المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكرياتي مع الحجاب في تونس ج 1+2



ناصر التوحيد
05-30-2006, 08:09 AM
ذكرياتي مع الحجاب في تونس
ج 1+2
بقلم : آمال الرباعي

الجزء الأول

إن موضوع حرية المرأة من المواضيع الذي يتكرر الحديث فيها بمناسبة وبدون مناسبة .
فلا يجد السياسيون حصانا أفضل ولا أجود من موضوع المرأة لتحقيق المكاسب على حساب كل المبادئ.
والمرأة , وللأسف بعيدة عن الموضوع, وحريتها لا تعني لهم سوى رضوخها لنمط الحياة الذي يرسموه لها ثم يطلقون عليه الشعار البراق الذي باسمه تكبل والأجيال التي تربيها , كما تكبل وتنتهك الحرمات في أوطاننا وبنفس الإسم: الحرية.

إن الحرية تقتضي الاختيار بحسب الإرادة الشخصية. فالمرأة الحرة هي التي تختار منهج حياتها بما في ذلك عقيدتها ولباسها . والحرية لا تقيد إلا بالأخلاق العامة التي تتفق عليها الفطرة السليمة.
أسوق هنا مثالا لمدير مدرسة في سويسرا( وهو ناشط سياسي وعضو في مجلس البلدية) عرض عليه موضوع الحجاب في المدارس السويسرية فأجاب: أنا لا يزعجني الحجاب ولا أرى إشكالا في ارتداء بعض البنات له ما يزعجني هو العراء الزائد الذي يجعل الطلاب يفقدون أكثر فأكثر تركيزهم بازدياد إثارة الطالبات لهم" وإن لم يكن مسلما إلا أن فطرته سليمة.
بيد أن بلادي وللأسف غاب عنها أصحاب الفطر السليمة وبخاصة في مؤسسات القرار.

فقد أحرق خطاب السلطة الذي سمح الآن بالسفساري أكثر من 14 سنة من عمر النساء اللاتي كن يستجدين أصحاب القرار أن يبقين على جزء من حجابهن بأي وسيلة كانت ويمكثن في عملهن.

إن الحديث في هذا الموضوع يثير جرحا لم يندمل منذ منعت التدريس سنة 1992 بسبب الحجاب.
كانت الحملة على الحجاب قد بدأت قبل سنتين من ذلك ولكن وبحكم وجودي بإحدى مدن الجنوب وبحكم طبيعة أهل الجنوب المحافظة لم يجرؤ أحد أن يكلمنا عن الحجاب حتى جاءت زيارة وزير التربية والتعليم آنذاك محمد الشرفي فلاحظ وجود محجبات بقاعة الاجتماع وأصدر الأمر بالتطبيق الفوري للمنشور 108 فأصبحنا على أمر لم يكن في حياتي أثقل ولا أعظم منه : أن تقف امرأة أمام مسؤولها الإداري فيطالبها بنزع لباس الحشمة عن رأسها. إنه عار على من أمر وعار على من قال وطلب وعار على من رضي وعار على من سمع ولم يحرك ساكنا لذلك.
أملي ورجائي من الله أن يكون كل من لم يرض بقلبه وذلك أضعف الإيمان ممن تستغفر لهم الملائكة من هذا الذنب العظيم.

قلت يومها لمسؤولي الإداري ردا على وصفه الحجاب باللباس الطائفي أنا لم أتبع أي طائفة بل لبسته بناء على آية سورة النور التي درسناها في المدرسة بالإعدادي والتي تبدأ بقوله تعالى :" سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بيناتٍ" و " وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" , فالحجاب فريضة على كل مسلمة تؤمن بكتاب الله وسنة نبيه , جاء الأمر به مرتان في بداية السورة فالسورة فُرض كل ماجاء فيها بصورة عامة بعبارة فرضناها أي فرضنا الأحكام التي فيها والحجاب فُرض مرة ثانية وبشكل خاص بلام الأمر.
حاولت عبثا إقناعه بفرضية الحجاب لكنه ما أبدى استعدادا لذلك ، حاولت إقناعه بوسيلة أخرى قلت له : أنا مستعدة أن ألبس لباس جدتي أو جدة أبي حتى أكون مرتبطة بجذوري وأصولي فكل ما هو تقليدي فيه ستر وأنا لا أريد إلا الستر. أنا مستعدة للبس السفساري - وقد لبسته الأستاذة هند شلبي مدرسة الشريعة في العهد البورقيبي إثر صدور منشور 108- فقال لي أنت إذا أصولية متطرفة لك نزعة تحدي ولا تريدين الرضوخ للحاكم.

قلت له أنا ما لبست الحجاب إلا طاعة لله وأنا أبحث معك عن أي حل يرضيكم ويلبي حاجتي وما حاجتي إلا الستر. أجابني السفساري غير عملي وسيسبب لك مشاكل.
كنت مستعدة لكل التحديات لكن لا أنزع الحجاب.
قلت له أنا على استعداد أن ألبس أي لباس مغاربي في إطار الوحدة المغاربية أو أي لباس تقليدي آخر أو أن آتيكم بقطعة قماش تختارون لي تفصيلها والمهم أن تفي بغرض الحجاب. فقال لي أنت تتحدين قرار السلطة بهذا الكلام والوزير قال أنه لا يريد أي مظهر من مظاهر الحجاب في المدارس والمعاهد. لأن الحجاب لباس طائفي مستورد. قلت له هل السروال والقميص أو الفانيلة للنساء لباس تونسي أصيل؟!

كان آخر عهدي بالتدريس هذا اليوم فقد كنا في الأسبوع الأخير من السنة الدراسية وتكرر "الحوار" ثلاثة أيام دون جدوى فتركت العمل.

وعملت بعدها بمكتب إداري بنصف المرتب الذي كنت أتقاضاه من التعليم، لكن عيون المرتزقة التي لا تنام لاحظت مروري المتكرر في الشارع ، مع أنني كنت آخذ بالحيطة وكان الفصل شتاء ، فجاءني أحد الأعوان إلى الشغل حتى يرهب كل من تسول له نفسه توفير عمل لامرأة ترتدي الحجاب ودعاني لمركز البوليس حتى أمضي على التزام بعدم ارتداء الحجاب في المستقبل من أي نوع أوبأي صفة، ذهبت إلى البوليس وغطاء رأسي مربوط على طريقة "الطيارية" أو "الفولار" فذكر البوليس المرتزق لمسؤوليه أنه وجدني بحجاب مثبت " بالمسّاك أو الدبوس" هكذا كان أشباه الرجال يحرسوننا ويهتمون بأدق الأشياء التي تخصنا وتثبت مدى حريتنا في بلدنا الحبيب برغم الداء والأعداء.
كانوا يقولون لي يجب أن يكون الشعر عاري تماما ولديك فرصة يومين كي تستردي بطاقة هويتك بعد الإمضاء على اللإلتزام. هكذا كان حفاظ أمننا يتعاملون مع الحرائر من النساء.

لكن الله سلم ، لم يكن أمامي إلا الدعاء والتوسل إلى الله .
كان الوضع بالنسبة لي ولكل الأخوات أشد من الجمر. "فالقابض على دينه كالقابض على الجمر" كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

إن من يقول بإمكانكم الآن أن تلبسن السفساري لأنه تقليدي أباح لنا مباحا كان قد حرمه، فولي الأمر يمكنه تحريم المباح إن أسرف الناس في استعماله وأضر ذلك بمقاصد الشريعة لكنه مقابل تحريم المباح حرم واجبا سيسأل عنه يوما يجعل الولدان شيبا.

الجزء الثاني

لم يكن زمن بورقيبة زمن حفاظ على الهوية , ومن جاء بعده تبنى نفس الشعار البورقيبي وعمل على تعزيزه

إن ما سردته من وقائع مورست ضد ارتداء الحجاب وموضوع الحجاب كشعار ديني محض ارتبط منذ العهد البورقيبي وحتى اليوم بالعلاقة المتنافرة بين السلطة التونسية والإسلام.

فقد سعى بورقيبة منذ تسلمه السلطة من الفرنسيين إلى إلغاء الشعائر الدينية المميزة. فأغلق جامع الزيتونة. وأقول لمحمد العروسي الهاني : لو بنى بورقيبة ألف مدرسة ولو من ماله الخاص فلن يعوض بها عن سارية من سواري الزيتونة المعمور.

لقد صرح بورقيبة لمجلة فرنسية وهو لم يستلم بعد الحكم منهم, أنه سينشئ دولة لائكية - علمانية - . واللائكية تعني فصل الدين عن الدولة. فقد كان بورقيبة عازما على إرساء دولة لا تقوم لا من قريب ولا من بعيد على الدين وخدع الزيتونيين بأسلوبه الماكر. فالدولة التي كان يُعد نفسه لاستلامها ليست منفذة لأحكام يتوافق عليها الشعب. وشعب تونس مسلم والمسلم مرجعه الله المشرع الذي يحدد علاقة أفراد الشعب فيما بينهم وعلاقة الحاكم بالمحكوم أو السلطة بالشعب . وليس هناك أورع وأفضل من النموذج الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم. فكان أجمل صورة عرفها التاريخ باعتراف الأعداء وتواصلت هذه الصورة في عهدالصحابة رضوان الله عليهم وهم قدوتنا تحت إمرة الخلفاء وبقيت معالمها إلى أن ابتعد من يقومون بأمر الدولة عن الدين فحل محله الهوى والشخصانية المقيتة.

لقد حارب بورقيبة مشايخ الزيتونة وشردهم وأبعدهم عن مركز وجودهم في العاصمة وهمشهم فأصبح من هو في درجة الأستاذية ، وهي درجة أعلى من الدكتوراه، مدرسا في معهد ثانوي وبعث بهم في مدن لم يكونوا معروفين فيها حتى لا يكون لهم صيتا أو أدنى إشعاعا بين من يعرف قدر العلم بل هجر بعضهم مثل الشيخ محمد صالح النيفر كذا الشيخ البدوي رحمهما الله، صاحب كتاب : تونس الخضراء والأيدي الحمراء ، الذي كان عنصرا بارزا في صوت الطالب الزيتوني لأنه كان يمثل أكثر خطرا من غيره فقد كان شابا ونشيطا .

إن الزيتونة كانت تمثل أهم مرجع علمي في قارة إفريقيا يأتي إليها الطلاب من كامل القارة فأغلقها بورقيبة تجفيفا لمنابع العلم قبل التدين وتأتي سياسة تجفيف منابع التدين في عهده وعهد من خلفه.
حرص بورقيبة على تغيير منهج التربية الإسلامية وأفرغ المدرسين من كل انتصار للدين، ووصل الأمر أن يكون منهم من يستهزء بالدين .
ونحن في الصف الثالث إعدادي , منّ الله علي بمدرسيْنٍ على درجة عالية من الإيمان والتقوى رحمهما الله تعالى فكانا منبعا للعلم الشرعي الذي همت به حتى يسر الله لي بعضا منه وأنا في الغربة ( وقد حاولت التسجيل في كلية الشريعة وأصول الدين بعد تخرجي من الجامعة لكن طلبي رفض) وعلمت أن سر حفظ الناس في عهد الصحابة وتخرج العلماء أن المتلقي يتلقى بحسب استعداده وبحسب صدق الراوي أو الشيخ وإيمانه بما يبلغ فكانا لي رحمهما الله خير شاهد على ذلك.
كان الأول سببا في تقريبي من القرآن عن طريق القصص القرآني الرائع وتعلمت أحكام الإرث وقواعد التجويد التي تزخر بمدارسها كل بلاد العالم من عرب وعجم لكن بلادي عزفت عن ذلك الفن واختارت أصول الفن الموسيقي على حسابه.
أما مدرسي الثاني رحمه الله فلقد تعلمت عليه مختصر أصول الفقه .

أما الحجاب كشعار مميز لنساء الأمة فحاربه بورقيبة بنشر السفور. لقد ظهر بورقيبة على شاشة التلفاز وهو ينزع السفساري عن رأس امرأة قائلا :" انظري إلى الدنيا من غير حجاب" {مجلة الدستور عدد587 بتاريخ 8- 8 - 83 عن كتاب تونس الإسلام الجريح للأستاذ الشيخ محمد الهادي الزمزمي } . وأصبح الحجاب بعد مدة قصيرة في خبر كان حتى بداية السبعينات حيث بدأت الصحوة وبدأ انتشار الحجاب ولم تكن هناك امرأة محجبة قبلها إلا الأستاذة الكريمة هند شلبي أستاذة الشريعة. وبقي السفساري للمتقدمات في السن وغاب عن كل موقع فعل أو تأثير أي شكل من أشكال المظهر الإسلامي النسائي والرجالي . وكثير من النساء اللاتي درسن في عهد ما قبل بورقيبة وفي بداية عهده وهن بالحجاب نزعنه تمشيا مع روح العصر وحتى لا يُفوِّتن على أنفسهن فرصة الارتقاء والحصول على المناصب المتاحة لهن وكأن العلم الذي حصلن عليه مبتور وناقص وهن مرتديات للحجاب. ووصل الأمر بأن تقف مديرة معهد في باب الدخول حتى تطرد كل تلميذة محجبة وتحصل على السبق في تنفيذ الأمر تنفيذا مباشرا وبدون واسطات.

وجاء عهد ما بعد بورقيبة مبعدا للهوية العربية والإسلامية وان المشرع هو الله , فصار المشرع هو البشر من قائد أو نافذ, ليقوم بإفراغ الدين من كل محتوى نهضوي وإبعاده عن كل مصدر للقرار . وأصبح الدين طقوسا خاوية وأشكال استعراضية وشعارات تبحث عن حقيقة لها في الواقع فتنصدم بما يقدمه التلفزيون من انسلاخ ثقافي وتقليد أعمى للغرب في إطار العولمة التي لم تعرف للعدل ولاحترام ثقافتنا طريقا. وأصبح الدين في دولة العهد الجديد نوعا من الفلكلور الشعبي يوسم فيه في اليوم الوطني للثقافة أئمة المساجد وعلى رأسهم إمام الجامع الأعظم - جامع الزيتونة - الشيخ أحمد الشريف مع الفنانين من أهل الموسيقى والغناء والمسرح والسينما والإذاعة والصحافة والرقص.!! فاستوى الأمر بين أئمة الدين وأئمة الفجور.
" الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا" الأعراف 51 ، "وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين" القصص 41 -42

وتواصلت الحرب على الحجاب وذكرت عينة مما تعرضنا له في ظل العهد الجديد ولا تزال السلطة تسميه بالزي الطائفي أو المستورد مع أن كل الألبسة المعروضة سنويا وموسميا مستوردة التصميم من مصادر مختلفة . فالتصميم الإسلامي طائفي ! أما غير ذلك فعولمي يضمن للمرأة في تونس كرسي في قفص فتات الشراكة مع أوروبا.

فبورقيبة وأشياعه من الذين يحملون حقدا دفينا ضد الدين وضد الشعب في معتقده
والشيخ الغنوشي وأتباعه يعتزون بانتمائهم للمشروع الإسلامي وإن اختلفوا في بعض صور التنفيذ فما ذلك إلا دليل على الثراء الفكري الذي يتميز به أصحاب هذه الصحوة التي بها يتوفر المناخ الصالح لإنشاء العقل الموحد والقادر على فهم الأشياء وأشباهها وإدراك المشترك بينها.

زين العابدين بن علي يفتي بغير علم

كان من الأجدر والحكمة أن تجمع أهل العلم والمعرفة وتستفتيهم في أمر هذا اللباس المحتشم الذي أصدرت فيه فتواك واعتبرته زيا طائفيا دخيلا على عاداتنا وتقاليدنا وأن تسلك مسلك عزيز مصرفي عهد يوسف عليه السلام عندما طلب من الناس أن يعبروا له رؤياه، أو بلقيس ملكة سبإ التي طلبت أيضا من ملإها أن يفتوها الرأي السديد في الأمر الجلل الذي حل بها. ولكن غابت الحكمة وغرك الكرسي الذي تجلس عليه وأصدرت فتواك الخاطئة في مظهر من مظاهر العفة والحياء أقل ما يقال فيه أنه الأقرب امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى:"يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما" الأحزاب 59
وقوله تعالى:"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو….....وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون. النور 31

وهكذا حشرت نفسك في زمرة الذين أساؤوا إلى كتاب الله بل وتطاولوا عليه كما تطاول سلفك بورقيبة من قبل وادعى أن في القران خلط وخرافات وضرب لذلك الأمثلة بأصحاب الكهف وعصا موسى بل وادعى لنفسه العلم مقارنة بأمية الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد قال الشاعر: لو كانت الحكمة تقاس باللحى لكان التيس أحكم الحكماء

فأنت بهذه الفتوى"الجهلوسياسية" وقفت إماما لكل أولئك الذين تبنوا في أدبياتهم لمظهر التدين عداء وكيدا وسخرية واستئصالا واستهتارا بأوامر الله سبحانه وتعالى . أنت إمام لكل من يستهزئ بالمؤمنين ودينهم، ويؤذيهم وينكل بهم حتى صار رجل "الأمن" في تونس يحمل في وجدانه عداء دفينا لا يفهم سببه لمظاهر التدين، فلا يمر أمامه صاحب لحية أوفتاة محجبة حتى تجود قريحته بألفاظ السخرية أو الإستهزاء أو إبداء الإشمئزاز أو حتى الهجوم أحيانا لنزع الغطاء من على الرأس اقتداء بالثور الأسباني الذي يلوح له على خشبة المسرح بقطعة قماش حمراء، بينما تمر بين يديه الكاسيات العاريات المائلات المميلات فيضرب المثل بهن في التزامهن التواضع والإخلاق والشرف والقدوة.
ترى يا سيادة الرئيس من كرس هذه المفاهيم العدائية وأوحى بانتهاج سياسة السهرعلى قطع دابر صحوة الرجوع إلى الله؟ اقرأ قوله تعالى لترى ما يصرح به هؤلاء الذين يقفون طوابيرا وراءك عندما يقفون بين يدي الله عز وجل ويسألهم عن أفعالهم فيجيبون:"وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كثيرا"الأحزاب الأية68

لقد صرحت بأن هذا اللباس المحتشم الذي أفتيت بغربته وطائفيته والذي نراه شائعا في أغلب بلاد الإسلام لنا في تونس بديل عنه وهو ما عرفت به المرأة في أريافنا وتقاليدنا، لا اعتراض من ناحية المبدإ على هذا القول الذي علمت منه شيئا وغابت عنك منه أشياء، ترى بقولك هذا يمكن أن نرى الفتيات اللآتي يردن أن يلبسن لباس التقوى غدا في الشوارع والمدارس والمعاهد والكليات وهن يرتدين التخليلة أو السفساري.؟ ماذا أنت فاعل حينئذ؟

ترى هل يوم أن قصدت الكعبة المشرفة وظهرت على شاشة التلفزة وبجانبك زوجتك التي كانت ترتدي لباس الحشمة، هل كانت ترتدي زيا طائفيا أم أن الله الذي أطاعته وخافت منه في ذلك المكان الأمن لم يأمرها بطاعته وهي في تونس بل الأدهى من كل ذلك أن يصير زوجها المحترم السيد الرئيس آمرا بالمنكر ناهيا عن المعروف صادا عن سبيل الله فاتنا للمؤمنين والمؤمنات، متحد لتعاليم وأوامر القرآن سامحا لكل من أراد التشفي ومن له عداوة بالدين وأهله أن يسجنوا ويشردوا ويعذبوا ويقتلوا ويصلبوا ويغتصبوا ويسرقوا ويرتكبوا الموبقات في سبيل الحفاظ على كرسيه وهيبة الدولة المزعومة.صحيح يا سيادة الرئيس أن هؤلاء يقفون خلفك جميعا مخافة أن تنقلب عليهم الأيام ويحاسبون الحساب العسير لذلك هم يتترسون بإمامتك لهم فأنت القائد الملهم وحامي حمى الدين والوطن وأنت الضامن الوحيد لمسيرتهم، إنهم يسيرون خلفك ويهتفون "معا من أجل بن علي" فشعار"معا من أجل تونس" تحفظ عليه غالبية الشعب المغلوب على أمره الذي دست باسم القانون على آخر ذرة من كرامته، هذا الشعب الذي صنع لك منذ سنين نعشا أو تابوتا وعدك من الأموات ورصد لك مزبلة التاريخ مقبرة، غير أن هذا النعش مازال فوق أكتاف الذين نصبت نفسك لهم قائدا وإماما، إنهم يسيرون به إلى ساحة زمن حددت أنت بنفسك موعد صلاة الجنازة فيها بإمامة .... خليقة على وجه الأرض شارون الذي أعددت كل العدة لاستقباله بما في ذلك تغيير ما تعارف عليه التونسيون في نواميس عطلهم ومواسمهم العلمية والعملية. لا شك أنها ستكون جنازة عظيمة مهيبة خاتمة لمسرحية طال إخراجها ليصدق فيكم قول شاعرنا الفذ أبو القاسم ألشابي الذي ترددونه دائما ولا تفقهونه:

فلا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها

سيبقى الشعب وتبقى تونس وسيرحل الخونة وترحلون.

" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون." الشعراء الآية 227

muslimah
05-30-2006, 10:08 AM
احداهن أجبرت على توقيع تعهد بعدم ارتداء الحجاب
احتجاجات شعبية في تونس بعد منع طالبات محجبات من تقديم الامتحانات
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2006/05/30/0855101.jpg

طالبة محجبة تنتظر نتيجة نقاش والدها مع عناصر الشرطة للسماح لها بالدخول للجامعة (العربية.نت)


تونس- سليم بوخذير

انتقد نشطاء طلابيون بالجامعة التونسية ما وصفوه بـ"منع السلطات لمئات الطالبات مرتديات الحجاب من المشاركة في الامتحانات الجامعية التي بدأت هذا الأسبوع بمختلف الكليات والجامعات، و"كذلك سحب البطاقاتّ الطلابية منهنّ" ، وهو ما اعتبروه "نيلا من الحرية الفردية ".

وبرّرت إدارات الكليات التونسية قرار المنع هذا بـ" الإستجابة لمنشورات صادرة عن سلطة الإشراف في الغرض" ( المقصود وزارة التعليم العالي التونسية )، و قال مصدر إعلامي تونسي قدّم نفسه لـ" العربية. نت " على أنه "مصدر مستقل" رافضا الكشف عن نفسه، إن قرار منع الطالبات التونسيات المحجّبات هو "قرار قانوني" بما أنه جاء تنفيذا لمقتضيات القانون الذي "يمنع اللباس الطائفي" في تونس .

لكن هذا التبرير لم يمنع الطالبات المحجّبات من الإحتجاج على القرار واصفات إيّاه بأنّه "اعتداء على الحرية الشخصية وحقّ المعتقد الذي يكفله دستور البلاد " .

وقالت الطالبة (س) أن "حراس الكلية التي تدرس بها بالمركّب الجامعي بالعاصمة منعوها بالقوة من دخول باب الكلية يوم الإمتحان قبل أن تنزع الحجاب الذي كانت ترتديه " وتابعت قائلة: "امتنعت عن الإستجابة لهذا الطلب و فضلت الدخول متأخرة عن الإمتحان من باب خلفي للكلية بعيدا عن أنظار الحرّاس".

فيما قالت طالبة محجّبة أخرى بكلية الآداب بشارع 9 أبريل بالعاصمة فضلت عدم الإفصاح عن إسمها إنها "تعرضت للإجبار بالكلية على توقيع إلتزام بخطّ اليد بعدم لباس الحجاب مستقبلا"، مضيفة أنّ "إدارة الكلية سحبت منها بطاقتها الطلابية عقابا لها على الحجاب" وأضافت أنّ "هذا كان أيضا مصير طالبات أخريات محجّبات بكليات أخرى" .

وأقام عدد من الطلاب الذكور والإناث ببعض الكليات بالعاصمة التونسية على إثر إنتشار حركة منع الطالبات المجبات من تقديم إمتحانات آخر السنة في مختلف الكليات، تجمّعات عامة أمام عدد من الكليات وصفوها بـ"تجمّعات تضامن مع الطالبات المحجّبات نصرة لحرية المعتقد".

وقال أحد الذين قادوا هذه التجمعات وهو الطالب عبد الحميد الصغير لـ"العربية. نت" إنّ قوات الأمن "سارعت إلى تفريق المتجمّعين بالقوة"، مضيفا أنه "تعرض شخصيا للضرب و الإعتقال ليومين" و أن"بحوزته شهادات طبية تثبت الإصابات البالغة التي تعرض لها في إطار الضغط عليه حتى يتخلّى عن نشاطه التضامني بالجامعة مع الطالبات المحجّبات" على حدّ قوله .

وتمنع حكومة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إرتداء التونسيات للحجاب منذ سنوات، وكان وزير الشؤون الدينية التونسي أبوبكر الأخزوري قد برّر في تصريح شهير له في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي منع الحجاب في تونس بأنه "لباس طائفي قادم لتونس من الخارج و يرمز إلى شعارات سياسية "واصافا إياه بـ"النشاز".

muslimah
05-30-2006, 10:14 AM
‎) ‎وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)(المائدة: من الآية44‏‎)


حازم
06-03-2006, 03:30 PM
اكثر ما اخشى ان ارى ما يحدث الان فى تونس وتركيا مطبقا عندنا فى مصر

محمدغراب
09-22-2006, 06:38 PM
( واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون )

ابو طارق
09-28-2006, 11:51 AM
حســـــبى الــلــه ونـــعـم الـــوكـــيـــل 0