المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على اللحيدية في دعوى تصحيحهم إنجيل برنابا بزعم رؤية خير البرية ...



أبو الوليد الربضي
05-31-2006, 01:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي المؤمنين ، ومخزي الكافرين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد ،
لقد طلع منذ فترة شخص يدعي المهدية اسمه اللحيدي ، ويدعي أنه يدعو إلى التوحيد الخالص وأي توحيد خالص هذا الذي يثبت إنجيل مسمى بإنجيل برنابا بأنه الإنجيل الصحيح كله بزعم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام .
وغير هذا أنه يفسر الآيات حسب هواه .
وأحببت أن بنشط الأخوة وخصوصا الأخ أبو مارية في الرد على من غلى في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حتى عدها تشريعا مدعما ذلك بالأدلة ومهما أمكن جمعه من إجماع العلماء حول هذه المسألة . وأيضا ردا خاصا على اللحيدي هذا في دعواه حول إنجيل برنابا .

والله المسؤول أن يهدينا إلى سواء السبيل .

موحده
06-02-2006, 10:20 AM
اخي هنا ردود على ضلالات اللحيدية

http://www.tawhed.ws/c?i=88

سيف الكلمة
06-12-2006, 07:16 AM
الفوائد الملتقطة في الرد على من زعم
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة!
جمع: أبي معاذ السلفي

المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الإمين وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد:
( لقد تجرأ بعض الصوفية في ادعاء خروج النبي r من قبره ورؤية مشايخ القوم له يقظة
لا مناماً في الحياة الدنيا والتلقي منه، على اختلاف بينهم في كيفية هذه الرؤية كما سيأتي
إن شاء الله بيانه ضمن هذا المبحث، فممن قال بذلك منهم:
ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الحديثية"(ص217) والسيوطي في "تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي r والملك" ضمن"الحاوي للفتاوي" (2/255)، وأبو المواهب الشاذلي كما في "الطبقات الكبرى" للشعراني (2/69)، والشعراني كما في "الطبقات الصغرى" (ص89)، وأحمد التيجاني وخلفاؤه كما في "رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم" (1/210)، ومن المتأخرين: خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم كما في "طبقات ابن ضيف الله" (ص190)، ومحمد بن علوي المالكي في "الذخائر المحمدية" (ص259)، ومحمد فؤاد الفرشوطي في "القرب والتهاني في حضرة التداني شرح الصلوات المحمدية للسادة الصوفية" (ص25)، وغيرهم)(*).
وفيما يلي أنقل ردوداً لبعض أهل العلم على هذه الدعوى وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم؛ وأن ينفع به ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

* أولاً:
ذكر بعض الأدلة التي تثبت عدم إمكانية رؤية النبي r يقظة
قال الشيخ محمد أحمد لوح - حفظه الله - في"تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (2/47-49) باختصار:
( من الأدلة على عدم إمكانية رؤية النبي r يقظة أن أموراً عظيمة وقعت لأصحاب رسول الله r وهم أفضل الأمة بعد نبيها كانوا في حاجة ماسة إلى وجوده بين أظهرهم
ولم يظهر لهم، نذكر منها:
- انه وقع خلاف بين الصحابة بعد وفاة النبيr بسبب الخلافة، فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصل النزاع بينهم.
- اختلاف أبي بكر الصديق مع فاطمة رضي الله عنهما على ميراث أبيها فاحتجت فاطمة عليه بأنه إذا مات هو إنما يرثه أبناؤه فلماذا يمنعها من ميراث أبيها؟ فأجابها أبو بكر بأن النبي r قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركنا صدقة  رواه البخاري وغيره.
- الخلاف الشديد الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة وعلي بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين من جهة أخرى، والذي أدى إلى وقوع معركة الجمل، فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين، فلماذا لم يظهر لهم النبي r حتى يحقن هذه الدماء؟
- الخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب t مع الخوارج، وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر لرئيس الخوارج وأمره بطاعة إمامه لحقن تلك الدماء.
- النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما والذي أدى إلى وقوع حرب صفين حيث قتل خلق كثير جداً منهم عمار بن ياسر. فلماذا لم يظهر النبي r حتى تجتمع كلمة المسلمين وتحقن دمائهم .
- أن عمر بن الخطاب t على جلالة قدره وعظمة شأنه كان يظهر الحزن على عدم معرفته ببعض المسائل الفقهية فيقول:(ثلاث وددت أن رسول الله r لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهداً ننتهي إليه: الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا) متفق عليه.فلو كان يظهر لأحد بعد موته لظهر لعمر الفاروق وقال له: لا تحزن حكمها كذا وكذا) اهـ .
* * * * *

ثانياً:
أقوال بعض أهل العلم في هذه المسألة
إليك أخي القارىء الكريم أقوال بعض أهل العلم في هذه المسالة؛ وأغلب هذه النقول
من كتاب "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل" للشيخ إسماعيل الأنصاري
رحمه الله:
1 - قال القاضي أبو بكر بن العربي نقلاً من "فتح الباري" للحافظ ابن حجر العسقلاني
(12/384):(شذ بعض الصالحين فزعم أنها - أي رؤية النبي  بعد موته - تقع بعيني الرأس حقيقة).
2 - الإمام أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي في "المفهم لشرح صحيح مسلم" ذكر هذا القول وتعقبه بقوله:(وهذا يدرك فساده بأوائل العقول ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها وأن يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده ولا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره.
وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل) وإلى كلام القرطبي هذا أشار الحافظ ابن حجر في "الفتح" بذكره اشتداد إنكار القرطبي على من قال:(من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة).
3 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة"العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية":
(منهم من يظن أن النبي r خرج من الحجرة وكلمه وجعلوا هذا من كراماته ومنهم من
يعتقد أنه إذا سأل المقبور أجابه.
وبعضهم كان يحكي أن ابن منده كان إذا أشكل عليه حديث جاء إلى الحجرة النبوية ودخل فسأل النبي r عن ذلك فأجابه، وآخر من أهل المغرب حصل له مثل ذلك وجعل ذلك من كراماته حتى قال ابن عبد البر لمن ظن ذلك: ويحك أترى هذا أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار فهل في هؤلاء من سأل النبي r بعد الموت وأجابه وقد تنازع الصحابة في أشياء فهلا سألوا النبي r فأجابهم، وهذه ابنته فاطمة تنازع في ميراثها فهلا سألته فأجابها؟).
وحكاية ابن منده التي أشار إليها ابن تيمية رحمه الله في هذا الكلام ذكرها الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء"‏ (17/37-38) في ترجمة أبى عبد الله محمد بن أبى يعقوب إسحاق بن الحافظ أبى عبد الله محمد بن يحي بن منده وقال الذهبي فيها:(هذه حكاية نكتبها للتعجب).
وقال في إسنادها:(إسنادها منقطع) اهـ.
4 - قال الحافظ الذهبي في ترجمة الربيع بن محمود المارديني في "ميزان الاعتدال في نقد الرجال":(دجال مفتر ادعى الصحبة والتعمير في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وكان قد سمع من ابن عساكر عام بضع وستين).
يعني الحافظ الذهبي بالصحبة التي ادعاها الربيع ما جاء عنه أنه رأى النبي r في النوم
وهو بالمدينة الشريفة فقال له: أفلحت دنيا وأخرى، فادعى بعد أن استيقظ أنه سمعه وهو
يقول ذلك.
ذكر ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني في "الإصابة في تمييز الصحابة"(1/513).
5- الحافظ ابن كثير ذكر في ترجمة أحمد بن محمد بن محمد أبى الفتح الطوسي الغزالي في "البداية والنهاية" ‏ (12/196) أن ابن الجوزي أورد أشياء منكرة من كلامه منها أنه - أي أبا الفتح الطوسي - كان كلما أشكل عليه شيء رأى رسول الله r في اليقظة فسأله عن ذلك فدله على الصواب، وأقر ابن كثير ابن الجوزي على عد هذا من منكرات أبى الفتح الطوسي، وابن الجوزي ذكر هذا في كتابه "القصاص والمذكرين" (ص156).
6- ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (12/385) أن ابن أبى جمرة نقل عن جماعة من المتصوفة أنهم رأوا النبي r في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك ثم تعقب الحافظ ذلك بقوله:(وهذا مشكل جداً ولو حمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف).
7- قال السخاوي في رؤية النبي r في اليقظة بعد موته:(لم يصل إلينا ذلك - أي ادعاء وقوعها - عن أحد من الصحابة ولا عمن بعدهم وقد اشتد حزن فاطمة عليه‏ rحتى ماتت كمداً بعده بستة أشهر على الصحيح وبيتها مجاور لضريحه الشريف ولم تنقل عنها
رؤيته في المدة التي تأخرتها عنه) نقل ذلك القسطلاني في "المواهب اللدنية" (5/295) عن السخاوي.
كما جاء عن عمر بن الخطاب  على جلالة قدره وعظمة شأنه أنه كان يظهر الحزن
على عدم معرفته ببعض المسائل الفقهية فيقول:( ثلاث وددت أن رسول الله r لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهداً.: الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الرِبا) متفق عليه.
فلو كان يظهر لأحد بعد موته لظهر لعمر الفاروق وقال له: لا تحزن حكمها كذا وكذا.
8- وقال ملا علي قاري في "جمع الوسائل شرح الشمائل للترمذي" (2/238): (إنه أي
ما دعاه المتصوفة من رؤية النبي r في اليقظة بعد موته لو كان له حقيقة لكان يجب العمل
بما سمعوه منه r من أمر ونهي وإثبات ونفي ومن المعلوم أنه لا يجوز ذلك إجماعاً كما لا يجوز بما يقع حال المنام ولو كان الرائي من أكابر الأنام وقد صرح المازري وغيره بأن من رآه يأمر بقتل من يحرم قتله كان هذا من الصفات المتخيلة لا المرئية) انتهى كلام الملا علي قاري وفيه فائدة أخرى هي حكايته الإجماع على عدم جواز العمل بما يدعى من يزعم أنه رأى النبي r في اليقظة أنه سمع منه أمر أو نهي أو إثبات أو نفي، وفي حكايته الإجماع على ذلك الرد على قول الزرقاني في "شرح المواهب اللدنية" (7/29) ما نصه:(لو رآه يقظة - أي بعد موته - وأمره بشيء وجب عليه العمل به لنفسه ولا يعد صحابياً وينبغي أن يجب على من صدقه العمل به قاله شيخنا).
9- قال العلامة رشيد رضا في "فتاويه" (6/2385):(صرح بعض العلماء المحققين بأن دعوى رؤية النبي r بعد موته في اليقظة والأخذ عنه دعوى باطلة واستدلوا على ذلك بأن
أولى الناس بها لو كانت مما يقع ابنته سيدة النساء وخلفاؤه الراشدون وسائر أصحابه العلماء
وقد وقعوا في مشكلات وخلاف أفضى بعضه إلى المغاضبة وبعضه إلى القتال فلو كان r
يظهر لأحد ويعلمه ويرشده بعد موته لظهر لبنته فاطمة عليها السلام وأخبرها بصدق خليفته
أبى بكر فيما روى عنه من أن الأنبياء لا يورثون وكذا للأقرب والأحب إليه من آله وأصحابه ثم لمن بعدهم من الأئمة الذين أخذ اكثر أمته دينهم عنهم ولم يدع أحد منهم ذلك وإنما ادعاه بعض غلاة الصوفية بعد خير القرون وغيرهم من العلماء الذين تغلب عليهم تخيلات الصوفية فمن العلماء من جزم بأن من ذلك ما هو كذب مفترى وأن الصادق من أهل هذه الدعوى من خيل إليه في حال غيبة أو ما يسمى"بين النوم واليقظة" أنه رآه r فخال أنه رآه حقيقة على قول الشاعر: ومثلك من تخيل ثم خالا.
والدليل على صحة القول بأن ما يدعونه كذب أو تخيل ما يروونه عنه r في هذه الرؤية. وبعض الرؤى المنامية مما تختلف باختلاف معارفهم وأفكارهم ومشاربهم وعقائدهم وكون بعضه مخالفاً لنص كتاب الله وما ثبت من سنته r ثبوتاً قطعياً ومنه ما هو كفر صريح بإجماع المسلمين نعم إن منهم من يجلهم العارف بما روى من أخبار استقامتهم أن يدعوا هذه الدعوى افتراء وكذبا على رسول الله r، ولكن غلبة التخيل على المنهمكين في رياضاتهم وخلواتهم لا عصمة منها لأحد وكثيراً ما تقضي إلى جنون).
10- قال الشيخ عبد الحي بن محمد اللكنوي - رحمه الله - في "الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص46):(ومنها - أي من القصص المختلقة الموضوعة - ما يذكرونه من أن النبي r يحضر بنفسه في مجالس وعظ مولده عند ذكر مولده وبنوا عليه القيام عند ذكر
المولد تعظيماً وإكراماً.
وهذا أيضا من الأباطيل لم يثبت ذلك بدليل، ومجرد الاحتمال والإمكان خارج عن حد
البيان).
11- قال الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله - في "حكم الاحتفال بالمولد النبوي": (بعضهم يظن أن رسول الله r يحضر المولد؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل، فإن الرسول r لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون:ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ]المؤمنون:15- 16[، وقال النبي r: أنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر. وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.
فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي r وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة … الخ).
12- قال عبد الفتاح أبو غدة(*) في تعليقه على "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" لعلي قاري - رحمه الله - (ص273):(ومن غريب ما وقفتُ عليه بصَدَدِ (التصحيح الكشفي) و(التضعيف الكشفي): ما أورده الشيخ إسماعيل العجلوني الدمشقي في مقدمة كتابه "كشف الخفاء ومزيل الإلباس"(1/9-10)، على سبيل الإقرار والاعتداد به!
قال:(والحكم على الحديث بالوضع والصحة أو غيرهما، إنما بحسب الظاهرِ للمحدثين،
باعتبار الإسناد أو غيره، لا باعتبار نفس الأمرِ والقطع، لجواز أن يكون الصحيح مثلاً باعتبار
نظر المحدث: موضوعاً أو ضعيفاً في نفس الأمر، وبالعكس. نعم المتواتر مطلقاً قطعي النسبة لرسول الله r اتفاقاً.
ومع كون الحديث يحتمل ذلك، فيعمل بمقتضى ما يثبت عند المحدثين، ويترتب عليه الحكم الشرعي المستفاد منه للمستنبطين.
وفي "الفتوحات المكية"! للشيخ الأكبر قدس سره الأنور!!، ما حاصله: فرب حديث يكون صحيحاً من طريق رواته يحصل لهذا المكاشف أنه غير صحيح لسؤاله لرسول الله r فيعَلم وضعه، ويترك العمل به وإن عمل به أهل النقل لصحة طريقه.
ورب حديثٍ ترِك العمل به لضعف طريقه، من أجل وضاع في رواته، يكون صحيحاً في نفس الأمر، لسماعِ المكاشف له من الروح حين إلقائه على رسول الله r) انتهى.
قال عبد الفتاح - أبو غدة -: هذا ما نقله العجلوني وسكت عليه واعتمده!
ولا يكاد ينقضي عجبي من صنيعه هذا!
وهو المحدث الذي شرح "صحيح البخاري"، كيف استساغ قبول هذا الكلام الذي تهدر به علوم المحدثين، وقواعد الحديث والدين؟ و يصبح به أمر التصحيح والتضعيف من علماء الحديث شيئاً لا معنى له بالنسبة إلى من يقول: إنه مكاشَف أو يَرى نفسه أنه مكاشَف! ومتى كان لثبوت السنة المطهرة مصدران: النقل الصحيح من المحدثين والكشف من
المكاشفين؟!
فحذارِ أن تغتر بهذا، والله يتولاك ويرعاك) اهـ.
* ثالثاً:
الرد على الشبهات
قال الشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم - حفظه الله - في "خصائص المصطفى r بين الغلو والجفاء عرض ونقد على ضوء الكتاب والسنة" (ص207-218):
(أكثر ما يستدل به هؤلاء: الحكايات، والادعاءات المنقولة عن أرباب الأحوال الصوفية، ومنهم من يستدل بحديث أبي هريرة الذي رواه البخاري ولفظة:  من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي  .]"كتاب التعبير"حديث رقم 6993 (12/383 مع "الفتح"[.
والكلام على هذا الاستدلال من عدة أوجه سيأتي بيانها إن شاء الله.
وأورد الآن بعض الحكايات التي يذكرونها إما في معرض الاحتجاج أو الاستشهاد أو الكرامات:
قال الشعراني في"الطبقات الكبرى"(2/69):(قال أبو المواهب الشاذلي:رأيت رسول اللهr فقال لي عن نفسه لست بميت وإنما موتي تستري عمن لا يفقه عن الله فها أنا أراه ويراني).
وقال أيضاً في "الطبقات الكبرى" (2/67) :(كان أبو المواهب كثير الرؤيا لرسول الله ، وكان يقول: قلت لرسول الله r إن الناس يكذبوني في صحة رؤيتي لك، فقال رسول الله : وعزة الله وعظمته من لم يؤمن بها أو كذبك فيها لا يموت إلا يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً. وهذا منقول من خط الشيخ أبي المواهب).
وقال أيضاً في المرجع السابق (2/70):(رأيت رسول الله r فسألته عن الحديث المشهور: "اذكروا الله حتى يقولوا مجنون". في "صحيح ابن حبان":"أكثروا من ذكر الله حتى يقولوا مجنون" فقال : صدق ابن حبان في روايته وصدق راوي اذكروا الله، فإني قلتهما معاً، مرة قلت هذا ومرة قلت هذا).
ويزعم بعض تلامذة خوجلي بن عبد الرحمن:(أن شيخهم يرى النبي r كل يوم أربعة عشرين مرة - الصواب:كل يوم أربعاً وعشرين مرة- والرؤيا يقظة).]"طبقات ابن ضيف الله" (ص190)[.
ويقول الشعراني:(وكان يقول- يعني أبا العباس الـمُرسي- لي أربعون سنة ما حجبت عن رسول الله ، ولو حُجبت طرفة عين ما أعددن نفسي من جملة المسلمين).
هذا هو حال طائفة من الغلاة الذين عبدوا الله على جهل وغرور فتلاعب بهم الشيطان أيما تلاعب، فإن ماتوا على تلك الحال ولم يتراجعوا عن ذلك المقال فليتبؤوا مقعدهم من النار على لسان المختار .
وطائفة أخرى لها حظ من العلم في بعضه دخن، يستعمل ما آتاه الله من علم في نصرة الباطل وأهله من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
لما سُئل ابن حجر الهيتمي:(هل يمكن الاجتماع بالنبي r يقظة والتلقي منه؟ فأجاب: نعم يمكن ذلك وصرح بأن ذلك من كرامات الأولياء الغزالي والبارزي والتاج السبكي والعفيف اليافعي من الشافعية، والقرطبي وابن أبي جمرة من المالكية. وحًكي عن بعض الأولياء أنه حضر مجلس فقيه فروى ذلك الفقيه حديثاً فقال له الولي:هذا الحديث باطل، قال: ومن أين لك هذا؟ قال هذا النبي r واقف على رأسك يقول: إني لم أقل هذا الحديث وكُشف للفقيه فرآه) ]"الفتاوى الحديثية" (ص217)[.
وأعجب من تلك الحكاية زيارة النبي r للسيوطي في بيته يقظة لا مناماً وقراءة السيوطي للأحاديث بين يدي النبي r وهو يسمع.
قال الشعراني في "الطبقات الصغرى"(ص28-29) :(أخبرني الشيخ سليمان الخضيري قال:بينا أنا جالس في الخضيرية على باب الإمام الشافعي t إذ رأيت جماعة عليهم بياض وعلى رؤوسهم غمامة من نور، يقصدوني من ناحية الجبل. فلما قربوا مني فإذا هو النبي r وأصحابه، فقبلت يده، فقال النبي : امض معنا إلى الروضة. فذهبت مع النبي r إلى بيت الشيخ جلال الدين، فخرج إلى النبي r وقبل يده وسلم على أصحابه، ثم أدخله الدار، وجلس بين يديه. فصار الشيخ جلال الدين يسأل النبي r عن بعض الأحاديث وهو r يقول: هات يا شيخ السنة).
وقال الشعراني أيضاً في المرجع السابق (ص30):(وكان رضي الله عنه- يعني السيوطي- يقول رأيت النبي r يقظة فقال لي يا شيخ الحديث. فقلت:يا رسول الله أمن أهل الجنة أنا؟ فقال: نعم. فقلت: من غير عذاب يسبق؟ فقال النبي : لك ذلك).
ألا يعلم الهيتمي وهو على معرفة بعلوم الحديث، بل وله فتاوى حديثية في ذلك والسيوطي - والعهدة على الشعراني- وله ألفية في علوم الحديث وله عليها شرح كبير أن تلك الحكايات والادعاءات لا يجوز الاحتجاج ولا الاستشهاد بها في شيء من أمور الدين. بل هي باطلة ومن أبين الأدلة على بطلانها سؤال الولي والسيوطي للنبي r يقظة لا مناماً . فلو كان مثل هذا السؤال ممكناً لما أفنى علماء الحديث أعمارهم في التمييز بين الصحيح والضعيف، ولكان تأليف الدواوين الضخمة في أحوال الرجال نوعاً من العبث وتضييعاً للأوقات، ولاستغنوا عن ذلك بسؤاله r مباشرة عن صحة الأحاديث وضعفها كما فعل السيوطي شيخ السنة !!
بل ما كان للهيتمي وصنوه السبكي ومن نحا نحوهم أن يتكلفوا التأليف في مسائل الزيارة والاستغاثة بالنبي r ويسودوا صفحات كتبهم بالأحاديث الضعيفة والمنكرة، وكان الأولى
لهم أن يسألوا النبي r عن المسائل التي نازعهم فيهم خصومهم كما فعل السيوطي شيخ
السنة !!! أم أنه لا يوجد أولياء لله في ذلك الوقت؟! إنهم يعرفون ولكنهم قوم يُحرَّفون.
وبعد هذا النزر اليسير من الحكايات والادعاءات المنقولة عن أرباب الأحوال الصوفية في دعوى مقابلة النبي r يقظة والتلقي منه، وكل حكاية تتضمن تكذيب تلك الدعوى، ننتقل إلى الرواية التي استدلوا بها. وهذا سندها ومتنها:
قال البخاري رحمه الله: حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري حدثني
أبو سلمة أن أبا هريرة قال: سمعت النبي r يقول: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة
ولا يتمثل الشيطان بي  ]"البخاري" (كتاب التعبير) (12/383) مع "الفتح" حديث رقم 6993[.
والكلام على الاستدلال بهذه الرواية من عدة أوجه:
الوجه الأول: من حيث مخالفتها لروايات أصحاب أبي هريرة رضي الله عنه:
جاء هذا الحديث عن أبي هريرة t من خمسة طرق، أربعة منها تخالف تلك الرواية، وتفصيلها على النحو التالي:
الطريق الأولى:
عن أبي صالح ذكوان السمان(1) عن أبي هريرة t مرفوعاً:  تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني ولا يتمثل الشيطان في صورتي . ]رواه البخاري في "صحيحه" كتاب الأدب، حديث رقم 6197، مع"الفتح"، وأحمد (1/400)،(2/463)[.
الطريق الثاني:
عن محمد بن سيرين(2) عن أبي هريرة  مرفوعاً:  من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي  .]رواه مسلم في "صحيحه" (15/24) مع "شرح النووي"، وأحمد (2/411)،(2/472)[.
الطريق الثالث:
عن العلاء بن عبد الرحمن(3) عن أبيه(4) عن أبي هريرة t مرفوعاً بمثل اللفظ السابق. ]رواه ابن ماجه (كتاب الرؤيا حديث رقم 3901[.
الطريق الرابع:
عن عاصم بن كليب(5) عن أبيه(6) عن أبي هريرة t مرفوعاً بمثل اللفظ السابق. ]رواه أحمد (2/232، 342)[.
الطريق الخامس:
عن أبي سلمة(7) بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة.
ورواه عن أبي سلمة اثنان:
أ- محمد(8) بن عمرو بن علقمة الليثي. ولفظه:  من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتشبه بي  كلفظ الجماعة.]رواه أحمد (2/261)[.
ب- محمد(9) بن شهاب الزهري، واختُلف على الزهري في لفظ الحديث:
- فرواه محمد(10) بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عنه بلفظ الشك:  من رآني في المنام فسيراني أو فكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي  .]رواه أحمد (5/306)[.
وتابعه سلامة بن عقيل على الرواية بالشك.]الخطيب "تاريخ بغداد"(10/284)[.
ورواه يونس(11) بن يزيد عن الزهري، واختُلف على يونس في لفظ الحديث كذلك.
- فرواه عبد الله(12) بن وهب عن يونس بالشك كما رواه ابن أخي ابن شهاب وسلامة بن عقيل عن الزهري باللفظ السابق.]رواه مسلم (كتاب الرؤيا) (15/24 مع "شرح النووي")، وأبو داود (4/444-445)[.
- ورواه أنس بن عياض(13) عن يونس بلفظ:  من رآني في المنام فقد رأى الحق  كلفظ الجماعة.]رواه ابن حبان (7/617)[.
- ورواه عبد الله(14) بن المبارك عن يونس باللفظ المخالف لكل الطرق السابقة عن أبي هريرة:  من رآني في المنام فسيراني في اليقظة  ]"البخاري"(كتاب التعبير) (12/383) مع "الفتح" حديث رقم 6993[.
ولم يقتصر هذا اللفظ للرواية على مخالفة الطرق الأخرى لأصحاب أبي هريرة ،
بل خالف جميع الألفاظ التي وردت عن جمع من أصحاب رسول الله r ممن روى هذا الحديث.
الوجه الثاني: من حيث مخالفتها لروايات الصحابة الآخرين:
روى حديث رؤيا النبي r في المنام جمع من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بألفاظ متقاربة ومعان متوافقة، وتفصيل ذلك على النحو التالي:
اللفظ الأول:
رواه أنس بن مالك(15) وجابر بن عبد الله(16)، وأبو سعيد الخدري(17) ، وابن عباس(18)

وابن مسعود(19)، وأبو جحيفة(20) رضي الله عنهم مرفوعاً: من رآني في المنام فقد
رآني .
اللفظ الثاني:
رواه أبو قتادة(21) وأبو سعيد الخدري(22) رضي الله عنهما مرفوعاً:  من رآني فقد رأى الحق .
اللفظ الثالث:
رواه جابر t مرفوعاً:  من رآني في النوم فقد رآني .]"صحيح مسلم" (كتاب الرؤيا) (15/26) مع شرح النووي)[.
فظهر من هذين الوجهين أن الرواية التي استدل بها القوم جاءت مخالفة لجميع ألفاظ من روى هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، بل جاءت مخالفة لجميع ألفاظ من روى هذا الحديث من أصحاب النبي r، ونتيجة لهذا الاختلاف ولكون الرواية في "صحيح البخاري" أخذ أهل العلم يتأولون معناها ويذكرون لها أجوبة لتتوافق مع روايات الجمهور.
الوجه الثالث: أجوبة العلماء عن ذلك اللفظ المشكل:
ذكر ابن حجر في "فتح الباري" (12/385) ملخصاً لتلك الأجوبة بقوله:
(وحاصل تلك الأجوبة ستة:
- أحدها: أنه على التشبيه والتمثيل، ودل عليه قوله في الرواية الأخرى: فكأنما رآني في اليقظة .
- ثانيها: أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير.
- ثالثها: أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه.
- رابعها: أنه يراه في المرآة التي كانت له إن أمكن ذلك، وهذا من أبعد المحامل.
- خامسها: أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية لا مطلق من يراه.
- سادسها: أنه يراه في الدنيا حقيقة ويُخاطبه، وفيه ما تقدم من الإشكال.
الوجه الرابع: ما يرد على القوم من الإشكال على المعنى الذي قالوا به:
والإشكال الذي أشار إليه ابن حجر رحمه الله ذكره بعد قوله:(ونُقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي r في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك. قلت - أي ابن حجر- : وهذا مشكل جداً ولو حُمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة، ويُعَكَّرُ عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يُذكر عن واحد منهم أنه رآه في اليقظة
وخبر الصادق لا يتخلف.وقد أشتد إنكار القرطبي(23) على من قال: من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة). ]"فتح الباري"(12/385)[.
والإنكار الذي أشار إليه ابن حجر هو قول القرطبي:(اختلف في معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء، وهذا قول يُدرك فساده بأوائل العقول، ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء، فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب، لأنه جائز أن يُرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره، وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل).
وممن أنكر على القوم رؤيتهم للنبي r يقظة القاضي أبوبكر بن العربي(24) قال كما في "فتح الباري"(12/384): (وشذ بعض القدرية فقال: الرؤية لا حقيقة لها أصلاً وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع بعيني الرأس).
الوجه الخامس: اضطراب مقالات القوم في كيفية الرؤية:
فلما اشتد الإنكار على هؤلاء القائلين برؤيته r في الدنيا بعد وفاته يقظة لا مناماً، اضطربت مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا فمنهم من أخذته العزة بالإثم فنفى الموت عن النبي r بالكلية وزعم أن موته r هو تستره عمن لا يفقه عن الله.
- ومنهم من زعم أنه r يحضر كل مجلس أو مكان أراد بجسده وروحه ويسير حيث شاء في أقطار الأرض في الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته. ]عمر الفوتي "رماح حزب الرحيم" (1/210) بهامش "جواهر المعاني"[.
- ومنهم من زعم أن له r مقدرة على التشكل والظهور في صور مشايخ الصوفية. ]عبدالكريم الجيلي "الإنسان الكامل"(2/74-75)[.
وفريق لان بعض الشيء:
- فمنهم من زعم أن المراد برؤيته كذلك يقظة القلب لا يقظة الحواس الجسمانية. ]الشعراني"الطبقات الكبرى" نقلاً عن محمد المغربي الشاذلي[.
- ومنهم من قال إن الاجتماع بالنبي r يكون في حالة بين النائم واليقظان.]الشعراني "الطبقات الصغرى" (ص89)[.
- ومنهم من قال إن الذي يُرى هي روحه r .]محمد علوي المالكي"الذخائر المحمدية" (ص259)، "القرب والتهاني في حضرة التداني شرح الصلوات" لفؤاد الفرشوطي (ص25)[.
وعليه فبعد أن ظهر تفرد تلك الرواية التي استدل بها القوم عن روايات الجمهور، وتلك الاحتمالات التي تأولها أهل العلم في المراد بمعناها، وتلك الإشكالات والإنكارات التي وردت على المعنى الذي قصده القوم، واضطراب مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا، بلك ذلك يسقط استدلالهم بها، والقاعدة المشهورة في ذلك: إذا ورد على الدليل الاحتمال بطل به الاستدلال) انتهى كلام الشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم – جزاه الله خيراً-.

* * * *
كما رد الشيخ محمد أحمد لوح - حفظه الله - في كتابه العجاب"تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي"(2/39-52) على من يستدل بقول النبي : من رآني في المنام فسيراني في اليقظة  على إمكانية رؤية النبي  يقظة بقوله:
( أما رواية:  من رآني في المنام فسيراني في اليقظة  لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي r في اليقظة:
1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله r أو يزيد، مما يدل على شيوعه واستفاضته.
2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً: باب في إمكان رؤية النبي r في اليقظة، ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل
ما ترجموا به تلك الأبواب.
3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44) موضعاً، ومع كثرة هذه المواضع
لم يرد في أي موضع لفظ  فسيراني في اليقظة بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات فألفاظها: فقد رآني  أو  فقد رأى الحق أو  فكأنما رآني في
اليقظة  أو  فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ  فسيراني في اليقظة 
لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:
أولاً: أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه: ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ  فسيراني في اليقظة إلا في موضع واحد.
ثانياً: أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، و أحمد
(5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ  فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة  وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ  فكأنما رآني  أو  فقد رآني  لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.
ثالثاً: إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في "تنوير الحلك":(وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي ) فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم، وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ.
رابعاً: ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (12/400) أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة  فقد رآني في اليقظة  بدل قوله:  فسيراني .
وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال:(وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية- بعيني الرأس حقيقة).
ونقل عن المازري قوله:(إن كان المحفوظ  فكأنما رآني في اليقظة  فمعناه ظاهر).
هذا ما يتعلق بالحديث رواية، وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي r في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على: أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق به دراية فنقول: لو فرضنا أن هذا اللفظ فسيراني هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال النووي في شرحه (15/26):(فيه أقوال: أحدها: أن يراد به أهل عصره، ومعناه: أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته r في اليقظة عياناً.
وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة؛ لأنه يراه في الآخرة جميع
أمته.
وثالثها: أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ.
وجملة القول أن إدعاء إمكان رؤيته r في اليقظة ووقوعها مذهب ضعيف مرجوح وذلك من وجوه:
الوجه الأول: اختلاف القائلين به في المقصود بالرؤية، وهل هي رؤية لذاته r على
الحقيقة، أورؤية لمثال لها، نقله السيوطي في "نوير الحلك" ضمن "الحاوي للفتاوى" (2/263)
ثم قال:(الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني، وبه صرح الغزالي فقال: ليس المراد أنه
يرى جسمه وبدنه بل يرى مثالاً له).
ثم نقل عن ابن العربي واستحسن قوله:(رؤية النبي r بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال) ثم قال السيوطي:(ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه؛ وذلك لأنه r وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي)!!.
أقول: إذا كان أرباب الأحوال الذين رآهم السيوطي - على كثرتهم - يقولون إن النبي r
لا يرى بروحه وجسمه بل يرى مثال له فقط، فكيف يدافع السيوطي عنهم ويخالفهم في الوقت نفسه؟
الوجه الثاني: أنهم اختلفوا أيضاً هل هذه الرؤية تكون بالقلب أو بالبصر؟
أشار السيوطي إلى ذلك ثم اضطرب اضطراياً شديداً حين قال في نفس المصدر:(أكثر
ما تقع رؤية النبي r في اليقظة بالقلب ثم يترقى إلى أن يرى بالبصر) فإلى هنا يبدو أنه قصد الجمع بين القولين، ثم قال:(لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض، وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني …).
الوجه الثالث: أن بعض كبار الصوفية ينفي وقوع رؤية النبي r في اليقظة.
فيقول أبو القاسم القشيري في "الرسالة القشيرية" (باب رؤيا القوم) (ص368):(وقال
بعضهم: في النوم معان ليست في اليقظة، منها: أنه يرى المصطفى r والصحابة والسلف
الماضين في النوم ولا يراهم في اليقظة) اهـ.

وقد يقول قائل: إن هذا نقله القشيري عن بعضهم ولا ندري هل هم من الصوفية أو من
غيرهم؟
والجواب:
أ- أن القشيري نفسه من كبار الصوفية وقد نقل العبارة وأقرها.
ب- أنه لا ينقل في رسالته مثل هذا الكلام إلا عن الصوفية، حيث ذكر في مقدمة كتابه أنه إنما يذكر سير شيوخ التصوف وآدابهم ..وما أشاروا إليه من مواجيدهم، وأكده في الخاتمة.
الوجه الرابع: أن هذه العقيدة مخالفة لإجماع أهل السنة والجماعة وهي خاصة بأهل البدعة، قال ابن حزم في "مراتب الإجماع"(ص176):(واتفقوا أن محمداً عليه السلام وجميع أصحابه لا يرجعون إلى الدنيا إلا حين يبعثون مع جميع الناس).
الوجه الخامس: أنه يلزم من القول بإمكان رؤيته في اليقظة ووقوعها لوازم باطلة قد ذكرتها
أثناء نقل أقوال أهل العلم في هذا الموضوع.
وأخيراً: نقل السيوطي عن بعض أهل العلم احتجاجه على حياة الأنبياء بأن النبي r
اجتمع بهم ليلة الإسراء في بيت المقدس.
ومقصده أن ما دام هذا ممكناً في حق النبي r معهم فيمكن أن يكون جائزاً في حق أولياء
أمته معه، فيرونه في اليقظة.
والجواب على هذه الشبهة أن يقال:
أولاً: ليس النزاع في حياة الأنبياء في قبورهم ولا في اجتماع النبي r بهم ليلة الإسراء
ولا صلاته بهم إماماً، فإن ذلك كله ثابت رواية، فيجب على جميع المؤمنين التصديق به.
ثانياً: أن مما يجب أن يعلم أن حياة الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا نعلم كيف هي،
وحكمها كحكم غيرها من المغيبات، نؤمن بها ولا نشتغل بكيفيتها، ولكننا نجزم بأنها مخالفة
لحياتنا الدنيا.
ثالثاً: أن الذي أخبرنا بأنه اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء هو الصادق المصدوق الذي يجب على كل مؤمن أن يصدقه في كل ما أخبر به من المغيبات دقيقها وجليلها، ولذا آمنا بما أخبرنا به واعتقدناه عقيدة لا يتطرق إليها شك إن شاء الله تعالى.
أما من جاءنا بخبر وقوع رؤية النبي r في اليقظة فمجموعة من الدراويش خالفت الكتاب والسنة والإجماع والمعقول، فلم يجز - ولا أقول فلم يجب - أن نصدقهم في دعواهم تلك.
بل وجب على كل موحد ذاب عن حمى التوحيد أن يردها بما استطاع لأنه باب يؤدي فتحه إلى ضلال عظيم وخراب للأديان والعقول ويفتح باب التشريع من جديد، ولا حول ولا قوة
إلا بالله. والله أعلم) . انتهى كلام الشيخ محمد أحمد لوح جزاه الله خيراً بتصرف.
ولمزيد من الفائدة انظر كتاب "المصادر العامة للتلقي عند الصوفية عرضاً ونقداً" للشيخ
صادق سليم صادق (ص405-430) وكتاب "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" للشيخ
محمد أحمد لوح (2/36-52)، وكتاب "خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء" تأليف الصادق بن محمد بن إبراهيم، وكتاب "رؤيا الرسول  يقظة ومناماً ضوابطها وشروطها" للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخوكم/ أبو معاذ السلفي

منقول

حامل المسك
06-14-2006, 05:30 PM
بارك الله فيك أخي سيف الكلمة ...

حامل المسك
06-30-2006, 10:48 PM
مقال للكاتب أبو مصعب النجدي فيه تفصيل

• اللحيدية :

وهذه الأخيرة أحقر من أن تصبح خليفة لتلك الدعوات الآنفة الذكر ، وإن كانت رشفت معهم من خبالة واحدة : هوى النفس والعزة بالإثم وخدمة أعداء الدين من اليهود والنصارى . ولكنها تهمنا بأنها معاصرة لزماننا وأن زعيمها على دأب من كان قبله بالتدرج في كذبه من رجل صالح إلى مهدي ثم رسول يوحى إليه وهكذا دواليك . وقد اغتر بها شباب انطلت عليهم الشبه بعد أن أسقطوا من أيديهم الثقة في علماء الأمة فأصبحوا يتقلبون في ظلمات الجهل كالذي يتخبطه الشيطان من المس .

وسوف نتعرف على هذا الذي تولى كبر هذه الفتنه :

1- من هو اللحيدي ؟

اسمه الكامل [ الحسين بن موسى بن الحسين اللحيدي ] ترجع أصوله إلى قبيلة عنزة العدنانية . كنيته [ أبو عبدالله ] .

ولو وقفت على حاله تجد كثيرا من الناس يقول عنه [ مجنون ] وآخر يصفه بأنه [كاهن] و [ساحر] ، والبعض يقول بأن شيطانا تلبسه فهو يتحدث عنه ، ورغم كل هذا وذاك فكل من قابله يعلم بأنه رجل يحمل في خباياه سرا يخفيه، والله أعلم بذلك كله، والأيام القادمة كفيلة بإذن الله بكشف حقيقة ما يدعيه .

يعيش في عزلة ممن حوله ، ولا يعترف بأقرب قريب إلا إذا كان ممن يواليه ، بل إن كثيرا من أقاربه تبرأ منه ومن أفكاره، وله أتباع قلة صدقوا مقولته وبايعوه على ذلك، ولم تقتصر البيعة على أنفسهم فقط بل وقعت أيضا على زوجاتهم وأطفالهم .

ونجد أن أتباعه الذين بايعوه على المنشط والمكره وعلى نشر دعوته اللحيدية قد اغتروا به بما يتمتع به اللحيدي الدجال من تلاعب في الألفاظ وتأويل للآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي توافق هواه وتؤيد أباطيله.

كان في مرحلة شبابه يعيش مرحلة فسق وفجور ، كما يصفه أحد أتباعه بذلك ، توارى عن الأنظار لفترة ثم ظهر فجأة وعليه سمات الصالحين .. ولا أحد يعلم أين كان لمدة الخمس سنوات السابقة .. ثم أخذ في إلقاء الدروس الدينية في بيته ، ثم بدأ بعض الناس يفدون إليه ليقفوا على ما يقوله محبة في استطلاع أمره والوقوف على حاله .

ويصف من حضر مجلسه بأنه مجلس [ ضلالة ] لا مجلس [هداية] حيث أن هذا الداعية لا يحسن النطق ببعض الآيات القرآنية ولا يخرجها من مخرجها سليمة، وأنه يهذي بما لا يعلم ويفسر كيفما شاء ، وهو مع كل هذا لم يكشف عن حقيقة ما يدعيه ، وكان هذا قبل أزمة الخليج الثانية عام 1411هـ .

ويذكر من حضر مجلسه أنه ذات مرة دخل والده علينا في مجلسه، فما كان من هذا الابن العاق [اللحيدي الدجال ] إلا أن كال عليه بكلام شديد اللهجة، فقال له بعض الحضور: إن فعلك هذا لا يجوز فبر الوالدين واجب وأنت تكيل عليه بالسباب وتطرده من مجلسه لأنه يحلق لحيته ويترك ذقنه، فأي دين تحمله في قلبك ؟!! فخرجت من مجلسه ولم أعد إليه أبدا، ولم أسمع عنه شيئا إلا بعد أن أخذ في نشر دعوته الضالة.

لما حملت زوجت اللحيدي رأى في المنام من يخبره بأن زوجته سوف تضع مولودا ذكرا ، وأنه سوف يكون اسمه [ عبدالله ] فكان له ذلك .

ويزعم أن في ابنه [ عبدالله ] صفات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن نظر في وجه ابنه عرف مدى كذب والده وضلاله.

ولكن تلك الأحداث لم تكن لتمر بسلام حتى أعلن بعد أزمة الخليج الثانية أنه هو جد المهدي . ثم أخذت أطروحاته تتطور شيئا فشيئا حيث ادعى بعدها بأنه هو المهدي نفسه وخليفة الله في أرضه وأنه السفاح وأنه مرسل إلى هذه الأمة جميعا، وأن ابنه من بعده سيكون تبعا له [ رغم أن ابنه لم يبلغ الحلم ].

وما برح اللحيدي الدجال يكذب حتى يخبرنا بأن الله عز وجل يوحي إليه عن طريق الرؤى وأن ذلك إلهام من الله عز وجل له . وما زال يخبر مريديه بأنه قد شاهد الله جلت عظمته وتقدس أسمائه في المنام، وأنه شاهد المصطفى صلى الله عليه وسلم كذلك في المنام وأنه بشره بالرسالة والمهدية.

ويزعم اللحيدي بأن غمامة في السماء قد أظلته من حرارة الشمس وهذا ما جعل كثير من مريديه يطرب بها حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أظلته غمامة وهو في طريقة إلى الشام . وقد بدأ اللحيدي الدجال دعوته تلك في الكويت أولا ، ثم أخذ يوسع من دعوته هو ومريدوه لتشمل الجزيرة العربية ، وكل ذلك وهو لا يظهر حقيقة ما وصلت إليه اليوم من تبنيه للرسالة والمهدية، فقد اقتصرت دعوته على مسائل الحاكمية وتطبيق القوانين الوضعية ، وله في ذلك مآرب أخرى .

وقد قبض على اللحيدي وأتباعه وأودعوا في السجن لبضع سنوات، وهم ما زالوا على أفكارهم متمسكين بها، ويخبر من عاصرهم في السجن في تلك الأيام بأن أمرهم غريب، فهم يعيشون لوحدهم ولا يختلطون معنا ، كل ما نعلمه أنهم يحملون فكرا غريبا لا نعلمه وهذا ما جعلنا نتجنبهم.

وما زال اللحيدي الدجال يعد أصحابه بالنصر والتمكين حيث أنهم يعيشون في مرحلة استضعاف هو وأتباعه وأن مرحلة النصر لا محالة قادمة .

وشاء الله عز وجل وخرج اللحيدي الدجال ومن معه من السجن ورجع إلى بلده وأخذ يوسع من نشاطاته الهدامة فيمن حوله حيث أخذ بالدخول إلى المواقع الحوارية وبث سمومه فيها ، ولا يكشف عن قناعه الذي تستر به . ولعل أعظم مثال على ذلك ما أحدثه ذلك الدجال من بلبلة وهلع للناس حين أورد حديثا ضعيفا يذكر فيه بأن صيحة من السماء تأتي في يوم الجمعة في منتصف شهر رمضان الماضي لعام 1422هـ ، وأنها دليل على خروج المهدي الذي يعني به نفسه ، ولكن الله خيب رجاه وخذله ، ولا ندري ماذا قال لاتباعه عن عدم حدوثها ، ولا تستغرب منه أنه قد أجلها إلى وقت آخر ( إي بعد عشرة سنوات حيث يوافق يوم الجمعة منتصف الشهر الكريم ) فذلك هو ديدن أهل الضلالة حين ينكشف أمرهم لا يجدون مخرجا لهم إلا بالتأويل والتحريف والتلاعب بالألفاظ .

2- أهم أفكاره ومعتقداته:

1- اللحيدي يدعي بأنه رسول الله وخليفته في الأرض ، وأنه السفاح ، وأنه مهدي هذه الأمة جميعا. يقول في مذكرته رفع الالتباس ص 2 : ( إذ قدر أمري وأظهر بذلك ما يدل على وصفي وبعثتي ، أعمى عليهم اسمي حتى لا يكون للمتأولين بالباطل سبيل عليه فيدعونه لأنفسهم ) .

ويقول في رده على الشيخ سلمان العودة لما كذبه ورماه بالخبل ص 1 :

( يا أسفي على سلمان العودة وقد تسربل بعار الفرية إذ ظلم نفسه بجحده للحق الذي بعث به مهدي الله تعالى وزاد على ذلك رميه المهدي بالخبل ..) يقصد بالمهدي هنا نفسه .

ويقول في رسالته فتح المنان ص 47 ، في رده للشيخ الزاهد عبدالكريم الحميد :

( أما قوله عني أنه يوحى إليه وأنه رسول فنعم هذه لي أبا حصان وأن رغم أنفك ) .

ويقول في نفس الرسالة السابقة ص 3 :

( عجبا لأهل الجزيرة أتيناهم بالمهدية الحقة فتلقونا بماذا ، أمبالغ أنا إذا قلت عجيبة الدهر )

2- قوله بعودة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحياة الدنيا مرة أخرى، وذلك ليقتل المنافقين ويعلي راية الدين وأن المهدي المسمى في الحديث بـ[ محمد بن عبدالله ] هو بعينه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، حيث يخرج من قبره كما يزعم اللحيدي الدجال . وقد حاول إثبات ذلك في مذكرة خاصة هي " رفع الالتباس في تقرير عودة سيد الناس " ، وإليكم بعضا من أقواله من تلك المذكرة المسمومة بالتأويلات والتحريفات والأقوال الشاذة في ذلك حيث يقول : ( والحاصل أن عودة الرسول صلى الله عليه وسلم ما هي إلا آية يجريها الله عز وجل به إظهارا لدينه كما وعد ، ونصرة لنبيه على جميع الكافرين والمشركين بجميع مللهم ) ص 5.

ويذكر ذلك أيضا في تلك المذكرة حيث أنه فسر قول الله عز وجل {والسماء ذات الرجع * والأرض ذات الصدع } بأن المراد بالآية الأولى هو نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض ، والآية الثانية هو خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحياة الدنيا مرة أخرى .

وأين هذا اللحيدي الدجال من قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه حينما سئل عن تفسير آيتين من كتاب الله تعالى لم يعرف مرادهما ولم يتجرأ على التقول بغير علم - وحاشاه رضي الله عنه وهو المبشر بالجنة - حيث قال : " أي سماء تضلني وأي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لم أعلم" . إلا أن يكون اللحيدي الدجال أعلم وأفضل من أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

ويقول في موضع آخر من مذكرته المسمومة [ رفع الالتباس ..] ص [ 41] : ( فأنا أصيح بكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيعود ، وإن رغمت أنوف المنافقين ) .

3- يزعم اللحيدي أنه يوحى إليه عن طريق الرؤى ، وما ذاك إلا إلهام يسره الله عز وجل له .

يقول اللحيدي الدجال في فتح المنان ص 36 : ( والله عليم بالحال سبحانه ، وما كنت وقت ابتداء تحقق التأويل بالكشف عن ذاتي مدركا لكل ما تقرر على لساني فيما بعد ومستدلا به ، وما كان ممكنا لي بأي حال من الأحوال إحاطتي بالعلم في ذلك ، ومع هذا كان ابتداء الكشف عن ذات المهدي محققا على الوجه الذي نقلت تفصيله في ردي على منافق الخوالد، وكان الأمر مرهونا بابتداء برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنام )

ويقول كذلك في نفس المذكرة ص 47 :

( أما قوله عني أنه يوحى إليه وأنه رسول فنعم هذه لي )

4- قوله في الدخان الذي يظهر في آخر الزمان والذي يغشى الناس -وهي إحدى أشراط الساعة الكبرى - يقول اللحيدي في مذكرته [ وجوب الاعتزال ...] بأنها قد وقعت ، وذلك في فتره أزمة الخليج الثانية عام 1991م ، حيث أن الدخان هو مجموعة أدخنة آبار النفط الكويتية التي أشعلها نظام البعث العراقي إبان احتلاله للكويت ، واستند اللحيدي الدجال هنا على أقوال الخبراء ولم يستند على قول ربه الذي يزعم أنه يتلقى منه الوحي ..! وخلاصة قول الخبراء بأن هذه الأدخنة وصلت إلى جبال الهملايا في الهند وإلى أوروبا واليمن وأنها حجبت الرؤية الأفقية ، وإن قلت لأحد أتباعه : أن أكثر الإنس لم يشاهدوها ، فيقولون لك : ألم يشاهدونها في التلفاز ؟ فبذلك فقد غشيتهم ، وأن تلك الأدخنة هي بعينها المذكورة في سورة الدخان . قال تعالى : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم }

السؤال الذي لا بد أن نطرحه هنا لماذا قال اللحيدي الدجال ذلك ؟

نأخذ الجواب من اللحيدي الدجال نفسه ، حيث يقول في مذكرته [ رفع الالتباس …] ص3 :

( وأنا أقرأ ذكري وإياهم بالقرآن العظيم ، ولا أقول إلا صبرا والله المستعان على ما يصفون ، قال تعالى {هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم } ، وقال سبحانه {أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين * ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون } ، ومن ذكراهم بعثي من بين أظهرهم وقد جعل الله لهذا البعث أظهر أشراط الساعة برهانا وهو الدخان ، وقد نص سبحانه أنه لم ينتفعوا إذا جاء ذكرهم وتحقق خبرهم ، وبين أنه كيف يتحقق لهم الانتفاع من هذه الذكرى وهم معرضون عن أتباع هذا الرسول وتصديقه مع أن أمره بين ظاهر }

هذا الكلام الذي قاله اللحيدي الدجال أراد تنزيل آيات الدخان على نفسه وأنه هو الرسول المبين ولذلك هو يفرح عندما يقال له مجنون حتى يثبت لاتباعه أنه هو المراد بتلك الآية لذلك قال أن الدخان قد ظهر .

5- أما اعتقادهم في قضية الجهاد فإن الجهاد بنظرهم باطل حتى يبعث اللحيدي، وما قبل هذا البعث المرتقب فهو قتال في سبيل الطاغوت سواء أكان جهاد طلب أو دفع . لذا فإن اللحيدية يرون أن من قتل في أفغانستان والشيشان والبوسنة وفلسطين كل هؤلاء ماتوا على الكفر لأنهم لم يقاتلوا تحت راية اللحيدي المرتقب .

وصاحب اللب والبصيرة من أولي النهى يعلم أن هذا يخدم في المقام الأول اليهود والنصارى وأذنابهم من الطواغيت . وهذا المعتقد رفع رايته القاديانية في أراضى آسيا إبان الاستعمار البريطاني بدعم منه .

كتب ( اللحيدية): وكما هي عادة من قبلهم في تأليف مراجع علمية تقدم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كان لهذه الفرقة المنحرفة مراجع يرجعون إليها ويقتبسون منها ويرشفون من خبالتها . وقد ألف هذا الدجال عدة مذكرات تعتبر خلاصة فكر هذه الجماعة، وهي على النحو التالي :

1) بيان وجوب الاعتزال في آخر الزمان إلى أن يمكن المهدي خليفة الرحمن ، وينعت هذا الكتاب عندهم بـ{ الكتاب الكبير} .

2) رفع الالتباس في تقرير عودة سيد الناس ، وينعت هذا الكتاب عندهم بـ{ الكتاب العظيم }

3) تعبيد الموارد للوقوف على حقيقة منافق الخوالد . وهذه الرسالة رد بها اللحيدي الدجال على أحد أتباعه الذين لازموه وعايشوا دعوته وسجن بسببها، ولكن أراد الله تعالى أراد له الخير فعرف الحق فاتبعه وأبان له الباطل فتركه ، فأخذ يحذر من أفكار اللحيدي ويتبرأ منها ، فما كان من اللحيدي إلا أن ألف هذه الرسالة يشفي بها غليله .

4) فتح المنان في رد أباطيل أبي حصان . وهذه الرسالة في الأصل رد على الشيخ الزاهد عبدالكريم بن صالح الحميد الذي باهل أتباع اللحيدي في مسجده في بريده، وألف رسالة ضد اللحيدي يكشف فيها الدعوات الهدامة التي يروجها أولئك النفر واسم الرد [ الحق المستبين في بيان ظلال اللحيدي حسين ] .

5) نثر الدرر في جواب بعض الإشكالات على أمر المنتظر .

6) عمد النار والدخان من أظهر أمارات بعث المهدي.

7) حصار العراق من أظهر أمارات بعث المهدي.

8) التفصيل النفيس في إبطال شبه فأرة إبليس. رد على الاخوة في موقع { مفكرة الإسلام }

9) رسالة مختصرة حول العزلة

01 ) جواب أسئلة وإشكالات وردت على المهدي من الشيخ على الخضير من القصيم . وكان لهذا الشيخ قصب السبق في كشف حقيقة هذا الدجال الذي حاول في الحقيقة استدراجهم لمعرفة ما يخفونه ، وكان له ذلك والحمد لله ، حيث كان له الفضل بعد الله عز وجل في رجوع أحد أتباع اللحيدي إلى جادة الحق والرشاد ، فما كان من اللحيدي إلا أن صب جام غضبه في هذه الرسالة في بيان حقيقة مهديته وأنه رسول الله وخليفته في الأرض [كما هي عادته : كلام يقدمه وآخر يؤخره ] .. وما زال اللحيدي ومريدوه يصفون الشيخ علي الخضير بأنه منافق لعدم اتباعه الدعوة المهدية ، وأنه من المعادين لها .

11) رسالة في الرد على جمعية إحياء للتراث الكويتية .

12) رسالة حول الرؤى ( لا أعلم هل هي من تأليفه أو من تأليف أحد أتباعه ) .

13) رسالة في حكم محكم القوانين الوضعية ، وهذه المسألة هي التي بدأ بها بادئ أمره وكسب بها الكثير من أتباعه .

14) رسالة في الرد على الشيخ سلمان العودة . وفيها إثبات أن كثرة الأمطار من علامات ظهوره .

15) تعليقات مهمة على رسالة أحد أتباع اللحيدي الدجال تتعلق حول مسألة الجهاد في هذا الزمان .

إلى غير ذلك من الرسائل الصغيرة له ولأتباعه حول هذا المعتقد الباطل .

.*.*.*.*.*.*.*.

فبعد هذه الرسالة يتبين لكل صاحب لب ونهى حقيقة هذه النابتة التي لا تحتاج أقوالهم إلى رد أو نظر . ومن ثم يتبين حقيقة خطرها وخصوصا بعد أن انزلق فيها من ساد جهله على علمه ، وقد بلغ إلى أسماعنا أن هؤلاء المنحرفين قد قادوا ذويهم من نساء وأطفال إلى هذه الهاوية .

وهناك سؤال كبير لا تحتاج إجابته لجهد مبذول :

من يحمي اللحيدي ؟ ومن يقف وراءه ويجعله يتكلم بهذه الجرأة ؟

لا شك أنهم أعداء الإسلام .. ولو سلمنا جدلاً أنهم لم يزرعوا هذا الدجال بين أظهر المسلمين فلا شك أنهم لن يخذلونه في النصرة والتأييد والحماية والمتابعة ، خصوصاً أنه تبنى قضية إنكار الجهاد في سبيل الله وإبطال صلاة الجماعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ولماذا هذه الثلاث بالذات التي فيها تبرز قوة الإسلام وأهله ؟؟ ويكفيهم في هذه المهمة أذنابهم من المنافقين ومن خانوا ولاية الله في أرضه .

هذا السؤال يوجه في المقام الأول للحكومة الكويتية ومن له علاقة منهم باللحيدي نفسه .

نسأل الله أن يحفظ لنا ديننا الذي به عصمة أمرنا ، وأن ينجينا من مواطن الشبهات والحور بعد الكور، وأن يصلح من بصلاحه صلاح أمر الدين وأن يهلك من بهلاكه صلاح أمر الدين .

والحمد لله وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين .

أبو حبيب النجدي
-----------------------------------------------------------
فتوى من موقع لإسلام اليوم تحت عنوان
(اللحيدي) وادعاء المهدوية
السؤال
ما قولكم في الذي يدعي المهدوية على صفحات الإنترنت، وأنه هو المهدي المنتظر؟ أدعواه صحيحة أم ماذا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً. اسم المهدي المزعوم: اللحيدي. بارك الله فيكم.
الجواب
هذا شخص غالباً أنه كاذب، وهو يدعي رتبة لم يبلغها، فالمهدي هو المتعارف عليه في كتب أهل السنة، وهو رجل صالح يأتي في آخر الزمان، وهذا الرجل الصالح يكون إماماً للمسلمين عندما ينـزل عيسى ابن مريم – عليه السلام – ، وعيسى – عليه السلام – يصلي خلفه، فإذا كان هذا الرجل يدعي أنه مهدي بمعنى أنه عالم يهدي الناس إلى طريق الحق، وكانت الدلائل تدل على أنه عالم فعسى أن يكون مهدياً من المهديين، يعني من العلماء الهداة، إذا كان عالماً بالكتاب والسنة، بصيراً بهما متبعاً لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهذه علامة هداية، أما إذا كان المراد بهذا هو ما ورد في كتب السنة من أخبار بعضها صحيح غير صريح، وبعضها صريح غير صحيح، وهي كلها تدل على ظهور رجل صالح في آخر هذه الأمة، وأن هذا الرجل الصالح يقوم بأعمال جليلة، منها أنه سيكون إماماً للمسلمين عند نزول عيسى -عليه السلام-، فهذه العلامات التي ذكرت لعلها لا تتوفر في هذا الشخص، وهناك علامات كثيرة يمكن أن تراجع في كتاب التذكرة للقرطبي وفي غيره من الكتب، مع أن أكثرها ليس صحيحاً كما قلت. فهذه الدعوى غالباً أنها من نوع الكذب والدجل، والله -سبحانه وتعالى- أعلم.


فتاوى الشيخ د. عبد الله بن المحفوظ بن بيه
وزير العدل في موريتانيا سابقاً
-----------------------------------------------
سئل الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد
سمعت أنا هناك شخصاً يدعي أنه المهدي يدعى موسى اللحيدي وهوالآن في الكويت وقد كثر أتباعه ومريدوه فهلا تكرمتم بإعطائنا نبذة عنه , حيث أنني بحثت عن ذلك بنفسي ولم أستطع الوصول الى نتيجة سوى ماذكرته لكم من إسمه ومكانه ؟ وانتم حفظكم الله كما نعلم من المتخصصين في علم العقيدة وجزاكم الله خيراً ؟


فأجاب :


الحمد لله، أما بعد


فقبل الإجابة عن سؤالك إليك نبذة يسيرة عن حقيقة المهدي المنتظر، واسمه، وصفته ونحو ذلك.


فالمهدي هو: رجل من آل بيت النبوة يخرج في آخر الزمان، يلي أمر هذه الأمة، ويملك سبع سنين، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما مُلِئت جوراً وظلماً.


وفي عهده تنعم الأمة نعمة لم تنعمها قط؛ حيث يسود العدل، وتمطر السماء قطرها، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال بغير عدد. أما عن اسمه : فاسمه يوافق اسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واسم أبيه كاسم أب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيكون اسمه: محمد ـ أو أحمد ـ بن عبدالله، وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم من ولد الحسن بن علي ـ رضي الله عنهم ـ.


و صفته الواردة: أنه أجلى الجبهة، أقنى الأنف.


و مكان خروجه: يكون ظهوره من قبل المشرق كما صرحت بذلك الأحاديث.


وقد تواتر الأحاديث عن المهدي : وقد أحصى أحد المحققين عدد الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي فبلغوا ستة وعشرين صحابياً، وأحصى الكتب التي أخرجت هذه الأحاديث فبلغت ستة وثلاثين كتاباً.


فمن الأدلة في المهدي:


1- عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، يعيش سبعاً أو ثمانياً ـ يعني حججاً ".


2- وعنه ـ رضي الله عنه ـ قـال: قال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " أبشركم بالمهدي، يبعـث على اختلاف من الناس، وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً " فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: " بالسوية بين الناس ".


3- وعن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة. "


قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " أي يتوب عليه، ويوفقه، ويلهمه، ويرشده، بعد أن لم يكن كذلك ".


وقال القاري: " أي يصلح أمره، ويرفع قدره في ليلة واحدة، أو في ساعة واحدة من الليل؛ حيث يتفق على خلافته أهل الحل والعقد فيها ".


4- وعن أبي سعيد الخدي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يملك سبع سنين ".


5- وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ".


أما الشخص الذي سألت عنه، والذي ادعى المهدية فما هو إلا سلسلة من الدعاوى التي توالت خصوصاً في القرون المتأخرة كالبابية، والبهائية والقاديانية.


وغيرها من الدعاوي التي يجمعها الجهل، أو الهوى، أو خدمة الاستعمار الذي يريد إشغال الأمة، وفرقتها، وإبطال الجهاد الذي يرعب أعداء الإسلام.

_________________________________________