المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر ابو صهيب وقصيدته (المفاز وخطر التلفاز) الكاتب ابو صهيب



الشاعر ابو صهيب
12-22-2013, 08:13 PM
خَلَبَ النفوسَ وهامَ بالأحلامِ = تلفازُنا في هذه الأيَّامِ

أرْنو إلى أقْصى البلادِ خلالَهُ = يُدْني البَعيدَ كَأَنّه قُدّامي

عَجَبَاً جمادٌ ناطقٌ مُتَحَرِكٌ = لِصٌ بلا اذنٍ ولا إعْلامِ

نِعْمَ الجهازُ لو اسْتُغِلّ َ بِحكمةٍ = بِئسَ الجهازُ بِبَثِّهِ الهَدَّامِ

‍سِكِّينُنا في البيت مِثْلُ جِهازِنا = ساءتْ لِظُلْمٍ فهْي للاطعامِ

‍وجْهانِ أجهزةُ الزمانِ ترى لها = وجْهٌ لخير ثم للاجرامِ

أجيالُنا يَقضونَ غالب َوقْتِهِمْ = للأغنياتِ وفاحشِ الأفلامِ

عَكَفوا لَهُ وكَأنّهُ تمثالُهُمْ = والعُمْرُ ضاعَ بِغَمْرَةِ الأوهامِ

قُلْ لي شُعورُكَ إذْ تُشاهدُ إبنَةٌ = صُوَرَالزنى بالعينِ لا الاحلامِ

كالشّاشةِ البيضاءِ عَقْلُ صغيرِنا = أمّا الجهازُ فشاشةُ الإظلامِ

الطفل يَألفُ أنْ يُقَلِّّدَ غيرَهُ = والداءُ يُنْـقَلُ مِنْ ذوي الأسْقامِ

بُعْداً لِمن يرضى تَلَوُّثَ عِرْضِهِ = ما أقبحَ الدَّيّوثَ في الإسلامِ

أهْلُ التُّقى سهراتُهُمْ صلَواتُهُمْ = سهراتُنا رَقْصٌ على الأنْغام
في الصوم يُلْهي الصائمينَ فَسادُهُ = ما هكذا الأخلاقُ للصُّوامِ

يوهي عيونَ الناظرينَ لِعَيْنهِ = وقلوبُهُمْ تَسْوَدُّ بالاثامِ

والعارُ أنْ تَجدَ المُمَثّلَ ناقِصا = في دَوْرِ أهْلِ الفضلِ والإكرامِ

يَنْهى عن الافسادِ مَنْ هو أهلُهُ؟ = مَنْ ذا يُصَدِّقُ مَنْطِقَ النَّمّامِ

يتظاهرُ التلفازُ أوّلَ بَثّهِ = بتلاوة ِالقرآنِ بالأحكامِ

يتلو دقائقَ ثُمَّ يَعْرِضُ عُهْرَهُ = حربٌ على الإسلامِ بالإعلامِ

كيفَ اجتماعُ الظلمِ والتقوى معاً = أيُقارَنُ الأخيارُ بالظُّلاّمِ

مَنْ ذا الذي يَرْضى النفاقَ لنفسهِ = لا تَصْحَب الحرباءَ يا إسلامي

هذا المُلَوَّنُ يا أخي مُتَلَوِّنٌ = إنَّ التَلَوُّنَ مُفْسدُ الاقوامِ

هل أنت تقبل أنْ يُلازمَكَ امْرُؤٌ = بطلاً بَدا حقاً من الأقْزامِ

قَدْ خَطَّطَ الأعداء في إدْخالِهِ = في دورنا بالحب والإرْغامِ

أضْحى الكثيرُ عن الطعامِ مصابراً = لا صَبْرَ عنه كأنَّه إلزامي

وبرامجُ التلفازِ في إسْهامِها = تُغْري بدنيا بِئْس من إسهامِ

لدعايةٍ للمالِ أو لتجارَةٍ = وتُزَيِّنُ الأشياءَ بالإيهامِ

ذو الفَضلِ يُنْزِلُهُ ويَرْفَعُ ساقطاً = الحَقُّ ضاعَ ومالَهُ مِنْ حامِ

ذو المالِ والسلطانِ يظهرُ دائماً = مِنْ شاشةِ التلفازِ باستعظامِ

ذو الملكِ والسلطانِ مِنْ حُكّامِنا = قَدْ سَخّروا التلفازَ كالخَدّامِ

أرْبابُ فَنٍّ ما يُسَمّى عِندهُمْ = قد خَصَّهُمْ ذِكْراً عَنِ العُلاّمِ

الفَنُّ في الإسلامِ يخدُمُ دينَهُ = امّا فنونُ اليَوْمِ كالأوْخامِ

هذا هو الفَنُّ الرفيعُ كما ادَّعَوْا = قد زادَنا ألَمَاً على الإيلامِ

من يصحب الصعلوكَ كان هلاكُهُ = مَرَضُ الهلاكِ مُصاحِبُ الأوْرامِ

الخَمْرُ حَرَّمَها العليمُ لأنها = أضرارُها لَمْ تُحْصَ بالأرقامِ

فمنافعُ التلفازِ تغدو قِلَّةً = في جانِبِ الأضْرارِ والآثامِ

هذا غلامٌ كان مِنْ أصحابِهِ = فرأى الفتاةَ وفارسَ الأحلامِ

فغدا يُطَبِّقُ ما رآهُ حقيقةً = ليلاً بأخْتِ أقْرَبِ الأرحامِ

قتلاً وسلباً أو مغازلةً ترى = أو غيرَ ذلك مِنْ أذى الأفلامِ

للروحِ يحيا ذو النَّباهَةِخادما = والجاهلونَ لخدمةِ الاجسامِ

الجسم يَبْلى للتُرابِ رُجوعُه ُ= والروحُ تسمو في رضا العَلاّمِ

مهما مكثتَ وأنْتَ تَبني اسْرَةً = الهدمُ منه يكونُ في أيامِ

شَغَفَ النساءَ فأهْمَلَتْ أبناءَها = حتى غدا الأبناء كالأيتامِ

والزوجُ أنساها الجهاز حقوقَهُ = مَعَ أنَّ حَقَّ الزوج ِحَقٌّ سامِ

والدارُ لَمْ تَحْفِلْ بها مِنْ أجْلهِ = فَتَشُمُّ منها أنْتَنَ الأنْسامِ

وهُناكَ مَنْ يُفْتي إباحةَ غَيِّهِ = فَتْوى مُضِلٍّ في الخَنى عَوّامِ

فأخو الغوايَةِ لا يُحَرِّمُ غَيَّهُ = ذو الزّورِ يُقْسِمُ أكْذَبَ الأقْسامِ

فتوى تَحُضُّ على الفسادِ فإنّها = فتوى تُقِلُّ علامَةَ استفهامِ

إنَّ المدارسَ والدوائرَ كُلَّها = لا تستقيمُ بِمَنْهَجِ الحاخامِ

وكذا الجهازُ فلن يقومِ بِدَوْرِهِ = ما دام يَتْبَعُ مذهَبَ الأرْوامِ

لو صُنِّعَ التلفازُ عَهْدَ خلافةٍ = لوجَدتَهُ ينقادُ للاسلامِ

يا أيُّها المسؤولُ عَنْ تلفازِنَا = ترعى الشعوبَ وأنْتَ كالسِّلْعامِ

إنْ ذَلَّ شَعْبٌ فالأميرُ أَذَلُّهُمْ = انْتَ العزيزُ بشعْبِكَ المِقْدامِ

أوَلَيْسَ تقدِرُ أنْ تَصوغ َجهازَنا = صَوْغاَ جديداً دونَما ألْغامِ

أوليس تقدر أن تُصَفِّيَ رِجْسَهُ = حتى يكونَ كَثَوْبَيِ الإحْرامِ

نَظِّفْهُ مِنْ فَنٍّ رخيصٍ مُنْتِنٍ = حتى يعودَ بوجهه البَسَّامِ

لو أحسَنَ التلفازُ في تَوْجيهِهِ = لأراحَنا مِنْ عيشَةِ الأنْعامِ

سليلة الغرباء
12-27-2013, 06:04 PM
صدقت في وصفك وفي ما قلت يا أستاذ

بارك الله فيك

muslim.pure
12-27-2013, 06:58 PM
ابدعت و رب الكعبة