المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة



mrkira
03-06-2014, 01:57 AM
تمهيد:-
فلسفة العلوم هو فرع من الفلسفة الرسمية وهي مهتمة بأسئلة عن العلم والطريقة العلمية. هي ليست محاولة لانتاج العلم، لكن لطرح أسئلة عن كيفية انتاج العلم وسبب انتاج العلم ولماذا طريقة انتاج العلم وكيفيته هي طريقة مناسبة.
عمليا، ففلسفة العلوم هي مرادفة للطريقة العلمية (scientific method) فهي الفلسفة والمفهوم المثالي الذي يلتزم فيه العلماء ويؤمنون أنه يجب أن يتنسبوا إليه.
بالرغم من أن هذا المجال متخصص، بعض الأفكار التأصيلية وصلت للإتجاه العلمي السائد. هنا بعض الشروحات لبعض المبادى المتصلة بفلسفة العلوم.

• نظرية المعرفة (Epistemology): هو فرع من الفلسفة التي تهتم بالمعرفة وكيفية قبولنا كون بعض الأشياء صحيحة ، وكيفية استدلالنا لهذا القبول.

• التجريبية (Empiricism) : وهي مجموعة طرق فلسفية لبناء المعرفة والتي تركز على أهمية الدليل الملاحظ من العالم الطبيعي.

• الاستقراء (Induction): طريقة استدلال حيث يحتج فيها بالتعميم ليكون صحيحا اعتمادًا على أمثلة فردية والتي يبدو انها متناسبة مع ذلك التعميم. كمثال، فمن ملاحظة أن الأشجار والبكتيريا والحشرات والبشر يمتلكون خلايا، فهنا يمكن للشخص أن يستدل من خلال الاستقراء بأن جميع الكائنات الحية تمتلك خلايا.

• الاستنباط (deduction) : طريقة استدلال حيث نصل به الى الاستنتاج اعتمادًا على فرضيات. كمثال، لو عرفنا عرفنا أماكن القمر والشمس والأرض بالنسبة لبعضهم البعض، فيمككننا الاستنباط بتاريخ ومكان الكسوف الشمسي القادم.

• الاستدلال التخميني ( Abductive reasoning): هي طريقة للاستدلال المنطقي التي تنتقل من الملاحظة للفرضية التي تستطيع تفسير المعلومات (الملاحظة) وتسعى لتفسير الدليل المتعلق به. الاستدلال التخميني هو تخمين أن (أ) هو تفسير يحتمل أن يكون صحيحا لأن (ب) نتيجة طبيعية وحتمية. لذلك، فالتخمين بـ (أ) من (ب) يعتمد على تحديد أن (أ) هو سبب كافي لكن لا يلزم بالضرورة لتفسير (ب).
مسمى آخر للاستدلال التخميني هو (الاستدلال بأفضل تفسير) والذي طرحه الفيلسوف جيلبيرت هارمان ولكن بطريقة مختلفة. الاستدلال بأفضل تفسير يقول: أنه في العادة، هناك عدة فرضيات التي من الممكن ان تفسر الدليل، ولهذا السبب فيجب علينا استبعاد جميع الفرضيات البديلة حتى يمكننا من الاستدلال بالتفسير الأفضل.

واحدة من الأمثلة الكلاسيكية للاستدلال بأفضل تفسير هو في تفسير العشب الرطب. لو كان العشب رطبا، فمن المحتمل أنها أمطرت. المطر أفضل تفسير للعشب الرطب، خاصة في منطقة إنجلترا الجديدة. لكن هذا لا يلزم منه أن يكون أفضل تفسير في منطقة أريزونا في ذروة الموسم الجاف، حيث من المحتمل أن تكون أنظمة الرشاش الآلي هي أفضل تفسير للعشب الرطب – خاصة لو كان العشب رطبا ولكن أرضية الشارع جافة.

ملاحظة: عند الاستدلال بأفضل تفسير، فلا يلزم من ذلك أن تكون قادرًا على تفسير (أفضل تفسير) لأن هذا ممتنع عقلا حيث يجرك إلى سلسلة لا تنتهي من التفسيرات وبذلك تكون عاجزا عن بناء معرفة وهذا منهج هدام لنفسه. مجرد استبعاد الفرضيات البديلة يعد كافيا لتطبيق هذا الاستدلال المنطقي.

• البارسيموني/ شفرة أوكام – هذه الفكرة تقول: أنه عندما تكون جميع الأشياء متكافئة، فيجب علينا اختيار التفسير الأبسط على التفسير الأعقد. الشفرة تقول أنه يجب اختيار النظريات الأبسط حتى تكون البساطة يمكن أن تستبدل بـقدرة تفسيرية أفضل.
**استخدام عملي لهذه الفكرة هو عندما يطرح الخصم فكرة الآلهة المتعددة أو فكرة الأكوان المتعددة، فالشفرة تلزم أن يكون هناك إله واحد سبب وجود كون معد بعناية لعيش الكائنات الحية كأبسط تفسير.

• مشكلة وضع الحدود (Demarcation problem) وهي مشكلة في التفريق بين العلم والعلم المزيف بشكل جيد. معظم فلاسفة العلوم المعاصرين يتفقون بشكل واسع انه لا يوجد معيار واحد وبسيط يمكن استخدامه لوضع حدود العلم.

• قابلية التفنيد (Falsifiability ) وهي النظرة المرتبطة بالفيلسوف كارل بوبر، وهي أن الدليل يمكن استخدامه فقط لاستبعاد الأفكار وليست لدعمها. بوبر قدم أن الأفكار العملية يمكن تجربتها من خلال التفنيد، وليست من خلال بحث يدعم الدليل. كارل بوبر اقترح قابلية التفنيد كحل لـمشكلة وضع حدود العلم، ولـمشكلة التعميم الموجود في المنهج الاستقرائي.


----------------------------------------------------------------
المراجع:
http://rationalwiki.org/wiki/Philosophy_of_science
http://undsci.berkeley.edu/article/philosophy
http://en.wikipedia.org/wiki/Occam%27s_razor
http://www.informationphilosopher.com/knowledge/best_explanation.html
http://en.wikipedia.org/wiki/Abductive_reasoning

mrkira
03-06-2014, 01:59 AM
مذهب العلموية والشهادةمترجم بتصرف من مقالة حمزة زورزيس (http://www.hamzatzortzis.com/essays-articles/exploring-the-quran/does-the-quran-contain-scientific-miracles-a-new-approach/)

..مذهب العلموية يدعي أن الفكرة غير صحيحة إذا لم نستطع اثباتها علميا. بشكل آخر، لو كان الشيء لا يمكن اثباته من خلال الطريقة العلمية، فهذا الشيء خاطئ.
هناك عدة مشاكل بالعلموية، كمثال:
• مذهب العلموية يهدم نفسه، فالعلموية تتدعى أن "الفكرة خاطئة اذا لم يتم اثباتها علميًا". لكن هذا الافتراض نفسه لا يمكن اثباته علميًا ! هو مثل أن نقول "ليست هناك جملة في اللغة الإنجليزية أكثر من ثلاث كلمات" أو "لا يمكنني التحدث بكلمة واحدة من اللغة الإنجليزية"
• مذهب العلموية لا يمكنه اثبات الحقائق الضرورية في الرياضيات والمنطق، مثل لو لدينا أ فلدينا ج، لدينا أ، إذا فلدينا ج، و مثل 3+ 3 = 6 ، هذه الأمثلة هي حقائق ضرورية وليست مجرد ملاحظات تجريبية.
• مذهب العلموية لا يمكن أن يثبت الحقائق الأخلاقية والجمالية مثل الحب والجمال والصواب والخطأ.
• مذهب العلموية لا يمكنه اثبات مصادر المعرفة الأخرى مثل الاعتقادات المعتبرة من خلال "الشهادة الموثوقة" (authentic testimony).

مشكلة رئيسية في العلموية هي أن الحقائق يمكن بنائها خارج النطاق العلمي. كم تم ذكره، فالشهادة الموثوقة هي مصدر معرفة مقبول والذي ناقشه علماء الإبستمولوجيا بتفصيل لتفسير أن القيل والقال من الأخرين – ضمن معايير معينة – هي أساس للحقيقة.
ابستمولوجيا الشهادة هو فرع من نظرية المعرفة وهي مهتمة بكيفية اكتساب المعرفة والاعتقاد المعتبر من كلام الناس. لذلك، فأهم الأسئلة الرئيسية التي تحاول الإجابة عنها هو "كيف يمكننا امتلاك اعتقاد معتبر أو معرفة اعتمادًا على ما يقوله الناس لنا؟"
الكثير من الحقائق التي نمتلكها معتمدة على الشهادة الموثوقة، لأننا نثق بكلام الآخرين وليس لدينا سبب مقنع لرفض ما قالوه. هذا خاصة عندما يكون لدينا عدة أناس يقولون نفس الشي عن طريق سلاسل مختلفة من النقل ( المعروفة بخبر التواتر في الفكر الإسلامي).

البرفيسور (سي إي جاي كودي) يبرز أهم الحقائق التي نقبلها اعتمادًا على الشهادة، حيث يقول: " الكثير منا لما يرى طفلا يولد، أو تفحص الدورة الدموية ..... "
والبرفيسور المساعد (بنجامين ماكملير) في كتابه (الشهادة والحقيقة والسلطة المعرفية) يشرح أن بعض الأشياء التي نعرفها هي بسبب الشهادة:
"هنا بعض الأشياء التي أعرفها. أعرف أن الأفعى نحاسية الرأس هي اكثر الثعابين السامة في منطقة هوستن العظمى. أعرف ان نابليون خسر معركة واترلو. أعرف - وأنا أكتب - أن السعر المتوسط للبنزين هو 4.10 دولار أمريكي للجالون، وأعرف أن والديَ رجعوا للمنزل من رحلة لكندا. كل هذه الأشياء أعرفها اعتمادًا على ما يسموه علماء الابستمولوجيا بالشهادة، أي اعتمادًا على أنه تم اخباري عنهم من خلال شخص أو مجموعة أناس"

بالرغم من أنه موضوع واسع، فإنه يوجد اجماع عام أن الشهادة الموثوقة هي مصدر معرفة، لكن، هناك اختلاف بين علماء الابستمولوجيا في كيفية التحقق من صحة نقل المعرفة من خلال الشهادة. حتى العلماء يحتاجون للشهادة كمصدر معرفة حتى يفهموا العلم نفسه. كمثال، فهناك عدة افتراضات في العلم مبنية تماما على القيل والقال من العلماء.
في أية نقاشات هناك في موضوع الشهادة، فالنقطة الرئيسية لبيانها هي أنها مصدر معرفة صحيح. لذلك، ففكرة أن العلم هي الطريقة الوحيد لبناء الحقيقة هي فكرة خاطئة.

البرفيسور (كيث ليرير) يلخص صحة الشهادة كمصدر للمعرفة حيث يقول:
"السؤال الأخير الذي ينشأ عن قبولنا للشهادة هي: ما الذي يغير قبولنا لشهادة الآخرين لمعرفة؟ الجزء الأول من الجواب هو أنه أنه يجب أن نكون واثقين في تقييمنا لثقة الآخرين، ويجب أن نقبل أن هذا هو الواقع. وأيضا، ثقتنا يجب أن تكون مرتبطة بحقيقة، أي أن الأخرين في الواقع، يجب أن يكونوا موثوقين وموثوقيتهم يجب ان تكون مرتبطة بحقيقة، وهذا يجب أن نقبله كواقع. باختصار، قبولنا للشهادة يجب أن يكون مفسرًا بطريقة غير باطلة بأخطاء نرتكبها في تقييمنا لشهادتهم. شهادة الآخرين المقبولة والغير باطلة هي معرفة."

mrkira
03-06-2014, 02:01 AM
نظرية المعرفة ونبوة الرسول
بقلم حمزة زورزيس (https://www.facebook.com/HamzaAndreasTzortzis/posts/464052843605155)

النبي محمد ادعى النبوة منذ عما يزيد عن 1400 سنة مضت. لتحقيق في صحة هذا الإدعاء، يجب علينا أن نحقق عقليا في الروايات والشهادات التاريخية عن حياة النبي (صلى الله عليه وسلم).
بعد أن نفعل ذلك، سنكون في موقف يسمح لنا لنستنتج أنه كان يقول الحقيقة، وملخص الحجة هي كالتالي:
1. النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يمكن أن يكون كاذبًا أو مضلا أو كلا الأمرين أو كان يقول الحقيقة.
2. هو لم يكن كاذبًا أو مضلا أو كلا الأمرين.
3. لذلك فهو كان يقول الحقيقة.


يجب أن ترفض الصين، لو كنت ترفض النبي!
في الابستمولوجيا ( المعروف بعلم دراسة المعرفة و الاعتقاد) الشهادة (testimony) تعتبر من مصادر المعرفة، واذا طبقت بشكل جيد، فإنها تؤسس اعتقادات معتبرة. الشهادة هي مصدر معرفة مقبول فقط عندما يكون من مصدر موثوق و خاصة إذا كان هناك مصادر متعددة متفقة عليها. طبعا هناك شروط في كيفية استعمال الشهادة، لكن في أغلب الحالات، فنحن نعتبر الشهادة كمصدر معرفة مقبول. خذ كمثال عن يقيننا بوجود الصين.

الكثير منا لم يذهب الصين، والكثير منا لم يأكل الطعام الصيني في الصين، ولم يتكلم مع شخص في الصين. كل ما نتملك كدليل هو خريطة وأناس يخبروننا أنهم سافروا للصين، لكن هل الخريطة دليل؟ الأ يمكن لشخص أن ينتج خريطة ويرسم دولة جديدة ويسميها فوفولا؟ هل التحدث مع شخص صيني دليل؟ ألا يمكن لشخص أن يأتي ويدعي أنه فوفولي ؟ ماذا عن الناس الذين سافروا للصين، هل هم مصدر معرفة، الأ يمكن لأناس أن يأتوك ويخببروك أنهم من فوفولا، كل هذه الأسئلة تقلل من يقيننا من وجود الصين!
بالمقابل، لو تأملنا في سبب يقيننا عن وجود الصين لاستنتجنا أنه بسبب الشهادة المتكررة. الشهادة المتكررة هي عبارة عن عدد كبير من الناس تروي دعوى عن معرفة ( مثل وجود الصين) والذي من المستحيل عليهم أن يتفقوا على كذبة أو يكذبوا جميعهم في نفس الوقت.

نعود لما ذكرناه مسبقا، لو كانت دعوى النبوة مرفوضة، فهذا مكافىء لرفض وجود الصين! لأن هناك أسباب اكثر لنصدق بها أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يكذب في دعواه عن أسباب الاعتقاد بوجود الصين
لكي نستطيع أن نقيم دعوى النبوة، لابد أن نتناقش في أربعة احتمالات:
1. هو كان كاذبًا.
2. هو كان مخدوعًا.
3. هو كان كاذبا ومخدوعا في نفس الوقت.
4. هو كان يقول الحقيقة.

هل كان كاذبًا؟
المصادر التاريخية المبكرة عن حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) محمد توضح وتؤكد عن نزاهة شخصه. هو لم يكن كاذبًا والجزم بكونه كاذبا هي دعوى يصعب الدفاع عنها. الأسباب كثيرة ومنها كمثال، أنه كان معروفا بين أعدائه بالصادق الأمين.

دليل آخر على مصداقية النبي (صلى الله عليه وسلم) هي الحقيقة المفروضة والمؤكدة أن الكاذب يميل الى الكذب لكسب دنيوي، لكن النبي (صلى الله عليه وسلم) رفض كل الطموحات الدنيوية وعاني كثيرا في تبليغ رسالته. فهو رفض الثروات والسلطة التي عرضت عليه حتى يتوقف عن تبليغ رسالته.
والمثير للاهتمام، أنه تم اضطهاده لاعتقاداته وقوطع وطرد من مدينته المحبوبة مكة، و جُوع من الطعام، ورموه الأطفال بالحجارة حتى دامت قدماه. زوجته توفت وأعز صحابته عذبوا واضطهدوا. السيرة الشخصية للنبي (صلى الله عليه وسلم) كانت متناقضة بشكل واضح مع الشخص الكاذب، والإصرار على فرضية أنه كاذب هو مكافىء لادعاء أشياء من غير أية دليل.

البرفيسور الفخري للدراسات العربية والإسلامية (مونتجومري وات) في كتابه (محمد في مكة) يبحث في هذه القضية حيث يقول: "استعداده للمرور بالاضطهاد في اعتقاداته، وشخصية الصحابة الأخلاقية الرفيعة الذين صدقوه واعتبروه قائدًا، وعظمة أنجازه العظيم، كل هذا يستلزم مصداقيته الأساسية، لافتراض أن محمد شخص منتحل سيسبب مشاكل أكثر من أن تحل شيئا."

كان صدق النبي (صلى الله عليه وسلم) هي السمة الرئيسية لنجاحه في المستويات السياسية والدينية معا. من غير صدقه الذي كان الجزء الأساسي لسلوكه الأخلاقي، لكان من الممتنع أن ينجز شيئا في وقت محدود نسبيا.
هذه النظرة أثيرت من المؤرخ (ادوارد جيبون) و(سيمون اوكلي) في كتاب (تاريخ الأمبراطورية الإسلامية):
"أعظم نجاح من حياة محمد كانت نتيجة التأثير الأخلاقي المطلق."

هل كان مخدوعا؟
لا يمكن للنبي (صلى الله عليه وسلم) أن يكون مخدوعا، لأنه من ناحية اصطلاحية، فالشخص المخدوع يقول الباطل بينما يصدق بأنه قوله صحيح. لبيان ضعف هذه الفرضية، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) تنبا بالكثير من الأشياء التي ستحدث له ولمجتمعه بعد وفاته، كتنبأه عن انتصاره وزوال الممالك الاستبدادية لكسرى وقيصر وانتشار الإسلام في أنحاء الأرض. هذه الأحداث حدثت بالضبط كما تنبأ بها النبي (صلى الله عليه وسلم). كأنه كان يقرأ المستقبل من كتاب مفتوح. وإضافة لذلك، فتعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لا تمثل تعاليم رجل مخدوع.

هل كان مخدوعا وكاذبا في نفس الوقت؟
منطقيا هذا مستحيل، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يمكن أن يكون مقتنعا أنه يقول الحقيقة لكن في نفس الوقت هذه الحقيقة معتمدة على باطل أو على أنه يمثل أنه يقول الحقيقة لكنها معتمدة على كذبة.

الرد على المزاعم الرئيسية
مزعم رئيسي على هذه الحجة هي أن الروايات التي تتكلم عن حياة الرسول ليست من مصادر المعرفة المقبولة. هذه الزعم ينقض نفسه بنفسه في عدة محاور. لو كانت رويات حياة الرسول مرفوضة، لكان التاريخ المؤسس كله مرفوض بما في ذلك الحرب العالمية الأولى وحرب الهاستنغ، وغزو النورمان من بريطانيا! سبب كون هذا الزعم يناقض نفسه هو أن العلوم التاريخية التي اعتنيت بالثقافة الإسلامية هي مختلفة ودقيقة بل وأكثر تفوقا من الطرق المستخدمة من المؤرخين الغرب.
الطريقة الإسلامية في توثيق الرويات التاريخية معتمدة على النص (المتن) وسلسلة الرواية (الإسناد), وكلاهما يكونان الحديث. الجزء النصي من الحديث قد يكون صحيحا لكن يلزمه سلسلة موثوقة من الرواية مع مخبرين موثوقين لكي يقبل الحديث.

عبدالله المبارك، شيخ الإمام البخاري يقول: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء."

• بالنسبة للإحالة مباشرة لمصدر معين مثل النبي عليه الصلاة والسلام أو الصحابة أو التابعي، حكم الأحاديث فيها يكون مرفوع، موقوف أو مقطوع.
• بالنسبة لسلسلة الإسناد أي سواء كانت سلسلة رواة الحديث منقطعة أو غير منقطعة، فحكم الأحاديث فيها هي: مسند و متصل ومنقطع ومعلق ومعضل ومرسل.
• بالنسبة لعدد الرواة في كل مرحلة من الإسناد فإنها تنقسم إلى متواتر وآحاد، والآحاد ينقسم إلى غريب وعزيز ومشهور.
• بالنسبة لطريقة رواية الحديث فهي تكون باستخدام الكلمات مثل: عن، حدثنا، أخبرنا، سمعت. هذا التقسيم يقع فيه حكم أحاديث المدلس والمسلسل.
• بالنسبة لطبيعة المتن والإسناد، فلدينا مثلا زيادة راوي والمعروف بزيادة ثقة أو العكس مثل مصدر ضعيف من المصدر القوي والمعروف بالشذوذ. في بعض الحالات، النص يحتوى على تعبير خشن أو تعليق غير منطقي أو تصريح خاطئ جدًا.
• بالنسبة لعلة مخفية موجودة في الإسناد أو المتن. على الرغم من أنه يمكن وضعه في التصنيفات السابقة، أحكام الأحاديث فيها هي: الحديث معلل أي الذي يستوجب شرحه منفصلا. العلة يمكن أن تحدث بعدة طرق، مثال على نوع الحديث المعلل هما المقلوب والمضطرب.
• بالنسبة لموثوقية وذاكرة الرواة، الحكم النهائي للحديث يكون معتمدًا على هذا العامل الأساسي: أحكام مثل صحيح و حسن وضعيف وموضوع يعتمد أساسيا على طبيعة رجال الإسناد.

لذلك، فأي شخص يرفض الروايات التي تشرح حياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يكون حاله كحال الشخص الذي يرفض الحقائق التاريخية لأن علم الحديث يفوق المنهجيات المستخدمة في التاريخ الغربي.

( محمد الباحث )
03-06-2014, 03:05 AM
جميله جدا اخي استأذنك بالنقل بارك الله فيك

د. هشام عزمي
03-06-2014, 05:57 AM
جزاك الله خيرًا .. وما ترجمته بلفظة (الشهادة) هو ما يقول عنه علماء الإسلام (الخبر) .. وهم يقولون إن الدليل إما أن يكون عقليًا أو حسيًا أو مركبًا منهما كالخبر ؛ فالخبر دليلٌ يجمع بين العقل والحس ..

إلى حب الله
03-06-2014, 09:26 AM
رائع أخي الحبيب ما شاء الله ...
اختيار موفق ودقيق كما عودتنا في أعمالك والله ...
وهو مدخل جيد جدا لفلسفة العلوم والفاصل بين العقل والمنطق وبين خرافات التجريبيين والملاحدة وخلطهم ..

معتز
03-06-2014, 09:56 AM
ممتاز ممتاااااز :)

جزاك الله خير رائع يا اخي

mrkira
03-06-2014, 02:58 PM
ويشرفني ويسعدني أخي الباحث أن تنقل الموضوع الى مدونتك، وجزاكم الله خيرا على مروركم.

جزاك الله خيرًا .. وما ترجمته بلفظة (الشهادة) هو ما يقول عنه علماء الإسلام (الخبر) .. وهم يقولون إن الدليل إما أن يكون عقليًا أو حسيًا أو مركبًا منهما كالخبر ؛ فالخبر دليلٌ يجمع بين العقل والحس ..
فائدة طيبة كما تعودنا من أستاذنا بارك الله فيه، والعجيب في الأمر أن علماء الحديث هم في الواقع علماء ابستمولوجيا، فقد تمكنوا بنجاح من توثيق الروايات المروية عن الرسول بطريقة تتجنب الكثير من الخطأ، وتخلصوا بذلك من الكثير من الاعتراضات في قبول خبر الثقة، وهذا منهج لا يفيد العلوم الحديثية فقط، بل وبقية العلوم الأخرى.

أبو يحيى الموحد
03-06-2014, 03:55 PM
موضوع ماتع حقا..

( محمد الباحث )
03-07-2014, 11:35 PM
علي غرار موضوع الصين في المقال
هل يمكنك أن تثبت تجريبيا بأن أمك هي أمك Can you prove ur mother is ur mother experimentally (http://www.youtube.com/watch?v=ZaljTe7cEfE)

YaCiine
03-08-2014, 09:56 AM
~
مووضوع رائع , بارك الله فيك أخي الكريم ..

Omar ElShanbly
03-08-2014, 10:30 PM
موضوع رائع والله.
أستأذنك النقل ؟:sm_smile:
وجزاك الله خير

mrkira
03-11-2014, 01:46 AM
موضوع رائع والله.
أستأذنك النقل ؟:sm_smile:
وجزاك الله خير
واياك، ويشرفني نقلك للموضوع :):

ابن النعمان
03-13-2014, 12:37 PM
روعة وشمول بارك الله فيكم اخى استأذنكم النقل ..

hamzaD
03-13-2014, 04:15 PM
أحسنت...لكن أراك لم تتحدث عن الثواثر...سواء كان الثواثر اللفظي كالقران الكريم أو المعنوي !! فحدث كدخول مكة مثواثر بالاتفاق، وكذلك عفوه صلى الله عليه وسلم عن المشركين متواثر ايضا، وكذلك صدقه وامانته وتبسمه للناس ودعوته الى الله كل هذه من المثواثرات... ومعرفيا يستحيل عقلا ان يتواطأ الالوف من الناس المنتشرين في الزمان والمكان على كذبة واحدة.

mrkira
03-14-2014, 02:34 PM
أحسنت...لكن أراك لم تتحدث عن التواتر...سواء كان التواتر اللفظي كالقران الكريم أو المعنوي !! فحدث كدخول مكة متواتر بالاتفاق، وكذلك عفوه صلى الله عليه وسلم عن المشركين متواثر ايضا، وكذلك صدقه وامانته وتبسمه للناس ودعوته الى الله كل هذه من المتواترات... ومعرفيا يستحيل عقلا ان يتواطأ الالوف من الناس المنتشرين في الزمان والمكان على كذبة واحدة.
جزاك الله خيرا عن هذا اللفتة المهمة بخصوص خبر التواتر، والداعية حمزة تكلم عنها في مقالته ولكنه لم يفصل فيها كثيرا، حيث كان هدف المقالة ابراز أهمية خبر الثقة سواء كان أحادًا أو متواترًا، وبالتأكيد خبر التواتر أفضل من ناحية الزيادة في موثوقية الخبر.

طالبة علم و تقوى
03-15-2014, 05:35 PM
جميل جدا أن نقرأ لمثل هذا المستوى من التأصيل ..بارك الله فيكم
و قد ذكرني بالمجهودات الكبيرة لأستذنا الفاضل أبي الفداء ..

mrkira
04-09-2014, 02:48 AM
هذا مقطع فيديو مقتطف من مناظرة للداعية حمزة زورزيس حيث يثبت فيه أصالة القرآن ونبوة الرسول من خلال ابستمولوجيا الشهادة أو ما يسمى بالخبر المتواتر.


http://www.youtube.com/watch?v=l8owzFFJI-c&feature=youtu.be

mrkira
04-15-2014, 09:13 PM
ملخص كل ما سبق على شكل فرضيات ونتائج منطقية:-

حجة الإسلام في إثبات النبوة
فرضية: الخبر المتواتر عن أمر ما هو دليل على صحة الخبر لاستحالة تواطىء الناس على الكذب في العادة.
فرضية: سيرة نبي الإسلام موثوقة بقواعد رصينة وعلى وجود الخبر المتواتر فيها.
فرضية: نبي الإسلام كان معروفا بالصادق الآمين، وسيرته حياته تدل على صدقه.
النتيجة: فلذلك، فنبي الإسلام هو رسول من عند الله ونبيه.

حجة الإسلام في إثبات أصالة القرآن
فرضية: الخبر المتواتر عن أمر ما هو دليل على صحة الخبر لاستحالة تواطىء الناس على الكذب في العادة.
فرضية: يوجد خبر متواتر على فشل أهل التحدي وهم العرب في تحدي القرآن الكريم.
النتيجة: فلذلك، فالقرآن هو من عند الله.

أبو جعفر المنصور
10-21-2014, 02:07 AM
يرفع للفائدة

mrkira
10-21-2014, 02:44 PM
رابط آخر للفيديو من قناة الأخ عماد

http://www.youtube.com/watch?v=tH6ebvPhHW0
وهذا ملخص المواضيع التي تم الحديث عنها في الفيديو:
إثبات أصالة القرآن 0:00-2.54
سبب قبولنا للشهادة الموثوقة (خبر الثقة) 2:55-5:45
تكملة إثبات أصالة القرآن 5:46-10:39
إثبات النبوة 10:40-14.43

أحسن لمن آساء إليك
12-01-2014, 10:57 AM
حاولت الرد على الرسالة الخاصة ولكنني لست متأكدا ما اذا كانت قد وصلت لذلك سأرد هنا:
1. Deductive thinking الإستنباط هو الأقوى وذلك لأن الخاتمة لابد أن تكون صحيحة إذا كانت الحجج صحيحة.
Inductive thinking الإستقراء أضعف من الإستنباط وذلك لأن الخاتمة ليست بالضرورة تكون صحيحة إذا كانت الحجج صحيحة. أي أن هذا التفكير يعتمد على الإحتمالية أكثر من إعتماده عن ايجاد تفسير للظواهر، كما لا يمكن من خلاله الجزم بأن الخاتمة 100% صحيحة، وهذا ما يسمى مشكلة هيوم. مثالا، حينما تتوصل إلى خاتمة أن محمد لم يكذب بخصوص القرآن بحجة أنه لم يكذب قبلا، فهذه الحجة لا تجعل الخاتمة بالضرورة 100% صحيحة .أنما هذه الحجة تجعل إحتمالية أنه لا يكذب بخصوص أن القرآن أكبر من لو أنه كان قد كذب قبلا، فالاستنتاج مبني على الإحتمالية لا على التفسير المنطقي. وكذلك حجة أنه تعذب من أجل الدعوة هي أيضاً استقراء وذلك لأن تعذبه لا يعني بالضرورة أنه لا يكذب، كلاهما لا يصلون بنا لخواتم جازمة أنه لا يكذب.
2. ثانيا، ما هو الدليل على أن المخدوع يقول الباطل؟ عالم الرياضيات ناش كان يعاني من انفصام الشخصية وكان كل ما يراه خداع ومع ذلك حاز على جائزة نوبل في الرياضيات بسبب أفكاره الصحيحة في الرياضيات.
3. القول بأن مذهب العلموية لايثبت الحقائق في الرياضيات ف 3+3=6 ليست ملاحظة تجريبية، فهذا ليس صحيحا وذلك لأن 3+3=6 عبارة عن شفرات تحمل معاني فالثلاثة تحمل معنى والزائد تحمل معنى والثلاثة الأخرى تحمل معنى ويساوي تحمل معنى والستة تحمل معني، وكل معنى من هذه المعاني اكتسبانه من ملاحظات تجريبية أولا ثم حولناه إلى شفرات في عقولنا فأصبح فكرا تجريديا، وكذلك هي كل اللغة وكلمة الصين. فكلمة الصين لها معنى والايمان بوجود الصين له معنى آخر، فمعنى الصين هو دولة تقع في كذا وكذا ولها تاريخها، أما الإيمان بوجود الصين فهو يعتمد تمكنك من اثبات تجريبي لمعنى الصين. فاذا اردت أن تثبت أن الصين تقع في كذا وكذا فبامكانك ايجاد أدلة، واذا اردت أن تثبت تاريخها فستجد دليلا، وكذلك الأمر بالنسبة للايمان بالله وصدق محمد فنحن بحاجة لاثبات.

أبو جعفر المنصور
12-01-2014, 06:51 PM
حاولت الرد على الرسالة الخاصة ولكنني لست متأكدا ما اذا كانت قد وصلت لذلك سأرد هنا:
1. Deductive thinking الإستنباط هو الأقوى وذلك لأن الخاتمة لابد أن تكون صحيحة إذا كانت الحجج صحيحة.
Inductive thinking الإستقراء أضعف من الإستنباط وذلك لأن الخاتمة ليست بالضرورة تكون صحيحة إذا كانت الحجج صحيحة. أي أن هذا التفكير يعتمد على الإحتمالية أكثر من إعتماده عن ايجاد تفسير للظواهر، كما لا يمكن من خلاله الجزم بأن الخاتمة 100% صحيحة، وهذا ما يسمى مشكلة هيوم. مثالا، حينما تتوصل إلى خاتمة أن محمد لم يكذب بخصوص القرآن بحجة أنه لم يكذب قبلا، فهذه الحجة لا تجعل الخاتمة بالضرورة 100% صحيحة .أنما هذه الحجة تجعل إحتمالية أنه لا يكذب بخصوص أن القرآن أكبر من لو أنه كان قد كذب قبلا، فالاستنتاج مبني على الإحتمالية لا على التفسير المنطقي. وكذلك حجة أنه تعذب من أجل الدعوة هي أيضاً استقراء وذلك لأن تعذبه لا يعني بالضرورة أنه لا يكذب، كلاهما لا يصلون بنا لخواتم جازمة أنه لا يكذب.
2. ثانيا، ما هو الدليل على أن المخدوع يقول الباطل؟ عالم الرياضيات ناش كان يعاني من انفصام الشخصية وكان كل ما يراه خداع ومع ذلك حاز على جائزة نوبل في الرياضيات بسبب أفكاره الصحيحة في الرياضيات.
3. القول بأن مذهب العلموية لايثبت الحقائق في الرياضيات ف 3+3=6 ليست ملاحظة تجريبية، فهذا ليس صحيحا وذلك لأن 3+3=6 عبارة عن شفرات تحمل معاني فالثلاثة تحمل معنى والزائد تحمل معنى والثلاثة الأخرى تحمل معنى ويساوي تحمل معنى والستة تحمل معني، وكل معنى من هذه المعاني اكتسبانه من ملاحظات تجريبية أولا ثم حولناه إلى شفرات في عقولنا فأصبح فكرا تجريديا، وكذلك هي كل اللغة وكلمة الصين. فكلمة الصين لها معنى والايمان بوجود الصين له معنى آخر، فمعنى الصين هو دولة تقع في كذا وكذا ولها تاريخها، أما الإيمان بوجود الصين فهو يعتمد تمكنك من اثبات تجريبي لمعنى الصين. فاذا اردت أن تثبت أن الصين تقع في كذا وكذا فبامكانك ايجاد أدلة، واذا اردت أن تثبت تاريخها فستجد دليلا، وكذلك الأمر بالنسبة للايمان بالله وصدق محمد فنحن بحاجة لاثبات.


أذكر أنك فتحت موضوعاً في هذا الأمر وتم الرد عليك فلماذا تعيد الأمر

مسألة أن عالم الرياضيات فلان كان مصاباً بانفصام بالشخصية ثم نال جائزة نوبل !

فعلى فرض صحة هذه المعلومة

فهل هذا الذي حازه متعلق بعلم تجريبي فيه مقدمة ونتيجة لا علاقة له بحالته النفسية أو ما يتعلق بحياته الشخصية

أما تصوراته عن نفسه وعن الغيب فهذا سيكون محل شك ، ثم إن علم الرياضيات علم اكتسابي في مقدماته ثم يبني الإنسان وأمر النبي كان عجيباً فقد بقي قبل الأربعين عاماً لا علاقة له بأمر الإصلاح الاجتماعي على الطريقة النبوية ولا الفسلفة ولا غيرها

المجنون إذا قال عن والده ( والدي ) فلا أحد يختلف معه لأن هذا مبني على اعتبارات زائدة على مجرد وجود عقل واستنتاج ، ولكن لا يمكن أن يأتي بشريعة كاملة ويعجز الناس عن معارضتها

قد قال هرقل في النبي ( ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله )

سيرة الرجل على مدى أربعين عاماً تقطع بحقائق في حقه

وعند انقطاع كل الاحتمالات يبقى احتمال واحد هو المتعين وهذا هو المنطق

المخدوع الذي نتحدث عنه هو مخدوع جاء بشريعة متكاملة وأخبر بعقائد غيبية وادعى أنه سينصر وحصل هذا وعارض معارضات وكان الحق فيها جميعاً معه

فكرة النبوة متفرعة عن فكرة وجود الله عز وجل

وجود الله كان الناس فيه على قسمين

قسم يدعي أزلية العالم وينكر وجود الله لذلك وهم قسم من الفلاسفة لأن العالم إذا كان ازلياً فلا حاجة لخالق

وقسم قال بحدوث العالم

واتفقوا جميعاً على أن ثبوت الحدوث يعني ثبوت الخلق لأن انتقال العالم من حيز العدم إلى حيز الوجود المشهود المبهر مع الانتظام والاستمرارية يقتضي وجود إرادة خارجية مؤثرة

ولا أعلم أحداً من الفلاسفة والمتكلمين وأهل الأديان قال بحدوث العالم ثم أنكر وجود الله فهذه كانت قضية بديهية

فقط الملاحدة اليوم هم من شذوا عن إجماع بني آدم

فهذا في البحث العقلي

ثم بعد ذلك ينظرون في ضرورة إرسال رسل ثم أفضل الصفات التي ينبغي أن يكون عليها الرسل

فمن الناس من ناقش بوجود رسل أصلاً ومنهم أقر ببعض وكفر ببعض ولكل طريقة معه بالنقاش

البحث مع الذين لا يؤمنون إلا بالتجريب وهذا مع كونه تعطيل لدرجة من درجات البحث العقلي إلى أنه يقال لك أن علمياً يمكن إثبات وجود النبي أولاً ثم وجود الصفات التي دلت على نبوته ثانياً

البحث مركب من كون النبي لم يعرف بالكذب في الجاهلية ثم إنه تحمل الأذى ورفض العروض في سبيل الدعوة والكاذب في العادة لا يحتمل مثل هذا خصوصاً وأن دعواه النبوة جاءت بعد الأربعين من عمره أي أن عنفوان الشباب قد ذهب تماماً بل كانت حياته معرضة للخطر كما أنه لم يحقق مكاسب مادية بل كان متزهداً جداً لدرجة لم يكن يوقد في بيته نار عدة أشهر

هذا مع تواتر من معارضته لقومه وتحديهم أن يأتوا بمثل القرآن وما حصل منه من التوعد ووقوع كل ذلك بأخبار متواترة

فالأمر ليس فقط انتفاء مصالح بل تحمل مفاسد عظيمة كل ذلك في دعوى لم يكن لها أصل بين قومه بل ظهرت بعد بلوغه الأربعين عاماً

وأما كونه مخدوعاً فالخادع من يكون ؟

هل اليهود وقد حاربهم وعارضهم في عقائدهم العظمى ولو تمكنوا من ادعاء ثلب عليه في ذلك لفعلوا

أم من ؟

أم الجن وهذا نوقش مع الأخت سيهام نادر

أضف إلى ذلك أميته وعدم استقلاله لفرض المباهاة كما حصل في حالة الكسوف وزد على هذا كله الأثر العام الذي حصل لرسالته في كل الدنيا وهو رجل أمي وما درس العلوم وما تكلم بالأمر الذي تكلم به إلا بعد بلوغه الأربعين

وصدق أخباره الغيبية والإعجازات والنبوءات في الكتب الأولى هذه كلها أبواب أخرى

القواعد التي تسير عليها أصلاً غلط وأنت تترجمها بطريقة مخطئة فالاستقراء نوعان

تام وناقص

والتام أقوى بكثير من الاستنباط في الاصطلاحات المنطقية القديمة الأجانب اليوم ضعيفون جداً في المنطق لطغيان التجريب عليهم

أبو جعفر المنصور
12-01-2014, 06:55 PM
حاولت الرد على الرسالة الخاصة ولكنني لست متأكدا ما اذا كانت قد وصلت لذلك سأرد هنا:
1. Deductive thinking الإستنباط هو الأقوى وذلك لأن الخاتمة لابد أن تكون صحيحة إذا كانت الحجج صحيحة.
Inductive thinking الإستقراء أضعف من الإستنباط وذلك لأن الخاتمة ليست بالضرورة تكون صحيحة إذا كانت الحجج صحيحة. أي أن هذا التفكير يعتمد على الإحتمالية أكثر من إعتماده عن ايجاد تفسير للظواهر، كما لا يمكن من خلاله الجزم بأن الخاتمة 100% صحيحة، وهذا ما يسمى مشكلة هيوم. مثالا، حينما تتوصل إلى خاتمة أن محمد لم يكذب بخصوص القرآن بحجة أنه لم يكذب قبلا، فهذه الحجة لا تجعل الخاتمة بالضرورة 100% صحيحة .أنما هذه الحجة تجعل إحتمالية أنه لا يكذب بخصوص أن القرآن أكبر من لو أنه كان قد كذب قبلا، فالاستنتاج مبني على الإحتمالية لا على التفسير المنطقي. وكذلك حجة أنه تعذب من أجل الدعوة هي أيضاً استقراء وذلك لأن تعذبه لا يعني بالضرورة أنه لا يكذب، كلاهما لا يصلون بنا لخواتم جازمة أنه لا يكذب.
2. ثانيا، ما هو الدليل على أن المخدوع يقول الباطل؟ عالم الرياضيات ناش كان يعاني من انفصام الشخصية وكان كل ما يراه خداع ومع ذلك حاز على جائزة نوبل في الرياضيات بسبب أفكاره الصحيحة في الرياضيات.
3. القول بأن مذهب العلموية لايثبت الحقائق في الرياضيات ف 3+3=6 ليست ملاحظة تجريبية، فهذا ليس صحيحا وذلك لأن 3+3=6 عبارة عن شفرات تحمل معاني فالثلاثة تحمل معنى والزائد تحمل معنى والثلاثة الأخرى تحمل معنى ويساوي تحمل معنى والستة تحمل معني، وكل معنى من هذه المعاني اكتسبانه من ملاحظات تجريبية أولا ثم حولناه إلى شفرات في عقولنا فأصبح فكرا تجريديا، وكذلك هي كل اللغة وكلمة الصين. فكلمة الصين لها معنى والايمان بوجود الصين له معنى آخر، فمعنى الصين هو دولة تقع في كذا وكذا ولها تاريخها، أما الإيمان بوجود الصين فهو يعتمد تمكنك من اثبات تجريبي لمعنى الصين. فاذا اردت أن تثبت أن الصين تقع في كذا وكذا فبامكانك ايجاد أدلة، واذا اردت أن تثبت تاريخها فستجد دليلا، وكذلك الأمر بالنسبة للايمان بالله وصدق محمد فنحن بحاجة لاثبات.


أذكر أنك فتحت موضوعاً في هذا الأمر وتم الرد عليك فلماذا تعيد الأمر

مسألة أن عالم الرياضيات فلان كان مصاباً بانفصام بالشخصية ثم نال جائزة نوبل !

فعلى فرض صحة هذه المعلومة

فهل هذا الذي حازه متعلق بعلم تجريبي فيه مقدمة ونتيجة لا علاقة له بحالته النفسية أو ما يتعلق بحياته الشخصية

ناش كان يتصور أن معه أحداً في الغرفة لذا أطلقوا عليه أنه مصاب بمرض الانفصام بالشخصية

فلو ادعى ناش أنه رأى شخصاً دخل إلى غرفته ليلاً هل سيصدقونه

أم سيكون الاحتمال الأقوى أن هذا جزء من مرضه خصوصاً مع عدم قرينة على صدقه

أما تصوراته عن نفسه وعن الغيب فهذا سيكون محل شك ، ثم إن علم الرياضيات علم اكتسابي في مقدماته ثم يبني الإنسان وأمر النبي كان عجيباً فقد بقي قبل الأربعين عاماً لا علاقة له بأمر الإصلاح الاجتماعي على الطريقة النبوية ولا الفسلفة ولا غيرها

المجنون إذا قال عن والده ( والدي ) فلا أحد يختلف معه لأن هذا مبني على اعتبارات زائدة على مجرد وجود عقل واستنتاج ، ولكن لا يمكن أن يأتي بشريعة كاملة ويعجز الناس عن معارضتها

قد قال هرقل في النبي ( ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله )

سيرة الرجل على مدى أربعين عاماً تقطع بحقائق في حقه

وعند انقطاع كل الاحتمالات يبقى احتمال واحد هو المتعين وهذا هو المنطق

المخدوع الذي نتحدث عنه هو مخدوع جاء بشريعة متكاملة وأخبر بعقائد غيبية وادعى أنه سينصر وحصل هذا وعارض معارضات وكان الحق فيها جميعاً معه

فكرة النبوة متفرعة عن فكرة وجود الله عز وجل

وجود الله كان الناس فيه على قسمين

قسم يدعي أزلية العالم وينكر وجود الله لذلك وهم قسم من الفلاسفة لأن العالم إذا كان ازلياً فلا حاجة لخالق

وقسم قال بحدوث العالم

واتفقوا جميعاً على أن ثبوت الحدوث يعني ثبوت الخلق لأن انتقال العالم من حيز العدم إلى حيز الوجود المشهود المبهر مع الانتظام والاستمرارية يقتضي وجود إرادة خارجية مؤثرة

ولا أعلم أحداً من الفلاسفة والمتكلمين وأهل الأديان قال بحدوث العالم ثم أنكر وجود الله فهذه كانت قضية بديهية

فقط الملاحدة اليوم هم من شذوا عن إجماع بني آدم

فهذا في البحث العقلي

ثم بعد ذلك ينظرون في ضرورة إرسال رسل ثم أفضل الصفات التي ينبغي أن يكون عليها الرسل

فمن الناس من ناقش بوجود رسل أصلاً ومنهم أقر ببعض وكفر ببعض ولكل طريقة معه بالنقاش

البحث مع الذين لا يؤمنون إلا بالتجريب وهذا مع كونه تعطيل لدرجة من درجات البحث العقلي إلى أنه يقال لك أن علمياً يمكن إثبات وجود النبي أولاً ثم وجود الصفات التي دلت على نبوته ثانياً

البحث مركب من كون النبي لم يعرف بالكذب في الجاهلية ثم إنه تحمل الأذى ورفض العروض في سبيل الدعوة والكاذب في العادة لا يحتمل مثل هذا خصوصاً وأن دعواه النبوة جاءت بعد الأربعين من عمره أي أن عنفوان الشباب قد ذهب تماماً بل كانت حياته معرضة للخطر كما أنه لم يحقق مكاسب مادية بل كان متزهداً جداً لدرجة لم يكن يوقد في بيته نار عدة أشهر

هذا مع تواتر من معارضته لقومه وتحديهم أن يأتوا بمثل القرآن وما حصل منه من التوعد ووقوع كل ذلك بأخبار متواترة

فالأمر ليس فقط انتفاء مصالح بل تحمل مفاسد عظيمة كل ذلك في دعوى لم يكن لها أصل بين قومه بل ظهرت بعد بلوغه الأربعين عاماً

وأما كونه مخدوعاً فالخادع من يكون ؟

هل اليهود وقد حاربهم وعارضهم في عقائدهم العظمى ولو تمكنوا من ادعاء ثلب عليه في ذلك لفعلوا

أم من ؟

أم الجن وهذا نوقش مع الأخت سيهام نادر

أضف إلى ذلك أميته وعدم استقلاله لفرض المباهاة كما حصل في حالة الكسوف وزد على هذا كله الأثر العام الذي حصل لرسالته في كل الدنيا وهو رجل أمي وما درس العلوم وما تكلم بالأمر الذي تكلم به إلا بعد بلوغه الأربعين

وصدق أخباره الغيبية والإعجازات والنبوءات في الكتب الأولى هذه كلها أبواب أخرى

القواعد التي تسير عليها أصلاً غلط وأنت تترجمها بطريقة مخطئة فالاستقراء نوعان

تام وناقص

والتام أقوى بكثير من الاستنباط في الاصطلاحات المنطقية القديمة الأجانب اليوم ضعيفون جداً في المنطق لطغيان التجريب عليهم

في الواقع حتى الكذاب قد يكون يصدق في بعض الأمرو بناء على قرائن تقترن بالأمر

والأدلة المذكورة لخصها ابن حزم فيما يذكر هنا http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?59032-%DF%E1%C7%E3-%E1%D8%ED%DD-%E1%C7%C8%E4-%CD%D2%E3-%DD%ED-%C5%CB%C8%C7%CA-%C7%E1%E4%C8%E6%C9

أبو جعفر المنصور
12-01-2014, 08:04 PM
وقولك أن الإيمان بالصين يحتاج إلى إثبات تجريبي فكلام غريب متناقض

فهو حصر للأدلة في التجريب وهذا أمر غير مسلم والأمر التجريبي لا يسمى ( إيمان )

وثانياً إبطال لدلالة التواتر

وجود النبي حقيقة قطعية ترتب عليها أحداث غيرت وجه وإيمان الملايين بهذه الرسالة

فهذا الجزء من البحث قطعي تماماً ويمكن إثباته تجريبياً

وسبب ذلك يحتاج إلى بحث عقلي علمي

قال الأخ هيثم طلعت :" من كلماته الشهيرة: " لم أجد دليل على وجود الله كالدليل على وجود الشمس"

الضحك يقفز من شفاتي عندما استمعت لهذه الكلمة الماتعة
الذي يطلب دليل كالشمس على الإيمان لا يعرف شيء عن الإيمان، ولا عن القضية الوجودية بأسرها، فوجود أدلة قاطعة تقضي بالإيمان بنسبة 100% هذا لن يكون إيمان اختياري وإنما إيمان اضطراري، مثل الإيمان بوجود الشمس، وهذا إيمان لا يترتب عليه ثواب ولا عقاب لأنه إيمان اضطراري.
فلو كانت الأدلة بهذا المستوى لما أصبح لوجودك التكليفي في هذا العالم معنىً، انظر لقول الله عز وجل في كتابه العزيز {وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون} ﴿٨﴾ سورة الأنعام.

ولا يطلب أدلة من هذا القبيل إلا أبعد البشر عن العقل والمنطق {وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون} ﴿١١٨﴾ سورة البقرة.

فقد بيَّن الله تعالى آياته للموقنين؛ فالأيات والقرائن واضحة جلية لمن يريد أن يؤمن ويُسلم لله بالخلق والأمر، أما من يريد العبث فسيجد من المتشابهات التي أوجدها الله سبحانه لتكملة الإمتحان ما يبرر له طغيانه وتمرده، لكن من رحمته سبحانه أن هذه المتشابهات لا تطغى على المُحكم ولا تُضعف قيمته، ولا يتبعها إلا من أراد أن يُشربها {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} ﴿٧﴾ سورة آل عمران.

هذه هي روعة الامتحان وعظيم الاختبار، ويوم القيامة ستلطم على وجهك أيها الكافر المرتد لعدم اتباعك للأدلة العقلية التي آمن على مثلها البشر {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} ﴿١٠﴾ سورة الملك.

فأنت موجود ووجودك لا يفسر ذاته بذاته إذن الله موجود {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} ﴿٣٥﴾ سورة الطور، والكون موجود ووجوده يفيد عرضيته وتغيره وعدم اكتفاؤه بذاته إذن الإلحاد وهم وهراء {أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون} ﴿٣٦﴾ سورة الطور.

والإيمان بالخالق مصدره المعطى المادي ذاته، ولذا احتاج الملاحدة أنفسهم للخروج خارج الكون للبحث عن تفسير لوجوده..

لقد قرر كارل ساغان الملحد الشهير في مسلسل cosmos الكوني أن رصد أي إشارة معقدة من الفضاء الخارجي سيعني نشأة حضارة عملاقة تحاول التواصل معنا.

مجرد إشارة تحمل بضعة بتات-حروف- توفر دليل عقلي يكفي الملحد للإستدلال على وجود حضارة عملاقة وحياة وتقانة عالية في ناحية ما من الكون.
ألا تكفيك 3 بليون رسالة داخل الجينوم الخاص بك والتي تحمل شفرات ورسائل وظيفية غاية في التعقيد لإثبات الصانع الحكيم؟"

ابن سلامة القادري
12-02-2014, 09:27 AM
شبهاتك واهية جدا .. و هي من جنس شبهات الملاحدة كقول أحدهم الأخلاق ليست ثابتة .. أنت تضرب الثوابت لتُعَرّض بدينك .. و تأتي بثوابت ثم لا تستعملها لصالحه في نفس الوقت بل لصالح باطلك.



1. Deductive thinking الإستنباط هو الأقوى وذلك لأن الخاتمة لابد أن تكون صحيحة إذا كانت الحجج صحيحة.
Inductive thinking الإستقراء أضعف من الإستنباط وذلك لأن الخاتمة ليست بالضرورة تكون صحيحة إذا كانت الحجج صحيحة. أي أن هذا التفكير يعتمد على الإحتمالية أكثر من إعتماده عن ايجاد تفسير للظواهر، كما لا يمكن من خلاله الجزم بأن الخاتمة 100% صحيحة، وهذا ما يسمى مشكلة هيوم. مثالا، حينما تتوصل إلى خاتمة أن محمد لم يكذب بخصوص القرآن بحجة أنه لم يكذب قبلا، فهذه الحجة لا تجعل الخاتمة بالضرورة 100% صحيحة .أنما هذه الحجة تجعل إحتمالية أنه لا يكذب بخصوص أن القرآن أكبر من لو أنه كان قد كذب قبلا، فالاستنتاج مبني على الإحتمالية لا على التفسير المنطقي. وكذلك حجة أنه تعذب من أجل الدعوة هي أيضاً استقراء وذلك لأن تعذبه لا يعني بالضرورة أنه لا يكذب، كلاهما لا يصلون بنا لخواتم جازمة أنه لا يكذب.


قد يمكنك أن تجعل من تلك الأدلة ثانوية لكنك أبدا لن تستطيع فعل ذلك حينما تريد إثبات العكس أي عكس تلك الأدلة التي تحسبها بنظرك ثانوية بدليل مضاد و لو نسبي، مثلا :
- أثبت أن محمدا عليه السلام كان كاذبا في أي شأن من شأنه .. و أثبت أن أحدا اتهمه بالكذب طوال حياته و دعوته بعد ذلك بدليل .. و أثبت كذبه فيما قاله و ادعاه خاصة و أنك تعلم أن كثيرا من المواقف التي أخبر فيها بالغيب كنبي هي بمثابة محك له .. و هي نفسها التي أثبتت صدقه في تعامله مع أحوال الناس أصدقاء أم أعداء.
- أثبت أن شيئا من القرآن و السنة كذب على الأقل على وجه التعارض و الاختلاف.
- أثبت ما يمكنك أن تثبته على غيره : أنه عانى من أجل الدعوة لمصلحته الشخصية و أنه عانى في عبادته و قيامه لله و زهده أيضا لمصلحة ما دنيوية .. أنت لن تستطيع إثبات ما تثبته على غيره بحيث يمكنك اتهامه به فشبهتك داحضة لأنه لا منتهى لها و لا تستقر على دليل مضاد.

فأنت حين تعرضت لشبهة كهاته لم تتعرض لها بشكل حقيقي بل اجتزائي انتقائي .. و هو ما يشبه الإفتئات على شخص بأنه ليس أباً لفلان لمجرد أنك لم تحضر ساعة جماع هذا الأب بأم الولد مع تجاهلك في نفس الوقت أدلة إثبات كثيرة متواترة على أبوته له و هي أدلة قاطعة طبعا باعتبارها أدلة مكشوفة لك كحفل قِران الأبوين و وجود شبه قوي بين الإبن و أبيه و إخوته و ثبوت صلاح الأم و أنها لم تقترف سوءا أو بغيا في حياتها و لم يثبت أنه كان لها علاقة مع غير الأب، و أن الإبن عاش في كنف أبيه منذ ولادته فلم يثبت لك قط أنه أتى من خارج و هلم جرّاً. و مهما يكن فهذا مجرد تشبيه و ليست مماثلة لأن دلائل النبوة أقوى و أكثر و أكبر من أن تُحصى فإن لم يكفك أحدها تمر إلى الثاني حتى ينعقد لديك صدق هذا النبي الكريم.


2. ثانيا، ما هو الدليل على أن المخدوع يقول الباطل؟ عالم الرياضيات ناش كان يعاني من انفصام الشخصية وكان كل ما يراه خداع ومع ذلك حاز على جائزة نوبل في الرياضيات بسبب أفكاره الصحيحة في الرياضيات.


تماما كردنا الأول، أثبت ما ثبت على عالم الرياضيات بخصوص النبي صلى الله عليه و سلم، و إلا فأنت مجرد مفترض لشيء لا دليل لك عليه، و كمشتري للحوت في البحر من عند بائع لقطع الغيار، و اعلم أنك تهرف بما لا تعرف. فكل دعوى يجب أن تقيم عليها دليلا و إلا فأنت أولى في هذه الحال أن تُتّهم بالفصام.


3. القول بأن مذهب العلموية لايثبت الحقائق في الرياضيات ف 3+3=6 ليست ملاحظة تجريبية، فهذا ليس صحيحا وذلك لأن 3+3=6 عبارة عن شفرات تحمل معاني فالثلاثة تحمل معنى والزائد تحمل معنى والثلاثة الأخرى تحمل معنى ويساوي تحمل معنى والستة تحمل معني، وكل معنى من هذه المعاني اكتسبانه من ملاحظات تجريبية أولا ثم حولناه إلى شفرات في عقولنا فأصبح فكرا تجريديا، وكذلك هي كل اللغة وكلمة الصين. فكلمة الصين لها معنى والايمان بوجود الصين له معنى آخر، فمعنى الصين هو دولة تقع في كذا وكذا ولها تاريخها، أما الإيمان بوجود الصين فهو يعتمد تمكنك من اثبات تجريبي لمعنى الصين. فاذا اردت أن تثبت أن الصين تقع في كذا وكذا فبامكانك ايجاد أدلة، واذا اردت أن تثبت تاريخها فستجد دليلا، وكذلك الأمر بالنسبة للايمان بالله وصدق محمد فنحن بحاجة لاثبات.


و قد قام إيماننا أيضا على التجريب : أن الصدفة لا تخلق و أن الطبيعة لا تمتلك قدرة على الخلق و لا صفات للخالق المدبر الحكيم الحفيظ .. و أن رجلا أميا لا يستطيع أن يأتي بمثل ما أتى به محمد عليه صلاة الله و سلامه إلا بوحي من الله و من أجل ذلك كانت المعجزات و الآيات البينات، و ما يعقلها إلا العالمون. انتهى

الـطواف
12-02-2014, 10:25 AM
مجرد إشارة تحمل بضعة بتات-حروف- توفر دليل عقلي يكفي الملحد للإستدلال على وجود حضارة عملاقة وحياة وتقانة عالية في ناحية ما من الكون.
ألا تكفيك 3 بليون رسالة داخل الجينوم الخاص بك والتي تحمل شفرات ورسائل وظيفية غاية في التعقيد لإثبات الصانع الحكيم؟"

هذه المفارقة دليل رائع وحي على أن أحكام كثير من الناس أمام أي قناعة تعتمد على مدى التحفز الذهني لها أو عنها أي أن الباعث النفسي هو من يتحكم في أمر كثير من القناعات .

أبو جعفر المنصور
12-02-2014, 03:14 PM
في هذه المشاركة سأحاول صياغة الحجة على النبوة من السير العامة للنبي صياغة ميسرة ليفهمها كل مسلم وغير مسلم

عندنا ثلاث معطيات هامة في حياة النبي وهي ما يلي

1_ أنه كان أمياً

2_ أنه عاش أربعين سنة دون تعلم أو دخول في المقارعات العقدية والفكرية

3_ أنه عرف بحسن الخلق قبل البعثة ولم يكن يكذب

هذه المعطيات الثلاثة تم استخدامها في القرآن فلو وجد المشركون ما ينقضها لأظهروه ولتلقاه اليهود والنصارى والذين لم يزل منهم فرقة تحاول إبطال النبوة

قال ابن تيمية في الجواب الصحيح :" وَقَدْ عُلِمَ بِالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ أَنَّ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وُلِدَ بِمَكَّةَ، وَبِهَا نَشَأَ بَعْدَ أَنْ كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَادِيَةِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ قَرِيبًا مِنَ الطَّائِفِ شَرْقِيَّ مَكَّةَ وَهُوَ صَغِيرٌ ثُمَّ حَمَلَتْهُ مُرْضِعَتُهُ حَلِيمَةُ السَّعْدِيَّةُ.
إِلَى أُمِّهِ بِمَكَّةَ، لَا يَعْلَمُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَلَا هُنَاكَ مَنْ يُتَعَلَّمُ مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. وَأَهْلُ مَكَّةَ يَعْلَمُونَ حَالَهُ وَأَنَّهُ لَمْ يَتَعَلَّمْ ذَلِكَ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِالْغَيْبِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلَّا بِتَعْلِيمِ اللَّهِ لَهُ.
فَكَانَ هَذَا مِنْ أَعْلَامِ رِسَالَتِهِ، وَدَلَائِلِ نُبُوَّتِهِ، عَلَيْهِمْ أَوَّلًا، وَعَلَى غَيْرِهِمْ آخِرًا. فَإِنَّهُمْ كَانُوا مُشَاهِدِينَ لَهُ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَتَعَلَّمْ ذَلِكَ مِنْ أَحَدٍ. وَغَيْرُهُمْ يَعْلَمُ ذَلِكَ بِالْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ، وَيَعْلَمُ أَنَّ قَوْمَهُ الْمُكَذِّبِينَ لَهُ مَعَ حِرْصِهِمْ عَلَى الطَّعْنِ فِيهِ، وَمَعَ عِلْمِهِمْ بِحَالِهِ، لَوْ كَانَ قَدْ تَعَلَّمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَقَالُوا: هَذَا قَدْ تَعَلَّمَهُ مِنْهُمْ. قَالَ - تَعَالَى -:
{قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يونس: 16] .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ نَفَى عِلْمَ قَوْمِهِ بِمَا أَخْبَرَهُ فِيهِ، بَيَانًا لِآلَاءِ اللَّهِ الَّتِي هِيَ آيَاتُهُ وَنِعَمُهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَتَعَلَّمْ ذَلِكَ مِنْ قَوْمِهِ وَفِيهِ إِنْعَامُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ بِذَلِكَ"

وقال أيضاً :" وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48] .
بَيَّنَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَالِهِ مَا يَعْلَمُهُ الْعَامَّةُ وَالْخَاصَّةُ، وَهُوَ مَعْلُومٌ لِجَمِيعِ قَوْمِهِ الَّذِينَ شَاهَدُوهُ، مُتَوَاتِرٌ عِنْدَ مَنْ غَابَ عَنْهُ، وَبَلَغَتْهُ أَخْبَارُهُ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ: أَنَّهُ كَانَ أُمِّيًّا لَا يَقْرَأُ كِتَابًا، وَلَا يَحْفَظُ كِتَابًا مِنَ الْكُتُبِ، لَا الْمُنَزَّلَةِ وَلَا غَيْرِهَا، وَلَا يَقْرَأُ شَيْئًا مَكْتُوبًا، لَا كِتَابًا مُنَزَّلًا وَلَا غَيْرَهُ، وَلَا يَكْتُبُ بِيَمِينِهِ كِتَابًا، وَلَا يَنْسَخُ شَيْئًا مِنْ كُتُبِ النَّاسِ الْمُنَزَّلَةِ وَلَا غَيْرِهَا.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ يَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهِ إِمَّا أَنْ يَأْخُذَ تَلْقِينًا وَحِفْظًا، وَإِمَّا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ كِتَابِهِ، وَهُوَ لَمْ يَكُنْ يَقْرَأُ شَيْئًا مِنَ الْكُتُبِ مِنْ حِفْظِهِ، وَلَا يَقْرَأُ مَكْتُوبًا، وَالَّذِي يَأْخُذُ مِنْ كِتَابِ غَيْرِهِ إِمَّا أَنْ يَقْرَأَهُ وَإِمَّا أَنْ يَنْسَخَهُ، وَهُوَ لَمْ يَكُنْ يَقْرَأُ وَلَا يَنْسَخُ.
وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ - نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ - عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ - بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ - وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ - أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 192 - 197] "

وظهور النبي من أعظم الأحداث التاريخية لأنه غير وجه الدنيا وتحولت قبائل وبلدان من دينها إلى دينه فإنكار وجوده تاريخياً حماقة ولا زالت آثار رسالته إلى اليوم

فبقي البحث في سبب هذا التحول العظيم

الأطروحة المشككة تقتضي أنه تحول من صادق إلى أكذب الكذابين بدعواه أنه نبي بل خاتم الأنبياء أيضاً

وهذا التحول مع كون غير منطقي لا بد له من ثلاثة أمور

الأول : المبرر لهذا الكذب وحال النبي من معارضة قومه له ومعاكسته له وإيذائهم له وقتلهم لأصحابه وسعيهم لقتله مع محاولتهم إغرائه أيضاً بالمال والنساء يبطل وجود مبرر لهذا

الثاني : أن الكذب ظاهر ويمكن إبطاله بسهولة أو معارضته بكذب مثله أو بالصدق المحض

الثالث : أن الكذب لن يقنع أقواماً كان فيهم من الذكاء أنهم فتحوا فارس والروم وتحملوا الأذى في سبيل هذا مع كونه كذباً محضاً من رجل أمي وأدوات الكذب التي توفرت عنده تتوفر عند غيره فلم هو وحده من أتى بأطروحة كهذه

كما أنه قد احتك بأهل الكتاب ودعاهم وهؤلاء أهل علم يمكنهم إظهار كذبه بسهولة لأنه متعد على تخصصهم

الأطروحة النبوية ( وهذا تجوز ) اللادينيون تارة يزعمون أنه أخذ من السومريين وتارة يزعمون أنه أخذ من الزرادشتيين وتارة يزعمون أنه أخذ من أهل الكتاب وتارة يزعمون أنه أخذ من الفلاسفة

وجمع أقوال هؤلاء والاستفادة من خبراتهم لمتخصص يقرأ ويكتب في زماننا تحتاج لزمن طويل هذا مع كونه سيتشهر بين الناس أنه يطلب علوم هؤلاء

هذا مع تفرد الأطروحة النبوية بأمور لا يقبلها هؤلاء ونقده لهم بشدة

إذا أضفنا إلى هذا أن رجلاً ذكياً كمحمد سيدفعه ذكاؤه إلى عدم الدعوة للتفكر بالكتاب الذي جاء أو التحدي بمعارضته

فما دام كذباً ودعوى فمعارضته سهلة والتفكر والنظر فيه يظهر ذلك أكثر وأكثر

فإذا أضفنا لذلك دعواه وجود ذكره في كتب أهل الكتاب الدعوى التي لا زال الإسلاميون يستطيعون بحثها وتنزيل الكثير من النبوءات عليه

هذا مع إسلام عدد من علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وكعب الأحبار

وجماعة من المعاصرين حتى كميلر ويوسف استس

والذكاء يقتضي عدم ادعاء دعوى كهذه مع سهولة قدرة أهل الكتاب على إبطالها

فاليوم كل مدعي النبوة يدعيها بين المسلمين يمكن إبطالها بسهولة من الأحاديث والآيات الدالة على ختم النبوة

قال تعالى : (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ)

إضافة إلى ما تواتر من زهده وتفاعله مع الحقيقة الإلهية التي نزلت عليه من طول صلاة وصيام

وكونه جاؤ بشريعة متكاملة في ظروف من أصعب الظروف النفسية من مهاجمة أعدائه له وسعيهم في قتله

هذا مع كون وعد أصحابه بالنصر وتجرأ على الكلام في عدد من الغيبيات التي تحققت وبعضها يتحقق اليوم كما نرى

وأما مسألة المخدوع فيعنون به المجنون فيما أظن وهذا الذي قاد أمة كاملة بكل حنكة أبعد ما يكون عن الجنون وهل يأتي مجنون بكتاب يضرب فيه الأقيسة العقلية ويدعو فيه للتفكر ويناقش فيه بقية الأديان والأطروحات

غير أنه في الواقع من لا يؤمن بالله الكلام معه في النبوة ضرب من العبث فالنبوة عنده أن تضع حامض على قلوي فيخرج نبي ، هذا هو البرهان التجريبي الذي يطلبونه !

وإلا كل من آمن بنبي يمكن بسهولة سؤاله عن دلائل نبوة النبي الذي آمن به ومقارنة ذلك بدلائل نبوة النبي محمد نفسه

وكل من آمن بوجود الله سيتفقد خطاباً إلهياً والقرآن هو الأكثر جاذبية

هذا تلخيص وإلا كل من تفكر في أحوال النبي وجد المزيد من هذا إضافة إلى المعجزات الحسية والإخبار بالغيوب التي تحققت بعد وفاته وإلى معقولية الرسالة وما حدث في هذا العصر من أمر الإعجاز العلمي

أحسن لمن آساء إليك
12-02-2014, 06:28 PM
1*عالم الرياضيات ناش يخدعه عقله ويجعله يرى أشياء ويتفاعل مع أشياء غير موجودة، مع ذلك أتى بأفكار صحيحة في علم الرياضيات رغم أنه لايستطيع التفريق أي حياة هي الحقيقية، وحينما يكون الشخص نائماً يخدعه عقله وقد يجعله يرى فيلا يطير فيظن النائم في ذلك الوقت ان الفيلة الطائرة موجوده في الحياة الحقيقية، وهكذا فان العقل يمكن أن يخدع الانسان، لهذا يوجد حاجة الى العلم الذي يعتمد على الادلة االتجريبية.
كما ان العقل قد يخدع صاحبه بأن يخبره أن الله يحدثه وفي نفس الوقت يأتي بأفكار حول العقيدة.
2* عبء الإثبات يكون على المدعي وليس على المستمع، فحينما يدعي شخص أن الفيلة الطائرة موجودة فهذا الشخص هو من يجب أن يثبت أنها موجودة لأنه هو من ادعىى وجودها وليس أن يطلب من الاخرين اثبات عدم وجودها فكل شيء لا دليل على وجوده يعني أنه غير موجود لأنه من شروط الوجود أن يكون هناك دليل. واذا ادعى الشخص ان القران من الله فليثبت هو بنفسه دعواه وليس أن يطلب من الناس اثبات انه ليس من الله.
الدليل هو الشيء الوحيد الذي يجعل الشخص يمييز ما هو الموجود وماهو الغير موجود، الانسان يعرف أن الفيلة الطائرة موجودة في الأحلام فقط لأنه لا يوجد دليل على أنها موجودة في الحياة الحقيقية، ويعرف ان الطائر موجود لانه يوجد ادلة على وجوده.
3* بالنسبة للادلة التي يقدمها بعض المسلمين على ان القران من الله فهي ادلة فيها مبالغة وتفخيم زائدين بالاضافة الى رأي شخصي وتبخيس للقدرات البشرية، سيتم الحديث عن كيف ان فيها مبالغة وغيره في الموضوع السابق حول الدليل ان القران من الله.
ولكن بالنسبة لحجة أن الرسول أمي، فهل الأمي في العصر الحالي مثل الأمي في عصر الرسول؟ الأمي في العصر الحالي شخص جاهل لايمكنه الارتقاء لأي مستوى، هل كان الأمر كذلك في عصرهم؟ هل شرطا أن كل أمي شخص جاهل وغبي لادراية له بأي علم من العلوم ولا ما يدور حوله؟

بن حيان
12-02-2014, 07:22 PM
1*عالم الرياضيات ناش يخدعه عقله ويجعله يرى أشياء ويتفاعل مع أشياء غير موجودة، مع ذلك أتى بأفكار صحيحة في علم الرياضيات رغم أنه لايستطيع التفريق أي حياة هي الحقيقية، وحينما يكون الشخص نائماً يخدعه عقله وقد يجعله يرى فيلا يطير فيظن النائم في ذلك الوقت ان الفيلة الطائرة موجوده في الحياة الحقيقية، وهكذا فان العقل يمكن أن يخدع الانسان، لهذا يوجد حاجة الى العلم الذي يعتمد على الادلة االتجريبية.
كما ان العقل قد يخدع صاحبه بأن يخبره أن الله يحدثه وفي نفس الوقت يأتي بأفكار حول العقيدة.
2* عبء الإثبات يكون على المدعي وليس على المستمع، فحينما يدعي شخص أن الفيلة الطائرة موجودة فهذا الشخص هو من يجب أن يثبت أنها موجودة لأنه هو من ادعىى وجودها وليس أن يطلب من الاخرين اثبات عدم وجودها فكل شيء لا دليل على وجوده يعني أنه غير موجود لأنه من شروط الوجود أن يكون هناك دليل. واذا ادعى الشخص ان القران من الله فليثبت هو بنفسه دعواه وليس أن يطلب من الناس اثبات انه ليس من الله.
الدليل هو الشيء الوحيد الذي يجعل الشخص يمييز ما هو الموجود وماهو الغير موجود، الانسان يعرف أن الفيلة الطائرة موجودة في الأحلام فقط لأنه لا يوجد دليل على أنها موجودة في الحياة الحقيقية، ويعرف ان الطائر موجود لانه يوجد ادلة على وجوده.
3* بالنسبة للادلة التي يقدمها بعض المسلمين على ان القران من الله فهي ادلة فيها مبالغة وتفخيم زائدين بالاضافة الى رأي شخصي وتبخيس للقدرات البشرية، سيتم الحديث عن كيف ان فيها مبالغة وغيره في الموضوع السابق حول الدليل ان القران من الله.
ولكن بالنسبة لحجة أن الرسول أمي، فهل الأمي في العصر الحالي مثل الأمي في عصر الرسول؟ الأمي في العصر الحالي شخص جاهل لايمكنه الارتقاء لأي مستوى، هل كان الأمر كذلك في عصرهم؟ هل شرطا أن كل أمي شخص جاهل وغبي لادراية له بأي علم من العلوم ولا ما يدور حوله؟
العضو أحسن لمن أساء إليك أتذكر أنه كان مكتوب فيي خانة الديانة خاصتك ملحد فلماذا تكذب ؟ هذه الاعتراضات لا تصدر من مسلم

أبو جعفر المنصور
12-02-2014, 07:46 PM
مجرد تكرار لكلام تم الرد عليه

بالنسبة لناش هذا أمر تمت إدانته به حسب معطيات علم النفس الحديث الذي يقضي بعدم وجود عالم غير مرأي وأن كل من ادعى ذلك فهو مخبول أو مصاب بمرض نفسي وهذا النفي يحتاج إلى دليل تجريبي كالإثبات

وقد بينت بطلان هذا القياس السخيف فالمرض النفسي ضعف في الإنسان لا يجعله قادراً على قيادة أمة وأما الشريعة الإسلامية فهي تقضي بأنه لا ينبغي للإنسان الخوف من مخلوق وأنه الخوف يكون من الله فقط وأنه لا يضر ولا ينفع إلا الله وهذا لا يتفق مع ذعر مريض نفسي

الرياضيات علم يتلقاه الناس كابراً عن كابر ومبني على مقدمات ونتائج وناش هناك غيره كثيرون فعله ما فعله وما هو أعظم مما فعله ولم يدعي هو نفسه أن هذا وحي إلهي بل هو أمر خاضع للتجريب نفياً وإثباتاً

ثم إن معرفة العارف بالرياضيات محصورة في وسط علمي معين ويمكنه تلقي المعلومات المبدأية من وسط حوله من العلماء ويبني عليها

وأما النبوة فكانت واسعة جداص تشمل كل مناحي الحياة والأمور التي جاء بها النبي كان عامة العرب يجهلونها متعلمهم قبل جاهلهم

فافهم وإن كنت أشك في أنك تريد الفهم

إذا كان الأمي في زمننا ومع انتشار وسائل الإعلام لا يمكنه إدراك الكثير من الأمور في دينه الذي يدين به فكيف بأمي عاش قبل أربعة عشر قرناً

الأمر غير متعلق بالغباء فالنبي ذكي ولكن بالمعرفة

المقدرة الإنسانية لسنا نحن من يحقرها ولكن الذي يحقرها من يدعي أن الناس عجزوا عن معارضة القرآن وقد جاء من رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب بعد أربعين سنة من عمره

والقرآن ليس معلومات عامة يستطيع أي إنسان اكتسابها بل وحي مبهر يحوي براهين عقلية وتشريعات عامة وإعجازات غيبية مع أخبار الأمم السابقة وتصحيح للأخطاء التي أدخلها المحرفون

ولو كانت مجرد معلومات عامة يستطيع الوقوف عليها أي أحد لما كان للنبوة أي جاذبية

ولما تبع النبي أحد ولظهر كذبه لعموم الناس وخصوصاً أنه لا ينتمي لأصل ديني سابق بل رفض دين قومه

ولتمكن الناس بسهولة من المعارضة

يمكن بسهولة مصادرة أي أدلة بقولك ( هذا تهويل ) ولكن إثبات هذا هو الذي ستعجز عنه حقاً

ما يذكر عن القرآن ليس تهويلاً فهذا الكتاب الذي آمن ملايين البشر أنه وحي من الله وخرجوا من أدياننهم إلى الإيمان به وهو أكثر كتاب له تفاسير وشروح في تاريخ البشرية وتمكن كل منهم من استخراج جديد تفسيره له

فهذا يسمى اختزال

فمواجهة الحجج بمفصلة ( سيكشف ) و ( وتهويل ) كلام بارد وفارغ

والقرآن كان عرضة لنقد الناس منذ نزل إلى يومنا هذا ومع ذلك لا زال متألقاً

أبو جعفر المنصور
12-02-2014, 08:36 PM
وهذه شهادات عدد من المستشرقين نقلها صلاح الدين مقبول أحمد في كتابه عن الإيمان بالرسالات

(1) عقيدة الإيمان باللـــه وحـــده :
قال الكونت (هنري دي كاستري ) في كتابه <الإسلام سوانح وخواطـر>:
"أما فكرة التوحيد فيستحيل أن يكون هذا الإعتقاد وصل الي النبي(صلى الله عليه وسلم)من مطالعته التوراة والإنجيل,اذ لو قرأ تلك الكتب لردها لاحتوائها على مذهب التثليث وهو مناقص لفطرته مخالف لوجدانه منذ خلقته,فظهور هذا الاعتقاد بواسطته دفعة واحدة هو أعظم مظهر في حياته,وهو بذاته أكبر دليل على صدقه في رسالته وأمانته في نبوته..[اوروبا والاسلام ص 42]​

*وقال اللورد (هيدلـــي) :
"ولعل هذا البرهان من أوضح الأدلة على أن الإسلام وحي من الله,فإن مفهوم (التوحيد) الإسلامي عقيدة تميز بها الإسلام عن غيره.. [ اوروبا والاسلام ص 52 ]​

*وقال (بارتلمي سانت هيلر):
"كان محمد أكثر عرب زمانه ذكاء وأشدهم تدينا وأعظمهم رأفة ونال محمد سلطانه الكبير بفضل تفوقه عليهم,ونعد دينه الذي دعا الي اعتناقه جزيل النعم على جميع الشعوب التي اعتنقته.
ونستنشق سهولة الاسلام العظيمة من التوحيد المحض وفي هذه السهولة سر قوة الاسلام, والاسلام وإدراكه سهل خال مما نراه في الأديان الأخرى,ويأباه الذوق السليم من المتناقضات والغوامض,ولا شيء أكثر وضوحا وأقل غموضا من أصول الإسلام القائلة بإله واحد,وبمساواة جميع الناس أمام الله,وببضعة فروض يدخل الجنة من يقوم بها,ويدخل النار من يعرض عنها.. [ الإسلام والرسول (169 ـ 170),الإسلام الدين الفطري الأبدي(1/286)]​

(2) القرآن معجزة الرسول البلاغية :​

*قالت الدكتورة (لورافيشيا فاغليري) :
"ان معجزة الإسلام العظمى هي (القرآن) الذي ينقل إلينا الرواية الراسخة غير المنقطعة من خلال أنباء تتصف بيقين مطلق,انه كتاب لاسبيل الي محاكاته,ان آياته على مستوى واحد من البلاغة وهو يتنقل من موضوع الي موضوع من غير أن يفقد قوته,اننا نقع هنا على العمق والعذوبة معا وهما صفتان لاتجتمعان عادة,فكيف يمكن أن يكون هذا الكتاب المعجز من عمل محمد وهو العربي الأمي.. [ الإسلام والثقافة العربية(ص355)]​

*قال (آتين دينه) :
"لقد حقق القرآن معجزة لاتستطيع أعظم المجامع العلمية أن تقوم بها,ذلك أنه مكن للغة العربية في الأرض بحيث لو عاد أحد أصحاب رسول الله إلينا اليوم لكان ميسورا له أن يتفاهم تمام التفاهم مع المتعلمين من أهل اللغة العربية,بل لما وجد صعوبة تذكر للتخاطب مع الشعوب الناطقة بالضاد وهذا عكس مايجده مثلا معاصري (رابليه) من أهل القرن الخامس عشر الذي هو أقرب الينا من عصر القرآن,فمن الصعوبة مخاطبة العدد الأكبر من فرنسيي اليوم,وأن لغة القرآن وان كانت تمت في أصولها إلي عصور بعيدة قديمة فهي مرنة طيعة تسع التعبير عن كل مايجد من المكتشفات والمخترعات الحديثة دون أن تفقد شيئا من رونقها وسلامتها.. [ الإسلام والثقافة العربية (ص 305)]​

*قال (غوستاف لوبون ) :
"حسب هذا الكتاب جلالة ومجدا أن الأربعة عشر قرنا التي مرت عليه لم تستطع أن تجفف ولو بعض الشيء من أسلوبه الذي لايزال غضا كأن عهده وعهد رسالته بالوجود أمس .. [ الإسلام والرسول (ص 133)]​

(3) القرآن وحي من الله يؤيده التأريخ :​

*قال الكونت (هنري دي كاستري) :
"والعقل يحار كيف يتأتى أن تصدر تلك الآيات عن رجل أمي,وقد اعترف الشرق قاطبة بأنها آيات يعجز فكر بني الإنسان عن الإتيان بمثلها لفظا ومعنى.. [ اوربا والإسلام(ص42)]​

*وقالت ( لورافيشيا فاغليري ):
"ولا يزال لدينا برهان آخر على مصدر القرآن الإلهي في هذه الحقيقة هو أن نصه ظل صافيا غير محرف طول القرون التي تراخت مابين تنزيله ويوم الناس هذا,وأن نصه سوف يظل على حاله تلك من الصفاء وعدم التحريف بإذن الله مادام الكون".. [ الإسلام والثقافة (ص307)]​

*وقال (بلانيشه) العالم الفرنسي :
"ان الإسلام لم يضع أي عقبة جدية في سبيل التفكير الحديث ولقد جاء محمد بكتاب تحدى فيه البشر جميعا أن يأتو بسورة من مثله فقعد بهم العجز وشملتهم الخيبة وبهتوا أمام ذلك الإحراج القوي الذي أقفل في وجوههم كل باب".. [ الإسلام والرسول (ص133ـ134)]​

*قال (شيرل) عميد كلية الحقوق بجامعة فينا في مؤتمر الحقوق عام 1937م :
"ان البشرية تفتخر بانتساب رجل كمحمد(صلى الله عليه وسلم)لها,إذ أنه رغم أميته استطاع قبل بضعة عشر قرنا أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوروبيين أسعد ما نكون لو وصلنا إلي قمته بعد ألفي سنة" [ الاسلام والثقافة (ص396)والإسلام والرسول(ص173)]

*وقال (كريستان سنوك هوجزنج) الهولندي :
"ان المبشرين لايزالون يتوقعون انضمام كل الأديان اليهم,أما بالنسبة للإسلام فلا تحقق أحلامهم لأن الدين الإسلامي سيظل دينا قويا نشيطا,ذلك لأن للإسلام شرائع تتعلق بالحياة في كل أطوارها,شخصية عمومية وفردية اجتماعية.."" [ الإسلام والثقافة(7ــ8)]

(5) استمرارية الإسلام وإقبال الناس عليه :
* يرى (آتين دينه) :
أن نفرا من النصارى في مختلف الأقطار الأوروبية دانوا بالإسلام في الأعوام الأخيرة ويكثر عددهم على مر الأيام وفي لندن وليفربول جماعات إسلامية ذات شأن حقيقي فهم فريق من أعيان الأنجليز" [ الشرق في نظر الغرب وعنه في أوربا والإسلام(ص212)]

*قال (كاريل) :
"فالرسالة التي دعا اليها هذا النبي ظلت سراجا منيرا أربعة عشر قرنا من الزمان لملايين كثيرة من الناس,فهل من المعقول أن تكون هذه الرسالة التي عاشت عليها هذه الملايين وماتت أكذوبة كاذب,أو خديعة مخادع,ولو أن الكذب والتضليل يروجان عند الخلق هذا الرواج الكبير لأصبحت الحياة سخفا وعبثا وكان الأجدر ألا توجد " [ أوروبا والإسلام (ص45)]

*قال الدكتور (ايزاكو نسباتو) :
"ان الشريعة الإسلامية تفوق في كثير من بحوثها الشرائع الأوروبية بل هي التي تعطي للعالم أرسخ الشرائع ثباتا " [ الإسلام والرسول ص 172]

*قال الدكتور (هوكنج) استاذ الفلسفة بجامعة هارفارد في كتابه<روح السياسة العالمية>:
"والواجب على هذه المسألة : هو أن في نظام الإسلام كل استعداد داخلي للنمو وأما حيث قابليته للتطور فهو يفضل كثيرا من النظم والشرائع المماثلة,والصعوبة لاتنشأ من انعدام وسائل النمو والنهضة في الشرع الإسلامي وانما في انعدام الميل الي استخدامه" [ الإسلام والرسول(ص 173)]

(6) شهرة الرسول بالاستقامة والبساطة :
*قال ( كاريل ) أيضا :
"هل رأيتم رجلا كاذبا يستطيع أن يبني بيتا من الطوب لجهله بخصائص مواد البناء وإذا بناه فما ذلك الذي يبنيه الا كومة من أخلاط هذه المواد,فما بالك بالذي يبني بيتا دعائمه هذه القرون العديدة وتسكنه هذه الملايين الكثيرة من الناس؟وعلى ذلك فمن الخطأ أن نعد محمدا رجلا كاذبا متصنعا متذرعا بالحيل والوسائل لغاية أو مطمع وما الرسالة التي أداها إلا الصدق والحق وما كلمته الا صوت حق صادر من العالم المجهول وما هو إلا شهاب أضاء العالم أجمع,ذلك أمر الله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " [ أوروبا والإسلام(ص46ــ47)والإسلام والرسول (ص132)]

*وقال ( كاريل ) أيضا :
"ما كان< محــمــد > أخا شهوات برغم ماتهم به ظلما وعدوانا,وأشد ما نجور ونخطيء إذا حسبناه رجلا شهوانيا لاهم له إلا قضاء مآربه من الملاذ.
كلا,فما أبعد ماكان بينه وبين الملاذ أية كانت " [محمد عند علماء الغرب(ص27)وعنه في المرأة بين هداية الإسلام وغواية الإسلام(ص277)]

*وقال السير ( وليم ميور ) في كتابه "حياة محمد":
"إن جميع المراجع التي بين أيدينا متفقة في وصف < محــمــد > في شبابه بأنه كان محتشما في سلوكه طاهرا في آدابه النادرة بين أهل عصره " [ زوجات النبي الطاهرات وحكمة تعددهن (ص85)]

*وقال المؤرخ الفرنسي ( لاتيس ) :
"انه كان مشهورا بالصدق منذ صباه حتى كان يلقب بالأمين " [ الإسلام والرسول(ص162) ومحمد عند علماء الغرب(ص118)]

*وقال (غود فرواد مبو مبين)و(بلاتونوف):
"غاية مانقدر أن نجزم به هنا تبرئة محمد من الكذب والمرض وانما كان محمدا رجلا ذا مواهب إلهية عليا ساد بها أبناء عصره" [الإسلام والرسول(ص163)نقلا عن تأريخهما (7/132)]

*وقال الأستاذ (بورست سميث) :
"إني مصمم على الاعتقاد أنه سيأتي يوم فيه يتفق عليه القوم ـ يعني ـ المسلمين ـ وزعماء النصرانية على أن محمدا نبي,وأن الله بعثه حقا " [ الإسلام والرسول (ص 176)]

الـطواف
12-02-2014, 09:33 PM
الدليل على أن القرآن الكريم من الله تعالى هو أنك وغيرك من الناس مازالوا يتحدثون عنه بعد الف وأربعمائة سنة كل يوم في حياتهم بل طيلة الوقت , ولكن لماذا تفكك القرائن من بعضها فهناك أدلة لو جمعتها لاستحال على عقلك الا تصديقها , وأما تفكيك الادلة من بعضها وتفصيل الدليل الواحد لعناصر وهكذا فإنك بهذا تسوق نفسك الى لا شيء في النهاية , وهذا هو بالضبط أسلوب العاجز الذي لا يريد أن يرى الأشياء على حقيقتها وهي منهجية تفكير الملحد تماماَ.

ابن سلامة القادري
12-03-2014, 11:24 PM
1*عالم الرياضيات ناش يخدعه عقله ويجعله يرى أشياء ويتفاعل مع أشياء غير موجودة، مع ذلك أتى بأفكار صحيحة في علم الرياضيات رغم أنه لايستطيع التفريق أي حياة هي الحقيقية، وحينما يكون الشخص نائماً يخدعه عقله وقد يجعله يرى فيلا يطير فيظن النائم في ذلك الوقت ان الفيلة الطائرة موجوده في الحياة الحقيقية، وهكذا فان العقل يمكن أن يخدع الانسان، لهذا يوجد حاجة الى العلم الذي يعتمد على الادلة االتجريبية.
كما ان العقل قد يخدع صاحبه بأن يخبره أن الله يحدثه وفي نفس الوقت يأتي بأفكار حول العقيدة.


الآن أنت لا تملك دليلا لاتهام النبي بالكذب و تتهمه بالتخيل و قد ثبت لك و لمن اتهموا ناش بالفصام أنه إنسان غير سوي تماما من الناحية العقلية ..
- أولا : لقد ثبت لك بالفعل أن محمدا عليه السلام من خلال القرائن التي ذكرنا و قرائن غيرها أنه صادق و لم تستطع أن تتهمه بالكذب أو تزعم سبيلا إلى اتهامه فعدلت عن الحديث عن صدقه إلى الحديث عن مدى صحته العقلية تماما كما فعل و يفعل المستشرقون و الملاحدة و المغرضون في كل زمان و مكان.
- ثانيا : و أؤكد على هذه النقطة، أنت تدعي على النبي بغير دليل مع أن حياته عليه السلام و كل ما قدّمه للعالم -مع سلامته تماما من التناقض في شخصيته أو أقواله أو أفعاله- ليس مجرد نظريات رياضية كما تعلم .. و أمره أشهر من أن يُذكر.
- ثالثا : أنت تقول بفرضية الانخداع و الهلوسة و أنه عليه السلام كان يتوهم مثلما توهم صاحبك، كيف إذن لا يكتشف ذلك و لا يكتشفه من حوله من أتباعه و لا أعدائه على الرغم من طول العهد فقد لبث فيهم 63 عاما ثلثها الأخير كان هو المعني و ليس بقصير الأمد، ثم إن دعواه أكبر من أن تنبني على وهم ليُصرّ عليها من ثََمّ و لا يتنازل لحظة .. و يصر عليها و قد أخرجه قومه ثم يصر عليها و قد محّصه عقلاء الناس و نظروا في أمره فكان منهم أتباعه من أشهر رجالات العرب ثم يصر عليها و قد قُوتل و قاتل و استشهد مئات من أصحابه و عُذّب المئات. و ليس هذا فحسب .. أنت تدع أكبر حجة على الخصوم و هي التحدي و الإعجاز بما أتى به دليلا و برهانا و آية بينة لتقول إنه مجرد هلوسة فهل الهلوسة تصمد لتكون تحديا و إعجازا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


2* عبء الإثبات يكون على المدعي وليس على المستمع، فحينما يدعي شخص أن الفيلة الطائرة موجودة فهذا الشخص هو من يجب أن يثبت أنها موجودة لأنه هو من ادعىى وجودها وليس أن يطلب من الاخرين اثبات عدم وجودها فكل شيء لا دليل على وجوده يعني أنه غير موجود لأنه من شروط الوجود أن يكون هناك دليل. واذا ادعى الشخص ان القران من الله فليثبت هو بنفسه دعواه وليس أن يطلب من الناس اثبات انه ليس من الله.
الدليل هو الشيء الوحيد الذي يجعل الشخص يمييز ما هو الموجود وماهو الغير موجود، الانسان يعرف أن الفيلة الطائرة موجودة في الأحلام فقط لأنه لا يوجد دليل على أنها موجودة في الحياة الحقيقية، ويعرف ان الطائر موجود لانه يوجد ادلة على وجوده.


الدليل هو القرآن نفسه : إعجازه تحديه أخباره الغيبية عن الماضي و الحاضر و المستقبل شفائه للنفوس و تهذيبه للعقول و إصلاحه للأرواح الفاسدة تأثير نظمه و وقعه الشديد في النفس الذي لا يضاهيه كلام فتحس مباشرة أنه من قوة عليا و أن ليس بشريا على الإطلاق خاصة من خلال خطاباته و نداءاته و بالأخص في حديثه للفطرة بمنتهى العقلانية و الأسلوب السلس الخالي من التعقيد.
و ما ادعيته أنت كان محاولة لضرب الأدلة كل أدلة النبوة و شواهدها و هي تفوق الحصر بطريقة خبيثة ملتوية فتارة اتهمته في صدقه و قد سحقنا اتهامك و محقناه و تارة تتهمه في عقله فقلنا لك أين دليلك على هذا الاتهام ؟ أليس اتهام شخص ما بانه مجرم بعد ثبوت أنه إنسان صالح يتطلب منك إقامة الدليل و ليس العكس .. فأنت لم تستطع رد أي دليل على النبوة و كل ما أتيت به هو افتراضات و ظنون لم تقم عليها الحجة.
النبي عليه السلام لم يدعي أن الفيلة تطير المشركون هم من ادعو أن الأصنام و ليس فقط الفيلة هي التي تطير و لم يقيموا على ذلك دليلا واحدا عقليا أو تجريبيا .. الإيمان الذي دعا إليه النبي و توحيد الرب الخالق بالعبادة و الأخلاق التي يقتضيها ليست أمورا خرافية كما تحاول أن تدعي .. و النبوة ليست أمرا مستحيلا خاصة في حق شخص اكتملت شخصيته و اشتهرت مزاياه بين بني قومه و لم يُؤثر عليه كذب و لا تناقض و لا ادعاء لما دون النبوة و طالما أيضا أنت تؤمن بالله خالقا و ليس الطبيعة أو الصدفة .. أما إذا كنت تؤمن بهما من دون الله ففي هذه الحال سنطالبك بنفس الدليل الذي طابت به أعني دليل الفيلة !


3* بالنسبة للادلة التي يقدمها بعض المسلمين على ان القران من الله فهي ادلة فيها مبالغة وتفخيم زائدين بالاضافة الى رأي شخصي وتبخيس للقدرات البشرية، سيتم الحديث عن كيف ان فيها مبالغة وغيره في الموضوع السابق حول الدليل ان القران من الله.
ولكن بالنسبة لحجة أن الرسول أمي، فهل الأمي في العصر الحالي مثل الأمي في عصر الرسول؟ الأمي في العصر الحالي شخص جاهل لايمكنه الارتقاء لأي مستوى، هل كان الأمر كذلك في عصرهم؟ هل شرطا أن كل أمي شخص جاهل وغبي لادراية له بأي علم من العلوم ولا ما يدور حوله؟


هذا من جهلك الطويل العريض طبعا و ليس بوصفك قارئا للقرآن على علم و لا بوصفك دارسا أو باحثا أو خبيرا في علم من علومه أو العلوم المتصلة به .. عرّف بنفسك أولا .. نحن على يقين ابتداء انك لست على شيء و على يقين ثانيا بعدم قدرتك على إثبات شيء على القرآن و أنه دون المستوى الذي يوصف به منذ 14 قرنا و إلى أبد الآبدين. ثم عن أي موضوع سابق تتحدث لولا أحلتني عليه لأفضح جهلك هناك أيضا.
الأمي ليس بالضرورة أن يكون جاهلا قد يكون عالما .. طيب لنتنازل معك إلى هذه الفرضية، هل ثبت أن محمدا عليه السلام كان عالما بما قاله قبل أن يقوله ؟ و كيف تعلم علما لا عهد للعرب به و لا علم لاحد بمصدره ؟ ليس هذا فحسب كيف يتحداهم به و بما احتواه من أنباء الغيب .. و هو أعظم دليل على نبوته ؟
أنت تتخيل ما جاء به النبي عليه السلام على أنه مشابه لما انطوى عليه الشعر الجاهلي من وصف للطبيعة و الأحداث السائدة و المشاكل الشخصية و أخلاق البدو المتعارف عليها ناهيك عن الهجاء و الرثاء و الغزل الفاحش و مدح الخمور و القينات و تتجاهل تماما و عن قصد أن النبي عليه السلام و أن دينه الإسلام قد هيمن على أكبر ديانتين في ذلك الزمان و على أعظم حضارتين .. كل ذلك على يد رجل وحيد أعزل لم ينطق أبدا بعلم و لا حتى بشعر .. و لا كان حتى طالب علم .. فأوقف تخريفك أرجوك.