المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي أخبـــار امتحاناتكـــم؟



muslimah
06-02-2006, 11:09 AM
الامتحــــــــان الرهيـــــــــــب


تعيش البيوت المسلمة حالياً أزمةً طاحنةً من جرَّاء الامتحانات التي تطرق الأبواب بين الفينة والأخرى ‏‏...
وحالما يقترب موسم الاختبارات حتَّى ترى كثيراً من البيوت قد أعلنت عن حالة التأهب القصوى ‏والاستعداد الكامل والاستنفار المتحفِّز ، لدخول معمعة الامتحان التي يكرم المرء فيها أو يهان !
وهذا جهدٌ مشكور ، وعملٌ مأجور إذا صلُحت النيَّة ، وخلُص المقصِد لله ربِّ العالمين .
ولكننا لو تأملنا هذا الاهتمام المبالغ فيه من أجل هذا الامتحان الهيِّن الدُّون ، ثمَّ قلَّبنا البصر إلى ‏ضعف الاستعداد وقلَّة الاهتمام وشدَّة الغفلة عن ذلك الامتحان الرهيب الذي خلقنا الله تعالى من أجله ‏وأنشأنا له ، لرأيت البصر ينقلب إليك خاسئاً وهو حسير .
قال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا )
وقال تعالى : ( ولنبلونَّكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ..)
وقال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشِّر ‏الصابرين )
والفرق واسع والبون شاسع بين امتحان الدنيا وامتحان الآخرة ..
وإليك أوجهاً من ذلك التباين والاختلاف بين الامتحانين ( وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم‎ )

المـوضـوع
امتحان الدنيا في جزءٍ من كتاب ، وفي ورقاتٍ معدوداتٍ من دفتر ، في مجالٍ من مجالات الحياة ، ‏وضربٍ من ضروب العلم . أمَّا امتحان الآخرة ففي كتابٍ لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلاَّ أحصاها ، ‏قد حوى الأقوال ، وأحصى الأفعال ، وأحاط بالحركات والسَّكنات ، وألمَّ بالخطرات والهنَّات ‏والزلاَّت !
قال تعالى : ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا ‏يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاَّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا )
فالصغائر مسجلة به ، كما أنَّ الكبائر مدوَّنة فيه .
قال تعالى : ( وكلُّ صغير وكبير مستطر )
فالعباد يقولون ويعملون ، والكُتَّاب يكتبون، ويوم القيامة يخرجُون ما كانوا يحصون و يستنسخون.
قال تعالى : ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحقِّ إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون )
فتنشر الفضائح ، وتظهر القبائح ، ويبدو ما كان مخبوءاً من ذنوبٍ وعصيان ، تحت ركام الغفلة ‏والنسيان !
‏( يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كلِّ شيء شهيد )

الأسـئـلة
امتحان الدنيا أسئلته محدودة في بعض مفردات الكتاب ، فلا يمكن للمعلِّم أن يسأل الطالب عن كلِّ ‏دقيق وجليل من محتويات المنهج ، وربما تدركه الشفقة فيختار له من أسهل الأسئلة وأيسرها ، ‏ولعلَّه يراجع مع الطالب الإجابة قبيل الامتحان بأيام مساعدةً له وتيسيراً عليه .
أما امتحان الآخرة فالأسئلة حاويةٌ لأطراف الحياة ، شاملة لدقائق العمر ..
أسئلة عن الأفعال ..
و أسئلة عن الأقوال ..
وأسئلة عن الأموال ..
وأسئلة عن النيَّات ..
وأسئلة عن المعتقدات ..
وأسئلة عن الأوقات ..
وأسئلة عن الأمانات ..
سؤال خطير ؛ جِدُّ خطير ، عن كلِّ كبير وصغير وعظيم وحقير !
قال تعالى : ( فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون )
إنه موقف السؤال والحساب بين يدي ملك الملوك وربِّ الأرباب !
قال تعالى ( وقفوهم إنَّهم مسئولون )
عن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" لا تزُولُ قدَما ابن آدم مِن ‏عند ربِّه حتَّى يُسألَ عن خمس : عن عُمرِه فيما أفناه ، وعن شَبابِه فيما أبلاه ، وعن مالِه من أين ‏اكتسَبَه وفيما أنفَقَه ، وماذا عمِلَ فيما عَلِم "
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال :" ألا كُلُّكُم راعٍ ‏وكُلُّكُم مسؤُلٌ عن رعيَّتهِ ، فالإمامُ الذي على النَّاسِ راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّته ، والرَّجلُ راعٍ ‏على أهلٍ بيتِه وهو مسؤولٌ عن رعيَّته ، والمرأةُ راعيةٌ على أهلِ بيتِ زوجِها وولده وهي مسؤولةٌ ‏عنهُم ، وعبدُ الرَّجلِ راعٍ على مالِ سيِّده وهو مسؤولٌ عنهُ ، ألا فكُلُّكُم مسؤولٌ عن رعيَّتِه "
وعن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنَّ الله تعالى سائلٌ كلّ راعٍ ‏عمَّا استرعاه : أحفِظَ ذلِك أم ضَيَّع ؟ حتَّى يسأل الرَّجل عن أهلِ بيتِه "
ولو أنَّا إذا مِتنا تركنا ..... لكان الموتُ غاية كلَّ حيٍّ
ولكنَّا إذا متنا بعثنا ..... ونُسأل بعده عن كلِّ شيءٍ

المـكـان
امتحان الدنيا في جوٍّ مهيأ ، ومكانٍ معدٍّ ، فالكراسي مريحة ، والأنوار ساطعة ، والمكيفات باردة ، ‏والأمن والأمان يبسطان رداءهما على المكان .
أما امتحان الآخرة ففي جوٍّ رهيب ، وموقفٍ عصيب ، ومكانِ عجيب ..
قال تعالى : ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار )
أهوالٌ عظيمة ، وكرباتٌ جسيمة ، وأحوالٌ مفجعةٌ ، ومناظر مدهشةٌ ، ترتعد منها الفرائص ، ‏وتقشعرُّ منها الجلود ، وتنخلع لهولها القلوب ، وتشيب منها مفارق الولدان !
قال تعالى : ( .. يوماً يجعل الولدان شيباً )
يوم يجمع الله الأولين والآخرين ، فإذا هم بالساهرة ، حفاةً بلا أحذية ، عراةً بلا أردية ، غرلاً بدون ‏ختان .
قال تعالى : ( كما بدأنا أوَّل خلقٍ نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين )
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تُحشَرُونَ حُفاةً عُراةً ‏غُرلاً " قالت عائشةُ : فقلتُ : يا رسولَ الله الرِّجالُ والنِّساءُ ينظُرُ بعضُهُم إلى بعضٍ ؟ فقال :" الأمرُ ‏أشدُّ مِن أن يُهِمَّهُم ذلك "
القبور تبعثرت ، والأفلاك تفجَّرت ، والنجوم تكدَّرت ، والسماء تفطَّرت، والجبال سيِّرت ، ‏والبحارسعِّرت ، والشمس كوِّرت ، والجحيم بُرِّزت ، والوحوش جُمعت وعلى‎ ‎أرض ‏المحشرحشرت ...
قال تعالى : ( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس ‏سكارى وما هم بسكارى ولكنَّ عذاب الله شديد )
القلوب واجفة ، والأبصار خاشعة ، والأعناق خاضعة ، والأمم جاثية على الرُّكب تخشى العطب ، ‏لِما ترى وتسمع من مهلكات وخطوب ، فالميزان منصوب ، والصراط مضروب ، والشهود تشهد ، ‏والجوارح تفضح ، والصحائف تنشر !
وإلى الله يومئذِ المستقر ! فأين المفر ؟!
مثِّل لنفسِكَ أيُّها المغرورُ ......... يوم القيامةِ والسَّماءُ تمورُ
قد كُوِّرت شَمسُ النَّهارِ وأُضعِفَت حَرَّاً على رأس العبادِ تفُورُ
وإذا الجِبالَ تقلَّعت بأُصُولها ....... فرأيتَها مِثلَ السَّحابِ تسيرُ
وإذا النُّجُومُ تساقَطت وتناثَرت ........ وتبدَّلت بعدَ الضياءِ كدُورُ
وإذا العِشارُ تعطَّلت عن أهلِها .... خَلَت الدِّيارُ فما بها معمُورُ
وإذا الوحوشُ لدى القيامةِ أحضرت وتقولُ للأملاكِ أين نسيرُ
فيقالُ سيروا تشهدُونَ فضائحاً ..... وعجائباً قد أُحضِرت وأُمُورُ
وإذا الجنينُ بأُمِّهِ مُتعَلِّقٌ ....... يخشى الحِسابَ وقلبهُ مذعُورُ
هذا بلا ذنبِ يخافُ لهولِهِ .... كيفَ المُقيمُ على الذُّنوبِ دُهُورُ ؟!
قال تعالى : ( يوم تجد كلُّ نفسٍ ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودُّ لو أن بينها ‏وبينه أمداً بعيداً ويحذِّركم الله نفسه والله رؤوفٌ بالعباد )

الزمـان
امتحان الدنيا إن طال زمانه وامتدَّ أوانه فهو في ساعةٍ من نهار ، وربما أكثر من ذلك بقليل .
أما امتحان الآخرة فهو في ( يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )
وعندما يعيش المجرمون ذلك اليوم الطويل بما فيه من خطبٍ جليل ، يقسمون الأيمان المغلظة ما ‏لبثوا إلاَّ قليلاً ولا عاشوا إلاَّ يسيراً .
قال تعالى : ( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون ) فيفزعون ‏نادمين‎ ‎، وعلى أعمارهم متحسِّرين : إنما هو زمنٌ يسير ! وعمرٌ قصير! ثُمَّ كان إلى الله المصير !
قال تعالى : ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين * قال ‏إن لبثتم إلاَّ يسيراً لو أنكم كنتم تعقلون * أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وإنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى ‏الله الملك الحق ..)
والعاقل الحصيف يعلم علم اليقين أنَّما هي بضع سنين أو أقلُّ من ذلك أو أكثر ، ثمَّ يقبر ، ثمَّ ينشر ، ‏ثمَّ يحشر ، فإذا به واقفٌ بين يدي ربّه في يوم العرض الأكبر!
فيستعدَّ لما أمامه من أهوال يوم القيامة ، فيغنم‎ ‎أيامه ولياليه فيما يقرِّبه من خالقه ومولاه .. بالمبادرة ‏إلى الطاعات ، والأعمال الصالحات ، والمسابقة في الخيرات ، قبل أن تأتيه المنيَّة ، ويصاح في ‏قافلة الهلكى : الرحيل ! الرحيل !
ويبلسُ هنالك الغافلون !
قال تعالى : ( كأنَّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاَّ عشيَّة أو ضحاها )

المـراقب
المراقب في الدنيا مخلوقٌ مثلك ، محدود القدرات ، معدود الإمكانات ، ينسى ويغفل ، ويسهو ‏ويتنازل ، وليس بالإمكان أن يحيط بقاعة الامتحان !
أمَّا الرقيب على امتحان الآخرة ـ وله المثل الأعلى ـ فهو الذي لا يضلُّ ولا ينسى ، قد أحاط بكلِّ ‏شيءٍ علماً ، لا تخفى عليه خافية ، ولا يعزب عنه مثقال ذرَّة ، ولا يغيب عن بصره شيءٌ من ‏الأشياءٍ في الأرض ولا في السَّماء .
قال تعالى : ( الله لا إله إلاَّ هو الحيُّ القيًّوم لا تأخذه سنةٌ ولا نوم ...)
عن أبي موسى رضي الله عنه ، قال : قامَ فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسِ كلماتٍ فقال :" ‏إنَّ الله عزَّ وجلَّ لا ينامُ ، ولا ينبغي له أن ينامَ ، يخفِضُ القِسطَ ويرفَعُهُ ، يُرفَعُ إليهِ عَملُ الليلِ قبلَ ‏عَملِ النَّهار وعملُ النَّهارِ قبلَ عملِ الليل ، حجابُهُ النُّورُ لو كشَفَهُ لأحرَقَت سُبُحاتُ وجههِ ما انتهى ‏إليهِ بصَرُهُ مِن خلقِهِ "
فأين تغيب عن سمعه وبصره ؟! وهو السَّميع البصير !
وأين تهرب عن علمه ونظره ؟! وهو العليم الخبير !
وأيُّ حجابٍ يواريك منه ويحجبك عنه ؟!

نسبة النجاح‎ ‎
امتحان الدنيا نسبة النجاح فيه عاليةٌ جداً ! فربما بلغت ثمانين بالمائة ، وربما وصلت إلى تسعين ‏بالمائة ، بل وربما بلغت النسبة إلى أعلاها والدرجة إلى منتهاها !
أما امتحان الآخرة فنسبة النجاح فيه قليلة جداً !
فلا أقول : واحدٌ في العشرة ! ولا أقول : واحدٌ في المائة ! وإنما هي : واحدٌ في الألف !! فيا للهول ! ‏تسعمائة وتسعةُ وتسعون إلى النَّار بعدلٍ من الله وحكمة ! و واحدٌ إلى الجنَّة بفضلٍ من الله ورحمة ! ‏اللهُمَّ لطفك ! يا لطيف .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يقولُ الله يا آدمُ ‏، فيقولُ : لَبَّيكَ وسعدَيكَ والخيرُ في يدَيكَ ، قالَ : يقُولُ أخرِج بَعثَ النَّارِ ، قالَ : وما بعثُ النّارِ ؟ قالَ ‏‏: مِن كُلِّ ألفٍ تِسعمِائَةٍ وتسعةً وتِسعِينَ ، فذلكَ حِين يشِيبُ الصَّغيرُ وتَضعُ كُلُّ ذاتِ حملٍ حملَها ، ‏وترى النَّاس سكارى وما هم بسكارى ، ولكنَّ عذابَ الله شديدٌ "
يا جنَّة الرحمن ليس ينالها ..... في الألف إلاَّ واحدٌ لا اثنانِ
فرحماك اللهُمَّ وفضلك !
وجودك اللهُمَّ وكرمك‎ ! ‎

النجاح
النجاح في امتحان الدنيا مؤدَّاه أن يرتقي العبد في مراتبها ويعتلي في درجاتها ..
وأيُّ درجة هذه ؟! وأيُّ مرتبة تلك ؟! والدنيا بما فيها من نعيم ولذَّة منذ خلقها الله تعالى وإلى أن ‏يرثها وهو خير الوارثين نعيمها لا يساوي في نعيم الآخرة إلاَّ كقطرة أخذت من بحرٍ لُجيٍّ .
عن المستورد ـ أخا بني فهر ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" و الله ‍ما الدنيا في الآخرة ‏إلاَّ مثلُ ما يجعَلُ أحدُكُم إصبَعهُ هذه ـ وأشار بالسَّبَّابة ـ في اليَمِّ ، فلينظر بم ترجعُ ؟ "
وقال صلى الله عليه وسلم :" .. ولقابُ قَوسِ أحدِكُم ، أو موضِعُ قدَمٍ مِنَ الجنَّةِ خيرٌ مِن الدُّنيا وما ‏فيها ، ولو أنَّ امرأَةً مِن نساءِ أهلِ الجنَّةِ اطَّلعت إلى الأرضِ لأضاءَت ما بينهُما ، ولملأَت ما بينهُما ‏ريحاً ، ولنَصيفُها ـ يعني الخمار ـ خيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها "
أمَّا نجاح الآخرة فهو الزحزحة عن النَّار ، والدخول إلى الجنَّة ، فضلاً من الله ومِنَّة !
قال تعالى : ( فمن زحزح عن النَّار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلاَّ متاع الغرور )
وتأمَّل فرحته العارمة ، وسعادته الغامرة عندما يثقل بالصالحات ميزانه ، وتثبت على الصراط ‏أقدامه ، فيأمن يوم الفزع الأكبر جنانه ، ويُلقَّى حجَّته ، فيرفع كتابه فوق رأسه ، وينشره بين ‏الخلائق ، ويستعلي بصوته ، وينادي على رؤوس الأشهاد في فرحٍ وسرور ، وبهجة وحبور : ( ‏هاؤوم اقرؤوا كتابيه * إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنَّة عالية )
وكما أنَّ النجاح يتفاوت في الدنيا ما بين مقبولٍ ، وجيد ، وجيد جداً ، وممتاز ، ومراتب الشرف ، ‏وأوسمة التفوُّق ...
فالنجاح درجاتٌ بعضها فوق بعض ...
كذلك يوم القيامة ، فدخول الجنَّة لا يكون إلاَّ بفضل الله ورحمته ، ثُمَّ يكون التفاوت في الدرجات ‏والتمايز بين أهلها في النعيم والخيرات ، على حسب أعمالهم الصالحة في الدنيا ، فكلَّما زادت ‏حسناتهم زادت درجاتهم ..
وكلما كثرت طاعاتهم ارتقوا في منازلهم وعظمت كرامتهم ..
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :" في الجنَّةِ مائةُ ‏دَرجةٍ ما بينَ كلِّ درجتين كما بينَ السَّماء والأرض ، والفردوسُ أعلاها دَرجة ، ومنها تُفجَّرُ أنهارُ ‏الجنَّةِ الأربعة ، ومِن فَوقِها يكونُ العرشُ ، فإذا سألتُم الله فاسألوه الفِردوس "
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قال :" إنَّ أهلَ الجنَّةِ ‏ليتراءونَ أهلَ الغُرفِ مِن فوقِهم ، كما تتراءَونَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ مِن الأُفقِ من المشرِق أو ‏المغرب ، لتفاضُلِ ما بينهم " قالوا : يا رسول الله ! تلك منازِلُ الأنبياءِ لا يبلُغُها غيرهم . قال: "بلى ‏‏. والذي نفسي بيده رجالٌ آمنوا بالله وصدَّقوا المُرسلين"
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : أُصيبَ حارثة بن سراقة رضي الله عنه في بدرٍ وهو ‏غُلامٌ ، فجاءَت أُمُّهُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسولَ الله ‍ قد عَرفتَ مَنزِلةَ حارثةَ مِنِّي ‏فإن يكُ في الجنَّة أصبِر وأحتَسِب وإن تكنِ الآخرى ترى ما أصنعُ ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :" ‏ويحَكِ أوَ هَبلتِ ؟! أوَ جَنَّةٌ واحدةٌ هِيَ ؟ إنَّها جِنانٌ كثيرةٌ وإنَّهُ لفي الفردوسِ "
فجدَّ ، واجتهد ، ولا يسبقنَّك إلى الجنَّة ـ مِمَّن عرفت ـ أحد‎ ! ‎
الرسوب
الاخفاق في امتحان الدنيا هيِّنٌ سهلٌ ، فهو خسارةٌ لدرجة أو مرحلة أو مرتبة من دنيا لا تساوي عند ‏الله الذي خلقها وسوَّاها جناح بعوضة .
عن سهل بن سعد رضي الله عنه ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحُليفَةِ ، فإذا ‏هو بشاة ميتة شائلة برجلها ، فقال : " أتُرونَ هذهِ هيِّنَةً على صاحبِها ؟ فوالذي نفسي بيده ! للدنيا ‏أهوَنُ على الله ، مِن هذِهِ على صاحِبها ، ولو كانتِ الدُّنيا تَزِنُ عِند الله جَناحَ بعُوضَةٍ ، ما سقى كافراً ‏مِنها قطرة أبداً "
وحسب الدنيا حقارةً ودناءة أن الله تعالى جعلها دار بلاءٍ وامتحان ، وموطن غفلةٍ ونسيان ، وموقع ‏خطيئة وعصيان ، ولو كانت نعمة لساقها بين يدي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان ‏عيشه منها كفافاً .
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أنَّ السَّلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ..... إلاَّ التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه ............... وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها
أمَّا الرسوب في امتحان الآخرة ، فخسارة الأبد ، وحسرةُ السَّرمد ، وألم لا ينفذ ، وندم لا ينقطع ، ‏وعذاب لا ينتهي ، وعقاب لا ينقضي .
يوم يُكبُّ المجرم على وجهه إلى نارٍ تلظَّى ، لا يصلاها إلاَّ الأشقى ، فيخسر نفسه وأهله وماله .
قال تعالى : ( قل إنَّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ‏‏)
وأيُّ خسارةٍ أكبر من أن يرى العبد غيره يساق ـ في سعادة ومسرَّة ـ إلى جنَّةٍ عرضها السموات ‏والأرض ، لينعم بما تلذُّ به العين ، وما تشتهيه النَّفس ، ويطرب له السمع ، ويسعد به القلب ، ثُمَّ ‏يقاد هو ـ في ذِلَّةٍ وصغار ومهانةٍ وانكسار ـ إلى نارٍ وقودها النَّاس والحجارة ، حيثُ العقاب والعذاب ‏، والبلاء والشَّقاء ، والنَّكال والأغلال ، مما لا يخطر على البال ، ولا يوصف بحالٍ من الأحوال !
قال تعالى : ( وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذلِّ ينظرون من طرفٍ خفيٍّ . وقال الذين آمنوا ‏إنَّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة . ألا إنَّ الظالمين في عذابٍ مقيم )
والخسارة الأكبر ، والحرمان الأعظم ، أن يحرم العبد من لذَّة النظر إلى وجه الله الكريم في الجنَّة ‏يوم المزيد والنظر إلى وجه العزيز الحميد .
قال تعالى : ( كلاَّ إنَّهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون ثمَّ إنَّهم لصالوا الجحيم )
وكما يرجع الطالب الخائب باللوم لنفسه ، والتقريع والتوبيخ لها ، والندم على تفريطها ، ينقلب الحال ‏بأهل الرسوب في الآخرة إلى الأماني العقيمة، ويركنون إلى الأحلام السقيمة ، ويتمنون أن يعودوا ‏ليجدُّوا ويجتهدوا ...
قال الله تعالى عنهم : ( يوم تقلَّب وجوههم في النَّار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرَّسولا‎ ) ‎
فرصة للتعويض
امتحان الدنيا أسوأ ما يمكن أن يحصل فيه أن يرسب الطالب ، ويخفق في الامتحان ..
وغالباً يكون لديه فرصةٌ أخرى وكرَّة ثانية ، بدورٍ ثان أو بإعادة المحاولة سنة أُخرى حتَّى يتمَّ له ‏النجاح ، أو بتغيير مجال الدراسة والبحث ، ولعلَّ في ذلك خيراً كثيراً لا يدركه ، وفضلاً عظيماً لا ‏يعلمه ...
فكم من بابٍ أغلق في وجه صاحبه ، وكان الخير في غلقه ، ولو أنَّه ولج فيه لوقع في البلايا ‏والمحن ، والرزايا والفتن .
قال تعالى: ( وعسى أن تكرهو شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم والله يعلم ‏وأنتم لا تعلمون )
أمَّا امتحان الآخرة فلا فرصة ثانية ولا كرَّة آتية ..
وإنما هي رحلة عمل تنتهي لحظاتها ، وتنقضي أوقاتها ، ثمَّ تحين ساعة الانتقال إلى العظيم المتعال ‏‏!
قال تعالى : ( ثمَّ ردُّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين )
وعند ذلك ينادي المفرِّط المخلِّط في كمد ونكد ( ربِّ ارجعون )
لِمَ أيُّها الغافل ؟! ( لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )
فهل يجاب له سؤله ويحقق له أمله ؟!
‏( كلاَّ . إنَّها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون )
وعندما يخفقون في الاختبار ، ويدخلون النَّار ، يُعذَّبون‎ ‎بها ، ويصلون سعيرها ، ويحرَّقون ‏بحرارتها ..
ينادون ( وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل غير الذي كنَّا نعمل )
فيأتيهم التقريع والتوبيخ الذي يزيد في حسراتهم ، ويضاعف من لوعاتهم : ( أولم نعمرِّكم ما يتذكر ‏فيه من تذكر وجاءكم النذير )
والجزاء في يوم الجزاء : ( فذوقوا فما للظالمين من نصير )
رحلة العمر انتهت ، وفرصة الزرع انقضت ، وقد حان أوان الحصاد !
فوا بشرى للزارعين بما حصدوا ..!
ووا أسفاه على الخاملين يوم جدَّ المشمِّرون وهم رقدوا ..!
وفاز بالغنائم طُلاَّبها ، وبالمعالي أربابها !
أمَّا أولئك البطَّالون فقد حيل بينهم وبين ما يشتهون ، فإنَّ الله الذي يعلم ما كان ، وما هو كائن ، وما ‏سيكون ، وما لم يكن لو كان كيف يكون ، يعلم أنَّهم لو ردوا إلى الدنيا ، وفسح لهم في الأجل ، ‏لعادوا لما نُهوا عنه من المعاصي والموبقات والخمول والكسل !
قال تعالى : ( ولو ردُّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنَّهم لكاذبون )
فيا لهذا الإنسان ؛ ما أشدَّ ظلمه لنفسه ! وما أعظم جهله بعاقبة أمره !
‏( إنَّه كان ظلوماً جهولاً‎ ) ‎

الخـاتمـة‎ ‎
‎... ‎وبعد :
أعتقد جازماً أنَّه لم يبق لنا بعد هذه النِّذارة إلاَّ أن نستشعر أننا في امتحانٍ رهيب ، في كلِّ ما نأتي ‏ونذر ، وفيما نحبُّ ونكره ، ونعتقد وننوي ، ونرى ونسمع ، ونعطي ونمنع ، ونأكل ونشرب ، ‏ونسكن ونركب ، ونقول ونعمل ، وذلك على مدى الدَّهر ، وبطول مسيرة العمر .
واليوم عملٌ ولا حساب ، وغداً حسابٌ ولا عمل !
فلنُرِ اللهَ منَّا خيراً ، نُسرُّ به يوم أن نُعرض عليه ، ونقف بين يديه ، حيث تُعطى الجوائز لكلِّ فائز ، ‏ويزج بقفا كلِّ خاسر إلى نار السَّموم ، ( يوم يأتِ لا تكلَّمُ نفسٌ إلاَّ بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيد * فأما ‏الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق * خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلاَّ ما شاء ‏ربك إن ربك فعَّال لما يريد * وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض ‏إلاَّ ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ )
وفي هذا بلاغٌ لقوم عابدين !
اللهُمَّ اجعلنا ـ بفضلك ـ من السُّعداء الفائزين ، ولا تجعلنا من الأشقياء الخاسرين ، والحمد لله ربِّ ‏العالمين‎ .... ‎

عبد اللطيف الغامـــــــــــــــــــــدي ‏

شاعر الغسق
06-03-2006, 11:46 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
والله يا اخوه انا فى امتحان الدتيا ومبهدلنى جداااا .
لفته رائعه
ربنا يعينا على النجاه من امتحان الدنيا والاخره.
:emrose:
شاعر الغسق

muslimah
06-03-2006, 11:52 AM
اللهم آميــــــــن

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

مع دعائنا لك وللجميع بالنجاح في امتحانات الدنيا والآخرة

muslimah
06-03-2006, 12:03 PM
الأمانة في الإمتحان

الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب إليه سبحانه وأستغفره قضي بالحق وأمر بالعدل وهو السميع البصير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي قام بعبادة ربه ونصح أمته وبلغ البلاغ المبين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ..

أما بعد

فيا أيها المسلمون إنكم تقرأون قول الله عز وجل )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء:58) تقرأونها فهل أنتم تتدبرونها؟ هل أنتم تعرفون ما تشتمل عليه من معانٍ سامية ومسؤوليةٍ عظيمة؟ هل أنتم تقومون بمقتضى هذه المعاني وهذه المسؤولية؟ إنكم تقرأون قول الله عز وجل )إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72) سبحان الله ما أظلم الإنسان وما أجهله تعرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فيمتعن عن حملهن أرأيتم لو أنكم أمام جبلٍ عظيم تتصورون كيف يمتنع هذا الجبل وهو واحدٌ من ملائيين الجبال كيف يمتنع هو وأمثاله من الجبال بل السماوات والأرض كلها تمتنع أن تتحمل الأمانة ثم يأتي هذا الإنسان الضعيف الظلوم الجهول فيتحملها نعم إن الإنسان يتحملها لأن الله تعالى وهبه أمرين وهبه عقلاً ووهبه إرادةً وتصرفاً فله عقلٌ يتحكم به على حسب ما يريد ويتصرف وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أم تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين وقال الله عز وجل )فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )(الروم: من الآية30) أيها المؤمنون بهذا الكتاب المنزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم إنكم بلا شك تؤمنون بأن هذا الكتاب كلام الله عز وجل أنزله على نبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم بلسانكم العربي لتعقلوه وتفهموه ويكون حجةً لكم أو عليكم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (القرآن حجةٌ لك أو عليك) فإن عملت به وقمت بما أوجب الله له من تصديق الأخبار وتنفيز الأحكام كان حجةً لك وإن أنت أعرضت عنه واستكبرت عن القيام بما فيه من أحكام وكذبت ما فيه من أخبار فإن النار مثوىً لك أيها المؤمن إن الأمانة مسؤوليةٌ عظيمة وإنها عبءٌ ثقيلٌ لكنها خفيفة ويسيره على من يسرها الله عليه إن الأمانة التزام الإنسان بالقيام بحق الله وحق عباده من غير تقصيرٍ ولا غلو فكما أن الإنسان يحب أن يقوم غيره بحقوقه فإنه كذلك يجب أن يقوم بحق الغير كما يحب أن يقوم الغير بحقوقه أيها المسلمون إن الله أمرنا أن نودي الأمانات إلى أهلها وأمرنا إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل هذان أمران لا تقوم الأمانة إلا بهما أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل وإننا الآن على أبواب اختبار الطلبة من ذكورٍ وإناث وإن الاختبارات أمانةٌ وحكم فهي أمانةٌ حين وضع الأسئلة وأمانةٌ حين المراقبة وحكمٌ حين التصحيح أمانةٌ حين وضع الأسئلة فيجب على واضع الأسئلة مراعاتها بحيث تكون على مستوى الطلبة المستوى الذي يبين به مدى تحصيل الطالب في عام دراسته بحيث لا تكون سهلةً لا تكشف عن تحصيل ولا صعبةً تؤدي إلى التعجيز والاختبارات أمانةٌ حين المراقبة فعلى المراقب أن يراعي تلك الأمانة التي ائتمنته عليها إدارة المدرسة ومن ورائها وزارةٌ أو رئاسة وفوق ذلك دولة بل ائتمنه عليها المجتمع كله فعلى المراقب أن يكون مستعيناً بالله يقظاً في رقابته مستعملاً حواسه السمعية والبصرية والفكرية يسمع وينظر ويستنجد من الملامح والإشارات على المراقب أن يكون قوياً لا تأخذه في الله لومة لائم يمنع أي طالبٍ من الغش أو محاولة الغش لأن تمكين الطالب من الغش خيانة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من غش فليس منا) إن تمكين الطالب من الغش ظلمٌ لزملائه الحريصين على العلم المجدين في طلبه الذين يرون لعلو همتهم يرون من العيب أن ينالوا درجة النجاح بالطرق الملتوية إن المراقب إذا مكّن أحداً من هؤلاء المهملين الفاشلين في دراستهم إذا مكنهم من الغش فأخذ هذا الطالب الغاش درجة نجاحٍ يتقدمون بها على الحريصين المجدين كان ذلك ظلماً لهم وكان ذلك ظلماً للطالب الغاش أيضاً فإن الطالب الغاش إذا نجح من أجل غشه فهو في الحقيقة مغشوش حيث أنخدع بدرجة نجاحٍ وهمية لم يحصل بها على ثقافةٍ ولا علم ليس له من ثقافته ولا من علمه سوى بطاقةٍ يحمل بها شهادة زيفٍ لا حقيقة وإذا بحثت معه في أدنى مسألةٍ مما تتنبأ عن هذه البطاقة لم تحصل منه على علم إن تمكين الطالب من الغش خيانةٌ لإدارة المدرسة وللوزارة أو الرئاسة التي من ورائها وخيانةٌ للدولة وخيانةٌ للمجتمع كله وإن تمكين الطالب من الغش أو تلقينه جواب بتصريحٍ أو تلميح ظلمٌ للمجتمع وهدمٌ لحقه حيث تكون ثقافة المجتمع ثقافةً مهلهلة يظهر فشلها عند دخول ميادين السباق ويبقى مجتمعنا دائماً في تأخر وفي حاجةٍ إلى الغير ذلك لأن كل من نجح عن طريق الغش لا يمكن إذا رجع الأمر إلى اختياره أن يدخل مجال التعليم والتثقيف لعلمه أنه فاشلٌ فيه وحينئذ نبقى في جهلٍ دائمٍ مستمر إن تمكين الطالب من الغش كما يكون خيانةً وظلماً من الناحية العلمية والتقديرية يكون كذلك خيانةً وظلماً من الناحية التربوية لأن الطالب بممارسته الغش يكون مستسيقاً له ويهون الغش في نفسه فيتربى عليه ويربي عليه أجيال المستقبل ومن سنّ في الإسلام سنةً سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة أيها الأخوة هل تظنون أن طالباً نجح بالغش إذا قدر يكون مراقباً في المستقبل هل تظنون أنه يمكن الطلبة من الغش أو أنه يحرص عليهم حتى لا يغشوا؟ إن الجواب هو بالأول وليس بالثاني إلا أن يمن الله عليه بتوبةٍ نصوح إن على المراقب أن لا يراعي شريفاً لشرفه ولا قريباً لقرابته ولا غنياً لماله إن على المراقب أن يراقب الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور عليه أن يؤدي الأمانة كما تحملها لأنه مسؤولٌ عنها يوم القيامة ولربما قال قائلٌ من المراقبين الناصحين إذا أديت واجب المراقبة إلى جنب من يضيع ذلك فقد أرى بعض المضايقات فجوابنا على ذلك أن نقول له أتق الله تعالى فيما وليت عليه وأقرأ قول الله تعالى ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(الطلاق: من الآية2) ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)(الطلاق: من الآية4) فأصبر إن العاقبة للمتقين وتأمل ما جرى للرسل صلى الله عليهم وسلم ولأتباعهم من أئمة المسلمين وعلماء المسلمين ماذا جرى عليهم من المضايقات في تطبيق شريعة الله وتبليغها إلى عباد الله فهل هم رأوا الأرض مفروشةً لهم بالورود أم أنهم رأوا الصعوبات والمضايقات؟ ولكن كانت العاقبة لهم ولله الحمد فأصبر يا أخي المراقب الناصح اصبر واحتسب الأجر وأنت إذا نصحت وقمت بما يجب عليك فقد تكون قدوةً حسنة وإماماً لغيرك يقتضي بك المؤمن يقتضي بك الخائن الذي لا يبالي في مراقبته إن على المراقب أن يخشى الله فيمن يراقبهم فلا يجوز له أن يؤدي الواجب أو يشدد فيما هو أعلى من الواجب على شخصٍ بينه وبينه عداوة أو بينه وبين أبيه عداوة ثم يهمل في الأشخاص الآخرين فإن هذا من الظلم وهو خلاف العدل فأتق الله أيها المراقب في نفسك وأتق الله في من تراقبهم أيها المسلمون إن الاختبارات حكمٌ حين التصحيح فإن المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة ويقدر درجات سلوكهم هو حاكمٌ بينهم لأن أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي فإذا أعطى طالباً درجاتٍ أكثر مما يستحق فمعناه أنه حكم له بالفضل على غيره مع قصوره وهذا جورٌ في الحكم وإذا كان لا يرضى على أن يقدم على ولده من هو دونه فكيف يرضى لنفسه أن يقدم على أولاد الناس من هو دونهم إن من الأساتذة من لا يتق الله تعالى في تقدير درجات الطلبة فيعطي أحدهم ما لا يستحق إما لأنه ابن صديقه أو قريبه أو ابن شخص ذي شرفٍ أو مالٍ أو رئاسةٍ أو وزارة ويمنع بعض الطلبة ما يستحق إما لعداوةٍ شخصيةٍ بينه وبين الطالب أو بينه وبين أبيه أو غير ذلك من الأسباب وكل هذا خلاف العدل الذي أمر الله به ورسوله فإقامة العدل واجبةٌ بكل حال على من تحب ومن لا تحب فمن أستحق شيئاً أيها المسلمون من أستحق شيئاً وجب إعطاءه إياه ومن لا يستحق شيئاً وجب حرمانه منه أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى اليهود في خيبر ليخرس عليهم الثمار والزوع ويضمنهم ما للمسلمين منها فأراد اليهود أن يعطوه رشوة فقال رضي الله عنه منكراً عليهم تطعموني السحت والله قد جئتكم من عند أحب الناس إلي يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير ولا يحملني بغضي لكم وحبي إياه أن لا أعدل عليكم فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض ، عباد الله تأملوا رحمكم الله هذا الكلام من عبد الله بن رواحة رضي الله عنه كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من محبة أي إنسان بل يحبه أعظم من محبته لنفسه ويبغض اليهود أشد من بغض القردة والخنازير حبٌ بالغٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وبغضٌ شديدٌ لليهود يصرح بذلك رضي الله عنه لهم ولا يبالي بهم ثم يقول لهم لا يحملني بغضي لكم وحبي إياه أن لا أعدل عليكم رضي الله عن عبد الله بن رواحة ورضي الله عن جميع الصحابة ورضي الله عن التابعين لهم بإحسان رضي الله عن أهل العدل الذين يقيمون العدل في أنفسهم وأهليهم ومن ولاهم الله عليه إن العدل أيها الأخوة لا يجوز أن يضيع بين عاطفة الحب وعاصفة البغض يقول الله عز وجل )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ)(النساء: من الآية135) ويقول تعالى )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8) ويقول تعالى ) وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)(الحجرات: من الآية9) ويقول تعالى )وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (الجـن:15) فهناك فرق بين المقسطين وبين القاسطين القاسطون هم الجائرون وهم من حطب جهنم والمقسطون هم العادلون وهم من أحباب الله وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن المقسطين عند الله على منابر من نورٍ عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أهل الجنة ثلاثة ذو سلطانٍ مقسطٌ متصدقٌ موفقٌ ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيفٌ متعففٌ ذو عيال) رواهما مسلم اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل الجنة اللهم اجعلنا من أهل الجنة اللهم اجعلنا من أهل الجنة يا أكرم الأكرمين يا حي يا قيوم يا منان ويا بديع السماوات والأرض نسألك اللهم بكل أسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعلنا من أهل الجنة اللهم اجعلنا من أهل الجنة اللهم اجعلنا من أهل الجنة أصحاب النعيم المقيم الذين يتنعمون بما أنعمت عليهم فيها ويتنعمون بالنظر إلى وجهك الكريم يا رب العالمين فاتقوا الله عباد الله وكونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ولا يحملنكم بغض أحدٍ على أن لا تعدلوا فالعدل أقرب للتقوى اللهم إنا نسألك أن توفقنا لأداء الأمانة والحكم بالعدل والاستقامة اللهم ثبتنا على الهدى وجنبنا أسباب الهلاك والردى إنك جوادٌ كريم اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين..

الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم المحشر وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد

أيها الناس فإننا نكرر التذكير في أيام الإمتحانات بمثل هذه الخطبة التي سمعتموها نكرر ذلك من باب التذكير وإلا فإننا نرجو أن يكون إخواننا المدرسون وأن يكون إخواننا المراقبون على أتم المسؤولية والتحمل لها وأنهم يراقبون الله عز وجل قبل أن يراقبوا عباد الله لأن من راقب الله عز وجل وأتقاه إتقاه الناس ومن خاف الله خافه الناس أما من راعى شعور الناس ولم يبالي بما يرضي الله عز وجل فإن الله يسخط عليه ويسخط عليه الناس فأتقوا الله أيها المسلمون وراقبوا الله عز وجل قبل كل شيء ولا يهمنكم أحد إذا كان ما بينكم وبين الله تعالى سليماً مقبولاً مرضياً عند الله عز وجل فإن الذي سوف يحاسبكم وسوف ترجعون إليه وسوف تقفون بين يديه فرادى كما خلقكم أول مرة هو الله عز وجل وإن أشفق الناس عليكم وأحب الناس إليكم هو الذي ينصرف عنكم بعد دفنكم وإنفرادكم في قبوركم إن أشفق الناس عليكم هو الذي يحملكم إلى مواضع تدفنون فيها ثم ينصرف عنكم ويدعكم تنفردون بأعمالكم لا يبقى مع الإنسان إلا عمله الصالح كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ( إذا مات العبد إتبعه ثلاثة يتبعه ماله وأهله وعمله فيرجع إثنان ويبقى واحد يرجع ماله وأهله ويبقى عمله ) هو جليسه في قبره وهو أنيسه فيه حين ينفرد بعمله فراعوا أيها الأخوة راعوا هذا الصاحب الملازم ولا يهمنكم أحدٌ إذا أرضيتم الله ورسوله فإن الله ورسوله أحق أن ترضوه إن كنتم مؤمنين أيها المسلمون لقد نبهنا قبل ذلك أنه لا ينفع أن يصوم الإنسان ستة أيامٍ من شوال وعليه قضاءٌ من رمضان نبهنا على ذلك لأن بعض الناس يظنون أنه يجوز تقديم صيام الأيام الستة قبل قضاء رمضان وغفلوا عن معنى الحديث فإن معنى الحديث واضحٌ جداً أن هذه الأيام لا تصام إلا إذا أستكمل الإنسان صيام رمضان إستمعوا إلى الحديث وتدبروه قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه بستٍ من شوال كان كصيام الدهر) فتأملوا قوله من صام رمضان فإن من كان عليه قضاء لا يصدق عليه أنه صام رمضان بل يصدق عليه أنه صام بعض رمضان وكلام النبي صلى الله عليه وسلم محكم لأنه صادرٌ من أعلم الناس بما يقول وأنصحهم لعباد الله وأفصحهم بياناً وبلاغة فلا إشكال في الحديث أبداً إن بعض الناس أشتبه عليه الأمر حيث ثبت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان فيقول إن أم المؤمنين عائشة لا يمكن أن تدع صيام ستة أيامٍ من شوال مع أنها لا تقضي ما عليها إلا في شعبان فنقول له ما الذي أدراك أن عائشة كانت تصوم ستة أيامٍ من شوال؟ هات الدليل على ذلك وإلا فإن الاحتمال ليس بدليل بل إن العلماء يقولون إن الاستدلال إذا تطرق إليه الاحتمال فسد الاستدلال به ثم نقول إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أفقه وأعلم من أن تدع الواجب عليها وتصوم التطوع فإن هذا كما أنه مخالفٌ لظاهر الشرع فهو مخالف للعقل والحزم أيضا كيف يدع الإنسان الواجب عليه ثم يذهب يتطوع بالشيء الذي من جنسه هذا خلاف المعقول وخلاف ظاهر المنقول ولذلك فإننا نقول مرةً أخرى في هذا المقام إن صيام ستة أيامٍ من شوالٍ قبل قضاء رمضان لا يحصل به الأجر الذي رتب النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها عباد الله تفقهوا في دين الله لتعبدوا الله تعالى على بصيرة فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون لا يستوي الذين يعبدون الله على علم من الذين يعبدون الله على غير علم يعبدون الله على مجرد تقليدٍ قد يكون صواباً وقد يكون خاطئاً اللهم إنا نسألك أن تعلمنا ما ينفعنا اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علماً يا رب العالمين اللهم اجعل ما علمناه حجةً لنا ودليلاً لنا إليك يا رب العالمين اللهم لا تجعله حجةً علينا إنك على كل شيءٍ قدير وأعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله كتاب الله الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أوصانا بكتاب الله عز وجل أن نقوم بحقه على الوجه الذي يرضي الله تبارك وتعالى فهذا القرآن هو النظام الذي شرعه الله لكم في عباداتكم ومعاملاتكم وهو الذي به سعادتكم ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلن في خطب الجمعة أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ في دين الله بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار فعليكم بالجماعة عليكم بالجماعة وهي الاجتماع على دين الله وعدم التفرق فيه ومنها أن نصلي جماعةً في المساجد الصلوات الخمس فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائلٍ عليماً )إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم أجزيه عنا أفضل ما جزيت نبياً عن أمته اللهم ارزقنا محبته وأتباعه ظاهراً وباطناً اللهم توفنا على ملته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضى عن بقية الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين اللهم اجعلنا من التابعين لهم بإحسانٍ يا رب العالمين اللهم أرضى عنا كما رضيت عنهم يا أكرم الأكرمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام بأهله وأعز المسلمين بإسلامهم يا رب العالمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك بالعلم والبرهان والرمح والسنان يا رب العالمين اللهم أنصر كل من قام لتكون كلمتك هي العليا إنك على كل شيءٍ قدير اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الداعين إلى الخير يا أكرم الأكرمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوفٌ رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ..

http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_478.shtml

muslimah
02-06-2009, 03:13 PM
يرفع لمناسبته

كلمات 12
02-18-2009, 11:53 AM
امتحان الدنيا إن طال زمانه وامتدَّ أوانه فهو في ساعةٍ من نهار ، وربما أكثر من ذلك بقليل .
أما امتحان الآخرة فهو في ( يوم كان مقداره خمسين ألف سنة


موضوع راااائع جدا
أخت مسلمة
جزاك الله خيرا

muslimah
02-18-2009, 05:52 PM
وجزاكم مثله

cemetery
02-18-2009, 06:33 PM
من كل الف يدخل الجنة واحد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

cemetery
02-18-2009, 08:07 PM
الحديث لا يقول انه من كل الف سيكون واحد في الجنة في كل الازمان.

الحديث الكامل :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يقول الله يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك قال يقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد فاشتد ذلك عليهم فقالوا يا رسول الله أينا ذلك الرجل قال أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل ثم قال والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة قال فحمدنا الله وكبرنا ثم قال والذي نفسي بيده اني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالرقمة في ذراع الحمار ) متفق عليه

muslimah
02-19-2009, 10:10 AM
وفي صيغة اخرى:


‏2606 - يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدم ، يقول : لبيك ربنا وسعديك ، فينادى بصوت : إن الله يأمرك ‏أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ، قال : يارب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف - أراه قال - تسعمائة ‏وتسعة وتسعين ، فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن ‏عذاب الله شديد ) . فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يأجوج ‏ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض ، ‏أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود ، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة . فكبرنا ، ثم قال : ثلث أهل ‏الجنة . فكبرنا ، ثم قال : شطر أهل الجنة . فكبرنا . ‏
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4741
خلاصة الدرجة: [أورده في صحيحه] وقال : وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية (سكرى وما هم بسكرى)‏

فقد يعني أن الأمر يتعلق بزمان ياجوج وماجوج حيث سيدخل الجنة مسلم واحد فقط مقابل 99 منهم سيدخلون جهنم أعاذنا الله وإياكم منها
وجزاكم الله خير الجزاء