المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : *( هكذا عاش السلف مع الذكر ..... !)*



انصر النبى محمد
01-01-2014, 09:53 PM
الحمد لله رب العالمين

قال سلام بن أبي مطيع: كان الربيع بن خثيم رحمه الله إذا أصبح قال: مرحبًا بملائكة الله، اكتبوا، بسم الله الرحمن الرحيم، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
[صفة الصفوة 3/45].

قال مالك بن دينار رحمه الله: ما تنعّم المتنعمون بمثْل ذكْرِ الله تعالى.
[صفة الصفوة 3/195].

عن ثابت البناني رحمه الله قال: بلغنا أن العبد المؤمن، يوقف يوم القيامة بين يدي الله - عزَّ وجلَّ - فيقول الله له: يا عبدي أكنت تعبدني فيمن يعبدني؟ قال: فيقول: يا رب نعم! قال: فيقول له: أكنت تدعوني فيمن يدعوني؟ فيقول: يا رب نعم! فيقول: أكنت تذكرني فيمن يذكرني؟ قال: يقول: يا رب نعم! قال: فيقول له: وعزتي ما ذكرتني في موطن قط إلا ذكرتك فيه، ولا دعوتني بدعوة قط إلا استجبتها لك.
[الحلية (تهذيبه) 1 / 405].

انصر النبى محمد
01-03-2014, 11:38 PM
من فوائد الذكر :

أن للذكر من بين الأعمال لذة لا تشبهها شيء، فلو لم يكن للعبد من ثوابه إلا اللذة الحاصلة للذاكر، والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفي به، ولهذا سميت مجالس الذكر : رياض الجنة. قال مالك بن دينار: ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل، فليس شيء من الأعمال أخف مؤونة منه، ولا أعظم لذة، ولا أكثر فرحة وابتهاجاً للقلب.

أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون، فلا سبيل إلى نيل ثمارها إلا من شجرة الذكر وكلما عظمت تلك الشجرة ورسخ أصلها، كان أعظم لثمرتها، فالذكر يثمر المقامات كلها من اليقظة إلى التوحيد، وهو أصل كل مقام، وقاعدته التي ينبني ذلك المقام عليها، كما يقوم السقف على حائطه، وذلك أن العبد إن لم يستيقظ، لم يمكنه قطع منازل السير، ولا يستيقظ إلا بالذكر كما تقدم، فالغفلة نوم القلب أو موته.

أنه يورث حياة القلب. وسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟ .

أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعدة إلى الوصول إلى البيت.

أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: " فَاذْكُرُونِي َذْكُرْكُمْ" [البقرة :152] ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفي بها فضلا وشرفاً. وقال صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى : «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم». (صحيح البخاري) .

أن الذكر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر، ومن صلى الله تعالى عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح، وفاز كل الفوز، قال سبحانه وتعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا"[الأحزاب:41-43].

أنه قوت القلب والروح، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته. يقول ابن القيم : وحضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار، ثم التفت إلى وقال: هذه غدوتي، ولو لم أتغد هذا الغداء سقطت قوتي، أو كلاما قريبا من هذا. وقال لي مرة : لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر، أو كلاماً هذا معناه.

فوائد من كتاب الذاكرون الله والذاكرات من كتاب«الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب» لابن القيم