من لم يظهر له دليل على وجود الله هل يعذب ؟

[Aymane Sn]

معلوم أن الملحد بصفة عامة يدعي أنه ليس هناك دليل على وجود الله عز وجل .
ولا يمكننا أن ننكر أن منهم من لم يتوصل عقليا إلى وجوده ، بل يعتبر الكثير ذلك إشكالية فلسفية بالغة التعقيد.
حتى صرنا نسمع بالباحثين عن الحقيقة وغير ذلك ، وربما قضى الواحد حياته كلها بحثا عن الأدلة.
بل في تاريخنا الإسلامي نفسه نجد سلمان الفارسي رضي الله عنه قضى مدة طويلة في البحث في الأديان قبل أن يدخل في الإسلام.
و أشهر الملحدين في القرن المنصرم - أنتوني فلو ، وهو فيلسوف دافع عن الإلحاد طيلة عمره - ظل يبحث حياته كلها حتى وصل لدليل فصار مؤمنا بالله.
فلو فرضنا جدلا أن هذا الباحث لم يهتدي بعقله والوسائل المتوفرة لديه إلى دليل يقيني على وجود الله ، هل يسمى كافرا ؟
وكيف يكون كافرا ، والكفر أصلا مرادف للجحود واستكبار عن الحق بعد ظهوره ؟
قد يقال أن دلائل وجود الله تعالى ظاهرة ، لكن مع ظهور النظريات الحديثة ونعيق الاحتمالات والأكوان المتوازية وكثرة الكلام عن نظرية التطور قد يضل العامة - أو حتى الخاصة في بعض الأحيان - عن ذلك فيحسبون فعلا أن هاته النظريات كفيلة في الإتيان بالكون ، فلا يجدون دليلا واضحا "سريعا" يدفعهم للإيمان بوجود الله تعالى.
ولو كانت هذه الدلائل ( العقلية ) بهذا الوضوح فلماذا يوجد الإلحاد أصلا ؟ نعم لا ننكر أن منهم من يستكبر لكننا نقصد المخلصين في بحثهم.
إن اعتبار الحقيقة الدينية حقيقة عقلية مستحيل ، لأنه لو قلنا لأي إنسان في العالم أن القسمة على صفر مستحيلة لما شك في ذلك ولما أنشأ مذهبا كاملا مخالفا لهذه البديهة . فلو كان وجود الله تعالى نظير ذلك في الوضوح لما وجدنا مذهب الإلحاد أصلا.
فهل نقول من هنا أنه ينبغي الدعوة إلى الله على أساس الإيمان به انطلاقا من القرآن ومعجزاته ، بدلا من الوصول العقلي إلى وجوده ؟
ولو فرضنا جدلا أن الإثبات العقلي هو الأفضل فلا بد من المرور بشيء من علم الكلام . وهذا الأخير - الذي يحاول التسوية بين الحقيقة الدينية و الحقيقة العقلية - ذمه السلف ، وضل فيه الخلف. وكثيرا ما يزيد الأمور تعقيدا بدل تبسيطه في ذهن العامي الذي يبحث عن وجود الله ، بل نجد اعترافات لعلماء كبار لم يخرجوا بنتيجة من علم الكلام إلا مزيدا من الحيرة والريبة والشك .
منهم أبو حامد الغزالي - رحمه الله - : انتهى آخر أمره إلى الحيرة في المسائل الكلامية ، فأعرض عن هذه الطريقة وأقبل على أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ومنهم أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي : قال في كتابه : نهاية إقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا .
ومنهم محمد بن عبد الكريم الشهرستاني : قال : لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم - فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم .
ومنهم أبو المعالي الجويني : قال : لقد خضت البحر الخضم ، وخليت أهل الإسلام وعلومهم ، ودخلت في الذي نهوني عنه ، فإن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجوني ، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي.
فهؤلاء أئمة العلم وجهابذته لم يخرجوا بنتيجة تذكر ،و لم يجد أوسطهم طريقة مخرجا من هذا الضلال إلا العودة للحديث النبوي الشريف .
فكيف يدعي مدع أن الوصول إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون عقليا ؟
ألم يضل الكثير في ذلك ؟ ألم يكد الغزالي نفسه على عبقريته وتضلعه في العلوم يضل بسبب هذا ؟ فكيف بعامي من الناس ؟ وكيف بملحدي هذا العصر ؟؟
ولكي نبسط المسألة : هل الملحد المخلص في بحثه يعتبر كافرا مصيره النار لو مات على مذهبه ؟

أنتظر الإجابة.
تحياتي.

[هشام بن الزبير]

أظنك أجبت نفسك مرارا في كلامك.
فقلت: يدعي الملحد عدم وجود دليل على الله سبحانه. فهذه دعوى, وهي تخالف الحقيقة, ولو دخلنا إلى أعماق هؤلاء لما وجدنا هناك ملحدا واحدا, بل شكاكين, ومن تعاطى شيئا غلب عليه, فمن تعاطى أسباب اليقين حصل له اليقين, ومن أدمن الشبهات والأباطيل سيطر عليه الشك. أما دعوى أنهم يقضون حياتهم في البحث عن الحقيقة, فلا يسلم لهم, فإنا نرى من يسلم في وقت يسير. والعبرة بالصدق والإخلاص, وارجع إن شئت إلى قصة يوسف إستس وجيفري لانغ.
أما قصة سلمان الفارسي فلا تصلح للاستشهاد بها هنا, فهو مؤمن بالخالق, وتعاطى الأسباب الموصلة إلى معرفة دين الحق, ونحن نقول: ما من ملحد يسلك تلك الطريق إلا وصل إلى الهداية. أما النظريات المتضاربة فإنها لا تشفي عليلا ولا تروي غليلا ومن دخل في تلك المتاهات, ضل ولا شك, وهو مسؤول عن ذلك, وسبيل النجاة اتباع الوحي, وليس أي نوع من العلوم ولا الكلام, والله يهدي من يشاء إلى سواء السبيل.

[ابن سلامة القادري]

هل تصدق فعلا أن الإلحاد مبني على أسس عقلية ؟

طيب أريد أن أعرف أساسا عقليا واحدا للإلحاد .. لكنك تجد كل شيء في هذا الكون يدل على الإيمان حتى الملحد نفسه بخرقه لنظام الكون فتجده تائها مضطربا غارقا في ظلمات الهوى و الشك و الملذات التي لا ضابط لها .. مع أن كل شيء في هذا الكون منضبط بقوانين حقة و سنن حكيمة .. تجدها في فطرة الإنسان و في سلوك الحيوان .. بل حتى في سير الجمادات و السوائل و انتظامها.

فبالله عليك .. هل بعد الحق إلا الضلال ؟

إن الذين استدللت بهم على تعقيد مسألة الإيمان و إنها لأبسط مسألة .. لم يخوضوا في وجود الله أساسا و إنما في ما لا يسع عقولهم و معارفهم إدراكه من صفات الخالق جل و علا. فاستطالوا و حاولوا التجرأ على ما لم تستطعه الملائكة المقربون و لا الأنبياء المرسلون.

لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني.

خاضوا في صفات الله العليا و في قدره فانتهى بهم الأمر إلى ما يشبه الجنون .. فانتهى بهم الأمر إلى الرضى بإيمان العجائز لعلهم ينجون عند الله من مغبة تجرئهم على جلاله في عليائه سبحانه. لكن أن يقال إن ذلك أفضى بهم إلى إنكار وجوده .. هذا محال.

إقرأ قول الله تعالى .. ففيه شفاء لكل قلب :

قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ

فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ

كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ

قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ

قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ

وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ

وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ

وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ

[muslim.pure]

العجز عن درك الادراك ادراك و البحث عن سر ذات السر اشراك و في سرائر همات الورى همم عن دركها عجزت جن و املاك
الله موجود و هذه ثابتة عقلا و نقلا و لا شك فيها و لكن الاشكال في علم الكلام هو سعيه للبحث عن سر ذات السر كما في البيت اعلاه و هو الله فذلك قد يؤدي الى الكفر و ان لم يؤدي الى الكفر فصاحبه على ابواب فتنة عظيمة في دينه الا ان ينجيه الله و هذا بكل بساطة لان الامر اكبر من ان تحيط به عقولنا و لك ان تنظر الى حال الفرق الكلامية و ظلالها
اما النظريات العلمية فقد تخطئ و قد تصيب و ان كانت صحيحة فهي لا تتعارض مع الاسلام بالضرورة

[memainzin]

اجتمعت باحد الاصدقاء وقد كانت فى نيتى ان انصحه فى شيء سمعت عنه
وما ان فتحت معه الموضوع حتى اخرج كل مافى راسه من استفسارات كلها تشكيك وقراآت فيما لايجب قرائته ومذاهب فيما لايجب ان يذهب اليها وكتب تدعى معرفة الله اكثر من ما يعرفه المسلمون انفسهم عن الله
حقيقة حاولت جاهدا ان ابين له ان انصح له فى حدود علمى البسيط فهم منى البعض
وقد رجوته ان يدخل على منتدى التوحيد وسيجد كل جواب لكل ما اشكل عليه
افسدت فطرته تلك الكتب والمواقع والمجاميع الضاله
الخلاصة
اننى وجدت هذا الشاب
لا يعرف شيء عن هذه الآية
فسالوا اهل الذكر إن كنتم لاتعلمون
كانت عيناه واذنيه فقط تريان وتسمعان كل مايسيء ويهلك حقا كان يسير وراء الهلاك دون ان يدرى
وبما انه كان صادقا مع نفسه
فبمجرد ان فككت له فرية من تلك المحشوة بها راسه فى حدود ما تعلمناه من منتدانا الكريم وببساطة امى
لمعت عيناه وكانه وجد الحق اللذى ترتاح اليه نفسه
ها انا انتظره
ليذهب الى القسم الخاص ان شاء الله ليحاوره اكثرنا علما
اللهم اهدى من فى قلبه ذرة ايمان

[lightline]

تقصد من لم يتقبل الادلة على وجود الله ويقبل فقط الدليل المادي هل يعذب ؟

[( محمد الباحث )]

لا تأخذ محتوي العنوان
علي ما اعتقد الدكتور محمد العوضي اجاب عن سؤالك هنا

http://www.youtube.com/watch?v=vxuxaKG8O3g

[عُبَيّدُ الّلهِ]

من لم يظهر له دليل على الحق يمتحنه الله فى عرسات القيامة كما فى الحديث الصحيح

[الدكتور قواسمية]

السلام عليكم ورحمة الله
يخص العضو صاحب السؤال
....لكن ما الذي يجعل شخصا يعتقد ان كتابا ما لا يمكن ان يتشكل تلقائيا من دون عقل مبدع
وخمسون مليار كتاب يمكن ان تتشكل من التراب تلقائيا دون خالق.
تجدر الاشارة ان العلماء يقولون أن المعلومات الموجودة في شريط "دي ان أي" في خلية تفوق عدد المعلومات في الكتب الموجودة في دائرة المعارف البريطانية...
يا سيدي وجود الخالق ليس بحاجة لدليل....انه بديهي.
هل يمكن لقرد -قوة عمياء غير عاقلة- ان يكتب خمسون مليار مجلد دون أخطاء املائية.
لماذا عندما ترى سيارة لم تكن موجودة تقول هناك من خلقها
وعندما ترى ساعة يد لم تكن موجودة تقول هناك من خلقها
وعندما ترى أربع حجرات كل واحدة فوق الاخرى ...تقول هناك من صمم ذلك
لكن عندما نرى كونا لم يكن موجودا وبشرا لم يكونوا موجودين نقوم بتعطيل مبادئء العقل
للفرار من العبودية لرب المشرقين والمغربين
ان كان الكفار يكرهون الله فان مقت الله لهم أكبر من مقتهم لانفسهم والله أعلم.
ودمت سالما.

[أمَة الرحمن]

إن اعتبار الحقيقة الدينية حقيقة عقلية مستحيل ، لأنه لو قلنا لأي إنسان في العالم أن القسمة على صفر مستحيلة لما شك في ذلك ولما أنشأ مذهبا كاملا مخالفا لهذه البديهة .

و كأنك لا تدري أن الفلسفات الحديثة لم تترك بديهية عقلية أو منطقية أو رياضية إلا و شكّت فيها؟!! فلماذا قصرت الأمر على الحقائق الدينية؟!

هل أصبحنا امعة نسير مع الناس حيثما ساروا و نقيم لشكِ السوفسطائيين وزناً (و لتذهب عقولنا و فطرتنا إلى الجحيم)؟؟؟


ولو فرضنا جدلا أن الإثبات العقلي هو الأفضل فلا بد من المرور بشيء من علم الكلام

من أين لك هذا الجزم بإرتباط الإستدلال العقلي بعلم الكلام؟!!


فلو كان وجود الله تعالى نظير ذلك في الوضوح لما وجدنا مذهب الإلحاد أصلا.

ما هذا المنطق العجيب؟!

أصبحت حكمة الله في وجود الكفر و ابتلاء المؤمن بالكافر دليلاً على أن أدلة الحق غير كافية؟! و هل كثرة عدد الهالكين تعني أن الحق مجهول ضائع؟!

ألم تسمع قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أتصبرون)، (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ)، (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚإِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)، (أمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)، (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)، (وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ، وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ، وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ، وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ).

أما عن وجود الله فهو أولى البديهات، و لا ينكره أو يشك فيه إلا جاحد حاقد معاند أو ضال ظالم لنفسه و مقصّر في حقها (أفي الله شك فاطر السماوات و الأرض). و فساد فطرة بعض الخلق لا ينبغي أن يعتبر دليلاً على أن للإلحاد حجة عقلية سليمة! بل هو أفشل و أفلس "فكر" في تاريخ البشرية، وليس له ذرة دليل واحد مستقل يقوم به - بشهادة الملاحدة أنفسهم! - لهذا هم يعشقون اتباع منهج الهجوم على الأديان بدلاً من الدفاع عن فكرهم، لأنهم ما أن يتبعوا الطريقة الثانية حتى يفضحوا. و كل ما ذكرته من نظريات تدعي دعم الإلحاد فهي ضعيفة مهلهلة لا ترقى أبداً لتعتبر دليلاً! بل هي في حقيقتها نتاج أوهام و محاولات يائسة لستر عورة الإلحاد بعد أن انهالت الإكتشافات العلمية التي أثبتت بشكل قاطع حدوث الكون و استحالة الصدفة الإلحادية.

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?55870-The-universe-had-a-beginning&p=2910497#post2910497

فما أعجب أن يعتبر أحدهم محاولات الترقيع المضحكة هذه "دليلاً" محترماً يستحق أن يكفر العاقل ببديهات عقله و فطرته بسببها!

القضية ليست في وضوح الأدلة، بل في فساد القلوب التي تنظر إلى هذه الأدلة. الحق واضح كالشمس، لكن الهداية رغم ذلك ليست محض عملية حسابية آلية باردة كـ 1+1=2، بل لها علاقة وطيدة بفساد أو صلاح هذا القلب الذي سيستقبل هذا الإيمان أو يرفضه. و المسألة ليست في مجرد الإنصاف، و لا في مجرد طلب الحق بصدق، و لا في مجرد السعي و بذل كل الجهد لنيل هذا الحق، بل في ايثار هذا الحق على ما سواه، و هذا مطلب شاق عسير على النفس المؤمنة التقية فكيف بالكافرة التي تريد فقط التعرف على الله دون أن تنوي الإعتراف بعبوديتها له؟ النفس التي فيها شيء من الإنصاف قد تميل قهراً إلى الإعتراف بوجود الله لكنها قد تتنكر لأدلة وجوده لاشعورياً لكرهها لتبعات الإيمان (من اعتراف بالعبودية و التزام بالدين الخ)، و هذا مجرد مثال من أمثلة لا تعد و لا تحصى يظهر فيها مدى تعقيد هذا الكيان المذهل: قلب الإنسان. و لا يظلم ربك أحداً، فلا يهلك على الله إلا هالك.

للإستزادة:

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?35227-%D1%D3%C7%C6%E1-%C7%E1%E4%E6%D1-(1)-%C5%E1%EC-%E3%E4-%ED%D4%CA%DF%ED-%CA%DF%C7%E1%C8-%C7%E1%D4%C8%E5%C7%CA-%DA%E1%ED%E5!!&p=2910611#post2910611

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?35231-%D1%D3%C7%C6%E1-%C7%E1%E4%E6%D1-(2)-%C3%CF%E1%C9-%C7%E1%CD%DE-%E1%C7-%ED%E3%DF%E4-%C7%E1%CA%D4%DF%ED%DF-%DD%ED%E5%C7-%CA%D4%DF%ED%DF%C7-%D5%CD%ED%CD%C7!&p=2910612#post2910612

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?35229-%D1%D3%C7%C6%E1-%C7%E1%E4%E6%D1-(3)-%DF%ED%DD-%C3%D5%E1-%C5%E1%EC-%C7%E1%ED%DE%ED%E4-%E6%C3%D1%DD%DA-%C7%E1%DB%D4%C7%E6%C9-%E3%E4-%DA%E1%EC-%DA%ED%E4%ED%BF!&p=2910613#post2910613

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?14197-%C7%E1%C5%ED%E3%C7%E4-%C8%C7%E1%E1%E5-%C3%D5%E1-%C7%E1%C8%CF%ED%E5%ED%C7%CA

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?17002-%C7%E1%C5%ED%E3%C7%E4-%C8%C7%E1%E1%E5-%CA%DA%C7%E1%EC-%E1%ED%D3-%E4%D9%D1%ED%C7