المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نزول الله إلى السماء الدنيا كل ليلة، حقيقي أم مجازي...؟



سـلطان
02-08-2014, 01:25 PM
نزول الله إلى السماء الدنيا كل ليلة، حقيقي أم مجازي...؟


روي في الصحيحين أن الله سبحانه ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا..

وأجمع أهل العلم على أن النزول في هذا الحديث نزول حقيقي فعلي، أي أن الله بذاته ينزل إلى السماء الدنيا، ولكنه
نزول يليق بجلاله وعظمته وألوهيته المقدسة..

اعترض أتباع الدينين الأشعري والصوفي وغيرهما من أتباع الفرق البدعية الضالة على عقيدة أهل السنة والجماعة
في حديث النزول، فذهبوا إلى أن النزول المعني في الحديث هو نزول رحمة الله، لا نزول الله بذاته..

وسنثبت بإذن الله في هذا البحث المختصر بأن النزول المعني في الحديث هو نزول حقيقي فعلي وليس مجازي..

أولا:
قوله صلى الله عليه وسلم عبارة: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا"، جائت تحديدا بوحي من الله، ولم تكن مصادفة
او فلتتة لسان أو اجتهاد شخصي، وكان الله قادرا على أن يجري على لسان رسوله عبارات مثل: "تنزل رحمة الله
إلى السماء الدنيا.."، أو: "ينزل ملكا إلى السماء الدنيا.."، وحيث أنه صلى الله عليه وسلم
حدد النازل بالإسم وهو الله سبحانه بذاته، فقد دل ذلك على أن النزول حقيقي فعلي وليس مجازي.

ثانيا:
نزول ربنا إلى السماء الدنيا هو نزول لا تحكمه قوانين المادة التي تحكم حركة المخلوق في الوجود، ومن كانت حركته
خارج قوانين المادة، كانت حركته خارجة عن نطاق قدرة العقل على فهمها، وإثبات ذلك كالتالي:

الجني، مخلوق موجود يعيش بيننا، ولكن حركته لا يمكن عقلنتها لأنها خارجة عن قوانين المادة التي تحكم الوجود،
فنحن لا نراه على الرغم من أنه موجود معنا فعليا وبجسمه في ذات المكان الذي نكون فيه، وقد يتكلم مع أمثاله من الجن
ولكننا لا نسمع له صوتا، ويمكن أن يخترق أجسامنا ويستقر فيها دون أن نشعر بشيء، كما يمكن أن يخترق الحوائط
وأي جسم صلب.

وإذا كانت حركة الجني، وهو مخلوق، خارجة عن قوانين المادة التي تحكم الوجود، كان الله الخالق سبحانه أحق وأولى
أن لا يحكم أفعاله أي قانون من قوانين الوجود التي نعرفها، وهذا يلزمنا أن نؤمن بأن نزول الله إلى السماء الدنيا نزول
حقيقي لا يحكمه أي قانون من القوانين التي تحكم الوجود المادي.

ومن سفاهة الرافضين لحديث نزول الله بذاته إلى السماء الدنيا وصغر عقولهم، هو أنهم يريدون أن تكون أفعال الله على
مستوى فهم عقولهم الناقصة ليصدقوا وقوعها، وما كان خارج عقولهم من أفعال الله، كذبوه ورفضوه، وألفوا من عندهم
أسبابا وتبريرات له ما أنزل الله بها من سلطان أملتها عليهم أحلامهم وقصور عقولهم.


نسأل الله السلامة والعافية.

رمضان مطاوع
02-12-2014, 08:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله

وأجمع أهل العلم على أن النزول في هذا الحديث نزول حقيقي فعلي، أي أن الله بذاته ينزل إلى السماء الدنيا، ولكنه
نزول يليق بجلاله وعظمته وألوهيته المقدسة..

نرجو توضيح أكثر لهذا المقتبس .. وجزاكم الله خيرا

هشام بن الزبير
02-12-2014, 09:11 PM
أخي رمضان,
نحن نقرأ في كتاب الله : (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ونقرأ: (هل تعلم له سميا) ونقرأ: (ولم يكن له كفوا أحد).
فالقرآن نفى عن ربنا مماثلة شيء من مخلوقاته, لكنه أثبت له صفات الكمال.
فلو سألنا أي مسلم عن قوله تعالى: (وهو السميع البصير) فإن أحدا لن يستشكل اتصاف الباري سبحانه وتعالى بصفتي السمع والبصر, ولن يتوهم أحد أن سمع الخالق كسمع المخلوقين. أليس كذلك؟
لكن الإشكال يتطرق إلى عقول كثير من الناس حين يسمعون النصوص التي تصف الله بالمجيء والنزول والإستواء ونحوها, والسبب أنهم لا يتصورون هذه الصفات إلا مقترنة بما عهدوه من مجيء ونزول واستواء الأجسام, إذن التشبيه يحصل في أذهان الناس, وليس مرتبطا بالصفة ذاتها, لأن القرآن صريح في أن ربنا: (ليس كمثله شيء), وهذا معنى أن السلف يثبتون لله نزولا يليق بذاته العلية, ونحن محجوبون عن معرفة الكيفية, ويسعنا أن نثبت الصفة مع اعتقاد التنزيه الكامل لربنا ذي الجلال والكمال, وكل ما خطر ببالك, فالله بخلاف ذلك, والنزول معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة, والله تعالى أعلى وأحكم, أسأل الله أن يهدي قلوبنا, وأن يشفينا من داء الاعتراض, ومن داء التشبيه والتعطيل, وأن يميتنا على السنة والجماعة وتعظيم القرآن والسنة.

الشهرستاني
02-12-2014, 11:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله


نرجو توضيح أكثر لهذا المقتبس .. وجزاكم الله خيرا

نصوص الكتاب والسنه تؤخذ على ظاهرها دون تأويل أو تحريف كما يفعل أهل الكلام والفلاسفه ومن دار حول فلكهم , وهذا ما يتم تطبيقه في حديث النزول ..
ففي الحديث ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا يؤخذ النص على ظاهره وهو أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ولا يؤول إلى أن النزول هو نزول النعمه مثلاً , فالمعنى ظاهر من النص ويؤخذ كما هو دون تأويل ..
ولكن كيفية النزول مجهوله لا يمكن أن يدركها أحد ولا أن يعيها ولا أن يتصورها , وهذا ينطبق على كل أسمائه وصفاته وكل ما جاء في النصوص عنه سبحانه وتعالى لقوله جل وعلا: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ..
أما قوله بأن النزول يليق بجلاله وعظمته فهذه واضحه يا أخي الكريم , فنزول الله تعالى إلى السماء الدنيا وهو الواحد الأحد الفرد الصمد ملك الملوك لا بد أن يليق بجلالته وهو الحي القيوم له كل صفات الكمال , وكما أننا كبشر لا يمكننا أن نتصور هذه الصفات فنحن لا يمكننا أن نتصور هذا النزول ..
والله تعالى أعلم ..

سـلطان
02-13-2014, 07:07 AM
.

الأخ الفاضل رمضان، وفقه الله لكل خير..

للإجابة على سؤالك..

أنت تؤمن بأن الله سبحانه هو خالق قوانين الوجود، أليس كذلك...؟

وتؤمن أيضا بأن من خلق هذه القوانين قادر على تعطيلها وقتما يشاء، وقد فعل ذلك سبحانه بقوله
تعالى: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)، فعطل الله قانون الإحراق في النار فلم تستطع
أن تمس نبي الله إبراهيم بسوء..

فكل القوانين الرياضية التي تحكم الوجود والتي نعرفها نحن البشر، ومن بينها قوانين تحرك الجسم
المادي من الأعلى إلى الأسفل وبالعكس، خلقها الله لتحكم حركة المخلوق، ولم يخلقها لنفسه
سبحانه، فالله سبحانه لا يحكمه أي قانون من قوانين المادة لأنه هو خالقها، وهو وحده من يستطيع
تعطيلها.


فهم أهل العلم هذه الحقيقة، فحددوا على ضوئها موقفهم من حديث النزول، واتفقوا على أن نزول
ربنا سبحانه إلى السماء الدنيا، نزول حقيقي فعلي، لا يمكن عقلنته وفهم كيفيته لأنه نزول لا يحكمه
أي قانون من قوانين المادة التي تحكم المخلوق في حركته وسكونه.

ولهذا، اتفقوا على أن كل ما ورد في القرآن من أفعال الله، يجب أن تؤخذ على ظاهرها كما هي
دون تعطيل ولا تشبيه ولا تأويل، لأنها أكبر من قدرة عقولنا على فهمها..

فعبارة "الله أكبر.." التي تقولها عشرات المرات في اليوم في صلواتك، تعني بأن الله أكبر من أن
يحتوي أفعاله عقل المخلوق ويفهمها.


نسال الله السلامة والعافية.
.

رمضان مطاوع
02-13-2014, 10:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام :
أولا : قبل كل شيء جازاكم الله خيرا على هذه الردود الوافية وأنا ليس من منكري أي لفظ شرعي ورد في كتاب الله أو سنة رسوله (ص) وأؤمن والحمد لله بما جاء فيهما بالحرف الواحد وثبتنا الله وإياكم على الهدى والصراط المستقيم .. آمين
ونحن جميعا ننزه الله سبحانه وتعالى فهو بلا شك المنزه والمتعالي عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته وألوهيته المقدسة , سواء كلامه على لسان رسوله (ص) الذي لا ينطق عن الهوى , أو صفاته التي تظهر وتتجلى في هذا الكون المادي
ثانيا : العبد الحقيقي يتقرب إلى الله في أي وقت فما بالكم إذا ترك فراشه في الثلث الأخير من الليل فيكون من المقربين كالملائكة والأنبياء - والملائكة هم السلسلة المركزية التي تصل بين الله تعالى وبين الخلق وعن طريق هذه السلسلة يستمد الإنسان الفيوض الإلهية المختلفة كوحي الإلهام والرؤى والكشف واستجابة الدعاء وغيره , وتعلق الإنسان بربه وصلته به وتقربه إليه تكون عن طريق الملائكة , ونزول الملائكة بالرحمات إلى السماء الدنيا هو في الحقيقة نزول الله لأنهم أدواة في يد الله , لأنهم حلقة الوصل بين الله تعالى وخلقه , لأنهم لا ينزلون إلا بأمر الله فهم جنود الله في السموات وما يعلم جنود ربك إلا هو ( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) لأن فعلهم هذا هو حقيقتا إرادة الله تعالى وليس بإرادة ذاتية من جانبهم , ونحن أيضا جنوده في الأرض يجب أن تكون أفعالنا هي إرادة الله ( يعني شرعه ) إن كنا جنوده فعلا !!! - فنزول الملائكة هو المراد به من نزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل
قال تعالى - وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ويقول - وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ويقول - فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) ويقول - عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)
وفي الحديث الشريف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز جل: ............... , ومن اقترب إلي شبراً اقتربت إليه ذراعاً ومن اقترب إلي ذراعاً اقتربت إليه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة » فما رأيكم في الهرولة ؟!!
ليس معنى ذلك الأخوة الأفاضل أن الله لا يستطيع النزول بذاته ( بنفسه ) إلى السماء الدنيا ليقترب من عباده .. حاشاه ذلك .. بل هو الذي خلق السموات والأرض إن يشأ يذهب كل شيء ويأتي بخلق جديد , فهو قادر على كل شيء
ونحن جميعا كما نثبت له المكان أيضا نثبت له النزول , والاشتراك في المعنى لا يلزم منه الاشتراك في الكيفية والحقيقة - فالنزول ثابت ولا يلزم منه النزول بذاته
وإذا كان هذا الفعل أيها الأخوة الكرام لا يليق بملك من ملوك الأرض أسس مملكة بعلمه وخبرته ومهارته بكل ما فيها من مقومات الحياة , ويدير هذه المملكة بواسطة أمراء ووزراء وموظفين وغيرهم , هو نفسه الذي أوجدهم ويعيشون تحت رحمته وفي كنفه لا يعصونه أبدا , ألا يستطيع هذا الملك أن يترك كرسي عرش المملكة وينزل لأي مكان في مملكته ويقترب مما يشاء , كلا .. بل يستطيع .. ولكن طالما لديه ويمتلك من يقوم بهذا العمل فليس في حاجة للنزول بذاته ولا يليق بجلاله وعظمته وشأنه كملك , فإذا كان هذا الفعل لا يليق بملك أرضي فكيف ننسبه إلى الله سبحانه وتعالى عن ذلك
وهناك سؤال للتفكر :
الأرض تدور حول محورها كل 24 ساعة - فهل ينال كل شبر في الأرض أثناء دورانها حول محورها نصيبه من هذا النزول كل ليلة؟؟؟ - فإذا كانت الإجابة نعم فهذا يتطلب بقاءه بصفة دائمة طوال الـ 24 ساعة ويوميا , وهذا غير متصور!!!

الأخوة الكرام : الإيمان بكيفية اللفظ الشرعي التي تتفق مع النقل الصحيح والعقل الصريح والفطرة السليمة والواقع الموضوعي أعتقد أته لا غبار على هذا الإيمان - وهذا الإثبات المتواضع للنزول الوارد في الحديث الشريف أراه مقبولا طالما ينزه الله العلي العظيم ولا ينقص من علوه وعظمته ومكانته شيء ولا يتعارض مع الكتاب ولا السنة ولا إجماع علماء الأمة
أما أن نعتبر كل سائل يسأل عن أي شيء بغية البحث عن الحق أنه مريض بمرض الاعتراض والجدال لمجرد الجدال .. أو نغتر بما من الله علينا من علم بالدين ونسفهه ونحقره ونستجهله ونحمقه , أو أنه لا يفقه شيئا أو إذا فقه شيئا من الحق يكون متعالما أو داعي من دعاة على أبواب جهنم , أو أن بضاعته مزجاة أو أن الهوى مرجع التفسير عنده , أو أن يكون بسؤاله قد وقع في التشبيه أو التعطيل أو التحريف أو التكييف أو التثبيت أو التأويل أو ما شابه ذلك !!!!! .. أو أنه تجرأ على كتاب الله وسنة رسوله .. وبالتالي خالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة فخرج عن عقيدة أهل السنة والجماعة , وأصبح من الفرق الضالة والعياذ بالله .. ولم يتبقى إلا تكفيره .. ما هذا ؟؟؟ .. فهذا هو ما لا يليق بخلق المسلم الحق!!!!!
,,,,,,,,,,,,,,, هذا والله أعلم

سـلطان
02-14-2014, 12:53 PM
.

الزميل رمضان، هدانا الله وإياه إلى سبيل الرشاد..

من ردك على مشاركات الإخوة، تبين بأن موقفك من حديث النزول ينحصر اختصارا بما يلي:

أولا:
اعتقادك بأن الملائكة وليس الله هو من ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل..

ثانيا:
بما أن الأرض تدور حول محورها كل 24 ساعة، وفي كل نقطة من الأرض يوجد ثلث أخير من
الليل، فإن هذا يستلزم من الله أن يترك عرشه وينزل إلى الأرض فيظل فيها بشكل دائم مستمر،
وهذا غير مقبول عقلا..

وأرد الآن على استشكالاتك..

أولا:
عندما أقول أنا بأن الله ينزل بذاته إلى السماء الدنيا، فإنني أملك دليل شرعي يثبت صحة هذا القول،
وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي لا ينطق عن الهوى هو الذي قال ذلك في الحديث الصحيح ولست أنا..

فما دليلك الشرعي أنت والذي يثبت بأن الملائكة وليس الله هو من ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث
الأخير من الليل...؟ ولاحظ هنا، بأن أهل العلم قد أجمعوا، على أن العقل والرأي الشخصي ليس
حجة في إثبات أو نفي مسألة من مسائل العقيدة والغيبيات والتشريع.

ثانيا:
قولك بأن نزول ربنا سبحانه إلى السماء الدنيا يتناقض مع حقيقة أن الثلث الأخير من الليل ينتقل
بشكل مستمر من منطقة إلى أخرى من الأرض، قولك هذا فيه تجاوز لحقائق كثيرة..

فهل قال لك الحديث بأن الله ينزل "حتما" إلى كل منطقة على الأرض فيها ثلث أخير من الليل...؟
الحديث ليس فيه ذكر لهذه "الحتمية"، ومن منطوق الحديث، يستفاد أن الله سبحانه ينزل إلى سماء
أي أرض يريد، وهذا راجع إلى إرادته وعلمه سبحانه.

ثالثا:
نزول الله إلى السماء الدنيا خاص بالمسلمين من أهل التوحيد فقط دون سواهم، وإلا فإن الله لا ينزل
إلى السماء الدنيا فوق بلدة فيها كفرة مشركين كالصوفية والرافضة والنصيريين وعبدة الطواغيت
والبوذ والهندوس واليهود والنصارى وينادي: "هل من مستغفر فأغفر له.. هل من تائب فأتوب
عليه...؟"

رابعا:
أنت لديك مشكلة في فهم الأفعال الإلهية، وهذه المشكلة تتلخص في أنك تريد أن تعقلن أفعال الله،
أي، يجب أن تكون أفعاله مفهومة عقليا بالنسبة لك، وإلا، فإنها أفعال يستحيل الإعتقاد بتحققها،
فتكون بذلك قد جعلت الله مخلوق مثلك، خاضع للقوانين التي تحكم المادة في حركتها وسكونها.

ولو طبقنا عقيدتك العقلانية هذه بشأن أفعال الله، لقلنا بأن حادثة الإسراء وهم وغير صحيحة، إذ أن
أقرب مجرة إلينا هي مجرة "المرأة المسلسلة" أو "أندروميدا"، وتبعد عنا بمسافة 2.5 مليون سنة
ضوئية، أي أنه لو انطلق البراق برسول الله بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة وهي
سرعة الضوء، فإنه سيصل إلى هذه المجرة بعد مليونين وخمسمائة ألف سنة من سنواتنا الأرضية،
وعلى ذلك، يحتاج البراق إلى مئات وربما آلاف الترليونات من السنوات الأرضية ليصل إلى
السماء السابعة عند العرش العظيم...؟ فنصل إلى استحالة وقوع حادثة الإسراء، فنكون قد أوقعنا
أنفسنا بالكفر الصريح المخرج من الملة.

ونقول أيضا، بأن عقولنا تقول، بأن الله لكي يرى الأشياء، فإنه لا بد أن يكون هناك ضوء، وبدون
وجود ضوء، فإن الله لا يمكن أن يرى الأشياء.

وعندما كلم الله موسى، لا بد وأنه كلمه بلسانه الذي يشبه ألسنتنا، وبحنجرة تشبه حناجرنا، وما لم
يكن لدى الله مثل هذا اللسان فإنه لن يستطيع الكلام..

هذا تطبيق عملي لنظريتك العقلانية بشان أفعال الله..

يا أستاذنا رمضان..

قال لك الزملاء الأفاضل، بأن أفعال الله خارجة عن قوانين المادة، يعني لا يحكمها أي قانون من
القوانين التي تحكم المخلوق، ومن كانت أفعاله خارجة عن قوانين المادة، فقد أصبح فهمها مستحيل
استحالة دخول الفيل من خرم الإبرة..

ويترتب على ذلك، أن الله ينزل إلى السماء الدنيا نزولا لا يمكن للعقل البشري فهم كيفيته لأنها لا
يحكمها أي قانون من قوانين المادة.

نسال الله السلامة والعافية.
.

مستفيد..
02-14-2014, 01:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله..
أخي رمضان عندي بعض التعليقات أعتقد انها ستثري النقاش وستفتح لنا أبوابا لفهم الصفات الخبرية عن الله عز وجل عموما..
أولا يجب ان نشير إلى أن النصوص الشرعية جاءت بلسان عربي مبين وبالتالي تكون اللغة العربية هي الفيصل الأول في فهم النص..وقبل الخوض في أي مسألة عقدية يجب طرح سؤال: أيهما الأولى في اللغة الحقيقة أم المجاز ؟
إجابة هذا السؤال نجدها في قاعدة مقررة في اللغة العربية تقول: الأصل في الجملة العربية أخذها على حقيقتها فإن استحالت الحقيقة سِير إلى المجاز
يعني نحن لا نذم التأويل من أجل أنه تأويل وإنما نذم التأويل الذي يصرف القرآن عن فحواه بغير دلالة..فعند الحديث عن صفات الله الخبرية أو الفعلية يكون تحقيق الجواب فيها بأن يُقال: إما ان يكون هذا الفعل ممكنا أو لا يكون..فإن كان ممكنا لم تحتج الآية أو الحديث إلى تأويل وإن لم يكن ممكنا حملت الآية أو الحديث على ما دل عليه سياقها..
وبالعودة إلى مسألة النزول موضوع هذا النقاش..نقول هل أن نزول الله ممكن أم غير ممكن..ما فهمته من كلامك انه ممكن خاصة وأن لنا قاعدة شرعية في هذا الباب إضافة إلى اللغة العربية وهي (( ليس كمثله شيء ))..وبالتالي لا يحتاج الحديث إلى تأويل لأننا وكما سبق منا القول (( الأصل في الجملة العربية أخذها على حقيقتها فإن استحالت الحقيقة سِير إلى المجاز ))..وبما ان حقيقة الفعل ليست من المحال إذن لا شيء يدعُ للتوجه نحو المجاز..بل إن المجاز عند خرق هذه القاعدة اللغوية والتوجه نحو المجاز سيكون من باب التكلف وصرفا للفظ عن معناه الحقيقي..وعندها لا يصير الامر تأويلا وإنما تحريفا..
ثانيا لو عدنا لنص الحديث سنجد أن المؤلون إن صح التعبير يرتكزون على حديث (( ينزل الله ))..في حين أن الحديث ورد بعبارة أخرى أدق قطعية الدلالة لا تحتمل أدنى تفكير وهي ما جاء في الصحيحين (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ))..هذا الحديث قطعي الدلالة على معناه لا يحتمل التأويل والمجاز..لأن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا)) إلى آخر الحديث صريح في معناه الحقيقي لا يحتمل التأويل إلا بالتحريف..لاشتماله على ما يؤكد الحقيقة وينفي المجاز..
ثالثا أخي رمضان..قولك ان النزول يخص الملائكة..لا يستقيم..لأن الحديث جاء في سياق الحديث عن الدعاء..وقد علمنا الله أن لا توجد واسطة بين العبد وربه في الدعاء وهذا أهم ما يميز الإسلام مقارنة بالأديان المحرفة والتي تجعل واسطة بين العد وربه في الدعاء..والدليل هو أسلوب القرآن الذي يُسميه البعض أسلوب (( يسؤلونك..قل )) ومثاله (( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت ))..(( يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ))..(( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُل..يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ..يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل))..وغيرها من الآيات كان فيها الرسول ( ص ) واسطة بين الرب وعبده..إلا آية واحدة جاءت في سياق الحديث عن الدعاء لم يجعل فيها الله أية واسطة ولو كان النبي (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))..لم يقل سبحانه (( قل يا محمد إني قريب ))..والشاهد أن لا وسيط بين العبد وربه في الدعاء..وبالتالي فإن حديث النزول لا يخص الملائكة وإلا سقطنا في هذا المعنى المحظور..

إلى حد الآن أعتقد ان المسألة محسومة..ولكن سأذكر أهم الإعتراضات التي وردت حول مسألة النزول وسترى كيف انها اعتراضات واهية خرقت جميع القواعد اللغوية والشرعية والمنطقية..
يقولون أن الله لا ينزل لأن الحركة لا تليق به سبحانه (والحقيقة ليس لأن الحركة لا تليق به سبحانه وإنما لأنهم يعتبرون الحركة دليلا على حدوث الأجسام ومثل هذا يُحرجهم في نقاشاتهم الكلامية التي جعلوا فيها الخالق كالمخلوق فقاموا بنفيها ))..وجوابه هو إن كانت الحركة لا تليق به سبحانه فماذا يقولون في قوله تعالى (( وجاء ربك والملك صفا صفا ))..هذا إثبات صريح لمعنى المجيء لا يحتمل التأويل إلا بالتحريف..
ثانيا يقولون أن الله منزه عن النزول إلى سماء الدنيا كي لا يختلط بالقوانين المخلوقة..فنقول بأنهم يريدون إلزامنا بما لا يُلزم..فهل قلنا أن كيفية النزول تشبه نزول المخلوق يكون فيها محاطا بالمكان المخلوق أو محتوى داخله حاش لله..وإلا فماذا يقولون في تجلي الله إلى الجبل ((فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ))..فهلِ الملائكة هي التي تجلت للجبل أم نحتاج لتأويل حتى نفهم هذا المعنى الواضح ؟
اعتراضهم الثالث جاء في سؤال وُجه لأحد التابعين (( لا أستحضر الإسم ))..قال فيه: (( كيف تؤمنون بإله يتنزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر ويترك عرشه فارغا ؟ ))
والسؤال كما هو واضح يدل أن عقل السائل قد عشش فيه التشبيه وفرّخ..فاعتقد أن نزول الله هو كانتقال الإنسان من مكان إلى آخر فلا يملأ مكانا إلا إن خلا منه الآخر..ثم أسقط هذا الفهم على نزول الله سبحانه وتعالى والذي هو نزولا يليق بجلال الله لا نعرف كيفيته وإنما نفهم معناه..وعلى هذا الفهم جاء جواب التابعي بالقول: (( نحن نؤمن بإله يتنزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر ولا يخلُ منه عرشه))..

الشهرستاني
02-14-2014, 05:00 PM
الأخ الفاضل رمضان ..
كل ما ذكرته قد تم تفنيده والرد عليه منذ قرون خلت ولا جديد في كل ما ذكرته حتى الآن , وقد أفاد الإخوه جزاهم الله خير ولا حاجه لمزيد توضيح
ولكنني سأخرج قليلاً عن السياق وأركز على بعض ما جاء في مشاركتك ..

أنا ليس من منكري أي لفظ شرعي ورد في كتاب الله أو سنة رسوله وأؤمن والحمد لله بما جاء فيهما بالحرف الواحد
هذا رد على إتهام لم يتهمك به أي أحد ممن شارك في الموضوع ولست بحاجه إلى أن تدافع عن نفسك , فالإخوه هنا يردون عليك دون أن يخرج أحدهم عن حدود الأدب واللياقه أو إتهامك بالضلال أو الإنحراف ..

العبد الحقيقي يتقرب إلى الله في أي وقت فما بالكم إذا ترك فراشه في الثلث الأخير من الليل فيكون من المقربين كالملائكة والأنبياء
لم ينف أحد هنا أن يتقرب أحد إلى الله في وقت غير آخر الليل , ولكن هذا الوقت خصه الله تعالى بالذكر في القرآن الكريم في أكثر من مناسبه :
كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿الذاريات: ١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ‌ هُمْ يَسْتَغْفِرُ‌ونَ ﴿الذاريات: ١٨﴾
الصَّابِرِ‌ينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِ‌ينَ بِالْأَسْحَارِ‌ ﴿آل عمران: ١٧﴾
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْ‌آنَ الْفَجْرِ‌ إِنَّ قُرْ‌آنَ الْفَجْرِ‌ كَانَ مَشْهُودًا ﴿الإسراء: ٧٨﴾
إِنَّ رَ‌بَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّـهُ يُقَدِّرُ‌ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ‌ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَ‌ءُوا مَا تَيَسَّرَ‌ مِنَ الْقُرْ‌آنِ ﴿المزمل: ٢٠﴾
فالعبوديه بالليل عموماً لها معنى خاص لهذا جاءت فيها نصوص كثيره من القرآن الكريم والسنه النبويه وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أَحَبُّ الصَّلاَةِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَل صَلاَةُ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ ..
ومن أعظم ما من الله تعالى به على هذه الأمه نزوله في الثلث الأخير من الليل
فمما ورد نفهم أن العباده والذكر في وقت السحر لها قيمه خاصه عند الله تعالى من أي وقت آخر فأولى بالمؤمن تحريها والتركيز عليها "أكثر من غيرها" وهذا لا يعني ترك الأوقات الأخرى بالطبع ..

والملائكة هم السلسلة المركزية التي تصل بين الله تعالى وبين الخلق وعن طريق هذه السلسلة يستمد الإنسان الفيوض الإلهية المختلفة كوحي الإلهام والرؤى والكشف واستجابة الدعاء وغيره , وتعلق الإنسان بربه وصلته به وتقربه إليه تكون عن طريق الملائكة , ونزول الملائكة بالرحمات إلى السماء الدنيا هو في الحقيقة نزول الله لأنهم أدواة في يد الله , لأنهم حلقة الوصل بين الله تعالى وخلقه
مع فائق إحترامي ولكن هذا كلام مرسل لا دليل عليه , بل هو مخالف للصحه فالله تعالى ليس بحاجه إلى حلقة وصل بينه وبين عباده وكونك تحدد الملائكه دونما غيرهم بأنهم هم الواسطه فعليك بالدليل الصريح الذي يؤكد عليه , وكيف يمكن ذلك والله تعالى يقول : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِ‌يبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْ‌شُدُونَ ﴿البقرة: ١٨٦﴾ ..
عندما سأل الصحابه نبينا صلى الله عليه وسلم عنه تعالى أبعيد ينادونه أم قريب يناجونه جاءت الإجابه مباشره من الله تعالى لعباده , أما إن سألوه عن غير ذلك فيأمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بأن يرد عليهم بكذا وكذا ..

أما أن نعتبر كل سائل يسأل عن أي شيء بغية البحث عن الحق أنه مريض بمرض الاعتراض والجدال لمجرد الجدال .. أو نغتر بما من الله علينا من علم بالدين ونسفهه ونحقره ونستجهله ونحمقه , أو أنه لا يفقه شيئا أو إذا فقه شيئا من الحق يكون متعالما أو داعي من دعاة على أبواب جهنم
هل كل من يسأل أي سؤال يعتبر باحث عن الحق ؟؟
ألا ترى أن هناك دلالات وإشارات توضح من يبحث عن الحق عن من يريد اللغط والسفسطه ؟؟
سئل حبر هذه الأمه إبن عباس رضي الله عنهما عن كيفية تحصليه لهذا العلم فأجاب إجابة أراها منهج سوي لكل من يريد البحث عن الحق :
بلسان سؤول وقلب عقول ..
فهل تعقل هؤلاء الذين تدافع عنهم الحق الذي جاء في القرآن الكريم والسنه النبويه المطهره ؟؟ وهل تعقل هؤلاء أقوال السلف الصالح عليهم من الله رحمة ومغفره ؟؟
بل هم لم يسألوا أصلاً وليتهم فعلوا .. بل سارعوا إلى تأويل وتحريف ما أنزل الله تعالى وقدحوا في غالبية اهل الحديث الذين كرسوا حياتهم لنقل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والإبتداع في الدين والقول على الله بغير علم , نسأل الله السلامة والعافيه ..

وعلى عجاله سأورد بعض الخلاصات:
-لا ينبغي لأي أحد كان القول على الله بغير علم فكل قول لا بد من دليل واضح يدعمه ويسنده , فمن يقول مثلاً أن نزول الله تعالى هو نزول الملائكه فليأتي بالدليل على هذا , وأذكرك ونفسي بقول الله تعالى : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ‌ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿الإسراء: ٣٦﴾
-كل ما يبنى على باطل فهو باطل , والركيزه التي إرتكز عليها الذين يأولون القرآن ويردون الحديث هي خلل في فهم أن المعرفة بخبر عن الله تعالى والإيمان به شيء وكيفية ما في هذا الخبر شيء آخر , مثلاً معرفة أن الله ينزل إلى السماء الدنيا هذا أمر وكيفية الإستواء هي أمر آخر , وهؤلاء للأسف الشديد ظنوا أن ما لا يمكن إدراكه بفهمهم حتى لو كان عن الله تعالى فلا يمكن أن يكون صحيحاً ولهذا قرروا أن يكون ما في النصوص هو خلاف الظاهر ..
-بعض من ينفي التشبيه عن الله تعالى أو الكثير منهم يحتكم إلى القوانين التي يسير بها الكون من جاذبيه وغيرها وهو للأسف يسقط فيما يحاول أن يدفعه وهو التشبيه , حتى أن سؤالك أخونا رمضان لم أتكلف النظر إليه لأن من يسأل مثل هذا فقد وقع قطعاً في هذا الخلل ..
فالله تعالى قد خلق هذه القوانين وجعلها حاكمه على الكون وما فيه وتسييره وبما أنه خلق هذه القوانين فمن الواضح أنه قادر على تغييرها وإبطالها في أي لحظه وهو تعالى قادر على كل شيء , فمن يقول أن نزول الله تعالى باطل لأن نزوله يتطلب بقاؤه ال 24 ساعه فهو يقيد نزول الله تعالى بالزمان والمكان أي أنه يخضع الله تعالى لقوانينه التي خلقها وهذا لا يجوز في حقه تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا ..
-باب الأسماء والصفات باب واسع زلت فيه الأقدام وضلت فيه الأفكار وسقط فيه الكثير من الناس فمن يريد الخوض فيه فليتسلح بالعلم والمعرفه من أهل العلم والفقهاء , والذي أراه أن تناول بعض النقاط كحديث النزول هنا أو أمر الإستواء أو العلو في مناسبات أخرى لن يحل المشكله الأساسيه وهي الخلل المنهجي الذي أراه عندك في تناول هذه المواضيع ..
أنصحك يا أخي رحمك الله بالبحث فيما صنفه أهل العلم في باب العقيده والأسماء والصفات , وكبدايه أرشح لك شرح الدكتور سفر الحوالي للعقيده الطحاويه سواء كان الملفات السمعيه أو المفرغه , عسى أن تجد فيها الفائده إن شاء الله ..

والله أعلم ..

mouhalab
02-15-2014, 01:55 AM
بارك الله في الإخوة على هذه الردود المقنعة المفحمة وأقول للأخ رمضان أنت تقول: لست من منكري أي لفظ شرعي ورد في كتاب الله أو سنة رسوله
ومن ثم ترد حديث النزول بعقلك !! المؤمن بكتاب الله وسنة رسوله عليه أن يصدق كل ماجاء به الدين ولايستعمل المنهج العقلاني(كالمعتزلة) لرد بعض المسائل الثابتة .
والسلام عليكم

سـلطان
02-15-2014, 05:26 AM
.

الزميل رمضان، هدانا الله وإياه إلى سبيل الرشاد، من أتباع العقيدة العقلانية، وهذه العقيدة، تنسف
كل ما جاء به الكتاب والسنة من عقائد لأنها خارجة عن فهم العقل البشري لها وتناقض العلم
الحديث..

فحادثة الإسراء والمعراج الثابتة في الكتاب والسنة لا يمكن تصديقها لأنها تتناقض مع معطيات
العقل وحقائق علم الفلك..

والنزول الإلهي لا يمكن تصديقه لأنه يتناقض مع علم الفيزياء القائم على النظريات الرياضية..

ومعجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها مجرد أوهام لأن العقل السليم والعلم الحديث ينفي
إمكانية وقوعها..

وهذا هو الإلحاد بعينه وشحمه ولحمه..


نسال الله السلامة والعافية.

الشهرستاني
02-15-2014, 05:51 AM
معرفة أن الله ينزل إلى السماء الدنيا هذا أمر وكيفية الإستواء هي أمر آخر

تعديل بسيط : معرفة أن الله ينزل إلى السماء الدنيا أمر وكيفية نزوله أمر آخر , فما أردت إيصاله لأخينا رمضان هو أن الإيمان بالغيبيات واجب دونما تكييف أو تصور لأنها شيء خارج الإدراك ولا يمكن لنا تقييد الإيمان بمعرفة الكيفيه ..

والله أعلم ..

رمضان مطاوع
02-16-2014, 11:34 PM
السلام الله عليكم ورحمته وبركاته
الأخوة الكرام - جازاكم الله خيرا جميعا - وأكن لكم كل احترام وتقدير - وندعوا الله تعالى جميعا أن ينير بصيرتنا ونرى الحق ... آمين ... ونظرا لتراكم المشاركات ولا يسعني الوقت للتعقيب على الجميع فأشكركم جميعا وأكتفي بالمقتبس التالي من مشاركة الأخ الفاضل ( مستفيد )

السلام عليكم ورحمة الله..
أخي رمضان عندي بعض التعليقات أعتقد انها ستثري النقاش وستفتح لنا أبوابا لفهم الصفات الخبرية عن الله عز وجل عموما..
أولا يجب ان نشير إلى أن النصوص الشرعية جاءت بلسان عربي مبين وبالتالي تكون اللغة العربية هي الفيصل الأول في فهم النص..وقبل الخوض في أي مسألة عقدية يجب طرح سؤال: أيهما الأولى في اللغة الحقيقة أم المجاز ؟
إجابة هذا السؤال نجدها في قاعدة مقررة في اللغة العربية تقول: الأصل في الجملة العربية أخذها على حقيقتها فإن استحالت الحقيقة سِير إلى المجاز
يعني نحن لا نذم التأويل من أجل أنه تأويل وإنما نذم التأويل الذي يصرف القرآن عن فحواه بغير دلالة..فعند الحديث عن صفات الله الخبرية أو الفعلية يكون تحقيق الجواب فيها بأن يُقال: إما ان يكون هذا الفعل ممكنا أو لا يكون..فإن كان ممكنا لم تحتج الآية أو الحديث إلى تأويل وإن لم يكن ممكنا حملت الآية أو الحديث على ما دل عليه سياقها..
وبالعودة إلى مسألة النزول موضوع هذا النقاش..نقول هل أن نزول الله ممكن أم غير ممكن..ما فهمته من كلامك انه ممكن خاصة وأن لنا قاعدة شرعية في هذا الباب إضافة إلى اللغة العربية وهي (( ليس كمثله شيء ))..وبالتالي لا يحتاج الحديث إلى تأويل لأننا وكما سبق منا القول (( الأصل في الجملة العربية أخذها على حقيقتها فإن استحالت الحقيقة سِير إلى المجاز ))..وبما ان حقيقة الفعل ليست من المحال إذن لا شيء يدعُ للتوجه نحو المجاز..بل إن المجاز عند خرق هذه القاعدة اللغوية والتوجه نحو المجاز سيكون من باب التكلف وصرفا للفظ عن معناه الحقيقي..وعندها لا يصير الامر تأويلا وإنما تحريفا..
- وكما ذكرت في مشاركتي السابقة وأكرر ( أنا ليس من منكري أي لفظ شرعي ورد في كتاب الله أو سنة رسوله وأؤمن والحمد لله بما جاء فيهما بالحرف الواحد ) - وليس أنا من أصحاب نظريات ولا من أتباع العقيدة العقلانية وما أقوله ليس هو الإلحاد بعينه وشحمه ولحمه كما يقول الأخ ( سلطان ) كاتب الموضوع - وليس لي هدف سوى الحقيقة والبحث عن الحق فقط ولا أريد اللغط والسفسطة ولا أدافع عن أحد!!! ولا أتقول على الله بغير علم كما يقول الأخ ( الشهرستاني ) - وعلى العموم يقول تعالى (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)

أخواني الكرام الموضوع ليس حرب كلامية أو استعراض معلومات وخبرات أو تحدي ..كلا.. الموضوع أكبر من ذلك (مسألة عقيدة) - نحن نناقش مسألة عقدية غاية في الأهمية لأني أرى أن العقيدة كالميزان والعبادة كالوزن فإن صح الميزان صح الوزن - وأنا مؤمن بنزول الله سبحانه وتعالى بذاته إلى السماء الدنيا لأن الله هو الخالق وغير خاضع لقوانين المخلوق ( الكون المادي ) - وإذا أراد الله العلي العظيم أن ينزل بذاته ويأتي من مكانه على العرش خارج هذا الكون إلى داخله ويفعل أي فعل أيا كان فلا نستطيع معرفة ماهية أو كيفية هذا النزول مهما تعقلنا - لأن الله ( ليس كمثله شيء ) والمسألة محسومة كما يقول الأخ ( مستفيد ) - الخلاف بيننا في فهم أفعال الله تعالى ومنها النزول هل يقوم بها الخالق بذاته ( بنفسه ) أم جنود السموات ( الملائكة )
- ومن المسلم به أن أفعال الملائكة تُنسب إلى الله لأنهم بينفذوا مشيئة الله مسيرين بإرادته سبحانه وتعالى - فأنا معكم أن نأخذ النص على ظاهرة ولا إشكال عندي في أن أفعال الله كلها بذاته وهو القادر بلا شك - ولكن أقدم لكم بعض الأدلة التي تنزه الله عن الفعل بذاته مع الأخذ في الاعتبار أن القاعدة تقول ( أن الأصل في الجملة العربية أخذها على حقيقتها فإن استحالت الحقيقة سِير إلى المجاز ) - وبناءا عليه : طالما أن فعل الله الدال عليه اللفظ الشرعي ليس مستحيلا عليه فعله ( وهو كذلك بلا شك ) - فيجب أن يؤخذ على حقيقته وفق القاعدة المذكورة ولا يساق إلى المجاز

الدليل الأول : يقول تعالى ( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ) - ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى )
الله تعالى أثبت لذاته حقيقتان واضحتان وهما القتل والرمي وقطعا غير مستحيل على الله فعلهما - ووفق القاعدة إذا أخذنا هذه الحقائق الثابتة في النص الشرعي على ظاهرها فنفهم منها أن الله بذاته (تعالى عن ذلك) هو الذي قتل ورمى !!! - ولكن التفسيرات تقول أنها الملائكة
فهل نأخذ بالنص على ظاهره كحديث النزول أم نسوق الحقيقة الثابتة إلى المجاز كما يقول التفسير ؟

الثاني : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)
القرب حقيقة ثابتة في الآية الأولى ( ونحن أقرب ) - ولكن الآيات التالية لها دلت علي كيفيته القرب ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ ) دون الحاجة منا أن نسوق الحقيقة إلى المجاز وهذا ما ذهب إليه التفسير
ويقول ابن كثير في تفسير هذه الآية :
يخبر تعالى عن قدرته على الإنسان بأنه خالقه وعلمه محيط بجميع أموره, حتى إنه تعالى يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم من الخير والشر. وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «إن الله تعالى تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل»
وقوله عز وجل: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} يعني ملائكته تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه, ومن تأوله على العلم فإنما فر لئلا يلزم حلول أو اتحاد وهما منفيان بالإجماع, تعالى الله وتقدس, ولكن اللفظ لا يقتضيه فإنه لم يقل: وأنا أقرب إليه من حبل الوريد وإنما قال: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
كما قال في المحتضر {ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون} يعني ملائكته
وكما قال تبارك وتعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فالملائكة نزلت بالذكر وهو القرآن بإذن الله عز وجل, وكذلك الملائكة أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه بإقدار الله جل وعلا لهم على ذلك. فللملك لمة من الإنسان كما أن للشيطان لمة, وكذلك الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم,
كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ولهذا قال تعالى ههنا: {إذ يتلقى المتلقيان} يعني الملكين الذين يكتبان عمل الإنسان.
فهل نأخذ بالنص على ظاهره كحديث النزول أم نسوق الحقيقة الثابتة إلى المجاز كما يقول التفسير ؟

الثالث : وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124)
نصر الله للمؤمنين حقيقة ثابتة في الآية الأولى (نَصَرَكُمُ اللَّهُ) - ولكن الآية التالية لها دلت على كيف تم النصر (بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ) - أي أننا ليس في حاجة أن نسوق الحقيقة الثابتة إلى المجاز - فالفاعل الأصلي الله بأيدي الملائكة كما يقول التفسير
ويقول ابن كثير : فالظاهر أن ذلك كان يوم بدر كما هو المعروف من أن قتال الملائكة إنما كان يوم بدر, والله أعلم. وقال سعيد بن أبي عروبة, عن قتادة: أمد الله المسلمين يوم بدر بخمسة آلاف. (القول الثاني)

الرابع : قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14)
في الآية حقيقتان ثابتتان - الأولى (يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ) - والثانية (بِأَيْدِيكُمْ) - إذن الذي يعذب المشركين هو الله أما كيفية العذاب كيف تم بأيدي المؤمنين
فالملائكة هم جنود الله في السموات مسيرين بإرادة الله وينفذوا مشيئته أما المؤمنين فهم جنود الله في الأرض مخيرين ينفذوا مشيئة الله بإرادتهم

الخامس : قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ
هذه أفعال الله تعالى قادر على أن يفعلها بذاته - ولكن يفعلها بأيدي البشر

السادس : فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)
الهجرة إلى الله حقيقة ثابتة - فهل نؤمن بالنص على ظاهره أن سيدنا إبراهيم هاجر إلى ربه في السماء العليا !!! - كما رفع عيسى عليه السلام بجسده المادي إليه - لأن رفع أو عروج أو هجرة الأنبياء إلى الله في السماء ليس مستحيل ؟

السابع : عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى يقول يوم القيامة ( يا ابن ادم مرضت فلم تعدني ، قال يا رب ! كيف أعودك وآنت رب العالمين ؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ، أما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده ........... الخ )
وجود الله عند المريض حقيقة ثابتة في النص وليس مستحيلا على الله ذاته أن يفعل ذلك - فهل نأخذ النص عى ظاهره؟

الثامن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز جل: (............... , ومن اقترب إلي شبراً اقتربت إليه ذراعاً ومن اقترب إلي ذراعاً اقتربت إليه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة )
في الحديث ثلاث حقائق ثابتة وليس شيء مستحيل على ذات الله أن يفعله - فهل نأخذ النص على ظاهره أم نسوق الحقيقة إلى المجاز الذي ذهب إله التفسير؟

التاسع : اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)
كيف ( الله يتوفى الأنفس ) في حين أن هناك ملك موكل من الله بهذه المهمة وهو ملك الموت حيث يقول تعالى (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ)
الله ذاته ليس مستحيلا أن يتوفى الأنفس ولكن يتوفاها على أيدي ملك الموت

العاشر : أخبرنا يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة لنصف الليل الآخر أو لثلث الليل الآخر فيقول من ذا الذي يدعوني فأستجب له من ذا يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر أو ينصرف القارئ من صلاة الفجر)
نزول الله حقيقة ثابتة وهو فعل ليس مستحيلا على الله نفسه فعله ولكن يمكن بالملائكة

فهذه بعض الأدلة من الكتاب والسنة - فهل نأخذ بالنص على ظاهره أم نأخذ بالمجاز كما ذهب إليه التفسير ؟

الأخوة الكرام أنا مؤمن والحمد لله بكمال وجلال الله تعالى ولكن ليطمئن قلبي ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) - وصحيح أنا معكم في أن ليس كل سائل يسأل غايته البحث عن الحق .. ولكن يجب أن نقدم حسن النية ونخاطب الناس على قدر عقولهم وألا نسيء الظن بهم .. ونعتبره يبحث عن الحق إلى أن تتضح الرؤية وتنكشف النوايا .. لأن الله أعلم بقلوب الناس ولكل امرئ ما نوى .. والله تعالى هو وحده سوف يحاسب الناس على ما في قلوبهم وليس على ما تعبر به ألسنتهم .. فقد يعجز اللسان في التعبير عما في القلب (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) - الدين فهم ثم تطبيق ثم دعوة ثم صبر على الدعوة - ولابد أن يكون الرسول (ص) قدوتنا في الدعوة والصبر عليها فهو لم يتهم أحد باللغط والسفسطة وغيرها من الألفاظ والتي يبدو لي من متابعتي لجميع أقسام المنتدى منذ تاريخ تسجيل عضويتي به - يبدو أنها مع كامل احترامي للجميع من أساسيات منهج البعض في الدعوة - وهذا ليس من الإسلام في شيء

والمشكلة ليس في الآخرين الذين يوجهون سهام النقد والاعتراض لديننا الحنيف ولا في الدين الإسلامي ذاته ولكن المشكلة فينا نحن المسلمين للأسف - لأننا أصبحنا (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) - لماذا نقدم سوء الظن ونستعجل باتهام الناس ونأثم على ذلك - فلننتظر قليلا ولنصبر على السائل أيا كانت ديانته ولكل إنسان الحق بأن يؤمن بما شاء ومن حقه أن يدعوا الآخرين إلى الإيمان بما هو يؤمن به - فما بالكم إن كان مسلما يدين بدين الحق - وباحثا عن الحق ففي مشاركتي الأولى سألت الكاتب للتوضيح فقط وفي المشاركة الثانية قدمت ما لدي من أفكار بكل احترام - فلماذا لا نناقش الأفكار ونأخذ بالصواب وننفي الخطأ فقط دون جرح لمشاعر الناس؟ وننتظر من الله أن تحيا هذه الأمة من حالة الموت الروحي التي تعيشها - كلا - فهي فعلا أمة ميتة - والواقع حولنا يقول ذلك ولا أحد ينكر ذلك - ولذلك (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .
الأخوة الكرام - أسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير
وفي انتظار التعقيب على مشاركتي

رمضان مطاوع
02-17-2014, 07:56 AM
الأخوة الكرام :
........ هل هناك فرق في التالي :
1- إيمان المسلمين بنزول الله ( الخالق ) بذاته من مكانه خارج الكون ( المخلوق ) إلى داخله - ليقول من ذا الذي يدعوني فأستجب له ................. إلى آخر الحديث
2- إيمان المسيحيين بنزول الله ( الخالق ) بذاته من مكانه خارج الكون ( المخلوق ) إلى داخله - ليتجسد في جسد المسيح ليفدي البشرية من خطيئة آدم المتوارثة في زعمهم
الإله الخالق واحد وغير خاضع لقوانين المخلوق المادي - فهل نُصر على هذا الإيمان كما أصرت المسيحية .......... تعالى الله عما يصفون !!!!!!!!!

مستفيد..
02-17-2014, 02:59 PM
الأخ الفاضل رمضان..السلام عليكم وأهلا بك..أرجو أن تقرأ مشاركتي حتى الآخر لأني أراها الأخيرة من طرفي وستأتي إن شاء الله على كل ما أثرتَه من نقاط..وأراها الأخيرة لا لشيء إلا لأني لا أحب الحوار من أجل الحوار وإنما لإظهار الحق..فإن ظهر رفعتُ قلمي..فإن شئتَ خذ وإن شئتَ فاترك..
قبل الخوض في التفاصيل أردتُ الإشارة إلى بعض الملاحظات العامة..أولا ساءني ما قلتَه في مداخلتك الأخيرة وأحسستُ أن كل ما كتبتُهُ في هذا الشريط وغيره مما وافقتني فيه سابقا وحبره لم يجف بعد ثم أراه الآن أمامي يذهب هباءََ منثورا كأنه دخل من أذنِِ خرج من الأخرى..ثم أجدك تسأل سؤالا أخي رمضان عن وجه الشبه بين قولنا وقول النصارى ثم تقرر في نهايته أن لا فرق..فلمَ السؤال إذن والإجابة مقررة عندك سلفا.. !
كما ساءني ما ورد في المداخلة التي سبقتها..اقتبستَ مشاركتي ولم تُعلق إلا على نقطة يتيمة متعلقة باللغة العربية وأغفلتَ الإعتراضات الواردة على نسبة الفعل للملائكة وأغفلتَ اعتاراضاتنا على اعتراضات المعترضين عن إثبات فعل النزول بل وأغفلتَ الأهم وهو ما قررناه حول منهج أهل السنة في الإثبات والنفي الخلل الرئيسي عندك..فمن جهة توافقنا في المنهج ومن جهة تطرح أسئلة أخرى وكأنك ما وافقتنا أبدا..!
فعندما تقول أؤمن بفعل النزول على حقيقته وأخذ اللفظ كما جاء وفي الآن ذاته ترد هذا الذي وافقتنا فيه وتنسب فعل النزول للملائكة بلا قرينة !..فاعذرني أخي الفاضل أعتقد أنك لا تدري عما تُدافع بالضبط والأفكار مختلطة عندك حتى أن بعض الإخوة لاحظ أنك تدافع عن الفكرة ونقيضها في الآن نفسه..وأرجو ان لا تفهم كلامي بما قد يسيئك فوالله ما قصدنا إلا توصيف الموقف لنخرج بشيئ وإلا فإننا نكتب على ظهر السمك ونلقيه للبحر..فقدرة الشرح أخي رمضان تعكس مستوى الفهم لدى الشارح وكما يُقال من لم يستطع أن يشرح فكرة ما إلى طفل صغير فإنه لم يعرفها بعد..والجميع هنا وانا منهم لم نفهم عن أي فكرة تُدافع وأي فكرة ترفض..فنجدك تارة هنا وتارة هناك..ولا منهج..

أذكرك أخي بقولنا الذي أغفلته وهو من الأهمية بمكان: (( يعني نحن لا نذم التأويل من أجل أنه تأويل وإنما نذم التأويل الذي يصرف القرآن عن فحواه بغير دلالة ))..
لو فهمتَ هذا الكلام أخي رمضان ولم تستعجل ذكر الأمثلة من القرآن والسنة لما احتجنا لهذا التعقيب..أغلب ما ذكرتَه من أمثلة يدخل في إطار إما (( تفسير القرآن بالقرآن )) وإما (( تفسير القرآن بالسنة ))..وإما اشتمال النص الشرعي قرآنا كان أو حديث على (( قرينة تضمنها السياق )) ولا يلزم من وجود قرينة نفي أصل الصفة -وسنأتي للتفصيل في أوانه-..أما التأويل المذموم فهو تفسير القرآن أو الحديث (( بالهوى والرأي ))..أي صرف اللفظ عن معناه بلا قرينة ولا دليلِِ شرعي..فبتجنب خلط الاوراق يتبين الفرق ما بين إثبات بعض المفسرين لمعانِِ على حقيقتها لعدم توفر قرينة تستوجب صرفها عن الأصل وتأويلهم لبعض الألفاظ استنادا لوجود قرينة شرعية..وبين من يصرف من أهل البدع معاني الألفاظ بالرأي دون أن تتوفر عنده أي قرينة شرعية..وقد سألناك ما هي قرينتك في تأويل حديث النزول ؟؟..فلم تُجب سوى بالقول (( ومن المسلم به أن أفعال الملائكة تُنسب إلى الله ))..وهذا ما لا نسلم لك به..فليس شرطا أن كل أفعال الملائكة تنسب إلى الله كقوله سبحانه (( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ))..ولا أريد ان أكرر اعتراضاتنا السابقة فيما يخص سياق الدعاء والذي لا يتماشى مع دور الملائكة الحفظة أو الكتبة..

نقطة أخرى وهي تكرارك لحديث الهرولة هل هي خقيقة أم مجاز وكذلك مسألة قرب الله من عباده وغيرها من الصفات أو حديث مرضتُ ولم تعدني..وقد ظننا ان لا حاجة تستدعِ الشرح طالما أننا قدمنا لك منهجنا العام في فهم الصفات ووافقتنا عليه !..وحتى لا يرد إلى ذهنك شيئا من أننا لربما قد تهربنا أو أحرجنا الحديث..سنفصل المسألة تفصيلا تأصيليا سواء لك أو لمن يقرأ فمنهجنا ثابت لا يتزحزح..
عامة أهل السنة يعتقدون أن الهرولة صفة وقد خالفهم في ذلك البعض في أنها ليست بصفة كشيخنا الفوزان..هنا نطرح سؤالين:
1- هل هذه المخالفة هي كمخالفة أهل البدع لأهل السنة في هذه المسألة أو في غيرها من نزول أو استواء ؟
الجواب لا..فأهل البدع يصرفون اللفظ عن ظاهره بناءََ على شبهة التجسيم أو نحو ذلك مما تبثه عقول المتكلمة المنحرفة فيصرفون اللفظ عن ظاهرة لغاية التنزيه..في حين علماءنا حين يؤولون لفظا يستندون إلى قرينة شرعية أدت إلى فهم النص على غير ظاهره.. وفي حديث الهرولة لدينا قرينة استند عليها بعض علماءنا تضمنها سياق الحديث كما ذهب إلى ذلك الشيخ الفوزان حين صرف اللفظ عن ظاهره ثم قال (( وإنما يفسره آخر الحديث لئن سألني لأعطينه لئن استعاذني لأعيذنه ))..والشاهد هنا أن لو لم تظهر قرينة للشيخ لما صرف اللفظ عن ظاهره ولأثبت المعنى كما يثبت النزول والإستواء ونحوه..وخالفه في ذلك شيخنا العثيمين وأثبتَ الصفة كما وردت وقال رحمه الله: (( وخلاصة القول إن إبقاء النص على ظاهره أولى و أسلم فيما أراه، ولو ذهب ذاهب إلى تأويله لظهور القرينة عنده في ذلك لوسعه الأمر لإحتماله ))..فهل تبين الفرق بين منهج علمائنا ومنهج أهل الزيغ والهوى..؟

2- هل يُعد قول من حملوا الحديث على الكناية مخالفا لقول من أثبتوا صفة التقرب الحقيقي والإتيان الحقيقي والهرولة على حقيقتها ؟
الجواب لا ليس بمخالف..بل يمكن الجمع بين القولين أي فهم الحديث وتحميله على الكناية مع إثبات الصفة وذلك استنادا لقاعدة أخرى مقررة عند اهل اللغة تقول بأن الكناية لاتكون إلاّ بإثبات شاهدها من حيث الأصل..بمعنى عندما نقول في اللغة: فلان ذراعي الأيمن..هذه كناية ولا شك ولكن لو لم يكن لفلانِِ هذا ذراعِِ يمنى لما استعمل هذا المعنى للكناية..إذن فالجملة هنا تُثبت الكناية وتُثبت الصفة فلا تكون الكناية إلا بإثبات شاهدها من حيث الأصل ولا يأتي من يقول: ((فلان ذراعي الأيمن)) بما أن الذراع هنا للكناية إذن لا وجود لصفة اسمها ذراع على الحقيقة !!!!!.
هذا فيما يخص حديث الهرولة وقس عليه ما شئتَ طالما حددنا المنهجية..فمثلا سبق وان طرحتَ حديث مرضتُ ولم تعدني..هذا الحديث متضمن لقرينة تصرف اللفظ عن معناه الظاهر وهو ان العبد هو الذي يمرض ويعطش وليس الرب حاش لله كما جاء في الحديث ((‏ ‏أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، واستسقاك عبدي فلان فلم تسقه‏ )‏)
مع الأخذ بعين الإعتبار هنا أن المرض والعطش ليس من جنس الكنايات كما في حديث الهرولة وإنما هو من جنس المجاز المرسل حقيقته ممتنعة في حق الخالق دون الحاجة إلى قرينة حتى..فهذا الذي أشرنا إليه سلفا في القاعدة القائلة (( فإن استحالت الحقيقة سير إلى المجاز ))..والمرض والعطش حقيقته ممتنعة في حق الله بخلاف الصفات الأخرى..

ختاما اتهامك لنا بأننا شابهنا النصارى في قولهم بهتان عظيم ورب الكعبة..بل هو اتهام لله ورسوله فما نحن إلا نقلة لم نأتي بشيء من عندنا..كل من عند الله..
عندما يقول الله عز وجل: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))..
كأن بالأخ رمضان يقول -قياسا على ما سبق-..بأن الله يقول عن نفسه أنه كإله النصارى وحاش لله !!!!
وحجتك في ذلك ان السمع يحتاج أذن مادية ويحتاج أن تنتقل ذبذبات الصوت عبر الهواء المخلوق لتصل أذن السامع..والله منزه عن ذلك !!!!
والبصر يحتاج إلى عين مادية ويحتاج انعكاس الضوء على الصورة وانتقالها إلى شبكية العين وتحليلها ليتحقق معنى البصر..والله منزه عن ذلك !!!!
هذا لازم قولك أخي رمضان..فهل قلنا نحن بهذا القول في جميع ما سبق حتى تشبه قولنا والذي هو قول الله وقول رسوله..بقول النصارى ؟؟؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

رمضان مطاوع
02-17-2014, 05:34 PM
الأخوة الكرام :
........ هل هناك فرق في التالي :
1- إيمان المسلمين بنزول الله ( الخالق ) بذاته من مكانه خارج الكون ( المخلوق ) إلى داخله - ليقول من ذا الذي يدعوني فأستجب له ................. إلى آخر الحديث
2- إيمان المسيحيين بنزول الله ( الخالق ) بذاته من مكانه خارج الكون ( المخلوق ) إلى داخله - ليتجسد في جسد المسيح ليفدي البشرية من خطيئة آدم المتوارثة في زعمهم
الإله الخالق واحد وغير خاضع لقوانين المخلوق المادي - فهل نُصر على هذا الإيمان كما أصرت المسيحية .......... تعالى الله عما يصفون !!!!!!!!!
الأخ الفاضل ( مستفيد ) :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل كل شيء وفبل أي تعقيب أعتذر عن وجه المماثلة في هذه المشاركة - وأقسم لك بالله العظيم أخي الفاضل أني لم أقصد بها أي إساءة لأي إنسان وهذا ليس من خلقي على الإطلاق ويدل على ذلك جميع مشاركاتي السابقة , فإذا كان أخي الفاضل هذا خُلقي تجاه الناس عموما فما بالك أن أقصد والعياذ بالله الإساءة لله سبحانه وتعالى ولرسوله الكريم (ص) - كل ما في الأمر أني أقصد بأن إصرارنا على الإيمان بنزول الله بذاته إلى السماء الدنيا أراه غير مقبولا - ألا يجعلنا نقع في ما وقع فيه النصارى وهو الحلول أو التجسد في العالم المادي ؟؟
وكما قلت سابقا هي سوء تعبير ولا أنكر ذلك - حيث قلت في مشاركتي السابقة

لأن الله أعلم بقلوب الناس ولكل امرئ ما نوى .. والله تعالى هو وحده سوف يحاسب الناس على ما في قلوبهم وليس على ما تعبر به ألسنتهم .. فقد يعجز اللسان في التعبير عما في القلب (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ)
وأدعوا الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا جميعا وهو الغفور الرحيم
هذا أولا وبصرف النظر عن التعقيب حاليا ...

ابن سلامة القادري
02-17-2014, 07:21 PM
وأجمع أهل العلم على أن النزول في هذا الحديث نزول حقيقي فعلي، أي أن الله بذاته ينزل إلى السماء الدنيا، ولكنه
نزول يليق بجلاله وعظمته وألوهيته المقدسة..

أليست هذه كافية يا أخانا الطيب رمضان مطاوع ؟

فلربما استرسلت هكذا في التعامل مع سائر الأخبار في صفات الله تعالى كنزول الله يوم عرفة و كوضع الله تعالى قدمه على الكرسي أو وضع قدمه في جهنم فينزوي بعضها على بعض أو كصفة العلم و السمع و البصر و إحاطة ذلك منه سبحانه بخلقه فلم يزل عليما سميعا بصيرا لا يخفى عليه شيء من خلقه. و لا يشغله شيء يعلمه أو يشاءه أو يريده عن شيء سبحانه و تعالى.

و خذ هذا كقاعدة : ما يقال عن الذات يقال عن الصفات، فنحن لا نعلم عن ذات الله أكثر مما أخبرنا به فنتوقف عنده لا نجاوزه إلى ما تمليه عقولنا و ظنوننا.

و اعلم أنك إن اتبعت الظن و العقل دون النص و النقل في صفات الله تعالى الذاتية و الفعلية فلن تصل إلى شيء .. و قد تضل ضلالا بعيدا.

فالزم سنة الأولين بارك الله فيك فهم أعلم و أسلم و أحكم و أهدى منا سبيلا.

سـلطان
02-17-2014, 07:55 PM
.
الأستاذ رمضان، هدانا الله وإياه إلى سبيل الرشاد..

يبدو أن أفعال الله كما وردت في القرآن لا يستطيع عقلك أن يتقبلها كما هي، فتلجأ إلى تفسيرها
خلافا لظاهرها، وأخشى أن تكون ممن قال عنهم رب العالمين: (وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ
اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)

إعلم يا استاذ وافهم، أن الله سبحانه قادر على أن يفعل ما يريد، ما يخطر ببالك وما لم يخطر ببالك
بعد، يفعل أي شيء في أية ساعة يشاء وبأية كيفية يريدها، ولا يستشير مخلوق قبل إمضاء إرادته،
ولا يمنعه من إمضائها شيء في السموات السبع، لا قانون ولا مخلوق، وهذا مصداقا لقوله تعالى:
(فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)

والإدعاء بتنزيه الله من خلال صرف أفعاله من معناها الحقيقي إلى معان يمليها العقل البشري هو جريمة
بحق الله وبحق كتابه العظيم وليس تنزيها لله عما يليق به كما يدعي الكفرة اتباع الدينين الأشعري والصوفي،
فتنزيه الله لا يتم إلا بالتصديق الكامل لما قاله سبحانه في محكم التنزيل والإمتثال له، وبنفي كل ما
لا يليق بجلاله وعظمته وألوهيته المقدسة.

وحديث النزول، يدل منطوقه على نزول الله بذاته إلى السماء الدنيا نزولا حقيقيا فعليا وليس
مجازيا، وقد قلنا لك بأنه ليس في الحديث دليل على أن نزول الله دائم ومستمر طالما هناك ثلث
أخير من الليل على الأرض، ، بل ينزل الله إلى سماء أرض فيها مسلمون من أهل التوحيد، ولا
ينزل إلى سماء أرض فيها كفرة مشركين، بدليل انه يقول: (هل من مستغفر فأغفر له) وهل يعرف
الكافر الإستغفار...؟

أما قولك بأن النزول في الحديث المقصود منه نزول الملائكة وليس نزول الله، فقد طالبناك بدليل
شرعي يثبت ما تدعيه ولم تأتينا بهذا الدليل حتى الآن، ولا زلنا نطالبك به. وما لم تأتينا بهذا
الدليل، فإنه يلزمك أن تقر بأن الله بذاته هو من ينزل إلى السماء الدنيا وليس الملائكة.

أم استشهادك بآيات من القرآن لتثبت بها بأن حديث النزول المقصود به هو نزول الملائكة وليس
نزول الله، فنقول بأن استشهادك يثبت بطلان حجتك، فقوله تعالى: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ)
(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)، بأنها مجاز وليس حقيقة، وبأن الملائكة هي التي قتلت
ورمت، فقد جانبت الصواب، فإن من قتل ورمى في هاتين الآيتين هو الله سبحانه بذاته وليس
الملائكة، بدليل أن الله نسب القتل إلى نفسه صراحة بقوله تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ) وقوله تعالى:
(وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)، ولو لم يكن الفاعل هنا هو الله لقال لك "ولكن الملائكة قتلتهم"، ألم ينسب الله
الإماتة إلى الملائكة بقوله تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)

فنخلص من ذلك إلى أننا ملزمون بأخذ الفعل الإلهي الوارد في الكتاب والسنة على ظاهره كما هو
من غير تأويل عقلي، ففرق هائل بين أن تأخذ الفعل الإلهي على ظاهره كما ورد في القرآن، وبين
أن تدخل في فلسفات وتأويلات عقلية فاسدة، لا تملك دليلا شرعيا عليها.

نسأل الله السلامة والعافية.


.

رمضان مطاوع
02-19-2014, 01:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام - الأخ الفاضل ( مستفيد )

فعندما تقول أؤمن بفعل النزول على حقيقته وأخذ اللفظ كما جاء وفي الآن ذاته ترد هذا الذي وافقتنا فيه وتنسب فعل النزول للملائكة بلا قرينة !..
أخي الفاضل أنا أثقلت عليكم فعلا ولكي نخرج من هذا النقاش - أنا أوافقكم بأخذ الفعل على حقيقته فأي فعل غير مستحيل على الله فعله - وإذا أراد العلي العظيم أن ينزل بذاته ويأتي من مكانه على العرش خارج هذا الكون المادي إلى داخله فعل ولا شك في ذلك -وأيا كان هذا الفعل فلا نستطيع إدراك ماهية أو كيفية هذا الفعل مهما تعقلنا - لأن الله ( ليس كمثله شيء ) والمسألة محسومة كما تقول يا أخي الكريم - ولكن الخلاف بيننا هو في نسبتي أنا فعل النزول للملائكة - وما الفرق؟؟ - فعل الملائكة هي إرادة الله - وهل الملائكة أصلا لهم فعل إرادي مستقل عن إرادة الله؟!!!!!!! - وبالتالي لابد تنسب أفعال الملائكة إلى الله وليس العكس
فنحن نؤمـن جميعا بملائكـة الله تعالى خلقهم مسيرين وليس مخيرين في أفعالهم وأنهم (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) - (عِبَادٌ مُكْرَمُونَ *لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) . خلقهم الله تعالى فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) - حجبهم الله عنا فلا نراهم، وربما كشفهم لبعض عباده، فقد رأى النبي (ص) جبريل على صورته له ستمائة جناح قد سدّ الأفق، وتمثل جبريل لمريم بشراً سوياً فخاطبته وخاطبها، وأتى إلى النبي (ص) وعنده الصحابة بصورة رجل لا يُعرف ولا يُرى عليه أثر السفر، ..........الخ , ونؤمن بأن: للملائكة أعمالاً كلفوا بها: فمنهم جبريل الموكل بالوحي ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله، ومنهم ميكائيل الموكل بالمطر والنبات، ومنهم إسرافيل: الموكل بالنفخ في الصور حين الصعق والنشور، ومنهم ملك الموت: الموكل بقبض الأرواح عند الموت، ومنهم ملك الجبال: الموكل بها، ومنهم مالك: خازن النار، ومنهم ملائكة موكلون بالأجنة في الأرحام وآخرون موكلون بحفظ بني آدم وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم، لكل شخص ملكان (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)- وآخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من تسليمه إلى مثواه، يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه فـ (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) - ومنهـم الملائكة الموكلون بأهل الجنة (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)

وهناك الكثير من النصوص الدالة على أن أفعال الملائكة التي هي في الأصل أفعال الله التى أرادها أن تكون بـهم - صحيح لهم ذوات مستقلة عن ذات الله لكن الله سبحانه وتعالى وظف أو سير هذه الإرادة لتنفيذ إرادته هو وليس إرادتهم أنفسهم متى شاء وكيفما أراد
إذن نزول الخالق في حد ذاته بنفسه (وهو يمتلك عدد لا حصر له من الملائكة وما يعلم جنود ربك إلا هو) - إلى داخل مخلوق من مخلوقاته كالسماء الدنيا لا يليق به كإله علي عظيم - فهو يجل ويسمو عن مثل هذا الفعل فهو بمثابة القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإيمان سواء جنود السماوات ( الملائكة ) أو جنود الأرض ( المؤمنين ) - ( وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) فهم رهن إشارته لتنفيذ مشيئته - ولله المثل الأعلى
هذا ما جعلني استدل بالنصوص الشرعية في الأدلة العشرة التي ذكرتها في مشاركتي السابقة - وقياسا على ما ورد في بعض هذه النصوص قرآنا كان أو سنة من قرائن دالة على معنى الفعل الإلهي الذي يقوم به بــجنوده - سواء وردت هذه القرينة في سياق بعض الآيات كما ذكرت في الدليل الثاني والثالث والرابع والخامس - أو وردت في مكان آخر في القرآن كما في الدليل التاسع - أو وردت في التفاسير كما في الدليل الأول - أو وردت في السنة في السياق أو ككناية في باقي الأدلة


وحتى لا يرد إلى ذهنك شيئا من أننا لربما قد تهربنا أو أحرجنا الحديث..سنفصل المسألة تفصيلا تأصيليا سواء لك أو لمن يقرأ فمنهجنا ثابت لا يتزحزح..
لا - لا - لا - قطعا لم يرد والله يا أستاذنا الفاضل في ذهني مثل هذه الأمور - أنت محق يمكن هذا عند بعض الناس - وهذا يدل على صدق نواياك لإظهار الحق ليس إلا وجزاك الله عنا كل خير إنشاء الله - وأطمأنك بأن كل ما كتبتُهُ في هذا الشريط وغيره ووافقتك فيه لم يذهب هباءَأ منثورا بإذن الله


ختاما اتهامك لنا بأننا شابهنا النصارى في قولهم بهتان عظيم ورب الكعبة..بل هو اتهام لله ورسوله فما نحن إلا نقلة لم نأتي بشيء من عندنا..كل من عند الله..
عندما يقول الله عز وجل: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))..
كأن بالأخ رمضان يقول -قياسا على ما سبق-..بأن الله يقول عن نفسه أنه كإله النصارى وحاش لله !!!!
وحجتك في ذلك ان السمع يحتاج أذن مادية ويحتاج أن تنتقل ذبذبات الصوت عبر الهواء المخلوق لتصل أذن السامع..والله منزه عن ذلك !!!!
والبصر يحتاج إلى عين مادية ويحتاج انعكاس الضوء على الصورة وانتقالها إلى شبكية العين وتحليلها ليتحقق معنى البصر..والله منزه عن ذلك !!!!
هذا لازم قولك أخي رمضان..فهل قلنا نحن بهذا القول في جميع ما سبق حتى تشبه قولنا والذي هو قول الله وقول رسوله..بقول النصارى ؟؟؟
كلا يا أخي لم يقل أحد منكم ذلك قط والله سبحانه وتعالى منزه فعلا عن ذلك - كل ما أقصده الخوف من أن الإيمان بنزول ذات الله ( بنفسه ) وليس الملائكة يوقعنا في مماثلة فقط في الإيمان بنزول الخالق أي ذات الله إلى داخل المخلوق أي الكون المادي أيا كان المكان سواء السماء الدنيا أو جسد المسيح - هذا فقط ما أردت إيصاله
................... والسلام عليكم

مستفيد..
02-19-2014, 12:55 PM
الأخ الفاضل رمضان..
قلتم: (( أنا أوافقكم......ولكن.... ))..
هذا الأسلوب يُسمى: أسلوب (( نعم...لكن..)) وأظنَّكَ تعرفه جيدا وإلا لما لوَّنتَ لِيَ اللفظينِ بالأزرق..وهذا الأسلوب للأسف يُسخدم في باب المغالطات..نقول نعم للفكرة ثم ننقض نفس الفكرة بلكن..!
والدليل هو ما خلصتَ إليه آخر المداخلة حينما قلتَ: (( إذن نزول الخالق في حد ذاته بنفسه (وهو يمتلك عدد لا حصر له من الملائكة وما يعلم جنود ربك إلا هو) - إلى داخل مخلوق من مخلوقاته كالسماء الدنيا لا يليق به كإله علي عظيم - فهو يجل ويسمو عن مثل هذا الفعل ))
هذه فقط دعوة لك للتأمل..!

ثم يا أخي سابقا اقتبستَ نقطة وحيدة من مشاركتي بنيتَ عليها مداخلة كاملة..والآن لم تقتبس شيئا من مداخلتي المُفَصِّلَة لكل ما جئتنا به ..ثم أَجِدُكَ تكرر نفس الكلام وكأننا لم نقل شيئا..أو بالأحرى أخي رمضان كأني بك تسخدم أسلوب القنص في الردود..تتحاشى الحجج والإلزامات ولا تقتبس إلا العموميات لتُعيد بناء فكرتك الأم والتي تم نقضها بالذي لم تقتبسه ولم تأتِ عليه في ردودك..وأدعُ الله أن تكون على الأقل قرأتَه..فهذا ليس من النقاش في شيء أخي رمضان..بل ويُقلِّل من احترامِ مُحاوِرِك..!
على العموم وحتى نحصر نقاشنا هذا في كلمات..سنقصر المسألة على هذين السؤالين..وأرجو منك أخي رمضان أن تُجيب بكلمة واحدة عن كل سؤال:

1- يقول المولى سبحانه وتعالى: (( وجاء ربك..والملك صفا صفا ))

هل فعل المجيء هذا الذي نسبه الله لنفسه تعالى يخص: الله ؟..أم الملائكة ؟..أم شيء آخر لا أعرفه ؟

2- يقول المولى سبحانه وتعالى: (( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ))

هل فعل التجلي هذا والذي نسبه الله لنفسه تعالى يعود على: الله ؟..أم أن ملك من الملائكة هو من تجلى ؟..أم شيء آخر لا أعرفه ؟
أرجو منك أخي رمضان فضلا لا أمرا أن تُجيبني عن هذين السؤالين بكلمة عن كل سؤال دون أي شرح لإجابتك..

مستفيد..
02-19-2014, 03:58 PM
نقطة للتصحيح..قال الأخ رمضان ظنا منه أن هذا هو الذي وافقنا فيه:

وإذا أراد العلي العظيم أن ينزل بذاته ويأتي من مكانه على العرش خارج هذا الكون المادي إلى داخله فعل ولا شك في ذلك
بل حاش لله أن يفعل..هذه عقيدة الحلول والإتحاد وحاش لله أن نصفه سبحانه بهكذا قولِِ كفري...
نحن نُثبت النزول ونثبت القرب على حقيقتهما بما يليق بجلاله سبحانه..وإثبات هذه المعاني على حقيقتها لا يلزم منه المماسة والإتصال..
ومن أراد أن يرتب إثبات الأولى على الوقوع في الثانية..فهو عقل عشش فيه التشبيه ولا شك..ولا فرق عنده بين خالق ومخلوق..ولم يفهم قوله تعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))..
وتعريجا على سؤال الأخ رمضان على خوفه من الوقوع في قول النصارى:
نقول أن النصارى كيفوا صفات الله وجعلوها في مخلوق وقُضي الأمر..فهل يقدر أن يقول النصراني: الله المتجسد في المسيح ذاته وصفاته ليس كمثلها شيء ؟
لن يقدر..لأنه إن قال ذلك فقد نفى ألوهية المسيح..وبالتالي أبطل أصل عقيدتهم..

سـلطان
02-19-2014, 08:15 PM
.
الأستاذ رمضان يرفض مسألة نزول الله بذاته إلى السماء الدنيا، ويعتقد بأن من ينزل هو الملائكة
وليس الله.. وسبق أن طالبناه أكثر من مرة بدليل شرعي يثبت ما يقول فلم يقدم لنا الدليل.. فيكون
بذلك قد أقر بأنه يؤمن بمسألة عقائدية لا يملك أية مرجعية شرعية لها من الكتاب والسنة، فمثله
كمثل من قال عنهم رب العالمين: (إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)، ولا ندري
كيف يريد أن يقنع الآخرين بصحة عقائده وهو لا يملك دليل يثبت صحتها.

أما عقيدته حول أفعال الله، فتتلخص باعتقاده أن الملائكة هم الذين ينفذون أفعال الله بأمر منه، وهذا
القول صحيح بلا شك، ولكنه يحتاج إلى توقف وتفصيل.

ليست الملائكة وحدها هي من ينفذ أمر الله يا أستاذ لكي تحصر أفعال الله بها، بل كل ما تنطبق
عليه كلمة "مخلوق"، جني أم إنسي، مسلم أم كافر، يستطيع الله أن يأمره بتنفيذ ما يريد فينفذ الأمر،
دون أن يحتاج الله إلى الملائكة، فلو أراد الله معاقبة مسلم بسبب ذنوبه، سلط عليه آدمي مثله
يضربه ثم يلقيه في السجن، ولو أراد معاقبة أمة من الأمم، سلط عليها الزلازل والأعاصير فحولت
حياتها إلى عذاب، كل ذلك دون أن يستعين بملائكة، وهذا مصداقا لقوله تعالى: (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)

أنت حكمت في مسالة من مسائل الغيب ليس لك بها علم ولا دليل وهي مسألة النزول الإلهي من
حيث أنك أردت تنزيه الله كما تدعي، فأصررت على أن من نزل إلى السماء الدنيا في الثلث
الأخير من الله هم الملائكة وليس الله، على الرغم من أن الحديث يقول لك (ينزل ربنا)، أي أنه
نسب النزول إلى الله دون سواه، ولم ينسبه إلى الملائكة، ومن يقل خلاف ذلك فقد لزمه الدليل الشرعي.

وماذا تقول بمسألة أن الله كلم رسوله موسى بشكل مباشر ودون واسطة، كما أثبت ذلك محكم
التنزيل بقوله تعالى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) ...؟ ألم يكن بإمكان الله أن يرسل إليه جبريل فيبلغه
ما يريده الله منه فيتم المطلوب وينتهي الأمر...؟ ألم يكن بإمكانه سبحانه أن يوحي إليه بما يريد
دون الحاجة إلى أن يكلمه بشكل مباشر...؟

يستفاد من هذه الآية بأن الله يمكن أن ينفذ فعله بذاته المقدسة مباشرة ودون واسطة، ويمكن أن ينفذه
باستخدام مخلوق، وهذا راجع إلى علمه وإرادته سبحانه.

فنزول الله بذاته المقدسة إلى السماء الدنيا حقيقي وليس مجازي، ولا يتعارض مع قدسيته وعظمته
وكبريائه سبحانه، فهو نزول إلهي لا يمكن للعقل البشري فهمه وإدراكه لأنه خارج عن كل
القوانين التي تحكم المخلوق في حركته وسكونه.


نسأل الله السلامة والعافية.


.

رمضان مطاوع
02-19-2014, 10:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل ( مستفيد )

أوافقكم من حيث المبدأ كفعل من أفعال الله الذاتية لا يمكن لأي مخلوق كان ينكر أفعال الله أن يقوم بها بنفسه وهذا مبدأ نتفق عليه جميعا
ولكن لا يليق به سبحانه - أما كلمة لكن ليس لدي أساليب معينة أخي الفاضل ولا أعرف الأساليب لأني إنسان بسيط نريد الوصول معا إلى الحقيقة فقط - ونحن جميعا بشر يمكن أن يكون رأيي خطأ يحتمل الصواب ويمكن أن يكون رأي غيري صواب يحتمل الخطأ (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) - أختلف معكم فقط في أن تكون أفعال الله تعالى تجاه مخلوقاته في الكون المادي تحديدا أن يقوم بها هو بنفسه - هو قادر على القيام بها بنفسه تجاه مخلوقاته لأنه غير خاضع لقوانين العالم المادي المحسوس - فهو ليس كمثله شيء - ولكن القصد فقط أن الفعل بنفسه لا يليق به ليس أكثر
وهذه أمور غيبية لا نشك أنها خارج إدراك العقل البشري المحدود - كل ما يمكن فعله هو تأويل الفعل الغير مقيد قياسا بالأفعال المقيدة بقرائن في النصوص وليس في العقول - وإذا قلنا ( الفعل معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة ) فأرى أن هذا يتعارض مع دعوة الحق سبحانه لإعمال العقل والتفكر والتدبر في كتابه - ومن لم يسعى لذلك فيكون كالأنعام
وكما قلت أنت أستاذنا الفاضل (نحن لا نذم التأويل من أجل أنه تأويل وإنما نذم التأويل الذي يصرف القرآن عن فحواه بغير دلالة) - فإن لم يصرف التأويل النصوص الشرعية قرآن أو سنة عن فحواها - فلماذا نرفض التأويل إذن.؟- وعليه :
لماذا لا تُؤول أفعال الله المجردة من أي قرينة دالة على معناها في السياق نفسه - قياسا على باقي أفعاله المقيدة بقرائن في مواضع أخرى في النصوص الشرعية ؟؟؟؟- القرآن يفسر بعضه بعضا - لأن الفاعل واحد وهو الله سبحانه وتعالى وهوه نفسه الذي أخبرنا عن معنى هذه الأفعال بهذه القرائن الدالة على معناها - فهل سبحانه يغير أو يبدل أو يحول سنته في التعامل مع مخلوقاته في الكون المادي؟؟ - والله تعالى ترك مساحة للتفكر والتدبر والتعقل ولذلك من حكمته لم يقيد جميع أفعاله بقرينة تبين معناها في جميع النصوص - وإلا فأين دور العقل ؟؟ حيث يقول (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) ويقول (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
والخلاصة : لو تدبرنا جميع أفعال الله سبحانه وتعالى في النصوص الشرعية والمقيدة بقرائن دالة على معناها - لتبين لنا أن هذه الأفعال تمت إما بجنود السماوات ( الملائكة ) أو بجنود الأرض ( البشر )
ولذلك ماذا لو أخذناها كمقياس لمعرفة معنى أفعاله التي وردت بلا قرينة دالة في النصوص ؟؟


1- يقول المولى سبحانه وتعالى: (( وجاء ربك..والملك صفا صفا ))
هل فعل المجيء هذا الذي نسبه الله لنفسه تعالى يخص: الله ؟..أم الملائكة ؟..أم شيء آخر لا أعرفه ؟
الإجابة : هذا مشهد يوم القيامة وعليه فيكون ( الله بذاته سبحانه وتعالى )


2- يقول المولى سبحانه وتعالى: (( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ))
هل فعل التجلي هذا والذي نسبه الله لنفسه تعالى يعود على: الله ؟..أم أن ملك من الملائكة هو من تجلى ؟..أم شيء آخر لا أعرفه ؟
الإجابة : على النحو الذي أراه فتكون ( ملك من الملائكة )

............. والله تعالى أعلم


هذا متوقف على فهمك للمكان..فالاشتراك في المعنى لا يلزم منه الاشتراك في الحقيقة والكيفية..فالكون مثلا له داخل وحدا وخارج..إذن يوجد في الوجود مكان اسمه خارج الكون يغاير من حيث المعنى المكان الموصوف بأنه داخل الكون..وإن أثبتَ مكانية الداخل ونفيت مكانية الخارج سقطتَ في التناقض ولا بد فكانك تُثبت وجود مخلوق له داخل وليس له خارج..والله سبحانه وتعالى خارج الكون وهذا ثابت عقلا ونقلا..ولهذا فإن مسألة التحيّز والإحاطة لا تصح عند الحديث عن خارج الكون أو خارج العالم المادي..فالله سبحانه وتعالى مستو فوق عرشه لا يحيط به شيء إذ الإحاطة صفة لازمة للمخلوقين..والله منزه عنها..إذن لا يلزم من نسبة هذا المعنى له سبحانه أن يكون متحيزا..
تحير أمري وما عدت أعرف من أين أئتي لكم!! - لقد شاركت أنا بمشاركة في موضوع سابق في هذا القسم (أين كان الله قبل خلق الإنسان؟) شاركت فيها لنفي المكان عن الله إذا كان بالمفهوم المادي المحسوس الذي نعرفه لأن الله ليس كمثله شيء وأنا معكم بأنه سبحانه غير خاضع لقوانين العالم المادي - فكيف يخضع الخالق لقوانين هو وضعها وسنها لمخلوقاته؟!!!!!
واقتنعت بكلامك والحمد لله يا أخي مستفيد ووافقتك في إثبات المكان لله سبحانه وتعالى خارج الكون المادي بذاته ولكن موجود فيه بصفاته حيث تتجلى وتظهر - وهذا ما أنا عليه والحمد لله وأنا قلت هذا سابقا عدة مرات

وعندما أقول أنا يا أخي الفاضل :

وإذا أراد العلي العظيم أن ينزل بذاته ويأتي من مكانه على العرش خارج هذا الكون المادي إلى داخله فعل ولا شك في ذلك
تعلق أنت وتقول :

بل حاش لله أن يفعل..هذه عقيدة الحلول والإتحاد وحاش لله أن نصفه سبحانه بهكذا قولِِ كفري...
نحن نُثبت النزول ونثبت القرب على حقيقتهما بما يليق بجلاله سبحانه..وإثبات هذه المعاني على حقيقتها لا يلزم منه المماسة والإتصال
ومن أراد أن يرتب إثبات الأولى على الوقوع في الثانية..فهو عقل عشش فيه التشبيه ولا شك..ولا فرق عنده بين خالق ومخلوق..ولم يفهم قوله تعالى (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))..
للأسف أخي الفاضل هذا يدل على أن فهمت كلامي خطأ مع كل إحترامي وتقديري - فكلمة ( إلى داخله ) المذكورة أعلاه ليس معناها الحلول والمماس والإتصال والإتحاد بل معناها الإيمان بنزول الذات الإلهية الغير خاضعة للمادة ووجوده بنفسه داخل الكون المادي وتحديدا في السماء الدنيا دون الحلول والمماس والإتصال والإتحاد بالعالم المادي

للعلم فقط :
وللعلم النصارى يؤمنون بحلول الله ( اللاهوت ) في جسد المسيح ( الناسوت ) دون مماس أو إتصال أو إختلاط بجسد المسيح المادي - يعني عندهم اللاهوت غير خاضع لقوانين الناسوت !!
فهذا هو وجه المماثلة أو التشبيه الذي أقصده يا أخي والذي يجب أن نحذر من الوقوع فيه - ونرجوا التوفيق والهداية من الله سبحانه وتعالى

وهذا هو كل ما عندي في التعقيب على موضوع النزول - فإن كان هذا يصرف القرآن عن فحواه فلا نأخذ به بإذن الله - وبناءا عليه أستأذنكم بأن هذه هي مشاركتي الأخيرة في هذا الموضوع
....................... والسلام عليكم .

مستفيد..
02-20-2014, 12:28 AM
إجابة عن سؤال:
(( يقول المولى سبحانه وتعالى: (( وجاء ربك..والملك صفا صفا ))
هل فعل المجيء هذا الذي نسبه الله لنفسه تعالى يخص: الله ؟..أم الملائكة ؟..أم شيء آخر لا أعرفه ؟ ))
قال الأخ رمضان: (( الله بذاته سبحانه وتعالى ))..لماذا ؟ لأن الحدث في الآخرة..وكأن الملائكة لا تخدم الله إلا في الدنيا..ربما !
وإجابة عن سؤال:
(( يقول المولى سبحانه وتعالى: (( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ))
هل فعل التجلي هذا والذي نسبه الله لنفسه تعالى يعود على: الله ؟..أم أن ملك من الملائكة هو من تجلى ؟..أم شيء آخر لا أعرفه ؟ ))
قال الأخ رمضان: (( ملك من الملائكة ))...وعليه أيضا فإن الذي كلم موسى تكليما هو ملك من الملائكة وليس الله..باعتبار أن الحادثة في الدنيا كالتجلي..

أكتفي بهذا القدر..اتضح المقال بما يكفي وزيادة..
-----------
فائدة: من علامات تدبر كتاب الله أننا إن قرأنا قوله تعالى (( ليس كمثله شيء ))..نفهم أن كل ما سيخطر ببالك فالله خلاف ذلك..ومن لم يصل لهذا المعنى فما تدبر كتاب الله..

سـلطان
02-20-2014, 07:08 AM
المدعو رمضان مضطرب ومتناقض في كلامه وغير ثابت على مبدأ، فهو يقول:
(لا يمكن لأي مخلوق كان ينكر أفعال الله أن يقوم بها بنفسه وهذا مبدأ نتفق عليه جميعا..)

ثم نجده سرعان ما يقفز إلى النقيض من كلامه هذا ويقول:
(أختلف معكم فقط في أن تكون أفعال الله تجاه مخلوقاته في الكون المادي تحديدا أن يقوم بها هو
بنفسه..)
فعلاوة على اضطرابه وتناقضه، نجده وقد أنكر أن الله كلم موسى بشكل مباشر (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى
تَكْلِيمًا)، لأن موسى عندما كلمه الله كان على الأرض ولم يكن خارج الكون المادي.

ويقول:
(ولكن القصد فقط أن فعل الله بنفسه لا يليق به ليس أكثر..)
وهل طبقا لعقيدتك يليق به سبحانه أن تنكر أفعاله الثابتة في الكتاب كتكليمه بشكل مباشر رسوله
موسى، ونزوله بذاته إلى السماء الدنيا دون أن تقدم ولا عشر معشار دليل شرعي يثبت إنكارك
هذا...؟

ونجده هنا وقد سقط في تناقض صريح آخر، فهو هنا يقيد التأويل بالنص وليس بالعقل، فقد كتب
يقول:
(وهذه أمور غيبية لا نشك أنها خارج إدراك العقل البشري، كل ما يمكن فعله هو تأويل الفعل الغير
مقيد قياسا بالأفعال المقيدة بقرائن في النصوص وليس في العقول..)

ثم نجده سرعان ما يتبرأ من كلامه وينكره ليجعل من العقل مرجعية لأفعال الله، فقد كتب يقول:
(وإذا قلنا "الفعل معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة" فأرى أن هذا يتعارض مع دعوة الحق
سبحانه لإعمال العقل والتفكر والتدبر في كتابه..)

تناقض صارخ واضطراب واضح..

ونجده هنا ينكر صراحة آية وردت في القرآن ويكذب الله فيها:
قال تعالى: (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا
أول المؤمنين) هل فعل التجلي هذا والذي نسبه الله لنفسه تعالى يعود على الله، أم أن ملك من
الملائكة هو من تجلى..؟ الإجابة: على النحو الذي أراه فتكون ( ملك من الملائكة )

فهل عرفتم الآن لماذا هرب عندما طالبناه بدليل شرعي يثبت ادعائه بأن ملك وليس الله هو الذي
ينزل في حديث النزول...؟ لو كان لديه هذا الدليل الشرعي الذي يثبت ادعائه، لما تردد دقيقة واحدة في عرضه وإقامة حجته علينا.

وهل عرفتم الآن حقيقة العقيدة الدينية التي يدين بها هذا الشخص كما أعلن هو بنفسه عنها، وهي
تقديم عقله البشري المتعثر والقاصر على النص الإلهي المقدس، وتفسير كتاب الله بزبالة عقله...؟

إنه واحد ممن قال عنهم رب العالمين:

(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ
غِشَاوَةً..)


نسأل الله السلامة والعافية.


.[/color]

ابن سلامة القادري
02-20-2014, 01:08 PM
أتساءل ما وجه الخصوصية في نزول الملائكة عند الأخ رمضان مطاوع مع أنه يعلم بأن الملائكة تنزل من السموات إلى الأرض في ساعات الليل و النهار لتقضي ما أمرها الله به .. و منها ملائكة سياحون ينزلون في صلاتي الصبح و العصر ..

ليس هذا فقط فنزول الله تعالى في الحديث الصحيح الصريح جاء مقترنا باستجابة الله تعالى لدعاء من يدعوه و المغفرة لمن يستغفره و إعطاء من يسأله .. و لم ينسب ذلك للملائكة بحال.

فيا عجبا لمن يناطح صريح نصوص الغيب بعقله .. و بغير دليل.

الشهرستاني
02-20-2014, 06:50 PM
السلام عليكم ..
ليُعلم أن لا يوجد تعارض بين تفاسير المفسرين للقرآن الكريم وبين أخذ آيات القرآن على ظاهرها وسأضرب مثالاً ..
عندما أقول أن قائد جيش كذا أحكم قبضته حول مدينة كذا أو بلدة كذا , فإن ذلك معناه أن ذلك القائد سيطر على تلك المدينه وتحكم في مداخلها ومخارجها وما إلى ذلك ..
ولكن هذا لا ينفي أن القائد له قبضه ..
..
وكذلك نعرف هذا فيما يتعلق بتفسير القرآن الكريم ..
مثلاً قول الله تعالى : وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴿المائدة: ٦٤﴾ ..
فقد فسّر الإمام إبن كثير قوله تعالى "بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ" قائلاً : بَلْ هُوَ الْوَاسِعُ الْفَضْلِ، الْجَزِيلُ الْعَطَاءِ، الَّذِي مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَهُ خَزَائِنُهُ ..
ولكن الإمام إبن كثير لم يقل بأن الله تعالى ليست له يد , بل إن من يعرف اللغه العربيه جيداً يدرك أن هذه الآيه لا تحتمل التأويل لأن الله تعالى قال"بل يداه" وصيغة التثنيه لا تحتمل التأويل والأخذ على غير الظاهر ..

- نقطه أخرى وهي أنه لا يجوز تأويل النصوص واخذها على خلاف ظاهرها إلا بوجود نص صريح من القرآن الكريم أو السنه الثابته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثال ذلك هو ما جاء في الحديث القدسي قول الله تعالى :
يا ابنَ آدمَ ! مَرِضتُ فلم تَعُدني ..
قال : يا ربِّ ! كيفَ أعودُك وأنتَ رَبُّ العالمينَ ؟
قال : أمَّا علِمتَ أنَّ عبدي فُلانًا مريضٌ ، فلو كُنتَ عُدْتَه لوجدتَ ذلكَ عِندي ؟ أو وجدتَني عندَه ؟
ولا مجال لإعمال العقل والرأي في النصوص الثابته حتى نتجنب القول على الله تعالى بغير علم ..

والله تعالى أعلم ..

رمضان مطاوع
02-20-2014, 10:47 PM
خلاصة مشاركاتي في الموضوع طرح هذا السؤال :

لماذا لا تُؤول أفعال الله المجردة من أي قرينة دالة على معناها في السياق نفسه - قياسا على باقي أفعاله المقيدة بقرائن في مواضع أخرى في النصوص الشرعية ؟؟؟؟- القرآن يفسر بعضه بعضا

ثم أنهيت مشاركاتي بكل احترام بهذه الكلمات :

وهذا هو كل ما عندي في التعقيب على موضوع النزول - فإن كان هذا يصرف القرآن عن فحواه فلا نأخذ به بإذن الله - وبناءا عليه أستأذنكم بأن هذه هي مشاركتي الأخيرة في هذا الموضوع
....................... والسلام عليكم .

فكان عندي حق لما قلت هذا الكلام :

ولابد أن يكون الرسول قدوتنا في الدعوة والصبر عليها فهو لم يتهم أحد باللغط والسفسطة وغيرها من الألفاظ والتي يبدو لي من متابعتي لجميع أقسام المنتدى منذ تاريخ تسجيل عضويتي به - يبدو أنها مع كامل احترامي للجميع من أساسيات منهج البعض في الدعوة - وهذا ليس من الإسلام في شيء

وصدق الأخ ( مستفيد ) لما قال :

وأدعُ الله أن تكون على الأقل قرأتَه..فهذا ليس من النقاش في شيء أخي رمضان..بل ويُقلِّل من احترامِ مُحاوِرِك..!

فهذا كلام - سلطان :

وهي تقديم عقله البشري المتعثر والقاصر على النص الإلهي المقدس، وتفسير كتاب الله بزبالة عقله...؟

وهذا كلام - ابن سلامة :

فيا عجبا لمن يناطح صريح نصوص الغيب بعقله .. و بغير دليل.

للسيد : ( سلطان - ابن سلامة ) :
عندما تقولوا لي أن فلان طويل اللسان
- أوافقكم من حيث المبدأ ولا أنكر بأنه طويل اللسان - ولكن لا يليق به وأنزهه عن طولة اللسان تجاه الناس

السيد : سلطان وابن سلامة : رفع الله بكم وبأمثالكم شأن الأمة إنشاء الله - أبشروا

ابن سلامة القادري
02-20-2014, 11:01 PM
لقد نبهناك و نبهناك و نبهناك ... و ما زلنا ننبهك .. لا تتألى على صفات الله تعالى و لا على أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا تقل فيها برأيك و ما لم يقله أحد قبلك .. فهذا يفتح الباب لشرور كثيرة ينهدم بها الدين .. لكنك استمريت في صنيعك .. و الآن حولت النقاش إلى أضيق مما كان عليه.

و هنا أقول لك : اسمح لي فلسنا هنا لندافع عن أنفسنا .. و على بِدْع من الآراء السخيفة نراها أو يراها البعض محسوبة على الإسلام.

رمضان مطاوع
02-22-2014, 11:01 AM
السلام عليكم ..
ليُعلم أن لا يوجد تعارض بين تفاسير المفسرين للقرآن الكريم وبين أخذ آيات القرآن على ظاهرها وسأضرب مثالاً ..
عندما أقول أن قائد جيش كذا أحكم قبضته حول مدينة كذا أو بلدة كذا , فإن ذلك معناه أن ذلك القائد سيطر على تلك المدينه وتحكم في مداخلها ومخارجها وما إلى ذلك ..
ولكن هذا لا ينفي أن القائد له قبضه ..
الأخ ( الشهرستاني )
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
استنتجت من الهجوم الأخير أن الجميع فهم بأني نفيت صفة النزول عن ذات الله تعالى - وهذا هو ما جعلني أستأنف كتابة هذه المشاركة - حتى أزيل سوء الفهم لدى البعض

تعالى معي نحلل هذا الكلام :

عندما أقول أن قائد جيش كذا أحكم قبضته حول مدينة كذا أو بلدة كذا
أنت بهذا القول تثبت فعل قائد الجيش وهو ( أحكم قبضته ) أليس كذلك ؟
فلو كنت أنا لم أعرف اللغة العربية جيدا وأخذت هذا الفعل على ظاهره - وقلت لك أن قائد الجيش أحكم قبضته حول المدينة بقبضة يده الذاتية المعروفة التي يأكل ويشرب بها والتي لا ينفي وجودها أحد - هل هذا المعنى منطقي ويليق بالقائد ويقبله عقل سوي ؟

أم أن المعنى المقبول هو أن الجيش عبارة عن آلية من آليات التنفيذ التي يمتلكها القائد لتنفيذ أفعاله وهذا هو كلامك :

فإن ذلك معناه أن ذلك القائد سيطر على تلك المدينه وتحكم في مداخلها ومخارجها وما إلى ذلك ..
وبهذا المعنى الذي قدمته أنت :
1- توافقني في إثبات إحكام القبضة كفعل سيطر به هذا القائد على تلك المدينة لا يمكن نفيه
2- ولكن تختلف معي لو أخذت أنا هذا الفعل على ظاهره - وقلت لك أن قائد الجيش أحكم قبضته على تلك المدينة ( بيده التي يأكل ويشرب بها !! ) وليس بآليات تنفيذ أخرى كجنوده الذي يمتلكهم ويقودهم ورهن إشارته

وبالمقارنة مع فعل ( ينزل الله ) - لدي سؤال :
من ذا الذي ينفى أي صفة من صفات الذات الإلهية كصفة النزول مثلا ؟ وكيف يؤمن بوجود الذات وينفي الصفات ؟!
وهل أنا في مشاركاتي السابقة نفيت أي صفة أو فعل أو اسم لله تعالى ؟ ويرفع عني ذلك مشاركاتي السابقة في موضوعات أخرى
وهل الاختلاف على آليات تنفيذ الفعل أو الصفة معناه نفي الفعل أو الصفة بالجملة ؟ - عجبا !!!!!!!!!!!!!!
نفي الفعل عن الفاعل شيء - وإثبات الفعل مع اختلاف الرأي على أليات التنفيذ شيء آخر
نعم لا يجب أن نتقول على الله بغير علم ولا نتدخل في أفعال الله كيف يفعلها - ولكن يمكن أن نستدل بعقولنا بآليات تنفيذ الأفعال المقيدة بقرائن دالة من النصوص الأخرى ما يهدينا ويرشدنا لفهم أفعاله الغير مقيدة ومعرفة حقيقتها
وهذا هو الذي جعلني أقول :
أوافقكم على إثبات النزول كمبدأ متفقين عليه - ولكن اختلف معكم فقط في آليات أو أدوات أو ماهية أو كيفية أو طبيعة التنفيذ إن جاز التعبير
المهم : يبدو أن عداء البعض منكم للأشاعرة والمعتزلة والجهمية وغيرهم ممن استخدموا عقولهم في نفي الصفات عن الذات الإلهية - جعل للأسف البعض منكم يعادون حتى كل من يستخدم العقل ولو في الإثبات أو التدبر أو حتى يذكره في حواره معهم

ولو حتى رأي المحاور خطأ فنحن بشر - إن آراء العلماء في الإسلام تعتبر مجرد اجتهادات من جانبهم يمكن أن تكون صح ويمكن أن تكون خطأ , وبلا شك أن العلماء أصابوا في الكثير والكثير ولكن أخطئوا في بعض مما قالوه , بدليل أن آراء بعض العلماء تختلف عن بعضها البعض , وكل إنسان وهبه الله العقل والإدراك وهو مسئول عما يقرأه وعليه أن يفكر فيما يقرأه من أقوال العلماء , ثم يختار الرأي الذي ترتاح له نفسه ويطمأن له قلبه , لكن لا يوجد رأي معين لعالم من العلماء ملزم لجميع أفراد الأمة الإسلامية أن يأخذوا به ولا يخرج عنه أحد من أفرادها

لا يوجد في الإسلام كهنوت مثل كهنوت المسيحية حيث يكون القسيس واسطة فيها بين الإنسان وبين الله تعالى , فلازم أن يعترف المذنب أولا بخطاياه أمام القسيس قبل ما ربنا يغفرها له , وإذا الكهنوت قرر عقيدة أو تفسير معين فيكون هوه التفسير الواجب على أفراد الكنيسة أن يأخذوا به , وممنوع على أعضاء الكنيسة أن يكون لهم عقيدة غير التي يقررها الكهنوت ولو حصل أن احد اجتهد أو خرج برأيه عن العقيدة التي قررها الكهنوت اعتبروه كافر واتهموه بالزندقة وطردوه من الكنيسة وقاطعوه تماما ونبذوه من بينهم - وهذا هو ما حصل لـ ( مارتن لوثر ) الذي اعترض على الآراء العقيمة التي كانت تقررها الكنيسة الكاثوليكية , ولم يرجع عن آراءه أبدا كما حصل مع العالم ( جاليليو ) حيث أنه اضطر أن ينكر الحقائق العلمية التي اكتشفها , لأن الكهنوت كان يرى أن هذه الحقائق العلمية تتعارض مع الكتاب المقدس , ثم تمر الأيام والسنين وفي النهاية يتضح إن رأي جاليليو صح ورأي الكهنوت غلط

أما في الإسلام فلا يوجد كهنوت ولا يوجد فرقة أو طائفة معينة لها الحق أن تقرر عقيدة معينة وتفرض على الناس العمل بها , أو تتهم من لم يأخذ بها بالكفر والزندقة وغير ذلك من الاتهامات - وهذا الهجوم من البعض خير دليل على ذلك

وأكتفي بهذا القدر ..................... والله تعالى أعلم

الشهرستاني
02-22-2014, 02:32 PM
عزيزي رمضان

أنت بهذا القول تثبت فعل قائد الجيش وهو ( أحكم قبضته ) أليس كذلك ؟


وبهذا المعنى الذي قدمته أنت :
1- توافقني في إثبات إحكام القبضة كفعل سيطر به هذا القائد على تلك المدينة لا يمكن نفيه
2- ولكن تختلف معي لو أخذت أنا هذا الفعل على ظاهره - وقلت لك أن قائد الجيش أحكم قبضته على تلك المدينة ( بيده التي يأكل ويشرب بها !! ) وليس بآليات تنفيذ أخرى كجنوده الذي يمتلكهم ويقودهم ورهن إشارته

أنا أثبت أن للقائد قبضه ويستطيع أن يحكمها حول شيء , ولكنني لم أحدد كنه هذا الشيء
وبالطبع لم أقل أنه يضم المدينه بداخل كفه ..
وهذه مشاركتي ..

ولكن هذا لا ينفي أن القائد له قبضه ..
وهذه القبضه يمكن لها أن تحكم على شيء من ناحية المبدأ ولم أقل أنها تحكم على المدينه ..


وهل الاختلاف على آليات تنفيذ الفعل أو الصفة معناه نفي الفعل أو الصفة بالجملة ؟ - عجبا !!!!!!!!!!!!!!

نعم لا يجب أن نتقول على الله بغير علم ولا نتدخل في أفعال الله كيف يفعلها - ولكن يمكن أن نستدل بعقولنا بآليات تنفيذ الأفعال المقيدة بقرائن دالة من النصوص الأخرى ما يهدينا ويرشدنا لفهم أفعاله الغير مقيدة ومعرفة حقيقتها
مع إحترامي هذا تلاعب بالألفاظ ولا يخرجك عما أقحمت به نفسك وهو القول على الله بغير علم ..
من أين لك بأن هناك آليات ؟؟
ومن أين لك أن تحدد هذه الآليات ؟؟
نحن لا نقبل إلا النص الصريح وقد أوضحت لك مثالاً في الحديث القدسي ..
كما أننا لم نسم آليات أصلاً حتى تختلف معنا فيها أو تتفق ..
نحن نقول ببساطه أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ولم نقل كيف ..
وأنت تقول أن الله تعالى ينزل بنزول الملائكه ..
وسواء قصدت حديث النزول أم لم تقصد , أنت مطالب بالنص الصريح الذي يؤيد كلامك ..
وكونك تستدل بالعقل فهذا قول على الله بغير علم ..


وأكتفي بهذا القدر ..................... والله تعالى أعلم
كان الأجدر أن تكتفي بما قيل من قبل فأنت لم تضف شيئاً ..

ابن سلامة القادري
02-22-2014, 06:09 PM
أوافقكم على إثبات النزول كمبدأ متفقين عليه - ولكن اختلف معكم فقط في آليات أو أدوات أو ماهية أو كيفية أو طبيعة التنفيذ إن جاز التعبير
المهم : يبدو أن عداء البعض منكم للأشاعرة والمعتزلة والجهمية وغيرهم ممن استخدموا عقولهم في نفي الصفات عن الذات الإلهية - جعل للأسف البعض منكم يعادون حتى كل من يستخدم العقل ولو في الإثبات أو التدبر أو حتى يذكره في حواره معهم


بعيدا عن ضرب الأمثلة التي لا أراها تليق بجلال الله و عظمته على وجه التحقيق، مع احترامي لما تفضل به أخونا الفاضل كتقريب للمسألة .. نحن هنا نناقش حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح السند صريح المتن في الدلالة على صفة فعلية من صفات الله تعالى أثبتها لنفسه.

و إني العبد الضعيف أرى أن إعمال العقل عند الكلاميين و العقلانيين هو سنة متبعة في سائر الأحاديث التي تخبر عن أمور غيبية خارج إطار العقول و المدارك، و ليس فقط في التوفيق بين ظواهر النصوص و مقاصدها اللغوية و الشرعية .. حتى بتنا نواجه - كما عهد الأولون - تعطيلا لصفات الله .. و بنفس الوتيرة تعطيل أفعاله بدعوى أنها لا توافق العقول.

العقلانيون يعتقدون أن لهم منهجا متبعا في تحديد ما يجب أن يُنسب إلى الله تعالى و ما لا ينبغي نسبته إليه من صفات و أفعال، و يحسبون أن أهل السنة أتباع الصحابة و التابعين لم يسعهم إعمال عقولهم أو عجزوا عن ذلك.

و هكذا تدرجوا في إنكار صفات الله الواحدة تلو الأخرى .. و التي لم يستطيعوا إنكارها أوّلوها .. و بنفس النهج قام أخونا رمضان مطاوع بتعطيل معنى فعل من أفعال الله. و كان يكفيه أن يعمل بقاعدة الإمام مالك : الصفة معلومة و الكيف مجهول.
فنزول الله تعالى إلى السماء الدنيا أو إلى حيث يشاء سبحانه معلوم .. و لكننا بعقولنا القاصرة لا ندرك على الإطلاق حقيقة هذا النزول و كيفه و ماهيته.
أصلا نحن لا ندرك حقيقة السموات كيف هيئتها و لا مداها و لا محيطها و لا أبعادها و لا المسافات بينها و لا مبدأها و لا منتهاها.

أنتم تتكلمون كأنكم أحطتم بالكون و ما حوله.

أنتم تنطلقون من نظرة الإنسان إلى الكون من حوله و تعتمدون على تصور شساعته .. و ليس على مكانه من الله رب العالمين و نظره إليه.

روى ابن جرير حدثني يونس حدثنا ابن وهب قال: قال ابن زيد حدثني أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس " قال وقال أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض " (*)
و عن أبي ذر الغفاري أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده ما السموات السبع والأراضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة " (**)

إذا كان هذا حال الكرسي و العرش العظيم فما ظنكم برب العلمين ؟

ربما جعلكم هذا الحديث أكثر استبعادا لصفة النزول باعتبار أن السماء الدنيا تقع في مكان أدنى و أسفل بالنسبة للسموات و العرش .. و لأنه لا نسبة بين الأرض و بين السموات فضلا عن العرش .. و لأن الله تعالى فوق عرشه بائن من خلقه .. لكن هل نعلم حقا حقيقة السموات ؟ هل نعي و ندرك هيئتها ؟

ثم ما أدرانا بحقيقة فعل الله تعالى كيف ينزل ؟ و هل يخلو منه العرش أم ليس يخلو ؟ فالعلماء هنا على ثلاثة أقوال :

- فمنهم من قال : إن العرش يخلو منه .
- ومنهم من قال : إن العرش لا يخلو منه .
- ومنهم من توقف

و إننا نختار التوقف في هذا الشأن حتى لا نقول على الله تعالى ما لا نعلمه.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في شرح العقيدة السفارينية :272 وصفة النزول

يعني من الأمور التي نثبتها لله ، وهي ثابتةٌ له من غير تمثيل صفة النزول وفيه عدة مباحث :

المبحث الأول : ما معنى النزول وهل الله سبحانه وتعالى ينزل بذاته ؟

النزول : يعني إلى السماء الدنيا ، وذلك لأنه تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو اشتهر اشتهاراً قريباً من التواتر أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، ينزل - نزولاً حقيقياً ؛ بذاته إلى السماء الدنيا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له .
وقائل ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن يجب علينا أن نؤمن بأنه أعلم الناس بالله ، وأنه أصدق الخلق مقالاً ، وانصحهم مقصداً ، وأفصحهم نطقاً ، فلا أحد أنصح من رسول الله صلى الله عليه وسلم للخلق ، ولا أحد من الخلق أفصح منه ولا أبلغ ، ولا أحد من الخلق أصدق منه ، ولا أحد من الخلق أعلم منه بالله . وهذه صفات أربع يتصف بها كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبها يتم الكلام ، وهي : العلم والصدق والنصح والفصاحة .
فإذا قال : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ، فإن مراده يكون نزوله تعالى بذاته ، وقد صرح أهل السنة بأن المراد نزوله بذاته ، وصرحوا بكلمة بذاته مع أننا لا نحتاج إليها ، لأن الأصل أن كل فعل أو اسم أضافه الله إليه فهو إلى ذاته ، فهذا هو الأصل في الكلام .
فلو قلت في المخلوقين : هذا كتاب فلان ، فإن المعنى أن هذا كتابه نفسه لا غيره ، وكذلك لو قلت : جاء فلان ، فإن المراد أنه جاء هو نفسه لا غيره .
وهكذا كل ما أضافه الله إلى نفسه من فعل أو اسم فالمراد إليه ذاته ، لكن على وجه لا نقص فيه ، فمثلاً ينزل ربنا إلى السماء الدنيا أضافه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذات الله فقال : ربنا فوجب أن يكون المراد نزوله بذاته ، وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أن المراد : ينزل ربنا بذاته سبحانه وتعالى .
والدليل على إجماعهم أنه لم يرد عنهم ولو كلمةً واحدةً في أن المراد : ينزل شيء آخر غير الله ، وهم يقرؤون هذا الحديث ، فإذا كانوا يقرؤونه ، ولم يرد عنهم أنهم قالوا : إن المراد : ينزل رحمة من رحمته ، أو ملك من ملائكته ، علم أنهم أثبتوا نزوله بذاته ، لكن لم يقولوا بذاته ، لأنه لم يظهر في زمنهم محرفون يقولون : إن المراد : ينزل أمره أو رحمته أو مَلك من ملائكته حتى يحتاجوا إلى قول: ينزل بذاته، لكن لما حدث هؤلاء المحرفون احتاج أئمة المسلمين إلى أن يقولوا ينزل بذاته، ولكل داءٍ دواءٌ يناسبه. إذاً ينزل ربنا إلي السماء نزولاً حقيقياً،والذي ينزل هو الله تعالى بذاته، لا رحمةٌ من رحمته ولا مَلكٌ من ملائكته، والذي قال النبي صلى الله عليه وسلم : ينزل ربنا . فالله هو الذي ينزل .

المبحث الثاني : هل النزول يستلزم أن تكون السماء الدنيا تقله ، والسماء الثانية فوقه ؟

والجواب : لا يلزم ، بل نعلم أنه لا يمكن ، وذلك لأنه لو أقلته السماء الدنيا لكان محتاجاً إليها ، ولو أقلته السماء الثانية لكانت فوقه ، والله سبحانه وتعالى له العلو المطلق أزلاً وأبداً ، إذاً فليست السماء الدنيا تقله ولا السماء الأخرى تظله .

المبحث الثالث : هل إذا نزل إلى السماء الدنيا يخلو منه العرش أو لا يخلو ؟

في هذا ثلاثةُ أقوال لعلماء السنة :
•فمنهم من قال : إن العرش يخلو منه .
•ومنهم من قال : إن العرش لا يخلو منه .
•ومنهم من توقف .
فأما الذين قالوا : إن العرش يخلو منه ، فقولهم باطل ، لأن الله أثبت أنه استوى على العرش بعد خلق السموات والأرض ، ولم ينفِ هذا الاستواء في الحديث حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ينزلُ ربنا إلى السماء الدنيا ، فوجب إبقاء ما كان على ما كان ، وليس الله عز وجل كالمخلوقات ، إذا شغل حيزاً فرغ منه الحيز الآخر ، نعم ، نحن إذا نزلنا مكاناً خلا منا المكان الآخر ، أما الله عز وجل فلا يقاس بخلقه . فهذا القول باطل لا شك فيه .
ويبقى النظر في القولين الآخرين ، وهما : التوقف ، أو أن نقول : إنه لا يخلو منه العرش .
فذهبت جماعة من العلماء رحمهم الله إلى التوقف ، وقالوا : ما لنا ولهذا السؤال أصلاً . ولا ينبغي أن نورد هذا السؤال ؛ لأننا لسنا أشد حرصاً على العلم بالله من الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يسألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن هذا ، فنقول : هذا السؤال من أصله غير وارد ، ونقول لمن أورده : أنت مبتدع ودعنا من هذا .
وعندي أن هذه الطريقة أسلم طريقة ؛أن لا نسأل عن شيء لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم ، وأن نلقم من سأل عنه حجراً ، فإذا قال قائل : أنا أريد المعقول ، قلنا : اجعل عقلك في نفسك ، وفكر في نفسك ، أما في مثل هذا الأمر فلا تفكر فيه ما دام لم يأتك خبر عنه .
وللأسف فإن بعض الناس يجادل ويقول : دعوني أتصور النزول حقيقة حتى أتبين هل خلا منه العرش أم لا ؟ ، فنقول : سبحان الله ! ألا يسعك ما وسع الصحابة رضي الله عنهم ؟ اسكت واترك هذا الكلام الذي لم يقله الصحابة رضي الله عنهم للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهم أشد الناس حرصاً على العلم بالله ، وأعلم الناس بالله .
وذهب جماعة من العلماء إلى أنه لا يخلو منه العرش ، لأن الله تعالى ذكر أنه استوى على العرش حين خلق السموات والأرض ، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا نزل خلا منه العرش ، فالواجب بقاء ما كان على ما كان ، فهو سبحانه استوى على العرش ، ولم يزل مستوياً عليه ، وينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت ، والله على كل شيء قدير ، وهو سبحانه لا يقاس بخلقه.
كما إننا نقول جزماً : إنه إذا نزل إلى السماء الدنيا لم يكن نازلاً على المخلوقات ، بل هو فوق كل شيء ، وإن كان نازلاً إلى السماء الدنيا ؛ لأن الله لا يقاس بخلقه ، والى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن العرش لا يخلو منه. ولكني أميل إلى ترجيح القول الثاني وهو التوقف وألا يورد هذا السؤال أصلا ، وإذا كان الإمام مالك رحمه الله لما قال له القائل : الرحمن على العرش استوى ، كيف استوى ؟ قال : السؤال عن هذا بدعة ، فإننا نقول في هذا : السؤال عنه بدعة .

المبحث الرابع :

استشكل كثيرٌ من الناس في عصرنا : كيف ينزل الله إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، ونحن نعلم أن ثلث الليل الآخر لا يزال سارياً جارياً على الأرض وتحت السماء ، فيلزم من ذلك أن يكون النزول إلى السماء الدنيا دائماً ؟
والجواب على هذا أن نقول : ليس هناك إشكال في نزول الله تعالى في الثلث الأخير رغم استمرار تتابعه على الأرض ، ونحن نؤمن بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ينزل حتى يطلع الفجر ، فإذا كان كذلك فالواجب علينا ألا نتجاوزه ، فما دام ثلث الليل الآخر باقياً في منطقة من المناطق الأرضية فالنزول حاصل باقٍ ، ومتى طلع الفجر في هذه المنطقة فلا نزول ، وإن كان في الجهة الأخرى يوجد نزول ، والله على كل شيء قدير ، ولا يقاس سبحانه بالخلق ؛ فينزل إلى السماء في ثلث الليل الآخر في جهة من الأرض ، ولا ينزل بالنسبة لجهة أخرى ليس فيها ثلث الليل .
والحقيقة أن الإنسان إذا لزم الأدب مع الله ورسوله اطمأن قلبه ، واستراح من التقديرات ، أما إذا كان يورد على نفسه هذه المسائل فإنه ينتقل من مشكلةٍ إلى أخرى فيخشى عليه من الشك ، نسأل الله العافية وأن يرزقنا اليقين ، ولهذا يقول بعض السلف : أكثر الناس شَكاً عند الموت أهل الكلام ، لأنهم فتحوا هذه المشاكل على أنفسهم وعجزوا عن حلها ، لكن لو لزموا الأدب وقالوا ما قال الله ورسوله ، وسكتوا عما سكت عنه الله ورسوله ، لسلموا من هذا كله .
فمثلاً لو كان أحدنا في المنطقة الشرقية وقد أذن الفجر ، والآخر في المنطقة الغربية وهو في آخر الليل ، فإننا نقول : هذا وقت نزول ربنا عز وجل بالنسبة للذي في المنطقة الغربية ، ونقول للآخر : انتهى وقت النزول .
وليس في هذا إشكال ؛ فالذين هم في ثلث الليل يجتهدون في الدعاء لأنه وقت إجابة ، والآخرون انتهى عندهم وقت النزول ، ونسلم من هذه الإشكالات ، ونتشوف كل ليلة إلى ثلث الليل متى يأتي حتى ندعو الله فيه .
أما هذه الإشكالات التي تورد فهي في الحقيقة من سفه الإنسان ، وقلة رشده ، ومن قلة أدبه مع الله ورسوله ، والذي ينبغي لنا ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : اسلم تسلم . ونحن نقول أيضاً : اسلم تسلم ، لكن ليس المراد هنا الدخول في الإسلام ، وإنما المراد : استسلم للنصوص ، حتى تسلم .
المبحث الخامس : هل النزول من الصفات الفعلية أو من الصفات الذاتية ؟

والجواب : النزول من الصفات الفعلية ، لأنه فعل يتعلق بالمشيئة ، وكل فعل يتعلق بالمشيئة فإنه من الصفات الفعلية .
وقد أنكر بعض الناس صفات الأفعال ، وقال : صفات الأفعال لله باطلةً ، ولا يمكن أن نثبت لله فعلاً يتعلق بمشيئته إطلاقاً ؛ فلا ينزل ؛ ولا يجيء يوم القيامة ؛ ولا يتكلم بكلام محدث ، ثم عللوا ذلك بشبهة عظيمة تنطلي على طالب العلم الصغير ، حيث قالوا : إن هذا الفعل أو هذا الكلام ، إن كان صفة كمال ، وجب أن يتصف الله به دائماً ، وإن كان صفة نقص فإنه لا يجوز أن يوصف به ، لأن الله منزه عن النقص .
فكل فعل اختياري لله يجب أن ننكره بزعمهم ، ويقولون : إن الله لا تقوم به الأفعال الاختيارية ؛ لأن هذه الأفعال إن كانت كمالاً وجب أن يكون الله متصفاً بها دائماً ، وإن كانت نقصاً لزم أن لا يتصف بها أبداً .
والجواب على هذه الشبهة أن نقول لهم : إنها صفة كمال في محلها ، والحكمة لا تقتضيها في غير محلها ، فلو جاءت في غير محلها لكانت نقصاً ، أرأيت لو أن ولدك أساء فضربته لكان ضربك إياه في ذلك الوقت حكمةً وكمالاً ، لكن ضربك إياه وهو يطيع نقص .
فنقول : هذه الأفعال الاختيارية كمال لله في محلها الذي تقتضيه الحكمة ،وفي غير محلها لا يمكن أن يتصف الله بها ، لأنها في غير محلها لا تقتضيها الحكمة ، والله سبحانه وتعالى أفعاله مقرونة بالحكمة ، وبهذا تزول هذه الشبهة .
وليعلم أيضاً - وهذه فائدة مهمة - أن جميع ما يتشبث به أهل الباطل في إبطال الحق هو شبهات وليس بحجج ، لقوله تعالى : فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهآل عمران: الآية 7 .
ونظير هذا من بعض الوجوه قول من قال من أهل الفلسفة : الدعاء لا فائدة منه فلا ندعو الله ؛ لأنه إن كان قدر لنا شيئاً فسيحصل بدون دعاء ، وإن كان الله لم يقدره فلن يحصل ولو دعونا . إذاً لا فائدةَ منه وعلمه بحالي كفاه عن سؤالي .
ونرد عليهم بشيء يسير تعرفه العجائز ، فنقول : إن الله قدره بهذا الدعاء ، وجعل له سبباً وهو الدعاء ، وإلا فقل : أنا لن أتزوج ، وإن كان الله قدر لي ولد فسيخرج من الأرض ، وإن لم يُقدر لي ولد فلن يخرج ولو تزوجت مائة امرأة . ولا أحد يقول هذا الكلام .
كذلك الدعاء أيضاً ، فإن الدعاء سبب لحصول المطلوب ، فإذا وفقت للدعاء فقد وفقت للإجابة ، لقوله تعالى : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ غافر: من الآية 60 وهذا نظيرٌ من بعض الوجوه لقول من يقول : إن أفعال الله الاختيارية لا يمكن إثباتها ، لأنها إن كانت كمالاً وجب أن يتصف بها أزلاً وأبداً ، وإن كانت نقصاً وجب أن ينزه عنها أبداً ، نقول : هي كمال في محلها ، وفي غير محلها لا تقتضيها الحكمة فلا تكون كمالاً . إذاً النزول من صفات الأفعال .

المبحث السادس : هل أحد من أهل القبلة خالف في تفسير النزول على ما قلناه ؟

الجواب : نعم ؛ فمنهم من قال ينزل ربنا : أي تنزل رحمة ربنا . ومنهم من قال ينزل ربنا : أي مَلك من ملائكته ، وهؤلاء إنما قالوا ذلك لأنهم ينكرون النزول الحقيقي.
والرد على هؤلاء أن نقول :
أولاً : أن قولهم هذا مخالف لظاهر النص ؛ لأن ظاهره أن الذي ينزل هو الله عز وجل .
ثانياً : أن قولهم هذا مخالفٌ لصريح النص في قوله تعالى : من يدعوني إذ إن الملك لا يمكن أن يقول للخلق من يدعوني فأستجيب له ، لأن هذا لا يقدر عليه إلا الله ، ولو أن أحداً قاله من الخلق لقلنا إنه نزل نفسه منزلة الخالق ، والملائكة مكرمون عن هذا ، فالملائكة يسبحون الله الليل والنهار لا يفترون ، ويتبرؤون ممن يدعون غير الله .
وأيضاً فإذا قلنا : إن الرحمة هي التي تنزل إلى السماء الدنيا ، فإن هذا من الغلط ؛ لأن رحمة الله ليس غايتها السماء الدنيا ، بل إن الرحمة تنزل إلى الأرض حتى تبلغ الخلق ، وأي فائدة لنا إذا نزلت الرحمة إلى السماء الدنيا ؟!
ثم إن الرحمة تنزل كل وقت ، ولا تختص بثلث الليل الآخر ، فإذا خصصناها بثلث الليل الآخر فمعنى ذلك أن يبقى الزمن أكثره بدون رحمة .
ثم إن الرحمة لا يمكن أن تقول : من يدعوني فأستجيب له ، ومن يسألني فأعطيه ؛ لأن الرحمة صفة من صفات الله ، ولو قالت هذا القول لكانت إلهاً مع الله ، ولهذا لا يصح لنا أن ندعو صفات الله ، حتى إن من دعا صفات الله فهو مشرك ، فلو قال يا قدرة الله اغفر لي . يا مغفرة الله اغفر لي . يا عزة الله أعزيني . فهذا لا يجوز ، بل هو شرك ، لأنه جعل الصفة بائنة عن الموصوف ، مدعوة دعاء استقلالياً وهذا لا يجوز.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم برحمتك استغيث ، فهذا من باب التوسل ، يعني استغيث بك برحمتك ، فـالباء هنا للاستغاثة والتوسل ، وليست داخلة على المدعو حتى نقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا أو استغاث برحمة الله ، لكن استغاث بالله لأنه رحيم ، وهذا هو معنى الحديث الذي يتعين أن يكون معنى له .

-----------------------

(*) - (**) هذا الحديث استحسنه الإمام ابن القيم واستشهد به كما في الصواعق 2/431، قال:
وقد أخبر النبي -صلى الله عليه و سلم- إن السموات السبع في الكرسي كحلقة ملقاة بأرض فلاة والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في أرض فلاة والعرش لا يقدر قدره إلا الله وهو سبحانه فوق عرشه يرى ما عباده عليه فهذا هو الذي قام بقلوب المؤمنين المصدقين العارفين به سبحانه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في أكثر من موضع من كتبه : أن المسلمون قد علموا أن كرسيه سبحانه وتعالى وسع السموات والأرض وإن الكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة وإن العرش خلق من مخلوقات الله لا نسبة له إلى قدرة الله وعظمته.

مستفيد..
02-22-2014, 07:03 PM
(( قائد الجيش أحكم قبضته على المدينة..))
توجد قرينة هنا دلتنا على أن القائد لم يُحكم قبضته على الحقيقة ألا وهي علمنا يقينا بحجم القبضة البشرية وكيفيتها وما تسطيعه..وبالتالي جاز لنا حمل القبضة على الكناية لاستحالتها على الحقيقة ..مع إثبات صفة القبضة للقائد على الحقيقة لأن الكناية لا تكون إلا بإثباتها شاهدها من حيث الأصل..

لكن عندما يقول المولى: (( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ))
بأي قرينة نحمل معنى القبضة هنا على الكناية ؟
هل تعلم كيفية القبضة الإلهية -قياسا على مثال القائد- حتى تنفي حقيقتها لتنتقل بعدها إلى الكناية ؟!
الجواب:لا يوجد..

ابن سلامة القادري
02-22-2014, 08:34 PM
و مرة أخرى نقول لأخينا و لكل متأول فِعْل النزول الإلهي في هذا الحديث :
لماذا ظننت نزول أمر الله أو ملائكته أو رحمته مختصّاً بوقت من الليل ؟ و مقصورًا على السماء الدنيا مع أن نزول أمر الله أو رحمته أو ملائكته ليس مختصا بزمان و لا مقصورا على مكان ؟؟

لسان حال أخينا كأنه يقول معترضا على رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا رسول الله أنت أفصح الخلق، وأصدق الخلق فيما تخبر به لماذا قلت لنا ''ينزل ربنا إلى السماء الدنيا '' و جعلت الناس يضلون بقولك هذا و كان بإمكانك أن تقول : ينزل أمر الله أو ملائكته أو رحمته ؟
و على فرض أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد عنى المجاز في إخباره عن الله هكذا، أين القرينة التي دلت على ذلك و أوجبت صرف اللفظ عن ظاهره ؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته ''الرسالة المدنية في تحقيق المجاز والحقيقة في صفات الله''

إذا وصف الله نفسه بصفة، أو وصفه بها رسوله، أو وصفه بها المؤمنون الذين اتفق المسلمون على هدايتهم ودرايتهم فصرفها عن ظاهرها اللائق بجلال الله سبحانه وحقيقتها المفهومة منها إلى باطن يخالف الظاهر، ومجاز ينافى الحقيقة، لابد فيه من أربعة أشياء:

أحدها: أن ذلك اللفظ مستعمل بالمعنى المجازي؛ لأن الكتاب والسنة وكلام السلف جاء باللسان العربي، ولا يجوز أن يراد بشىء منه خلاف لسان العرب، أو خلاف الألسنة كلها، فلابد أن يكون ذلك المعنى المجازي ما يراد به اللفظ، وإلا فيمكن كل مبطل أن يفسر أي لفظ بأي معنى سنح له، وإن لم يكن له أصل في اللغة.

الثاني: أن يكون معه دليل يوجب صرف اللفظ عن حقيقته إلى مجازه، وإلا فإذا كان يستعمل في معنى بطريق الحقيقة، وفي معنى بطريق المجاز، لم يجز حمله على المجازىّ بغير دليل يوجب الصرف بإجماع العقلاء، ثم إن ادعى وجوب صرفه عن الحقيقة، فلابد له من دليل قاطع عقلي أو سمعي يوجب الصرف. وإن ادعى ظهور صرفه عن الحقيقة فلابد من دليل مرجح للحمل على المجاز.

الثالث: أنه لابد من أن يسلم ذلك الدليل الصارف عن معارض، وإلا فإذا قام دليل قرآني أو إيماني يبين أن الحقيقة مرادة امتنع تركها، ثم إن كان هذا الدليل نصًا قاطعًا لم يلتفت إلى نقيضه، وإن كان ظاهرًا فلابد من الترجيح.

الرابع: أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلام وأراد به خلاف ظاهره وضد حقيقته، فلابد أن يبين للأمة أنه لم يرد حقيقته، وأنه أراد مجازه، سواء عينه أو لم يعينه، لا سيما في الخطاب العلمي الذي أريد منهم فيه الاعتقاد والعلم، دون عمل الجوارح، فإنه سبحانه وتعالى جعل القرآن نورًا وهدى، وبيانًا للناس، وشفاء لما في الصدور، وأرسل الرسل ليبين للناس ما نزل إليهم، وليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
ثم هذا الرسول الأمي العربي بعث بأفصح اللغات وأبين الألسنة والعبارات،

ثم الأمة الذين أخذوا عنه كانوا أعمق الناس علمًا، وأنصحهم للأمة، وأبينهم للسنة، فلا يجوز أن يتكلم هو وهؤلاء بكلام يريدون به خلاف ظاهره إلا وقد نصب دليلاً يمنع من حمله على ظاهره، إما أن يكون عقليًا ظاهرًا، مثل قوله: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ} [النمل: 23] ، فإن كل أحد يعلم بعقله أن المراد: أوتيت من جنس ما يؤتاه مثلها، وكذلك: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 102] يعلم المستمع: أن الخالق لا يدخل في هذا العموم، أو سمعيًا ظاهرًا، مثل الدلالات في الكتاب والسنة التي تصرف بعض الظواهر.
ولا يجوز أن يحيلهم على دليل خفي، لا يستنبطه إلا أفراد الناس، سواء كان سمعيًا أو عقليًا؛ لأنه إذا تكلم بالكلام الذي يفهم منه معنى وأعاده مرات كثيرة، وخاطب به الخلق كلهم وفيهم الذكي والبليد، والفقيه وغير الفقيه، وقد أوجب عليهم أن يتدبروا ذلك الخطاب ويعقلوه، ويتفكروا فيه ويعتقدوا موجبه، ثم أوجب ألا يعتقدوا بهذا الخطاب شيئًا من ظاهره؛ لأن هناك دليلاً خفيًا يستنبطه أفراد الناس يدل على أنه لم يرد ظاهره، كان هذا تدليسًا وتلبيسًا، وكان نقيض البيان وضد الهدى، وهو بالألغاز والأحاجي أشبه منه بالهدى والبيان.
فكيف إذا كانت دلالة ذلك الخطاب على ظاهره، أقوى بدرجات كثيرة من دلالة ذلك الدليل الخفي على أن الظاهر غير مراد؟ ! أم كيف إذا كان ذلك الخفي شبهة ليس لها حقيقة! ؟

أقوال أئمة الدين و الأثر في حديث النزول و مسالة هل يخلو العرش من الله تعالى أم لا :

ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في شرح حديث النزول أن أكثر أهل العلم على القول بأنه تعالى ينزل و لا يخلو منه العرش :

ونقل عن الامام احمد بن حنبل القول بانه ينزل ولايخلو منه العرش -إن صح النقل عنه- وهذا القول المنسوب للامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى هو مذكور في رسالة الامام احمد لمسدد بن مسرد وظاهر كلام ابن تيمية انه يصحح نسبة الرسالة اليه.
قال رحمه الله وهذه الرسالة مشهورة عند اهل الحديث والسنة واصحاب احمد وغيره تلقوها بالقبول وقد ذكرها ابن بطة في كتاب الابانة واعتمد عليها وكذلك القاضي ابو يعلى- أما من انكرها قال إنه رواها رجل اسمه أحمد بن محمد البرادعي وهو مجهول لايعرف من اصحاب احمد-

واما من قال انه ينزل سبحانة وتعالى ولايخلو منه العرش جملة من أئمة الدين والاثر النقاد كالامام الدارمي رحمه الله في الرد على بشر المريسي واسحاق بن راهوية وحماد بن زيد ونسب شيخ الاسلام ابن تيمية هذا القول لجمهور اهل السنة والجماعة .
اما اثر اسحاق ابن راهويه فقد اخرجه ابن بطة باسناد صحيح الى اسحاق ابن راهوية قال ابن بطة حدثنا ابو بكر النجاد ثنا احمد بن علي ثنا على ابن خشرم قال اسحاق دخلت على الامير ابن طاهر فقال ...ثم قال اسحاق: يقدر ان ينزل من غير ان يخلو العرش منه وقد رواها البيهقي في الاسماء والصفات
اما اثر حماد بن زيد فقد رواه الخلال فقال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا احمد بن محمد المقدمي ثنا سليمان بن حرب قال سال بشر بن السري حماد بن زيد فقال ياابااسماعيل الحديث الذي جاء (ينزل ربنا...) فسكت حماد ثم قال إن الله على عرشه ولكن يقرب من خلقه كيف شاء واخرجه كذلك ابن بطه من طريق ابي حاتم الرازي عن سليمان بن حرب عن بشر السري عن حماد مثله
قال شيخ الاسلام ابن تيمية وهذه حكايتان صحيحتان رواتهما ائمة ثقات ثم ساق اثرا رواه الاثرم ابو بكر في السنة عن الفضيل بن عياض يقول اذا قال لك الجهمي انا اكفر برب يزول عن مكانه فقل انا اومن برب يفعل مايشاء ومثله عن الاوزارعي في حديث النزول انه يفعل مايشاء
ثم قال شيخ الاسلام وكثير من اهل الحديث يتوقف عن ان يقول يخلو او لايخلو وجمهورهم على انه لايخلو منه العرش
ومن توقف إما لشكهم في ذلك وانهم لم يتبين لهم جواز أحد الامرين وإما مع كون الواحد منهم قد ترجح عنده احد الامرين لكن يشك في ذلك لكونه ليس في الحديث ولما يخاف من الانكار عليه
وقد نسب ابن تيمية رحمه الله تعالى من توقف في المسالة عن عبدالغني المقدسي.

اّدم
02-23-2014, 12:12 AM
اخجل من ذكر اى شئ مع هذه الردود للمشايخ الكرام ولكن لى كلمة..

المهم ..هو ان نقوم فى هذا الوقت..بل الاهم هو ان نطلب التوفيق لذلك.. ونسلم امرنا لله سبحانه ونطلب منه ان يجلب لنا مدارك النور والإفهام الذى يزيل حجاب العقل فى هذا الامر خصوصا...الصراع والتقاتل حول هذا الشئ لن يؤدى الى اى شئ..من اهمه ان يعرف الله ..ويحب الله ويتقرب الى الله فليطلب منه عز وجل ذلك..لان الأمر ليس اجتهادا او فكرا او ثقافة..اذا كانت الهداية منه كما قال صلى الله عليه وسلم ..والله لولا الله ما اهتدينا ..فكذلك المعرفة منه ايضا..معرفة ليس لها ضد..تفوق المعارف المكتسبة ..

القلم الحر
02-24-2014, 12:38 PM
السلام عليكم
لا احب الجدل مع اخوتى هنا لكن لى ملحوظات بسيطة ارجو رحابة الصدر فى تقبلها
1- لا معنى للنزول الحقيقى الا الحركة و المدرسة السلفية تثبت الحركة لله صراحة كما فى نقض الدارمى الذى كان يعظمه الشيخ ابن تيمية رحمه الله
كيف نحتج على الملاحدة و نحن نخضع الله لقانون الحركة فان الحركة من ادلة حدوث المادة ؟
2- كيف نحتج على النصارى و نحن نثبت اجتماع النقيضين ؟
فهم يقولون الثلاثة واحد و هنا يقال تحرك الى الاسفل و هو على عرشه؟
اليسا نقيضان؟و عليك ان تؤمن ؟
و ليس فى القران اثبات للحركة لله تعالى و قوله تعالى "جاء ربك " كقوله " فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " اى اتاهم امره و عذابه و نحوه
"هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ۚ"
و فى بعض طرق الحديث ان الذى ينزل ملك اعنى رواية النسائي عن أبي هريرة وأبي سعيد بلفظ: ((إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر منادياً ينادي يقول: هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل يُعطى))
و شكرا

hamzaD
02-24-2014, 03:03 PM
عند نزوله سبحانه كما تقولون كل ليلة يكون الله فوق العرش وادناه في نفس الوقت
فلا يصح بعد ذلك ان نقول ان الله تعالى دائم الفوقية على العرش !!!
فكيف تقولون ان الله بذاته دائم الفوقية على العرش وبعض ذاته تكون في اغلب الاحيان أدنى هذا الاخير ؟

اضافة ان النزول لا يمكن الاقرار به ما لم نتصور خلو العرش منه سبحانه
فان لم يخلو العرش ومع ذلك وصل الله بذاته الى السماء الدنيا...
فلا يكون ذلك نزولا، لانه هذا مناقض لما يفهمه الناس من النزول
من حقكم ان تقولوا لا يجب قياس الله على المخلوقات
لكن من حقنا عليكم ان لا تحرفوا معنى الكملة فتجعلونها من قبيل المشترك اللفظي
فقد الزمتم انفسكم انكم تثبتون معاني الصفات
فالمعنى الذي تثبتونه ليس نزولا كما هو في الشاهد
فنحن على طريقة الشيخ ابن تيمية رحمه الله : لم نشاهد نزولا الا بانتقال الشيء من حيز الى حيز مختلف تماما عن الاول
أما شغل حيز جديد مع البقاء في الحيز القديم : فهذا لا نسميه نزولا بل تمددا في ذات الله.
فتأملوا بارك الله فيكم...واستسمح في كتابة هذه المشاركة، لكن لا بأس ما دمت لن استرسل في النقاس ومادام هناك من سيناقش كلامي
والسلام عليكم...

مستفيد..
02-24-2014, 03:23 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتُه..
أستاذي الفاضل القلم الحر..مرحبا بك ومرحبا بملاحظاتك ولكن هذا لا يمنع من عرض تلكم الملاحظات على ميزان النقد العقلي والشرعي على حد سواء..كما أظنك تعلم أستاذي أن التعليق على مثل هذه المسائل خصوصا بالنفي هو ولوج لباب الجدل ولا شك..أيضا لا أدري إن كنتَ قد تابعتَ النقاش من أول صفحة أم لا لأننا تقريبا مررنا على كل ما أثرتَه من نقاط..
قُلتم:

لا معنى للنزول الحقيقى الا الحركة...
كيف نحتج على الملاحدة و نحن نخضع الله لقانون الحركة فان الحركة من ادلة حدوث المادة ؟
ونفي الحركة لا يكون إلا وصفُُ بالسكون والجمود..والشيء الجامد الذي لا يتحرك لا يكون إلا صنما أو شيئا لا حياة فيه أو عدما (إن اعتبرنا العدم شيء )
وبالتالي كيف ستحتج على الملاحدة وأنتَ تصف الرب ولو ضمنيا بصفة من صفات الجمادات كالجمود والسكون وهو لازم القول بنفي الحركة ؟
أم القول بأن الحركة من أدلة حدوث المادة الخاضعة لقانون الحركة فهذا تعريف المتكلمين للحركة وهذا التعريف ضيق لا يُلزم لأن تعريفها في اللغة أوسع فقد يراد بالحركة والانتقال ما هو أعم من ذلك..وهو فعل يقوم بذات الفاعل يتعلق بالمكان الذي قصد له وأراد إيقاع الفعل بنفسه فيه..ولدينا أدلة شرعية في ذلك فالروح مثلا تصعد إلى السماء وتنزل إلى القبر..وقد ثبت أن روح المؤمن تصعد إلى فوق السموات..ثم تهبط إلى الأرض في زمن يسير يستحيل أن يصعد فيه الجسد ويرجع في نفس تلك المدة وكذلك حركة الملائكة في الصعود والنزول..أو كما قال القرآن على لسان من آتاه الله علم من الكتاب (( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) فهذا مخالف تماما لما دل عليه قانون الحركة وانتقال الأجسام بل وينسفه نسفا..فإن كانت صفة الحركة لازمة لبعض مخلوقات الله دون أن تخضع للقانون المادي للحركة.. فيكون ذلك غير لازم في حق الله تبارك وتعالى أولى وأظهر وأصح..

- كيف نحتج على النصارى و نحن نثبت اجتماع النقيضين ؟
فهم يقولون الثلاثة واحد و هنا يقال تحرك الى الاسفل و هو على عرشه؟
اليسا نقيضان؟و عليك ان تؤمن ؟
القول أن النزول مع إثبات العلو نقيضين ؟..أتفق معك في لو أننا احطنا بذات الله علما وتوصلنا إلى أن نزوله سبحانه هو كانتقال الإنسان من مكان لآخر فلا يملأ مكان إلا بخلو الآخر..
وسؤالي إليك أستاذي: نحن لا نعلم ماهية الروح ولا شك..ولكننا نعلم يقينا أن روح العبد في بدنه لا تزال ليلا ونهارا إلى أن يموت ووقت النوم تعرج..فهل عند النوم يصح أن نصف هذا العبد أنه ميّت ؟
وهل يصح وصف الإنسان بأنه حي عند نومه وصف متناقض ؟؟
فإن لم يعد هذا تناقضا لعدم إحاطتنا بمهاية الروح وكيفية وجودها في الجسد وعروجها..فنفي التناقض عما وصف الله به نفسه يكون أولى لعدم إحاطتنا بذات الله ولا بكيفية أفعاله سبحانه..

و ليس فى القران اثبات للحركة لله تعالى و قوله تعالى "جاء ربك " كقوله " فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " اى اتاهم امره و عذابه و نحوه
"هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ۚ"
تأويل آية (( جاء ربك والملك صفا صفا )) بانه أمر الله تعسف على النص وتحميله ما لا يحتمل لأن ما تلى مجيء الرب هو مشهد عيني من مشاهد يوم القيامة وليس ذهني وهو الملائكة صفا صفا..وقد تفطن لهذا احد أئمة التأويل فحرف قوله تعالى إلى ( وجاء ربك بالملك صفا صفا ) ليوافق النص ما يعتقده..ولو اتبعنا تأويل ربك بأنه أمر ربك لصار مستحيلا تفسير نفس المشهد كما ورد في آية أخرى (( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) ..فهل يصح أن نقول (( ويحمل عرش امر ربك )) ! ..لا ادري صراحة كيف يمكن الجمع بين المعننين !

و فى بعض طرق الحديث ان الذى ينزل ملك اعنى رواية النسائي عن أبي هريرة وأبي سعيد بلفظ: ((إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر منادياً ينادي يقول: هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل يُعطى))
العبارة بالأحمر فيها نكارة وضعفها أهل العلم..ويكفي أن نعلم أن الذي صحح الحديث هو الجهمي الهالك الكوثري وهو معروف بالتدليس من خلال تصحيحه الضعيف وتضعيف الصحيح في الصفات كما فعل مع حديث الجارية..أما هذا الحديث فقد ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة والضعف في عمر بن حفص بن غياث..والدليل أن الحديث روي من ستة طرق كلهم ثقات رووه باللفظ المخالف للفظ حفص ابن غياث فثبت وهمه فيه..بل ومنهم رواية ذكرها النسائي بسند صحيح تحمل عبارة (( ( لا يسأل عن عبادي غيري ))..
وحتى لو ثبت الحديث فالأصح هو الجمع بين الأدلة..فتلك الرواية لم تقل أن الملك هو من ينزل وإنما يأمر مناديا..فلا تعارض بين نزول الله السماء الدنيا وبين أمره لمناديا أن ينادي..مع أن المعنى لا يصح عقلا إذ كيف يقول المنادي (( (من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ ))..لو سلمنا بالمناداة فلن نسلم بالإجابة والعطاء والمغفرة..هذا مناقض لصريح القرآن والسنة فيما يتعلق بالدعاء والإجابة..كما سبق تفصيل ذلك مع الأخ رمضان..
والسلام عليكم ورحمة الله..

مستفيد..
02-24-2014, 03:24 PM
ما أثاره الأخ حمزة تضمنه الرد على الأستاذ القلم الحر..

hamzaD
02-24-2014, 04:59 PM
ما أثاره الأخ حمزة تضمنه الرد على الأستاذ القلم الحر..
أخي مستفيد ان شئت اكملت معك النقاش على الخاص او بالرسائل، رغم تفضيلي ان يكون الحوار هنا :

قلت أخي بارك الله فيك :
القول أن النزول مع إثبات العلو نقيضين ؟..أتفق معك في لو أننا احطنا بذات الله علما وتوصلنا إلى أن نزوله سبحانه هو كانتقال الإنسان من مكان لآخر فلا يملأ مكان إلا بخلو الآخر..


لا مدخلية لحقيقة الذات في اثبات المنتناقضين، فانت تقول ان الله ينزل ولا ينزل في نفس الوقت، ينزل لانكم تثبتون النزول ....ثم لا ينزل لانكم تثبتون دوام فوقية الله للعرش مما يستحيل معه تخيل النزول، فهذا رفع للنقيضين وهو محال عقلي كيف ما كانت هذه الذات، ونفس الشيء بالنسبة للذين يقولون ان الله عالم وليس بعالم مريد وليس بمريد، فتبنه...
ولتوقعي هذه الاجابة قلت قبلها :
من حقكم ان تقولوا لا يجب قياس الله على المخلوقات، لكن من حقنا عليكم ان لا تحرفوا معنى الكملة فتجعلونها من قبيل المشترك اللفظي، فقد الزمتم انفسكم انكم تثبتون معاني الصفات، فالمعنى الذي تثبتونه ليس نزولا كما هو في الشاهد، فنحن على طريقة الشيخ ابن تيمية رحمه الله : لم نشاهد نزولا الا بانتقال الشيء من حيز الى حيز وعلى هذا تواضع الناس ، أما شغل حيز جديد مع البقاء في الحيز القديم : فهذا لا نسميه نزولا بل تمددا في ذات الله.

اما قولك :
وسؤالي إليك أستاذي: نحن لا نعلم ماهية الروح ولا شك..ولكننا نعلم يقينا أن روح العبد في بدنه لا تزال ليلا ونهارا إلى أن يموت ووقت النوم تعرج..فهل عند النوم يصح أن نصف هذا العبد أنه ميّت ؟


الجواب : ما هذا أخي ؟ نقول لك ان هناك تناقضا منطقيا، في انك تثبت ان الله فوق العرش بذاته وليس بعضهما ثم في نفس الوقت تقولون ان بعض ذاته يكون ادنى هذا الاخير والبعض الخر فوق !!!

كان لزاما عليك ان توضح لنا اين الخطأ في كلامنا قبل ان تأتي بمثالك الذي هو الاخر مشكل بين الناس، الروح سيدي مختلف فيها بين العلماء في حقيقتها وطبيعتها بل وفي التغيرات التي تحدث عليها.

أولا ليست الروح التي يتوفاها الله بل النفس فكن دقيقا بارك الله فيك، ثانيا : الله وصف نفسه بانه يتوفى النفس، وليس بانها تعرج اليه في الاية الكريمة.
فالقول بان النفس تعرج كالاجسام اثناء النوم ومع ذلك فهي تبقى في الجسد تناقض اخر ننزه عنه القران الكريم، لان العروج الجسماني يعود الى الانتقال الذاتي من حيز الى حيز مختلف عن الاول، وبدون هذا الانتقال لا يكون عروجا، فان فرضت بقاء النفس في الحيز الاول الذي هو جسم الانسان لم يكن ذلك عروجا، ليس المشكل اخي في حقيقة ذات الله بل في المعنى المثبت، فان اثبت المعنى فلا تختفي وراء حقيقة الشيء وماهيته من اجل اثبات المتناقضات... بل ما يحدث اثناء النوم هو توفية من الله تعالى وليس عروجا جسمانيا + يجوز تخيل الانسان خاليا من نفسه عند نومه مع دوام عمل الانشطة البيلوجية+ ...يقول الامام الرازي : فنقول النفس الإنسانية عبارة عن جوهر مشرق روحاني إذا تعلق بالبدن حصل ضوؤه في جميع الأعضاء وهو الحياة ، فنقول إنه في وقت الموت ينقطع تعلقه عن ظاهر هذا البدن وعن باطنه وذلك هو الموت ، وأما في وقت النوم فإنه ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن من بعض الوجوه ولا ينقطع ضوؤه عن باطن البدن ، فثبت أن الموت والنوم من جنس واحد إلا أن الموت انقطاع تام كامل والنوم انقطاع ناقص من بعض الوجوه ،


فليس هذا الانقطاع الذي يصفه الامام او التوفية كما يصفها رب العزة عروجا جسمانيا من حيز الى حيز حتى تقيس هذا على ذاك، فافهم هذا بارك الله فيك، هذا ان افترضنا ان للروح طبيعة جسمية لطيفة، فما بالك بمن يقول بالنفوس المجرد من السادة العماء !!!

hamzaD
02-24-2014, 05:12 PM
ثم تقولون الله دائما فوق العرش وفي نفس الوقت تثبون انه يهبط بذاته في ثلث الليل حيث يكون ادناه.
فهذا رفع للمتضايفين، فالله متحيز فوق العرش عندكم والمتحز اذا كان فوق الشيء، يستحيل معه القول بأن دونه وتحته في نفس الوقت
كقولنا ولله المثل الاعلى زيد داخل المنزل، فاثبات هذه الاضافة مع المنزل يحيل على العقل اثبات مقابلها الذي هو كون زيد خارج المنزل
وهكذا الامر مع كل المتحيزات التي تقبل هذه الاضافات.
فحقيقة قولكم ان الله لا فوق العرش ولا ادنى العرش بل بعض ذاته فوقه والبعض الاخر دونه
فانتبه الى هذه المعاني بارك الله فيك.

ابن سلامة القادري
02-24-2014, 05:59 PM
و كان الإنسان أكثر شيء جدلا

أليس يجدر بكم التوقف فيما توقف فيه خير هذه الأمة و تدعونا من محدثاتكم الكلامية و الفلسفية التي ما أنزل الله بها من سلطان ؟

هل تعلمون عن ذات الله و صفات الله و أفعال الله ما يعلمه الله تعالى عن ذاته و صفاته و أفعاله ؟

هل قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ينزل ربنا، مردود عليه لأن حضراتكم لا تستوعبون كيف ينزل الله تعالى من عليائه إلى سمائه الدنيا ؟

أأنتم مؤمنون حقا بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم .. أم تتبعون دينا غير دينه و تريدون إلزام المسلمين بما تمليه أهوائكم ؟ أم تجدونها متعة عقول قاصرة و ليس دينا نتعبد الله به ؟

أرى أن يتم النزول عند شرط هذا القسم :
( العقيدة .. الأسماء والصفات .. التوحيد .. لا يسمح بمشاركة المخالفين فى هذا القسم )

و إلزام المخالفين به.

و كلمة أنهي بها لابن العثيمين رحمه الله :

أصل هذا السؤال تنطع، وإيراده غير مشكور عليه مورده، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله؟ إن قال: نعم فقد كذب، وإن قال: لا، قلنا: فليسعك ما وسعهم، فهم ما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله إذا نزل هل يخلو منه العرش؟ وما لك ولهذا السؤال، قل: ينزل واسكت. يخلو منه العرش أو ما يخلو، هذا ليس إليك أنت مأمور بأن تصدق الخبر، ولاسيما ما يتعلق بذات الله وصفاته، لأنه أمرٌ فوق العقول.

فإذاً نقول: هذا السؤال تنطع أصلاً لا يرد، وكل إنسان يريد الأدب كما تأدب الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يورده، فإذا قدر أن شخصاً ابتلي بأن وجد العلماء بحثوا في هذا واختلفوا فيه، فمنهم من يقول: يخلو، ومنهم من يقول: لا يخلو، ومنهم من توقف، فالسبيل الأقوم في هذا هو التوقف، ثم القول بأنه لا يخلو منه العرش، وأضعف الأقوال القول بأنه يخلو منه العرش، فالتوقف أسلمها وليس هذا مما يجب علينا القول به، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبينه والصحابة لم يستفسروا عنه، ولو كان هذا مما يجب علينا أن نعتقده لبينه الله ورسوله بأي طريق، ونحن نعلم أنه أحياناً يبين الرسول صلى الله عليه وسلم الحق من عنده، وأحياناً يتوقف فينزل الوحي، وأحياناً يأتي أعرابي فيسأل عن شيء، وأحياناً يسأل الصحابة أنفسهم عن الشيء كل هذا لم يرد في هذا الحديث فإذاً لو توقفنا وقلنا: الله أعلم فليس علينا سبيل لأن هذا هو الواقع.


مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب النزول.

مستفيد..
02-24-2014, 06:02 PM
أخي حمزة عندي ملاحظتين:
1- للمرة الثانية تذكر بن تيمية رحمه الله..مع أننا لم نذكره ولا مرة والشريط قد شارف على الصفحة الرابعة..كل استشهاداتنا بقال الله قال رسوله..فرجاءََ بارك الله فيك لا تختزل مسألة عقدية بنيت على نصوص من القرآن والسنة على انها مجرد قول ذكره بن تيمية قد يُصيب فيها وقد يخطأ..!
2- لا شيء يدعُ لا للرسائل ولا لحوارات خاصة..فهذا الشريط من أوله حتى الآن ولله الحمد يهدم رأي القائلين بالتأويل قاصدين به التحريف..فلا شيء يستدع مني تكرار ما هو مقرر في ما مضى من صفحات..
وعليه فلن أكرر كلامي السابق والذي أوردتُه في سياق بيان وتأصيل لمنهج أهل السنة والجماعة ومن أراد الرد فليرجع إليه وليقتبس منه..أما الآن فمنهجي هو الإلزام ولا شيء غيره..
في ردي على الأستاذ القلم الحر (والذي أتمنى أن أسمع رده في الذي قلتُه)..ذكرتُ ردودا واستشهدتُ بأمثلة..وعدم نقضك لتلك الأمثلة أخي حمزة يعني أن لا شيء جديد عندك ولو كررتَ نفس الفكرة بأساليب مختلفة مليون مرة فلن تُغير شيئا والأمثلة قائمة..
1-قولكم اننا خالفنا قانون الحركة..قلنا:
(( حركة الملائكة في الصعود والنزول..أو كما قال القرآن على لسان من آتاه الله علم من الكتاب (( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) فهذا مخالف تماما لما دل عليه قانون الحركة وانتقال الأجسام بل وينسفه نسفا..فإن كانت صفة الحركة لازمة لبعض مخلوقات الله دون أن تخضع للقانون المادي للحركة.. فيكون ذلك غير لازم في حق الله تبارك وتعالى أولى وأظهر وأصح.. ))
لم تُعقب على هذا أخي حمزة وأنت مطالب..

2- دعوى التناقض بين النزول والإستواء:
كررتَ نفس الكلام اخي حمزة ولم تنقض مثال الروح..والتفرقة بين الروح والنفس أو الإستشهاد بكلام الرازي لن يُفيد..لأننا قوم لا نقدم قول البشر على قول الله ورسوله:
قال ( ص ): (( إن الروح إذا قبض تبعه البصر ))..وقال في موضع آخر: (( فذلك حين يتبع بصره نفسه ))
وقوله تعالى: (( الله يتوفى الأنفس حين موتها ))..وقول النبي في الحديث الصحيح في حادثة النوم عن صلاة الفجر: (( ان الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حيث شاء ))
هذا لمن فرق بين الروح والنفس..وليرد قول نبيّه إن استطاع..


يجوز تخيل الانسان خاليا من نفسه عند نومه مع دوام عمل الانشطة البيلوجية
اقنع بها ملحدا إذن !..كيف تشغل الروح حيّزين في ذات الوقت داخل الجسد وخارجه ؟.. أم أنها تمدد !!! ..فذاك هو اعتراضكم وبضاعتكم ردت إليكم..

أما قولك: (( الروح سيدي مختلف فيها بين العلماء في حقيقتها وطبيعتها بل وفي التغيرات التي تحدث عليها ))
فهذه إحدى الكبر..وهل عُلمت ماهيتها حتى يُختلف فيها بين العلماء !!!..وأين نذهب بقوله تعالى (( يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتهم من العلم إلا قليلا )) !

الله وصف نفسه بانه يتوفى النفس، وليس بانها تعرج اليه في الاية الكريمة.
لن نختلف..تعريف الموت لدى جميع العقلاء: هو خروج الروح من الجسد..وفي المنام تخرج الروح كذلك بنص القرآن ولكن يبقى الإنسان حيا..
قياسا على اعتراضكم في مسألة النزول:
هناك تناقض في هذه المسألة: الروح تخرج ومع ذلك لا يزال حيا على الحقيقة..هذا تناقض!!!!!!
وقولنا هو: لا وجود لأي تناقض والحكم على الشيء فرع عن تصوره..وكما أننا لا نعرف ماهية الروح نجيز خروجها في المنام والشخص لم يمت حقيقة..ونؤمن بنزول الله سبحانه بذاته ولا يخلُ منه عرشه والسبب هو عدم إحاطتنا بذات الله فلا نعلم كيفية الإستواء ولا كيفية النزول..كما أننا لا نعلم طبيعة وجود الروح في الجسد ولا كيفية قبضها أو رجوعها..((((ولله المثل الأعلى فالمثال للتقريب من وجه الإعتراض وليس للمقابلة حاش لله.. ))))
تكرار نفس الكلام أخي حمزة لا يُفيد والتفريق الذي ذكرتَه بين الروح والنفس لا يُفيد..فقد رددناه بالنص..فرد كلامي بالنص بارك الله فيك..

hamzaD
02-24-2014, 07:03 PM
لو رددتت على على كل كلامك لما انتهت من الكتابة !!!


أخي حمزة عندي ملاحظتين:
1- للمرة الثانية تذكر بن تيمية رحمه الله..مع أننا لم نذكره ولا مرة والشريط قد شارف على الصفحة الرابعة..كل استشهاداتنا بقال الله قال رسوله..فرجاءََ بارك الله فيك لا تختزل مسألة عقدية بنيت على نصوص من القرآن والسنة على انها مجرد قول ذكره بن تيمية قد يُصيب فيها وقد يخطأ..!

الجواب : عندما تستدلون على ان الله تعالى دائم الفاعلية تقولون : نحن لم نشاهد حيا الا فاعلا، فنحن من حقنا ان نقول : اننا لم نشاهد شيئا ينزل الا ويخلو منه حيزه الاول، فان لم يخلو منه كان متمددا، فابن تيمية شيخ جنبلي محترم، ولذلك لا حرج في ذكر اسمه او اقواله او اراءه في معرض النقاش، اضافة ان قولك هذا مغالطة، فنحن نناقش هنا فعلا معنى ما قال الله ورسوله. ولو اتفقنا على المعنى لما اختلفنا هنا.


2- لا شيء يدعُ لا للرسائل ولا لحوارات خاصة..فهذا الشريط من أوله حتى الآن ولله الحمد يهدم رأي القائلين بالتأويل قاصدين به التحريف..فلا شيء يستدع مني تكرار ما هو مقرر في ما مضى من صفحات..

قلت : الدعوى لا تنفع اخي، فليس الانتصار هو ان تصرخ فتقول : لقد انتصرت !!! هدفي هو أن أنبهك على بعض المعاني التي تتغافل عنها لا غير.


وعليه فلن أكرر كلامي السابق والذي أوردتُه في سياق بيان وتأصيل لمنهج أهل السنة والجماعة ومن أراد الرد فليرجع إليه وليقتبس منه..أما الآن فمنهجي هو الإلزام ولا شيء غيره..
في ردي على الأستاذ القلم الحر (والذي أتمنى أن أسمع رده في الذي قلتُه)..ذكرتُ ردودا واستشهدتُ بأمثلة..وعدم نقضك لتلك الأمثلة أخي حمزة يعني أن لا شيء جديد عندك ولو كررتَ نفس الفكرة بأساليب مختلفة مليون مرة فلن تُغير شيئا والأمثلة قائمة..
1-قولكم اننا خالفنا قانون الحركة..قلنا:
(( حركة الملائكة في الصعود والنزول..أو كما قال القرآن على لسان من آتاه الله علم من الكتاب (( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) فهذا مخالف تماما لما دل عليه قانون الحركة وانتقال الأجسام بل وينسفه نسفا..فإن كانت صفة الحركة لازمة لبعض مخلوقات الله دون أن تخضع للقانون المادي للحركة.. فيكون ذلك غير لازم في حق الله تبارك وتعالى أولى وأظهر وأصح.. ))
لم تُعقب على هذا أخي حمزة وأنت مطالب..

لانه لا يلزمكم أخي الكريم ببساطة ولست أتفق مع أخي القلم الحر في ذلك، بل أبطل القول بالحركة بادلة اخرى انت تعلهما جيدا، ليس هذا مكان عرضها وبسطها، تتلخص عموما في ان الحركة كمال عندكم، فالله عند فعله هذا يحقق كمالات لم تكن متحققة فيه من قبل، بمعنى أن الله يستكمل بافعاله، ونفس الامر مع كل الصفات الحادثة التي تثبتونها، كالحب الذي يحدث في الذات مثلا، فالحب صفة كمال عندكم، وهذا الكمال يتوقف على فعل العبد، فليزم من ذلك ان العبد يؤثر في كمالات الله سبحانه، فالاصل ان لا شيء يؤثر في ذات الله ولا في كمالاته.


2- دعوى التناقض بين النزول والإستواء:
كررتَ نفس الكلام اخي حمزة ولم تنقض مثال الروح..والتفرقة بين الروح والنفس أو الإستشهاد بكلام الرازي لن يُفيد..لأننا قوم لا نقدم قول البشر على قول الله ورسوله:
قال ( ص ): (( إن الروح إذا قبض تبعه البصر ))..وقال في موضع آخر: (( فذلك حين يتبع بصره نفسه ))
وقوله تعالى: (( الله يتوفى الأنفس حين موتها ))..وقول النبي في الحديث الصحيح في حادثة النوع عن صلاة الفجر: (( ان الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حيث شاء ))
هذا لمن فرق بين الروح والنفس..وليرد قول نبيّه إن استطاع..


قلت : الردود المجملة هنا لا تنفع، فان اردت الحوار ففصل في الامر، وانت لم تفهم ردي جيدا، قضية الروح قضية مشكلة بالاتفاق، والناس عندما تعطي المثال، يجب أن يكون هذا الاخير سهلا بسيطا شارحا للمقال ومتفقا عليه، وهذا ليس متحققا في مثالك فكل ما يتعلق بالروح من الغيبيات فكيف تستدل بغيب على غيب ؟؟؟؟ فقد قست قبض الروح وانفنصالها عن الجسد سواء في النوم والموت بالعروج الجسماني وهذا لا دليل عليه، ثانيا : لا استحالة في خروج الروح من الجسد عند النوم مع استمرار النشاط البيلوجي للانسان، فالموت هو توقف النشاط البيلوجي مع قبض الروح والنوم هو استمرار النشاط الحيوي مع خروج الروح، فأين الاشكال ؟ فلا شيء يحيل استمرار النشاط مع خروج الروح !!!

اضافة كيف تأثي بمثال دون ان توضح مقالك، وقد الزمتك بدعوى التناقض، فانت تقولون ان الله دائم الوجود فوق العرش ثم تقولون انه في بعض الاحيان يكون ادنى العرش = تناقض
+

النزول فعل، والارض كرة، فالارض لا تخلو من ثلث الليل فيلزم منه انه تعالى دائم البقاء في السماء الدنيا كقولكم في الاستواء = الله فوق العرش ودونه دائما = تناقض
أكرر باستعمال منهجيتك في القياس على الشاهد : نقول اننا الناس تواضعوا ان النزول هو انتقال المتحيز من الاعلى الى الاسفل بحيث يخلو الشيء من الحيز الاول، فان لم يخلو لم يكن ذلك نزولا ببساطة، وليس ذلك معناه، فانتم تدعون انكم تثبتون معاني الصفات وفي الحقيقة انك تثبتون اللفظ فقط ولايهمكم المعنى بل وتخالفنون منهجيتك في قياس الشاهد على الغائب خصوصا في قولكم هذا.

النزول الذاتي الحركي حكم باستحالته العقل، ومنه نعلم ان الله لم يرد هذه المعاني الباطلة، لان العقل نفسه حكم ان محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله،
لذلك يجب فهم النصوص الفهم الصحيح بدون تحريف لكلام الله بما يوافق دلالة العقل ولغة العرب، وليس في دعوى دعوى التؤويل ترجيح لمعنى ظاهر على معنى باطل بل التؤويل هو فهم النص الفهم الصحيح بالدليل بشكل يدرأ ما قد تتوهم الادهان من معان باطلة، فان لم يكن هناك دليل او قرينة فالتوقف احسن والتفويض افيد مع تنزيه الله لكل ما احاله العقل وهذا الذي القى الله عليه إن شاء سبحانه

مستفيد..
02-24-2014, 07:21 PM
الإلزام الأول قلتَ أنه لا يلزمكم..لأنك وكما قلتَ:
(( لست أتفق مع أخي القلم الحر في ذلك ))
مع أني لم أضع المثال على قياس الأستاذ القلم الحر..فالدليل ملزم لكل شخص يستدل بقانون الحركة المادية..

الإلزام الثاني..قلتَ عنه: (( مجمل...غير واضح...غير مفهوم ))

شكرا لك أخي حمزة..نترك الحكم للقارئ إن كان واضحا أم لا..

hamzaD
02-24-2014, 08:12 PM
الإلزام الأول قلتَ أنه لا يلزمكم..لأنك وكما قلتَ:
(( لست أتفق مع أخي القلم الحر في ذلك ))
مع أني لم أضع المثال على قياس الأستاذ القلم الحر..فالدليل ملزم لكل شخص يستدل بقانون الحركة المادية..

الإلزام الثاني..قلتَ عنه: (( مجمل...غير واضح...غير مفهوم ))

شكرا لك أخي حمزة..نترك الحكم للقارئ إن كان واضحا أم لا..

يبدو أن مصيرنا عدم الاتفاق أبدا...
المهم أحبك في الله أخي ووفق الله المخطئ فينا الى الحق الذي لا حق سواه.



أأنتم مؤمنون حقا بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم
أخي ابو سلامة انت طيب القلب...فاسحب هذه الكلمة بارك الله فيك

مشرف 7
02-24-2014, 08:30 PM
بارك الله في الإخوة - وقد بينا مرارا أن هذا القسم هو على منهج أهل السنة والجماعة وعقيدة السلف وفهمهم وتناولهم للدين , وهو أقرب للتعليم منه للجدال والنقاش , فإن كان ولا بد من نقاش فيكون بغرض الاستفهام غالبا وليس مقارعة بين المذاهب وفقكم الله , وحاصل الأمر هو عرض أدلة أهل السنة والجماعة وإلزاماتهم , ولا حاجة بنا لسرد نظرة باقي الفرق الأخرى والكلامية لبعض المسائل التي لا تنبني على وحي من الله ورسوله