المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمن يظن أن التطور يقدم شيئا .. التكيف كمثال



محمد احمد السلامى
11-08-2013, 10:09 AM
السلام عليكم :
موضوع اليوم موجه للملحدين والمؤمنين على قدم سواء .. أتحدث فيه بتوفيق الله عن أحد دعامات نظرية التطور الداروينية التي اتخذها كثير من الناس صنما يحول بينهم وبين معرفة خالقهم وموجدهم .. هذه الدعامة هي " التكيف " والتكيف كما يعلم من تعريفه هو تغير حادث في النظام لمواكبة ظروف ومدخلات جديدة والتلائم معها من اجل انجاز نفس الهدف السابق انتاجه ولكن تحت المعطيات الجديدة...
يظهر التكيف في بعض الكائنات الحية مثل البكتريا وغيرها .. التكيف مثلا في حالة البكتريا قد حدث لبعضها حيث ان بعض انواع البكتريا التي تعيش بالقرب من احدى مصانع انتاج النايلون قد استعاضت عن بعض العناصر الكيميائية التي تستخدمها في عملية الايض ببعض الانزيمات الموجودة في مياه صرف مصنع النايلون .. تحدث بعض العلماء أن التكيف هنا حدث بواسطة طفرة جديدة وبغض النظر عن الكيفية .. ينظر لكائنات اخرى على انها قابلة للتكيف ومنها بكتريا السل والفيروسات وغيرها من الكائنات التي لا سبيل لحصرها هنا لان الموضوع فلسفي وليس علمي .. ما أريد ان اقوله ان التكيف كما يفهمه بعض الاصدقاء هو دليل على التصميم الذكي وليس على العشوائية والتطور .. فهو في صالح هذا الجانب وليس ذاك .. أنظر للصورة الاتية 1868
صورة احد انواع البكتريا
1869
وهذه صورة نظام تكييف أوتوماتيكي بارد-ساخن على حسب حالة الجو خارج السيارة .. في حالة برودة الجو يقوم بالتدفئة .. في حالة سخونة الجو خارج السيارة يقوم بالتبريد.. نظام التبريد في السيارة هو نظام مصمم للتكيف مع تغير الحالة الجوية فهو معد مسبقا وهذه دليل على الذكاء الاصطناعي فيه كذلك التكيف في الكائنات الحية لابد بأنه له القدرة المسبقة على التكيف مع معطيات جديدة وهذا من باب الذكاء .. لان تعريف الذكاء هو القدرة على التعامل مع معطيات جديدة كل مرة للوصول للهدف ..
في حالة القول بأن التكيف هو أيضا يسير بالميكانيكية طفرة عشوائية مفاجئة + ظروف محيطة ملائمة .. فهنا سوف نعود لتفنيد موضوع الصدفة والقصد لكن ليس موضوعي اليوم .. لكن احببت ان اشير للموضوع من جانب فلسفي لمن يظن ان التكيف يعمل بمنطق العظاءة التي تغير لونها تبعا للمكان الذي تتواجد فيه فهو في كل الحالات يكون له خلفية ذكاء اصطناعية او طبيعية فى حالتنا مصممة مثل برنامج يستطيع التعامل مع معطيات جديدة .
للهروب من هذه الحقيقة لجأ علماء الاحياء والكيمياء الى ما أشرت اليه من تفسير للتكيف بأنه عائد للطفرات والظروف المحيطة الملائمة .. فقالوا بأن الموضوع ليس قدرة من الكائن الحي على تغيير نظامه للتواكب مع عناصر جديدة .. ولكن هو ايضا لا يخرج عن نطاق طفر + تصادف ان الطفرة متلائمة مع الظروف المحيطة مما يجعلها مفيدة وقابلة لانتاج ميزة جديدة .. هنا سوف نعود لنظرية الاحتمالات التي يعرفها بعضكم لانه يبدو ان الموضوع فى النهاية لن يخرج عن هذه النظرية التي تستطيع بها حساب احتمال حدوث اي شيء وفي حالة الحياة اتضح ان الاحتمال صغير جدا جدا جدا حتى ان علماء الرياضيات يؤلونه للصفر ! .. وأيضا هذا الطرح يضطرنا ألى النظر اليه من جانب فلسفي بحت والاقتصار على استخدام الرؤية العلمية كعنصر واحد فقط من عناصر الموضوع وأوضح ذلك بالمثال الاتي :
نفترض ان في دوري كرة السلة الامريكي يتنافس فريقين شهيرين على الحصول على كأس الدوري .. ولكن احد الفريقين متخلف عن الاخر في فارق النقاط المسجلة على السلة .. وفي احد المباريات النهائية للفريق الاخر فاز بنتيجة معينة ... وأصبح الفريق المنافس له مضطر للفوز بنتيجة في مباراته ولتكن 97/6 مثلا ليكون فارق النقاط مرجح لهذا الفريق لكي يفوز بالدوري بصفة عامة .. حدثت المباراة وفعلا فاز الفريق بهذه النتيجة مع العلم ان المنافس له فريق عتيد وليس فريق هواة ..
التوصيف العلمي لسبب الخسارة بهذا الفارق الكبير والغير معهود فى مباريات كرة سلة لدوري امريكي محترف .. هو ان لاعبين الفريق الخاسر لم يكونوا اكفاء فى رمي الكرة داخل السلة لاسباب قد تتعلق باللياقة البدنية او التركيز او غيرها .. هذا هو التفسير العلمي " القاصر" للموضوع .. هذا جل ما يستطيع العلم الادلاء به في هذه الحالة ..
لكن عندما ننظر للموضوع من المنظور الفلسفي .. فأن الفلسفة تقدم حلا افضل بكثير من العلم التجريبي لوحده !!
والتفسير الفلسفي اوسع واشمل لانه يأخذ معطيات اخرى فى الاعتبار بل وعلوم كاملة اخرى فى الاعتبار .. التفسير الفلسفي يطرح انه من المستحيل ان يسجل فريق كرة سلة امريكي محترف ست نقاط فقط في مباراة كاملة ! مستحيل ! كما انه من المستحيل ان تخرج النتيجة 97 -6 كما أرادها الفريق المنافس على الكأس بالظبط.. هل يمكن تفسير هذا بضعف اللياقة البدنية والتصويب عند الفريق الخاسر ؟ مستحيل .. التفسير الفلسفي سوف يطرح أن الفريق المنافس قام برشوة الفريق الخاسر لكي تخرج النتيجة على حسب هواه .. أو على الاقل ان لم يكن حالة رشوة فقد يكون حالة صداقة او مصالح مشتركة بين الفريقين المتأمرين صحيح ؟
ما أردت ان أقوله للاصدقاء الملاحدة ان العلم احيانا لا يكون كافيا لتفسير كل شيء .. فهو يستطيع توصيف ما يحدث ولكن لا يستطيع وصف " لماذا "يحدث .. ومثال على ذلك التفاحة يستطيع العلم ان يشرح كيف ينمو تربة+ماء+اشعة شمس+نيتروجين = تفاح .. لكنه لايستطيع ان يشرح لنا هل هناك غاية او هدف من وجود التفاح ؟ هل هو موجود لكي نأكله ؟ هل الصقر موجود فى الفضاء فقط لانه الطفرات طفرت ايديه لكي تصبح اجنحه ؟ اظن ان ذلك تفسير طفولي ساذج سطحي لا يسمن ولا يغني من جوع .. وفي النهاية السلام.