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّينَ: فقال: أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ، قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يقول: "إِنَّ مِنْ خَيْرِ التَّابِعِينَ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ".
بشارته صلى الله عليه و سلم لأم ورقة بنت نوفل بالشهادة في بيتها (استشهدت في زمن عمر) :
أخرج أبوداود في سننه: أن النبي [ لما غزا بدرا قالت: قلت له يا رسول الله! ائذن لي في الغزو معك، أمرِّض مرضاكم، لعلَّ الله يرزقني شهادة، قال: (قَرِّي في بيتك فإن الله يرزقك الشهادة)، فكانت تسمى الشهيدة. قال وكانت قد قرأت القرآن، فاستأذنت النبي [ أن تتخذ في دارها مؤذنا، فأذن لها، قال: وكانت قد دبرت غلاما لها وجارية، فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت وذهبا، فأصبح عمر فقام في الناس، فقال: من كان عنده علم من أمر هذين فليجئ بهما، فأمر بهما فصلبا، فكانا أول مصلوب بالمدينة.
حسنه الألباني في صحيح أبي داود
إخباره أن زوجته زينب أول زوجاته إلتحاقاً به (20 للهجرة) :
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله " أسرعكن لحاقا بي ، أطولكن يدا ". قالت : فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا . قالت : فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق.
صحيح مسلم
الإخبار بفتح مصر (20 للهجرة) :
روي مالك والليث عن الزهري عن بن كعب عن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا افتتحتم مصرا فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما . أخرجه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
وقد افتتحها عمرو بن العاص في سنة عشرين أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، (النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 9 .)
و في صحيح مسلم عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما.
والتصريح في رواية الإمام أحمد :
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت حرملة يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي بصرة عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا .
المسند ج 5 ص 173 . وقال عنه المحدث شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط مسلم
الإخبارُ باستشهاد عمرَ وعثمانَ وعلي وطلحة والزبير، رضي الله عنهم أجمعين :
عن حذيفة رضي الله عنه قال :
كنا عند عمر فقال أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة كما قال قال فقلت أنا قال إنك لجريء وكيف قال قال قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عمر ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر قال فقلت مالك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال أفيكسر الباب أم يفتح قال قلت لا بل يكسر قال ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا قال فقلنا لحذيفة هل كان عمر يعلم من الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد الليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط قال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا لمسروق سله فسأله فقال عمر .
وهكذا وقع الأمر سواء بعد ما قتل في سنة ثلاث وعشرين وقعت الفتن بين الناس وكان قتله سبب انتشارها بينهم .[النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 10 .]
[9] أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما وأحمد في مسنده ج 5 ص 404 ح 23487 وقال عنه شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراء ، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير . فتحركت الصخرة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اهدأ . فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " .
صحيح مسلم
قال النووي: " وفي هذا الحديث معجزاتٌ لرسول اللّه : منها إخبارُه أنّ هؤلاء شهداء, وماتوا كلٌّهم غيرَ النبي وأبي بكر شهداء ; فإنّ عمرَ وعثمان وعليّاً وطلحة والزّبير رضي اللّه عنهم قُتلوا ظلماً شهداء ; فقتلُ الثلاثةِ [أي عمر وعثمان وعلي] مشهور, وقُتلَ الزّبير بوادي السّباع بقرب البصرة منصرفاً تاركاً للقتال, وكذلك طلحة، اعتزل النّاس تاركاَ للقتال, فأصابه سهم، فقتله, وقد ثبت أنّ من قُتل ظلماً فهو شهيدٌ".
الإخبار بعدد سنين الخلافة الراشدة بعده صلى الله عليه و سلم :
ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : ( الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم ملكا بعد ذلك ) رواه الترمذي .
و عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء أو ملكه من يشاء .
قال سعيد قال لي سفينة أمسك عليك أبا بكر سنتين وعمر عشرا وعثمان اثنتي عشرة وعلي كذا قال سعيد قلت لسفينة إن هؤلاء يزعمون أن عليا [ عليه السلام ] لم يكن بخليفة قال كذبت أستاه بني الزرقاء يعني مروان .
أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح .
وأحمد في مسنده وقال شعيب الأرنؤوط إسناده حسن .
والبيهقي في الدلائل.
وهذا الخبر من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إذ كانت خلافتة أبي بكر سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال ، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام ، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة إلا اثنى عشر يوماً ، وكانت خلافة علي خمس سنوات إلا شهرين وتكميل الثلاثين كان بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنه إذ كانت نحوأ من ستة أشهر ، ثم نزل عليها لمعاوية عام أربعين من الهجرة ، ومصداق هذا في قوله صلى الله عليه وسلم " إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين " . [البداية والنهاية ج 9 ص 153]
فتنة الخوارج (الثلاثينيات للهجرة) :
ومما أخبر به كذلك، فتنة الخوارج من بعده وما اتصفوا به من شدّة العبادة والجهل في الدين،
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تمرق مارقة عند فرقة المسلمين تقتلها أولى الطائفتين بالحق - أخرجه مسلم.
وهذه الفرقة هي الخوارج، وقد ظهرت أثناء القتال بين علي ومعاوية رضي الله عنهما وقتلها أقرب الطائفتين إلى الحق، وهو علي رضي الله عنه ومن معه.
إخباره عن معركة الجمل (36 للهجرة) :
مما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنباء الغيب معركة الجمل، وما حصل فيها من قتلٍ كثير، مع الإشارة فيها إلى ولاية عليٍّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب " إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر "
قال " أنا يا رسول الله "
قال " نعم "
قال " أنا أشقاهم يا رسول الله "
قال " لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها "
الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد : رجاله ثقات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه : " ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعدما كادت "
الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - رجاله ثقات
و عن عائشة رضي الله عنها ـ لما أتت على الحوأب ، وسمعت نباح الكلاب ـ قلتُ : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا : " أيتكن تنبح عليها كلاب الحواب "
الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - من أصح الأحاديث
إخباره بمقتل عمار بن ياسر وفي ذلك دليل على معرفة الفرقة الباغية (37 للهجرة) :
عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية .
أخرجه مسلم في صحيحه والبيهقي في الدلائل
قال العلماء هذا الحديث حجة ظاهرة فى أن عليا رضى الله عنه كان محقا مصيبا والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك كما قدمناه فى مواضع منها هذا الباب وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه و سلم من أوجه منها أن عمارا يموت قتيلا وأنه يقتله مسلمون وأنهم بغاة وأن الصحابة يقاتلون وأنهم يكونون فرقتين باغية وغيرها وكل هذا قد وقع مثل فلق الصبح صلى الله وسلم على رسوله الذى لاينطق عن الهوى إن هو إلاوحى يوحى " .[مسلم بشرح النووي ج 18 ص 39 .]
الإخبار بأن الله سيصلح بالحسن رضي الله عنه بين فئتين عظيمتين من المسلمين (41 للهجرة) :
عن ابي بكرة رضي الله عنه قال : سمعْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم عَلَى الْمنْبر وَالْحسن إِلَى جَنْبه يَنْظر إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وإِلَيه مرة ويقُول: ابني هذا سيد وَلَعل اللَّه أَن يصْلح بِه بين فئتينِ من الْمسلمين " .
أخرجه البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده وأبو داود والنسائي
وقد وقع هذا الخبر كما أخبر بعد موت الرسول بنحو ثلاثين سنة ، وهو سنة أربعين من الهجرة ، لما أصلح الله بالحسن بين الفئتين الغظيمتين اللتين كانت متحاربتين بصفين ، عسكر علي وعسكر معاوية .[الجواب الصحيح ج 6 ص 91 ]
إخباره أن أم حرام بنت ملحان ستعيش إلى أن يغزوا المسلمون البحر ، و أنها ستموت قبل أن يغزوا المسلمون مدينة قيصر (42 للهجرة) :
عن أم حرام بنت ملحان ، أن رسول الله قال : " أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا " .
قالت أم حرام : قلت : " يا رسول الله أنا فيهم " ؟
قال : " أنت فيهم " .
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم " .
فقلت : " أنا فيهم يا رسول الله " ؟
قال : " لا "
صحيح البخاري
في سنة ثمان وعشرين هجرية غزا معاوية رضي الله عنه قبرص وهي من أكبر جزائر البحر الأبيض المتوسط في أقصى شرقيه، وهي جزيرة جبلية بها سلسلتان من الجبال. يشتغل أهلها بالزراعة وأرضها خصبة جدًا، وكانت تابعة للإمبراطورية الرومانية. وكان فتح قبرص على يد معاوية سنة 28 هـ وغزاها معه جماعة من الصحابة، فيهم أبو ذر وعبادة بن الصامت ومعه زوجته أم حرام وأبو الدرداء وشداد بن أوس رضي الله عنهم أجمعين
كتب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والي الشام إلى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يستأذنه في غزو البحر أكثر من مرة ، فأجابه عثمان إلى ذلك ، وكتب إليه : لا تنتخب الناس ولاتقرع بينهم ، خيرهم ، فمن اختار الغزو طائعاً فاحمله وأعنه ، ففعل معاوية ، واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الفزاري .
اتجه الأسطول الإسلامي من سواحل بلاد الشام بقيادة عبد الله بن قيس إلى قبرص وسار إليها أيضاً أسطول إسلامي آخر من مصر بقيادة عبد الله بن سعد فانتزعها المسلمون عام 28هـ من البيزنطيين وامبراطورهم آنذاك قسطنطين الثاني .
وقد صالح أهل قبرص المسلمين على :
1- ألا يقوموا بغزو المسلمين .
2- وعليهم أن يؤذنوا المسلمين بمسير عدوهم من الروم .
3- مع جزية قدرها سبعة آلاف دينار كل سنة .
وفي هذه الغزوة توفيت أم حرام بنت ملحان الأنصارية تحقيقاً لنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وقد صحبها زوجها عبادة بن الصامت رضي الله عنه في غزو قبرص ، فلما جاز البحر بها ركبت دابة فصرعتها فقتلتها ، ودفنت هناك ، وقبرها يزار حتى يومنا هذا .
المسافة الزمنية بين نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحققها على أرض الواقع لا تقل عن عشرين عاما ، وفي هذا إعجاز غيبي لا شك فيه ، حيث أن شهود العيان على النبوءة وتحققها كانوا لازالوا أحياء وهم أم حرام وأهلها على الأقل . فمن غير الله أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بما يلي:
أولا:
أن المسلمين ستمتد دولتهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يكون لهم أسطول بحري .
ثانيا:
أنهم ولابد ستخضع لسلطانهم البلاد التي على شاطيء البحر المتوسط ، الذي هو مجال وجود الروم .
ثالثا:
أن أم حرام ستعيش إلى ذلك الزمان وستركب البحر مع الجيش الأسلامي.
رابعا :
أن أم حرام لن تدرك غزو القسطنطينية (مدينة قيصر) .
فهل يشك عاقل بعد ذلك في نبوة رسول الله ؟
يتبع إن شاء الله