المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جغرافيا الأديان تثبت سفاهة الكثير من العقول



محمود عبدالله نجا
12-12-2013, 11:16 AM
1930

لا يمكن للعقل السليم اذا تدبر في نفسه و في الكون من حوله أن ينكر بديع الصنع و دقته و تكامله بشكل يفوق قدرات الناظرين علي استقصائه مهما بلغت أدوات الناظر العلمية, فما عرفناه من الكون قليل, و ما غاب عنا كثير, و كلما زادت أدواته و زاد كشفه لهذا الكون وجد ما أذهله من دقة و حكمة لا يمكن أن يقال عنها أنها الصدفة و العشوائية, فلابد أن وراءها صانع حكيم مبدع, أراد ففعل ما أراد علي الوجه الذي أراد, فكان هذا التوازن العجيب بين أجزاء الكون علي اختلاف أشكاله و ألوانه و تراكيبه و ظائفه, انه الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه.

هذا ما نسميه منطق العقل السليم في تدبر النفس و الكون, و الذي ينبغي أن يجعل جغرافيا الأديان مختلفة تماما عما نعرفه الآن, فما نعرفه الآن ما هو الا من فعل العقول السفيهة التي عظمت البشر و الحجر و الشجر و الحيوان و الشمس و النجوم و القمر, فاتخذت لها من بين المخلوقين الها تعبده من دون الخالق, فذاك يعظم البشر كالنصاري و تعظيمهم لعيسي و أمه مريم, و كاليهود و قولهم العزير ابن الله, و الله يصارع الأنبياء و منهم من يصرعه, و كالبوذيين و تعظيمهم لشخص بوذا, و عن الوثنيين فحدث و لا حرج فمن عابد للبقر و للحجر و للقمر بل و لفأر أو لفرج يطأه انسان ليخرج منه انسان, فأي عقول هذه التي تخلت عن عقلانيتها و اتبعت الأهواء و الشياطين ليجعلوهم عباد لمخلوقات الله من دون الخالق, فصدق عليهم وعد ابليس (لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا) فصدق في وعده, فغير جغرافيا الأديان و جعلها علي غير وضعها الصحيح, فأضل الخلق فعبدوا غير الخالق أو أشركوا معه.

ان منطق العقل السليم يحتم أن تكون جغرافيا الأديان التي تحترمها العقول السليمة علي قسمين فقط من البشر, اما عابد للخالق لا يشرك معه أحدا من خلقه أو باحث عن الخالق الذي أبدع هذا الكون ليعبده, هذا لمن أراد أن يحترم عقله, أما عباد غير الخالق أو من أشركوا معه أحدا من خلقه فأقول لهم سفهتم عقولكم و اتبعتم الشيطان و الأهواء فلا تلوموا الا أنفسكم.

هذا العقل الذي أحاطه الخالق بالعناية و الرعاية فجعله قادرا علي التمييز بين ما ينفع و ما يضر, فتجده حريص منذ مولده علي البقاء في الحياة فيبحث عن ثدي أمه ليلتقمه دون أن يعلمه أحد, هو نفسه العقل الذي يسأل عند البلوغ من أنا و من أوجدني, ما هذا الكون و من أبدعه, أسئلة حتمية لابد أن تطرأ علي عقل كل انسان فلا مفر منها, فهي للانسان كالبحث عن الرضاعة عند الولادة, فالنفس تبحث عن اجابتها لتحيا بالجواب و لتخرج من ظلمات الجهل بالخالق الي نعيم عبوديته, فكما بحثت النفس عن لبن الأم لتحيا به, تبحث النفس عن خالقها الذي أوجدها و أوجد ما حولها لتحيا به الحياة الحقيقية, حياة المُقر لخالقه بالجميل و العرفان, حياة العابد لخالقه شكرا علي نعمة الايجاد, حياة المتبع لأوامر خالقه لتنتظم أمور حياته بلا تعارض مع مصالح الآخرين كما انتظم الكون الفسيح بأمر ربه فلا تجد فيه خلل و لا تفاوات و لا فساد, الا ما كان من تدخل الانسان الذي طغي في الميزان فافسد الجميل الذي صنعه الحالق.

و سبحان من عظًم فيك أيها الانسان نعمة العقل فأرشدك الي استخدامه للبحث عنه فقال تعالي {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}الروم30. فهل الوجه فيك الا الحواس و العقل, و هل الدين الحنيف الا قصر العبادة علي الخالق, و ما أحال الله الإنسان للعقل في هذه الآية و في كثير من آيات القرآن إلا لأن الله يعلم قدرات هذا العقل الذي أبدعه, وكم في القرآن من قوله تعالى (لعلكم تعقلون)، (لقوم يتفكرون)، (لقوم يفقهون). وما أروع قوله تعالي (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) 46 سبأ, أي تتفكروا من أجل الوصول لله.

فهلا تفكر أهل الأرض بعقولهم و لو لساعة, لعلهم بهذه الساعة يغيروا جغرافيا الأديان الي قيام الساعة, فالعقل قادر علي الحكم بوجود الله و هو غيب لم ندركه و لكن دلت علي وجوده كل الآثار من حولنا كما قال الأعرابي مستدلا علي الخالق بالعقل (الأثر يدل علي المسير و البعرة تدل علي البعير, فسماء ذات أبراج و أرض ذات فجاج و بحار, ألا تدل علي العليم الخبير), قاعدة بسيطة لا تحتاج الي تعلم (لكل حادث مُحدِث).
هذا عقل الأعرابي الذي لم يتعلم و لم يشاهد من ملك الله الا النذر اليسير, فكيف للعقول التي تعلمت و شاهدت في زماننا ما لم يشاهده الأعرابي من غرائب و عجائب ملك الله, كيف لهذه العقول المتعلمة أن تشوه جغرافيا الأديان, فبدلا من أن يكون هناك عابد للخالق و باحث عن الخالق صار هناك العديد من الأديان الباطلة التي لا يقرها الا عقل السفهاء التي وصفها الله بقوله (كالأنعام بل أضل), صدقت يا ربي فمن غيروا جغرافيا الأديان هم بالفعل اضل من الأنعام التي تعرف حق مالكها فتطيعه اذا امر, أما من غيروا جغرافيا الأديان فلم يستطيعوا أن يكونوا حتي كالأنعام فنزلوا بعقولهم الي ما دون الأنعام حين شاهدوا الخلق و لم يشاهدوا الخالق أو شاهدوه ثم اشركوا معه.

الدكتور قواسمية
12-12-2013, 07:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله
تحية عطرة للعضو الكبير محمود نجا.
نعم ...هناك حق واحد وباطل متعدد.
بالعودة للدراسات العلمية لتاريخ الأديان تبين أن البشر جميعا مقرون بالربوبية بمعنى الاعتراف بالخالق جلا وعلا ومختلفون في الالوهية بمعنى من يعبد
والتوحيد الخالص الذي تنطبق فيه الربوبية على الألوهية موجود في الاسلام فقط.
والغريب في الأمرأن النصارى يسمون"اللجنة الثلاثية" التي يعبدونها الها واحد.
وحتى الهندوس الذين يعبدون آلاف الاالهة اتضح من موقعهم الرسمي على النت أنهم يعتقدون أن هناك خالقا واحدا وتلك الآلهة تجليات لصفاته. فجعلوا لكل صفة اله مستقل
بارك الله فيك ودمت سالما.

محمود عبدالله نجا
12-14-2013, 11:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله
تحية عطرة للعضو الكبير محمود نجا.
نعم ...هناك حق واحد وباطل متعدد.
بالعودة للدراسات العلمية لتاريخ الأديان تبين أن البشر جميعا مقرون بالربوبية بمعنى الاعتراف بالخالق جلا وعلا ومختلفون في الالوهية بمعنى من يعبد
والتوحيد الخالص الذي تنطبق فيه الربوبية على الألوهية موجود في الاسلام فقط.
والغريب في الأمرأن النصارى يسمون"اللجنة الثلاثية" التي يعبدونها الها واحد.
وحتى الهندوس الذين يعبدون آلاف الاالهة اتضح من موقعهم الرسمي على النت أنهم يعتقدون أن هناك خالقا واحدا وتلك الآلهة تجليات لصفاته. فجعلوا لكل صفة اله مستقل
بارك الله فيك ودمت سالما.

السلام عليكم و رحمة الله
حياكم الله بخير تحية و جزاكم الله خيرا علي التوضيح
و لي سؤال اذا تفضلتم,
أيهما أفضل في استخدام عقله النصراني و الهندوسي المقر بالربوبية مع الشرك في الألوهية أم اللاديني المقر بالربوبية الباحث عن ربه ليعبده؟ و أيهما أسهل في الهداية؟