أبو يحيى الموحد
12-06-2013, 12:36 AM
الرد على الشبهة
لا فرق بين الذي يموت في سن المائة بضيق الشرايين التاجية والذي يولد مشوها فالعبرة والمقياس لا تقاس بمعامل واحد في مسألة متشابكة كالإنسان .... فربما المشوه يجد الوقت ليتدبر ويرتقي .. وابن المائة سنة يرتع في الملذات ويسقط في الدركات ... لذا التبسيط واختزال المعاملات في معامل واحد أسلوب غير مقبول منطقيا وغير مقبول دينيا ولكنه الحجة الوحيدة للملحد وبدونها لا يجد شبهة تستقيم له ....
ثم إن التشوه من منظور آخر هو أكبر دليل على وجود الكمال فلولا الكمـال لما تصورنـا التشوه .
ثم إن هذه العدالة كما يقول الأستاذ العقاد : " لا تحيط بها النظرة الواحدة إلى حالة واحدة، ولا مناص من التعميم والإحاطة بحالات كثيرة قبل استيعاب وجوه العدل فى تصريف الإرادة الإلهية . إن البقعة السوداء قد تكون فى الصورة كلها لوناً من ألوانها التى لا غنى عنها، أو التى تضيف إلى جمال الصورة ولا يتحقق لها جمال بغيرها، ونحن فى حياتنا القريبة قد نبكى لحادث يعجبنا ثم نعود فنضحك أو نغتبط بما كسبناه منه بعد فواته ."
ثم لو كان الله موجودا فما المـانع أن تكون له حكمـة في تدبير الامور بل أليس هذا هو الأليـق بل والألزم به سُبحـانه ...؟
فما أبعد أحكامِه سبحانه وتعالى عن الفحص، وطُرقه عن الاستقصاء.
وقد جلَّى الله الحِكمة من أفعال الخضر لسيدنا موسى مع أنها أفعال تُعد ظاهريا مُنكرة وغير مستساغة لكنها تكتنف على خير عظيم ... وقصة موسى والخضر لم تأت في القرآن من باب السرد والحكايا لكن من باب التدبر والإخبات والإقرار بقصور النفس البشرية وحكمها المُتعجل .
ولا يجوز لملحد أن يحتجَّ في باب الحِكمة الإلهية بشيء لأن الملحد بداهة ليس كُلي العلم، ولا يعرف ما في غدٍ حتى يُقرر، ويعطي نظرة شمولية لمسألة لم يستوعبها.
ذكر الأصبهاني : أن نبيا من أنبياء بني اسرائيل كان يجلس بالقرب من بئر ماء، فجاء فارس ليشرب وهو خارج من البئر سقطت حافظة نقوده ولم يلتفت إليها.. فجاء راعي غنم يرِد الماء فوجد حافظة النقود فوضعها في جيبه.. ثم جاء شيخ كبير ليشرب من البئر ثم جلس على حافة البئر يلتقط أنفاسه فعاد الفارس باحثا عن ماله فلم يجده فاتهم فيه الشيخ الكبير فقتله .فقال النبي : يارب ضُرِبت عنق الرجل ولم يأخذ المال وإنما الذي أخذ المال الراعي.. فجَّلِّ – فأظهر – لي الحكمة ..فأوحي الله إليه أن والد الفارس أخذ هذا المال من والد الراعي فرردت المال إلى الوارث وإن هذا الشيخ قتل والد الفارس فاقتصصت منه .!
الخلاصة : حُكم الملحد على الأمور التي تخفى فيها الحِكمة قـاصر بقصور الطبيعة البشرية نفسهـا، وبقصور نظرتهـا الإدراكية، فالإستيعـاب الشمولي، والحُكم الكُلي، ليس مجال النفس البشرية ولا يقع في نطاق قدرتهـا القاصرة، وبالتالي فلا يحق للملحد أن يتحدث في باب الحِكمة الإلهية بشيء.
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ [آل عمران : 7]
لا فرق بين الذي يموت في سن المائة بضيق الشرايين التاجية والذي يولد مشوها فالعبرة والمقياس لا تقاس بمعامل واحد في مسألة متشابكة كالإنسان .... فربما المشوه يجد الوقت ليتدبر ويرتقي .. وابن المائة سنة يرتع في الملذات ويسقط في الدركات ... لذا التبسيط واختزال المعاملات في معامل واحد أسلوب غير مقبول منطقيا وغير مقبول دينيا ولكنه الحجة الوحيدة للملحد وبدونها لا يجد شبهة تستقيم له ....
ثم إن التشوه من منظور آخر هو أكبر دليل على وجود الكمال فلولا الكمـال لما تصورنـا التشوه .
ثم إن هذه العدالة كما يقول الأستاذ العقاد : " لا تحيط بها النظرة الواحدة إلى حالة واحدة، ولا مناص من التعميم والإحاطة بحالات كثيرة قبل استيعاب وجوه العدل فى تصريف الإرادة الإلهية . إن البقعة السوداء قد تكون فى الصورة كلها لوناً من ألوانها التى لا غنى عنها، أو التى تضيف إلى جمال الصورة ولا يتحقق لها جمال بغيرها، ونحن فى حياتنا القريبة قد نبكى لحادث يعجبنا ثم نعود فنضحك أو نغتبط بما كسبناه منه بعد فواته ."
ثم لو كان الله موجودا فما المـانع أن تكون له حكمـة في تدبير الامور بل أليس هذا هو الأليـق بل والألزم به سُبحـانه ...؟
فما أبعد أحكامِه سبحانه وتعالى عن الفحص، وطُرقه عن الاستقصاء.
وقد جلَّى الله الحِكمة من أفعال الخضر لسيدنا موسى مع أنها أفعال تُعد ظاهريا مُنكرة وغير مستساغة لكنها تكتنف على خير عظيم ... وقصة موسى والخضر لم تأت في القرآن من باب السرد والحكايا لكن من باب التدبر والإخبات والإقرار بقصور النفس البشرية وحكمها المُتعجل .
ولا يجوز لملحد أن يحتجَّ في باب الحِكمة الإلهية بشيء لأن الملحد بداهة ليس كُلي العلم، ولا يعرف ما في غدٍ حتى يُقرر، ويعطي نظرة شمولية لمسألة لم يستوعبها.
ذكر الأصبهاني : أن نبيا من أنبياء بني اسرائيل كان يجلس بالقرب من بئر ماء، فجاء فارس ليشرب وهو خارج من البئر سقطت حافظة نقوده ولم يلتفت إليها.. فجاء راعي غنم يرِد الماء فوجد حافظة النقود فوضعها في جيبه.. ثم جاء شيخ كبير ليشرب من البئر ثم جلس على حافة البئر يلتقط أنفاسه فعاد الفارس باحثا عن ماله فلم يجده فاتهم فيه الشيخ الكبير فقتله .فقال النبي : يارب ضُرِبت عنق الرجل ولم يأخذ المال وإنما الذي أخذ المال الراعي.. فجَّلِّ – فأظهر – لي الحكمة ..فأوحي الله إليه أن والد الفارس أخذ هذا المال من والد الراعي فرردت المال إلى الوارث وإن هذا الشيخ قتل والد الفارس فاقتصصت منه .!
الخلاصة : حُكم الملحد على الأمور التي تخفى فيها الحِكمة قـاصر بقصور الطبيعة البشرية نفسهـا، وبقصور نظرتهـا الإدراكية، فالإستيعـاب الشمولي، والحُكم الكُلي، ليس مجال النفس البشرية ولا يقع في نطاق قدرتهـا القاصرة، وبالتالي فلا يحق للملحد أن يتحدث في باب الحِكمة الإلهية بشيء.
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ [آل عمران : 7]