المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حل بسيط ونهائي لمعضلة الشر التي تقف حائلا امام البعض لمعرفة الله



محمد احمد السلامى
01-21-2014, 05:14 PM
مشكلة الشر او معضلة الشر كانت سبب في انتقال كثير من المؤمنين الغربيين الى الالحاد .. على العكس فى مجتمعاتنا قد يكون الالحاد لاسباب علمية او نفسية او فلسفية اخرى .. لكن لم تكن ابدا معضلة الشرء جزء كبير من اسباب تحول المسلمين للالحاد لان فكرة الشر فلسفيا مردود عليها من نواح عدة على عكس النصرانية مثلا والتي تصف الاله بأنه محبة خالصة .. يتعارض هذا الوصف مع مايراه النصراني من شرور ومتاعب للبشر والحيوانات فى الطبيعة فيؤدي هذا التناقض لرفض النصراني الفكرة الالهية بالكلية ... لكن فى السنوات الاخيرة وبسبب انفتاح الفضاء الانترنتي على اوسع مصراعيه ( ولا اعرف هل هذا امر جيد ام سيء ) .. دخلت مشكلة الشر من ضمن الاسباب القوية فى انتاج الالحاد النفسي .. لا اعلم ربما تكون اقتباس من الغرب لان دائما الحضارة الاعلى تفرض نفسها على الحضارة الادنى واقصد بذلك الحضارة الغربية التي وصلت لمراحل من الرفاهية وحقوق الانسان ما جعلها ترى فى ابسط المشاكل والشرور مانع من قبول فكرة الاله العادل الخير ( بتشديد الياء ) والمحب .. كما اسلفت انطوت مشاعر الامتعاض عند الغربيين على بنو جلدتنا من العرب والمسلمين الشرقيين عموما .. واصبح الملحد النفساني العربي فى خضم المناقشات والتأملات الخاصة به لما حوله يدفع بهذه المشكلة الفلسفية الى جعبة اسبابه لرفض الاله او لانعدام ايمانه او حتى قبوله به ... كنت قد قرأت من قبل على ان الاحاسيس السلبية معدية بطبعيتها .. يعني اذا وجدت انسان يبكي وانت فى قمة السعادة سوف تتحول حالتك المزاجية والنفسية مئة وثمانون درجة من السعادة للحزن ...كذلك الاحباط والغضب كلها احاسيس معدية .. على العكس قد تكون الاحاسيس الاجابية معدية ايضا لكن ليس بنفس الدرجة .. عموما .. الاحاسيس السلبية لدى المواطن الغربي عن الاله انتقلت للمواطن الشرقي واصبح ينظر الى الاله فى غالب الوقت من خلال ما يسمعه من ملاحدتهم عن الاله .. لماذا وكيفما والى متى ...
الحل الذي احاول ان اقدمه اليوم وهو ليس بجديد هو حل فلسفي بسيط قد يتصور الملحد ان الرد سوف يكون عن طريق اقتباس مقالات وايات واحاديث عن مشكلة الشر .. والمفاجأة اني سوف اجيبه بعيدا عن وجهة النظر الاسلامية كليا .. والحل سيكون فلسفي باختصار:
الشر هو مفهوم ديني توصيفا .. وهو فكرة عقلية ... انا أعرف الشر بانه نقص الخير وليس بأنه شيء موجود .. قد يستغرب القارىء كلامي لكنه لو تأمل سوف يجده حقيقي ..
الحياه في حد ذاتها نعمة ويتفق معي المعظم على هذا . فأذا اخذ الاله بعض هذه الحياة فهو انتقاص لفضله ومن يتفضل مبدأيا ثم ينتقص من فضله القليل فلا يمكن لومه لانه وحده المتفضل العاطي صحيح ؟
ايضا فكرة الحياة الصحية .. اي ان يكون الشخص فى كامل صحته وعنفوانه .. هي منحة وفضل واذا انتقص الاله منها لا يمكن لومه ( كان من الممكن ان يخلقك الاله على هيئة متأملة طوال حياتك مثلا ان تكون مسؤول عن دقات قلبك ببذل مجهود معين مع كل دقة ) .. فلو سلب الواهب بعض الصحة التي اعطاها فى البدء للانسان لا يمكن لومه .. اعطيك خمسة عشر دولار ثم اسحب منها اثنين دولار في النهاية انا شخص خير ومتفضل عليك صح ؟
لا احتاج ان اسحب التحليل السابق على كل الحجج من حيث الزلازل والبراكين لان الاعضاء فى المنتدى على مستوى فكري يسمح لهم بانهاء الحسبة فى ادمغتهم ونحسبهم على خير ان شاء الله .. والحمد لله .

محمود عبدالله نجا
01-22-2014, 04:17 AM
أيضا اذا كملت النعمة من كافة الأوجه في الدنيا فلا قيمة لموعود الجنة عندئذ, فطالما تحقق للانسان كل ما يريد في الدنيا فلماذا يفكر في الآخرة
ينبغي دوما أن نفكر في الدنيا علي أنها دار ابتلاء, و لا ينفك البلاء عن الشر أو الخير {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء35

وصدق الذي لا ينطق عن الهوي (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)
نعم رؤية الشر علي أنه خير ليس لأي أحد الا المؤمن الذي يري خير آخرته خيرا من خير دنياه
بالأمس القريب مات ابن صديقي وهو وحيده وذلك بعد صراع طويل مع السرطان, و العجيب أنه دفنه بيده وهو في قمة الرضا عن الله
(عجبا لأمر المؤمن) هذه القولة تدل علي أن الصبر علي الشرور لهو مما يتعجب له, ولكن العجب يزول اذا كان المتعجب منه هو المؤمن
آه لو يعرف الملحد كم خسر بسبب الحاده الذي منعه من فهم فلسفة الوجود الحقيقية فتألم لكل ما اصابه تألم الثكالي و تعكر كل خير عنده بسبب ما يظنه شر محض, و سيظل كذلك حتي يؤمن بالله فيستوي عنده الخير بالشر طالما ينتهي كل شيء بالموت, ليري الخير المطلق الذي لا ينغصه شر في الجنة والشر المطلق الذي لا خير فيه علي الاطلاق في نار جهنم, فالمؤمن يعيش في الدنيا منتظر لفضل ربه في الآخرة, يحب قدر الله في دنياه أكثر من حبه لما يهوي ويتمني