ابن عبد البر الصغير
01-08-2014, 02:24 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
كتب الجاحظ في إحدى رسائله إلى من سماهم : " أهل الجهالة والجفاء " : [ إلى أهل الجهالة والجفاء، وغلظ الطبع، وفساد الحسّ. ..فإنه ليس كلُّ صامتٍ عن حجته مبطلاً في اعتقاده، ولا كلُّ ناطقٍ بها لا برهان له محقّاً في انتحاله ..وقد كُنّا ممسكين عن القول بحجّتنا فيما تضمَّنه كتابنا هذا اقتصاراً على أن الحقَّ مكتفٍ بظهوره، مُبينٌ عن نفسه، مستغنٍ عن أن يُستدلَّ عليه بغيره؛ إذْ كان إنمَّا يُستدلُّ بظاهرٍ على باطن، وعلى الجوهر بالعرض، ولا يُحتاج أن يستدلَّ بباطن على ظاهر.وعلمنا أنّ خصماءنا وإنْ موّهوا وزخرفوا، غير بالغين للفلج والغلبة عند ذوي العدْل دون الاستماع منّا، وأنَّ كلَّ دعوى لا يفلُجُ صاحبها بمنزلة ما لم يكن، بل هي على المدَّعي كلٌّ وكربٌ حتَّى تؤدِّيه إلى مسّرة النُّجح أو راحة اليأس.]
ولا شك أن العضو بافوميت، وريث من أرسل لهم الجاحظ رسالته تلك، حيث أكثر القدح فينا بقلة أدب، وتجاوز في لمزنا الحدّ، مستغلاًّ غيابنا عن الصرح، ونقص همّتنا في الفضح، حتى أصبح في إمساكنا عنه نقيصة، وفي إعراضنا عنه كلَّ عويصة .. حاشراً أنفه في محادثةٍ إسلامية بحثة، متشبّعاً بما لم يُعطَ، ومتكلّماً بما لم يُروَ .
يعيب علينا قولنا بوجود الجن حسب عقيدتنا - وعقيدة غالب أديان الأرض -، ويلومنا على استئناسنا بـ " شمس المعارف " لبيان ما يقوله بعض أهل الظلمات، بما يكون في الأفلاك، وتنصُّ عليه بعض الأديان .
ومن عجيب المضحكات، وعظيم المتناقضات، التي تُظهر سفاهة الناقد، وضعف موقفه أنه يعيب علينا قولنا بالجن، واستشهادنا بالسحر، وهو يسمي نفسه baphomet !!! والبافوميت هو معبود الديانات السحرية التي لا زالت منتشرة في الغرب، وأول من قال به هم ماسونيو القرن الثالث عشر الميلادي وهو تجسيد للشيطان برأس ماعز ذو قرنين !!!
فكانت هذه أول خرافات بافوميت هذا، الذي يعيب علينا شيئاً يتسمّى به، ومن تسمّى بشيء أُعجبَ به .. فكان لادينيا " بافوميتيا " إن صحَّ التعبير ... ومن هنا نسأل :
هل الإله الذي تعبده اسمه بافوميت والذي يجسدونه برأس عنزة ؟؟!!
فكان هذا أول المهالك في " مستر معزة " .
ولا شكَّ أن القارئ ليعرف من خلال مشاركتنا في رابط " الأخ دارك " أن الحوار لم يكن مع اللادينيين حتى نفصل المسائل، أو نجيب بما تفهمه عقولهم الحامزة، إنما تساؤل من مسلم عن بعض المشاهدات الفلكية والتي توافق ما أخبرنا الإسلام من وجود كائنات أخرى تعيش في الكون غيرنا .
و "المستر معزة" يعيب علينا قولنا بما نعتقد بصحته يقيناً وأخبرنا عنه الإسلام، ولم نسمع له ركزاً حين ادعى بعض الملاحدة وجود كائناتٍ فضائيةٍ وأنها خلقتنا !!!
فما الفرق يا مستر معزة بين واحد يفسّر بعض المشاهدات الفلكية بوجود الجن - وهم مخلوقات مغايرة لنا - وبين من يفسرها بوجود كائنات فضائية - وهم أيضاً مخلوقات مغايرة لنا - ؟؟
أو أن نفسيتك المنفرطة والتي تتأسس على كره كل ما هو إسلامي تقبل الفرضية " ب " وترفض الجواب " أ " رغم أنهما معاً يصبان في تفسير واحد وهو وجود " كائناتٍ أخرى " ؟
وتأتي من بعيد لتنتقد استئناسنا بما عند مخالفينا في " شمس المعارف " - وإن قلناه غير جازمين بصحته - متجاهلاً أن السحر هو ممارسة طقوسية قائمة على التواصل مع هذه " الكائنات " ؟
ألا تدري بأن السحر مذهبُ يعتنقه كثيرٌ في الغرب " المتقدم "، له مسميات منها علم " الثيوصوفيا " والتي جعلت أحد أشهر معتنقيه وهي هلينا بلافاتسكي تقول : " السحر هو علم الاتصال مع الكائنات الفوقية والتحكم في تلك القوى " - كتاب Glossaire théosophique ص 226 -
معتنقو الثيوصوفيا هؤلاء بينهم فلاسفة ومفكرون وغيرهم غربيون كلهم مارسوا ذلك وأكدوا أنهم عاشوا تجارب مع كائنات من خلال السحر، كلهم لهم تجارب تشبه ما يحكى في كتب السحر عند العرب، ويأتي ديننا ويؤكد على مسألة هذا التواصل بين الجن والساحر، أمراضٌ نفسية كثيرة لقيت شفاءاً تواترت عليه الأمة .. أفنردُّ كل ذلك من أجل إرضاءك يا مستر عنزة ؟
عددٌ من الباحثين في ميادين متعلقة بالسحر والكائنات الأخرى أقروا بوجود تلك الكائنات واعتنقوا أدياناً متعددة بعد بحوثهم، أبرزهم الأمريكي Eric Inglesby والذي اعتنق المسيحية بعد تجربة تلبس، فأصبح يتتبع ظواهر Ovnis وخلص إلى أنها ليست كائنات فضائية إنما كائنات شيطانية !
أوَ لا تدري أن التخصص في الديانات السحرية هي شعبة من شعب علم مقارنة الأديان المعاصر والتي تناولها بالدراسة نخبة من علماء الأديان والاجتماع والأنتروبلوجيا ولا زالت تُدرّس في أرقى الجامعات الغربية، وهناك بحوث حول تأثير الديانات السحرية والطوطمية على تحريف عدد من أديان العالم المعاصر ؟
فهل ترى مقدار الجهل في ردك لأشياء لم تحط بها علماً ؟ فهذا واد ..
والأصلح إن كنتَ من أهل التعقل أن تبدأ الأمور من أصولها بنقاش لادينيتك أولا وليس مناقشة فرعيات غيبية متشابكة ومتسلسلة مع الأصول، فيمكنك على سبيل المثال أن تحدثنا عن بعض خرافتك :
مثلَ إيمانك بإله لم يرسل رسولاً وتركَ البشر هملاً يرتعون في موج الدنيا على غير الهدى .
أو مثلَ إيمانك بأن اللادينية المبعثرة تستطيع الحل محل الدين .
أو مثل إيمانك بألاَّ حساب ولا عقاب إنما هو إله خلق أرحاماً تدفع وأرضاً تبلع ولا يجازى مسيء فرَّ من العقاب، أو ظالمٌ احتال على مسكين ضعيف .
أو مثل إيمانك بأن أصل الإنسان قردٌ وأن الخلق جاء عبر التطور .
أو مثل تأثرك بالبافوميت !!!
وغيرها .. أما إن كنتَ لا تدري موبقات اللادينية وخرافاتها فذلك ألعن .
اختر فقط موضوعاً ودعنا نرى أينا يؤمن بالخرافات يا مستر عنزة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتب الجاحظ في إحدى رسائله إلى من سماهم : " أهل الجهالة والجفاء " : [ إلى أهل الجهالة والجفاء، وغلظ الطبع، وفساد الحسّ. ..فإنه ليس كلُّ صامتٍ عن حجته مبطلاً في اعتقاده، ولا كلُّ ناطقٍ بها لا برهان له محقّاً في انتحاله ..وقد كُنّا ممسكين عن القول بحجّتنا فيما تضمَّنه كتابنا هذا اقتصاراً على أن الحقَّ مكتفٍ بظهوره، مُبينٌ عن نفسه، مستغنٍ عن أن يُستدلَّ عليه بغيره؛ إذْ كان إنمَّا يُستدلُّ بظاهرٍ على باطن، وعلى الجوهر بالعرض، ولا يُحتاج أن يستدلَّ بباطن على ظاهر.وعلمنا أنّ خصماءنا وإنْ موّهوا وزخرفوا، غير بالغين للفلج والغلبة عند ذوي العدْل دون الاستماع منّا، وأنَّ كلَّ دعوى لا يفلُجُ صاحبها بمنزلة ما لم يكن، بل هي على المدَّعي كلٌّ وكربٌ حتَّى تؤدِّيه إلى مسّرة النُّجح أو راحة اليأس.]
ولا شك أن العضو بافوميت، وريث من أرسل لهم الجاحظ رسالته تلك، حيث أكثر القدح فينا بقلة أدب، وتجاوز في لمزنا الحدّ، مستغلاًّ غيابنا عن الصرح، ونقص همّتنا في الفضح، حتى أصبح في إمساكنا عنه نقيصة، وفي إعراضنا عنه كلَّ عويصة .. حاشراً أنفه في محادثةٍ إسلامية بحثة، متشبّعاً بما لم يُعطَ، ومتكلّماً بما لم يُروَ .
يعيب علينا قولنا بوجود الجن حسب عقيدتنا - وعقيدة غالب أديان الأرض -، ويلومنا على استئناسنا بـ " شمس المعارف " لبيان ما يقوله بعض أهل الظلمات، بما يكون في الأفلاك، وتنصُّ عليه بعض الأديان .
ومن عجيب المضحكات، وعظيم المتناقضات، التي تُظهر سفاهة الناقد، وضعف موقفه أنه يعيب علينا قولنا بالجن، واستشهادنا بالسحر، وهو يسمي نفسه baphomet !!! والبافوميت هو معبود الديانات السحرية التي لا زالت منتشرة في الغرب، وأول من قال به هم ماسونيو القرن الثالث عشر الميلادي وهو تجسيد للشيطان برأس ماعز ذو قرنين !!!
فكانت هذه أول خرافات بافوميت هذا، الذي يعيب علينا شيئاً يتسمّى به، ومن تسمّى بشيء أُعجبَ به .. فكان لادينيا " بافوميتيا " إن صحَّ التعبير ... ومن هنا نسأل :
هل الإله الذي تعبده اسمه بافوميت والذي يجسدونه برأس عنزة ؟؟!!
فكان هذا أول المهالك في " مستر معزة " .
ولا شكَّ أن القارئ ليعرف من خلال مشاركتنا في رابط " الأخ دارك " أن الحوار لم يكن مع اللادينيين حتى نفصل المسائل، أو نجيب بما تفهمه عقولهم الحامزة، إنما تساؤل من مسلم عن بعض المشاهدات الفلكية والتي توافق ما أخبرنا الإسلام من وجود كائنات أخرى تعيش في الكون غيرنا .
و "المستر معزة" يعيب علينا قولنا بما نعتقد بصحته يقيناً وأخبرنا عنه الإسلام، ولم نسمع له ركزاً حين ادعى بعض الملاحدة وجود كائناتٍ فضائيةٍ وأنها خلقتنا !!!
فما الفرق يا مستر معزة بين واحد يفسّر بعض المشاهدات الفلكية بوجود الجن - وهم مخلوقات مغايرة لنا - وبين من يفسرها بوجود كائنات فضائية - وهم أيضاً مخلوقات مغايرة لنا - ؟؟
أو أن نفسيتك المنفرطة والتي تتأسس على كره كل ما هو إسلامي تقبل الفرضية " ب " وترفض الجواب " أ " رغم أنهما معاً يصبان في تفسير واحد وهو وجود " كائناتٍ أخرى " ؟
وتأتي من بعيد لتنتقد استئناسنا بما عند مخالفينا في " شمس المعارف " - وإن قلناه غير جازمين بصحته - متجاهلاً أن السحر هو ممارسة طقوسية قائمة على التواصل مع هذه " الكائنات " ؟
ألا تدري بأن السحر مذهبُ يعتنقه كثيرٌ في الغرب " المتقدم "، له مسميات منها علم " الثيوصوفيا " والتي جعلت أحد أشهر معتنقيه وهي هلينا بلافاتسكي تقول : " السحر هو علم الاتصال مع الكائنات الفوقية والتحكم في تلك القوى " - كتاب Glossaire théosophique ص 226 -
معتنقو الثيوصوفيا هؤلاء بينهم فلاسفة ومفكرون وغيرهم غربيون كلهم مارسوا ذلك وأكدوا أنهم عاشوا تجارب مع كائنات من خلال السحر، كلهم لهم تجارب تشبه ما يحكى في كتب السحر عند العرب، ويأتي ديننا ويؤكد على مسألة هذا التواصل بين الجن والساحر، أمراضٌ نفسية كثيرة لقيت شفاءاً تواترت عليه الأمة .. أفنردُّ كل ذلك من أجل إرضاءك يا مستر عنزة ؟
عددٌ من الباحثين في ميادين متعلقة بالسحر والكائنات الأخرى أقروا بوجود تلك الكائنات واعتنقوا أدياناً متعددة بعد بحوثهم، أبرزهم الأمريكي Eric Inglesby والذي اعتنق المسيحية بعد تجربة تلبس، فأصبح يتتبع ظواهر Ovnis وخلص إلى أنها ليست كائنات فضائية إنما كائنات شيطانية !
أوَ لا تدري أن التخصص في الديانات السحرية هي شعبة من شعب علم مقارنة الأديان المعاصر والتي تناولها بالدراسة نخبة من علماء الأديان والاجتماع والأنتروبلوجيا ولا زالت تُدرّس في أرقى الجامعات الغربية، وهناك بحوث حول تأثير الديانات السحرية والطوطمية على تحريف عدد من أديان العالم المعاصر ؟
فهل ترى مقدار الجهل في ردك لأشياء لم تحط بها علماً ؟ فهذا واد ..
والأصلح إن كنتَ من أهل التعقل أن تبدأ الأمور من أصولها بنقاش لادينيتك أولا وليس مناقشة فرعيات غيبية متشابكة ومتسلسلة مع الأصول، فيمكنك على سبيل المثال أن تحدثنا عن بعض خرافتك :
مثلَ إيمانك بإله لم يرسل رسولاً وتركَ البشر هملاً يرتعون في موج الدنيا على غير الهدى .
أو مثلَ إيمانك بأن اللادينية المبعثرة تستطيع الحل محل الدين .
أو مثل إيمانك بألاَّ حساب ولا عقاب إنما هو إله خلق أرحاماً تدفع وأرضاً تبلع ولا يجازى مسيء فرَّ من العقاب، أو ظالمٌ احتال على مسكين ضعيف .
أو مثل إيمانك بأن أصل الإنسان قردٌ وأن الخلق جاء عبر التطور .
أو مثل تأثرك بالبافوميت !!!
وغيرها .. أما إن كنتَ لا تدري موبقات اللادينية وخرافاتها فذلك ألعن .
اختر فقط موضوعاً ودعنا نرى أينا يؤمن بالخرافات يا مستر عنزة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين