المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكوارث الطبيعية : غضبٌ من الله أم لها تفسيراتٌ علمية ؟



ابن عبد البر الصغير
01-12-2014, 03:29 AM
بخلاصة سريعة أقدّم زبدة الجواب عن أغبياء العلمانية العرب، وإن شئتَ التصريح فهو ردٌّ على مقال بإحدى المواقع الإخبارية عنوانه : " المغاربة وظواهر الطبيعة .. بين التفسير بالعلم والربط بغضب الله " .

أولا وقبل كل شيء راجعوا مقالي هذا :

كلمة للمتأثر بالمنهج العلمي التجريبي (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?50176-%DF%E1%E3%C9-%E1%E1%E3%CA%C3%CB%D1-%C8%C7%E1%E3%E4%E5%CC-%C7%E1%DA%E1%E3%ED-%C7%E1%CA%CC%D1%ED%C8%ED)

ثانيا : إلى الغبيّ مع التحية .. أما بعد

فلا شكَّ لو قرأتَ المقال وتبينتَ العلاقة الحقيقية بين العلم والدين، والحقول المعرفية بينهما، وحدود العلم التجريبي، فإنك ستكتشف تلقائيا أيها المأفون سطحية عنوانك ومقابلتك بين غضب الله/ والتفسير العلمي .

لأنه يا بني، شتّان بين سؤال الكيف، ولماذا !!!

بمعنى آخر إن ثقُل فهمك، وعمى بصرك :

كيف حصل التسونامي ؟ العلم يقول : أنه نتيجة زلزال حصل في قعر البحر .

لماذا حصل التسونامي ؟ العلم يقول : لا دخل لي بهذا السؤال وإنما أنا أفسر الظواهر كيفَ تحصل .

مثالٌ آخر : كيف نشأ الكون ؟ العلم يقول : أنه حصل نتيجة انفجار عظيم أدى إلى تشكل الكون ...

لماذا نشأ الكون ؟ العلم يقول : هذا من تخصص الدين إنما أنا مفسّرٌ للظواهر كيف حدثت .

لهذا أيها " السنطيحة الصحفية " فالعلم لا علاقة له بتقدير الله عز وجل والغاية من خلق الكون، أو تصريف الكوارث، أو متى يضرب الزلزال هنا، ومتى ينفجر البركان هناك، وأين ستقع الكارثة الفلانية، وغيرها .

سؤالٌ آخر : هل الكوارث الطبيعية غضبُ من الله ؟

الجواب : أدلةٌ كثيرةٌ في القرآن والسنة، دالّةٌ على أن الله عز وجلّ يهلك الأقوام بذنوبهم ويحذرهم عبر الكوارث الطبيعية، وحتى أهل الإسلام إن كثر فيهم الخبث مشمولون بهذا الغضب والوعيد .

سؤال ومسلكٌ دقيق : هل كل الكوارث الطبيعية هي غضبٌ من الله تعالى ؟

الجواب : ليست كلّ الكوارث الطبيعية هي غضبٌ محض، بل قد تُضرب أمةٌ مسلمة غالبٌ فيها الصلاح بكارثة طبيعية، تكونُ ابتلاءً لهم ورفعةً لهم، وامتحاناً لتوكّلهم وصبرهم .

سؤال : هل الكارثة الطبيعية خاضعة لمقتضى القضاء الفردي والجمعي ؟

الجواب : نعم، فقد تكون كارثةٌ ضربت أمة فيها الكافر والمسلم، والعاصي والطائع، فتكون عقوبةً للكفار وزيادةً في ضنكهم، وتكون موعظةً وتنبيها للعصاة وفتح باب التوبة لهم، وقد تكون ابتلاءً للصالحين، فمنهم من قد ينال الشهادة بتلك الكارثة - راجع الأحاديث الواردة في أنواع الشهادة - ، وهكذا دواليك حتى تكون الكارثة امتحاناً فرديا لكل عضوٍ في تلك الأمة .

سؤال : هل هذه القاعدة مطردة في الصالحين والكفار ؟ فالفجور في بلاد الكفر أكثر وعلى ذلك كان إهلاكهم عن بكرة أبيهم أولى .

الجواب : القاعدة ليست مطردة وليست سواء بين المسلم والكافر، فالتنعيم يحصل لكثير من الكفار من باب أن لا حظّ له في الآخرة - كما في الحديث الصحيح -، ومردّ ذلك إلى أن الله تعالى متصرف بعباده وممتحنهم فرداً فرداً في الدنيا قبل الآخرة، وهو الأعلم سبحانه بمغزى تقديره وقضاءه عز وجل، ولا يمكن وضع قاعدة مطردة تعم كل البشر، وقياس الكوارث التي تصيب أهل الإسلام على كوارث الكفار ليس قياساً صحيحاً لاختلاف غايات التقدير .

ولو أراد الله إهلاكهم كلهم لفعل عز وجل، لكن سنته الجارية أنه يمهل العباد إلى يوم القيامة، فأمهل إبليس إلى يوم الوقت المعلوم، ولا يستقيم ابتلاء دنيوي دون كفر، وإنما أصل الإمتحان التدافع بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، لكن ذلك لا يتعارض مع أن الكوارث الطبيعية التي تضربهم من حين لآخر هي عذابٌ دنيوي عاجل، قد يكون تقديره لبيان ضعف الإنسان، وتذكيره بالآخرة وانتشاله من المادية، وقد يكون لإيقاظ همم أقوام على الإيمان بالإله الخالق، وغير ذلك من التصريفات التي لا يعلمها إلا الله تعالى وقد يتنوع من فردٍ لآخر حسب مقتضى حكمة الله تعالى.

واعلم أن مقتضى الإهلاك القرآني إقامة الحجة على الكفار، فلو تلاحظ أيها القارئ أن كل الأمم السابقة التي أُهلكت عن بكرة أبيها كان فيها نبيٌّ دعاهم إلى الإيمان، فكثر صدهم وظلمهم وقامت عليهم الحجة فأعرضوا فأهلكهم الله تعالى .

واليوم انقطعت حقبة الأنبياء، وكان في الكفار من لا يعرف أصلاً ما هو الإسلام ولم تصله دعوةٌ، ومنهم من قد وصلتهم مشوهة لظروفٍ معينة وغيره ممن لم تقم عليهم الحجة، فيكون أن الإهلاك الكلّي للأمم لا يكون إلا حين إقامة الحجة عليهم - عبر استقراءنا - ومن هنا أيضاً نرى مانعاً للإهلاك الكلي، والله أعلم وأحكم.

فإن تأملتَ هذه النقاط السريعة رأيتَ أن مثل تلك المقالات ما هي إلا وساوس متهافتة يلقيها الشيطان في نفوس البشر .

والطريف للختام : أن الصحفي أخذ رأي أستاذ في علم الاجتماع، والذي نفى غضب الله في الكوارث، لكنه قال " أنَّ النظرَ إلى غضبِ الطبيعة من زاوية المرجعيات المتداولة... "

حرنا مع العلمانيين، لا نقول غضب الله لكن لنقل غضب الطبيعة - وهي لا تعقل -، فالغضب ليس مختلَفاً فيه، إنما يعترضون عن إلى من يُنسب . ولا نقول إلا تعددّت الأسباب والتخريفُ واحدُ.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

التوحيد غايتي
01-12-2014, 04:17 PM
في الصميم !
جُزيتم خيرا

( محمد الباحث )
01-12-2014, 05:00 PM
انا أؤيد طرحك اخي ابن عبد البر لكن احيانا يحتاج الامر لشرح بعض مما اتيح لنا من الحكمه بما يتاح لنامن العلم و هنا يجب ان نربط بين العلم و الدين ولا يزيد و لا ينقص من ايمان المسلم شئ لانه يسلم و يستسلم بحكمة رب العباد جل شأنه
و لكن لان الملاحده تفكيرهم محدود بما يخص الحكمه الالهيه فلن يقتنعوا بموضوع لماذا كذا او كذا لانهم سيتخذوها ذريعه لان الالحاد في هذا العصرا قائم علي الاعتراض علي فكرة الله لا نفي وجوده الا قليلا و هذا تجده دائما عندما تسئل اي ملحد ما دليلك علي عدم وجود اله لا تجده يجيب بل يرمي عاتق الدليل عليك و هذا من اخطاء المنطق لديهم التي كثيرا ما اجدهم يرددوها
فيعللوا عدم وجوده بأن هناك اشياء لانفهمها ولا الحكمه منها و يتمسكوا بهذه الذريعه فيضلوا و يضلوا
هذا جزء من اجتهادي حول الامر و اري ان موضوعك رائع اخي و الله المستعان
هل للبراكين و الزلازل و الاعاصير فوائد؟؟؟؟ (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?49990-%E5%E1-%E1%E1%C8%D1%C7%DF%ED%E4-%E6-%C7%E1%D2%E1%C7%D2%E1-%E6-%C7%E1%C7%DA%C7%D5%ED%D1-%DD%E6%C7%C6%CF%BF%BF%BF%BF)

د. هشام عزمي
01-12-2014, 06:07 PM
لا تعارض بين العلة المادية والعلة الفاعلة للشيء الواحد .. كلام هؤلاء العلمانيين جهلٌ وعبثٌ !

ابن سلامة القادري
01-12-2014, 07:05 PM
إشكالهم بسبب التبسيط في النظر إلى علة الفعل و هو أعقد من إشكالية وجود العلة الفاعلة لديهم .. فهم يرون أن الزلازل تحدث في كل مكان تقريبا و دون ضابط قدري و خطوط زلازل قد تنفي وجود العلتين معا .. و هذا ما حاول أستاذنا الفاضل بيانه بالتفصيل. فليس كل حدث في الكون خيرا أو شرا ندرك علة فعله باعتبار أن العلة ليست واحدة و لو أن الفعل واحد هو فعل الله تعالى. من أجل ذلك كثيرا ما نقرأ عقب قصص القرآن و أحداثه التي يسوقها و أحكامه قول الله تعالى : إن ربك عليم حكيم .. إن ربك حكيم عليم. سبحانه و تعالى قد أحاط بكل شيء علما.

ناهيكم عن أن الشر الحقيقي في هذا العالم هو شر الأنفس .. و لأنه شر لا بد منه فهو سبب كل الكوارث على الإجمال و التحقيق.

ابن عبد البر الصغير
01-27-2014, 11:44 AM
شرفني مرور الإخوة الكرام ولا زلنا نعاني من سطحية العلمانيين لا أقام الله لهم راية