د. هشام عزمي
01-26-2014, 07:52 AM
كتب الأخ ماهر أمير على هذا الرابط (https://www.facebook.com/maher3f/posts/10151898044926476) :
حمزة تزورتزس ، مناظر الملاحدة الشاب الذكي الفذ ، ترى تأثير ابن تيمية و التراث التيمي في طرحه ، بل يذكره و يقتبس منه صراحةً في مقام حجاج الملاحدة ...
و لكن عنده خطأ يكرره في كل مناظرة لاسيما في مداخلته الأولى حين يذكر الأدلة على امتناع قدم العالم ،
فيقول : " من غير المنطقي أن يكون العالم قديمًا لأنه يلزم من ذلك أن يكون عندنا زمن قديم لامتناهي من الحوادث ، فيكون تاريخنا قديمًا !
و لكن هل هذا ممكن ؟ هل يمكن أن يوجد اللامتناهي حقيقةً في الخارج ؟
أنا أقول : لا !
لنقل مثلًا أن عندك عدد لامتناهي من الموز ، إذا أخذت منه موزة ، كم يبقى عندك من الموز ؟ الجواب : عدد لانهائي !
فلا وجود للانهائية في الخارج ! . " اهـ مختصر مفهوم كلامه
فأخذ موزة يوجب أن يكون اللامتناهي قل مع كونه بقي على حاله لانهائيًا ! و أنك أنقصته و لم تنقصه ، و هذا محال .
التعليق : ما ذكره يفيد أن اللانهائي لا يوجد في الخارج مجتمعًا مرة واحدة أو دفعة واحدة ، و لكنه لا يفيد ما استدل به عليه من امتناع تاريخ لامتناهي من الحوادث ، و لكنه تصور التاريخ القديم من الحوادث أمرًا متعينًا موجودًا في الخارج مرة واحد!
و ليس هذا مما يقول به أحد ، بل الأحداث يتلو بعضها بعضًا و يعدم الواحد منها و هو مسبوق بعدم نفسه ، و ليست موجودة بمجموعها في الحال مرة واحد لكي يطبق عليها المثال الذي ذكره ،
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " ثم للناس في هذا جوابان أحدهما قول من يقول ما مضى من الحوادث فقد عدم وما لم يحدث لم يكن فالتطبيق في مثل هذا أمر يقدر في الذهن لا حقيقة له في الخارج كتضعيف الأعداد فإن تضعيف الواحد أقل من تضعيف العشرة وتضعيف العشرة أقل من تضعيف المائة وكل ذلك لا نهاية له لكن ليس هو أمرا موجودا في الخارج , ومن قال هذا فإنه يقول إنما يمتنع اجتماع ما لا يتناهى إذا كان مجتمعا في الوجود سواء كانت أجزاؤه متصلة كالأجسام أو كانت منفصلة كنفوس الآدميين ويقول كل ما اجتمع في الوجود فإنه يكون متناهيا ومنهم من يقول المتناهى هو المجتمع المتعلق بعضه ببعض بحيث يكون له ترتيب وضعي كالأجسام أو طبيعي كالعلل وأما ما لا يتعلق بعضه ببعض كالنفوس فلا يجب هذا فيها .
منهاج السنة (1|435)
و هو يثبت حوادث لا أول لها و لكنه أراد نقض القول بقدم العالم فاستدل بما ينقض أزلية فعالية الله ، و قد تنبه لهذا أحد الحضور و سأله عنه و ألزمه بتسلسل الحوادث في المستقبل و أبديتها بخلود الجنة ، فأجاب حمزة : كلامي في العالم الموجود المخلوق هذا لا ما وراءه مما يقع خارج إدراكنا و تعقلنا ،
و تفريقه هو نتيجة خلطه بين الكلام عن حكم العقل القطعي بامتناع وجود اللامتناهي ، و الكلام عن الحكم العادي أو الاستقرائي المبني على المشاهد الخاص بالعالم المخلوق .
و خطؤه الثاني قوله بحدوث الزمان بإطلاق ، و عدم تفريقه بين الزمان الوجودي و بين الزمان الذهني الاعتباري الذي ليس له وجود في الخارج ،
فتنبه لذلك مخاصمه ريك لويس و ألزمه مستدلًا بكلام هوكينج قائلًا : قولك هل للعالم -الذي يشمل الزمن بإطلاق حمزة- موجد يسبقه ، هو كقولك : ما هو شمال القطب الشمالي !
مشيرًا إلى تناقض القول بحدوث الزمان و بوجود شيء قبله ، كون القبلية نسبة زمانية أيضًا ،
و الحق التفريق بين الزمان المخلوق و الزمان الاعتباري فالأول مخلوق و هو ما توصف به مقادر الحركة المخلوقة المعينة كحركة الأفلاك و حركة عقارب الساعة ، و الثاني اعتباري ليس شيئًا موجودًا في الخارج ليكون مخلوقًا و إنما هو اعتبار ذهني بنسبة حادث إلى حادث ، و هو أمر سهل تقريره عند معتقدي أزلية فاعلية الله ، و أنه يفعل فعلًا قبل فعل و فعلًا بعد فعل سبحانه ، فله أفعال من الأزل تقع النسبة الزمانية الذهنية بينها ، و ليس الدهر أو الزمن بهذا المعنى موجودًا أو مخلوقًا ، لكونه اعتباريًا محضًا ، و من قال بأن الزمن مخلوق ، يريد الأول لا الثاني ،
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " هذا المذهب مبني على إثبات دهر غير مقدار الحركة ، و خلاء موجود ، و هذا باطل عند جمهور العقلاء ، و من قال ببعض ذلك من المسلمين فإنه يجعله مخلوقا لله تعالى و لا يقول إنه قديم " الأصفهانية (292)
و القول بالزمان الاعتباري لا يفيد أن هناك شيء يسمى (زمان) قديم مع الله يؤثر فيه ، بل هو مجرد وصف و اعتبار لأفعاله سبحانه التي لا بداية لها و لا تنتهي ،
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " والمقصود أن التقدم بالزمان لا يشترط أن يكون الزمان مؤثرا فيه ."
بيان تلبيس الجهمية (5|218)
ملاحظة دونتها منذ زمن على هذين الأمرين اللذين رأيت أنهما يتكرران في مناظراته و كانا مما أشكل علي حينها ، و لا يسعني إلا أن أدعو له وقد ذكرته فأقول : وفقه الله و نصره و نفعنا به ، و مثلي دون أن ينتقد مثله من العاملين ممن تعلمنا منهم الكثير و لا نزال .
حمزة تزورتزس ، مناظر الملاحدة الشاب الذكي الفذ ، ترى تأثير ابن تيمية و التراث التيمي في طرحه ، بل يذكره و يقتبس منه صراحةً في مقام حجاج الملاحدة ...
و لكن عنده خطأ يكرره في كل مناظرة لاسيما في مداخلته الأولى حين يذكر الأدلة على امتناع قدم العالم ،
فيقول : " من غير المنطقي أن يكون العالم قديمًا لأنه يلزم من ذلك أن يكون عندنا زمن قديم لامتناهي من الحوادث ، فيكون تاريخنا قديمًا !
و لكن هل هذا ممكن ؟ هل يمكن أن يوجد اللامتناهي حقيقةً في الخارج ؟
أنا أقول : لا !
لنقل مثلًا أن عندك عدد لامتناهي من الموز ، إذا أخذت منه موزة ، كم يبقى عندك من الموز ؟ الجواب : عدد لانهائي !
فلا وجود للانهائية في الخارج ! . " اهـ مختصر مفهوم كلامه
فأخذ موزة يوجب أن يكون اللامتناهي قل مع كونه بقي على حاله لانهائيًا ! و أنك أنقصته و لم تنقصه ، و هذا محال .
التعليق : ما ذكره يفيد أن اللانهائي لا يوجد في الخارج مجتمعًا مرة واحدة أو دفعة واحدة ، و لكنه لا يفيد ما استدل به عليه من امتناع تاريخ لامتناهي من الحوادث ، و لكنه تصور التاريخ القديم من الحوادث أمرًا متعينًا موجودًا في الخارج مرة واحد!
و ليس هذا مما يقول به أحد ، بل الأحداث يتلو بعضها بعضًا و يعدم الواحد منها و هو مسبوق بعدم نفسه ، و ليست موجودة بمجموعها في الحال مرة واحد لكي يطبق عليها المثال الذي ذكره ،
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " ثم للناس في هذا جوابان أحدهما قول من يقول ما مضى من الحوادث فقد عدم وما لم يحدث لم يكن فالتطبيق في مثل هذا أمر يقدر في الذهن لا حقيقة له في الخارج كتضعيف الأعداد فإن تضعيف الواحد أقل من تضعيف العشرة وتضعيف العشرة أقل من تضعيف المائة وكل ذلك لا نهاية له لكن ليس هو أمرا موجودا في الخارج , ومن قال هذا فإنه يقول إنما يمتنع اجتماع ما لا يتناهى إذا كان مجتمعا في الوجود سواء كانت أجزاؤه متصلة كالأجسام أو كانت منفصلة كنفوس الآدميين ويقول كل ما اجتمع في الوجود فإنه يكون متناهيا ومنهم من يقول المتناهى هو المجتمع المتعلق بعضه ببعض بحيث يكون له ترتيب وضعي كالأجسام أو طبيعي كالعلل وأما ما لا يتعلق بعضه ببعض كالنفوس فلا يجب هذا فيها .
منهاج السنة (1|435)
و هو يثبت حوادث لا أول لها و لكنه أراد نقض القول بقدم العالم فاستدل بما ينقض أزلية فعالية الله ، و قد تنبه لهذا أحد الحضور و سأله عنه و ألزمه بتسلسل الحوادث في المستقبل و أبديتها بخلود الجنة ، فأجاب حمزة : كلامي في العالم الموجود المخلوق هذا لا ما وراءه مما يقع خارج إدراكنا و تعقلنا ،
و تفريقه هو نتيجة خلطه بين الكلام عن حكم العقل القطعي بامتناع وجود اللامتناهي ، و الكلام عن الحكم العادي أو الاستقرائي المبني على المشاهد الخاص بالعالم المخلوق .
و خطؤه الثاني قوله بحدوث الزمان بإطلاق ، و عدم تفريقه بين الزمان الوجودي و بين الزمان الذهني الاعتباري الذي ليس له وجود في الخارج ،
فتنبه لذلك مخاصمه ريك لويس و ألزمه مستدلًا بكلام هوكينج قائلًا : قولك هل للعالم -الذي يشمل الزمن بإطلاق حمزة- موجد يسبقه ، هو كقولك : ما هو شمال القطب الشمالي !
مشيرًا إلى تناقض القول بحدوث الزمان و بوجود شيء قبله ، كون القبلية نسبة زمانية أيضًا ،
و الحق التفريق بين الزمان المخلوق و الزمان الاعتباري فالأول مخلوق و هو ما توصف به مقادر الحركة المخلوقة المعينة كحركة الأفلاك و حركة عقارب الساعة ، و الثاني اعتباري ليس شيئًا موجودًا في الخارج ليكون مخلوقًا و إنما هو اعتبار ذهني بنسبة حادث إلى حادث ، و هو أمر سهل تقريره عند معتقدي أزلية فاعلية الله ، و أنه يفعل فعلًا قبل فعل و فعلًا بعد فعل سبحانه ، فله أفعال من الأزل تقع النسبة الزمانية الذهنية بينها ، و ليس الدهر أو الزمن بهذا المعنى موجودًا أو مخلوقًا ، لكونه اعتباريًا محضًا ، و من قال بأن الزمن مخلوق ، يريد الأول لا الثاني ،
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " هذا المذهب مبني على إثبات دهر غير مقدار الحركة ، و خلاء موجود ، و هذا باطل عند جمهور العقلاء ، و من قال ببعض ذلك من المسلمين فإنه يجعله مخلوقا لله تعالى و لا يقول إنه قديم " الأصفهانية (292)
و القول بالزمان الاعتباري لا يفيد أن هناك شيء يسمى (زمان) قديم مع الله يؤثر فيه ، بل هو مجرد وصف و اعتبار لأفعاله سبحانه التي لا بداية لها و لا تنتهي ،
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " والمقصود أن التقدم بالزمان لا يشترط أن يكون الزمان مؤثرا فيه ."
بيان تلبيس الجهمية (5|218)
ملاحظة دونتها منذ زمن على هذين الأمرين اللذين رأيت أنهما يتكرران في مناظراته و كانا مما أشكل علي حينها ، و لا يسعني إلا أن أدعو له وقد ذكرته فأقول : وفقه الله و نصره و نفعنا به ، و مثلي دون أن ينتقد مثله من العاملين ممن تعلمنا منهم الكثير و لا نزال .