المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث: أو ما علمت ما شارطت عليه ربي



مشرف 2
06-09-2006, 09:17 PM
هذا الموضوع تم نقله وهو للزميل: أحمد محمد حامد :




أرجو من الاخوة الا يتسرعوا في الرد وان يتناولوا الموضوع كاملا , ثم يبدوا ملاحظاتهم ... وجزاكم الله كل خير ...


هنا نتناول عهدا – على حدّ زعم الرواية - بين الرسول صلى الله عليه وسلم وربّه والذي احد صيغه تقول: "اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة."



أٍولا: صحيح البخاري

1- حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم فأيّما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة (البخاري – كتاب الدعوات)

هذا هو الحديث الوحيد الذي ورد في صحيح البخاري.

ثانيا: صحيــــــح مسلم

أمّا في صحيح مسلم فقد ورد عدة احاديث جمعها الامام مسلم تحت عنوان:
(باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة)

• الحديث الاول: حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الاعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما
• الحديث الثاني: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة و حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أن فيه زكاة وأجرا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بإسناد عبد الله بن نمير مثل حديثه غير أن في حديث عيسى جعل وأجرا في حديث أبي هريرة وجعل ورحمة في حديث جابر
• الحديث الثالث: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة حدثناه ابن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد بهذا الإسناد نحوه إلا أنه قال أو جلده قال أبو الزناد وهي لغة أبي هريرة وإنما هي جلدته حدثني سليمان بن معبد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
• الحديث الرابع: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن سالم مولى النصريين قال سمعت أبا هريرة يقولا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة
• الحديث الخامس: حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم فأيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة
• الحديث السادس : حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن سببته أو جلدته فاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة
• الحديث السابع: حدثني هارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل أي عبد من المسلمين سببته أو شتمته أن يكون ذلك له زكاة وأجرا حدثنيه ابن أبي خلف حدثنا روح ح و حدثناه عبد بن حميد حدثنا أبو عاصم جميعا عن ابن جريج بهذا الإسناد مثله
• الحديث الثامن: حدثني زهير بن حرب وأبو معن الرقاشي واللفظ لزهير قالا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة و قال أبو معن يتيمة بالتصغير في المواضع الثلاثة من الحديث
• الحديث التاسع: حدثنا محمد بن المثنى العنزي ح و حدثنا ابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة عن أبي حمزة القصاب عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه قال ابن المثنى قلت لأمية ما حطأني قال قفدني قفدة حدثني إسحق بن منصور أخبرنا النضر بن شميل حدثنا شعبة أخبرنا أبو حمزة سمعت ابن عباس يقولا كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختبأت منه فذكر بمثله

التحليـــــــل

وممّا تناولته هذه الاحاديث من امور ظاهرة واخرى منصوص عليها في فتح الباري و شرح النووي:

1- ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسبّ المسلمين ويلعنهم في بعض الروايات (صحيح مسلم – الحديث الاول) وان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل ذلك بأنه من البشر يرضى كما يرضى البشر ويغضب كما يغضب البشر (صحيح مسلم – الحديث الاول والثاني والثالث والرابع والسابع والثامن)

واثار هذا عدة تساؤلات وردت بعضها مع الردّ عليها في كتب الشروح:

أولا: كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل؟ ورد هذا التساؤل في فتح الباري وأجاب عليه ابن حجرفنقل عن المازري ان الرسول يحكم بالظاهر, اما امر الباطن فموكول الى الله, فممكن ان يحكم الرسول على شخص بحسب الظاهر فيلحق بهذا الشخص دعاء الرسول او لعنته او شتمه او سبه في حين انه في حقيقة الامر لا يستحق هذا الشخص أيّا من ذلك عند الله تعالى: " قال المازري : إن قيل كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل ؟ قيل : المراد بقوله " ليس لها بأهل " عندك في باطن أمره لا على ما يظهر مما يقتضيه حاله وجنايته حين دعائي عليه , فكأنه يقول : من كان باطن أمره عندك أنه ممن ترضي عنه فاجعل دعوتي عليه التي اقتضاها ما ظهر لي من مقتضى حاله حينئذ طهورا وزكاة , قال : وهذا معنى صحيح لا إحالة فيه , لأنه صلى الله عليه وسلم كان متعبدا بالظواهر , وحساب الناس في البواطن على الله انتهى . وهذا مبني على قول من قال : إنه كان يجتهد في الأحكام ويحكم بما أدى إليه اجتهاده , وأما من قال : كان لا يحكم إلا بالوحي فلا يأتي منه هذا الجواب ." أ.هـ.

ولنا على هذا الكلام عدة ملاحظات:

• ممّا لا خلاف فيه هو ان سنّته صلى الله عليه وسلم شارحة ومبيّنة للقرآن الكريم, فنسأل: هل هناك من عقوبة يكون جزاؤها اللعن او الشتم او السب؟ اذا استعرضنا القرآن الكريم نجد ان اللعن جاء في اربع محاور: اولا: دخل كجزء من اليمين او الشهادة (على خلاف بين الفقهاء) في قضية اللعان بين الزوجين. ثانيا: دخل مرة اخرى في صيغة المباهلة. ثالثا: وردت في حق من قذف المؤمنات بصيغة المجهول. رابعا: وهو المحور الاكبر حيث نجد ان اللعن موجّه في باقي الايات من قبل رب العالمين الى الكفّار والمشركين والمنافقين. فهل هناك من حالات اخرى تستوجب اللعن في حق المسلمين او المؤمنين اعتمد عليها المازري في قوله؟
• ثم انه ورد في صحيح مسلم – الحديث الثامن - انّ الرسول دعا على اليتيمة دونما مناسبة, ودون ان يكون هناك من داع لأن يطبّق الرسول عقوبة شرعية، وقد علّل الرسول دعاءه عليها بالعهد او الشرط على الله.
• ان ما ذهب اليه المازري من ان الرسول معنيّ بالحكم على الظواهر دون البواطن الامر الذي يجعل الرسول يقع في الخطأ يناقض تعريف السواد الاعظم من المحدثين والفقهاء الذين يرون ان الرسول صلى الله عليه وسلم موحى اليه في جميع الامور.
• جاء في صحيح ابن حبان: " عن ابن عباس ثم ان رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فإنها مأمورة وليس أحد يلعن شيئا ليس له باهل الا رجعت عليه اللعنة". والسؤال الواضح هنا: كيف نوفّق بين ما جاء في هذا الحديث من ان اللعنة ترجع الى صاحبها ان لم يكون الملعون أهلا لها من جهة وبين ما جاء من ان لعنة الرسول تتحول الى زكاة وقربى وصلاة لمن لا يستحق اللعنة؟ لن نتفاجأ طبعا اذا خرج علينا احدهم بتوفيق يقول فيه : ما صدر من الرسول من لعنة على من ليس لها بأهل فانها تتحول الى صلاة وزكاة وقربى وامّا ما صدر من غيره من المسلمين فانه يرجع الى المستحق للعنة: امّا اللاعن او الملعون!!!

وحقيقة الامر انه هناك اولويات في التوفيق: فقبل التوفيق بين حديثين هناك اولوية التوفيق مع السنة النبوية والمحاور الاساسية في القرآن الكريم, وان البعض عندما يتحدثون عن التوفيق بين الاحاديث يغيب عن ذهنهم الاولوية الاساسية وهي ان يكون القرآن الكريم محورا في هذا التوفيق. فنقيس التوفيق بين كل من الحديثين والقرآن فان كانا على قدم مساواة من المفاهيم الاساسية القرآنية انتقلنا بعدها الى التوفيق بين الحديثين. اما ان كان هناك أيّ من هذين الحديثين ما يوافق القرآن الكريم والاخر يناقضه فاننا نتحول عن التوفيق بين الحديثين الى الغاء الحديث المناقض للقرآن الكريم والسنة النبوية. فهل ينسجم كلا الحديثين مع السنة النبوية والمفاهيم القرآنية؟

لنعرض اولا الصورة التي يعكسها النص القرآني عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم: فالقرآن الكريم يجعل الرسول محورا مهما في قضية الاخلاق بحيث لا يستطيع احد من البشر ان ينال رتبته, قال تعالى في سورة القلم: {وانك لعلى خلق عظيم}؛ ثم ان القرآن الكريم ايضا يجعل الشخصية النبوية اسوة لغيرها من الناس والمسلمين والمؤمنين :{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الاحزاب/21)

واذا ما قارنّا الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بهذين المحورين نجد ان هناك تباينا عظيما بحيث يستحيل الجمع: فالاحاديث تصف الرسول بأنه يسبّ ويشتم ويلعن ويدعو على اليتيم احيانا, وبهذا يتزعزع مفهوم الاية {وانك لعلى خلق عظيم} في الاذهان، حيث سنجد هناك استثناءات لها, ومن المرفوض طبعا ان نقول بأن هذه الاية عامة قد يداخلها خصوص حيث ان صفة الخلق العظيم قد تنزع عن الرسول في بعض الاحيان. اما بالنسبة للمحور الثاني وهو الاسوة ا لحسنة فان الرسول صلى الله عليه وسلم - وبناء على هذه الاحاديث - لا يكون اسوة حسنة بالمعنى الكامل والشامل على الصعيد الاخلاقي بل هناك استثناءات يجب علينا ان نلحظها ولا نتشبه بالرسول وافعاله فيها، وهذا الكلام بالطبع مرفوض جملة وتفصيلا. اننا نستطيع ان نفهم خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في قضايا عديدة كتعدّد زوجاته مثلا, ولكن هذه القضايا الخاصة لا تمسّ ولا بأي حال من الاحوال المحاور الرئيسية في شخصه من توحيد وعدل ورحمة وخلق و.....

هذا بالنسبة للقرآن الكريم, اما بالنسبة للسنة النبوية الشريف فسنكتفي بمحورين ايضا:
الاول: ان السنة النبوية هي شارحة للقرآن الكريم ومبيّنة له: وبهذا المعنى لا تستقيم الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بشكل عام مع السنة النبوية في هذا الاطار, اما ما ورد في صحيح ابن حبان فانه ينسجم انسجاما واضحا.
الثاني: لقد جاءت احاديث كثيرة تنهى عن اللعن والسب والشتم وان كثرة هذه الاحاديث وما تضمنته من تحذير ووعيد تبعد ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الاسوة لأمته ان يكون قد قام بأي منها.

وبالعودة على الحديث الذي جاء في صحيح ابن حبان والمذكور اعلاه, فاننا نجد ان هذا الحديث لا يناقض محوري الخلق العظيم والاسوة الحسنة التي وصف الله بهما رسوله الكريم. وبناء عليه فاننا نذهب الى القول بأن محاولة التوفيق هنا محاولة بائسة لأنها تأتي على حساب السنة النبوية والمحاور الرئيسية في شخص الرسول الكريم كما عرضها القرآن الكريم.
(نلفت النظر الى انه ورد في صحيح البخاري حديثا مشابها للذي ورد في صحيح ابن حبان يقول: "لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك)

ثانيا: ما معنى قوله: "وأغضب كما يغضب البشر"؟
حيث ان الاشكال هنا هو هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغضب على غير مقتضى الشرع كما يوحي الحديث؟

هنا يضع المارزي الذي ينقل عنه ابن حجر احتمالين:

الاول: ان الرسول خيّر بين الدعوة على الجاني ولعنه وسبه او تركه والزجر له بما سوى ذلك فيكون في كلا الحالين موافقا للشرع حيث ان هناك تخيير.

الثاني: ان يكون الغضب قد حمل الرسول على زيادة يسيرة في العقوبة، فيكون هذا الدعاء تعليما لأمته الخوف من تعدي حدود الله.
جاء في فتح الباري: " ثم قال المازري : فإن قيل فما معنى قوله وأغضب كما يغضب البشر ؟ فإن هذا يشير إلى أن تلك الدعوة وقعت بحكم سورة الغضب , لا أنها على مقتضى الشرع , فيعود السؤال , فالجواب أنه يحتمل أنه أراد أن دعوته عليه أو سبه أو جلده كان مما خير بين فعله له عقوبة للجاني أو تركه والزجر له بما سوى ذلك , فيكون الغضب لله تعالى بعثه على لعنه أو جلده , ولا يكون ذلك خارجا عن شرعه... قال : ويحتمل أن يكون ذلك خرج مخرج الإشفاق وتعليم أمته الخوف من تعدى حدود الله , فكأنه أظهر الإشفاق من أن يكون الغضب يحمله على زيادة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما وقعت , أو إشفاقا من أن يكون الغضب يحمله على زيادة يسيرة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما زادت , ويكون من الصغائر على قول من يجوزها , أو يكون الزجر يحصل بدونها" أ.هـ.

ولنا على هذا الكلام عدة ملاحظات ايضا:
• قال المازري: "...يحتمل اراد ان دعوته عليه او سبه او جلده كان مما خيّر بين فعله له عقوبة للجاني أو تركه..." ونعود للسؤال هنا: هل هناك من عقوبة شرعية يكون السبّ احد اركانها؟؟؟؟
• ان القول بأن الرسول قد خيّر في ذلك هو قول ينقصه دليل: فهل هناك من خبر يؤيّد ذلك؟
• هل يصح ان يكون هذا تعليما للأمة؟ هل الرسول هو قدوة لغيره من المسلمين في هذا الامر؟ هل نستطيع ان نكفّر عن سبّنا وشتمنا لللآخرين بالدعاء؟



ثالثا: ويختم المارزي تبريراته باحتمال اخير وهو ان ماورد من اللعن والسب ورد من الرسول صلى الله عليه
وسلم بغير قصد، والى ذلك ذهب القاضي عياض الذي علّل بأن دعاءه صلى الله عليه وسلم امّا انه جاء
على عادة العرب في وصل كلامها كقولهم تربت يمينك, واما ان يكون غضبه صلى الله عليه وسلم قد حمله
على تعجيل العقوبة وترك الصفح. ويبدو ان هذا التعليل الاخير قد لاقى استحسان ابن حجر.
جاء في فتح الباري: ". ويحتمل أن يكون اللعن والسب يقع منه من غير قصد إليه فلا يكون في ذلك كاللعنة الواقعة رغبة إلى الله وطلبا للاستجابة . وأشار عياض إلى ترجيح هذا الاحتمال الأخير فقال : يحتمل أن يكون ما ذكره من سب ودعاء غير مقصود ولا منوي , ولكن جرى على عادة العرب في دعم كلامها وصلة خطابها عند الحرج والتأكيد للعتب لا على نية وقوع ذلك , كقولهم عقري حلقي وتربت يمينك , فأشفق من موافقة أمثالها القدر , فعاهد ربه ورغب إليه أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة انتهى . وهذا الاحتمال حسن إلا أنه يرد عليه قوله " جلدته " فإن هذا الجواب لا يتمشى فيه , إذ لا يقع الجلد عن غير قصد , وقد ساق الجميع مساقا واحدا إلا إن حمل على الجلدة الواحدة فيتجه . ثم أبدى القاضي احتمالا آخر فقال : كان لا يقول ولا يفعل صلى الله عليه وسلم في حال غضبه إلا الحق , لكن غضبه لله قد يحمله على تعجيل معاقبة مخالفه وترك الإغضاء والصفح , ويؤيده حديث عائشة " ما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمات الله " وهو في الصحيح . قلت : فعلى هذا فمعنى قوله " ليس لها بأهل " أي من جهة تعين التعجيل"

وتعقيبا على ذلك نقول:

• اذا كان ما وقع من الرسول من الدعاء او اللعن او السب هو مما جرت به عادة العرب من وصل كلامها بلا نية, فعندها يكون الرسول صلى الله عليه وسلم - والعياذ بالله - اما جاهلا بلغة قومه واما مقصّرا بتقرير واستعمال هذا النوع من الصيغ التي تنافي دعوة الاسلام. وهذا التعليل يردّه سياق الاحاديث نفسها حيث ان الاحاديث تعلّل بأن ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو من باب الغضب ومن باب بشريّته. ثم انه ان كانت هذه الصيغ تنافي دعوة الاسلام ويذنب من قال بها فلم لم ينبه الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك؟ او على الاقل نتساءل لم استعملها هو نفسه؟؟؟؟ وقد جاء في القرآن الكريم تنبيه على استخدام المفردات احيانا فقد جاء في كتاب اعلام الموقعين عن رب العالمين: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا رَاعِنا وقولوا أنظرنا} نهاهم سبحانه أن يقولوا هذه الكلمة ـ مع قصدهم بها الخير ـ لئلا يكون قولهم ذريعة إلى التشبة باليهود في أقوالهم وخطابهم؛ فإنهم كانوا يخاطبون بها النبيَّ صلى الله عليه وسلم ويقصدون بها السبَّ، يقصدون فاعلاً من الرعونة، فنهى المسلمون عن قولها؛ سداً لذريعة المشابهة، ولئلا يكون ذلك ذريعة إلى أن يقولها اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم تشبهاً بالمسلمين يقصدون بها غير ما يقصده المسلمون. (ج3 ص109)
• اما عن الاحتمال الاخير والذي لاقى استحسانا من ابن حجر فواضح ان ابن حجر كان يحاول التملّص من اي تفسير للحديث يتنافى مع القاعدة الاساسية عن اكثر المحدّثين وهو ان كل ما ورد عن رسول الله من فعل او قول او تقرير انما هو وحي من الله ولهم في ذلك قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}. على كلّ حال, حتى هذا التعليل الاخير لا يستقيم مع سنته النبوية الشريفة ولا مع محور الرحمة الذي وصف الله به نبيه الكريم عليه السلام, قال تعالى: {وما ارسلناك الا رحمة للعالمين} ولا مع الوصف الذي وصفه اياه في سورة التوبة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريض عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (التوبة 128)

ان القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتسرّع في اقامة الحدود (مع التحفّظ على هذه الحدود المزعومة في هذه الاحاديث) لا نجد له سندا في سنته صلى الله عليه وسلم بل على العكس فاننا نجد في السنة ما يخالف هذا الرأي من تؤدة الرسول في اقامة الحدود وتحرّي الشبهات:
.
- فقد جاء في صحيح البخاري: أن أبا هريرة قال أتى رجل من أسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إن الأخر قد زنى يعني نفسه فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال يا رسول الله إن الأخر قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال له ذلك فأعرض عنه فتنحى له الرابعة فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه فقال هل بك جنون قال لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه وكان قد أحصن أ.هـ.
- وجاء في صحيح البخاري: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها لا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه أ. هـ
- وجاء في صحيح مسلم ما نصّه: حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني فرده فلما كان من الغد أتاه فقال يا رسول الله إني قد زنيت فرده الثانية فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال أتعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئا فقالوا ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم قال فجاءت الغامدية فقالت يا رسول الله إني قد زنيت فطهرني وإنه ردها فلما كان الغد قالت يا رسول الله لم تردني لعلك أن تردني كما رددت ماعزا فوالله إني لحبلى قال إما لا فاذهبي حتى تلدي فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت هذا قد ولدته قال اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت أ.هـ.


فهذان الحديثان يثبتان ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتأني أيّما تأن في اقامة الحدود ولا يتسرّع في ذلك. يضاف الى ذلك ان ربّ العزّة وصف رسوله الكريم فقال: {بالمؤمنين رؤوف رحيم}.

رابعا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل هذا العهد والاشتراط على الله بأنه بشر يغضب كما يغضب البشر
ويرضى كما يرضى البشر. فهل تصح هذه الحجة المذكورة؟ ان الرسول في هذه الاحاديث – المذكورة في صحيح مسلم – ينطلق من بشريته في تعليل لعنه وسبّه وشتمه والدعاء على الآخرين! وهنا نسأل: ايّ واحد من البشر لا يغضب كما يغضب البشر؟ ثم نسأل: ما هي ميزة الرسول كأسوة حسنة ان كان سيتصرف مثلما يتصرف البشر في لحظات ضعفهم؟ ثم لماذا يعيب الرسول صلى الله عليه وسلم على غيره من البشر ان يسبّ ويلعن بل ويتهمه بالتفحّش ان كان الرسول نفسه لا يستطيع ان يملك لسانه او غضبه؟ ثم كيف يوصي الرسول غيره ان يكظم غيظه وغضبه - كما جاء في صحبح البخاري ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب – في حين ان الرسول نفسه لا يملك ان يكون أسوة حسنة في لجم غضبه؟ قال تعالى: {وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134)} (آل عمران) فان كانت سنته شارحة ومبينة للقرآن الكريم فكيف يتفق التعليل المذكور في الحديث مع هذه الايات؟ بل ان التعليل المذكور يذهب الى ان كظم الغيظ الذي ذكرته الآية هو من الصعوبة بمكان ان يلتزم به الرسول فكيف بالناس؟؟ وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتردّد في اتهام الساب او اللاعن بالجاهلية والتفحش ولو فعل ذلك مرة واحدة, فأشدّ العجب انه ذكر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يقرب عشرة احاديث يلعن فيها ويسبّ ويشتم ويدعو على اليتيم:
• جاء في صحيح مسلم ما نصّه: عن عائشة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة قلت بل عليكم السام والذام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لا تكوني فاحشة فقالت ما سمعت ما قالوا فقال أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا قلت وعليكم حدثناه إسحق بن إبراهيم أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال ففطنت بهم عائشة فسبتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وزاد فأنزل الله عز وجل وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله إلى آخر الآية
• الرسول صلى الله عليه وسلم يصف ابا ذر بأنه امروء فيه جاهلية لفعله اقل من ذلك, جاء في صحيح مسلم: عن المعرور بن سويد قال مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة فقال إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم...
• الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى خالدا رضي الله عنه عن سبّ اصحابه غير ان الرسول في الحديث اعلاه هو الذي يسبّهم: عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
• ثم ان الحجة التي احتج بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث امام ربه "انما انا بشر" الا تنطبق على عائشة وابي ذر وخالد بن الوليد رضي الله عنهم اجمعين؟؟؟!!!!


خامسا: قال تعالى: {... ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا
رحيما} الآية تحمّل الرسول مسؤولية الاستغفار لمن ظلم نفسه, واذا ما قارنا هذه الآية بالحديث الاول المذكور هنا في صحيح مسلم نجد ان الرسول يتحول من مصدر للاستغفار المعين للمسلمين على التخلص من ذنوبهم والمذكّر لهم بحدود الله {فذّكر} الى مصدر للعن والسبّ والدعاء.

سادسا: ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان عطوفا على المنافقين وكان لا ينفك يستغفر لهم الله وهم الذين في
الدرك الاسفل من النار فما بال هذا الحديث يتوعد من عصى او أثم ان يلعن ويسب من قبل الرسول المبعوث رحمة للعالمين وقد قال تعالى : {استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين } القرآن الكريم يوضّح اشفاق الرسول على المنافقين الذين كفروا بالله ورسوله ثم تراه واقفا يستغفر لهم فنتساءل عن الذنب الذي قد يقع فيه المسلم او المؤمن الذي هو اشد من الكفر بالله ورسوله والذي يستدعي من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء فيه واللعن والسب. فرغم ما كان يلقى الرسول من أذى من المشركين والكفار كان يدعو لهم بالهداية, والايات القرآنية والروايات التي تتحدث عن هذا الموضوع كثيرة جدا, فان كان هذا حاله مع المشركين, أفيجوز عليه صلى الله عليه وسلم ان يكون اقسى على المسلمين والمؤمنين وقد قال تعالى عنه: {بالمؤمنين رؤوف رحيم}

سابعا: قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فان عصوك فقل اني بريء مما تعملون * وتوكل
على العزيز الرحيم} الآية توضّح للرسول صلى الله عليه وسلم المسلك الذي يجب ان يتبعه في حال عصيان المسلمين له. فهل يجوز للرسول ان يتجاوز هذا النص الى اللعن والسب والشتم والدعاء؟

ثامنـا: الرسول يمثّل القمة العليا في الاخلاق على الصعيد الانساني, ولا يمكن لاي انسان ان يتجاوز هذه المرتبة
التي منحه اياها رب العزة: قال تعالى: {وانك لعلى خلق عظيم}. جاء في تفسير الرازي: " وفيه دقيقة أخرى وهي قوله: {لعلى خلق عظيم} وكلمة على للاستعلاء، فدل اللفظ على أنه مستعمل على هذه الأخلاق ومستول عليها، وأنه بالنسبة إلى هذه الأخلاق الجميلة كالمولى بالنسبة إلى العبد وكالأمير بالنسبة إلى المأمور." (تفسير الرازي ج30 ص599)
وهذا القول وان كان يعتبر من البداهة بمكان في اذهان المسلمين الا انه على صعيد التعامل مع المرويات هو عرضة للتأويل والتحوير والاستثناء الامر الذي يميّع المفهوم الواضح الذي جاءت به هذه الاية لحساب المروي. فقد جاء في الصحاح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان احيانا يلعن المسلمين. فقام المحدّثون باثبات هذه المرويات ثم لجأوا الى التبرير والتأويل والتخصيص وما الى ذلك. وفي الجانب الاخر نرى انه روي عن بعض الصحابة والتابعين انهم ما لعنوا احدا قط. جاء في الطبقات الكبرى: عن عبيد الله بن هوذة القزيعي قال حدثني رجل من بلهجيم عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عم تنهاني فقال أنهاك ألا تكون لعانا فما لعن شيئا حتى مات. (ج7 ص79) وجاء في شعب الايمان : وقال سالم وما سمعت ابن عمر لعن شيئا قط (ج4 ص295) وجاء في الطبقات الكبرى : عن المستمر بن الريان قال رأيت أبا الجوزاء الربعي يصفر لحيته قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال سمعت أبي يحدث أن أبا الجوزاء لم يلعن شيئا قط ولم يأكل شيئا لعن قط قال حتى إن كان ليرشو الخادم في الشهر الدرهم والدرهمين حتى لا تلعن الطعام إذا أصابها حر التنور(ج7ص223). اذا, على الصعيد النظري, لن يجروء احد ان يشكّك في القول ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوة البشرية على الصعيد الاخلاقي, اما على صعيد الروايات فان سنجد هذا القول معرّض لمفارقات خطيرة حيث ينقل عن الصحابة والتابعين حذرا اكبر في لعنهم للناس بينما سنجد ان الرسول كان اقلّ حذرا.





تاسعا: جاء في صحيح مسلم بشرح النووي وهو يعلّق على ما جاء من الرسول صلى الله عليه وسلم من اللعن
وغيره: "وانما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الازمان" أ.هـ. غير ان نظرة متفصحة لما ورد في كتب الصحاح والسنن تبيّن لنا ان هناك مواضع عديدة, وهي ليست بالنادرة, صّورت الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه كان يلعن ويسب بل واحيانا يقرّ على السب, وفي بعض الروايات يأمر بالسب :

1- عن معاذ بن جبل أخبره قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى إذا كان يوما أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول قال ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء قال وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر أو قال غزير شك أبو علي أيهما قال حتى استقى الناس ثم قال يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا (مسلم)
2- عن عائشة رضي الله عنها أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال يا بنية ألا تحبين ما أحب قالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم قال فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر قال البخاري الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة (البخاري – الرسول يقرّ على السبّ من احد امهات المؤمنين!؟؟؟؟)
3- عن عائشة قالت اجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلن فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلن لها قولي له إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع عائشة في مرطها فقالت له إن نساءك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أتحبيني قالت نعم قال فأحبيها فرجعت إليهن فأخبرتهن ما قال لها فقلن إنك لم تصنعي شيئا فارجعي إليه فقالت والله لا أرجع إليه فيها أبدا قال الزهري وكانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا فأرسلن زينب بنت جحش قالت عائشة هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت إن أزواجك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت ثم أقبلت علي تشتمني فجعلت أراقب النبي صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى طرفه هل يأذن لي في أن أنتصر منها فلم يتكلم قالت فشتمتني حتى ظننت أنه لا يكره أن أنتصر منها فاستقبلتها فلم ألبث أن أفحمتها قالت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إنها ابنة أبي بكر قالت عائشة ولم أر امرأة خيرا منها وأكثر صدقة وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل من زينب ما عدا سورة من غرب حد كان فيها توشك منها الفيئة (مسند احمد)
4- عن ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه قال ابن عون وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين قالت قالت أم المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها فأبت أن تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها(؟؟؟؟!!!!!) فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فانصرفت فقالت لهم أني قلت له كذا وكذا فقال لي كذا وكذا قال وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك (سنن ابي داود) (الرسول يأمر بالسب)
5- عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما (مسلم)
6- حدثنا عارم حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه حدثنا السميط عن أبي السوار حدثه أبو السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فأتبعته معهم قال ففجئني القوم يسعون قال وأبقى القوم قال فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك وشيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة قال أو قلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك راع لا تكسرن قرون رعيتك قال فلما صلينا الغداة أو قال صبحنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن أناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني(؟؟؟؟!!!!) اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال (مسند احمد)
7- عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليكم رجل ينظر بعين شيطان أو بعيني شيطان قال فدخل رجل أزرق فقال يا محمد علام سببتني أو شتمتني أو نحو هذا قال وجعل يحلف قال فنزلت هذه الآية في المجادلة ويحلفون على الكذب وهم يعلمون والآية الأخرى (مسند احمد)
8- عن عروة بن الزبير ان عائشة قالت ثم ان أمداد العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غموه وقام إليه المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشة فرهقوه فاسلم رداءه في أيديهم ووثب على العتبة فدخل وقال اللهم العنهم فقالت عائشة يا رسول الله هلك القوم فقال كلا والله يا بنت أبي بكر لقد اشترطت على ربي عز وجل شرطا لا خلف له فقلت إنما انا بشر أضيق كما يضيق به البشر فأي المؤمنين بدرت إليه مني بادرة فاجعلها له كفارة (مسند احمد)
9- اخرج احمد, عن انس بن مالك ان رسول الله دفع الى حفصة بنت عمر رجلا فقال لها: احتفظي به. فغفلت حفصة عنه, ومضى الرجل, فدخل رسول الله فقال: يا حفصة ما فعل الرجل؟ قالت غفلت يا رسول الله فخرج, فقال رسول الله: "قطع الله يدك" فرفعت يدها هكذا، فدخل رسول الله, فقال: "ما لك يا حفصة؟" قالت: يا رسول الله قلت قبل كذا وكذا. فقال:"ضعي يدك فاني سألت الله عز وجل أيما انسان من امتي دعوت الله عليه ان يجعلها له مغفرة" واخرج نحوه عن عائشة رضي الله عنها. (البيان والتعريف ج1 ص72)
10- حدثنا يحيى عن ابن أبى ذئب قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت عنه فذهب فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل الأسير قالت لهوت عنه مع النسوة فخرج فقال ما لك قطع الله يدك أو يديك فخرج فآذن به الناس فطلبوه فجاءوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي فقال ما لك أجننت قلت دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطعان فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدا وقال اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورا (مسند احمد)
11- حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال حدثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة (مسند احمد وجاء في مجمع الزوائد ج8 ص190 ما نصه: رواه احمد والطبراني في الاوسط بنحوه ورجال احمد رجال الصحيح) (الرسول يقرّ الساب على ما يفعل ويقوم دون ان يتوجّه اليه بكلمة)
12- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بامرأة مجح على باب فسطاط فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعله يريد أن يلم بها فقالوا نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له (مسند احمد)




ورغم الملاحظات الكثيرة التي تعجّ بها الاحاديث اعلاه (من اقرار الرسول بالسب الى صدور اللعن منه الى امر الرسول بالسب الى عدم رضى الرسول عمّن يتبعه الى دفع أسير الى احد زوجاته مرة عائشة!!! واخرى حفصة واخرى سودة كما ورد في كتاب طبقات المحدثين بأصبهان ج3 ص274 – على حدّ زعم الروايات... الخ) الا ان ما يثير الاهتمام هنا هو : هل نستطيع ان نرسم صورة واضحة للرسول عليه الصلاة والسلام اذا اضفنا هذه الروايات الى سنته الكريمة؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!






2- ان الرسول في هذا العهد شارط على ربه واشترط عليه (صحيح مسلم – الحديث الاول والسابع والثامن)
لم يورد ايّ من كتب الشروح تعليقا على هذه الالفاظ: (اني اشترطت على ربي), (شرطي على ربي اني اشترطت على ربي), و (او ما علمت ما شارطت ربي عليه)

وهذه الالفاظ والصيغ تثير عدة تساؤلات:

• هل يصحّ لأي انسان كان ان يشترط على الله؟ ألا يخلّ هذا بأدب النبوّة وأدب العقيدة؟
• ماذا كان المقابل لهذا الشرط من قبل الرسول؟ هل كان المقابل ان يقبل الرسول بالنبوة؟ واذا كان الامر كذلك, فمتى حصل هذا الاشتراط؟ هل كان عند بداية الدعوة في مكة التي كان يدعو فيها بالهداية للمشركين ويقول له القرآن الكريم {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} ويقول له ايضا في ثلاث آيات {ولا تحزن عليهم}؟ ام ان هذا الاشتراط وقع في المدينة حيث لم يستطع الرسول ان يتحمّل من المسلمين والمؤمنين ما تحمّله من كفّار قريش؟
• هل نستطيع ان نخرج من هذه الاحاديث بحكم فقهي مفاده: ان الرسل تستطيع ان تشرط لأنفسها على الله حتى تقبل تبليغ رسالته او مقابل اي شيء آخر؟
• جاء في صحيح مسلم: "من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وان شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق". وجاء في صحيح البخاري: " ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل شرط الله أحق وأوثق". فهل يتوافق الشرط الذي شرطه الرسول مع كتاب الله؟ لا ريب ان الحلّ - حسب منهجية التوفيق بين الاحاديث المعتمدة من قبل المحدّثين – بسيط جدا مفاده ان الرسول يستطيع ان يشرط ما يشاء حيث انه يوحى اليه! ولكن لننظر الى هذه الاحاديث من زاوية اخرى: فان هذه الاحاديث تمثّل استثناءات منقطعة النظير:
- فعلى الصعيد الاخلاقي فيما يخصّ الرسول تمثّل هذه الاحاديث استثناء
- وعلى صعيد ان يكون الرسول اسوة حسنة تمثّل هذه الاحاديث استثناء ايضا
- وعلى صعيد ان يشترط الانسان شرطا ليس في كتاب تمثل هذه الاحاديث استثناء أيضا
- وعلى صعيد ان يكون الرسول رحمة للناس, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا
- وعلى صعيد ان يكون الرسول مبينا وشارحا لكتاب الله, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا
- وعلى صعيد الاحسان لليتيم, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا حيث لا يمكن ان نتخذ الرسول مثالا للتعامل مع اليتيم حيث ان قد دعا على يتيمة في الحديث الثامن – صحيح مسلم.



3- ورد ايضا في الحديث الثامن في صحيح البخاري ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا على يتيمة ام سليم, فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر الشرط الذي شرطه على ربه.

وحول هذا الحديث بالذات هناك عدة ملاحظات:
• ما يثير العجب في هذا الحديث هو: لم دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على اليتيمة؟ وان كان الرسول قد طلب من ربه ان يتجاوز عن لعناته ودعائه وسبّه بسبب غضبه, فالحديث هنا لا يظهر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان غاضبا. اننا لا نرى في هذا الحديث ايّ مبرّر لأن يفعل الرسول ما فعل, بل ان الحديث يسوق الذهن الى الاعتقاد بان الرسول – والعياذ بالله – قد استغل هذا العهد المزعوم (الذي بينه وبين الله) فدعا على يتيمة ام سليم بدون مناسبة. وهذا ليس الحديث الوحيد الذي يدعو الى التفكير بهذه الطريقة, فقد ورد في مسند الامام احمد:

"عن أبي السوار حدثه أبو السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فأتبعته معهم قال ففجئني القوم يسعون قال وأبقى القوم قال فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك وشيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة قال أو قلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك راع لا تكسرن قرون رعيتك قال فلما صلينا الغداة أو قال صبحنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن أناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال" (وجاء في مجمع الزوائد: رواه احمد ورجاله رجال الصحيح ج9 ص407)

• أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيّه فقال: {وأما اليتيم فلا تقهر}, فهل نسخ فعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الاية؟! وان كانت افعال الرسول واقواله وتقريراته شارحة ومبيّنة للقرآن, فأين نضع هذا الحديث من الاية الكريمة؟!
• ورد هذا الحديث في صحيح مسلم وصحيح ابن حبان بنفس السند, وورد فيه عكرمة بن عمار الذي ضعفه البخاري فقال: "وقال البخاري لم يكن له كتاب فاضطرب حديثه" (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5 ص113) وقال احمد بن حنبل عنه: "ضعيف الحديث" (المصدر السابق) وقال ابن معين: "كان اميا حافظا" (المصدر السابق) وقال ابو حاتم: "صدوق ربما يهم" (المصدر السابق), وورد اسم عكرمة بن عمار مع اسماء المدلسين في عدة كتب منها (التبيين لأسماء المدلسين ج1 ص152) و(جامع التحصيل ج1 ص108) و (طبقات المدلسين ج1 ص42) و "قال البيهقي : اختلط في آخر عمره وساء حفظه فروى ما لم يتابع عليه" (الكواكب النيرات ج1 ص65). ولا نرمي مما اوردناه ان ننقد السند, او ان ندخل الى قبر الامام مسلم لنناقشه في عدالة هذا الراوي؛ ما نريد ان نقوله ان هذا الحديث فيه ما فيه من الشبهات والتشويه بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام, فكيف اذا اضفنا الى ذلك ان من انفرد بروايته لم يلق قبولا عند الامة وخصوصا عند احد كبار المحدثين وصاحب احد اوثق الصحاح وهو البخاري؟ اننا نريد فقط ان نضيف هذه الشبهات حول احد رواة هذا الحديث الى ما اسلفنا حتى نزيد الامر وضوحا من ان هذا الضعف الجليّ في المتن واكبه شبهات ايضا على صعيد السند: فنكون بذلك امام احدى خيارين: اما القبول بهذه الاحاديث على حساب سيرة الرسول عليه السلام وسنته وما وصفه القرآن الكريم به من خلق عظيم ورحمة ورأفة, واما ان نرفضها ونرضى بما وصف الله به نبيّه ولا ننسب الى النبي ما قد يكون افتراء وظلما وتعدّ عليه نحاسب عليه يوم القيامة.

ثم ان القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا على يتيمة هو اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم, فهل يعقل ان ينقل هذا الاتهام للرسول عن طريق آحاد – بغض النظر عمّا دافع به الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه؟ ان التهمة في الاحوال العادية تتطلب شاهدين او بالحدّ الادنى شاهد ويمين: أفلا يستحق الرسول صلى الله عليه وسلم ان نبحث له عن شاهد آخر – اي سند آخر- يثبت عليه هذه التهمة الرعناء؟ او على الاقل ان يثبت بطريق صحيح آخر ان أنس بن مالك واسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة وعكرمة بن عمار قد اقسموا اليمين جميعا ان الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك؟ وهذا الامر ينسحب على كل حديث آخر يتوجه الى الرسول صلى الله عليه وسلم برواية تتهم فيها اخلاقه والعياذ بالله.

جاء في صحيح مسلم بشرح النووي: "..... وأما قوله صلى الله عليه وسلم لها : (لا كبر سنك ) فلم يرد به حقيقة الدعاء , بل هو جار على ما قدمناه في ألفاظ هذا الباب" . أ. هـ. ونتساءل ان كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد حقيقة الدعاء فلم يبرّر لأم سليم ما كان منه, ولماذا أم سليم تتعجب من دعائه صلى الله عليه وسلم؟! هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم وام سليم جاهلين باللغة العربية وتعابيرها حتى نبرّر لهما ما لم يبررا هم لأنفسهم به؟
• "وجاء عن زيد بن حارثة لما أخذ أسيراً وأهدته خديجة رضي الله عنها لخدمته صلى الله عليه وسلم وجاء أهله بالفداء يفادونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «ادعوه وأخبروه فإن اختاركم فهو لكم بدون فداء، فقال زيد: والله لا أختار على صحبتك أحداً أبداً، فقال له أهله: ويحك أتختار الرق على الحرية؟ فقال: نعم، والله لقد صحبته فلم يقل لي لشيء فعلته لم فعلته قط. ولا لشيء لم أفعله لمَ لمْ تفعله قط» ورجع قومه وبقي هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده وأعلن تبنيه على ما كان معهوداً قبل البعثة."( اضواء البيان في تفسير القرآن ج5 ص428) فهل نصدّق هذه الحادثة المشهورة عن زيد بن حارثة ام نركن الى قصة كهذه التي جاءت في صحيح مسلم والتي تشنّع معاملة الرسول لليتيم؟؟؟ زيد بن حارثة لبث عند رسول الله عليه الصلاة والسلام سنين عديدة فلم يتوجّه اليه الرسول بكلمة او تأنيب, فهل ضاق صدر رسول الله بهذه اليتيمة التي لا حول لها ولا قوة والتي لم يشاهدها منذ فترة بدليل قوله لها: "هيه لقد كبرت"؟؟!!!!!
• لقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام مشهودا له في الجاهلية بكريم اخلاقه وكان يلقّب بالصادق الامين وكانت الرسالة لم تنزل عليه بعد, فهل ضاقت اخلاقه وسعة صدره بعد ان نزلت عليه الرسالة؟؟!! قالت خديجة رضي الله عنها تصفه بعيد نزول الرسالة عليه: "والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق". (صحيح البخاري)

كل الذي مرّ يقود بنا الى وضع علامات استفهام قوية عن صحة الاحاديث السابقة الذكر, حيث ان من شأن اثباتها ان تجعل اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم موضع تساؤل وتعجّب !!!!

مجدي
06-10-2006, 10:39 AM
الزميل أحمد بارك الله فيك أخي . ولكن كل تحليلك وعرضك للموضوع هو بطريقة معكوسة .
فانت وضعت ما يجب وما لا يجب ثم درست الروايات .
نعم أخي الرسول بشر ولكن طرقة عرض الموضوع من طرف لآخر قد تغير الموضوع كاملا .
/// فانت وضعت ما يجب ان يكون عليه الرسول ثم طبقت ذلك على الحديث .
//// لم تستخدم اسلوب نقد الرواية . وانما كان سبب ردك له ان النص لا يتلائم مع ما تعرف . وليس شرطا ان تكون معرفتك صجيجة .

والان سأقوم بالرد على النقاط التي تراها موضع اشكال :





التحليـــــــل

وممّا تناولته هذه الاحاديث من امور ظاهرة واخرى منصوص عليها في فتح الباري و شرح النووي:

1- ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسبّ المسلمين ويلعنهم في بعض الروايات (صحيح مسلم – الحديث الاول) وان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل ذلك بأنه من البشر يرضى كما يرضى البشر ويغضب كما يغضب البشر (صحيح مسلم – الحديث الاول والثاني والثالث والرابع والسابع والثامن)
بداية هذا عرض غير صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فقولك كان يسب المسلمين ويلعنهم توحي الى المستمع ان هذه عادته صلى الله عليه وسلم. وهذا غير صحيح وانما هي كما قال النبي انه بشر . والبشر يختلفوا في الحلم والغضب والنبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب لحرمات الله عز وجل اذا انتهكت . وقد وردت العديد من الروايات انه غضب غضبا شديا ولكنه لم يسب .


أولا: كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل؟ هل تخبرنا من الروايات من اين استنتجت ذلك ؟
على أي حال النبي اشترط على الله عز وجل على اناس مخصوصين الا وهم المسلمين . اما كونك بنيت التحليل على تبويب مسلم فذا الامر لا يؤثر في الرواية . أظن الامر واضح في هذه النقطة . اذا معنى قول مسلم رحمه الله في الباب على اي مسلم لان المسلم ليس أهلا للسب . الفرق بين هذا الكلام والذي تقوله انت كبير وهو :
من ليس اهلا للسب : اي لا يستحق السب لاي سبب كان .
اما انت فطريقة عرضك ان فعله لا يستحق السب . وشتاب بين وبين .


• ممّا لا خلاف فيه هو ان سنّته صلى الله عليه وسلم شارحة ومبيّنة للقرآن الكريم, فنسأل: هل هناك من عقوبة يكون جزاؤها اللعن او الشتم او السب؟ اذا استعرضنا القرآن الكريم نجد ان اللعن جاء في اربع محاور: اولا: دخل كجزء من اليمين او الشهادة (على خلاف بين الفقهاء) في قضية اللعان بين الزوجين. ثانيا: دخل مرة اخرى في صيغة المباهلة. ثالثا: وردت في حق من قذف المؤمنات بصيغة المجهول. رابعا: وهو المحور الاكبر حيث نجد ان اللعن موجّه في باقي الايات من قبل رب العالمين الى الكفّار والمشركين والمنافقين. فهل هناك من حالات اخرى تستوجب اللعن في حق المسلمين او المؤمنين اعتمد عليها المازري في قوله؟
نعم لقد لعن الله عز وجل في كتابه أصنافا من الناس :
من يكتم شيء من امر الله عن الناس :"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" ستجد الكثير من هؤلاء حول ولاة الامور .
الكذب على الله عز وجل :"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ"
وعندما سؤل أحد السلف عن يزيد قال الا لعنة الله على الظالمين .




ثم انه ورد في صحيح مسلم – الحديث الثامن - انّ الرسول دعا على اليتيمة دونما مناسبة, ودون ان يكون هناك من داع لأن يطبّق الرسول عقوبة شرعية، وقد علّل الرسول دعاءه عليها بالعهد او الشرط على الله.
ها توضح لي من الرواية كيف عرفت انه دعا عليها من غير سبب؟

وقد علّل الرسول دعاءه عليها بالعهد او الشرط على الله.لا الشرط هنا أخبرها به كي يرتاح قلبها .
لعلك لم تفرق بين دعوة النبي ودعوة غيره .

• ان ما ذهب اليه المازري من ان الرسول معنيّ بالحكم على الظواهر دون البواطن الامر الذي يجعل الرسول يقع في الخطأ يناقض تعريف السواد الاعظم من المحدثين والفقهاء الذين يرون ان الرسول صلى الله عليه وسلم موحى اليه في جميع الامور.لم يقل أحد من الفقهاء ولا المحدثين ذلك بهذه الصيغة . وان تذكرت غزوة العسرة علمت غير ذلك .



• جاء في صحيح ابن حبان: " عن ابن عباس ثم ان رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فإنها مأمورة وليس أحد يلعن شيئا ليس له باهل الا رجعت عليه اللعنة". والسؤال الواضح هنا: كيف نوفّق بين ما جاء في هذا الحديث من ان اللعنة ترجع الى صاحبها ان لم يكون الملعون أهلا لها من جهة وبين ما جاء من ان لعنة الرسول تتحول الى زكاة وقربى وصلاة لمن لا يستحق اللعنة؟ لن نتفاجأ طبعا اذا خرج علينا احدهم بتوفيق يقول فيه : ما صدر من الرسول من لعنة على من ليس لها بأهل فانها تتحول الى صلاة وزكاة وقربى وامّا ما صدر من غيره من المسلمين فانه يرجع الى المستحق للعنة: امّا اللاعن او الملعون!!!
نعم فالرسول يعلم الناس الخير والرياح مسيرة بأمر الله فلا يجوز سبها وكذا الزمان . . اما سب المسلم أخاه با ليس أهله فهو كان يقول له يا كافر او يا يهمودي . او يقول له يا فاسق وذاك ليس من الفساق وهكذا . وهذا بالطبع كله تحت باب الوعيد كما تعلم .
وقد سبق ان بينت لك الفرق بين من هو أهلا للمسبة . وبين دعوة النبي . لاحظ ان عائشة رضي الله عنها قالت انها تراهم لاتعس الناس لا لشيء الا ان الرسول هو الذي دعا عليهم وكذا اليتيمة ان الرسول قال لها لا أكبر الله سنك وهي تعلم انه نبي وتؤمن به ظنت انها لن تكبر لان النبي هو الذي دعا عليها . ولذلك جائت المرأة مسرعة الى النبي تسأله .


وحقيقة الامر انه هناك اولويات في التوفيق: فقبل التوفيق بين حديثين هناك اولوية التوفيق مع السنة النبوية والمحاور الاساسية في القرآن الكريم, وان البعض عندما يتحدثون عن التوفيق بين الاحاديث يغيب عن ذهنهم الاولوية الاساسية وهي ان يكون القرآن الكريم محورا في هذا التوفيق. فنقيس التوفيق بين كل من الحديثين والقرآن فان كانا على قدم مساواة من المفاهيم الاساسية القرآنية انتقلنا بعدها الى التوفيق بين الحديثين. اما ان كان هناك أيّ من هذين الحديثين ما يوافق القرآن الكريم والاخر يناقضه فاننا نتحول عن التوفيق بين الحديثين الى الغاء الحديث المناقض للقرآن الكريم والسنة النبوية. فهل ينسجم كلا الحديثين مع السنة النبوية والمفاهيم القرآنية؟


هذا ما تظنه ولكن بالطبع لا يجوز ان يخالف الحديث القران وهذا أمر مفروغ منه عندنا لا أعرف من اين اتيت بهذه المقولة قد يكون الحديث يخالف فهمك للآية فهل هذا يعني انه يخالف الآية .
ارجع الى كلام الخطيب البغدادي في التعارض والجمع من كتاب الكفاية . ستجد كيف ان كلامك يدل انك لم تعرف منهج المحدثين .




لنعرض اولا الصورة التي يعكسها النص القرآني عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم: فالقرآن الكريم يجعل الرسول محورا مهما في قضية الاخلاق بحيث لا يستطيع احد من البشر ان ينال رتبته, قال تعالى في سورة القلم: {وانك لعلى خلق عظيم}؛ ثم ان القرآن الكريم ايضا يجعل الشخصية النبوية اسوة لغيرها من الناس والمسلمين والمؤمنين :{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الاحزاب/21)

واذا ما قارنّا الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بهذين المحورين نجد ان هناك تباينا عظيما بحيث يستحيل الجمع: فالاحاديث تصف الرسول بأنه يسبّ ويشتم ويلعن ويدعو على اليتيم احيانا, وبهذا يتزعزع مفهوم الاية {وانك لعلى خلق عظيم} في الاذهان، حيث سنجد هناك استثناءات لها, ومن المرفوض طبعا ان نقول بأن هذه الاية عامة قد يداخلها خصوص حيث ان صفة الخلق العظيم قد تنزع عن الرسول في بعض الاحيان. اما بالنسبة للمحور الثاني وهو الاسوة ا لحسنة فان الرسول صلى الله عليه وسلم - وبناء على هذه الاحاديث - لا يكون اسوة حسنة بالمعنى الكامل والشامل على الصعيد الاخلاقي بل هناك استثناءات يجب علينا ان نلحظها ولا نتشبه بالرسول وافعاله فيها، وهذا الكلام بالطبع مرفوض جملة وتفصيلا. اننا نستطيع ان نفهم خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في قضايا عديدة كتعدّد زوجاته مثلا, ولكن هذه القضايا الخاصة لا تمسّ ولا بأي حال من الاحوال المحاور الرئيسية في شخصه من توحيد وعدل ورحمة وخلق و.....

"عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)"
"عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)"
"مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) "

" وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)"

أخي الحبيب . المشكلة اذا من فهمك للموضوع لا من الموضوع . فكون النبي على خلق عظيم لا يعني انه ليس بشرا
اكتفي بهذا القدر.
والحمد لله رب العالمين

احمد محمد حامد
06-10-2006, 10:34 PM
الاخ العزيز مجدي ... حفظك الله تعالى

في الحقيقة لقد تعجبت جدا من مداخلتك السابقة .. وقد رأيت انك قد كتبتها على عجل واخاف ان تكون قد قرأتها بنفس العجلة ...

قلت انني بدأت الموضوع بطريقة معكوسة:

واسمح لي ان ابدأ مناقشة ما طرحت بطريقة معكوسة ايضا, وان ابدأ بما انهيت به كلامك:

اقتباس

------------
قتباس:
لنعرض اولا الصورة التي يعكسها النص القرآني عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم: فالقرآن الكريم يجعل الرسول محورا مهما في قضية الاخلاق بحيث لا يستطيع احد من البشر ان ينال رتبته, قال تعالى في سورة القلم: {وانك لعلى خلق عظيم}؛ ثم ان القرآن الكريم ايضا يجعل الشخصية النبوية اسوة لغيرها من الناس والمسلمين والمؤمنين :{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الاحزاب/21)

واذا ما قارنّا الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بهذين المحورين نجد ان هناك تباينا عظيما بحيث يستحيل الجمع: فالاحاديث تصف الرسول بأنه يسبّ ويشتم ويلعن ويدعو على اليتيم احيانا, وبهذا يتزعزع مفهوم الاية {وانك لعلى خلق عظيم} في الاذهان، حيث سنجد هناك استثناءات لها, ومن المرفوض طبعا ان نقول بأن هذه الاية عامة قد يداخلها خصوص حيث ان صفة الخلق العظيم قد تنزع عن الرسول في بعض الاحيان. اما بالنسبة للمحور الثاني وهو الاسوة ا لحسنة فان الرسول صلى الله عليه وسلم - وبناء على هذه الاحاديث - لا يكون اسوة حسنة بالمعنى الكامل والشامل على الصعيد الاخلاقي بل هناك استثناءات يجب علينا ان نلحظها ولا نتشبه بالرسول وافعاله فيها، وهذا الكلام بالطبع مرفوض جملة وتفصيلا. اننا نستطيع ان نفهم خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في قضايا عديدة كتعدّد زوجاته مثلا, ولكن هذه القضايا الخاصة لا تمسّ ولا بأي حال من الاحوال المحاور الرئيسية في شخصه من توحيد وعدل ورحمة وخلق و.....


"عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)"
"عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)"
"مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) "

" وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)"

أخي الحبيب . المشكلة اذا من فهمك للموضوع لا من الموضوع . فكون النبي على خلق عظيم لا يعني انه ليس بشرا
--------------

لا ادري ما الذي تحاول ان تثبته هنا ايها الاخ العزيز:

هل تحاول ان تقول ان اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم كان عرضة لانتقاد وتوجيه من القرآن الكريم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

(ملاحظة: اشدّد على كلمة """""اخلاق"""""" الرسول دون شيء اخر)

فخر الدين المناظر
06-11-2006, 03:18 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صراحة لقد تعجبت لأسلوب الطرح ومما زاد في اندهاشي أن صاحب المقال تعمد الاقتطاع من تفاسير الأحاديث فهل انت الذي كتبت المقال ام انه مقال منقول؟؟
عموما لا أريد ان أتسرع في الرد ولكن بعد يوم الخميس المقبل سوف اكون متفرغا للكتابة في منتدى التوحيد باذن الله ، وأجيبك على كل حرف من مقالك ان شاء الله
فصبرا جميلا
مع التحيات

مجدي
06-11-2006, 11:01 AM
الاخ العزيز مجدي ... حفظك الله تعالى

في الحقيقة لقد تعجبت جدا من مداخلتك السابقة .. وقد رأيت انك قد كتبتها على عجل واخاف ان تكون قد قرأتها بنفس العجلة ...

قلت انني بدأت الموضوع بطريقة معكوسة:

واسمح لي ان ابدأ مناقشة ما طرحت بطريقة معكوسة ايضا, وان ابدأ بما انهيت به كلامك:

اقتباس
..................
.................................................. .............
--------------

لا ادري ما الذي تحاول ان تثبته هنا ايها الاخ العزيز:

هل تحاول ان تقول ان اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم كان عرضة لانتقاد وتوجيه من القرآن الكريم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

(ملاحظة: اشدّد على كلمة """""اخلاق"""""" الرسول دون شيء اخر)
لا انا لم أقل ذلك ولكن يوجد فرق بين الخلق وبين التصرف البشري .
فالرسول على خلق عظيم على خلق القران . وهذه اشارة للمسلمين ان يقتدوا به ولكن يا أخي يجب ان تميز بين ما يقدح بالاخلاق وما لا يقدح . ..
ويجب ان تعلم ان الرسول بشر اصطفاه الله عز وجل وهو مثلنا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب عاش ومات تزوج ..
أُذي في سبيل الله ..

نعم هو بشر رسولا أدى رسالة ربه كما أمر.

احمد محمد حامد
06-11-2006, 02:09 PM
اقتباس
-----------
لا انا لم أقل ذلك ولكن يوجد فرق بين الخلق وبين التصرف البشري .
فالرسول على خلق عظيم على خلق القران . وهذه اشارة للمسلمين ان يقتدوا به ولكن يا أخي يجب ان تميز بين ما يقدح بالاخلاق وما لا يقدح . ..
ويجب ان تعلم ان الرسول بشر اصطفاه الله عز وجل وهو مثلنا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب عاش ومات تزوج ..
أُذي في سبيل الله ..
-------------
ارجو ان لا تتهرب من الاجابة يا اخ مجدي ... وفي حقيقة الامر لم تجب على السؤال: لقد وجّه القرآن الكريم تنبيهات الى الرسول الكريم بشأن تصرّفاته (الى هنا انا موافق معك) غير ان السؤال: هل تضمنت تلك التوجيهات تنبيهات حول اخلاق الرسول؟؟؟ اذا كان لا فما معنى استشهادك في مداخلتك السابقة بآيات فيها تنبيه للرسول الكريم, ومن المعلوم اني هنا اناقش موضوع اخلاق الرسول والموضوع المطروح هو موضوع مرتبط بالاخلاق بشكل اساسي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ثم اذا كنت تريد ان تثبت ان الرسول قد قام بما ذكرته الاحاديث المنتقدة, فهناك اسئلة كثيرة حول ذلك لم تجب عليها:
1- كيف يتفق ان الرسول ينهى غيره عن اللعن وينعته بالجاهلية بينما هو نفسه يفعل ذلك؟ (ارجو العودة الى البحث)
2- يقول تعالى: {يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} وقال: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (44) سورة البقرة .. كيف توفّق بين هاتين الايتين وما جاء في الاحاديث من نهي عن اللعن ثم قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بمخالفة ما امر به؟؟؟!!!!!

مجدي
06-12-2006, 12:12 PM
ارجو ان لا تتهرب من الاجابة يا اخ مجدي ... وفي حقيقة الامر لم تجب على السؤال: لقد وجّه القرآن الكريم تنبيهات الى الرسول الكريم بشأن تصرّفاته (الى هنا انا موافق معك) غير ان السؤال: هل تضمنت تلك التوجيهات تنبيهات حول اخلاق الرسول؟؟؟ اذا كان لا فما معنى استشهادك في مداخلتك السابقة بآيات فيها تنبيه للرسول الكريم, ومن المعلوم اني هنا اناقش موضوع اخلاق الرسول والموضوع المطروح هو موضوع مرتبط بالاخلاق بشكل اساسي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ثم اذا كنت تريد ان تثبت ان الرسول قد قام بما ذكرته الاحاديث المنتقدة, فهناك اسئلة كثيرة حول ذلك لم تجب عليها:
1- كيف يتفق ان الرسول ينهى غيره عن اللعن وينعته بالجاهلية بينما هو نفسه يفعل ذلك؟ (ارجو العودة الى البحث)
2- يقول تعالى: {يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} وقال: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (44) سورة البقرة .. كيف توفّق بين هاتين الايتين وما جاء في الاحاديث من نهي عن اللعن ثم قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بمخالفة ما امر به؟؟؟!!!!!
اذا راجعت جيدا تجد الجواب واضح :

أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم هي أخلاق وصفها الله بانها عظيمة , ولكن سبق وان أشرت لك عن نفس الموضوع . هل برأيك ان الرسول عبس في وجه أحد الناس ؟ "عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)" والعبس هو قبض الوجه تكرها لأمر .
بالطبع النبي بشر وهو على خلق عظيم . وما أعرض النبي عن الأعمى الا لأنه كان يرى من قريش تقبلا فظن انهم سيؤمنوا به فلذلك أعرض عن الأعمى هذا تصرف في القياس البشري صحيح . اما كون النبي يغضب لبعض التصرفات فهذا امر طبيعي .قال الالباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة :

و قد يبادر بعض ذوي الأهواء أو العواطف الهوجاء ، إلى إنكار مثل هذا الحديث بزعم تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم و تنزيهه عن النطق به ! و لا مجال إلى مثل هذا الإنكار فإن الحديث صحيح ، بل هو عندنا متواتر ، فقد رواه مسلم من حديث عائشة و أم سلمة كما ذكرنا ، و من حديث أبي هريرة و جابر رضي الله عنهما ،و ورد من حديث سلمان و أنس و سمرة و أبي الطفيل و أبي سعيد و غيرهم .انظر " كنز العمال " ( 2 / 124 ) .و تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما مشروعا ، إنما يكون بالإيمان بكل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم صحيحا ثابتا ، و بذلك يجتمع الإيمان به صلى الله عليه وسلم عبدا و رسولا ، دون إفراط و لا تفريط ، فهو صلى الله عليه وسلم بشر ،بشهادة الكتاب و السنة ، و لكنه سيد البشر و أفضلهم إطلاقا بنص الأحاديث الصحيحة . و كما يدل عليه تاريخ حياته صلى الله عليه وسلم و سيرته ، و ما حباه الله تعالى به من الأخلاق الكريمة ، و الخصال الحميدة ، التي لم تكتمل في بشر اكتمالها فيه صلى الله عليه وسلم ، و صدق الله العظيم ، إذ خاطبه بقوله الكريم : ( و إنك لعلى خلق عظيم ) .
والشواهد من القران على ذلك من القران بمثل ما أخبر الله عن نبيه موسى عليه السلام : "وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) "
وكذا أخبر اللع عن داوود وعيسى ابن مريم عليهم السلام عن بني اسرائيل :"لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)"
وذكرت لك عن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين .


ومن المعلوم اني هنا اناقش موضوع اخلاق الرسول والموضوع المطروح هو موضوع مرتبط بالاخلاق بشكل اساسي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أخلاق النبي هي كما كان لا كما تريد انت ان تجعله ليس من البشر وقد بين القران ذلك وذكرت لك انه لو كان ملكا للبس عليه ما يلبسه بنوا آدم .



1- كيف يتفق ان الرسول ينهى غيره عن اللعن وينعته بالجاهلية بينما هو نفسه يفعل ذلك؟ (ارجو العودة الى البحث) يوجد فارق كبير بين من يلعن الريح او الزمن او يلعن انسان بما لا يستحق وما ذكرته انت .
العهد هو قربة فالذي سبه النبي من المسلمين انما كانت هذه المسبة زكاة وطهرا له
واليك هذا الحديث الصحيح من سنن ابو داوود:"حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زائدة بن قدامة الثقفي حدثنا عمر بن قيس الماصر عن عمرو بن أبي قرة قال كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة فيقول سلمان حذيفة أعلم بما يقول فيرجعون إلى حذيفة فيقولون له قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك ولا كذبك فأتى حذيفة سلمان وهو في مبقلة فقال يا سلمان ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلمان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ويرضى فيقول في الرضا لناس من أصحابه أما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال وحتى توقع اختلافا وفرقة ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة والله لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر ."

فلا تغلوا بالنبي غير الحق فانا لا نعلم عنه شيء الا ما ذكره ربنا في كتابه وما صح عنه

احمد محمد حامد
06-12-2006, 02:14 PM
1-
اقتباس (1)
------------
فلا تغلوا بالنبي غير الحق فانا لا نعلم عنه شيء الا ما ذكره ربنا في كتابه وما صح عنه
-------------

وفي نفس الوقت يجب ان نحذر ان نفتري عليه او ننسب اليه ما لا يصح, ولم ينسب له القرآن الكريم الا اعلى وارقى الاخلاق

2- عبس وتولى جاءت في معرض رغبة الرسول في ايمان كبار القوم, "اما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك الا يزكى واما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى" فواضح ان السياق فيه عتب على ما يختلج في صدر الرسول من امنيات لايمان كبار القرشيين ... ثم في اسوأ الاحوال, وحتى ان اعتبرت ان في ذلك نقد لاخلاق الرسول, فشتان بين العبوس وبين لعن المسلمين

3- الاستشهاد بما فعله موسى انما هو استشهاد على بشرية الرسل وطبيعتهم, ولم يقل احد ان الرسل ليسوا بشرا او ان طباعهم مغايرة لطباع البشر, انما القضية هنا هي مناقشة قضية بعينها وليس بشرية الرسل .. الرسل بطبعها قد يصدر عنها ما يصدر عن البشر, فاذا كان البشر قد يقومون بخطيئة الزنا, فهل يعدّ هذا عجة لمن يأتي برواية تقول بأن الرسول قد زنى والعياذ بالله؟ انني لا اختلف معك في بشرية الرسل ولكن المقام هنا هو تضارب نصوص وليس قدسية رسول...

4- اقتباس:
---------
أخلاق النبي هي كما كان لا كما تريد انت ان تجعله ليس من البشر
-------------

بل هي اخلاق الرسول التي تجعله على الاقل مساويا لغيره من الصالحين الذين سبق ذكرهم في البحث والذين قضوا حياتهم دون ان يلعنوا شيئا امتثالا لأمر الرسول .. فهل تستكثر على الرسول ان ينتهي بنهي نهى عنه؟؟؟؟ هذا هو السؤال

5- الروايات تقول بأن الرسول لعن بعض المسلمين بل وأقر السب من احد زوجاته بل وامر احد زوجاته به ... فأين تضع هذا كله؟؟؟؟ تريد ان تضعه بالعهد .. اذا كان الرسول قد اخذ عهدا من ربه, فهل فعلت زوجاته الشيء نفسه؟؟ فعلام اذا اقرّ بما كان يدور من سباب في حضرته بل ويأمر به؟؟؟

6- تريد ان تجعل الرسول بشرا من اول ردّك الى قبل آخر جملة فيه .. حيث تنهي حديثك ان الرسول له الحق في ان يسب ويلعن لأنه اخذ عهدا عند الله بذلك, فهو قد يصدر عنه السب واللعن لأنه بشر لكنه ألن يحاسب عن ذلك لأنه بشر ايضا؟؟ ام ان قضية بشريته هي قضية مزاجية نركن اليها حين نريد ونخرجها من الحوار حين نريد؟؟
قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (161) سورة آل عمران

7- ثم السؤال الكبير الذي لم تجب عليه:
اقتباس:
رابعا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل هذا العهد والاشتراط على الله بأنه بشر يغضب كما يغضب البشر
ويرضى كما يرضى البشر. فهل تصح هذه الحجة المذكورة؟ ان الرسول في هذه الاحاديث – المذكورة في صحيح مسلم – ينطلق من بشريته في تعليل لعنه وسبّه وشتمه والدعاء على الآخرين! وهنا نسأل: ايّ واحد من البشر لا يغضب كما يغضب البشر؟ ثم نسأل: ما هي ميزة الرسول كأسوة حسنة ان كان سيتصرف مثلما يتصرف البشر في لحظات ضعفهم؟ ثم لماذا يعيب الرسول صلى الله عليه وسلم على غيره من البشر ان يسبّ ويلعن بل ويتهمه بالتفحّش ان كان الرسول نفسه لا يستطيع ان يملك لسانه او غضبه؟ ثم كيف يوصي الرسول غيره ان يكظم غيظه وغضبه - كما جاء في صحبح البخاري ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب – في حين ان الرسول نفسه لا يملك ان يكون أسوة حسنة في لجم غضبه؟ قال تعالى: {وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134)} (آل عمران) فان كانت سنته شارحة ومبينة للقرآن الكريم فكيف يتفق التعليل المذكور في الحديث مع هذه الايات؟ بل ان التعليل المذكور يذهب الى ان كظم الغيظ الذي ذكرته الآية هو من الصعوبة بمكان ان يلتزم به الرسول فكيف بالناس؟؟ وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتردّد في اتهام الساب او اللاعن بالجاهلية والتفحش ولو فعل ذلك مرة واحدة, فأشدّ العجب انه ذكر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يقرب عشرة احاديث يلعن فيها ويسبّ ويشتم ويدعو على اليتيم:
• جاء في صحيح مسلم ما نصّه: عن عائشة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة قلت بل عليكم السام والذام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لا تكوني فاحشة فقالت ما سمعت ما قالوا فقال أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا قلت وعليكم حدثناه إسحق بن إبراهيم أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال ففطنت بهم عائشة فسبتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وزاد فأنزل الله عز وجل وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله إلى آخر الآية
• الرسول صلى الله عليه وسلم يصف ابا ذر بأنه امروء فيه جاهلية لفعله اقل من ذلك, جاء في صحيح مسلم: عن المعرور بن سويد قال مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة فقال إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم...
• الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى خالدا رضي الله عنه عن سبّ اصحابه غير ان الرسول في الحديث اعلاه هو الذي يسبّهم: عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
• ثم ان الحجة التي احتج بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث امام ربه "انما انا بشر" الا تنطبق على عائشة وابي ذر وخالد بن الوليد رضي الله عنهم اجمعين؟؟؟!!!!
---------------

لا ادري لم قفزت فوق هذه الفقرة!!!!!!!!!!!!

الرسول بشر, لكن لنتق الله فيه ولا نؤذه بعد موته ولا نقول عليه الا الحق .. فوالله اني لاخجل ان اقف يوم القيامة بين يدي رسول الله يوم القيامة وان اقول له لقد رويت عنك روايات تقول انك لعنت بعض المسلمين وأسأت الى يتيمة وأقررت السب من نسائك, امهات المؤمنين, بل وأمرتهنّ بالسبّ ...

السلام عليك يا ابا القاسم يا حبيبي يا رسول الله ....

مجدي
06-12-2006, 07:52 PM
1-
اقتباس (1)
------------
فلا تغلوا بالنبي غير الحق فانا لا نعلم عنه شيء الا ما ذكره ربنا في كتابه وما صح عنه
-------------

وفي نفس الوقت يجب ان نحذر ان نفتري عليه او ننسب اليه ما لا يصح, ولم ينسب له القرآن الكريم الا اعلى وارقى الاخلاق

2- عبس وتولى جاءت في معرض رغبة الرسول في ايمان كبار القوم, "اما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك الا يزكى واما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى" فواضح ان السياق فيه عتب على ما يختلج في صدر الرسول من امنيات لايمان كبار القرشيين ... ثم في اسوأ الاحوال, وحتى ان اعتبرت ان في ذلك نقد لاخلاق الرسول, فشتان بين العبوس وبين لعن المسلمين

3- الاستشهاد بما فعله موسى انما هو استشهاد على بشرية الرسل وطبيعتهم, ولم يقل احد ان الرسل ليسوا بشرا او ان طباعهم مغايرة لطباع البشر, انما القضية هنا هي مناقشة قضية بعينها وليس بشرية الرسل .. الرسل بطبعها قد يصدر عنها ما يصدر عن البشر, فاذا كان البشر قد يقومون بخطيئة الزنا, فهل يعدّ هذا عجة لمن يأتي برواية تقول بأن الرسول قد زنى والعياذ بالله؟ انني لا اختلف معك في بشرية الرسل ولكن المقام هنا هو تضارب نصوص وليس قدسية رسول...

4- اقتباس:
---------
أخلاق النبي هي كما كان لا كما تريد انت ان تجعله ليس من البشر
-------------

بل هي اخلاق الرسول التي تجعله على الاقل مساويا لغيره من الصالحين الذين سبق ذكرهم في البحث والذين قضوا حياتهم دون ان يلعنوا شيئا امتثالا لأمر الرسول .. فهل تستكثر على الرسول ان ينتهي بنهي نهى عنه؟؟؟؟ هذا هو السؤال

5- الروايات تقول بأن الرسول لعن بعض المسلمين بل وأقر السب من احد زوجاته بل وامر احد زوجاته به ... فأين تضع هذا كله؟؟؟؟ تريد ان تضعه بالعهد .. اذا كان الرسول قد اخذ عهدا من ربه, فهل فعلت زوجاته الشيء نفسه؟؟ فعلام اذا اقرّ بما كان يدور من سباب في حضرته بل ويأمر به؟؟؟

6- تريد ان تجعل الرسول بشرا من اول ردّك الى قبل آخر جملة فيه .. حيث تنهي حديثك ان الرسول له الحق في ان يسب ويلعن لأنه اخذ عهدا عند الله بذلك, فهو قد يصدر عنه السب واللعن لأنه بشر لكنه ألن يحاسب عن ذلك لأنه بشر ايضا؟؟ ام ان قضية بشريته هي قضية مزاجية نركن اليها حين نريد ونخرجها من الحوار حين نريد؟؟
قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (161) سورة آل عمران

7- ثم السؤال الكبير الذي لم تجب عليه:
اقتباس:
رابعا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل هذا العهد والاشتراط على الله بأنه بشر يغضب كما يغضب البشر
ويرضى كما يرضى البشر. فهل تصح هذه الحجة المذكورة؟ ان الرسول في هذه الاحاديث – المذكورة في صحيح مسلم – ينطلق من بشريته في تعليل لعنه وسبّه وشتمه والدعاء على الآخرين! وهنا نسأل: ايّ واحد من البشر لا يغضب كما يغضب البشر؟ ثم نسأل: ما هي ميزة الرسول كأسوة حسنة ان كان سيتصرف مثلما يتصرف البشر في لحظات ضعفهم؟ ثم لماذا يعيب الرسول صلى الله عليه وسلم على غيره من البشر ان يسبّ ويلعن بل ويتهمه بالتفحّش ان كان الرسول نفسه لا يستطيع ان يملك لسانه او غضبه؟ ثم كيف يوصي الرسول غيره ان يكظم غيظه وغضبه - كما جاء في صحبح البخاري ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب – في حين ان الرسول نفسه لا يملك ان يكون أسوة حسنة في لجم غضبه؟ قال تعالى: {وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134)} (آل عمران) فان كانت سنته شارحة ومبينة للقرآن الكريم فكيف يتفق التعليل المذكور في الحديث مع هذه الايات؟ بل ان التعليل المذكور يذهب الى ان كظم الغيظ الذي ذكرته الآية هو من الصعوبة بمكان ان يلتزم به الرسول فكيف بالناس؟؟ وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتردّد في اتهام الساب او اللاعن بالجاهلية والتفحش ولو فعل ذلك مرة واحدة, فأشدّ العجب انه ذكر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يقرب عشرة احاديث يلعن فيها ويسبّ ويشتم ويدعو على اليتيم:
• جاء في صحيح مسلم ما نصّه: عن عائشة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة قلت بل عليكم السام والذام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لا تكوني فاحشة فقالت ما سمعت ما قالوا فقال أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا قلت وعليكم حدثناه إسحق بن إبراهيم أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال ففطنت بهم عائشة فسبتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وزاد فأنزل الله عز وجل وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله إلى آخر الآية
• الرسول صلى الله عليه وسلم يصف ابا ذر بأنه امروء فيه جاهلية لفعله اقل من ذلك, جاء في صحيح مسلم: عن المعرور بن سويد قال مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة فقال إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم...
• الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى خالدا رضي الله عنه عن سبّ اصحابه غير ان الرسول في الحديث اعلاه هو الذي يسبّهم: عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
• ثم ان الحجة التي احتج بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث امام ربه "انما انا بشر" الا تنطبق على عائشة وابي ذر وخالد بن الوليد رضي الله عنهم اجمعين؟؟؟!!!!
---------------

لا ادري لم قفزت فوق هذه الفقرة!!!!!!!!!!!!

الرسول بشر, لكن لنتق الله فيه ولا نؤذه بعد موته ولا نقول عليه الا الحق .. فوالله اني لاخجل ان اقف يوم القيامة بين يدي رسول الله يوم القيامة وان اقول له لقد رويت عنك روايات تقول انك لعنت بعض المسلمين وأسأت الى يتيمة وأقررت السب من نسائك, امهات المؤمنين, بل وأمرتهنّ بالسبّ ...

السلام عليك يا ابا القاسم يا حبيبي يا رسول الله ....
بداية انا لم اقدح بشيء من أخلاق النبي فلا تزعم ذلك علي وانما اقول ان النبي صلى الله عليه وسلم بشرا مثلنا يأكل ويشرب ويغضب
من أعتبر ذلك غيرك ؟

"وحتى ان اعتبرت ان في ذلك نقد لاخلاق الرسول"لا انا لم اقل انه نقد لأخلاق النبي !! انت زعمت ذلك . او تظن ذلك والنص من القرآن ولم يفهمه أحد انه نقد لأخلاق النبي !!!


3- الاستشهاد بما فعله موسى انما هو استشهاد على بشرية الرسل وطبيعتهم, ولم يقل احد ان الرسل ليسوا بشرا او ان طباعهم مغايرة لطباع البشر, انما القضية هنا هي مناقشة قضية بعينها وليس بشرية الرسل .. الرسل بطبعها قد يصدر عنها ما يصدر عن البشر, فاذا كان البشر قد يقومون بخطيئة الزنا, فهل يعدّ هذا عجة لمن يأتي برواية تقول بأن الرسول قد زنى والعياذ بالله؟ انني لا اختلف معك في بشرية الرسل ولكن المقام هنا هو تضارب نصوص وليس قدسية رسول...
يا أخي من قال ان الرسل عليهم صلوات الله وسلامه زنت واي رواية صحيحة تقول ذلك ؟؟ انا أعطيتك امثلة من القران الكريم ان الانبياء عليهم السلام قد يلعنوا اناس . انت لم تفرق بين اللعن والسب وبين الزنا والكذب والسرقة فرق كبير يا أخي . ارجوا ان لا تحول النقاش على ما لم يختلف عليه أحد .



انني لا اختلف معك في بشرية الرسل ولكن المقام هنا هو تضارب نصوص وليس قدسية رسول...بالنسبة لي لا أرى فيها تناقض ولا ارى فيها انتقاص لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم . انما يكون تضارب النصوص ان كان نص يدل على ان الانبياء معصومون من كل زلل او لمم .



بل هي اخلاق الرسول التي تجعله على الاقل مساويا لغيره من الصالحين الذين سبق ذكرهم في البحث والذين قضوا حياتهم دون ان يلعنوا شيئا امتثالا لأمر الرسول .. فهل تستكثر على الرسول ان ينتهي بنهي نهى عنه؟؟؟؟ هذا هو السؤالوهل الروايات تخبرك ان هذه عادة الرسول ؟؟؟ ومن هم هؤلاء الذين فاقوا الانبياء بانهم لم يلعنوا او يسبوا طوال حياتهم . وكيف عرفت ذلك ؟.
حياة النبي كلها تواضع ولكن كما تعلم ان النبي ليس كغيره وقد اوردت اليك رواية تبين كيف فهم الصحابة الحال وبينت لك نقل الألباني للتواتر فينبغي عليك اذا سمعت بالتواتر ان تبحث انعقاده فان منكر التواتر يخشى عليه فان صح عنده التواتر يجب عليه ان يتبع ما تواتر .
وهل لعن النبي الزمان او الرياح ؟ ام انه لعن انسان بلا سبب ؟ .

- الروايات تقول بأن الرسول لعن بعض المسلمين بل وأقر السب من احد زوجاته بل وامر احد زوجاته به ... فأين تضع هذا كله؟؟؟؟ تريد ان تضعه بالعهد .. اذا كان الرسول قد اخذ عهدا من ربه, فهل فعلت زوجاته الشيء نفسه؟؟ فعلام اذا اقرّ بما كان يدور من سباب في حضرته بل ويأمر به؟؟؟هل تبين اين امر النبي أحدى زوجاته باللعن !؟؟
لي وقفة معك ان كنت تريد" ملعونات العنوهن " ام انك تقصد لعن اليهود ؟!!!

- تريد ان تجعل الرسول بشرا من اول ردّك الى قبل آخر جملة فيه .. حيث تنهي حديثك ان الرسول له الحق في ان يسب ويلعن لأنه اخذ عهدا عند الله بذلك, فهو قد يصدر عنه السب واللعن لأنه بشر لكنه ألن يحاسب عن ذلك لأنه بشر ايضا؟؟ ام ان قضية بشريته هي قضية مزاجية نركن اليها حين نريد ونخرجها من الحوار حين نريد؟؟
قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (161) سورة آل عمران لا اريد بل هو كما هو وكما أخبر الله عنه بشر يوحى اليه . اما قولك اني اقول ان للرسول الحق ان يلعن كما شاء . فانت تقولني ما لم أقل !!!! هل قلت لك ان الرسول لعان ؟!!! ام اني اخبرتك انه كلما غضب لعن ؟!!! ارجوا منك ان تركز قليلا .
أما الآية فالومك على الاستشهاد بها لانها ليست موضع استشهاد في الموطن الذي نتناقش به . فالغلول هو الخيانة والحقد الكامن في الصدر وهل نحن تكلم عن الخيانة ام عن ان النبي كان حاقدا على أحد من المسلمين؟؟!!!
ولكاذا استشهدت بها؟؟



رابعا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل هذا العهد والاشتراط على الله بأنه بشر يغضب كما يغضب البشر
ويرضى كما يرضى البشر. فهل تصح هذه الحجة المذكورة؟
هذه حجة ؟؟ ليست حجة انت تفهم النص كما تريد . الفرق بين النبي وغيره فهمته اليتيمة عندما قال لها النبي لا كبر سنك . :"عن أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة"
لان دعوة النبيعليه الصلاة والسلام ليست كدعوة الناس . ففهمت اليتيمة انه يستجاب له لانه صلى الله عليه وسلم نبي.
ولهذا اشترط النبي على الله ان يجعل ذلك طهرا لهم . واذا كان ذلك طهرا لهم فان ذلك له معنى عظيم الا وهو انه لا يستدل بدعوة النبي على أحد من الصحابة بشيء الا موطن السبب .
فشرط الني ليس ليلعن متى شاء بل ليرحم الله امته ولا ينالهم منه عند ربهم الا كل خير .

لا ادري لم قفزت فوق هذه الفقرة!!!!!!!!!!!!
انا لم أقفز .. لقد قلت لك في أول مداخلة :
اكتفي بهذا القدر. وانت حتى الآن لم ترد الا كما قلت :

الاخ العزيز مجدي ... حفظك الله تعالى

في الحقيقة لقد تعجبت جدا من مداخلتك السابقة .. وقد رأيت انك قد كتبتها على عجل واخاف ان تكون قد قرأتها بنفس العجلة ...

قلت انني بدأت الموضوع بطريقة معكوسة:

واسمح لي ان ابدأ مناقشة ما طرحت بطريقة معكوسة ايضا, وان ابدأ بما انهيت به كلامك:

اذا كان تعلقك على جزئيات من الكلام وبشكل دائم ولا ترد على النقاط التي أسألك عنها فكيف سأكمل معك حتى النهاية ؟
وضعت لك مثال علة داوود وعيسى ابن مريم عليهم السلام . ولكنك لم تجب عنه .
وكذا عن موسى عليه السلام وتغاضيت عنه . فاذا كنت تتغاضى عن كل حجة من القران فبأي حجة سأحتج عليك ؟

احمد محمد حامد
06-12-2006, 09:09 PM
اقتباس 1
---------
انا أعطيتك امثلة من القران الكريم ان الانبياء عليهم السلام قد يلعنوا اناس
---------

الانبياء لا تلعن الناس انما الكفار من الناس والاية تقول: {لعن الذين "كفروا" من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ..}
والاحاديث التي نحن بصددها تضمّن لعنا للمسلمين وليس للكفار او حتى للناس ...

اقتباس 2
----------
ومن هم هؤلاء الذين فاقوا الانبياء بانهم لم يلعنوا او يسبوا طوال حياتهم . وكيف عرفت ذلك ؟.
----------
كنت قد ذكرت لك ما قيل عن هؤلاء في كتب التاريخ: "جاء في الطبقات الكبرى: عن عبيد الله بن هوذة القزيعي قال حدثني رجل من بلهجيم عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عم تنهاني فقال أنهاك ألا تكون لعانا فما لعن شيئا حتى مات. (ج7 ص79) وجاء في شعب الايمان : وقال سالم وما سمعت ابن عمر لعن شيئا قط (ج4 ص295) وجاء في الطبقات الكبرى : عن المستمر بن الريان قال رأيت أبا الجوزاء الربعي يصفر لحيته قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال سمعت أبي يحدث أن أبا الجوزاء لم يلعن شيئا قط ولم يأكل شيئا لعن قط قال حتى إن كان ليرشو الخادم في الشهر الدرهم والدرهمين حتى لا تلعن الطعام إذا أصابها حر التنور(ج7ص223)."

اقتباس 3
----------
هل تبين اين امر النبي أحدى زوجاته باللعن !؟؟
---------
لم اقل ان الرسول قد امر احدى زوجاته باللعن .. ارجو ان تكون دقيقا في النقل .. انا قلت: "وأقر السب من احد زوجاته بل وامر احد زوجاته به .." فالهاء في "به" تعود على السب وليس على شيء آخر ..
اما عن النص الذي تسأل عنه فهو في البحث اعلاه وهذا نصه: "عن ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه قال ابن عون وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين قالت قالت أم المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها فأبت أن تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها(؟؟؟؟!!!!!) فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فانصرفت فقالت لهم أني قلت له كذا وكذا فقال لي كذا وكذا قال وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك (سنن ابي داود) " (ارجو ان تعود للبحث لقراءة هذا القسم كاملا حتى لا يأتي الردّ مجتزءا)

اقتباس 4
---------
أما الآية فالومك على الاستشهاد بها لانها ليست موضع استشهاد في الموطن الذي نتناقش به . فالغلول هو الخيانة والحقد الكامن في الصدر وهل نحن تكلم عن الخيانة ام عن ان النبي كان حاقدا على أحد من المسلمين؟؟!!!
ولكاذا استشهدت بها؟؟
------------
كان السؤال اخي العزيز: هل الرسول غير مؤاخذ بما يصدر عنه من لعن للمسلمين؟
واوردت الاية استشهادا ان الرسول مكلّف ومحاسب

5- اما بالنسبة لليتيمة فهناك عدة اسئلة لم اجد الاجابة عليها:
1- اليتيمة فهمت الاساءة من دعاء الرسول, والدليل انها بكت
2- ام سليم فهمت الاساءة حسب نقل اليتيمة والدليل انها سألت الرسول: أدعوت على يتيمتي
3- الرسول يجيب:يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة"
وهنا نسأل: ما الذي ارضى الرسول او اغضبه حتى يدعو عليها؟

مجدي
06-13-2006, 08:52 PM
اقتباس 1
---------
انا أعطيتك امثلة من القران الكريم ان الانبياء عليهم السلام قد يلعنوا اناس
---------

الانبياء لا تلعن الناس انما الكفار من الناس والاية تقول: {لعن الذين "كفروا" من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ..}
والاحاديث التي نحن بصددها تضمّن لعنا للمسلمين وليس للكفار او حتى للناس ...

أخي الحبيب كان يكفيك ان تقرء باقي الايات :


"لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) "
والآية الاخرى :"قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)" ومن المعروف انهم لعنو بزمن انبيائهم .
والآية الأخرى واضحة :"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ " وقال في الذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة والمنافقين :"لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) "








اقتباس 2
----------
ومن هم هؤلاء الذين فاقوا الانبياء بانهم لم يلعنوا او يسبوا طوال حياتهم . وكيف عرفت ذلك ؟.
----------
كنت قد ذكرت لك ما قيل عن هؤلاء في كتب التاريخ: "جاء في الطبقات الكبرى: عن عبيد الله بن هوذة القزيعي قال حدثني رجل من بلهجيم عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عم تنهاني فقال أنهاك ألا تكون لعانا فما لعن شيئا حتى مات. (ج7 ص79) وجاء في شعب الايمان : وقال سالم وما سمعت ابن عمر لعن شيئا قط (ج4 ص295) وجاء في الطبقات الكبرى : عن المستمر بن الريان قال رأيت أبا الجوزاء الربعي يصفر لحيته قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال سمعت أبي يحدث أن أبا الجوزاء لم يلعن شيئا قط ولم يأكل شيئا لعن قط قال حتى إن كان ليرشو الخادم في الشهر الدرهم والدرهمين حتى لا تلعن الطعام إذا أصابها حر التنور(ج7ص223)."
لنفترض انهم لم يلعنوا أحد فهل هذا يعني ان أخلاقهم فاقت الانبياء . بالطبع لا . لان الأخلاق ليست فقط اللعن . واللعن احيانا يكون قربة عند الله كلعن من لعنه الله فانا اتفقرب الى الله بلعن ابوا لهب وابوجهل . وبالدعاء على اخوان القردة والخنازير وأولاد عمومتهم .





اقتباس 3
----------
هل تبين اين امر النبي أحدى زوجاته باللعن !؟؟
---------
لم اقل ان الرسول قد امر احدى زوجاته باللعن .. ارجو ان تكون دقيقا في النقل .. انا قلت: "وأقر السب من احد زوجاته بل وامر احد زوجاته به .." فالهاء في "به" تعود على السب وليس على شيء آخر ..
اما عن النص الذي تسأل عنه فهو في البحث اعلاه وهذا نصه: "عن ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه قال ابن عون وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين قالت قالت أم المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها فأبت أن تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها(؟؟؟؟!!!!!) فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فانصرفت فقالت لهم أني قلت له كذا وكذا فقال لي كذا وكذا قال وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك (سنن ابي داود) " (ارجو ان تعود للبحث لقراءة هذا القسم كاملا حتى لا يأتي الردّ مجتزءا)

(
سنن أبي داود )
4898 حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح و حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة حدثنا معاذ بن معاذ المعنى واحد قال حدثنا ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه قال ابن عون وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين قالت قالت أم المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها فأبت أن تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فانصرفت فقالت لهم أني قلت له كذا وكذا فقال لي كذا وكذا قال وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك .

تحقيق الألباني :
ضعيف الإسناد وكان رحمه الله يقول : ذلك الميت لا يستحق هذا العزاء .
اللعن ورد في حديث اليهود الذين دعوا على الرسول بالموت .




اقتباس 4
---------
أما الآية فالومك على الاستشهاد بها لانها ليست موضع استشهاد في الموطن الذي نتناقش به . فالغلول هو الخيانة والحقد الكامن في الصدر وهل نحن تكلم عن الخيانة ام عن ان النبي كان حاقدا على أحد من المسلمين؟؟!!!
ولكاذا استشهدت بها؟؟
------------
كان السؤال اخي العزيز: هل الرسول غير مؤاخذ بما يصدر عنه من لعن للمسلمين؟
واوردت الاية استشهادا ان الرسول مكلّف ومحاسب

5- اما بالنسبة لليتيمة فهناك عدة اسئلة لم اجد الاجابة عليها:
1- اليتيمة فهمت الاساءة من دعاء الرسول, والدليل انها بكت
2- ام سليم فهمت الاساءة حسب نقل اليتيمة والدليل انها سألت الرسول: أدعوت على يتيمتي
3- الرسول يجيب:يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة"
وهنا نسأل: ما الذي ارضى الرسول او اغضبه حتى يدعو عليها؟
لقد أخبرتك بوضوح وبينت لك كيف ان اليتيمة فهمت ان دعاء الرسول عليها سيبقيها صغرة او لا يكبر قرنها . راجع المداخلة الأخيرة .
ختاما اود ان اعرف ما هو المقياس الذي يجعلك تقبل الحديث . بالطبع أقصد القواعد التي تتبعها . واين أجد هذه القواعد .

احمد محمد حامد
06-13-2006, 11:12 PM
الاخ مجدي ...

يبدو ان الردّ وعدمه قد تساوى, ولم اعد املك ما اقوله الاّ ان أسأل من يريد جوابا عن اي سؤال سألته الاّ ان يرجع الى البحث في مقدمة هذا النقاش ...

وان كنت تسأل عن القواعد فأعتقد ان في البحث افاضة في الجواب عن هذا السؤال ...

اذا كانت الانبياء تلعن الناس كما اردت بفهمك للآيات فاعتقد انه يجب ان نعيد النظر في الايمان بهذه الرسالة الخاتمة والايمان بأنبيائها .. (اعتقد جازما ان جوابك سيكون انك لم تقل ذلك .. )

وسألت عمّن لم يلعن طوال حياته, فأجبتك فجاء جوابك ان عدم اللعن ليس المعيار الوحيد ..

وطلبت منك حين سألت اين تجد حديثا يأمر فيه الرسول ازواجه بلعن بعضهن, فصحّحت لك, وطلبت منك ما نصّه ((ارجو ان تعود للبحث لقراءة هذا القسم كاملا حتى لا يأتي الردّ مجتزءا)) فجاء جوابك فقط على ا لحديث الذي ذكرت وتجاهلت الاحاديث الاخرى وبعضها قد ورد في البخاري ..

وسألتك ما الذي ارضى الرسول او اغضيه حتى يدعو عليها؟ فأجبت ان اليتيمة اساءت فهم دعاء الرسول ولم تفطن انه دعا لها وليس عليها !!!!! والجواب لا شأن له بالسؤال مع ما في الجواب من عجب ...

واختم قائلا: ان كان البعض يحرص على ان لا يمسّ صحيح مسلم بسوء, فان همّي هو الرسول وليس صحيح مسلم ...

الرسول الذي اؤمن به لم يلعن احدا من المسلمين
والرسول الذي اؤمن به لم يقرّ السبّ من زوجاته ولا امر به احداهن
والرسول الذي أؤمن به لا ينه عن خلق ويأت مثله
والرسول الذي اؤمن به يبيّن القرآن من خلال سلوكه وليس اقواله فحسب
والرسول الذي اؤمن به لم يؤذ مشاعر يتيمة ولا حتى بكلمة خرجت منه تفلّتا ..
والرسول الذي اؤمن به سكت عن حقه حتى جاء نداء السماء يطالب المسلمين به: { إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ } (53) سورة الأحزاب
والرسول الذي اؤمن به هو بشر, لكنه سيد البشر في خلقه الكريم, وقد اخبرت عنه عائشة, ام المؤمنين فقالت: كان خلقه القرآن , وكان قرآنا يمشي على الارض .. واخبر عنه رب العزة: {وانك لعلى خلق عظيم} { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا} (87) سورة النساء { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً} (122) سورة النساء

مجدي
06-14-2006, 10:26 AM
بداية استغرب من اسلوبك يا أخي : بالنسبة للحديث الذي اوردته انت فقد بينت لك ضعفه . والاحاديث التي في البخاري اشرت لك عنها في ردودي السابقة . وانت تزعم ان بالبخاري النبي يأمر ازواجه باللعن !!! يا رجل أخبرني اين أجده ؟
. وقد شرحت لك الحديث أكثر من مرة الا ان فهمك كان مخالفا لما قلته لك وهذا استغربه قد اكون لم استطع ان اوصل لك المعلومة .
الرسول بشر قد يتكلم بالغضب ما لا يتكلمه بالرضى ولعلك تعلم ان الناس يستخدموا عبارات كثيرة هي دعاء ولكنهم لا يقصدوه . فالرسول لم أقل انه قصد الدعاء لها ولكن قلت لك ان العهد أخذه الرسول على ربه ليكون النبي رحمة لامته اجمعين ولا يكون بعضهم شقيا لانه دعا عليه . وقد اشرت اليك الى ان اليتيمة فهمت معنى دعاء النبي على انها لن تكبر . والرسول اجاب ام سليم بالعهد . وكان ذلك كافيا .


اذا كانت الانبياء تلعن الناس كما اردت بفهمك للآيات فاعتقد انه يجب ان نعيد النظر في الايمان بهذه الرسالة الخاتمة والايمان بأنبيائها .. (اعتقد جازما ان جوابك سيكون انك لم تقل ذلك .. )هذا ليس فهمي بل هو ايمان بصدق ما أخبر به القران .
المشكلة يجب ان تفهمها على النحو التالي ان الرسول بشر . وليس ان الرسول لعان !!! يا أخي الامر اوسع مما تظن . بل قد اوردت لك كلام الاالباني عن توتره . والذي اريد منك ان تخبرنا به كيف تعلم ان هذا الحديث نطق به الرسول ام لا .
فانت تقول ان هناك سنة وحي ولكن بصراحة لا نعرف ما هي السنة عندك ؟
أخي الكريم من قال بمثل مقولتك من قبل ؟ هل تخبرني ؟
اما الرسول فلا تزاود علينا بحبه.
فانا جميعا نحبه . ولكن يا أخي الرسول هو كما كان لا كما تريد ان تجعله .

لنتوقف عند عبارتك :"وان كنت تسأل عن القواعد فأعتقد ان في البحث افاضة في الجواب عن هذا السؤال ..."
اذا ماذا تريد ؟
انت تقول ان البخاري ومسلم :تقصد كتب الحديث بالطبع فيها أخبار نحن نعتبرها صحيحة وحضرتك علمت انها غير صحيحة ؟
مثلا الدارقطني تكلم على احاديث في الصحيحين . ولكنه تكلم بعلم وبين علل قوله بغض النظر عن قبول كلامه او رفضه .
انت قلت لا . لاجل فهم خاص فيك .
فأي دين سيكون ان ازال كل انسان ما لم يوافق هواه .
اريد الافاضة التي تتكلم عنها . اريد ان أعرف كيف تقبل الحديث .
الله يقول " على بصيرة انا ومن اتبعن " فلا ارى لبحثنا الا البصيرة .
وارجوا ان تعيد قراءة الموضوع من أوله .

احمد محمد حامد
06-14-2006, 02:44 PM
اقتباس:
---------
فانا جميعا نحبه . ولكن يا أخي الرسول هو كما كان لا كما تريد ان تجعله .
-----------

قال الرسول الكريم في صحيح البخاري: "سباب المسلم فسوق" هذا الحديث لا يشمل النبي فللنبي ان يسبّ وقت غضبه (ورد في مسلم: فأغضباه فلعنهما وسبهما)

قيل: يا رسول الله ادع على المشركين, قال: اني لم ابعث لعانا وانما بعثت رحمة للعالمين (صحيح مسلم) طبعا للرسول ان يلعن المسلمين وقت غضبه لأن ترجمة "اللهم العن فلانا" اذا وردت عن الرسول الكريم: اللهم ارحم فلانا فالرسول لم يرد ان يلعنهم او ان يرحمهم ... لا اعلم المهم واحدة منهما ...

قال صلى الله عليه وسلم: "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" (مسلم) طبعا الرسول مستثنى وهنا المقصود الذي يكثر اللعن وليس الذي يلعن مرة او اثنتين او ثلاثة ..

عن انس قال: "لم يكن رسول الله فاحشا ولا لعانا ولا سبابا" (البخاري) طبعا هذا على عمومه وقد يداخله استثناء, والرواية هنا لا تذكر فيما اذا كان لعّانا في حق المسلمين او المشركين ...

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب
طبعا اذا صدر عن الرسول دعاء فهم منه المؤمنون او المؤمنات الاذى فيجب ان يحملوه على انه دعاء لهم لا عليهم, اما اذا صدر من المؤمنين او المؤمنات اذى تجاه بعضهم فالويل لهم ...

وقال تعالى: {واذا ما غضبوا هم يغفرون} الشورى 38 طبعا الرسول ليس قدوة لنا في هذا الامر لان الرسول الكريم أعانه الله تعالى لم يكن يملك نفسه عند الغضب ...

هذا ما تعتقده خطأ في فهمي ... بارك الله فيك

ورغم كل ذلك فالرسول هو على خلق عظيم .... لا اعلم كيف افهمها !!!!! اقسم بالله انها صعبة

مجدي
06-14-2006, 04:29 PM
الرسول ليس لعان وهذا امر سبق ان اشرت اليه بل كان على أحسن خلق .
ليس هذا بحثنا فليس اللعان الذي يلعن وانما من يكون اللعن صفة ملازمة له . فالله ارحم الرحمين لعن الكافرين في كتابه وتعبدنا بلعنتهم .
المشكلة كما أخبرتك سابقا في فهمك للأحاديث وليس في الأحاديث . اذ ان المعاني تبحث عند التعارض الظاهري في باب الجمع والترجيح . وهذا امر معروف قديما وحديثا . ثم انك هداك الله لم ترشدني الى القاعدة التي جعلتك تنقض الاحاديث التي بلغت التواتر في الباب . وهذا الكلام نقلته لك عن الالباني . .
ارجوا ان تبين لي كيف ترجح او ما هي آلية قبولك للأخبار من ردها .

احمد محمد حامد
06-14-2006, 07:28 PM
القفز ثم القفز ثم القفز ....

اقتباس:
--------
فالله ارحم الرحمين لعن الكافرين في كتابه وتعبدنا بلعنتهم .
--------
اتكلم عن لعن الرسول للمسلمين ثم تتكلم عن لعن الكافرين, وكأني اقف محامي الكافرين في كل ما اوردت

اقتباس:
------------
الرسول ليس لعان وهذا امر سبق ان اشرت اليه بل كان على أحسن خلق .
----------

اوردت لك الكثير من الاحاديث فيها النهي عن اللعن واحاديث يلعن فيها الرسول مسلمين, وطالبتك بالجمع والترجيح, فما كان الجواب منك الا العموم, وسألتك الا يخالف الرسول قوله بأن أتى ما نهى عنه , فلم اسمع جوابا الا الان ...

اما عن الالية التي ارجح فيها فقد اوردتها واعيد مختصرا: التعارض بين نصوص الحديث ومحاور القرآن الاساسية ... التعارض الذي لا يصلحه جمع ولا طرح ولا ترجيح .. التعارض الذي يقول ان هناك لون ابيض ويقول الاخر عن نفس اللون انه اسود .. التعارض الذي يقول قال الرسول : سباب المسلم فسوق, ثم يبادر هو بالسب ....

وتفضل ايها الاخ الكريم هذه القصة التي جاءت في صحيح مسلم وانفرد بها مسلم عن الكتب التسعة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمرُ رضي الله عنهما في نفر ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا ، فأبطأ علينا ، وخشينا أن يقُتَطَعَ دوننا ، وفزعنا ، فقمنا ، فكنتُ أول من فزع . فخرجتُ أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسل ، حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرتُ به هل أجد له باباً فلم أجد ، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة ( والربيع : الجدول ) فاحتفزتُ فدخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( أبو هريرة ؟ )) فقلتُ : نعم يا رسول الله ، قال : (( ما شأنك )) ؟ قلت : كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تُقتطع دوننا ، ففزعنا فكنتُ أول من فزع ، فأتيتُ هذا الحائط فاحتفزتُ كما يحتفز الثعلبُ وهؤلاء الناس ورائي . فقال : (( ياأباهريرة ! )) وأعطاني نعليه وقال : (( اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهدُ ألا إله إلا الله، مُستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة . فكان أول من لقيتُ عمر فقال : ما هاتان النعلان ياأباهريرة ؟ فقلت : هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما، من لقيت يشهدُ أن لاإله إلا الله مسيقناً بها قلبه، بشرته بالجنة ، قال : فضرب عمرُ بيده بين ثديي فخررت لأستي، فقال : ارجع يا أبا هريرة ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشتُ بكاءً ، وركبني عمرُ فإذا هو على أثري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مالكَ ياأباهريرة ؟ )) فقلت لقيتُ عمرَ ، فأخبرته بالذي بعثتني به ، فضرب بين ثديي ضربةً خررت لإستي ، فقال : ارجع ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عمر ما حملك على ما صنعت ؟ )) قال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لاإله إلا الله مسُتيقناً بها قلبُه بشره بالجنة ؟ قال : (( نعم )) ، قال : فلا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناسُ عليها ، فخلهم يعملون ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (( فخلهم )) .

لماذا يعطي الرسول الكريم نعليه لأبي هريرة؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

أتريد ان تثبت هذه ايضا للرسول الكريم؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!

مجدي
06-14-2006, 08:58 PM
يا أخي لا أحب سفط الكلام هكذا . هل تبين لنا منهجك في قبول او رفض الأحاديث ؟
يعني بالعربي هات من الآخر !!!!
الحديث رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في الاعتقاد ولم يتفرد به مسلم .
اعيد وأكرر المنهج الذي تتبعه بينه لنا ؟ الا أذا كنت تخفي ملا تستحيي منه .

احمد محمد حامد
06-14-2006, 09:22 PM
يا أخي لا أحب سفط الكلام هكذا . هل تبين لنا منهجك في قبول او رفض الأحاديث ؟
يعني بالعربي هات من الآخر !!!!
الحديث رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في الاعتقاد ولم يتفرد به مسلم .
اعيد وأكرر المنهج الذي تتبعه بينه لنا ؟ الا أذا كنت تخفي ملا تستحيي منه .

قد بيّنت لك الالية في المداخلة السابقة, وسأعيدها عليك كما اوردتها - حيث يبدو انك لم تقرأها -:
اما عن الالية التي ارجح فيها فقد اوردتها واعيد مختصرا: التعارض بين نصوص الحديث ومحاور القرآن الاساسية ... التعارض الذي لا يصلحه جمع ولا طرح ولا ترجيح .. التعارض الذي يقول ان هناك لون ابيض ويقول الاخر عن نفس اللون انه اسود .. التعارض الذي يقول قال الرسول : سباب المسلم فسوق, ثم يبادر هو بالسب ....


ثم لا ادري لم تقرا انصاف كلامي ... فقد قلت لك: انفرد به مسلم عن الكتب التسعة ولم اقل انفرد به مسلم (والكتب التسعة: البخاري - مسلم - الترمذي - النسائي - داود - ابن ماجه - احمد - مالك - الدارمي)

فخر الدين المناظر
06-15-2006, 12:39 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيد ولد آدم محمد بن عبد الله النبي الأمي الخريج من المدرسة العليا الالهية

أما بعد

لقد قرأت مقالتك الطويلة العريضة ولكني صدمت لما رجعت للمراجع المذكورة ،،، بحيث اكتشفت اقتطاعا للنصوص من المراجع وخاصة تفاسير الأحاديث ،، وهذا ما يجعلنا نطرح السؤال التالي: هل أنت الذي كتبت المقال يا أخ أحمد؟؟
أم انه منقول؟؟
المهم في مقالك أتيت بعشرة أحاديث في الاجمال ، تسعة من صحيح مسلم ، وحديث واحد من صحيح البخاري
وبما أنك في تحليلك بدأت بتحليل الحديث الأول في صحيح مسلم فسوف يكون الرد متسلسلا حسب ماجاء في مقالك ومركزا على كتب التفاسير لأني وجدت فيها أجوبة لكل تساؤلاتك وسف اختصر قدر الامكان لأنه في نظري شرح حديث واحد يكفينا خاصة وان الأخ مجدي قد أجاب على النقط
بالنسبة للحديث الأول من صحيح مسلم
‏حدثنا ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جرير ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الضحى ‏ ‏عن ‏ ‏مسروق ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏دخل على رسول الله ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏‏ رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال ‏ ‏أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت ‏ ‏اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إنما أنا بشر , فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا ) ‏
‏وفي رواية : ( أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة ) وفي رواية : ( فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته اجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة ) وفي رواية : ( إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر , وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه , فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة ) وفي رواية : ( إني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر , وأغضب كما يغضب البشر , فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة ) هذه الأحاديث مبينة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته , والاعتناء بمصالحهم , والاحتياط لهم , والرغبة في كل ما ينفعهم . وهذه الرواية المذكورة آخرا تبين المراد بباقي الروايات المطلقة , وأنه إنما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه , وكان مسلما , وإلا فقد دعا صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين , ولم يكن ذلك لهم رحمة . فإن قيل : كيف يدعو على من ليس هو بأهل الدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك ؟ فالجواب ما أجاب به العلماء , ومختصره وجهان : أحدهما أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى , وفي باطن الأمر , ولكنه في الظاهر مستوجب له , فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية , ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك , وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر , والله يتولى السرائر . والثاني أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود , بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية , كقوله : تربت يمينك , عقرى حلقى وفي هذا الحديث ( لا كبرت سنك ) وفي حديث معاوية ( لا أشبع الله بطنك ) ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء , فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة , فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة , وقربة وطهورا وأجرا , وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان , ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه , وقد سبق في هذا الحديث أنهم قالوا : ادع على دوس , فقال : " اللهم اهد دوسا " وقال : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " والله أعلم .

ولقد أجبت على نفسك حينما اوردت ما قاله المارزي حينما قفزت من صحيح مسلم الى صحيح البخاري
ولكن لنرى ماذا جاء في البخاري وماجاء في قول المارزي كاملا

‏حدثنا ‏ ‏أحمد بن صالح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏أنه ‏
‏سمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ يقول ‏‏ اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة ‏

‏قوله ( اللهم فأيما مؤمن ) ‏
‏الفاء جواب الشرط المحذوف لدلالة السياق عليه , قال المازري : إن قيل كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل ؟ قيل : المراد بقوله " ليس لها بأهل " عندك في باطن أمره لا على ما يظهر مما يقتضيه حاله وجنايته حين دعائي عليه , فكأنه يقول : من كان باطن أمره عندك أنه ممن ترضى عنه فاجعل دعوتي عليه التي اقتضاها ما ظهر لي من مقتضى حاله حينئذ طهورا وزكاة , قال : وهذا معنى صحيح لا إحالة فيه ; لأنه صلى الله عليه وسلم كان متعبدا بالظواهر , وحساب الناس في البواطن على الله انتهى . وهذا مبني على قول من قال : إنه كان يجتهد في الأحكام ويحكم بما أدى إليه اجتهاده , وأما من قال : كان لا يحكم إلا بالوحي فلا يأتي منه هذا الجواب . ثم قال المازري : فإن قيل فما معنى قوله وأغضب كما يغضب البشر ؟ فإن هذا يشير إلى أن تلك الدعوة وقعت بحكم سورة الغضب , لا أنها على مقتضى الشرع , فيعود السؤال , فالجواب أنه يحتمل أنه أراد أن دعوته عليه أو سبه أو جلده كان مما خير بين فعله له عقوبة للجاني أو تركه والزجر له بما سوى ذلك , فيكون الغضب لله تعالى بعثه على لعنه أو جلده , ولا يكون ذلك خارجا عن شرعه . قال : ويحتمل أن يكون ذلك خرج مخرج الإشفاق وتعليم أمته الخوف من تعدي حدود الله , فكأنه أظهر الإشفاق من أن يكون الغضب يحمله على زيادة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما وقعت , أو إشفاقا من أن يكون الغضب يحمله على زيادة يسيرة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما زادت , ويكون من الصغائر على قول من يجوزها , أو يكون الزجر يحصل بدونها . ويحتمل أن يكون اللعن والسب يقع منه من غير قصد إليه فلا يكون في ذلك كاللعنة الواقعة رغبة إلى الله وطلبا للاستجابة . وأشار عياض إلى ترجيح هذا الاحتمال الأخير فقال : يحتمل أن يكون ما ذكره من سب ودعاء غير مقصود ولا منوي , ولكن جرى على عادة العرب في دعم كلامها وصلة خطابها عند الحرج والتأكيد للعتب لا على نية وقوع ذلك , كقولهم عقرى حلقى وتربت يمينك , فأشفق من موافقة أمثالها القدر , فعاهد ربه ورغب إليه أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة انتهى . وهذا الاحتمال حسن إلا أنه يرد عليه قوله " جلدته " فإن هذا الجواب لا يتمشى فيه , إذ لا يقع الجلد عن غير قصد , وقد ساق الجميع مساقا واحدا إلا إن حمل على الجلدة الواحدة فيتجه . ثم أبدى القاضي احتمالا آخر فقال : كان لا يقول ولا يفعل صلى الله عليه وسلم في حال غضبه إلا الحق , لكن غضبه لله قد يحمله على تعجيل معاقبة مخالفه وترك الإغضاء والصفح , ويؤيده حديث عائشة " ما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمات الله " وهو في الصحيح . قلت : فعلى هذا فمعنى قوله " ليس لها بأهل " أي من جهة تعين التعجيل . ‏
‏وفي الحديث كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته وجميل خلقه وكرم ذاته حيث قصد مقابلة ما وقع منه بالجبر والتكريم , وهذا كله في حق معين وفي زمن واضح , وأما ما وقع منه بطريق التعميم لغير معين حتى يتناول من لم يدرك زمنه صلى الله عليه وسلم فما أظنه يشمله , والله أعلم . ‏

وصراحة لا أجد كلاما آخر فعلمائنا رحمهم الله أجابوا عن تساؤلات مازال يكررها البعض في القرن الواحد والعشرين
تانيا من قال ان هذا لايدخل في باب التوبيخ؟؟؟ وكما نعلم أن التوبيخ قد يأتي فيه شتم ولكن مادرجة هذا الشتم
هل هو الشتم البديء؟؟؟ كلا وحاشاه عليه السلام ،، واترك لك الاجابة لتجدها بنفسك

اما ماجاء في الأحاديث الباقية في صحيح مسلم فالامام النووي جمع لنا شرحها كلها


‏حدثنا ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جرير ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الضحى ‏ ‏عن ‏ ‏مسروق ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏دخل على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال ‏ ‏أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت ‏ ‏اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا ‏
‏حدثناه ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثناه ‏ ‏علي بن حجر السعدي ‏ ‏وإسحق بن إبراهيم ‏ ‏وعلي بن خشرم ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏عيسى بن يونس ‏ ‏كلاهما ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏نحو حديث ‏ ‏جرير ‏ ‏و قال ‏ ‏في حديث ‏ ‏عيسى ‏ ‏فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إنما أنا بشر , فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا ) ‏
‏وفي رواية : ( أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة ) وفي رواية : ( فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته اجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة ) وفي رواية : ( إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر , وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه , فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة ) وفي رواية : ( إني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر , وأغضب كما يغضب البشر , فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة ) هذه الأحاديث مبينة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته , والاعتناء بمصالحهم , والاحتياط لهم , والرغبة في كل ما ينفعهم . وهذه الرواية المذكورة آخرا تبين المراد بباقي الروايات المطلقة , وأنه إنما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه , وكان مسلما , وإلا فقد دعا صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين , ولم يكن ذلك لهم رحمة .
فإن قيل : كيف يدعو على من ليس هو بأهل الدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك ؟ فالجواب ما أجاب به العلماء , ومختصره وجهان : أحدهما أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى , وفي باطن الأمر , ولكنه في الظاهر مستوجب له , فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية , ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك , وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر , والله يتولى السرائر . والثاني أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود , بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية , كقوله : تربت يمينك , عقرى حلقى وفي هذا الحديث ( لا كبرت سنك ) وفي حديث معاوية ( لا أشبع الله بطنك ) ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء , فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة , فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة , وقربة وطهورا وأجرا , وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان , ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه , وقد سبق في هذا الحديث أنهم قالوا : ادع على دوس , فقال : " اللهم اهد دوسا " وقال : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " والله أعلم . ‏

هل قرأتها ؟؟؟؟ لونتها باللون الأحمر ،،، اذن خلاصة مقالتك الطويلة العريضة التي تهدف التشكيك بالمصنفات الصحيحة وبالتالي التدرج ببطء الى انكارها او بصيغة أخرى ترك الاحاديث النبوية الشريفة قد وجدنا الاجابة عليها عند الامام النووي رحمه الله
فقد ختمها لنا الامام ....
وهكذا رأينا المقصود بكل هاته الاحاديث التي أتى بها الأخ محمد ،، واني أريد ان اوصي جميع الذين يكتبون في المنتدى خاصة أولئك الذي يطرحون مقالات تمس مواضيع حساسة ، أن يكلفوا أنفسهم بمراجعة التفاسير سواء كان ذلك بالنسبة للقرآن أو بالنسبة للسنة النبوية الشريفة .
وقد تم التركيز في هذا المقال على فتح الباري بشرح صحيح البخاري ،، وعلى شرح النووي لصحيح مسلم
وأرجوا من الله السميع العليم أن تفهم الرد ،، ولقد تركت ماجاء في التحليل لان التحليل الذي جاء في مقالك مبني على الاحاديث وطبعا عوض مناقشة الفروع أردت مناقشة الاصول وبالتالي لما رأينا تفسير الأصول فقد سقط التحليل.

مع التحيات

مجدي
06-15-2006, 10:30 AM
قد بيّنت لك الالية في المداخلة السابقة, وسأعيدها عليك كما اوردتها - حيث يبدو انك لم تقرأها -:
اما عن الالية التي ارجح فيها فقد اوردتها واعيد مختصرا: التعارض بين نصوص الحديث ومحاور القرآن الاساسية ... التعارض الذي لا يصلحه جمع ولا طرح ولا ترجيح .. التعارض الذي يقول ان هناك لون ابيض ويقول الاخر عن نفس اللون انه اسود .. التعارض الذي يقول قال الرسول : سباب المسلم فسوق, ثم يبادر هو بالسب ....


ثم لا ادري لم تقرا انصاف كلامي ... فقد قلت لك: انفرد به مسلم عن الكتب التسعة ولم اقل انفرد به مسلم (والكتب التسعة: البخاري - مسلم - الترمذي - النسائي - داود - ابن ماجه - احمد - مالك - الدارمي)
أخي أقرء جيدا ما كتبت لي . ولكن يا أخي هذا لا يسمى منهج ولا له علاقة بالبحث العلمي . لقد اشرت اليك الى باب التعارض والترجيح وهو باب واسع في الفقه والحديث .
لان التعارض يكون دائما ظاهريا اذا كانت النصوص ظنية ولا يجوز تعارض النصوص القطعية .
اصل المسألة ان القران قطعي الثبوت ولكن ليس كله قطعي الدلالة . فما كان قطعي الدلالة كان نصا موجب الاتباع ومن يخالفه يفارق الملة مباشرة .
اما الأحاديث فهي بالغالب ظنية الثبوت . الا انواع محددة منها فانه قطعي الثبوت كالمتواتر والصحيح الذي تلقته الأمة بالقبول وغيره يمكنك مراجعة كتب المصطلح وقد تكلم عنها الخطيب في الكفاية .
ومن حيث الدلالة فهي كالقران . منها ظني الدلالة ومنها قطعي الدلالة .
التعارض لا يجوز ان يكون بين قطعي الثبوت والدلالة سواء بين القران والقران او بين القران والحديث او بين الحديث والحديث . هنا لا مجال لقبول التعارض اذ ان ذلك لا يجوز ان يتم الا بالنسخ او التخصيص او التقيد او نحوها .
اما ان كان الخبار ظنية سواء بالثبوت او الدلالة او في كلتيهما فانه بالاضافة الى ما يحمل عليه القطعي نرجع الى أصل المسألة . اذ ان السبب في الظنية هو ما يجعلنا نبحث في التعارض والترجيح اذا لم يحصل الجمع بين الأخبار .
فسبب كون النص قطعي الثبوت ظني الدلالة هو اختلاف فهم الحديث او الاية وهذا ما يجعلنا نبحث في الجمع اذ ان سبب التعارض ظاهر كما هو عندنا هنا . فانت ترى ان النبي اذا لعن يقدح الامر في أخلاقه . بعكس كلامنا اذ ما اتفقنا عليه قديما وحديثا ان مجرد اللعن لا يقدح بالأخلاق ولكن كون الانسان لعان هذا لا يقبل ان يكون من الأخلاق الحسنة .
اما ان كانت الظنية لها علاقة بالثبوت فان ادوات علم الحديث هي المسؤولة في البحث عن هذا الظني هل هو صحيح ام لا . فان اجتاز القواعد كلها وسلم من العلل والشذوذ قبل وقيل عنه صحيح . والا فمرتبته لا تصل الى الصحة .
مسألة ظنية الدلالة لا تتعلق بالنسبة للصحيح تأتي على الاعتبارات المنطقية فقط لا على الاعتبارات الثبوت .
فالاعتبارات المنطقية تأخذ بعين الاعتبار الكثير من الامور كالخطأ والنسيان والرواية بالمعنى .


التعارض الذي لا يصلحه جمع ولا طرح ولا ترجيح اذا كان لا يصح فكيف جمع ذلك النووي وابن حجر في نقله وما اوردته لك عن الالباني ؟ اما اذا كان ذلك حسب هواك فالأمر يختلف .
فان الذي تنظر اليه انت انه لا تعارض فيه ينظر اليه غيرك بانه متعارض تعارض الابيض والاسود . فاذا اردنا الفهم بطريقتك يتعارض القران بل وكل كلام الناس مع بعضه البعض .
كيف تجمع بين قوله تعالى : "قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى " وقوله تعالى :"قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) " بالطبع بدون فهم الايات الفهم الصحيح وانزال كل كلمة مكانها الصحيح يكون تعارض ولكنه ظاهري بسبب قصور الفهم . لان النسيان بالاولى معناه فقدان علم ما يعلم . وفي الثانية . فان معناها الترك . لان هذا المعنى هو من معاني النسيان . وقد جاء عن الكافر انه اتته ايات ربه فنسيها :اي ترك العمل بها . لانه اصلا لو كان مجرد نسيان فلا يؤاخذ عليه .
لقد قفزت فوق كل العلوم لتقول هذا يعارض هذا . الحديث والقران انما نقل الينا من الذين من قبلنا ونحن نعرف كيف نقلوا ذلك . .

اما قولك ثم لا ادري لم تقرا انصاف كلامي ... فقد قلت لك: انفرد به مسلم عن الكتب التسعة ولم اقل انفرد به مسلم (والكتب التسعة: البخاري - مسلم - الترمذي - النسائي - داود - ابن ماجه - احمد - مالك - الدارمي) السبب في ايراد من ذكر الحديث لانك تريد ان توهم ان مسلم تفرد به بين من جمع الحديث فاحببت ان اقصر عليك الطريق .

فانت تعرف مصطلح لأهل الحديث "الكتب التسعة" ولم يرد الحديث فيها ماذا تريد ان تقول ؟ تجد الاجابة فيما أعطيتك . .

فرد الحديث بمجرد انه لم يوافق فكرة عندك هو عين التعسف في الحكم على الأخبار .

احمد محمد حامد
06-15-2006, 12:54 PM
الاخ العزيز الدكتور امين ...

بارك الله فيك, والحقيقة انك اجليت الكثير وبقي نقاط بسيطة ارجو ان يكون جلاؤها على يديك:

لماذا دعا الرسول على اليتيمة رغم انه لا يوجد في النص اشارة الى ما اغضبه منها؟ اضف الى ذلك, وحتى ولو صدر ما اغضبه منها, لكنها يتيمة في جميع الاحوال؟ فلقد فهمت ان الرسول قد يدعو على احدهم حين يغضب, ومن ثمّ فان كان من دعى عليه لا يستحق الدعاء تحوّل الى رحمة وزكاة وقربى ... لكن ما لا افهمه هو: لم دعا عليها اصلا وليس هناك اشارة الى ما اغضبه منها؟ (وارجو ان تعود الى البحث حتى لا تضطرّني عند اجابتك الى النسخ واللصق, فلقد اعياني النسخ واللصق لاشياء قد قلتها مرارا وتكرارا) وبارك الله فيك

احمد محمد حامد
06-15-2006, 01:03 PM
[quote=
السبب في ايراد من ذكر الحديث لانك تريد ان توهم ان مسلم تفرد به بين من جمع الحديث فاحببت ان اقصر عليك الطريق .

.[/quote]

بارك الله فيك على حسن ظنّك والذي منشؤه كما ارى عدم تدقيقك فيما كتبت ... هل تريد ان تنقل الحوار الى النوايا؟ ام ان ذلك كان لمجرّد التهرب من الاجابة على السؤال الذي طرحته عليك: لماذا اعطى الرسول الكريم نعليه لابي هريرة؟

الفرصة الأخيرة
06-15-2006, 04:00 PM
هذا الموضوع تم نقله وهو للزميل: أحمد محمد حامد :




أرجو من الاخوة الا يتسرعوا في الرد وان يتناولوا الموضوع كاملا , ثم يبدوا ملاحظاتهم ... وجزاكم الله كل خير ...
.............
............

كل الذي مرّ يقود بنا الى وضع علامات استفهام قوية عن صحة الاحاديث السابقة الذكر, حيث ان من شأن اثباتها ان تجعل اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم موضع تساؤل وتعجّب !!!!
المكتوب أمامي الآن هو النتيجة الطبيعية والابن الشرعي لعدم الدراسة المنهجية للنصوص الشرعية الإسلامية .. بل وعدم الدراية بأصول البحث ومناهجه لدى المسلمين .. ولا طرق استنباط وتحليل النصوص.
ولهذا كله فلست مُسْتَغْرِبًا .. ولكني بحق حزينٌ جدًا على تفريط الناس في أصول البحث ومناهج التحليل مما يضيع عليهم الوقت ويزري بأفكارهم واستنتاجاتهم.
ليكن فهم أحرار على كل حال .. ولكني سأجتهد في التعليق على هذه المحاور في الأيام القادمة وأسأل الله عز وجل أن يستفيد القائل والقارئ وكل من اطلع على هذا الموضوع.


وأبدأ بالجزء المقتبس هنا فأقول:
لقد فرط القائل هنا تفريطًا عظيمًا في قواعد تصحيح الروايات وقبولها .. كما وفرط في أمور أخرى كثيرة جدًا.
صوَّرَ القائل هنا لغرضٍ ما لا نعلمه .. ولا نرجم بالغيب .. لكنه صوَّر لنفسه ولغيره أن فهمه المقلوب للنصوص -والذي يخالف القرآن والسنة في نظره - يستلزم عدم صحة الروايات.

وهذا الفصل التعسفي بين الروايات وبين القرآن والسنة هو الذي أوقعه في هذا الخلط .. بل وهو الذي أدى به لهذه النتيجة الغير صحيحة نهائيًا.

لابد أن نعلم أن القرآن والسنة أصلٌ أصيلٌ في قبول الروايات لدى أهل الحديث .. فمعنى أن يضع البخاري ومسلمٌ وغيرهما من أهل الحديث الرواية في كتبهم مصحَّحَةً منهم لا مجرد روايتهم لها فقط .. بل إذا وضعوها في كتبهم وصححوها فمعنى ذلك بمنتهى الوضوح أن تكون الرواية المصححة قد مرَّتْ بمراحل عديدة لا حصر لها .. من البحث والتحليل والتدقيق في معناها.
ويقف على رأس هذه المراحل التحليلية عرض الرواية على القرآن والسنة الصحيحة الثابتة وما أجمعت عليه الأمة وغير ذلك من قواعد قبول الروايات الخاصة بالمتن .. والتي يُعَبِّر عنها أهل الحديث أحيانا بـ : (قواعد نقد المتن).
وهذه لابد منها في قبول الروايات .. بجوار صحة الأسانيد بلا شك.

وقد نبه أهل الحديث على هذا حين تكلموا على طرق قبول الحديث رواية ودراية .. إسنادًا ومعنًى .. وليس إسنادًا فقط.

وسأشرح هذه النقطة المهمة حتى يظهر للقارئ أن خطأ الفصل التعسفي بين الرواية وقبولها وبين القرآن والسنة والذي حاول القائل هنا أن يقرره بكلام طويل مقلوب لا طائل من ورائه.

ذكر الإمام المحدث ابن عدي رحمه الله حديثًا في كتابه ((الكامل في ضعفاء الرجال وعلل الحديث)) أثناء ترجمة (أبي زيد مولى عمرو بن حريث) ثم قال في كلامٍ له عليه: (ولا يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو خلاف القرآن).
وأكتفي الآن بهذا المثال الواضح الصريح الدال على ما ذكرته من مرور الرواية المصححة لدى أهل الحديث بمراحل منها عرضها على القرآن الكريم.

وهنا أقول:
إن عرض الرواية على القرآن الكريم وعلى السنة المطهرة وعمومات الشريعة يشترط أمورًا عديدة على رأسها أهلية العارض لهذه الرواية.
فلا يصح لكل من هب ودب أن يتكلم في الروايات .. فالمسألة لها أصول وضوابط صارمة وجازمة .. ومن لم يتقنها أو يتعلمها فسيخبط خبط عشواء كما حصل في الموضوع المكتوب أعلاه.

لابد عند عرض الروايات على القرآن أن يكون العارض عالمًا بالقرآن الكريم وأساليبه ووجوه قراءاته وإعجازه وما تحتمله لغته .. عالمًا بلغة العرب ووجوهها .. وتشعب معانيها ودلالتها وشموليتها وسعتها لتدل على عدة معاني باللفظ الواحد.. عارفًا بعمومات الشريعة ومقاصدها .. عارفًا بضوابط قبول الروايات ونقدها.

وبعبارة مختصرة وواضحة فإن العارض للروايات على القرآن الكريم لابد وأن يكون خبيرًا بالقرآن وبعلوم القرآن وعلوم الحديث وعلوم أصول الفقه والفقه وعلوم اللغة العربية والنحو .. وغير ذلك من علوم الشريعة الإسلامية.
وهذا كله قد ذكره العلماء في كلامهم على العالم وما يلزمه لأن يصح له أن يتكلم في العلم.

فإذا كانت الروايات تعرض على القرآن والسنة قبل تصحيحها عند البخاري ومسلم وغيرهما من أهل الحديث فلا يصح لا عقلا ولا علميًا أن يأتي أحدهم الآن ويقول: روى البخاري أو مسلم شيئًا مخالفًا للقرآن.
لأن البخاري ومسلمًا وغيرهما من أهل الحديث لم يصححوا الرواية حتى عرضوها على القرآن وعلموا موافقتها له ولكن المشكلة تكمن في جهل المتعقب عليهم بأصول التوفيق بين الروايات وبين غيرها من النصوص والعلوم الشرعية الإسلامية.
فالمشكلة إذن في جهله هو وليست في البخاري ومسلم وغيرهما من أهل الحديث.

وأكتفي بهذه المقدمة القصيرة والضرورية في نفس الوقت والتي يظهر منها عدم صحة الجزء المقتبس أعلاه والذي هو أصل الموضوع أعلاه وغايته.

ولي عودة.

وتمنياتي للجميع بنهاية سعيدة :emrose: :emrose:

فخر الدين المناظر
06-15-2006, 05:22 PM
الاخ العزيز الدكتور امين ...

بارك الله فيك, والحقيقة انك اجليت الكثير وبقي نقاط بسيطة ارجو ان يكون جلاؤها على يديك:

لماذا دعا الرسول على اليتيمة رغم انه لا يوجد في النص اشارة الى ما اغضبه منها؟ اضف الى ذلك, وحتى ولو صدر ما اغضبه منها, لكنها يتيمة في جميع الاحوال؟ فلقد فهمت ان الرسول قد يدعو على احدهم حين يغضب, ومن ثمّ فان كان من دعى عليه لا يستحق الدعاء تحوّل الى رحمة وزكاة وقربى ... لكن ما لا افهمه هو: لم دعا عليها اصلا وليس هناك اشارة الى ما اغضبه منها؟ (وارجو ان تعود الى البحث حتى لا تضطرّني عند اجابتك الى النسخ واللصق, فلقد اعياني النسخ واللصق لاشياء قد قلتها مرارا وتكرارا) وبارك الله فيك

الأخ الكريم أحمد

لقد لونت بالأحمر في الرد السابق قول الامام النووي رحمه الله ،، واذا كان استفسارك حول هذا الحديث

‏حدثني ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏وأبو معن الرقاشي ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لزهير ‏‏ قالا حدثنا ‏ ‏عمر بن يونس ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عكرمة بن عمار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسحق بن أبي طلحة ‏ ‏حدثني ‏ ‏أنس بن مالك ‏‏ قال ‏
‏كانت عند ‏ ‏أم سليم ‏‏ يتيمة وهي ‏ ‏أم أنس ‏ ‏فرأى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ اليتيمة فقال ‏ ‏آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى ‏ ‏أم سليم ‏ ‏تبكي فقالت ‏ ‏أم سليم ‏ ‏ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت ‏ ‏أم سليم ‏ ‏مستعجلة تلوث ‏ ‏خمارها ‏ ‏حتى لقيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ فقال لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما لك يا ‏ ‏أم سليم ‏‏ فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا ‏ ‏أم سليم ‏‏ قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر ‏ ‏قرنها ‏‏ قال فضحك رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم قال يا ‏ ‏أم سليم ‏ ‏أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت ‏ ‏إنما أنا بشر ‏ ‏أرضى كما ‏ ‏يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة

فهنا ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود , بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية , كقوله : تربت يمينك , عقرى حلقى وفي هذا الحديث ( لا كبرت سنك ) وفي حديث معاوية ( لا أشبع الله بطنك ) ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء , فخاف (ص) أن يصادف شيء من ذلك إجابة , فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة , وقربة وطهورا وأجرا , و كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان , ولم يكن (ص) فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه , وقد سبق في حديث آخر أنهم قالوا : ادع على دوس , فقال : " اللهم اهد دوسا " وقال : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " والله أعلم .

فقوله (ص) لاكبرت سنك فهو مما جرت عليه عادة العرب في وصل كلامها بلانية ، اي بلانية للدعاء عليها ،، ولكن أشرف خلق الله (ص) خاف أن يدعوا على المسلمين بدون قصد فشارط ربه على أن كل مؤمن دعا عليه (ص) بدون قصد أن يجعلها رب العزة لذلك المؤمن كفارة ورحمة .

مع التحيات

مجدي
06-15-2006, 05:30 PM
زيادة لتأكيد ما ذكره أخي الفرصة الأخيرة اذكر هنا ببعض المباحث من كتاب الكفاية للخطيب البغدادي :

-ذكر ما يقبل فيه خبر الواحد وما لا يقبل فيه
خبر الواحد لا يقبل في شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلفين العلم بها والقطع عليها والعلة في ذلك انه إذا لم يعلم ان الخبر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أبعد من العلم بمضمونه فأما ما عدا ذلك من الاحكام التي لم يوجب علينا العلم بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قررها وأخبر عن الله عز وجل بها فان خبر الواحد فيها مقبول والعمل به واجب ويكون ما ورد فيه شرعا لسائر المكلفين ان يعمل به وذلك نحو ما ورد في الحدود والكفارات وهلال رمضان وشوال وأحكام الطلاق والعتاق والحج والزكاة والمواريث والبياعات والطهارة والصلاة وتحريم المحظورات ولا يقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل وحكم القرآن الثابت المحكم والسنة المعلومة والفعل الجاري مجرى السنة كل دليل مقطوع به وإنما يقبل به فيما لا يقطع به مما يجوز ورود التعبد به كالاحكام التي تقدم ذكرنا لها وما أشبهها مما لم نذكره


-القول في تعارض الاخبار وما يصح التعارض فيه وما لا يصح حدثت عن أبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الحافظ قال سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول لا أعرف انه روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثان بإسنادين صحيحين متضادان فمن كان عنده فليأت به حتى اؤلف بينهما حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرئ على القاضي أبي بكر محمد بن الطيب قال الأخبار على ضربين ضرب منها يعلم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تكلم به إما بضرورة أو دليل ومنها مالا يعلم كونه متكلما به وكل خبرين علم ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم تكلم بهما فلا يصح دخول التعارض فيهما على وجه وإن كان ظاهرهما متعارضين لأن معنى التعارض بين الخبرين والقرآن من أمر ونهي وغير ذلك ان يكون موجب أحدهما منافيا لموجب الآخر وذلك يبطل التكليف ان كانا أمرا ونهيا وإباحة وحظرا أو يوجب كون أحدهما صدقا والآخر كذبا ان كانا خبرين والنبي صلى الله عليه وآله وسلم منزه عن ذلك اجمع معصوم منه باتفاق الأمة وكل مثبت للنبوة وإذا ثبت هذه الجملة وجب متى علم ان قولين ظاهرهما التعارض ونفي أحدهما لموجب الآخر أن يحمل النفي والإثبات على أنهما في زمانين أو فريقين أو على شخصين أو على صفتين مختلفتين هذا ما لا بد منه مع العلم باحالة مناقضته صلى الله عليه وآله وسلم في شيء من تقرير الشرع والبلاغ وهذا مثل ان يعلم انه قال الصلاة واجبة على أمتي وقال أيضا ليست بواجبه أو الحج واجب على زيد هذا وهو غير واجب عليه وقد نهيت عن الفعل ولم انه عنه وهو مطيع لله فيه وهو عاص به وأمثال ذلك فيجب أن يكون المراد بهذا أو نحوه انه آمر للأمة بالصلاة في وقت وغير آمر لها بها في غيره وآمر لها بها إذا كانت متطهرة ونهيها إذا كانت محدثة وآمل لزيد بالحج إذا قدر وغير آمر إذا لم يقدر فلا بد من حمل ما علم انه تكلم به من التعارض على بعض هذه الوجوه وليس يقع التعارض بين قوليه الأبان يقدر كونه آمر بالشيء وناهيا عنه لمن أمر به على وجه ما امره به وذلك احالة في وصفه


القول في ترجيح الأخبار
ما أوجب العلم من الاخبار لا يصح دخول التقوية والترجيح فيه لان المعلومين إذا تعارضا استحال تقوية أحدهما على الآخر إذ العلوم كلها تتعلق بسائر المعلومات على طريقة واحدة لا يصح التزايد والإختلاف فيها واما ما لا يوجب من الإخبار دخول التقوية والترجيح فيها إذا لم يمكن الجمع بينها في الإستعمال لتعارضها في الظاهر وإنما يصبح دخول الترجيح فيما لأنها تقتضي غلبة الظن دون العمل والقطع ومعلوم ان الظن يقوي بعضه على بعض عند كثرة الأحوال والأمور المقوية لغلبته فصح بذلك تقوية أحد الخبرين على الآخر بوجه من الوجوه فتارة بكثرة الرواة وتارة بعدالتهم وشدة ضبطهم وتارة بما يعضد أحد الخبرين من الترجيحات التي نذكرها بعد إن شاء الله وكل خبر واحد دل العقل أو نص الكتاب أو الثابت من الأخبار أو الإجماع أو الأدلة الثابتة المعلومة على صحته وجد خبر آخر يعارضه فإنه يجب اطراح ذلك المعارض والعمل بالثابت الصحيح اللازم لأن العمل بالمعلوم واجب على كل حال أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه البخاري قال ثنا عبد العزيز بن حاتم قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول إجماع الناس على شيء أوثق في نفسي من سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود فمما يوجب تقوية أحد الخبرين المتعارضين وترجيحه على الآخر سلامته في متنه من الاضطراب وحصول ذلك في الآخر لان الظن بصحة ما سلم متنه من الاضطراب يقوي ويضعف في النفس سلامة ما اختلف لفظ متنه وان كان اختلافا يؤدي الى اختلاف معنى الخبر فو آكد واظهر في اضطرابه وأجدر أن يكون راويه ضعيفا قليل الضبط لما سمعه أو كثير التساهل في تغيير لفظ الحديث وان كان اختلاف اللفظ لا يوجب اختلاف معناه فهو أقرب من الوجه الأول غير أن ما لم يختلف لفظه أولى بالتقديم عليه فان قيل يجب ان تكون رواية الزيادة في المتن اضطرابا قلنا لا يجب ذلك لأنه في معنى خبرين منفصلين على ما بيناه وإن عرف محدث بكثرة الزيادات في الأحاديث التي يرويها الجماعة الحفاظ بغير زيادة وسبق الى الظن قلة ضبطه وتساهله بالتغيير والزيادة قدم خبر غيره عليه ومما يوجب ذلك أيضا ان يكون سنده عاريا من الاضطراب وسند الآخر مضطربا واضطراب السند أن يذكر راويه رجالا فيلبس اسماءهم وانسابهم ونعوتهم تدليسا للرواية عنهم وانما يفعل ذلك غالبا في الرواية عن الضعفاء وقد يرجح أحد الخبرين بان يكون مرويا في تضاعيف قصة مشهورة متداولة معروفة عند أهل النقل لأن ما يرويه الواحد مع غيره أقرب في النفس الى الصحة مما يرويه الواحد عاريا عن قصة مشهورة وقد يرجح أيضا بضبط راويه وحفظه وقلة غلطه لأن الظن يقوى بذلك أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي قال ثنا أبو يعلى أحمد بن علي قال ثنا الحارث بن سريج قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول انما يستدل على حفظ المحدث إذا لم يختلف عليه الحفاظ ويرجح أيضا بأن يقول راويه سمعت فلانا ويقول راوي الآخر كتب الى فلان لأن المخبر عن السماع والتلقي إذا كان ضابطا أبعد عن الغلط فيما سمعه والآخر يخبر عن كتاب يجوز دخول التحريف والغلط فيه ويرجع أيضا بأن يكون أحدهما منسوبا الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومرفوعا اليه والآخر مختلفا فيه فيروي تارة مرفوعا وأخرى موقوفا لان ما كان مختلفا فيه أمكن ان لا يكون مرفوعا ولا يمكن مثل ذلك فيما اجمع انه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويرجع بان يكون أحدهما قد اختلف النقلة على راويه فمنهم من يروي عنه الحديث في اثبات حكم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم من يرويه عنه في نفى ذلك الحكم والآخر لم يختلف نقلته في انه روى أحدهما ويرجح بأن يكون راوي الخبر من هو صاحب القصة والآخر ليس كذلك وهذا نحو رواية ميمونة بنت الحارث قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن حلالان فوجب تقديم خبرها على خبر بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوجها وهو محرم لأنها اعرف بالقصة ويرجح بان يوافق مسند المحدث مرسل غيره من الثقات فيجب ترجيح ما اجتمع فيه الإتصال والإرسال على ما انفرد عن ذلك ويرجح بان يطابق أحد المتعارضين عمل الأمة بموجبه لجواز أن تكون عملت بذلك لأجله ولم تعمل بموجب الآخر لعلة فيه ويرجح بكثرة الرواة لأحد الخبرين لان الغلط عنهم والسهو ابعد وهو الى الأقل أقرب ويرجح بان يكون رواته فقهاء لان عناية الفقيه بما يتعلق من الاحكام أشد من عناية غيره بذلك أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي قال ثنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ بنيسابور قال ثنا أبو الطيب محمد بن أحمد المذكر قال ثنا إبراهيم بن محمد المروزي عن علي بن خشرم قال قال لنا وكيع أي الإسنادين احب اليكم الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقلنا الأعمش عن أبي وائل فقال يا سبحان الله الأعمش شيخ وأبو وائل شيخ وسفيان فقيه ومنصور فقيه إبراهيم فقيه وعلقمة فقيه وحديث تداوله الفقهاء خير من ان يتداوله الشيوخ أخبرني علي بن أبي علي البصري قال ثنا محمد بن خلف بن محمد الخلال قال ثنا محمد بن هارون بن حميد قال ثنا إبراهيم بن سعيد قال سمعت وكيعا يقول حديث الفقهاء احب الي من حديث المشايخ ويرجح بأن يكون أحد الخبرين خارجا على وجه البيان للحكم والآخر ليس كذلك وهذا نحو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيما إهاب دبغ فقد طهر ولم يفصل بين جلد ما يؤكل لحمه وما لا يؤكل فهو مقدم على ما روى عنه من نهيه عن جلود السباع ان تفترش لأنه لم يقصد بذلك النهي بيان نجاستها بل يجوز ان يكون نهى عن ذلك لأن في افتراشها خيلاء وتشبها بملوك الأعاجم وليس في الخبر تصريح بنجاستها فوجب تقديم خبر الدباغ أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان قال ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب قال ثنا أبو حاتم يعني الرازي قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال قال لي محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله الأصل قرآن وسنة فان لم يكن فقياس عليهما وإذا اتصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصح الاخذ منه فهو سنة والإجماع أكبر من الخبر المفرد والحديث على ظاهره فإذا احتمل المعاني فما اشبه منها ظاهره أولاها به وإذا تكافأت الأحاديث فأصحها إسنادا أولاها وليس المنقطع بشيء ما عدا منقطع بن المسيب ولا يقاس أصل على أصل ولا يقال لاصل نم وكيف وانما يقال للفرع لم فإذا صح قياسه على الأصل صح وقامت به الحجة
في آخر نسخة صف نقلا عن خاتمة الأصل الذي نقلت عنه ما لفظه هذا آخر كتاب الكفاية في علم الرواية والحمد لله رب العالمين والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين

ورحم الله أئمتنا الهداة المهتدين وادخلهم فسيح جناته .
وجزى الله د.أمين خير الجزاء

الفرصة الأخيرة
06-15-2006, 06:47 PM
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب مجدي على هذه الفوائد الجميلة :emrose:

وهنا يلزم الباحث عن الحق إذا رأى شيئًا في السنة يعارض القرآن في نظره أن يرجع لكلام الأئمة الذين اشترطوا على أنفسهم أن لا يصححوا شيئًا معارضًا للقرآن الكريم ..وسيجد التعارض هنا إنما هو في الظاهر فقط لا في حقيقة الأمر .. أو لنقل أنه اختلاف تنوع في العبارات والمعاني لا اختلاف تضاد.

ولكن حتى يصل الباحث لهذه المرحلة فلابد أن يمر هو بمراحل دراسية جازمة وصارمة عبر سنين من التعب والنصب خلف العلماء .. وسهر الليالي في المطالعة والتعلم .. في النحو واللغة والقرآن وعلومه والحديث وعلومه والفقه وأصوله .. إلى آخر علوم الشريعة.

والعجول الذي يتعجل الكلام بغير أن يمر بهذه المراحل كلها سرعان ما يفتضح ويزري برأيه وبكلامه لأنه لن يصل للحق الذي لم يتعلم طرق الوصول إليه.

ومن أراد العلا سهر الليالي!!

سؤال: القرآن يقرر أن النبي صلى الله عليه وسلم على خُلُقٍ عظيم .. والنبي صلى الله عليه وسلم فيما رأيناه في بعض الروايات أعلاه يقول: (من سببته) فهل يسب النبي صلى الله عليه وسلم أحدًا؟ وهل النبي صلى الله عليه وسلم سباب؟
هذا ملخص فكرة المقال المذكور أعلاه .. ولما لم يستطع القائل فهم هذه الأمور والتوفيق بينها رأى أن أسهل شيء يمكنه عمله هو التشكيك في صحة الروايات الواردة في ذلك عند البخاري أو مسلم.

والجواب: لغة العرب لغة عميقة جدًا ومرنة جدًا .. ويبلغ من عمقها أن تغوص في أعماق النفس الإنسانية فتعبر عما بداخلها .. ولا تقف عاجزة كغيرها من اللغات التي لا تقدر على التعبير إلا على الظاهر الواضح من الخصائص النفسية والبشرية والتخاطبات السطحية.
وإذا كان الإنسان يملك بين جنباته روحًا وعقلا وقلبا .. وربما نطق بما لا يقصده .. تماما كما تنطق الأم بالدعاء على ولدها بغير قصد منها .. وتهدده بالقتل وهو فلذة كبدها .. ولو شتمه غيرها في نفس الوقت الذي تهدده هي فيه بالقتل لفتكت بمن يشتم ابنها .. رغم أنها لا زالت تهدده بالقتل والكي بالنار وكذا وكذا .. لكنه قلب الأم الذي لا يقبل المساس بابنها قط .. وإنما يجري التهديد على لسانها أو السب والشتم لولدها .. غير مقصود في الحقيقة .. فهي إنما تقول وتفعل ما يمليه الظاهر لا ما تقصده في الحقيقة... لأنها لن تقتل ولدها ولن ترض بذلك قط.. وإنما تهدده ظاهريًا ليذاكر دروسه أو ليسمع بعض كلامها وهكذا.
وهنا كان على لغة العرب أن تغوص مع هذه الأم في داخل أعماقها لتستخرج لنا أحاسيس ومشاعر الأم في سياقها .. وتقرر لنا لغتنا العميقة أن ما تقوله الأم ليس مرادًا وليس مطلوبًا في الحقيقة .. وإنما هو على خلاف ظاهره.

ومن هنا نرى في مباحث اللغة وأصول الفقة ومباحث الحديث وعلومهم هذه المباحث والفصول:
ـ الأصل في الكلام الحقيقة لا المجاز إلا بقرينة.
ـ الأصل في الأمر الوجوب إلا بقرينة.
ـ النِّسَب التي على خلاف ظاهرها.
ومباحث أخرى كثيرة كلها تدل على أن هناك ما لم يكن مطلوبًا في الكلام .. أو ما يخالف الحقيقة الموضوع لها الكلام .. أو ما يراد منه غير ظاهره.

وهذا عينه ما حصل في قول النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات (من سببته) فإن قوله مثلا : (تربت يمينك) صورتها الظاهرة صورة سب .. غير أنه ليس مرادًا في الظاهر.
لكنه النبي صلى الله عليه وسلم الأكمل خلقًا .. والأعظم رحمة ورأفة بأمته .. لا يقبل حتى هذا الذي لا يراد ظاهره .. بل يود أن يحوله من مجرد كلام عادي إلى ثواب يحصل عليه أفرادٌ من أمته ... فما أجمله من سموٍّ في الخلق!! صلى الله عليه وسلم.
وهذا عينه ما دل عليه القرآن الكريم حين وصفه بكونه (على خُلُقٍ عظيم).

ومن هنا يظهر أنه لا تعارض بين الروايات وبين القرآن .. وهذا يؤكد عظمة أئمتنا رحمة الله عليهم.

وأكتفي بهذا الآن ولعلي أعود للموضوع ثانية لو سمح الوقت ... وتراجع مشاركات الأفاضل (مجدي .. د.أمين) المذكورة أعلاه.

احمد محمد حامد
06-15-2006, 07:25 PM
الاخوة الكرام حفظكم الله تعالى ...

اني اذ اشكر للاخوة مشاركتهم في الحوار هنا, الا انني اود ان انبّه اني لست اعمى عما يتعمّده البعض من الغمز لكنّها الاخوة في الله لاناس لم اعلم منهم الا ما تخطّه يمينهم ...

اذا اردتم الحوار فليكن, اما اذا كانت القضية ستتحول الى حوار مسلم مع ملحد, فأودّ ان اعلمكم اني لست بملحد, او الى حوار مسلم من اهل السنة مع منكر للسنة, فأودّ ان اعلمكم ايضا اني لست ممن ينكرون السنة واعتقد اني شاركت الاخوة هنا في الرد على من يدعي بان الصلوات المفروضة على المسلمين 3 وليست 5, واذا كان الاعتقاد بأن ردّ حديث او حديثين او مئة هو انكار للسنة, فذاك وفهمهم , ولكن في الحدّ الادنى يجب ان يكون المحاور عالما بأن هناك من العلماء كابن حزم من رد بعض الاحاديث في صحيح مسلم ...

اما بالنسبة لاثبات جهلي باللغة والدين والحديث والقرآن, فأنا لا ادعي اني كلّي المعرفة, وان كان احد يدّعي امتلاكها فاني اعتذر منه سلفا عن مناقشته لأني لا طاقة لي بمناقشة آلهة ...

الاخ الدكتور امين:

هل كانت ام سليم جاهلة بلغة العرب حتى لا تعلم ان ما يقوله الرسول هو مما ذهبت اليه؟ لماذا لم يقل لها الرسول ان ذلك من لغة العرب؟ اذا كان قوله من باب لغة العرب فلم يبرّر لها ذلك بالعهد وليس بلغة العرب؟

الاخ مجدي:

كلامك كله على العين والرأس ... عندي سؤال بسيط: هل من السّنة ان نحمّل نعلينا للاخرين كدليل على مصدر الرسالة المنقولة؟

فخر الدين المناظر
06-15-2006, 07:54 PM
الاخوة الكرام حفظكم الله تعالى ...



الاخ الدكتور امين:

هل كانت ام سليم جاهلة بلغة العرب حتى لا تعلم ان ما يقوله الرسول هو مما ذهبت اليه؟ لماذا لم يقل لها الرسول ان ذلك من لغة العرب؟ اذا كان قوله من باب لغة العرب فلم يبرّر لها ذلك بالعهد وليس بلغة العرب؟



لا لم تكن أم سليم جاهلة بلغة العرب وانما كانت جاهلة بالموقف ككل ،، أتت اليتيمة تبكي فقالت لها أن الرسول (ص) دعا عليها ،،، ظنت أم سليم أن اليتيمة أغضبت رسول الله (ص) فخرجت تسأل خائفة مستعجلة رسول الله (ص) لأن دعوة الأنبياء تكون مستجابة ،، ولكن هنا الرد الحكيم من نبينا عليه السلام ، عوض أن يقول لها أنا لم أقصد وانما ذلك على ما اعتدناه في لغة العرب فقد رأى المرأة خائفة على اليتيمة وهذا أمر طبيعي فطمأن قلبها في الحديث الشريف. وتعالى معي أخي حامد نعيش للحظات مع القصة

‏كانت عند ‏ ‏أم سليم ‏‏ يتيمة وهي ‏ ‏أم أنس ‏ ‏فرأى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ اليتيمة فقال ‏ ‏آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى ‏ ‏أم سليم ‏ ‏تبكي فقالت ‏ ‏أم سليم ‏ ‏ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت ‏ ‏أم سليم ‏ ‏مستعجلة تلوث ‏ ‏خمارها ‏ ‏حتى لقيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ فقال لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما لك يا ‏ ‏أم سليم ‏‏ فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا ‏ ‏أم سليم ‏‏ قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر ‏ ‏قرنها ‏‏ قال فضحك رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم قال يا ‏ ‏أم سليم ‏ ‏أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت ‏ ‏إنما أنا بشر ‏ ‏أرضى كما ‏ ‏يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة

أرأيت الحكمة ،،، عوض أن يضيع وقته ووقتها في الشرح ونظرا للموقف الذي كانت فيه أم سليم أراد أن يطمئنها ،، حتى يا أم سليم لو تقصدت الدعاء عليها لكان ذلك رحمة وقربة لها يوم القيامة ، ثم في حالة أم سليم وهي مستعجلة ومضطربة ماهو الرد الأحسن ، أن يقول لها أني لم أكن أقصد ويعطيها درسا في لغة العرب أم أن يبشرها بأنه شارط ربه بأن لها بها زكاة وقربة يوم القيامة؟؟. ثم لاحظ معي العبارة فضحك رسول الله (ص) ،، أدرك أن اليتيمة لم تفهم قصده وأن أم سليم فهمت الأمر خاطئا كما فهمته انت ايضا اخي الكريم أحمد. وأيضا رده على ام سلمة كان تعليما واخبارا لكل المسلمين .
صلى الله على محمد ،، صلى الله عليه وسلم
أظن أخي أحمد أن الحديث واضح ولا يحتاج لتفصيل أكثر،، أما يا أخي أحمد فلا أحد يزعم أنه عالم ،، بل كل بما فتح الله عليه ونحن نستفيد من بعضنا البعض ، وبارك الله فيك أخي .

وتحياتي للأخ مجدي والأخ الفرصة الاخيرة على ردودهم الجميلة التي أفادتنا.

احمد محمد حامد
06-15-2006, 09:21 PM
الاخ الدكتور امين ... قلت انت في اخر مداخلة:
-------------
لا لم تكن أم سليم جاهلة بلغة العرب وانما كانت جاهلة بالموقف ككل ،، أتت اليتيمة تبكي فقالت لها أن الرسول دعا عليها ،،، ظنت أم سليم أن اليتيمة أغضبت رسول الله فخرجت تسأل خائفة مستعجلة رسول الله لأن دعوة الأنبياء تكون مستجاب
-------------

ونص الحديث يقول:
---------
فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها
-------

فلا ادري من اين جئت بالقول ان ام سليم كانت جاهلة بالموقف ككل ..

فخر الدين المناظر
06-15-2006, 10:59 PM
الاخ الدكتور امين ... قلت انت في اخر مداخلة:
ونص الحديث يقول:
---------
فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها
-------

فلا ادري من اين جئت بالقول ان ام سليم كانت جاهلة بالموقف ككل ..

نعم أم سليم كانت تجهل الموقف الذي ذكره الحديث اضافة أنها لم تحضر الحوار الذي دار بين الرسول عليه السلام وبين اليتيمة ولم تلم بكل القضية،، فكل علمها اقتصر على حديث اليتيمة وهذه الاخيرة ظنت أن الرسول عليه السلام قد دعا عليها عن قصد . ولهذا أم سليم خرجت مستعجلة وخائفة ،، أما اذا حضرت الحوار فسوف تعلم أن الرسول (ص) لم يقصد الدعاء عليها ،، انما هذا من لغة العرب.

احمد محمد حامد
06-15-2006, 11:19 PM
نعم أم سليم كانت تجهل الموقف الذي ذكره الحديث اضافة أنها لم تحضر الحوار الذي دار بين الرسول عليه السلام وبين اليتيمة ولم تلم بكل القضية،


نص الرواية يقول: كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي

فعن اي حوار واي قضية تتكلم يا دكتور امين؟

احمد محمد حامد
06-15-2006, 11:24 PM
ثم ان هذه الرواية رواها عكرمة بن عمار, وقد عدّه البخاري من الضعفاء ... فهل عليّ من إثم اذا ارتأيت ما ارتآه البخاري (تقليدا)؟

ورواية اعطاء النعلين لابي هريرة قد رواها عكرمة ايضا, فهل من إثم اذا ارتأيت ما ارتآه البخاري من تضعيف عكرمة تقليدا؟

اقتباس:

عكرمة بن عمار : "وقال البخاري لم يكن له كتاب فاضطرب حديثه" (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5 ص113) وقال احمد بن حنبل عنه: "ضعيف الحديث" (المصدر السابق) وقال ابو حاتم: "صدوق ربما يهم" (المصدر السابق), وورد اسم عكرمة بن عمار مع اسماء المدلسين في عدة كتب منها (التبيين لأسماء المدلسين ج1 ص152) و(جامع التحصيل ج1 ص108) و (طبقات المدلسين ج1 ص42) و "قال البيهقي : اختلط في آخر عمره وساء حفظه فروى ما لم يتابع عليه" (الكواكب النيرات ج1 ص65).

فخر الدين المناظر
06-16-2006, 02:05 AM
الظاهر اختلط عندك الحابل بالنابل يا أخ محمد حينما تقول ان هذا حصل عند أم سليم ،، أنصحك بقراءة الحديث.
تانيا لاحظ يا أخ أنك تقول الامام البخاري ما لم يقل به ،، عكرمة بن أبي عمار بعتبر من الثقات الا في حديثه عن يحيى بن أبي كثير
فقد قال البخاري مضطرب في حديث يحيى بن كثير ولم يكن عنده كتاب
قال عنه النسائي ليس به بأس الا في حديثه عن يحيى بن أبي كثير
أما اذا أوردت كل أقوال العلماء فيه فلن أفرغ ، الخلاصة أن أغلب علماء الجرح والتعديل قالوا أنه ثقة اذا روى عنه راوي ثقة الا في حديثه عن يحيى بن كثير
وهذا الشرط موجود في هذا الحديث الذي لم تستطع فهمه او انك لا تريد فهمه
أما البخاري فقد استشهد بعكرمة بن عمار في الصحيح في باب رفع اليدين في الصلاة
السؤال الذي أطرحه عليك مادمت دخلت هذا الميدان ،، ماهي شروط مسلم ومنهجيته في التأليف؟؟؟

احمد محمد حامد
06-16-2006, 04:05 AM
الظاهر اختلط عندك الحابل بالنابل يا أخ محمد حينما تقول ان هذا حصل عند أم سليم ،، أنصحك بقراءة الحديث.


والظاهر انك اضعت نظارتك ايها الاخ الدكتور العزيز ... بالله عليك اقتبس لي من كلامي اين قلت لك :"ان هذا حصل عند أم سليم"
استحلفتك بالله ان تفعل ...

فخر الدين المناظر
06-16-2006, 04:12 AM
نص الرواية يقول: كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي

فعن اي حوار واي قضية تتكلم يا دكتور امين؟

وهل هذا سؤال يسأل؟؟؟ حوار وقصة جائت في صحيح مسلم ،، ومقالات طويلة عريضة
وتقول لي عن أي حوار وأي قضية أتكلم؟؟؟

سبحان الله

احمد محمد حامد
06-16-2006, 04:18 AM
لم يعد هذا حوارا يا دكتورنا العزيز ...

ان تتقوّل عليّ ما لم أقل, ثم تأت بانصاف مداخلات لتبني عليها تهكما ... احترم عقلنا شوية صغيرة يا دكتور ..

احمد محمد حامد
06-16-2006, 04:26 AM
اقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة د.أمين المناظر
"نعم أم سليم كانت تجهل الموقف الذي ذكره الحديث اضافة أنها لم تحضر الحوار الذي دار بين الرسول عليه السلام وبين اليتيمة ولم تلم بكل القضية " انتهى كلام الدكتور امين المناظر

نص الرواية يقول: كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي

فعن اي حوار واي قضية تتكلم يا دكتور امين؟


هذا هوالنص الاصلي الذي اجبت عليه تهكما, وما فعلت ذلك الا احتراما لعقول من سيقرأ من الاخوة

فخر الدين المناظر
06-16-2006, 02:36 PM
هذا هوالنص الاصلي الذي اجبت عليه تهكما, وما فعلت ذلك الا احتراما لعقول من سيقرأ من الاخوة

لنختصر في الموضوع
هاهو نص الحديث

‏كانت عند ‏ ‏أم سليم ‏‏ يتيمة وهي ‏ ‏أم أنس ‏ ‏فرأى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ اليتيمة فقال ‏ ‏آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى ‏ ‏أم سليم ‏ ‏تبكي فقالت ‏ ‏أم سليم ‏ ‏ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت ‏ ‏أم سليم ‏ ‏مستعجلة تلوث ‏ ‏خمارها ‏ ‏حتى لقيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ فقال لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما لك يا ‏ ‏أم سليم ‏‏ فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا ‏ ‏أم سليم ‏‏ قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر ‏ ‏قرنها ‏‏ قال فضحك رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم قال يا ‏ ‏أم سليم ‏ ‏أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت ‏ ‏إنما أنا بشر ‏ ‏أرضى كما ‏ ‏يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة

شرح الحديث قد تطرقنا له في الردود السابقة ،، والحديث أمامك
هل أم سليم كانت حاضرة لما خاطب الرسول (ص) اليتيمة؟؟؟؟
تانيا بما أنك تقدح في صحيح مسلم ماهي شروطه ومنهجيته في التأليف؟؟
ثم ماهي العلة في الحديث لكي نرفضه؟؟؟
ثم ماهي الأحاديث التي ردها ابن حزم من صحيح مسلم كما زعمت؟؟؟
وأين ذكر ابن حزم رحمه الله في كتاباته كلها أنه يرفض أو يرد بعض الأحاديث في صحيح مسلم؟؟
يا أخ أحمد لا ينبغي لنا رفض الحديث الصحيح لمجرد أن البعض لم يفهم معناه .
مع التحيات

احمد محمد حامد
06-16-2006, 03:09 PM
لنختصر في الموضوع
هاهو نص الحديث


شرح الحديث قد تطرقنا له في الردود السابقة ،، والحديث أمامك
هل أم سليم كانت حاضرة لما خاطب الرسول (ص) اليتيمة؟؟؟؟

مع التحيات

هربت من السؤال ثم القيته عليّ؟ حسبي الله ونعم الوكيل


اما بالنسبة لسؤالك عن شروط مسلم فتجدها في كتب الاحاديث

اما بالنسبة لابن حزم فسأوافيك به قريبا

اما بالنسبة لروايات عكرمة بن عمار فأرجو ان توافيني اين تجدها في كتاب البخاري حتى أبيّن لك امرا ربما غاب عن ذهنك, فقد بحثت في الصحيح عن كتاب رفع اليدين في الصلاة (حسبما اشرت انت) فلم اجد فيه شيئا, ولا اشك في انه موجود الاّ انني ارجو ان توافيني به فلعلّ النظر خانني

ثم عندي طلب صغير اضافي: هل يجوز للرسول الكريم ان يحمّل نعليه لمن حمّله رسالة الى الناس؟

احمد محمد حامد
06-16-2006, 03:37 PM
هاك النص اولا في صحيح مسلم بشرح النووي

حدّثني عَبّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيّ وَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيّ. قَالاَ: حَدّثَنَا النّضْرُ (وَهُوَ ابْنُ مُحَمّدٍ الْيَمَامِيّ). حَدّثَنَا عِكْرِمَةُ. حَدّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ. حَدّثَنِي ابْنُ عَبّاسٍ قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ لاَ يَنْظُرُونَ إِلَىَ أَبِي سُفْيَانَ وَلاَ يُقَاعِدُونَهُ. فَقَالَ لِلنّبِيّ صلى الله عليه وسلم: يَا نَبِيّ اللّهُ ثَلاَثٌ أَعْطِنِيهِنّ. قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ، أُمّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، أُزَوّجُكَهَا. قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: وَمُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِباً بَيْنَ يَدَيْكَ. قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: وَتُؤَمّرُنِي حَتّىَ أُقَاتِلَ الْكُفّارَ، كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: "نَعَمْ".
قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ: وَلَوْلاَ أَنّهُ طَلَبَ ذَلِكَ مِنَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، مَا أَعْطَاهُ ذَلِكَ. لأَنّهُ لَمْ يَكُنْ يُسْأَلُ شَيْئاً إِلاّ قَالَ: "نَعَمْ".
قوله: (أحمد بن جعفر المعقري) هو بفتح الميم وإسكان العين المهملة وبكسر القاف منسوب إلى معقر وهي ناحية من اليمن. قوله: (حدثنا أبو زميل قال حدثني ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله ثلاث أعطنيهن قال نعم، قال عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها قال نعم، قال: ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك، قال نعم، قال وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين، قال نعم، قال أبو زميل: ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك لأنه لم يكن يسأل شيئاً إلا قال نعم) أما أبو زميل فبضم الزاي وفتح الميم وإسكان الياء واسمه سماك بن الوليد الحنفي اليماميثم الكوفي. وأما قوله أحسن العرب وأجمله فهو كقوله: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنه خلقاً وقد سبق شرحه في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، ومثله الحديث بعده في نساء قريش أحناه على ولد وأرعاه لزوج، قال أبو حاتم السجستاني وغيره: أي وأجملهم وأحسنهم وأرعاهم لكن لا يتكلمون به إلا مفرداً، قال النحويون: معناه وأجمل من هناك. واعلم أن هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بالإشكال ووجه الإشكال أن أبا سفيان إنما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة وهذا مشهور لا خلاف فيه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمان طويل، قال أبو عبيدة وخليفة بن خياط وابن البرقي والجمهور: تزوجها سنة ست وقيل سنة سبع. قال القاضي عياض: واختلفوا أين تزوجها فقيل بالمدينة بعد قدومها من الحبشة وقال الجمهور بأرض الحبشة، قال: واختلفوا فيمن عقد له عليها هناك فقيل عثمان وقيل خالد بن سعيد بن العاصي بإذنها، وقيل النجاشي لأنه كان أمير الموضع وسلطانه، قال القاضي: والذي في مسلم هنا أنه زوجها أبو سفيان غريب جداً وخبرها مع أبي سفيان حين ورد المدينة في حال كفره مشهور ولم يزد القاضي على هذا، وقال ابن حزم: هذا الحديث وهم من بعض الرواة لأنه لا خلاف بين الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة قبل الفتح بدهر وهي بأرض الحبشة وأبوها كافر، وفي رواية عن ابن حزم أيضاً أنه قال موضوع قال والاَفة فيه من عكرمة بن عمار الراوي عن أبي زميل، وأنكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله هذا على ابن حزم وبالغ في الشناعة عليه، قال: وهذا القول من جسارته فإنه كان هجوماً على تخطئة الأئمة الكبار وإطلاق اللسان فيهم، قال: ولا نعلم أحداً من أئمة الحديث نسب عكرمة بن عمار إلى وضع الحديث وقد وثقه وكيع ويحيى بن معين وغيرهما وكان مستجاب الدعوة، قال: وما توهمه ابن حزم من منافاة هذا الحديث لتقدم زواجها غلط منه وغفلة لأنه يحتمل أنه سأله تجديد عقد النكاح تطييباً لقلبه لأنه كان ربما يرى عليها غضاضة من رياسته ونسبه أن تزوج بنته بغير رضاه أو أنه ظن أن إسلام الأب في مثل هذا يقتضي تجديد العقد، وقد خفى أوضح من هذا على أكبر مرتبة من أبي سفيان ممن كثر علمه وطالت صحبته، هذا كلام أبي عمرو رحمه الله، وليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم جدد العقد ولا قال لأبي سفيان أنه يحتاج إلى تجديده فلعله صلى الله عليه وسلم أراد بقوله نعم أن مقصودك يحصل وإن لم يكن بحقيقة عقد والله أعلم‏
(صحيح مسلم بشرح النووي)

وقد وضعت لك علامة تحت ما قاله ابن حزم (وهو مرادك) ثم اضفت اليه ما ردوا عليه حتى لا تقول انني اجتزأ ...

غير ان الردّ الذي قالوا به هو سقيم جدا, والذي يقرّر ذلك ليس عقلى ####, بل استعار هنا عقل المرحوم ابن حجر في فتح الباري حيث يرى ان الردود على ابن حزم جاءت بعيدة:



" أصبحنا يوما ونساء النبي صلى الله عليه وسلم يبكين، فخرجت إلى المسجد فجاء عمر فصعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غرفة له " فذكر هذه القصة مختصرا، فحضور ابن عباس ومشاهدته لذلك يقتضي تأخر هذه القصة عن الحجاب، فإن بين الحجاب وانتقال ابن عباس إلى المدينة مع أبويه نحو أربع سنين، لأنهم قدموا بعد فتح مكة، فآية التخيير على هذا نزلت سنة تسع لأن الفتح كان سنة ثمان والحجاب كان سنة أربع أو خمس، وهذا من رواية عكرمة بن عمار بالإسناد الذي أخرج به مسلم أيضا قول أبي سفيان " عندي أجمل العرب أم حبيبة أزوجكها، قال نعم " وأنكره الأئمة وبالغ ابن حزم في إنكاره، وأجابوا بتأويلات بعيدة، ولم يتعرض لهذا الموضع وهو نظير ذلك الموضع، والله الموفق.
(فتح الباري)

فهذه ايها الاخ الكريم 3 روايات عن عكرمة بن عمار:

رواية يقول فيها ان الرسول دعا على يتيمة دونما مناسبة
ورواية تقول ان الرسول الكريم بعث ابا هريرة بنعليه ليبشّر الناس
وثالثة تقول ان الرسول الكريم قد تزوّج ام حبيبة مرة ثانية ....

أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله

الفرصة الأخيرة
06-17-2006, 01:38 AM
الاخوة الكرام حفظكم الله تعالى ...

اني اذ اشكر للاخوة مشاركتهم في الحوار هنا, الا انني اود ان انبّه اني لست اعمى عما يتعمّده البعض من الغمز لكنّها الاخوة في الله لاناس لم اعلم منهم الا ما تخطّه يمينهم ...

اذا اردتم الحوار فليكن, اما اذا كانت القضية ستتحول الى حوار مسلم مع ملحد, فأودّ ان اعلمكم اني لست بملحد, او الى حوار مسلم من اهل السنة مع منكر للسنة, فأودّ ان اعلمكم ايضا اني لست ممن ينكرون السنة واعتقد اني شاركت الاخوة هنا في الرد على من يدعي بان الصلوات المفروضة على المسلمين 3 وليست 5, واذا كان الاعتقاد بأن ردّ حديث او حديثين او مئة هو انكار للسنة, فذاك وفهمهم , ولكن في الحدّ الادنى يجب ان يكون المحاور عالما بأن هناك من العلماء كابن حزم من رد بعض الاحاديث في صحيح مسلم ...

اما بالنسبة لاثبات جهلي باللغة والدين والحديث والقرآن, فأنا لا ادعي اني كلّي المعرفة, وان كان احد يدّعي امتلاكها فاني اعتذر منه سلفا عن مناقشته لأني لا طاقة لي بمناقشة آلهة ...

الاخ الدكتور امين:

هل كانت ام سليم جاهلة بلغة العرب حتى لا تعلم ان ما يقوله الرسول هو مما ذهبت اليه؟ لماذا لم يقل لها الرسول ان ذلك من لغة العرب؟ اذا كان قوله من باب لغة العرب فلم يبرّر لها ذلك بالعهد وليس بلغة العرب؟

الاخ مجدي:

كلامك كله على العين والرأس ... عندي سؤال بسيط: هل من السّنة ان نحمّل نعلينا للاخرين كدليل على مصدر الرسالة المنقولة؟
بعيدًا عن القيل والقال .. والاتهام بالغمز واللمز وغير ذلك مما يطيل الكلام ويعدم القارئ معه الفائدة المرجوة:
فإن الذي يريد أن يتحدث في مثل هذه الأمور لابد له أن يكون عالمًا بما سيتكلم به .. من جهاته التي سبق وشرحتها قبل هذا .. فإن كان جاهلا بها فكان يلزمه ويكفيه أن يقلد بعض من يثق بعلمه ويسكت حتى يتوفر له من العلم والمعرفة ما يجعله أهلا ومرجعية لما سيكلم فيه.
هذا شيءٌ لا خلاف فيه .. ولا صلة له بالغمز واللمز حتى لا يظن أحدٌ أننا نغمزه ونلمزه .. ولكننا نتكلم عما ينبغي أن يكون عليه الباحث في مثل هذه الأمور.

أما جهل أم سليم بلغة العرب فليست بجاهلة بها لأن اللغة لم تكن عندهم قواعد في كتب ولا معاجم مكتوبة مثلها في زماننا هذا .. وإنما كانت سليقتهم التي يتعلمونها منذ نعومة أظفارهم .. فهم أصحاب اللغة وأهلها ومنهم تتعلم الدنيا اللغة العربية .. وتستدل على المذاهب اللغوية بما ينطقونه وما يجري على ألسنتهم.
فليست إذن جاهلة بلغة العرب ولا يصح أن يظن أحدٌ بها هذا.
فلماذا إذن برر لها النبي صلى الله عليه وسلم كلامه بالعهد لا بلغة العرب كما سأل السائل أعلاه؟
والسرّ في ذلك يكمن في التفريق بين لسان الحال المتوقع وبين لسان العلم واللغة والاستنباط.
فأما لسان اللغة والاستنباط فيسع مثل هذه الأمور كما سبق شرحه .. فتسع لغة العرب للتعبير عما لا يُراد ظاهره مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (لا كبرت سنك) أو قوله صلى الله عليه وسلم: (تربت يمينك) وغير ذلك مما لا يراد به الظاهر في لغة العرب وحياتها .. وإنما هي عبارات دارجة في لسان العرب لا يُراد بها حقيقة الدعاء على صاحبها.
لكن حتى هذا الذي لا يُراد ظاهره لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتركه يمرّ سدى كغيره من الناس .. بل مَيَّزَه الله عز وجل عن غيره بالاستفادة من هذه العبارات في تبديلها إلى حسنات ورحمات لبعض أمته ممن قال لهم ذلك .. فهي وإن كانت غير مرادة في الظاهر لكنه صلى الله عليه وسلم من كمال رحمته ورأفته وشفقته بأمته عامل هذه العبارات معاملة المراد به ظاهره (رغم أنه لا يريد ظاهرها كغيره من العرب) لكنه أراد أن يعاملها معاملة المراد به ظاهره .. لحكم عديدة منها الاستفادة من ذلك في جلب بعض الرحمات والحسنات لبعض أمته .. ومنها الحيطة منه صلى الله عليه وسلم أن يظنَّ الظان من الناس به إرادة الظاهر فيطيب خاطره بما يجلبه عليه من حسنات .. ومنها أن يطمئن من يقول له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأنه لن يتحقق فيه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها وإن كانت بلفظ الدعاء على الشخص فسوف يقلبها الله عز وجل حسنات ورحمات على الشخص كرامة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدل الله هذه الدعوات لهؤلاء الأشخاص بحسناتٍ واستجابة الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
فلسان العرب يسع مثل هذه الأمور كلها .. غير أن لسان الحال المتوقع من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجيب الله عز وجل له دعوته حتى وإن كانت غير مرادة في ظاهرها حسب قواعد لسان العرب إلا أنه نبي .. ومن يدري لعل الله عز وجل يستجيب له كافة دعواته .. فهذا يثير الدافع في داخل الصحابة للخوف من استجابة الله عز وجل لهذه الدعوات كرامة لنبيه صلى الله عليه وسلم .. فورع الصحابة يدفعهم للخوف من استجابة هذه الدعوات التي تصدر من النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن وسع لسان العرب أن لا يراد بها ظاهرها.
لسان الورع والخوف والتقوى شيءٌ زائدٌ على لسان العرب وإرادة غير الظاهر .. وهذا هو ما حصل هنا في مسألة أم سلمة رضي الله عنها التي دفعها خوفها وورعها وتقواها .. أن تخشى دعوة خرجت من النبي صلى الله عليه وسلم .. فهو نبي .. بغض النظر عن إرادة ذلك في لغة العرب أو غيره .. فهذه مسألة لا وقت للصحابة للتفكير فيها الآن .. على قاعدة حسنات الأبرار سيئات المقربين .. ومن هنا ورغم سعة لسان العرب لهذه الدعوة وعدم إرادة ظاهرها غير أن النبي صلى الله عليه وسلم عاملها كما لو كانت مرادة في الظاهر فطيب خواطر أصحابه بأن من دعى عليه بذلك فستنقلب دعوته عليهم لحسنات ورحمات.
وأكتفي بهذا التفصيل الآن في هذه المسألة.


أما مسألة إرسال النعلين فلابد من فهمها بناء على واقع حالهم وفقرهم وعدم وجدان البديل آنذاك .. ولدينا كعب بن مالك حين جاءه البشير بتوبة الله عز وجل عليه خلع بعض ثيابه وأعطاه للبشير ... فهذا ما كان ميسرًا لهم آنذاك.
ولو نظرنا في حدث: (أو كلكم يملك ثوبين) لظهر لنا فقرهم وحاجتهم .. حتى أن أكثرهم لا يملك ثوبين في بيته .. وكان أحدهم ربما يغسل ثيابه ثم ينتظر حتى يجف وبعدها يلبسه ثانية فيخرج به .
وفي مثل واقعة النعلين هذه فهل من الأفضل أن يخلع ثوبه ويرسله أم الأفضل أن يخلع نعله ويرسله؟ خاصة وأن المشي حافيًا ربما كان غير مستنكر عندهم .. وقد كان بعضهم يمشي حافيًا للفقر أو لغيره من العلل .. كما كان نعل بعضهم متهالكا .. إلى آخر هذه الأمور التي لا يُستنكر معها المشي حافيًا .. فإرسال النعلين والمشي حافيا أولى في هذه الحال من إرسال الثياب والمشي بدونه.
وهذه النظرة تنبني كما قلت بناء على واقعهم هم .. والنظر في الواقع والعرف السائد والحالة وقت ما كان جزءٌ أصيلٌ من فهم الحدث والملابسات المحيطة به.
فلابد من فهم هذه القضية الخطيرة... وإلا وقع الباحث في خلل عظيم عند تقرير الوقائع والأحكام.
وهذا يذكرني بهذه الطرفة السخيفة التي تفوهت بها تلك اللعبة الصهيونية المسماة بـ (د.أحمد صبحي منصور) (والذي كفره الأزهر وطرده وحكم بردته بناء على أفكاره المنحرفة)
وهذه الطرفة التي تقوهت بها هذه اللعبة (أحمد صبحي منصور) حين كان يتكلم عن النسخ .. والكل يعلم معنى النسخ في النصوص .. ففهم الدمية .. أن النسخ المذكور مثل نسخ المذكرات وتصوير المستندات الموجودة في محلات التصوير وخلافه في الشوارع.
وهذا هو الابن الشرعي للجهل المركب .. وعلى رأي الأخ الحبيب أبي مريم: ربنا يشفي.

وتمنياتي للجميع بنهاية سعيدة. :emrose:

الفرصة الأخيرة
06-17-2006, 01:52 AM
وقد وضعت لك علامة تحت ما قاله ابن حزم (وهو مرادك) ثم اضفت اليه ما ردوا عليه حتى لا تقول انني اجتزأ ...
.........
فهذه ايها الاخ الكريم 3 روايات عن عكرمة بن عمار:

رواية يقول فيها ان الرسول دعا على يتيمة دونما مناسبة
ورواية تقول ان الرسول الكريم بعث ابا هريرة بنعليه ليبشّر الناس
وثالثة تقول ان الرسول الكريم قد تزوّج ام حبيبة مرة ثانية ....

أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول اللهأولا فرقٌ شاسع بين أن يتكلم ابن حزم أو غيره من الأئمة على رواية عند البخاري ومسلم وبين أن يرفوها بعد أن يثبتوا صحتها.
الكلام على رواية من جهة سندها أو بعض متنها شيء ... وتصحيح الرواية ثم رفضها شيءٌ آخر.
ثم الروايات الثلاث المذكورة لم يتكلم القائل هنا على نظرة الأئمة سواء مسلم أو غيرها لها.
وهل عاملوها معاملة واحدة أم لا؟
وهل صححوها جميعا أم لا؟
كان لابد أن يتكلم المتكلم أعلاه على هذه المسائل إن كان يحسن الكلام فيها .. أو يسكت ويقلد بعض الأئمة وله في هذا مندوحة ولن يلومه أحد على تقليده عند العجز.
لماذا نسأل هذه الأسئلة؟
لأنه إذا صحح الأئمة بعض الروايات ولو بالإشارة كما هي عادتهم في بعض المباحث فإن هذا يعني اعتماد الرواية الصحيحة عندهم وعدم نصب الخلاف بينها وبين الأقل منها صحة ورجحانا.
وهكذا تسير الأمور بهدوء وبلا تعقيد أو لبس في فهم المسائل.
ولعلي أعود لإيضاح هذه المسألة إن تيسر الوقت فيما بعد.

وتمنياتي للجميع بنهاية سعيدة :emrose:

احمد محمد حامد
06-17-2006, 01:02 PM
الاخ الكريم الفرصة الاخيرة .. تحية وبعد:

لنناقش الامور واحدة واحدة :

بالنسبة لحديث اعطاء النعلين لابي هريرة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمرُ رضي الله عنهما في نفر ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا ، فأبطأ علينا ، وخشينا أن يقُتَطَعَ دوننا ، وفزعنا ، فقمنا ، فكنتُ أول من فزع . فخرجتُ أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسل ، حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرتُ به هل أجد له باباً فلم أجد ، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة ( والربيع : الجدول ) فاحتفزتُ فدخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( أبو هريرة ؟ )) فقلتُ : نعم يا رسول الله ، قال : (( ما شأنك )) ؟ قلت : كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تُقتطع دوننا ، ففزعنا فكنتُ أول من فزع ، فأتيتُ هذا الحائط فاحتفزتُ كما يحتفز الثعلبُ وهؤلاء الناس ورائي . فقال : (( ياأباهريرة ! )) وأعطاني نعليه وقال : (( اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهدُ ألا إله إلا الله، مُستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة . فكان أول من لقيتُ عمر فقال : ما هاتان النعلان ياأباهريرة ؟ فقلت : هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما، من لقيت يشهدُ أن لاإله إلا الله مسيقناً بها قلبه، بشرته بالجنة ، قال : فضرب عمرُ بيده بين ثديي فخررت لأستي، فقال : ارجع يا أبا هريرة ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشتُ بكاءً ، وركبني عمرُ فإذا هو على أثري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مالكَ ياأباهريرة ؟ )) فقلت لقيتُ عمرَ ، فأخبرته بالذي بعثتني به ، فضرب بين ثديي ضربةً خررت لإستي ، فقال : ارجع ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عمر ما حملك على ما صنعت ؟ )) قال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لاإله إلا الله مسُتيقناً بها قلبُه بشره بالجنة ؟ قال : (( نعم )) ، قال : فلا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناسُ عليها ، فخلهم يعملون ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (( فخلهم )) .

ارجو ان تتمعّن فيما تحته خظ لتعلم يقينا ان ما ذهبت اليه لا يستقيم مع سياق الحديث, فواضح من الحديث ان ارسال النعلين كان المراد منه ان يكونا بمثابة شاهدين لابي هريرة على صدق مقولته !!!!!

الفرصة الأخيرة
06-17-2006, 05:40 PM
ارجو ان تتمعّن فيما تحته خظ لتعلم يقينا ان ما ذهبت اليه لا يستقيم مع سياق الحديث, فواضح من الحديث ان ارسال النعلين كان المراد منه ان يكونا بمثابة شاهدين لابي هريرة على صدق مقولته !!!!!
ولك التحية وبعد.
كلامي السابق واضح جدًا ومستقيم مع السياق لمن تدبره.
ولا بأس أن أزيد الأمر وضوحا فأقول:
هنا مسألتان:
الأولى: لماذا أرسل النعلين دون غيرهما من الأشياء آنذاك؟ وقد سبقت الإجابة على هذه المسألة في المشاركة الماضية بما حاصله النظر في حالتهم وفقرهم وعدم وجدانه آنذاك مما يخصه صلى الله عليه وسلم إلا النعلين أو الثياب .. فرجح إرسال النعلين .. لاستقامة هذا مع عادة العرب في المشي حافيا لمن لم يجد نعلين .. فهذا أبلغ في الوقار والحيطة من إرسال بعض الثياب.

والمسألة الثانية هنا: وهي ما هي الحكمة من إرسال النعلين؟
فالكلام السابق في مشاركتي السابقة كان عن السر وراء إرسال النعلين دون غيرهما .. وليس عن الحكمة أو العلة التي من أجلها أرسل النعلين أو كان سيرسل غير النعلين لو أراد من أجل هذه الحكمة عينها.
فالشيء المُرْسَل والكلام عليه شيء.
والحكمة من إرسال هذا الأمر شيء آخر.
فكان لابد على المتكلم في مثل هذه الأمور أن ينتبه لتحرير المناط وتحقيقه أثناء الكلام في هذه المسائل لتتضح الأمور.

ليكن ما كان .. ولنعد الآن إلى الحكمة التي من أجلها أرسل النعلين .. وهي المسؤول عنها الآن.
والجواب عن ذلك ذكره الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم فقال: (وَأَمَّا إِعْطَاؤُهُ النَّعْلَيْنِ فَلِتَكُونَ عَلَامَة ظَاهِرَة مَعْلُومَة عِنْدهمْ يَعْرِفُونَ بِهَا أَنَّهُ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَكُون أَوْقَع فِي نُفُوسهمْ لِمَا يُخْبِرهُمْ بِهِ عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَا يُنْكَر كَوْن مِثْل هَذَا يُفِيد تَأْكِيدًا وَإِنْ كَانَ خَبَره مَقْبُولًا مِنْ غَيْر هَذَا . وَاَللَّه أَعْلَم).

وهذا جواب صحيح .. ولنا أن نتصور الآتي: النبي صلى الله عليه وسلم جالسٌ بين أصحابه .. وفجأة ينطلق ويختفي عن أنظارهم .. ويبحثون هنا وهناك .. ثم يعود أحدهم فيقول لهم: أنا قد وصلت إليه قبلكم وأبشركم بأن من فعل كذا وكذا (شهادة التوحيد مستيقنا بها قلبه كما يدل عليه الحديث) فهو من أهل الجنة .
قضية مصيرية وخطيرة كهذه تحصل في خضم اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم عن أنظارهم لبعض الوقت .. وبحثهم عنه في كل مكان .. ثم يخرج أحدهم من بينهم فيقول لهم هذا الكلام المصيري الهام .. وهم لا زالوا يبحثون؟!
هنا ورغم صِدْق أبي هريرة رضي الله عنه .. وثقتهم فيه ..إلا أن خطورة الأمر المصيري المذكور ... مع شدة الحَدَث في اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم عن أنظارهم رغم حبهم الشديد له وما بلغهم من الهم والحزن لهذا .. كل هذا وغيره من مجريات الأحداث تستدعي تأكيد الكلام بأمرٍ زائدٍ عن العادة في تأكيد الأخبار .. وتستلزم وجود أمارة مع أبي هريرة زيادة في التأكيد والاحتياط في النقل والتثبت من جهة .. وفي هذا درسٌ يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في ضرورة أخذ الحيطة والحذر في التبليغ والتثبت في ذلك والبحث عن أمارات التثبت المطلوبة في الخبر ..كما يعلمهم بعض قواعد الإيمان ..وأمور أخرى لا حصر لها لو جلسنا نعددها.

ومما سبق كله يتضح لنا الآتي:
أولا: أنه لم يكن متاحًا للنبي صلى الله عليه وسلم سوى النعلين فأرسلهما .. فلا يعني هذا سنية إرسال النعلين لو حصلت مثل هذه المناسبة مرة أخرى .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك قد اتخذ خاتما يختم به كتبه .. وصار هذا الخاتم هو الأمارة والدلالة على صحة الكتب والرسائل بعد ذلك.. ولا أذكر الآن واقعة أخرى أرسل فيها صلى الله عليه وسلم نعليه سوى هذه .
فدل هذا على أنه إنما أرسل المتاح آنذاك .. ولم يُرِد من ذلك أن يسن سنة إرسال النعلين في مثل هذه المناسبات على الدوام.. وجمع النصوص في السنة والسيرة هو الذي دلَّنا على هذا.. وهذا الأمر واضح.

ثانيًا: ينبغي على من وقع في مثل هذه الحال أن يحتاط للرسول المُبَلِّغ عنه بأن يرسل معه أمارة أو دليلا يدل على تأكيد خبره حتى وإن كان صادقًا في نفسه .. خاصة وإن كان الأمر مصيريا كهذا الذي في الحديث.
أرجو أن يكون الأمر واضحًا الآن.

وتمنياتي للجميع بنهاية سعيدة :emrose: :emrose:

احمد محمد حامد
06-17-2006, 08:40 PM
يا اخونا الكريم رحمة بعقولنا قليلا ... الله يرحمك ارحم عقولنا قليلا ...

هل ارسل الرسول ابو هريرة الى بلاد السند والهند حتى تقول انه بعث معه ما يثبت كلامه؟

ثم انه بجميع الاحوال حتى عمر بن الخطاب لم يكن يعلم ان النعلين للرسول فسأله : ما هاتان النعلان يا ابا هريرة؟ (وهل كانتا نعلا الرسول اشهر من نار على علم؟؟) فبجميع الاحوال لن يثبت كلام ابي هريرة الا بان يلتقي الذي يسمع ابي هريرة بالرسول صلى الله عليه وسلم .. ولك القصة حتى اخرها اذ ان عمر بن الخطاب امر ابا هريرة بالعودة ولم يأخذ بكلامه, ثم اعاد السؤال على رسول الله ان كان بعث ابي هريرة بما قاله ابو هريرة!!!!!!!!!!!!

نحن نعلم ان الخاتم اتخذه الرسول الكريم ليبعث بالرسائل للحكام وليس لأصحابه .. هل كان الرسول يبعث مع كل واحد من اصحابه دليلا اذا اراد ان يبلغ الاخرين - من اصحابه - شيئا؟

اقتباس:
-----------
فلا يعني هذا سنية إرسال النعلين لو حصلت مثل هذه المناسبة مرة أخرى .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك قد اتخذ خاتما يختم به كتبه .. وصار هذا الخاتم هو الأمارة والدلالة على صحة الكتب والرسائل بعد ذلك.
-----------
يا سيدي هذا في حال المراسلات الكتابية الى الملوك وحكام الامصار, اما في حال المراسلات الشفهية حيث لا يكون هناك ورق ولا قلم, كما حدث مع رسول الله في هذه القصة - على حدّ زعمك - فلن يكون هناك مناص من ارسال النعلين في كل مرة ...

الله يبارك فيك ابها الاخ الفرصة الاخيرة, ولكنني ابلغ من السنّ ما يتجاوز طريقتك في التحليل هذه .. ارجوك - العبرة ليس في السن اعلم - ولكن احترم عقول العامة فيما تكتب

الفرصة الأخيرة
06-17-2006, 11:04 PM
الخط المستقيم أقرب طريق بين نطقتين .. والصدق منجاة.
إذا لم تكن قادرًا على فهم شيء ما فاصمت أسلم لك واترك غيرك يفهمه .. وقد نزلتُ معك في العبارة جدًا حتى تفهم .. وليس ذنبي إن لم كنت قد أغلقت عقلك على فكرة مسبقة ولا تريد غيرها .. فهذه حريتك الشخصية .. لكن ما لا يصح لك أبدًا أن تتكلم معي بهذا الأسلوب الذي تكلمتَ به في مشاركتك السابقة.
لن أبادلك بمثله.
هداني الله وإياك. :emrose:

احمد محمد حامد
06-18-2006, 01:05 PM
الخط المستقيم أقرب طريق بين نطقتين .. والصدق منجاة.
إذا لم تكن قادرًا على فهم شيء ما فاصمت أسلم لك واترك غيرك يفهمه .. وقد نزلتُ معك في العبارة جدًا حتى تفهم .. وليس ذنبي إن لم كنت قد أغلقت عقلك على فكرة مسبقة ولا تريد غيرها .. فهذه حريتك الشخصية .. لكن ما لا يصح لك أبدًا أن تتكلم معي بهذا الأسلوب الذي تكلمتَ به في مشاركتك السابقة.
لن أبادلك بمثله.
هداني الله وإياك. :emrose:

لا تعليق ...

اضافة اخيرة .. ان الرسول قد اتخذ خاتما له قبل اسلام ابي هريرة (هذه الاضافة للقارىء)

وبارك الله فيك, وارجو المعذرة على ما قد تكون فهمت منه اسلويا غير لائق ...

{والعصر 1 ان الانسان لفي خسر 2 الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر}

نستغفرك ربنا ونتوب اليك

الفرصة الأخيرة
06-18-2006, 03:47 PM
لا تعليق ...

اضافة اخيرة .. ان الرسول قد اتخذ خاتما له قبل اسلام ابي هريرة (هذه الاضافة للقارىء)

وبارك الله فيك, وارجو المعذرة على ما قد تكون فهمت منه اسلويا غير لائق ...

{والعصر 1 ان الانسان لفي خسر 2 الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر}

نستغفرك ربنا ونتوب اليك
إضافة أخيرة (للقارئ أيضًا) أن الذي يجلس في بستان (جنينة كما يعرف لدى عامة الناس الآن) ولا يتيسر له من أدوات الكتابة لا يمكن أن يوقع شيئا بخاتمه .. لأنه لا تتيسر له الكتابة أصلا فماذا يُوَقِّع؟!
كما أنه قد جرت العادة بتوقيع الكتب المرسلة للملوك وأمراء البلاد .. ولم تجر العادة بذلك في مثل هذه الواقعة السريعة الضيقة المحيط.

هذا إن صح وجود خاتم النبي صلى الله عليه وسلم معه في هذه الواقعة فلم أرَ هذا في طرق القصة حتى هذه اللحظة .. وعلى كل حال فكما سبق وذكرت أنه لم يكن ميسرا له آنذاك أدوات كتابة .. فقد خرج صلى الله عليه وسلم من بين أصحابه مسرعا ثم اختفى عنهم .. وكان أبو هريرة أول الناس وصولا إليه صلى الله عليه وسلم .. فوجده في البستان .. ولم يرد في طرق القصة أنهم قد حملوا معهم دواة أو غيرها من أدوات الكتابة .


وشكرا لاعتذارك ... ويجب على الحر قبول العذر .. لكن أكتفي بما مضى على كل حال.

والحمد لله رب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك.

وتمنياتي للجميع بنهاية سعيدة :emrose:

مجدي
06-18-2006, 04:45 PM
الأخ أحمد محمد حامد . بارك الله فيك يا أخي لو رد كل انسان ما لا يعجبه لأصبح هذا الدين مثل ما بقي من دين اليهود والنصارى .
يجب أخي ان تضع منهج صحيح يتفق الناس على جدواه .
بالنسبة للبخاري ومسلم فكما أخبرك الأخوة لا يمكن ان نعتبر كتبهم كالقران بل لو دققت جيدا لعلمت ان لا أحد منا يدعي ذلك .
الدارقطني انتقد احاديث من البخاري ومسلم ولكنه امير المؤمنين بالحديث اقولها تشريفا له . الدارقطني وضع (يعني الف)كتاب اسمه العلل الواردة في الحديث النبوي . لو اطلعت عليه لازددت اعجابا بعلماء أهل الحديث .
عناية العلماء بالمتن امر معروف اذ انهم ميزوا بين من يروي بالمعنى ومن يروي باللفظ . وميزوا الاحاديث التي دخل عليها سبب من اسباب الضعف : كقلب المتن . وادراج الرواة . الشذوذ .
لم يقل أحد من العلماء قديما ولا حديثا بان الحديث يجوز ان يخالف الكتاب .
أخي الحبيب نحن لسنا بمعركة يخرج احدنا منتصر والآخر مهزوما . وانما نحن في دنيا مخيرين بافعالنا نرد يوم القيامة فيحاسبنا الله عز وجل برحمته وحكمته . نسأله ان يلطف بنا .
لقد وضع العلماء طرق منهجية .
طلبت منك ان تبين لنا الا انك تصر على طريقة واحدة الا وهي ان الحديث لم يقبله عقلك . والذي احب ان اسمعه منك هو ما سؤلت عنه أكثر من مرة : ما هو منهج قبول او رد الحديث ؟

الذي عندك الان شبكة من الرواة يمكنك تتبع الاحاديث وتعرف مصداقية العلم الذي وصلنا .
وقد سبق وان حاولت النقاش مع العديد من من ينكر اسلوب اهل السنة بالحديث ان اناقشه ولكن لا أجد اسلوب علمي , اجد اما هوى متبع او تقليد لقوم آخرين واذا ناقشنا ترك الحوار بلا رجعه .
بصراحة لم تعطنا منهاج الا انك تقول ان هذه الاحاديث تخالف القران مرة وتخالف ما تريده ان يكون مرة أخرى .
ارجوا منك ان تضع لنا منهج لنعرف كيف تتعامل مع الحديث النبوي الشريف .
الا ترى ان كلامك بهذه الصورة فيه تعال على أهل العلم ؟

معاذ
06-24-2006, 02:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل أحمد محمد حامد ..

ليس لدي تعليقا على كلامك بخصوص الحديث (((أو ما علمت ما شارطت عليه ربي..))) أراني أتفق معك .. وربما أضيف إستغرابي إن الأمر أتي ضمن سياق (المشارطة) وليس الطلب. فكيف يمكن للعبد أن يشترط على ربه:
(((يا ‏ ‏أم سليم ‏ ‏أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي ..))).
من وجهة نظري .. وللأسف فإن ردود الإخوة كانت مجرد محاولة أقرب للنصائح تارة .. والزجر تارة أخري .. منها إلى الإجابة العلمية. إلا إنني أشكرهم وأتفهم الأسباب لذلك وهي ما لخصها الأخ مجدي بقوله لك: (((لو رد كل انسان ما لا يعجبه لأصبح هذا الدين مثل ما بقي من دين اليهود والنصارى))) .. وعموما هذا كلام صدق .. وإن كنت أشك في مدى صلاحيته في النقاش هنا.. وسأكتفي بهذا القدر في هذه الجزئية.

ولكن لدي تعليق على تحليلك بخصوص الحديث:
(((عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمرُ رضي الله عنهما في نفر ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا ، فأبطأ علينا ، وخشينا أن يقُتَطَعَ دوننا ، وفزعنا ، فقمنا ، فكنتُ أول من فزع . فخرجتُ أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسل ، حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرتُ به هل أجد له باباً فلم أجد ، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة ( والربيع : الجدول ) فاحتفزتُ فدخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( أبو هريرة ؟ )) فقلتُ : نعم يا رسول الله ، قال : (( ما شأنك )) ؟ قلت : كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تُقتطع دوننا ، ففزعنا فكنتُ أول من فزع ، فأتيتُ هذا الحائط فاحتفزتُ كما يحتفز الثعلبُ وهؤلاء الناس ورائي . فقال : (( ياأباهريرة ! )) وأعطاني نعليه وقال : (( اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهدُ ألا إله إلا الله، مُستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة . فكان أول من لقيتُ عمر فقال : ما هاتان النعلان ياأباهريرة ؟ فقلت : هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما، من لقيت يشهدُ أن لاإله إلا الله مسيقناً بها قلبه، بشرته بالجنة ، قال : فضرب عمرُ بيده بين ثديي فخررت لأستي، فقال : ارجع يا أبا هريرة ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشتُ بكاءً ، وركبني عمرُ فإذا هو على أثري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مالكَ ياأباهريرة ؟ )) فقلت لقيتُ عمرَ ، فأخبرته بالذي بعثتني به ، فضرب بين ثديي ضربةً خررت لإستي ، فقال : ارجع ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عمر ما حملك على ما صنعت ؟ )) قال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لاإله إلا الله مسُتيقناً بها قلبُه بشره بالجنة ؟ قال : (( نعم )) ، قال : فلا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناسُ عليها ، فخلهم يعملون ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (( فخلهم )) .))).


وكما معلوم لديكم فإن كل تحليل يرتكز على عناصر ثلاث:
1 - الفرضيات
2 - الحقائق والبديهيات
3 - الإستنتاج وإستخلاص النتائج

أختلف مع الإخوة الأفاضل في شيئين: الأولى الطعن في طريقة إستناجاتك إذ حسب ما يبدو لي فهي سليمة .. وبالتالي لابد وأن تؤدي إلى تلك النتائج التي ذهبت إليها. أما الثانية فهي محل الطعن حيت أعتقد أن محل الطعن يجب أن يكون في المقدمات (الفرضيات). ولا يخفى على لبيب مثلك أن هذا يُسقِط النقطة الثالثة أصلا .. وبالتالي لا يمكن أن تؤدي إلى تلك النتائج التي ذهبت إليها.

حتى لا أطيل .. وأدخل في الموضوع مباشرة بدون مقدمات .. دعنا نرى الدروس المستفادة من الحديث المذكور. ولنبدأ بخير الكلام .. يقول تبارك ذكره .. في أكثر من موضع .. منها:

(ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار ان الله يفعل ما يريد ..)الآية
(وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار ..)الآية
(والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون ..)الآية
(وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة واجر عظيم ..)الآية
(ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ..)الآية
(ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط ..)الآية

نلاحظ تكرار(الذين امنوا وعملوا الصالحات) وهؤلا عليهم دلالتان: الإيمان والعمل الصالح. قد نختلف في .. هل العمل الصالح هو نتيجة أم شرط للإيمان .. وما هي طبيعة هذا التلازم. ولكن الذي لا يسعنا الإختلاف فيه هو أن الإيمان سبق العمل. فهل يُغني الإيمان عن العمل الصالح؟
السؤال ليس سهلا كما قد يتبادر للبعض .. فالإجابة عليه سواء بالإيجاب أو النفي ستسحب السؤال – ما هو هذا الإيمان الذي لا يقترن بالعمل الصالح؟

وفي سورة الكهف ماذا نجد؟
(قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا )الآية

ذُكر أحسن العطاء ( لقاء ربه) وتم تقديم الذكر للعمل الصالح على عدم الشرك .. ولا شك أن الشرك ذنب عظيم وليس مع الشرك ذنب .. إذا التقديم هنا للعمل الصالح يُعطينا الجواب الصادق أن الإيمان والعمل الصالح بينهما علاقة تلازم.

لنرجع الآن إلى الحديث الشريف ..
وسأفترض بعكس ما ذهبت إليه أنت .. أن هذا الحديث يؤكد على هذه الحقيقة ويجسمها واقعا ملموسا بعد أن صورها القرآن وحيًا يُقرأ.. فإن كان كذلك فلن يكون أيضا فرض تعسفيا أن تكون هذه القصة كلها وحيًا الهيا .. وربما يمكن ملاحظة ذلك في السياق:
(((عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمرُ رضي الله عنهما في نفر ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا ، فأبطأ علينا ، ..)))

طبعًا يكفيني الفرض الممكن لتفنيد الإستبعاد .. لهذا سأكمل فرضا ..


يقول (ص) :
(((اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهدُ ألا إله إلا الله، مُستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة ..)))

كان يجب عليك أن تتسائل في هذا الموضع .. لماذا لم يستفسر أبو هريرة رضى الله عنه النبي (ص) عن نفسه ولو إطمئنانا .. لماذا إستثناه (ص) بقوله (((فمن لقيت من وراء هذا الحائط..))) بل لماذا أصلا إستثناه (ص)؟

ذهب رضي الله عنه فمن وجد؟ أليس عمر رضي الله عنه من الذين آمنوا؟

نعم هو كذلك .. ولكنه أيضًا من الذين .. عملوا الصلحات .. وكذلك أبو هريرة الذي لم يستفسر ..

وبالتالي فإن هؤلاء الصحابة الأبرار عليهم رضوان الله جميعا وعلى نبينا الصلوات والسلام تربوا على خلقه (ص) وخلقه هو القرآن. فكيف وهم من هم .. أهل أحسن القرون وأحسن أهله .. وكيف يعدهم من لا ينطق عن الهوى .. فكيف نحن ومن نحن .. ولا نحن من أحسن القرون ولا من أحسن أهله .. فهل الآن يحق لنا التعذر بالإيمان عن عدم العمل .. وهذه فائدة جلية لاينكرها إلا مبطل.

ولكن تبقى لنا مشكلة النعلين .. فما الفائدة من إرسالهما ؟ ..

قد يبدو السؤال صعبا .. ولكن إن إستبدلنا كلمة الفائدة بــ العبرة بحيث يصبح السؤال: فما العبرة من إرسالهما ؟ .. وأخذنا السياق (الفرض) السابق فإن إجابته تصبح بسيطة جدًا .. وهو عدم الإتكال ولو على نعلي رسول الله (ص).

والله أعلم.

احمد محمد حامد
06-24-2006, 12:44 PM
الاخ مجدي ...

بارك الله فيك ...

بالنسبة للمنهجية التي تطالبني بها, فقد قلت لك مرارا اني وجدت هذه الاحاديث تعارض القرآن الكريم من جهة, وتجعل من الرسول انسانا يقول شيئا ويفعل شيئا آخر ..

انت قلت ان هذا هو فهمي, وان ما ذهبت اليه لا يعدو ان يكون خطأ في الفهم ...

كلام جيد ووجهة نظر اتفهمها, ولكن صدّقني لو وجدت في كلامك ما يقنع ما تمنّعت عن التنازل عن هذا الفهم, كما اجد ان هناك اسئلة كثيرة في المقال وفي المداخلات قد تجاوزتم الاجابة عنها, ولم اكن ارى الردود الا محاولة لسدّ الثغرات لما تطاله الايدي دون ان تكون هناك منهجية واضحة .. فحينا يكون ابو هريرة محتاجا لنعليه, ثم يبدو لكم ان الرسول بعثه به كعلامة لانه لم يكن اتخذ خاتما بعد وان الرسول لن يكررها لانه اتخذ خاتما بعد ذلك, ثم بدا لكم انه حتى ولو اتخذ خاتما فان الامر يتطلب دواة واوراقا فهل نرجع الى سنيّة ارسال النعلين.. الحقيقة, لم اجد سوى ان جلّ ما في الامر هو عشوائية في انتقاء الردود, وحاول ان تستعرض ردودك او ردود الاخوة بعيدا عن مداخلاتي لتقف على الكثير من التناقضات التي اوردتموها في مداخلاتكم ..

.. الانسان مسؤول يوم القيامة عن قناعاته امام رب العالمين .. لذا اجد راحة وطمأنينة في ما أودعته قلبي وفهمي .. ولا اقول ذلك تعصّبا, فوالله الذي لا اله الا هو, لو وجدت ما يقنع لما تردّدت, ولست على استعداد ان اتنازل عن قناعاتي ارضاء للاخرين او تزلّفا لاحد ..

الاخ معاذ حفظك الله تعالى ...

لقد اوردت كلاما طيبا عن علاقة الايمان بالعمل الصالح, واوافقك فيما ذهبت اليه ..

في الحقيقة لم اتعرض الى هذا الحديث الا في حدود اعطاء الرسول النعلين لابي هريرة ..

ولكن هناك الملاحظات التالية:
1- لقد ذهبت ان هذا الحديث هو وحي, وقد وضعتها انت في دائرة الاحتمال الكبرى واستشهدت بترك الرسول لاصحابه ..
لنتجاوز مناقشة اساسات هذه الفرضية, ولنسأل التالي: اذا كان ما قاله الرسول لابي هريرة هو وحي هنا, هل يحقّ له الرجوع عن تبليغه للناس لمجرد ابداء عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأيه؟ الا يكون الرسول هنا بحكم من احجم عن تبليغ وحي الله: {يا ايها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته}

2- برأيي ان هذا الحديث أريد به الطعن في الرسول وابي هريرة وعمر بن الخطاب جميعا:
فالرسول الذي على خلق عظيم يرسل نعليه شاهدي عدل للناس على صدق رسالة رسوله (اي ابا هريرة هنا) ثم ان الرسول الكريم ينزل اليه وحي (حسب الفرضية) فيكون لعمر رأيا اكثر سدادا في امور متعلّقة بتبليغ الرسالة وليس بأمورا دنيوية .. ترى ماذا لو كان الامر الذي أمر الرسول ابا هريرة بابلاغه اية قرآنية تحمل نفس المفهوم؟ هل كان عمر سيفعل نفس الشيء وهل كان الرسول سيقبل منه مشورته؟

وابو هريرة رضى الله عنه هو ادنى من ان يكون شاهد عدل بذاته لذا هو بحاجة الى شاهد على كلامه وتبليغ احاديث الرسول في حياة الرسول الكريم, فكيف وقد مات الرسول الكريم؟ ثم ما هو الشاهد الذي يستحقه ابو هريرة كدليل صدق على روايته لاحاديث الرسول؟ انه ليس سوى نعلين! ثم هو طعن في ابي هريرة من ناحية اخرى: ان كان الرسول قد نزل عند مشورة عمر بن الخطاب في عدم تبليغ ذلك للناس, الا يكون ابو هريرة قد خالف الرسول وسنتّه في تبليغ هذا الحديث للناس؟

وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يراد له ان يبدو وصيا على الوحي الذي كان ينزل على الرسول الكريم .. ولا ندري كم من حديث لم يصلنا بسبب مشورة عمر بناء على هذه الرواية!!!

فكما ترى ايها الاخ الكريم, هذا ما يريد هذا الحديث ان يخبرنا اياه, يضاف الى ذلك اشياء كثيرة منها موقف عمر بن الخطاب ازاء رواية ابي هريرة لاحاديث رسول الله ...

لكل هذه الاسباب رفضت هذا الحديث, ليس لأني أنكر الحديث, وليس لأني انكر السنة, وليس لأني لي عداوة شخصية مع مسلم او البخاري رحمهما الله تعالى, بل لأني أرى أن الحديث من اوله الى آخره يريد الطعن في الرسول وابي هريرة وعمر بن الخطاب ..

قد يكون فهمي خاطئا .. اجل ان افهام الناس تتفاوت ... لكن اذا كان مراد الرسول حسب سياق الحديث ان لا يذكر هذا الحديث للناس, فلا أرى ما يمنع ان نحذف هذا الحديث من كتب السنن استجابة لرغبة الرسول في عدم ذكره ...

معاذ
06-24-2006, 04:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل أحمد محمد حامد ..

قرأت تعليقك على كلامي فلمستُ فيه بعضا من عدم الإستيعاب لما رميتُ له. أولا لا أتهمكُ بإنكار السنة بدون برهان .. ويكفيني تصريحك بهذا.

أما المنكرون للسنة فيجب عليهم أن يتسموا بأي إسم يحبون إلا بالمسلمين وديانتهم بأي إسم يحبون إلا الإسلام. ويسعدني أن هذا ليس محلا للخلاف بيننا ..

قولك أن الأحاديث عن الرسول (ص) يجب التثبت منها .. فهذا لا خلاف فيه بين المسلمين .. الإختلاف هو في كيفية التثبت. وقد وضع علماء الحديث آلية ومنهاجا لم تضعهما أي أمة في التثبت من كتبهم السماوية. ولا شك أن من أراد أن يمتطي هذا الجواد فعليه أن يحسن ركوبه .. عن نفسي أقول أن هذا ليس حصاني.


ويكفيك أن تقارن بين كتب الأحاديث في الإسلام والعهد القديم والجديد عند اليهود والنصارى مثلا. لا أقول مقارنة القرآن مع كتبهم .. فهذا الفرق البين شرف خص به الرحمن المسلمين دون غيرهم بأن حفظ كتابه في صدورهم. والشرف الثاني لهذه الأمة أن أوكل لها الله حفظ السنة النبوية .. ففاقوا بحفظهم لها حفظ غيرهم لكتاب الله .. فلم يبق لهم بعدها لا فخر ولا عذر.

نعم لاشك أن حفظ المولى عز وجل يختلف عن حفظ البشر .. ولهذا مقارنة الفرق بين حفظ الأحاديث بحفظ القرآن هو حق يُراد به باطلا .. ويجب علينا أن نقارن بين حفظ علماء أمتنا للأحاديث النبوية وبين أي حفظ سواه قام به البشر على مر الدهر ..

فهنيئُا لأمة الإسلام أن حفظ ربهم كتابه في صدورهم .. وهنيئا لهم أن مكنهم بحفظ سنة نبيهم .. وكيف لا! وهو (ص) الشهيد عليهم وهم الشهداء على الناس..

لهذا أكرر .. يسعدني أن هذا ليس محلا للخلاف بيننا .. ويظل خارجا عن موضوعنا ..


كتبتُ أعلاه .. (((قرأت تعليقك على كلامي فلمستُ فيه بعضا من عدم الإستيعاب لما رميتُ له. )))

لماذا؟
للتذكير كتبتُ سابقا (((وسأفترض بعكس ما ذهبت إليه أنت .. أن هذا الحديث يؤكد على هذه الحقيقة ويجسمها واقعا ملموسا بعد أن صورها القرآن وحيًا يُقرأ.. فإن كان كذلك فلن يكون أيضا فرض تعسفيا أن تكون هذه القصة كلها وحيًا الهيا .. )))

هل لاحظت قولي: (((أن هذا الحديث يؤكد على هذه الحقيقة ويجسمها واقعا ملموسا)))
وقولي: ((( أن تكون هذه القصة كلها ..)))
أسألك لأنك عدت تقول (((اذا كان ما قاله الرسول لابي هريرة هو وحي هنا..)))

فهل قلت أنا ((( ما قاله الرسول))) .. وحتى لو ذهبت معك في هذا فلم لم تعتبر قوله (ص) في آخر الكلام ((( فخلهم ))) وحيًا. فبهذا أنت تناقض كلامك وتضرب ببعضه بعضا.

نعم .. ما بُني على باطل فهو باطل .. وأراك تؤكد ظني بأنك ترتكب الخطأ في الفروض .. فأنت إفترضت معي تسليما أن الرسول (ص) قدم درسا عمليا لأمته بأصحابه حول الربط بين الإيمان والعمل الصالح وعدم الإتكال .. ولكنك عدت فاعتبرت أن المقدمة فقط هي العبرة .. وليست القصة كلها ..

أبو هريرة رضى الله عنه أول من مسك بالنعلين وأول من فزع .. وهو من حمل البشارة .. فما رأيك هل هو من المبشرين أم لا؟ ..

فماذا فعل .. هل لبس النعلين .. هل تذمر .. هل إستفسر .. لا لا لا
هذه هي أخلاق أصحابه (ص) ورضوان الله عليهم ..
فهل هذا كل شئ .. لا
هل قفز عمر (رضى الله عنه) من الفرح .. وأنه أول المبشرين .. لا لا لا
هذه هي أخلاق أصحابه (ص) ورضوان الله عليهم ..

وماذا عن البقية ..
بالمثل سنقول ..
هذه هي أخلاق أصحابه (ص) ورضوان الله عليهم ..

هل إستوعبت الآن قوله (ص) ... ((( فخلهم ))) ... فكلهم من (((الذين امنوا وعملوا الصالحات))) ..

القضية ليست تراجعا كما ذهبت أنت ولكنها إقرارا لواقع تم تأكيده فعلا ...

حاول أن ترى الأمر من هذه الزاوية ثم إقرأ قوله سبحانه وتعالى:
(((محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطاه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما))))

نعم إنه (((محمد رسول الله والذين معه))) وهم (((الذين امنوا وعملوا الصالحات))) وهم الذين جعل الله لهم ودا (((ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)))

لا أرى ما تراه أنت أن في هذه القصة إساءة للنبي (ص) بل أراها قصة جميلة مليئة بالمعاني العظام لهؤلاء الأفذاذ .. الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها على كلمة التوحيد .. ولولا ضيق المقام لفصلت وفصلت .. وسأترك هذا لمن هو أجدر مني من الإخوة الكرام.


والله أعلم.
.
.
والسلام عليكم.

احمد محمد حامد
06-24-2006, 11:14 PM
الاخ الكريم معاذ ...

لم اقصد في المداخلة الاخيرة ان اردّ على ما تفضّلت به, وانما جلّ ما في الامر اني اخذت فرضية الوحي ثم سقت ما سقت اخرج ما في جعبتي من تساءلات حول النص ... وبالتالي ارجو ان لا يفهم مما كتب انه ردّ على ما تفضّلت به ...وذلك لاني وجدت في مداخلاتك نقاطا جديرة بالاستفهام من قبلي, حيث انني في حقيقة الامر قد يكون غاب عن ذهني مراميك منها ..

هنا اقتبس من مقالتك الاولى, واضع خطا تحت السطور التي لم يسعفني فهمي في الوقوف عليها, ولك الشكر الجزيل ..


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل أحمد محمد حامد ..



ولكن لدي تعليق على تحليلك بخصوص الحديث:



وكما معلوم لديكم فإن كل تحليل يرتكز على عناصر ثلاث:
1 - الفرضيات
2 - الحقائق والبديهيات
3 - الإستنتاج وإستخلاص النتائج

أختلف مع الإخوة الأفاضل في شيئين: الأولى الطعن في طريقة إستناجاتك إذ حسب ما يبدو لي فهي سليمة .. وبالتالي لابد وأن تؤدي إلى تلك النتائج التي ذهبت إليها. أما الثانية فهي محل الطعن حيت أعتقد أن محل الطعن يجب أن يكون في المقدمات (الفرضيات). ولا يخفى على لبيب مثلك أن هذا يُسقِط النقطة الثالثة أصلا .. وبالتالي لا يمكن أن تؤدي إلى تلك النتائج التي ذهبت إليها.

حتى لا أطيل .. وأدخل في الموضوع مباشرة بدون مقدمات .. دعنا نرى الدروس المستفادة من الحديث المذكور. ولنبدأ بخير الكلام .. يقول تبارك ذكره .. في أكثر من موضع .. منها:

(ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار ان الله يفعل ما يريد ..)الآية
(وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار ..)الآية
(والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون ..)الآية
(وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة واجر عظيم ..)الآية
(ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ..)الآية
(ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط ..)الآية

نلاحظ تكرار(الذين امنوا وعملوا الصالحات) وهؤلا عليهم دلالتان: الإيمان والعمل الصالح. قد نختلف في .. هل العمل الصالح هو نتيجة أم شرط للإيمان .. وما هي طبيعة هذا التلازم. ولكن الذي لا يسعنا الإختلاف فيه هو أن الإيمان سبق العمل. فهل يُغني الإيمان عن العمل الصالح؟
السؤال ليس سهلا كما قد يتبادر للبعض .. فالإجابة عليه سواء بالإيجاب أو النفي ستسحب السؤال – ما هو هذا الإيمان الذي لا يقترن بالعمل الصالح؟

وفي سورة الكهف ماذا نجد؟
(قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا )الآية

ذُكر أحسن العطاء ( لقاء ربه) وتم تقديم الذكر للعمل الصالح على عدم الشرك .. ولا شك أن الشرك ذنب عظيم وليس مع الشرك ذنب .. إذا التقديم هنا للعمل الصالح يُعطينا الجواب الصادق أن الإيمان والعمل الصالح بينهما علاقة تلازم.

لنرجع الآن إلى الحديث الشريف ..
وسأفترض بعكس ما ذهبت إليه أنت .. أن هذا الحديث يؤكد على هذه الحقيقة ويجسمها واقعا ملموسا بعد أن صورها القرآن وحيًا يُقرأ.. فإن كان كذلك فلن يكون أيضا فرض تعسفيا أن تكون هذه القصة كلها وحيًا الهيا .. وربما يمكن ملاحظة ذلك في السياق:
(((عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمرُ رضي الله عنهما في نفر ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا ، فأبطأ علينا ، ..)))

طبعًا يكفيني الفرض الممكن لتفنيد الإستبعاد .. لهذا سأكمل فرضا ..


يقول (ص) :
(((اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهدُ ألا إله إلا الله، مُستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة ..)))

كان يجب عليك أن تتسائل في هذا الموضع .. لماذا لم يستفسر أبو هريرة رضى الله عنه النبي (ص) عن نفسه ولو إطمئنانا .. لماذا إستثناه (ص) بقوله (((فمن لقيت من وراء هذا الحائط..))) بل لماذا أصلا إستثناه (ص)؟

ذهب رضي الله عنه فمن وجد؟ أليس عمر رضي الله عنه من الذين آمنوا؟

نعم هو كذلك .. ولكنه أيضًا من الذين .. عملوا الصلحات .. وكذلك أبو هريرة الذي لم يستفسر ..

وبالتالي فإن هؤلاء الصحابة الأبرار عليهم رضوان الله جميعا وعلى نبينا الصلوات والسلام تربوا على خلقه (ص) وخلقه هو القرآن. فكيف وهم من هم .. أهل أحسن القرون وأحسن أهله .. وكيف يعدهم من لا ينطق عن الهوى .. فكيف نحن ومن نحن .. ولا نحن من أحسن القرون ولا من أحسن أهله .. فهل الآن يحق لنا التعذر بالإيمان عن عدم العمل .. وهذه فائدة جلية لاينكرها إلا مبطل.

ولكن تبقى لنا مشكلة النعلين .. فما الفائدة من إرسالهما ؟ ..

قد يبدو السؤال صعبا .. ولكن إن إستبدلنا كلمة الفائدة بــ العبرة بحيث يصبح السؤال: فما العبرة من إرسالهما ؟ .. وأخذنا السياق (الفرض) السابق فإن إجابته تصبح بسيطة جدًا .. وهو عدم الإتكال ولو على نعلي رسول الله (ص).

والله أعلم.

عبد الله حامد
06-25-2006, 03:41 AM
.. الانسان مسؤول يوم القيامة عن قناعاته امام رب العالمين .. لذا اجد راحة وطمأنينة في ما أودعته قلبي وفهمي ..
وهل قناعتك الشخصية المخالفة لقناعات العلماء والمتعلقة بأمور الدين مكانها النشر فى منتدى التوحيد ؟
حقيقة لا أدرى ما الذى يفعل هنا ولا ما هدفه ؟!
أعتقد أن منتدى التوحيد يخلو إلى حد بعيد من طلبة العلم وإن وجد أحدهم فهو قليل المشاركة وغير مؤثر وأنه قد أصبح مرتعا للخائضين ومن لا هدف لهم ومن يصطادون فى الماء العكر فلا طلبة علم يردون ولا دعاة يضعون الأمور فى نصابها يعرفون حقيقة ما يحدث وما الذى يمكن أن ينتج عنه ولا إدارة لها استراتيجية واضحة ولا أدرى إلى أى مدى يمكن أن يصل الحال ؟

معاذ
06-25-2006, 04:16 PM
الأخ الفاضل أحمد محمد حامد
السلام عليكم

بالنسبة لقولي ((( أما الثانية فهي محل الطعن حيت أعتقد أن محل الطعن يجب أن يكون في المقدمات (الفرضيات). ))))

قصدي أن الطعن في كلامي محله في مكان أخر بخلاف الإخوة الأفاضل. فإني لا أطعن في طريقة الإستنتاج ولكن في قاعدته. سأضرب لك مثلا:

لنفرض أنك أمسكت بخيط من نصفه موجود في كومة كبيرة وتقول لو تتبعت الخيط فسأصل إلى الإبرة .. ثم تسحبه حتى نهايته .. ولا تجد الإبرة ... فتقول حسنًا سنسحبه في الجهة المعاكسة ثم أيضا .. لا إبرة ... وهنا تقول لقد أثبت .. بطريقة لا تقبل الشك .. بأنه لا وجود للإبرة.

أقول طريقتك سليمة في البحث معتلة في الفرض .. والقصد أن كلامك يكون سليما فقط إن كان هناك سلك وحيدا بالكومة (غير مقطوع)!

فإن كنت باحث تجيد البحث فيجب أن تفترض وجود خيوط أخرى .. وبالتالي نتيجة بحثك مهما حبكتها ودققتها فستظل في نطاق الظن .. إلا إذا إستثنيت جميع الإحتمالات الممكنة (وفي مثالنا الخيوط الأخرى) .. وهذا ما قصدته بقولي: ((( طريقة إستناجاتك إذ حسب ما يبدو لي فهي سليمة))) إذ أن ملاحظتي لا تخص طريقتك في تحليل ما تناولت ولكن في إهمال ما تركت. ولهذا أيضا كتبتُ ..

(((وسأفترض بعكس ما ذهبت إليه أنت ..)))

أي أخذت خيطا أخر وتتبعته فبينت أن هذا الخيط يؤدي إلى فوائد عديدة .. وهو متماسك داخليا. وبهذا يصبح تتبعك للخيط الأخر (بحثك في الجزيئة الأخرى) فاقد للمعنى جملة وتفصيلا.

بكلام أكثر دقة .. لا يمكن إثبات أو نفي شئ ما .. بدون إستقصاء ما يفند البرهان.

احمد محمد حامد
06-26-2006, 01:25 AM
الاخ العزيز معاذ ...

انطلاقاتك في التفكير والتدبّر متميّزة, واسمح لي باستفسار آخر عن قولك: وهو عدم الإتكال ولو على نعلي رسول الله .

بارك الله فيك, وقد آنسني ما سمعت منك ...

الفرصة الأخيرة
06-26-2006, 12:51 PM
هل ارسل الرسول ابو هريرة الى بلاد السند والهند حتى تقول انه بعث معه ما يثبت كلامه؟تحية وبعد:
الجزء المقتبس تحديدًا هو لُبّ المشكلة في نظري .. وكنتُ قد أشرت إلى فوارق لابد منها قبل هذا .. فالقضية لها وجوه عديدة .. تكلم الأخوة عن كثيرٍ منها .. وليس تضاربًا كما فهمه صاحب الموضوع أعلاه.

ينبغي أن نعلم أن الحديث الواحد يمكن تناوله بأكثر من وجهٍ .. وهذا سرٌّ من أسرار الإعجاز البياني واللغوي والإشاري والدلالي وغيرها مما أعطاه الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وجعله أُعْطِيَ جوامع الكَلِم.

فهو يُعَبِّر صلى الله عليه وسلم باليسير من الكلمات عن الكثير من المعاني والموضوعات .. لابد لنا أن نستحضر هذا جيدًا.

كما لابد لنا أن نفهم المسألة على ضوء ما ذكرتُه في مشاركة سابقة حول قضية النعلين .. ويتضح الأمر أكثر بأن نقول:

ليس واجبًا أن نرسل بدليل أو تأكيد مع من ذهب إلى السند أو الهند .. إذا قامت القرائن المحيطة مقام الأدلة والبراهين .. فالمشكلة ليس في بُعْد المنطقة زمانًا أو مكانًا .. وإنما هي في طريقة إثبات المرسَل .. وتأييده.

فقد يدخل الشخص على جاره فيحكي له قصة طويلة لا تؤيدها الواقعة أو القرينة الحالية والآنية .. فينكرها الجار مباشرةً .. وقد يأتينا من هو في آخر بلاد الدنيا بخير لم نره ولم نسمع عنه قبل الآن غير أننا نصدق به ولا نكذبه لما قام عندنا قبل ذلك من قرائن تؤيد هذا وتؤكّده.

لنتصور هذا الأمر الآخر لتتضح لنا المسألة:

أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أكثر الناس ملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم .. حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثر من قوله: (دخلت أنا وأبو بكر وعمر) (خرجت أنا وأبو بكر وعمر).
ورغم كثرة الملازمة وطولها إلا أن عمر رضي الله عنه قد فوجئ بمن يدُقُّ بابه ثلاث مرات ثم ينصرف!!
ما الخبر؟ لماذا انصرفتَ؟ يستفسر عمر رضي الله عنه عن السر في ذلك فيفاجأ بما هو أغرب وأغرب بالنسبة له.. حيثُ يقال له: هذه سنة الاستئذان التي سنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الذي أكثر عمر من ملازمته!
يخبره بذلك من هو أقل منه ملازمة وخبرة وعِلْمًا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
هنا مهما كان المُخْبِر صادقًا أمينًا إلا أن عمر أعلم وأكثر ملازمة .. فلابد من قرائن أخرى تؤكد هذا .. فلعل الناقل وهم .. أو أخطأ في فهمه أو غير هذا مما لا يقدح في صِدْقِه لكن يقدح في صحة الخبر.
خاصة وهذه سنة استئذان .. وكان عمر كثيرًا ما يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم .. ومع هذا تخفى عليه؟!
يطلب شاهدًا .. فيأتِ الشاهد فيؤكد خبر الصحابي الآخر فيرجع عمر إلى نفسه فيقول: (ألهاني عنه الصفق في الأسواق)
يعني يعاتب نفسه بأنه قد شغله البيع والشراء والتجارة عن بعض الأمور فلم يعلمها رغم ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم.

ربما وجد هذا الصحابي الجليل في القصة شاهدًا له.. لكن من يشهد مع أبي هريرة رضي الله عنه .. وهو أول من وصل النبي صلى الله عليه وسلم في قصتنا المذكورة أعلاه (قصة النعلين)؟!
لا يوجد متابع ولا شاهد.
وعمر أكثر ملازمة.
والموضوع مصيري وخطير.
هنا وحسب قواعد أهل الحديث الصارمة لابد من متابع أو شاهد أو قرينة تؤيد الخبر المنقول.

وهذا كله شيءٌ .. وفوائد ذلك وحِكَمه وعِلَله شيءٌ آخر يمكن لكل أحد أن يدلي فيه بما فتح الله عز وجل عليه من الزاوية التي يحسنها .. ونصوص السنة ولادة للحِكَم والمعاني .. مليئة بالعبر والدروس المستفادة.


هذه كلمة سريعة أردتُ إثباتها الآن حسب ضيق الوقت .
وتمنياتي للجميع بنهاية سعيدة :emrose:

الفرصة الأخيرة
06-26-2006, 01:08 PM
قد بيّنت لك الالية في المداخلة السابقة, وسأعيدها عليك كما اوردتها - حيث يبدو انك لم تقرأها -:
اما عن الالية التي ارجح فيها فقد اوردتها واعيد مختصرا: التعارض بين نصوص الحديث ومحاور القرآن الاساسية ... التعارض الذي لا يصلحه جمع ولا طرح ولا ترجيح .. التعارض الذي يقول ان هناك لون ابيض ويقول الاخر عن نفس اللون انه اسود .. ......

ثم لا ادري لم تقرا انصاف كلامي ... فقد قلت لك: انفرد به مسلم عن الكتب التسعة ولم اقل انفرد به مسلم (والكتب التسعة: البخاري - مسلم - الترمذي - النسائي - داود - ابن ماجه - احمد - مالك - الدارمي)
الآلية المذكورة هنا سبق وقلتُ بأن الذي يقوم بها لابد وأن يقوم عالمًا بلغة العرب .. حافظًا لقواعد الشريعة وأصولها .. عارفًا بعدة علوم ..إلى آخر ما سبق من كلامي.
ثم جاء الكاتب هنا واعترف آنفًا أنه لا يزعم علمه بهذا كله .. فكان ينبغي عليه من حينها أن يتوقف عن الكتابة ويقلد علماءنا فيما قالوا .. فهم قد حفظوا وعلموا ودرسوا.

أمرٌ آخر أن الكتب ستة أما الكتب التسعة فهذا اصطلاح شركة صخر للبرمجيات في برنامجها الكتب التسعة .. وهذا اصطلاح لم يكن معروفًا عند العلماء... فلا أدري كيف فات هذا على صاحب الموضوع .. وكيف بباقي الكلام؟!

احمد محمد حامد
06-26-2006, 02:45 PM
الاخ الكريم الفرصة الاخيرة:

اقتباس 1:
------------
ربما وجد هذا الصحابي الجليل في القصة شاهدًا له.. لكن من يشهد مع أبي هريرة رضي الله عنه .. وهو أول من وصل النبي صلى الله عليه وسلم في قصتنا المذكورة أعلاه (قصة النعلين)؟!
لا يوجد متابع ولا شاهد.
وعمر أكثر ملازمة.
والموضوع مصيري وخطير.
هنا وحسب قواعد أهل الحديث الصارمة لابد من متابع أو شاهد أو قرينة تؤيد الخبر المنقول.
--------------

انك بهذا تفتح الباب على مصراعيه في التشكيك بكل الاحاديث التي جاءت في كتب السنن حيث ان مفهوم الكلام انه لا بد لكل راو ان يكون له شاهد اثبات من الرسول صلى الله عليه وسلم على صدق اخباره (بغضّ النظر ان كان الشاهد نعلين او سواهما) فهناك احاديث اكثر خطورة من هذا الحديث ... فان كان ابو هريرة في حياة الرسول كان بحاجة الى شاهد اثبات فالاولى ان يكون بعد وفاته بحاجة الى اكثر من ذلك !!!!

اقتباس (2):
-------------
ثم جاء الكاتب هنا واعترف آنفًا أنه لا يزعم علمه بهذا كله .. فكان ينبغي عليه من حينها أن يتوقف عن الكتابة ويقلد علماءنا فيما قالوا .. فهم قد حفظوا وعلموا ودرسوا.
---------------
قلت لك بداية اني لا املك المعرفة المطلقة, واني احاور في حدود معرفتي البسيطة ....

اما عن نصيحتك لي بأن أقلّد, فان القرآن عاب على الكافرين انهم قلّدوا بلا حجة وبيان وبرهان, فهل تدعوني الى اتباع سنتهم في اخذ الدين؟؟

اقتباس 3:
------------
أمرٌ آخر أن الكتب ستة أما الكتب التسعة فهذا اصطلاح شركة صخر للبرمجيات في برنامجها الكتب التسعة .. وهذا اصطلاح لم يكن معروفًا عند العلماء... فلا أدري كيف فات هذا على صاحب الموضوع .. وكيف بباقي الكلام؟!
-----------------

ومن قال لك اني قلت بأن مصطلح الكتب التسعة هو مصطلح للسلف؟ اني استخدمت هذا المصطلح لأنه اصبح متداولا بين الناس وبين طلبة العلم ولك ان تبحث عن المصطلح في محرّكات البحث على الانترنت لتعلم ذلك, فان كان الامر خافيا على السامع وجب السؤال عنه قبل التسرّع في اطلاق الاحكام ... ايها الاخ الكريم, لك من كلامي ما اكتبه, وليس ما تفهمه او تسقطه على كلامي ...

واني ألحظ ان وقتك ضيّق منذ ان بدأت في الحوار هنا ايها الاخ الكريم, وربما ذلك هو السبب في ان كلامي لا يكون واضحا في معظم الاحيان لك .. وبارك الله فيك وجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم ...

والسلام عليكم ورحمة الله

الفرصة الأخيرة
06-26-2006, 04:13 PM
تحية وبعد:

الاخ الكريم الفرصة الاخيرة:

اقتباس 1:
------------
ربما وجد هذا الصحابي الجليل في القصة شاهدًا له.. لكن من يشهد مع أبي هريرة رضي الله عنه .. وهو أول من وصل النبي صلى الله عليه وسلم في قصتنا المذكورة أعلاه (قصة النعلين)؟!
لا يوجد متابع ولا شاهد.
وعمر أكثر ملازمة.
والموضوع مصيري وخطير.
هنا وحسب قواعد أهل الحديث الصارمة لابد من متابع أو شاهد أو قرينة تؤيد الخبر المنقول.
--------------

انك بهذا تفتح الباب على مصراعيه في التشكيك بكل الاحاديث التي جاءت في كتب السنن حيث ان مفهوم الكلام انه لا بد لكل راو ان يكون له شاهد اثبات من الرسول صلى الله عليه وسلم على صدق اخباره (بغضّ النظر ان كان الشاهد نعلين او سواهما) فهناك احاديث اكثر خطورة من هذا الحديث ... فان كان ابو هريرة في حياة الرسول كان بحاجة الى شاهد اثبات فالاولى ان يكون بعد وفاته بحاجة الى اكثر من ذلك !!!!
أولا أنا لا أفتح بابًا لشيءٍ .. لأنه ليس ثمة ما يُخْشَى منه في كلامي.. بل أنا أقرر منهجًا موجودًا .. عَلِمَه مَنْ عَلِمَهُ .. وجَهِلَهُ مَنْ جهله!!
ليس ثمة رواية في ديننا إلا ولها ما يؤكدها ويؤيد ثبوتها إن كانت ثابتة أو يؤيد ضعفها إن كانت ضعيفة.. وليس ثمة رواية عارية عن القرائن والملابسات .. فمن درس وفتَّشَ وتعلم عَلِمَ .. ومن قنع واستكان وأخلد إلى الأرض ولم يكلف نفسه عناء التعليم لم يعلم شيئًا.
هذه هي القضية ببساطة شديدة.

وجود الشواهد والمتابعات الظاهرة .. أو القرائن والملابسات التي لا يعرفها سوى من تمرَّس وتعلم أمثال أئمتنا وعلمائنا .. ثم المطالبة بالتعلم من أجل الوقوف على هذه الشواهد والمتابعات ومعرفة هذه القرائن والملابسات المحيطة .. كل هذا لا يفتح بابًا لشيء.

ومن يتوقع أن في ديننا من نخشى منه فهو لا يعرف ديننا حق المعرفة .. ومن يتوقع أن لدينا من الروايات ما نخفيه خشية التشكيك فيه فهو لا يعرف علم الروايات الخاصة بنا .. ولا على أي أساس يتم نقدها وتمييزها ولا قبولها.

لا يلزم أن يكون الشاهد أو القرينة شيئًا ظاهرًا واضحًا للعيان كمتابعة شخص لشخص .. أو رواية راوٍ مثل ما رواه آخر .. بل قد يكون الشاهد والقرينة من داخل الرواية نفسها .. باتساقها مع أصلٍ عام من أصول المسلمين وموافقتها لأوامر دينهم .. وقبل هذا وبعده تأتي الحجرة الصلبة: أن تصلح هذه الرواية بكلامها وألفاظها أن تكون من ألفاظ النبوة.

وهذه أعتى مشاكل علم الحديث والرواية .. معرفة ما يصلح أن يكون من كلام النبوة وما لا يصلح أن يكون .. بناءً على معرفة طويلة وممارسة غزيرة جدًا لألفاظ النبوة .. وتتبع لمسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وافعاله ودراسة شخصيته دراسة موسعه ومستفيضة .. والتمرس والصبر والخبرة لسنين طويلة جدًا .. هذا وحده ما يجعل الأمر سهلا ميسورًا على من يسره الله عليه .. ويقدر ساعتها مع إلمامه بعلوم الشريعة الأخرى أن يميز بين ما يصح وما لا يصح.



اقتباس (2):
-------------
ثم جاء الكاتب هنا واعترف آنفًا أنه لا يزعم علمه بهذا كله .. فكان ينبغي عليه من حينها أن يتوقف عن الكتابة ويقلد علماءنا فيما قالوا .. فهم قد حفظوا وعلموا ودرسوا.
---------------
قلت لك بداية اني لا املك المعرفة المطلقة, واني احاور في حدود معرفتي البسيطة ....

اما عن نصيحتك لي بأن أقلّد, فان القرآن عاب على الكافرين انهم قلّدوا بلا حجة وبيان وبرهان, فهل تدعوني الى اتباع سنتهم في اخذ الدين؟؟

أنا لا أتكلم عن امتلاك معارف مطلقة .. بل عن امتلاك المعارف المخصوصة المعينة على ما نحن فيه .. أو تقليد العارفين .. فلا وجه للمقارنة بين كلامي هذا وبين تقليد الكافرين الذي نعاه القرآن وعابه عليهم لعنهم الله.

وأنت وأنا وجميع البشر يتفقون على أنه لا يحق لمن لا يعرف شيئًا إلا أن يقلد العارف الخبير به .. ولم أطالبك بأكثر من هذا .. كما أنك تقلد الطبيب فيما يكتبه لك من علاج لثقتك ويقينك بأنه أعلم بما يقول .. وأنك لا تعلم مثل ما يعلمه هو.
هذا هو الأمر بهدوء شديد.


اقتباس 3:
------------
أمرٌ آخر أن الكتب ستة أما الكتب التسعة فهذا اصطلاح شركة صخر للبرمجيات في برنامجها الكتب التسعة .. وهذا اصطلاح لم يكن معروفًا عند العلماء... فلا أدري كيف فات هذا على صاحب الموضوع .. وكيف بباقي الكلام؟!
-----------------

ومن قال لك اني قلت بأن مصطلح الكتب التسعة هو مصطلح للسلف؟ اني استخدمت هذا المصطلح لأنه اصبح متداولا بين الناس وبين طلبة العلم ولك ان تبحث عن المصطلح في محرّكات البحث على الانترنت لتعلم ذلك, فان كان الامر خافيا على السامع وجب السؤال عنه قبل التسرّع في اطلاق الاحكام ... ايها الاخ الكريم, لك من كلامي ما اكتبه, وليس ما تفهمه او تسقطه على كلامي ... شيعوعة الشيء لا يدل على صحته أبدًا .. وقد قرر هذا بجلاء الإمام الطرطوشي في كتابه في البدع والحوادث حسب الذاكرة الآن.
وعليه فإن أي اصطلاح حادث لابد من تقييده .. فنقول: الكتب التسعة حسب تقسيم شركة صخر .. وبهذا نكون عرفنا أن الكاتب يتبنى اصطلاحًا معينًا .. بناء على اختيار له له فيه مطلق الحرية ولنا أن نقبله أو نناقشه .. ولكن ليس في هذا المكان حتى لا يطغى على أصل الموضوع أعلاه.
أما أن نطلق الاصطلاح بغير تقيد فهذا بلاشك غير دقيق وغير سليم.. وهذا ما قصدته في كلامي.
وكما قلت لك: لن أطيل في هذا حتى لا نخرج عن الموضوع الأصلي.


واني ألحظ ان وقتك ضيّق منذ ان بدأت في الحوار هنا ايها الاخ الكريم, وربما ذلك هو السبب في ان كلامي لا يكون واضحا في معظم الاحيان لك .. وبارك الله فيك وجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم ...
نعم وقتي ضيق جدًا .. غير أني أفهم جيدًا ما أقرأه.. والكلام هو المحك.


وتمنياتي للجميع بنهاية سعيدة. :emrose:

احمد محمد حامد
06-27-2006, 12:32 PM
اقتباس 1:
--------------

أولا أنا لا أفتح بابًا لشيءٍ .. لأنه ليس ثمة ما يُخْشَى منه في كلامي.. بل أنا أقرر منهجًا موجودًا .. عَلِمَه مَنْ عَلِمَهُ .. وجَهِلَهُ مَنْ جهله!!
ليس ثمة رواية في ديننا إلا ولها ما يؤكدها ويؤيد ثبوتها إن كانت ثابتة أو يؤيد ضعفها إن كانت ضعيفة.. وليس ثمة رواية عارية عن القرائن والملابسات .. فمن درس وفتَّشَ وتعلم عَلِمَ .. ومن قنع واستكان وأخلد إلى الأرض ولم يكلف نفسه عناء التعليم لم يعلم شيئًا.
هذه هي القضية ببساطة شديدة.

وجود الشواهد والمتابعات الظاهرة .. أو القرائن والملابسات التي لا يعرفها سوى من تمرَّس وتعلم أمثال أئمتنا وعلمائنا .. ثم المطالبة بالتعلم من أجل الوقوف على هذه الشواهد والمتابعات ومعرفة هذه القرائن والملابسات المحيطة .. كل هذا لا يفتح بابًا لشيء.

ومن يتوقع أن في ديننا من نخشى منه فهو لا يعرف ديننا حق المعرفة .. ومن يتوقع أن لدينا من الروايات ما نخفيه خشية التشكيك فيه فهو لا يعرف علم الروايات الخاصة بنا .. ولا على أي أساس يتم نقدها وتمييزها ولا قبولها.

لا يلزم أن يكون الشاهد أو القرينة شيئًا ظاهرًا واضحًا للعيان كمتابعة شخص لشخص .. أو رواية راوٍ مثل ما رواه آخر .. بل قد يكون الشاهد والقرينة من داخل الرواية نفسها .. باتساقها مع أصلٍ عام من أصول المسلمين وموافقتها لأوامر دينهم .. وقبل هذا وبعده تأتي الحجرة الصلبة: أن تصلح هذه الرواية بكلامها وألفاظها أن تكون من ألفاظ النبوة.

وهذه أعتى مشاكل علم الحديث والرواية .. معرفة ما يصلح أن يكون من كلام النبوة وما لا يصلح أن يكون .. بناءً على معرفة طويلة وممارسة غزيرة جدًا لألفاظ النبوة .. وتتبع لمسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وافعاله ودراسة شخصيته دراسة موسعه ومستفيضة .. والتمرس والصبر والخبرة لسنين طويلة جدًا .. هذا وحده ما يجعل الأمر سهلا ميسورًا على من يسره الله عليه .. ويقدر ساعتها مع إلمامه بعلوم الشريعة الأخرى أن يميز بين ما يصح وما لا يصح.
----------------
كلام عام لا يستقيم مع حقيقة ان بعض الفقهاء قد ردّوا احاديث في كتب الصحاح

اقتباس 2:
--------------
وأنت وأنا وجميع البشر يتفقون على أنه لا يحق لمن لا يعرف شيئًا إلا أن يقلد العارف الخبير به .. ولم أطالبك بأكثر من هذا .. كما أنك تقلد الطبيب فيما يكتبه لك من علاج لثقتك ويقينك بأنه أعلم بما يقول .. وأنك لا تعلم مثل ما يعلمه هو.
هذا هو الأمر بهدوء شديد.
--------------
واقول بنفس الهدوء اننا نتكلم هنا عن دين حيث رتّب الله فيه المسؤولية على كل شخص, ولم اجد في القرآن الكريم او السنة ما يبرّر لاحد كائن ما كان ان يصبح مقلّدا, بل على العكس لقد جاءت اوامر كثيرة بالتحرّي والتثّبّت .. اما ما ذهب اليه البعض من جواز التقليد وجواز ان يلجأ اليه البعض او الكثير انما جاء نتيجة تقاعسنا عن ان نعيد الادوات المعرفية من لغة وغيرها الى حيّز التفاعل الاجتماعي من جديد, فأنت ترى مثلا ان فهم اللغة اصبح وكأنه حكرا على من يدرس الشريعة فقط ... لا اقول هذا انتقاصا ممن يدرسون الشريعة, وانما اتكلم هنا عن خلل اجتماعي, والاولى ان تنصبّ الجهود الى كيفية احياء ادوات المعرفة من لغة او غيرها م بدل ان نظل اسيري التقليد الذي لن يؤدي بنا الى تطوّر المعرفة ولا بأي شكل من الاشكال ...

اقتباس 3:
-----------
شيعوعة الشيء لا يدل على صحته أبدًا ..
----------
عندما نتكلم عن مصطلحات, فالامر لا علاقة له بالصحة او الخطأ ...

الفرصة الأخيرة
06-27-2006, 02:37 PM
اقتباس 1:
--------------

أولا أنا لا أفتح بابًا لشيءٍ .. لأنه ليس ثمة ما يُخْشَى منه في كلامي.. بل أنا أقرر منهجًا موجودًا .. عَلِمَه مَنْ عَلِمَهُ .. وجَهِلَهُ مَنْ جهله!!
ليس ثمة رواية في ديننا إلا ولها ما يؤكدها ويؤيد ثبوتها إن كانت ثابتة أو يؤيد ضعفها إن كانت ضعيفة.. وليس ثمة رواية عارية عن القرائن والملابسات .. فمن درس وفتَّشَ وتعلم عَلِمَ .. ومن قنع واستكان وأخلد إلى الأرض ولم يكلف نفسه عناء التعليم لم يعلم شيئًا.
هذه هي القضية ببساطة شديدة.

وجود الشواهد والمتابعات الظاهرة .. أو القرائن والملابسات التي لا يعرفها سوى من تمرَّس وتعلم أمثال أئمتنا وعلمائنا .. ثم المطالبة بالتعلم من أجل الوقوف على هذه الشواهد والمتابعات ومعرفة هذه القرائن والملابسات المحيطة .. كل هذا لا يفتح بابًا لشيء.

ومن يتوقع أن في ديننا من نخشى منه فهو لا يعرف ديننا حق المعرفة .. ومن يتوقع أن لدينا من الروايات ما نخفيه خشية التشكيك فيه فهو لا يعرف علم الروايات الخاصة بنا .. ولا على أي أساس يتم نقدها وتمييزها ولا قبولها.

لا يلزم أن يكون الشاهد أو القرينة شيئًا ظاهرًا واضحًا للعيان كمتابعة شخص لشخص .. أو رواية راوٍ مثل ما رواه آخر .. بل قد يكون الشاهد والقرينة من داخل الرواية نفسها .. باتساقها مع أصلٍ عام من أصول المسلمين وموافقتها لأوامر دينهم .. وقبل هذا وبعده تأتي الحجرة الصلبة: أن تصلح هذه الرواية بكلامها وألفاظها أن تكون من ألفاظ النبوة.

وهذه أعتى مشاكل علم الحديث والرواية .. معرفة ما يصلح أن يكون من كلام النبوة وما لا يصلح أن يكون .. بناءً على معرفة طويلة وممارسة غزيرة جدًا لألفاظ النبوة .. وتتبع لمسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وافعاله ودراسة شخصيته دراسة موسعه ومستفيضة .. والتمرس والصبر والخبرة لسنين طويلة جدًا .. هذا وحده ما يجعل الأمر سهلا ميسورًا على من يسره الله عليه .. ويقدر ساعتها مع إلمامه بعلوم الشريعة الأخرى أن يميز بين ما يصح وما لا يصح.
----------------
كلام عام لا يستقيم مع حقيقة ان بعض الفقهاء قد ردّوا احاديث في كتب الصحاح
أنت نفسك تقول بعض الفقهاء وليس بعض المحدثين أهل الدراية بعلوم الحديث .. والمشكلة تكمن في أن بعض الذين كتبوا في الفقه ولم تكن لهم عناية بالحديث ولا اختصاصٌ به هم الذين فعلوا ذلك .. ولا عبرة بكلامهم لأنم ليسوا أهل اختصاص بالكلام في تثبيت الأخبار وتصحيحها .. ونحن نرى أن الذين جمعوا بين الفقه والحديث في آنٍ واحدٍ يوافقون أهل الحديث على أقوالهم ولا يعارضونهم .. فالمشكلة في عدم اختصاص هؤلاء الذين تكلموا في غير فنهم .. وعلى رأي الحافظ الكبير الإمام المُحَدِّث فقيه الشافعية في زمانه ابن حجر العسقلاني: (من تكلم في غير فنِّه أتى بالعجائب).
ولا يصح أن تصبح هذه العجائب مستندًا ودليلا على شيء .. فكان ينبغي أن لا تورد مثل هذا الكلام المردود.

وقد ناقش العلماء كل هذه الأمور وفندوها بحمد الله بما لا يدع مجالا للشك بعد ذلك.

اقتباس 2:
--------------
وأنت وأنا وجميع البشر يتفقون على أنه لا يحق لمن لا يعرف شيئًا إلا أن يقلد العارف الخبير به .. ولم أطالبك بأكثر من هذا .. كما أنك تقلد الطبيب فيما يكتبه لك من علاج لثقتك ويقينك بأنه أعلم بما يقول .. وأنك لا تعلم مثل ما يعلمه هو.
هذا هو الأمر بهدوء شديد.
--------------
واقول بنفس الهدوء اننا نتكلم هنا عن دين حيث رتّب الله فيه المسؤولية على كل شخص, ولم اجد في القرآن الكريم او السنة ما يبرّر لاحد كائن ما كان ان يصبح مقلّدا, بل على العكس لقد جاءت اوامر كثيرة بالتحرّي والتثّبّت .. اما ما ذهب اليه البعض من جواز التقليد وجواز ان يلجأ اليه البعض او الكثير انما جاء نتيجة تقاعسنا عن ان نعيد الادوات المعرفية من لغة وغيرها الى حيّز التفاعل الاجتماعي من جديد, فأنت ترى مثلا ان فهم اللغة اصبح وكأنه حكرا على من يدرس الشريعة فقط ... لا اقول هذا انتقاصا ممن يدرسون الشريعة, وانما اتكلم هنا عن خلل اجتماعي, والاولى ان تنصبّ الجهود الى كيفية احياء ادوات المعرفة من لغة او غيرها م بدل ان نظل اسيري التقليد الذي لن يؤدي بنا الى تطوّر المعرفة ولا بأي شكل من الاشكال ...

لا أدري لماذا الإصرار على قلب الأمور وعدم فهم المكتوب أعلاه كل مرة؟!
كل من قدر على العلم والتعلم والمعرفة .. وتوفرت له وسائل ذلك وأسبابه بشروطه فإنه لا يصح له سوى أن يعمل ما تعلمه وعرفه .. وأن يبحث ويستقرأ .. ولا يصح له التقليد آنذاك .. ويكون معيبًا في حقّه.. هذا لا نزاع فيه بين أحدٍ قط... فلا تكرر هذا المعنى ثانية فأنا لم أقصده بكلامي أعلاه ولا أتكلم عليه من قريب أو بعيد.. والكلام واضح.

ولكن ما لا يصح أبدًا أن نقول للجاهل الأعمى : هيا استنبط وحرر المسائل وهو لا يعرف حتى كيف يقرأ؟!
هذا ما لا يختلف عاقل على رداءة هذا الكلام وسقوطه.
والذي لا يحسن القراءة مثله مثل الجاهل الذي يقرأ ولكنه لم يتعلم أساليب وطرق الاستنباط من المكتوب أمامه .. ولا يعرف تفسيره ومعناه .. فهؤلاء العاجزين عن البحث والتحرير ينبغي عليهم تقليد الأعلم منهم فيما لا يفهمونه ولا يقدرون على البحث فيه .. بشرط أن تحصل لديهم أمانة الشخص الذي يقلدونه في دينه ودنياه .. وأنه لن يكذب أو يتعمد الخطأ .. ويُعْرف هذا وغيره من الشروط من خلال سيرة الرجل وأمور أخرى لا داعي للخوض فيها الآن.
والأمر واضح .. لا ينبغي التعامي عن فهمه.


اقتباس 3:
-----------
شيعوعة الشيء لا يدل على صحته أبدًا ..
----------
عندما نتكلم عن مصطلحات, فالامر لا علاقة له بالصحة او الخطأ
في تقرير المصطلحات لا مجال للكلام عن الشيوع من عدمه .. لأن المجال هنا في هل يصح المصطلح أم لا؟ ودراسته من جوانبه وأبعاده.
ولذا فقولك: لا علاقة له بالصحة أو الخطأ .. كلام مردودٌ بلاشك .. بل لابد من إثبات صحة ورود هذا المصلطح الذي نتكلم عنه .. وتحريره وتقريره من كل جوانبه .. لأنه لا يصح البناء على أمرٍ لم تثبت صحته من عدمها أولا!

وتمنياتي للجميع بنهاية سعيدة :emrose:

احمد محمد حامد
06-27-2006, 03:53 PM
اقتباس 1:
----------
وعلى رأي الحافظ الكبير الإمام المُحَدِّث فقيه الشافعية في زمانه ابن حجر العسقلاني: (من تكلم في غير فنِّه أتى بالعجائب).
ولا يصح أن تصبح هذه العجائب مستندًا ودليلا على شيء .. فكان ينبغي أن لا تورد مثل هذا الكلام المردود.
---------
قد ذكرت لك من قبل ابها الاخ العزيز ما قاله ابن حزم في شأن حديث ابو سفيان وكيف ان ابن حزم قد ردّه وقد اورد الحافظ ابن حجر مقولات من خطّأ ابن حزم غير ان ابن حجر ذهب الى ان هذه المقولات ضعيفة ... فهو - اي الحافظ الكبير الامام المحدّث فقيه الشافعية - يوافق ابن حزم الفقيه الى ما ذهب اليه من ردّه لهذا الحديث في صحيح مسلم ..



اما بالنسبة للمصطلحات, فلا ادري ما علاقة ما تتفضّل من الخطأ والصواب بايراد مصطلح الكتب التسعة, والتي كما قلت لك اصبح متداولة بين طلبة العلم ... اننا لا نتكلم عن مصطلح جديد بالنسبة للعبادات او الاحكام الفقهية او غير ذلك .. فما الذي تريد ان تثبت صحته او خطأه في هذا؟

الفرصة الأخيرة
06-27-2006, 05:15 PM
هل تذكر أصل الموضوع الذي كنا نتحدث فيه؟
لقد كان الحديث حول النعلين ولماذا أرسلهما النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي هريرة.
وتكلمتُ عن الشواهد وأجبتُك عنها فبدلا من أن تربط هذا بموضوع النعلين جئت تتكلم عن قضايا أخرى .. وهكذا حتى جررت الموضوع إلى الفقهاء ثم إلى ابن حزم وهلم جرا.

في مجال النقاش والحوار الجاد للوصول لنتيجة فإنه لا يصح أن نستحدث قضايا فرعية في كل مرة ونمسك بها ونترك القضية الأصل وما يتعلق بها.. فهذا يطيل الكلام بلا داعي ولا هدف ويجعله حوارًا لا فائدة منه.

ولهذا فأنا أحتفظ بحقي في بيان خطأك في التمثيل هنا بابن حزم .. وكذا في التعليق على موضوع المصلطح فيما بعدُ.

ولكني قبل هذا كله أرى أنك قد تركتَ مسألة النعلين ولم تأتِ فيها بجديدٍ .. وحرفتَ الحوار الآن إلى مسائل أخرى بعيدة .. فأتوقف هنا لتسجيل هذه النقطة .. ثم أعود بعدها لباقي النقاط إن شاء الله.

وتمنياتي للجميع بنهاية سعيدة :emrose:

احمد محمد حامد
06-27-2006, 06:08 PM
لم يكن انا الذي بدأ باللف والدوران واستقصاء الفروع, ولك ان ترجع الى المداخلات حتى تستيقن من بدأ ذلك ايها الاخ الكريم .. كان الاخ مجدي قد لمّح الى الكتب التسعة فاشرت اليها فلا ادري لم علّقت وبالغت في تعليقك حتى جعلتها قضية اساسية واردت ان تظهرني كمن يخادع القارىء فيما يكتب ....

ثم انك تريد منى ان آت بشيء جديد بالنسبة للنعلين, وهل اجبت انت عن القديم حتى آتيك بالجديد؟

جلّ ما قلته في النعلين ان الرسول قد فعلها مرة واحدة ثم أكّدت لنا ان الرسول لن يعيدها مرة اخرى وما اعادها مرة اخرى وعلى ذلك فلا يكون ارسال النعلين سنّة .. قول عجيب لا ادري على ماذا استندت في ان الفعل اذا علمنا ان الرسول فعله مرة واحدة لا يدلّ على سنيّته ...

اقتباس:
---------
فلا يعني هذا سنية إرسال النعلين لو حصلت مثل هذه المناسبة مرة أخرى .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك قد اتخذ خاتما يختم به كتبه .. وصار هذا الخاتم هو الأمارة والدلالة على صحة الكتب والرسائل بعد ذلك.. ولا أذكر الآن واقعة أخرى أرسل فيها صلى الله عليه وسلم نعليه سوى هذه .
فدل هذا على أنه إنما أرسل المتاح آنذاك .. ولم يُرِد من ذلك أن يسن سنة إرسال النعلين في مثل هذه المناسبات على الدوام.. وجمع النصوص في السنة والسيرة هو الذي دلَّنا على هذا.. وهذا الأمر واضح.
-----------------

وقد ربطّت عدم ارسال النعلين مرة اخرى بأن النبي قد اتخذ خاتما, فقلت لك ان اتخاذ الخاتم انما كان قبل هذه الحادثة .. ثم تعجبت وقلت أنى لنا ان نعرف ذلك, واقول لك الان: ان الرسول قد اتتخذ خاتما عند ارساله الرسائل الى الملوك وكان ذلك في عام ست ام اسلام ابي هريرة فكان عام غزوة خيبر اي سنة سبع ... فكان الخاتم موجودا اثناء ذلك ..

ثم عدت لتقول ان الرسول قد فعل ذلك لانه لم يجد شيئا يدفعه الى ابي هريرة, وبهذا انت تعود الى تأكيد ما نفيته سابقا من عدم سنيّة ارسال النعلين, اي ان الرسول قد يعود الى ارسالهما مجددا ان لم يجد شيئا يرسله ...

ايها الاخ الكريم, ان النعلين فيهما اهانة للمرسل والمرسل اليه .. وفيها اهانة لخلق الرسول الكريم .... لا اعلم ماذا تريد ان تثبت من هذا الارسال .. ثم قل لي بالله عليك ماذا يضيف هذا الحديث الى الاسلام؟

هل ان المؤمن يدخل الجنة بدون عمل؟ ذلك لا يستقيم مع القرآن الكريم ولا مع احاديث كثيرة اخرى
هل ان المؤمن يدخل الجنة اذا عمل صالحا؟ القرآن الكريم يخبرنا ذلك وكذلك احاديث اخرى
هل ان المؤمن يدخل الجنة (بدون اضافة قيود اخرى على الحديث)؟ القرآن يقول لنا ان المؤمن يدخل الجنة اذا عمل صالحا وكذلك احاديث اخرى ... اما دخول المؤمن الجنة بدون العمل الصالح فقد اجاب الاخ معاذ وابدع ...

فهل من اضافة في هذا الحديث الى الرسول الكريم وسنته سوى اعطاء النعلين لابي هريرة؟

الفرصة الأخيرة
06-27-2006, 07:28 PM
بداية حبذا لو ميزتَ كلامي عن كلامك باستخدام خاصية الاقتباس التي في المنتدى .. فهذا يجعله مميزًا أكثر من وضعه بين خطين وكتابة كلمة اقتباس كما تفعل أنت الآن .. مجرد تمييز أكثر فقط.

لم يكن انا الذي بدأ باللف والدوران واستقصاء الفروع, ولك ان ترجع الى المداخلات حتى تستيقن من بدأ ذلك ايها الاخ الكريم .. كان الاخ مجدي قد لمّح الى الكتب التسعة فاشرت اليها فلا ادري لم علّقت وبالغت في تعليقك حتى جعلتها قضية اساسية واردت ان تظهرني كمن يخادع القارىء فيما يكتب ....
فرقٌ بين استقصاء الفروع اللازمة لتوضيح الأصل .. وهذا ما فعلتُه أنا بكلامي عن النظر في واقع الصحابة والنظر في طريقة المحدثين في قبول المرويات .. إلخ.
فهذا لا إشكال فيه .. بل هو من لزوميات البحث وضروراته لمن كان عارفًا بطرق البحث واستنباط الأحكام.

لكن ماذا فعلتَ أنت؟ وما هي فروعك؟ في كل مرة كنتُ أتحدث عن شيءٍ تترك الموضوع الأصلي وتستحدث سؤالا عن فرعٍ جديدٍ وهكذا .. والمشاركات أعلاه شاهدة.
بدأنا معًا بالنعلين ثم انتلقتَ إلى الفقهاء ثم ابن حزم ..وماذا بعدُ؟! لن ننته .. وبعد هذا تتهمني باللف والدوران.

للأسف الشديد أنت لا تعرف معنى اللف والدوران ولا معنى البحث الصحيح وما هي الفروع الواجب تناولها أثناء الكلام ولا التي يحسن إهمالها في أثناء ذلك... ومشاركتك هذه أكبر دليل على هذا حيث تقول فيها:


ثم انك تريد منى ان آت بشيء جديد بالنسبة للنعلين, وهل اجبت انت عن القديم حتى آتيك بالجديد؟لقد سبق وأجبتُك .. ويمكن للقارئ أن يرجع للخلف ليرى بنفسه .. ثم أنك نفسك استرسلتَ في الحديث معي بما يعني رضاك بالجواب السابق .. لكنك الآن وبعد عدد من المشاركات تضع لنا ما يمكن أن نسميه عدم فهم أو أن لديك من الوقت الفارغ الكثير وتود تسلية وقتك لا أكثر.

كان عليك أن تتمعن في الأجوبة السابقة .. وأن تسأل عما تجهله .. لا أن تسكت وتمررها ثم تأتي الآن وبعد كل هذه المشاركات لتقول هذا الكلام الذي يدل على أنك لا تعي المكتوب أو أنك تتعامى عن الكلام وتتكلم من أجل الجدال والكلام وفقط.
وأكبر مثال على أنك لا تعي المكتوب أعلاه أو أنك تتعامى عنه وتتغابى عنه إن كنتَ قد فهمتَه أصلا هو قولك:

جلّ ما قلته في النعلين ان الرسول قد فعلها مرة واحدة ثم أكّدت لنا ان الرسول لن يعيدها مرة اخرى وما اعادها مرة اخرى وعلى ذلك فلا يكون ارسال النعلين سنّة .. قول عجيب لا ادري على ماذا استندت في ان الفعل اذا علمنا ان الرسول فعله مرة واحدة لا يدلّ على سنيّته ... وهذا تقويل لي بما لم أقله .. وتدليس صريح لأنه لم يصدر مني هذا المعنى .. يعني لم أقل أنه فعل ذلك مرة ولم يفعلها ثانية ولكنه ليس سنة .. هكذا مجردًا .. بل هناك شواهد وضوابط ذكرتُ بعضها فيما مضى .. وهذه الشواهد والضوابط هي حيثيات الوصول إلى الحكم ولا يصح لك أبدًا أن تفصلها عن كلامي .. ولا أن تتخيل أحكامًا من عندك لم تسبق في كلامي أصلا.

فرقٌ شاسع عند من يفهم ما يُكْتب ويقال بين أن نقول: فعله مرة لكنه ليس سنة بدليل كذا وكذا.. وبين أن نقول إن ما فعله مرة واحدة فقط لا يمكن أن نعده سنة.
نحن نتكلم عن واقعة معينة فُعِلَتْ لم يكن المقصود منها أن تُسَنّ للناس على الدوام.. ولسنا نتكلم عن هل الفعل إذا حصل مرة واحدة يعتبر سنة أم لا؟
ولدينا الوصال .. فقد واصل النبي صلى الله عليه وسلم .. وليس لنا بسنة بأدلة معروفة .. كما فعل أشياء كثيرة جدًا وليست لنا بسنة .
بل وأزيدك أنه لم يفعل أشياء وهي لنا سنة !!! مثل قوله صلى الله عليه وسلم في صيام عاشوراء: (لو عشت إلى قابل -[يقصد العام القادم]- لأصومن التاسع والعاشر) فمات صلى الله عليه وسلم قبل أن يمر العام .. ومع هذا فإن من السنة أن نصوم التاسع والعاشر.

فسُنِّيَّة العمل تثبت بأدلة كثيرة جدًا .. منها الفِعْل أو التشريع .. لكن مجرد الفِعْل لا يعني أن يكون المفعول سنَّةً.. فقد يكون من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم .. أو.... إلخ.

أرجو أن يكون كلامي الآن واضحًا.

كما أرجو من أراد أن يتكلم في مثل هذه الأمور أن يتعلم كيف يتكلم بل وكيف يفهم ما يُقال أيضًا .. والأكثر من ذلك أن يجمع كل أدلة الباب .. وينظر في أدلة الشرع حتى يمكنه الوصول لنتيجة صحيحة ومثمرة ومفيدة.


وقد ربطّت عدم ارسال النعلين مرة اخرى بأن النبي قد اتخذ خاتما, فقلت لك ان اتخاذ الخاتم انما كان قبل هذه الحادثة .. ثم تعجبت وقلت أنى لنا ان نعرف ذلك, واقول لك الان: ان الرسول قد اتتخذ خاتما عند ارساله الرسائل الى الملوك وكان ذلك في عام ست ام اسلام ابي هريرة فكان عام غزوة خيبر اي سنة سبع ... فكان الخاتم موجودا اثناء ذلك ..هذا كلام مغلوط .. وأنا أجبتُك عليه فيما مضى .. فمن يفزع ويمشى سريعًا من وسط أصحابه لن يحمل معه أدوات كتابة أو غيره حتى لو افترضنا جدلا بصحة هذا الكلام.. وقد سبق وأجبتُك عليه.. فلماذا لم تذكر هذا وتخطيته؟!
هل سيختم له في الهواء؟ على فرض صحة وجود الخاتم معه؟! (وسأتكلم عن هذا فيما بعدُ أيضًا).


ثم عدت لتقول ان الرسول قد فعل ذلك لانه لم يجد شيئا يدفعه الى ابي هريرة, وبهذا انت تعود الى تأكيد ما نفيته سابقا من عدم سنيّة ارسال النعلين, اي ان الرسول قد يعود الى ارسالهما مجددا ان لم يجد شيئا يرسله ...هذا كلام مغلوط .. لأنه لا مجال لدينا أبدًا في الشريعة لهذا الكلام .. ليس لدينا : (قد يعود إلى) لأنه لم يعد هناك احتمال للعودة .. فقد مات النبي صلى الله عليه وسلم وانتهى الأمر .. والأحكام إنما تُبْنَى على الموجود لا على الافتراضات الذهنية الفارغة: قد يعود؟ وقد لا يعود؟
هذا لا يصلح لأنه لم يعد وانتهى الأمر .. فلا مجال لمثل هذه الاحتمالات في البحث الآن.


ايها الاخ الكريم, ان النعلين فيهما اهانة للمرسل والمرسل اليه .. وفيها اهانة لخلق الرسول الكريم .... لا اعلم ماذا تريد ان تثبت من هذا الارسال .. ثم قل لي بالله عليك ماذا يضيف هذا الحديث الى الاسلام؟ المشكلة أنك تفهم ما تشاء بنظارتك أنت لا كما ينبغي أن يكون.
كون النعلين إهانة هذه مشكلتك أنت ورؤيتك الخاصة .. لكن هل كان هذا الأمر إهانة في زمن الواقعة؟ هذا ما كان ينبغي عليك النظر فيه .. لأن الواقع جزءٌ من الواقعة .. والعُرْف ضرورة لفهم ما وقع داخل هذا العُرْف.

وسأضرب لك مثلا يظهر منه مدى فداحة الأخطاء التي ترتكبها في كلامك .. فعلى كلامك الذي يأخذ بالشبه في الأشياء فإن سباق الخيل مباح؟
مع أننا نعلم أن سباق الخيل الآن حرام.. رغم أنه كان مباحًا زمن النبي صلى الله عليه وسلم . لأنه لم يكن قائمًا على القمار وغيره مما يتوفر الآن في سباق الخيل ... فهنا اختلف حكم المسألة بناء على العرف والواقع المحيط بها.

مشكلتك أنك تسلخ النص من واقعه .. وتفهمه بواقعك أنت .. ومعذرة ليست لدينا نصوص بهذا الشكل .. فيمكنك أن تبحث عن نصٍّ آخر تفهمه كما تريد .. أما نصوص الشريعة فلابد من فهمها من خلال واقعها الذي حدثت فيه ... ولدينا علم كبير لدى المسلمين اسمه: علم أسباب النزول .. ومهمته الأصلية بيان سبب نزول الآية أو الحديث ..

وأنت للأسف الشديد لم تفطن لكل هذا فلعلك تراجع معلوماتك وتدع مسألة الحديث جانبًا الآن لحين دراستك لها حسب قواعد البحث والدراسة الإسلامي.


هل ان المؤمن يدخل الجنة بدون عمل؟ ذلك لا يستقيم مع القرآن الكريم ولا مع احاديث كثيرة اخرى
هل ان المؤمن يدخل الجنة اذا عمل صالحا؟ القرآن الكريم يخبرنا ذلك وكذلك احاديث اخرى
هل ان المؤمن يدخل الجنة (بدون اضافة قيود اخرى على الحديث)؟ القرآن يقول لنا ان المؤمن يدخل الجنة اذا عمل صالحا وكذلك احاديث اخرى ... اما دخول المؤمن الجنة بدون العمل الصالح فقد اجاب الاخ معاذ وابدع ...

هل وصلتَ إلى درجة عدم فهم ما تكتبه أنت أيضًا؟
عدم فهمك لكلامي ربما نقول معذور.
لكن كيف لم تفهم ما كتبته ونقلتَه أنت نفسك؟
ألم تنقل في داخل الحديث (مستيقنًا بها قلبه) فهذا هو القيد الذي من شهد بالشهادة مستيقنًا بها قلبه دخل الجنة.
أنت نفسك كتبتَ الحديث فيما سبق وفيه هذه الجملة الجميلة.
ألم تسمع أن (مستيقنًا بها قلبه) تعني: اعتقاد القلب اعتقادًا جازمًا بها .. فهذا عمل القلب .. الذي هو جزءٌ أصيلٌ من أجزاء الإيمان.
ثم إن هذا العمل القلبي وهو الاستيقان بالشهادتين لا يكون إلا بالاستيقان بكل ما تدل عليه الشهادتان من وجوب الطاعة لله عز وجل ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم في كل أمرٍ ونهيٍ . إلى آخر ما تدل عليه من دلالات ومعاني مشروحة في كتب أهل العلم المطولة.
وهذه كلها أعمال .. وأعمال صالحة كما ترى.

فالرجاء أن تتعلم فهم ما تنقله قبل أن تنقله رجاءً .. ثم بعدها اكتب ما تشاء.

أما دخول المؤمن الجنة بدون عمل صالح التي تشير إليها فلم أطالع كلام (معاذ) الذي تصفه بالإبداع .. ولن أطيل في هذه المسالة لخروجها عن الموضوع .. غير أني أؤكد على ضرورة العمل الصالح .. وقد دل عليه القرآن والسنة معًا .. فلابد منه.. بل هو ثمرة الإيمان التي لابد منها لنيل رضا الله عز وجل وكسب ثوابه.

فهل من اضافة في هذا الحديث الى الرسول الكريم وسنته سوى اعطاء النعلين لابي هريرة؟هذا منطق عجيب جدًا .. يعني كل ما لا يضيف جديد نحذفه من وجهة نظرك؟
ليس شرطًا في قبول الحديث ورده أن يضيف لنا شيئًا متفردًا لم نره في بقية الأحاديث .. وعندك عشرات الآيات في القرآن الكريم تأمر بالإيمان وعمل الصالحات وعشرات الأحاديث مثلها .. ولا يعني هذا أن نتركها لأنه من وجهة نظرك ستكون مكررة تتكلم في موضوع واحد.
لابد أن تعلم أن التكرار هنا إنما هو للظاهر فقط لا لحقيقة الحال .. فقد يكون المقصود بالتكرار التأكيد .. وقد يكون المقصود به التفصيل أو البيان .. إلى آخر المعاني المقصود من تكرار بعض الآيات أو الأحاديث أو تواردها على موضوع ومعنًى واحدٍ.
وليس هذا مجال إطالة في هذا لأمر لكن حسبنا الإشارة إلى خطأ هذا الفهم الذي يسأل : فهل من إضافة في هذا الحديث؟
لأنه سواء أضاف أو لم يضف فإنه ليس شرطًا فيه أن يأتي كل حديثٍ بحكم جديدٍ .. بل قد يكون المراد به البيان والتفصيل لحكم سابق أو نحو هذه الأغراض المعلومة لدى أهل العلم .. والتي يظهر من مشاركاتك أنك لا تسمع عن شيءٍ منها.

وربما كان من الأليق الآن أن تعيد صياغة أبحاثك بناء على ما ينبغي عليك أن تتعلمه أولا.

تمنياتي للجميع بنهاية سعيدة :emrose:

حازم
06-27-2006, 07:42 PM
اخى الفرصة الاخيرة اشهد الله انى احبك فيه واساله ان يزيدك فى العلم والبيان....... وبارك الله فيك على مداخلاتك الرائعة فى هذا الموضوع

احمد محمد حامد
06-27-2006, 07:58 PM
الاخ الكريم الفرصة الاخيرة ...

حياك الله وبارك في جهودك الطيبة ...

عندما دخلت هذا المنتدى القيت السلام وقلت بان السلام عهد عند الله, ودعوت الله ان يعيننا في حفظ هذا العهد ... وأسأل الله تعالى ان يعيننا على حفظ هذا العهد حتى نلقاه ...

ايها الاخ الكريم ...

لا تنفكّ تنعتني بعدم الفهم وعدم الاستيعاب وقد وصل الحد الى الاتهام بالتغابي ...

اني اشفق على عالم جليل مثلك ان يحاور جاهلا مثلي ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته