أمَة الرحمن
12-14-2013, 07:38 PM
اعلم إنك لن تستطيع أن تُخلِّصَ إلا إذا أعانك الله .. لذلك جاءت (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) بعد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) .. وكما قال تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، و {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}.
فاطلب منه الهداية، وهو يهديك.
يقول الله تعالى في الحديث القدسي "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم" [رواه مسلم].
لذلك كانت الآية التالية هي: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية "أَنْفَعُ الدُّعَاءِ وَأَعْظَمُهُ وَأَحْكَمُهُ: دُعَاءَ الْفَاتِحَةِ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (*) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَإِنَّهُ إذَا هَدَاهُ هَذَا الصِّرَاطَ : أَعَانَهُ عَلَى طَاعَتِهِ وَتَرْكِ مَعْصِيَتِهِ. فَلَمْ يُصِبْهُ شَرٌّ لَا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ" [مجموع الفتاوي (14:320)]
والإنسان مُحتاجٌ إلى الهداية في كل لحظة، مهما كانت درجة إيمانه و تقواه..
يقول ابن القيم "ولذلك اشتدت حاجة العبد، بل ضرورته إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم، فليس العبد أحوج إلى شيء منه إلى هذه الدعوة، وليس شيء أنفع له منها. فإن الصراط المستقيم يتضمن علومًا وإرادات وأعمالاً وتروكًا ظاهرة وباطنة تجري عليه كل وقت، فتفاصيل الصراط المستقيم قد يعلمها العبد وقد لا يعلمها، وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه، وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه، وهو من الصراط المستقيم وإن عجز عنه .. وما يقدر عليه قد لا تريده (أي: نفسه) كسلاً وتهاونًا، أو لقيام مانع وغير ذلك .. وما تريده قد يفعله وقد لا يفعله .. وما يفعله قد يقوم بشروط الإخلاص وقد لا يقوم .. وما يقوم فيه بشروط الإخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة وقد لا يقوم .. وما يقوم فيه بالمتابعة قد يثبت عليه وقد صرف قلبه عنه .. وهذا كله واقع سارٍ في الخلق، فمستقلٌ ومستكثر" [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (2:145,146)]
طريق الله عزَّ وجلَّ وهو الصراط المستقيم يتضمن علومًا أبعد مما تتصور ..
1) قد يعلمها العبد وقد لا يعلمها .. من أمور الحلال والحرام، والطاعة والمعصية.
2) وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه .. فيطلب من الله تعالى الهداية؛ ليزداد علمه.
3) وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه .. فقد يعلم أحدًا فضائل الصيـــام أو الصدقة أو الحج أو غيرها من الطاعات، ولكن لا يقدر على القيـــام بها .. فيطلب من الله الهداية؛ لكي يُعينه عليها.
4) وما يقدر عليه قد تريده نفسه وقد لا تريده .. فقد يُصاب الإنسان بالكسل .. ومع مقدرته على القيام لصلاة الفجر مثلاً، لا تشتهي نفسه ذلك ويتكاسل حتى يصليها بعد شروق الشمس .. وآخر قد يكون قادرًا على الصلاة في المسجد، لكن تتكاسل نفسه ويُصلي في البيت .. لذلك ندعو الله أن يهدنا الصراط المستقيم؛ حتى تتطاوعنا أنفسنا على فعل العبادات التي نقدر عليها.
5) حتى لو طاوعته نفسه وقام بفعل العبادة، قد يأتي بالإخلاص وقد لا يأتي بالإخلاص .. فاهدنا الصراط المستقيم؛ لكي نُخلِّص.
6) حتى لو أخلصت في عملك، قد تفعله متابعًا لهدي النبي صلى الله عليه و سلم أو خلافه .. والإخلاص والمتابعة لهدي النبي alt هما شرطا قبول العمل، وبدون أحدهما لا يُقبل.
7) حتى لو فعلت العمل وأتيت بجميع شروط قبوله من الإخلاص والمتابعة لهدي النبي صلى الله عليه و سلم، تحتاج أن تطلب من الله أن يُثبتك على العمل .. فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلبها كيف يشاء.
فما أشد حاجتنا إلى طلب الهداية من الله سبحانه وتعالى في كل وقتٍ و حين ..
فاطلب منه الهداية، وهو يهديك.
يقول الله تعالى في الحديث القدسي "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم" [رواه مسلم].
لذلك كانت الآية التالية هي: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية "أَنْفَعُ الدُّعَاءِ وَأَعْظَمُهُ وَأَحْكَمُهُ: دُعَاءَ الْفَاتِحَةِ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (*) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَإِنَّهُ إذَا هَدَاهُ هَذَا الصِّرَاطَ : أَعَانَهُ عَلَى طَاعَتِهِ وَتَرْكِ مَعْصِيَتِهِ. فَلَمْ يُصِبْهُ شَرٌّ لَا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ" [مجموع الفتاوي (14:320)]
والإنسان مُحتاجٌ إلى الهداية في كل لحظة، مهما كانت درجة إيمانه و تقواه..
يقول ابن القيم "ولذلك اشتدت حاجة العبد، بل ضرورته إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم، فليس العبد أحوج إلى شيء منه إلى هذه الدعوة، وليس شيء أنفع له منها. فإن الصراط المستقيم يتضمن علومًا وإرادات وأعمالاً وتروكًا ظاهرة وباطنة تجري عليه كل وقت، فتفاصيل الصراط المستقيم قد يعلمها العبد وقد لا يعلمها، وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه، وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه، وهو من الصراط المستقيم وإن عجز عنه .. وما يقدر عليه قد لا تريده (أي: نفسه) كسلاً وتهاونًا، أو لقيام مانع وغير ذلك .. وما تريده قد يفعله وقد لا يفعله .. وما يفعله قد يقوم بشروط الإخلاص وقد لا يقوم .. وما يقوم فيه بشروط الإخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة وقد لا يقوم .. وما يقوم فيه بالمتابعة قد يثبت عليه وقد صرف قلبه عنه .. وهذا كله واقع سارٍ في الخلق، فمستقلٌ ومستكثر" [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (2:145,146)]
طريق الله عزَّ وجلَّ وهو الصراط المستقيم يتضمن علومًا أبعد مما تتصور ..
1) قد يعلمها العبد وقد لا يعلمها .. من أمور الحلال والحرام، والطاعة والمعصية.
2) وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه .. فيطلب من الله تعالى الهداية؛ ليزداد علمه.
3) وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه .. فقد يعلم أحدًا فضائل الصيـــام أو الصدقة أو الحج أو غيرها من الطاعات، ولكن لا يقدر على القيـــام بها .. فيطلب من الله الهداية؛ لكي يُعينه عليها.
4) وما يقدر عليه قد تريده نفسه وقد لا تريده .. فقد يُصاب الإنسان بالكسل .. ومع مقدرته على القيام لصلاة الفجر مثلاً، لا تشتهي نفسه ذلك ويتكاسل حتى يصليها بعد شروق الشمس .. وآخر قد يكون قادرًا على الصلاة في المسجد، لكن تتكاسل نفسه ويُصلي في البيت .. لذلك ندعو الله أن يهدنا الصراط المستقيم؛ حتى تتطاوعنا أنفسنا على فعل العبادات التي نقدر عليها.
5) حتى لو طاوعته نفسه وقام بفعل العبادة، قد يأتي بالإخلاص وقد لا يأتي بالإخلاص .. فاهدنا الصراط المستقيم؛ لكي نُخلِّص.
6) حتى لو أخلصت في عملك، قد تفعله متابعًا لهدي النبي صلى الله عليه و سلم أو خلافه .. والإخلاص والمتابعة لهدي النبي alt هما شرطا قبول العمل، وبدون أحدهما لا يُقبل.
7) حتى لو فعلت العمل وأتيت بجميع شروط قبوله من الإخلاص والمتابعة لهدي النبي صلى الله عليه و سلم، تحتاج أن تطلب من الله أن يُثبتك على العمل .. فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلبها كيف يشاء.
فما أشد حاجتنا إلى طلب الهداية من الله سبحانه وتعالى في كل وقتٍ و حين ..