المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموت بالنسبة للملحد



زيد الجزائري الجزائر
11-10-2013, 02:42 PM
أشد ما يقلق الإنسان الملحد هو لحظة الموت وأكبر عقبة في حياته مشكلة الموت حتى أنه قد يلجأ للانتحار للتخلص من رهبة هذه اللحظة التي تقلقه فالإنسانالملحد يحار في مشكلة الموت ولا يجد حلًا لها ويساق قسرًا إليه وهو منزعج منها أما الإنسان المؤمن فهو مطمئن يشعر أن الحياة والموت في يد الله وأن ساعة الانتقال لا تخصه على الإطلاق إنما تخص الله وحده الذي يدبرها على أحسن ما تكون وفي هده اللحظة المناسبة ينقل الإنسان من أرض الابتلاء والاختبار إلى الجنة والنعيم الموت بالنسبة للمُلحد هو قبر وظلمة وتراب وفناء أما بالنسبة للإنسان المؤمن فهو نور محطة انتقال و بالنسبة للإنسان المُلحد هو مستقر أما بالنسبة للإنسان المؤمن فهو عبور
ويظن الجنين أن الحياة في بطن أمه هي الحياة الوحيدة ولا حياة غيرها ولكن لو قدر له أن يُفكر فلابد أن يتساءل قائلا لي ذراعان ورجلان ينمون فلماذا وأنا لست في حاجة إليهما الآن ولي عينان بينما أعيش هنا في ظلمة حالكة.. فما فائدتهما وأنا لست في حاجة إليهما الآن ألعل كل هذا من أجل حياة مقبلة وهذا ما يكتشفه عندما يولد ويبصر ويتحرك ويحبو ثم يمشي على الأرض الرحبة ولو سأله أحد: أتريد أن ترجع إلى حياتك الأولى في بطن أمك فبلا شك أنه سيرفض ويقول: هنا أفضل جدًا، وهكذا نحن نفهم حياتنا على الأرض، فهي مقدمة لحياتنا المقبلة وهي فرصة لخدمة الآخرين وعمل الخير وهي المدخل للحياة الاخرى أما الملحدون فهذه الحياة الدنيا بالنسبة لهم بلا قيمة وعبث وصراع من اجل البقاء فبالاسم أنهم أحياء لهم مظهر الحياة وشكلها وفي الحقيقة أن الموت يزحف على حياتهم وبعضهم يتصنَّع الشجاعة والسعادة ولكن هيهات صراع نفسي قوي قال " مارك توين": "أنا لا أخاف الموت لقد كنتُ ميتًا مليارات الأعوام قبل أو أولد ولم يسبب لي ذلك أية مضايقات" (79) وكتب " توماس جفرسون " عند قرب غروب حياته أكثر من مرة لأصدقائه قائلًا بأنه يواجه النهاية القريبة بدون أي أمل أو خوف (راجع وهم الإله ص 164) وبعضهم اعترف بالحقيقة لقد درست الفيزياء كي أعرف سر هذه الحياة و قد وجدت أجوبة كثيرة لعدة أسئلة كانت تجوب في خاطري عرفت كيف يسير هذا الكون و ها أنذا أصبحت ملحدا ... أنكر وجود الخالق ... و لكن ما يحيرني هو لماذا وجد هذا الكون
كلما أفكر بالموت ينتابني شعور غــريب شعور يجعلني بأن في هذا الكون سر غريب شعور يجعلني أشعر بأن إلحادي ليس له معنى ... أشعر بأني قد أضعت عمري دون جدوى أشعر بأني مقصر أشعر بأني خــــاسر !!!!
هذه ملخص كلمات بروفيسوري ألماني الأصل يدعي الإلحاد
لقد فشل الملحدون في استيعاب فكرة الموت وفشلوا عما ستكون الحياة بعد الموت وعجزوا عن استيعاب أن الموت هو القنطرة التي تقلنا إلى الحياةالاخرى، وانزعجوا جدًا من مواجهة الموت فشوبنهاور الذي ادعى الشجاعة وقال أن الحل الوحيد لمشاكل الإنسان هو الانتحار لم يجرؤ على الانتحار بل عندما انتشرت الكوليرا في برلين أسرع بالفرار منها وهاجر بعيدا
ومثَّل الموت مشكلة المشاكل للملحدين فما أبشع الموت من منظار ماركسي فالموت هو الظلمة الطاغية والنهاية المآساوية والفناء الذي لا يحمل أي نوع من الرجاء، ومما يذكر هنا أنه عندما صُدم كارل ماركس بموت ابنه كتب إلى صديقه " لاسالي " يقول "لقد هزني موت ابني هزة عنيفة، وإني أشعر بفقدانه، كأنما حدث ذلك بالأمس فقط. أما زوجتي فقد انهارت تمامًا تحت وطأة الضربة القاصمة" (80) و"تاليران " في مواجهة الموت كان يصرخ " أنني أقاسي ويلات اللعنة" (81) و"ميرابو " كان يهمس قائلًا " هيا إليَّ بالمُخدر.. حتى لا أفكر في الأبدية" (82) وشارل التاسع ملك فرنسا كان يصرخ " يا للدماء.. يا للمذابح.. يا للمشورات الرديئة التي أتبعتها.. لقد ضعت للأبد" (83) و"توماس باين " Thomas Paine صاحب كتاب " عصر العقل " قال في لحظاته الأخيرة " آه إني على استعداد أن أدفع كل العوالم - لو أُعطيتها - في سبيل سحب كتابي " عصر العقل
و"فولتير " Voltiare قبيل موته بثلاثة أشهر أخذ يعاني من تبكيت الضمير، حتى أن زملائه أقرُّوا بأن موته كان أشد فظاعة من موت أي شخص آخر وقد طلب قسًا وأظهر رغبته في الرجوع لله وكتب إقرارًا يعلن فيه رفضه للإلحاد والمُلحدين وكان يقول لمن يحيط به من المُلحدين " أذهبوا.. انصرفوا.. ما أحقر المجد الذي جلبتموه لي " وكان يلتمس الرحمة أحيانًا فيقول "لقد هجرني الله والبشر وليس أمامي سوى الجحيم. يا سيدي، أيهاالله. يا الله وأحيانًا أخرى كان يجدف على اسم الله المبارك وقال للطبيب الذي يعالجه أنني مستعد أن أعطيك نصف أملاكي لو جعلتني أعيش ستة أشهر، وعندما قال له الطبيب: يا سيدي لا يمكنك أن تعيش ستة أسابيع، قال فولتير "سأذهب إلى الجحيم" ومات بعد فترة وجيزة (راجع نورمن أندرسون - العقل والإيمان طبعة 1955م ص 101، 102) وقال " فرنسيس نيوبورت " Francis Newport " أنني أعلم بوجود إله، لأنني أتأثر دائمًا بتأثيرات غضبه. كما أنني أعلم أيضًا بوجود جحيم لأني قد تناولت الآن في قلبي عربون ميراثي هناك. قد أهنتُ خالقي، وأنكرتُ مخلصي. قد انضممت إلى صفوف المُلحدين والكافرين، وظللت في هذا الطريق رغمًا عن تبكيت ضميري المتكرر - إلى أن صرخ - أثمي متطلبًا دينونة الله العادلة. إلى أين أنا ذاهب؟ إني محكوم عليَّ بالهلاك الأبدي، قد أصبح الله عدوًا لي وليس لي معين.. " ثم صرخ بأنين يُمزق الأحشاء - كأنه قد خرج عن نطاق البشر - قائلًا " يا لها من آلام لا تُطاق - آلام الجحيم والهلاك! - ومات كذلك" (راجع نورمن أندرسون - العقل والإيمان ص 102)
هذا هو موت المُلحدين الفظيع المُزعج أما الإنسان المؤمن فهو واثق عند موته مهما كانت آلام الجسد فالذين جازوا في عذابات رهيبة جراء إيمانهم كانوا يتمسكون بهذا الإيمان للنفس الأخير، فيقول "ريتشارد وورمبراند": "حينما كنت بين جدران السجن.. كنت أسمع أنين البعض في لحظاتهم الأخيرة وكنت أصغي إليهم في النهاية وهم يرددون {هو الله. الله موجود} وما أحلى أن تنتهي حياتنا وهذا التأكيد العظيم على شفاهنا مشيرًا إلى اليقين الثابت في أعماقنا" (86) كما يقول أيضًا: "وأولئك وسط العذابات والاضطهادات في قلب السجون، إذ بالله يُشرق عليهم بنور الإيمان في ساعاتهم الأخير فيهتفون {الله الله وليس سواه}" (87).
اللانهائية حقيقة منطقية لاشك أن العقل محدود بينما الأرقام غير محدودة، وأقصد رقم " اللانهاية " فإذا ما حلقنا بالفكر في آفاق المستقبل لنحصي سنوات ما بعد سنة 2003 سوف نقول 2004 ثم 2005 ثم 2006 لنصل إلى " مستقبل لا نهائي غير محدود " هو " الأبدية " إذ يستحيل أن تحد حدودًا للأرقام، أو نهاية لها. فإذا ما رجعنا بفكرنا إلى الأعوام الماضية فسوف نقول 2002 ثم 2001 ثم 200.. وسوف نصل أيضًا إلى ماضي سحيق لانهائي.. هو " الأزلية " إذًا هناك كائن أزلي (لا بداية له) أبدي (لا نهاية له) وهذا الكائن اللانهائي هو اللهالخالق مهندس الكون واجب الوجود الحياة المانحة للحياة، والخالق الذي خلق الكل.. فالله الأصل، علة كل المعلولات، وأساس كل الموجودات.. الوجود الأول، واجب الوجود، وخالق الجميع

إلى حب الله
11-10-2013, 06:10 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب زيد على هذا الموضوع الذي أدعو من الله تعالى أن يعتبر به الملاحدة المغرر بهم أو من تبقى في قلوبهم بعض الإنسانية - رحمة بأنفسهم -
ولعله من موافقات القدر أني كتبت موضوعا مشابها لموضوعك ولكن من وجهة نظر أخرى في الرابط التالي :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?55000-%C7%E4%CA%CD%C7%D1-%C7%E1%E3%E1%CD%CF%ED%E4

وأعجبتني جدا النقولات التي نقلتها عن نهايات بعض القوم .. ومَن وعظ بغيره فهو السعيد ..
والله الموفق ..

زيد الجزائري الجزائر
11-10-2013, 08:26 PM
وشكرا لك وبارك الله فيك .... لك مني أجمل تحيه
أبو حب الله
تعجز الحروف أن تكتب لك من تقدير واحترام عن هذه الشخصية الرائعة
فالكلمات والعبارات لن توفيك شئ من حقك ولو بجزء بسيط .ومن هنا أقول لك جزاك الله عنا خير الجزاء..
على كل ما بذلته من جهد لترتقي بهذا الصرخ الشامخ الى القمم وان تتميز به عن الكل مقالك أكثر من رائع

أبو يحيى الموحد
11-10-2013, 09:55 PM
موضوع جد جميل اخي زيد
مؤثر و رقيق
في موازين حسناتك

زيد الجزائري الجزائر
11-12-2013, 07:25 PM
أبو يحيى الموحد اتقدم اليكم بتحية و شكر للجميع وخاصة القائمين على المنتدى من قياديين و مشرفين مثمنين جهدهم في تميز المنتدى طالبين من الله أن يوفقهم ويشملهم برعايته