المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال هل النار غيب مطلق أم نسبي



محمود عبدالله نجا
01-02-2014, 09:57 PM
السلام عليكم و رحمة الله
ما من شك في أن الجنة و النار غيب, و لكن هل هما بنفس درجة الغيب أم يختلفان, بحيث يمكن القول بأن الجنة غيب مطلق و النار غيب نسبي.
و هل هذا الاختلاف مُتعمد ليزداد الشوق إلي نعيم الجنة الذي أخفي تماما عن الأنفس و لا يمكن تشبيهه بشيء مما في الدنيا, ففيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر, فليس فيها من الدنيا إلا الأسماء. كما أن الخوف يزداد و يعظم من العذاب الذي عرفته النفس و جربته, وهناك آيات و أحاديث كثيرة عندما تحدثنا عن النار نستشعر منها كما لو كانت النار جزء من عالم الشهادة أكثر منها عالم غيب, و لا نجد للنار وصف مماثل للجنة يجعلها غيب مطلق فهي لم توصف بمثل (فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر)
فهل من الممكن التعامل مع نار جهنم علي أنها غيب نسبي, منها جزء يكاد يكون مشهود كما لو كنا نراه بالعين من وضوح وصفه في القرآن و السنة؟
فنقول هي غيب في أننا لا نعرف مكانها الآن بالرغم من وجودها و لا كيف بدأت و لا أين هي و لا حجمها و لا كل ألوان عذابها, و لا وقودها الحالي, ثم نقول أنها شهادة في كون النبي صلي الله عليه و سلم أنها سبعبن ضعف شدة نار الدنيا (مقياس مادي للمقارنة مع نار الدنيا), والله أخبرنا بصفات كثيرة لها شبيهة بالموجودة في الدنيا, منها الشراب الحميم الذي يقطع الأمعاء و الماء الصديد و الضريع و الغسلين و الغساق, الأصفاد ملابس القطران, إلي غير ذلك من ألوان العذاب المعروفة في عالمنا. ومنها أيضا أنها مُغلقة بأبواب مما يؤدي إلي زيادة الضغط و الحرارة فيها (تكاد تميز من الغيظ), و منها أن الذهب و الفضة يحمي عليه و يستخدم في الكي, و منها أن الجلد يحترق و يفقد الإحساس , و منها أن العناصر الثقيلة مثل ذرات حجارة الأصنام و القمر و ذرات النجوم كالشمس تصلح بها كوقود (أنتم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم), و العلم يعرف الآن كيف يمكن استخراج الطاقة من هذه الذرات و استعمالها كوقود .
ومنها أن لها شرر كالقصر, أي ذو حجم كبير و العلم الآن يتكلم عن الشرر ذو الحجم الكبير. ومنها أنها تخبو بعد أن يأكل بعضها بعضا إشارة إلي نفاد وقودها, ثم يزيدها الله سعيرا, فهي لا تنطفئ أبدا, و العلم الآن يتكلم عن أفران بشروط معينة (ضغط عالي- حرارة عالية- شرر كبير الحجم), مثل التي في النجوم الضخمة, و لو استطاع العلم تحقيق هذه الشروط لما انطفأت أبدا, و لكنهم وصلوا الي استحالة تحقق هذه الشروط علي الأرض, بينما رب العزة يخبرنا عن هذه الشروط في نار جهنم بما يجعلها متجددة لا تنطفئ أبدا, فكلما شارفت حقبة علي الانتهاء فسعدت نفوس المعذبين بقرب انتهاء العذاب, زادها الله سعيرا لتبدأ حقبة جديدة تصيب النفوس بالهم و النكد و اليأس من الفرار من هذا العذاب الأليم, فهي أحقاب و ليست حقبة واحدة.
فهل يصح هذا الجمع بين الصفتين الغيب النسبي و الشهادة في وصف نار جهنم؟
و هل الإفصاح عن بعض صفاتها أتي علي سبيل مشابهة الحال فقط أم مطابقة الحال كما في بعض الأمثلة السابقة؟
و هل الإفصاح عن الكثير من صفاتها بطريقة واضحة للأذهان مُتعمد من أجل زيادة الرعب منها؟
أم ينبغي فهم النصوص بطريقة أخري تجعل كل شيء فيها غيب مطلق؟

و جزي الله خيرا من يتفضل بالاجابة أسئلتي

أحمد عبدالله.
01-03-2014, 01:55 AM
""""و منها أن الجلد يحترق و يفقد الإحساس"""
ان اصاب المفسرون المعاصرون في تفسيرهم للآية فهذه تدعم وجهة نظرك...
وهناك بحث اكثر من مهم هنا:
http://www.kaheel7.com/modules.php?name=News&file=article&sid=212
قرأته منذ فترة أو آخر عن ذات الموضوع وارجو التركيز فضلا على مسألة تدرج الألوان

محمود عبدالله نجا
01-05-2014, 02:01 AM
""""و منها أن الجلد يحترق و يفقد الإحساس"""
ان اصاب المفسرون المعاصرون في تفسيرهم للآية فهذه تدعم وجهة نظرك...
وهناك بحث اكثر من مهم هنا:
http://www.kaheel7.com/modules.php?name=News&file=article&sid=212
قرأته منذ فترة أو آخر عن ذات الموضوع وارجو التركيز فضلا على مسألة تدرج الألوان

جزاكم الله خيرا أخي أحمد علي الرد, و صدقت في أن الأولي قد تدعم قولي
أما البحث الثاني فقد استند الي حديث ضعيف مما يجعلني أتوقف في الأخذ به
و هناك مبحث في علم الاعجاز يتناول امكانية تصحيح حديث ضعيف اذا وجدنا به دلالة علمية صحيحة بنسبة 100 %, فتبني د. زغلول النجار مسألة التصحيح و لكن لم أجد من علماء الحديث من يجيزون ذلك, و الأولي تركه و الاكتفاء بالصحيح ففيه الخير الوافر

المهم يبقي السؤال قائم, هل النار غيب مطلق أم نسبي؟

إلى حب الله
01-05-2014, 08:16 PM
الجنة والنار غيب ...
وما فيهما غيب (من نعيم أو عذاب أو ملائكة أو أبواب إلخ) ..
ولم ولن يدعي أحد أنه شاهدهما إلا في رؤيا أو كرامة من الله لنبي أو رسول - مثلما حدث مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - ..
ولو لم يكونا غيب : لم يعد هناك معنى للإيمان أو الكفر بهما ؟!!!..
فالإسلام هو التسليم الظاهر لله تعالى فيما أمر (الشهادتين - الصلاة - الصوم - الزكاة - الحج) .. ولذلك قد يشترك فيهم المنافق ..
أما الإيمان : فهو خاص بمَن خالط قلبه التصديق بكلام ربه ولذلك يتعلق بالتصديق بما لن تدركه حواسه في الدنيا :
الإيمان بالله - وملائكته - وكتبه - ورسله - واليوم الآخر - والقدر خيره وشره ...
ولذلك مدح الله تعالى في سورة البقرة أول ما مدح : المؤمنين بالغيب وقبل حتى الصلاة والإنفاق فقال :
" الم .. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين .. الذين يؤمنون بالغيب .. ويقيمون الصلاة .. ومما رزقناهم : ينفقون " ..

وأما العلامات التي قرّب الله تعالى بها أوصاف الجنة والنار :
فنستشفها من حديثه في قرآنه عن نعيم الجنة وعذاب النار : وما نراه في الدنيا من جمال الطبيعة وكل حسن وجمال : وما نراه من صور العذاب والنار ..

والذي ذهب إليه بعض المفسرين واستشهادا ببعض آيات القرآن (كسجين مقابل عليين - وأسفل سافلين - وأدخلوا نارا) :
أن عذاب البرزخ يكون في أضيق مكان داخل الأرض أو تحتها ....
وأتذكر أنه كان هناك منذ سنوات خبر انتشر بقوة عن تسجيل لعلماء كانوا يحفرون تحت الأرض ثم فجأة وصلوا لهوة عميقة وسجلوا أصوات عويل وصريخ ..
وأن ذلك أرعبهم - ومنهم من فقد وعيه - ومنهم من آمن - لأن اغلبهم كان شيوعي من روسيا - ..
وقد سمعت التسجيل من شريط للشيخ عبد المجيد الزنداني وكان قد ذكر توثيقه ولكنه اختفى للأسف ..
وهناك من قالوا أن الأصوات هي أصوات ماكينات الحفر - ولكنها لم تبدو لي كذلك - ..
والله أعلم ...

الشاهد :
أني أيضا أسبعد كون النار ليست غيبا .. بل هي غيب .. وهي اكبر بكثير من الشمس - بل الشمس فيها فقط من بعض صفاتها مثل ألسنتها إلخ إلخ -
بل : ويوم القيامة ستلقى الشمس في النار فيتبعها كل من كان يعبدها كما جاء في الحديث الصحيح ..


وأعتذر عن عدم توثيق الكلام لضيق الوقت - أكتب من العمل - ..
ولكن أحسبك ممن يستطيعون البحث فيه والوصول لما تريد ..

وفقك الله ..

أحمد عبدالله.
01-06-2014, 01:56 AM
1-دكتورنا الفاضل... الحديث الضعيف ما دام يحمل اعجازا مؤكدا فيجب ان نعد كثيرا قبل الطعن فيه... وإلا انى له هذا الاعجاز؟!
ولا أخفي ان المسألة حساسة نوعا ما تحتاج لضوابط نتركها لاهلهـا...
2- أستاذنا أبو حب الله... لعل المسألة كانت يجب ان تطرح هكذا: هل هناك سنن مشتركة بين الدنيا والآخرة؟... وليس من باب انها غيب من عدمه... اذ أوافقك ان جهنم غيب مبدئيا... ولكن هل هناك سنن مشتركة, كما تفضل الدكتور عن النار... ومن المعلوم ان كثيرا من احداث القيامة مشابهة لاحداث فيزيائية وجيولجية (الزلزال ومن بعده اثقال الارض... طي السماء big crunh... تكوير الشمس... جمع الشمس والقمر... دوران الارض بشكل معاكس خاصة وان الايام تتفاوت وقتها... وغير ذلك كثير ملفت للغاية) ...
وثمة من قال في الآيات: { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } سورة الواقعة (20) دليل على افضلية الفاكهة قبل الوجبة الأساسية وإن كنت اتوقف قليلا عند هذا التفسير قبل تأكيد صحته...
غير ان ما يلفتنا بالفعل هو تساؤل السائلين :" في (صحيح مسلم) عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول: ((إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون، ولا يتبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون"، قالوا: فما بال الطعام؟ قال: جشاء كجشاء المسك))"
لكأن سنة تصريف بقايا الطعام باقية في الجنة وليس فقط يدخل الجوف ويختفي... هذا الحديث بالفعل يعطينا خيطا لفهم الموضوع اكثر

محمود عبدالله نجا
01-07-2014, 12:56 AM
الجنة والنار غيب ...
وما فيهما غيب (من نعيم أو عذاب أو ملائكة أو أبواب إلخ) ..
ولم ولن يدعي أحد أنه شاهدهما إلا في رؤيا أو كرامة من الله لنبي أو رسول - مثلما حدث مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - ..
ولو لم يكونا غيب : لم يعد هناك معنى للإيمان أو الكفر بهما ؟!!!..
فالإسلام هو التسليم الظاهر لله تعالى فيما أمر (الشهادتين - الصلاة - الصوم - الزكاة - الحج) .. ولذلك قد يشترك فيهم المنافق ..
أما الإيمان : فهو خاص بمَن خالط قلبه التصديق بكلام ربه ولذلك يتعلق بالتصديق بما لن تدركه حواسه في الدنيا :
الإيمان بالله - وملائكته - وكتبه - ورسله - واليوم الآخر - والقدر خيره وشره ...
ولذلك مدح الله تعالى في سورة البقرة أول ما مدح : المؤمنين بالغيب وقبل حتى الصلاة والإنفاق فقال :
" الم .. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين .. الذين يؤمنون بالغيب .. ويقيمون الصلاة .. ومما رزقناهم : ينفقون " ..
وأما العلامات التي قرّب الله تعالى بها أوصاف الجنة والنار :
فنستشفها من حديثه في قرآنه عن نعيم الجنة وعذاب النار : وما نراه في الدنيا من جمال الطبيعة وكل حسن وجمال : وما نراه من صور العذاب والنار ..
والذي ذهب إليه بعض المفسرين واستشهادا ببعض آيات القرآن (كسجين مقابل عليين - وأسفل سافلين - وأدخلوا نارا) :
أن عذاب البرزخ يكون في أضيق مكان داخل الأرض أو تحتها ....
وأتذكر أنه كان هناك منذ سنوات خبر انتشر بقوة عن تسجيل لعلماء كانوا يحفرون تحت الأرض ثم فجأة وصلوا لهوة عميقة وسجلوا أصوات عويل وصريخ ..
وأن ذلك أرعبهم - ومنهم من فقد وعيه - ومنهم من آمن - لأن اغلبهم كان شيوعي من روسيا - ..
وقد سمعت التسجيل من شريط للشيخ عبد المجيد الزنداني وكان قد ذكر توثيقه ولكنه اختفى للأسف ..
وهناك من قالوا أن الأصوات هي أصوات ماكينات الحفر - ولكنها لم تبدو لي كذلك - ..
والله أعلم ...الشاهد : أني أيضا أسبعد كون النار ليست غيبا .. بل هي غيب .. وهي اكبر بكثير من الشمس - بل الشمس فيها فقط من بعض صفاتها مثل ألسنتها إلخ إلخ -بل : ويوم القيامة ستلقى الشمس في النار فيتبعها كل من كان يعبدها كما جاء في الحديث الصحيح ..

السلام عليكم و رحمة الله
أحسنت و وفيت و ما خالفتك في شيء من ذلك حيث بدأت كلامي بقولي (ما من شك في أن الجنة و النار غيب)
و لكن يبدو أني قصرت في ايصال الفكرة بالشكل المطلوب, و لذا أزيد الفكرة وضوحا بالمثال التالي ان شاء الله
ما من شك أن هناك حكي كثير عن الجنة و أوصافها في القرآن و السنة, فصار عندي علم عنها
هذا العلم لن ينفع بشيء عند دخول الجنة لأن ما بها لا يخطر علي قلب بشر و ليس فيها من الدنيا الا الأسماء
و اذا تشابه بها شيء مع الدنيا فهو من باب مشابهة الأحوال لا مطابقتها, كالتلذذ بالنعيم و كالأكل و الشرب و الاخراج علي هيئة الرشح و الزواج الي غير ذلك
أما حقيقة ذلك علي وجه اليقين فلا يعلمها الا الله
و لذا فالجنة بنص الشرع غيب مطلق بالرغم من كل ما بها من مشابهة أحوال مع الدنيا
نأتي الي النار و أضرب لها المثال الآتي
أنا لم يسبق لي أن رأيت أمريكا و لكن سمعت و قرأت عنها من مصادر موثوقة 100%, فاذا زرتها فعليا , فوجدت ما سمعت و قرأت عنه فأنتقل من علم اليقين الي عين اليقين
فقبل ان أراها كانت بالنسبة لي غيب نسبي و ليست غيب مطلق, لكوني سمعت و قرأت عنها
فهي غيب لأني لم أراها من قبل و لا عرفت كل ما فيها
و نسبي لأني سمعت و قرأت عن بعضها
فالنار غيب لأننا لا نعلم مكانها الآن و لا وقودها الآن و لا حجمها و لا تميمها الي غير ذلك مما لم يخبرنا به الشرع
ثم وصف الشرع لنا فيها أحوال يفترض أن يراها المعذبون يوم القيامة (أعاذنا الله منها), فجاء الخبر من طريق الصدق 100 %, فصار علم يقين
فاذا رآه المعذب يوم القيامة فسيجده كما حكي الشرع عنه فيكون عين يقين
أمثلة
الشراب الحميم الذي يقطع الأمعاء و الماء الصديد و الضريع و الغسلين و الغساق, الأصفاد ملابس القطران, إلي غير ذلك من ألوان العذاب المعروفة في عالمنا. ومنها أيضا أنها مُغلقة بأبواب مما يؤدي إلي زيادة الضغط و الحرارة فيها (تكاد تميز من الغيظ), و منها أن الذهب و الفضة يحمي عليه و يستخدم في الكي, و منها أن الجلد يحترق و يفقد الإحساس , و منها أن العناصر الثقيلة مثل ذرات حجارة الأصنام و القمر و ذرات النجوم كالشمس تصلح بها كوقود (أنتم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم)

هذه الأمثلة اما تقع كما حكاها الشرع أو تأتي بصورة مغايرة لما حكاه الشرع
فان قلنا لا يوجد نص يقول (ليس في النار من الدنيا الا الأسماء)
فظني و الله أعلم أن هذه الأمثلة و غيرها يقع كما حكاها الشرع
و عليه فالنار ليست كالجنة في درجة الغيبية
اذا الجنة غيب مطلق بالرغم من مشابهة الأحوال مع الدنيا
أما النار فلأن الشرع حكي لنا الكثير من صورها التي سنجدها يوم القيامة كما حكيت, فأقول أنها غيب نسبي

أسأل الله أن يكون سؤالي قد اتضح الآن

ابن سلامة القادري
01-07-2014, 12:53 PM
أخي الدكتور الحبيب، لا أدري أن القرآن الكريم قد أخبر بكل شيء عن الجنة و النار سواء عن صفة اللذة و العذاب أو عن ماهيتهما، فلسنا ندري ما أخفى الله في الجنة من قرة أعين و لا ما هنالك في الدرك الأسفل من النار من أنواع العذاب و ألوانه و أشكاله .. خاصة إذا علمنا أن الأحجام و الأبعاد تختلف هناك و حتى الأزمنة و الأحاسيس ... إلى آخر ما يمكن افتراضه عن النار و ملائكتها الموكلين بها، نسأل الله السلامة و العافية و أن يدخلنا برحمته و فضله جنته.

مسألة أخرى و هي أنك أشرت أخي إلى علم اليقين و عين اليقين .. فهنالك أمر آخر هو حق اليقين، أي تحقق الخبر المتيقن منه بالإحساس و المعايشة، فكما يقال في المثل سل المجرب و لا تسأل الطبيب. و سل العاشق و لا تسأل الشاعر الذي يهيم فقط في غزله .. تلك أبعاد أخرى الله أعلم بها، فما نعلمه من غيبها هو فقط جزء قد نعلمه نحس به في دنيانا .. لكن تم كمال اللذة و تمام العذاب، و الله وحده أعلم بما خلق سبحانه و تعالى.

مثال : نحن نعلم أن الجن خُلقوا من مارج من نار، فما أدرانا بالحقيقة الفيزيائية للجن .. و كذا الملائكة، و قس إن شاء الله على ذلك .. فالغيب كل غيب يظل كما هو في أذهاننا و تصوراتنا حتى يتحقق .. و من هذا المنطلق يمكن أن نقول إن كلا الغيبين الجنة و النار نسبيان من حيث الإخبار مطلقان من حيث المشاهدة و التحقق و المعايشة.

و الله تعالى أعلم.

و جزاكم الله خيرا .. و ووقانا و إياكم عذاب السموم

ابن سلامة القادري
01-07-2014, 05:20 PM
أخي الدكتور الحبيب، لا أدري أن القرآن الكريم ...


أو الحديث الشريف، عفوا