المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((( لماذا لا يرجع الملحد ولا يهتدي الضال )))



عبدالباسط قاري
03-17-2014, 10:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الهادي إلى طريقه العالم بفساد قلوبنا يهدي من يشاء إلى طريقه المستقيم والصلاة والسلام على رسوله وعلى أنبياءه أجمعين .
سألني بعض الأخوة لماذا نناقش الملحد والكافر فيستيقن الحق ولكنه لا يعود فأقول بالله التوفيق ومنه العون والسداد لذلك أسباب نوردها بحول الله وقوته

أولا:- اعلم أخي المسلم انك يجب عليك تبليغ رسالات الله و توحيد إلى الناس كافة دون انتظار النتيجة فقد ورد ((( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ:خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِىُّ مَعَهُ الرَّجُلُ والنبي مَعَهُ الرَّجُلاَنِ ، وَالنَّبِىُّ مَعَهُ الرَّهْطُ ، وَالنَّبِىُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ))) رواه البخاري جزء من حديث طويل - فهؤلاء خير خلق الله الأنبياء لم يتبعهم احد هل كانوا على باطل ابد وحاشاهم عليهم السلام انما بلغوا رسالة الله والتوحيد ولم يتبعهم احد فالنتائج بيد الله فهم عليهم هداية الإرشاد وهداية التوفيق بيد الله سبحانه وتعالى ولا عبرة بال الكثرة فالحق يعرف ولو من قلة اتباعه
وقد تعددت عدة مرات قوله تعالى (((( إن الله لا يهدي القوم الفاسقين
إن الله لايهدي القوم الكافرين
فإن الله لايهدي من يضل
إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار
إن الله لايهدي من هو مسرف كذاب أي لا يوفق إلى طريقه من هو متمسك و مصر على هذه الصفات فا الله لا يوفق للرشد مَن حاد عن سبيل الحق، وجحد ما جئت به من عند الله فهناك فرق بين الإصرار والاستكبار وبين الغفلة والهوى والضعف ، إن الله لا يوفق للحق مَن هو متجاوز للحد، بترك الحق والإقبال على الباطل، كذَّاب بنسبته ما أسرف فيه إلى الله و التعلق بالقدر
فلابد للإنسان الضعيف أن يعترف بفقره لربه وخالقه ومولاه و بانكساره وحاجته اليه ويعرف أهمية الهداية وانها غالية و اكبر نعمة يمنها الله على عباده فمعظم الملاحدة والجاحدين فيهم صفات الاستكبار على الله و العلو والمنة بأنهم يمنون على الله لو اعترفوا به وبشرعه والعياذ بالله

ثانيا : الانحصار والاقتصار على دائرة المحسوسات و الماديات
فهم كالأطفال لا يعرفون غيرها أشبه ما يكونون بالرضع في عقولهم وتفكيرهم فبعضهم يقول لو كان الله موجودا لماذا لا نراه بأعيننا ولا ندركه بحواسنا فيريدون ممن خلق الكون باتساع مليار وسبع مائة سنة ضوئية أن ينزل اليهم ويترك صافته الربوبية العلية و الألوهية التي كلها صفات كمال لا تشبهها شيء و لا يحيط بها شيء ولا يعرف كنهها وكيفيتها إلا الله فينزل اليهم بذاته ويقول هاانا ذا ربكم والعياذ بالله
علماء الفلك الذين توصلوا إلى المقدار التقريبي لاتساع الكون هل يلامون على ذلك لماذا نصدقهم ولا نصدق بوجود اله لماذا عطلوا محسوساتهم أمامهم وصدقوا بينما عاندوا لما كانت المسئلة تتعلق بالله والعياذ بالله من الضلال .

ثالثا :- الغفلة عن الحكمة من إيجادهم وبديع صنع الله فيهم وفي مخلوقات الله
فكل همهم مليء بطونهم و إشباع شهواتهم والتمتع بما يتمتع به الأنعام من الشهوات بل هم اضل من الأنعام لأن الأنعام لم تعطى العقول وهؤلاء عطلوا عقولهم بكل اسف
((( ولَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )))


رابعاً :- التقليد محاكاة الغير فالبعض منهم يتلقى شبهات الملاحدة والمحسوسين والماديين ثم بدل أن يسأل ولو طال البحث و يصل للحقيقة يحاكيهم ويقلدهم فيفقد شخصيته ويجعله يفكر بغير عقل ولا هدى فإذا تلقى الشبهات أو نشأ ببيئة ملحدة كافرة أو تتلمذ على ملحدين سلم لهم زمام الأمر تقليدا لهم وظنا منه انهم هم الحق وعاش معهم ذليلا مقلدا والعجيب يعيب علينا معشر المسلمين بإيماننا بالله و بالملائكة وهو غارق في الغيبيات يؤمن النيترونات والكوزومات والأكسجين و غيرها لو يراها ولم يشمها ولم يسمع منها شيئا !!!!

خامساً :- الاستكبار والعناد
فإن دلالة الفطرة والكون والخلق والإيجاد والوحي والضمير و شوهد التاريخ والألاف الدلالات كلها لا تقنعه لأنه مستكبر يسد أذنيه عن لئلا يسمع الحق لذا تجد المعاند لا يقنعه الف والف دليل وحاله مثل حال مشركي مكة فقد طلبوا من النبي صل الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتابا من السماء يشهد له بالرسالة فرد الله على عنادهم بقوله تعالى (((( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ )))) الأنعام 7 ولو نزَّلنا عليك -أيها الرسول- كتابًا من السماء في أوراق فلمسه هؤلاء المشركون بأيديهم لقالوا: إنَّ ما جئت به -أيها الرسول- سحر واضح بيِّن فهؤلاء حتى لم العين ومس اليد يماري فيه ويكذبه استكبارا ويدعي انه مسحور أو مخدر فالألاف من الأدلة لا تقنع من جمد عقله واغلق فهمه واصر على الاستكبار والتمادي في العناد

نسأل الله الهداية لنا ولكم ولكل من يردي الحق وأن يكفينا شرور الأشرار وشر طوارق الليل والنهار وأن يثبتني واياكم على دينه الإسلام وأن يميتنا عليه ويجعلنا لن القبول وأعمالنا خالصة لوجهه الكريم أمين

أخوكم الفقير إلى ربه و الراجي رحمته عبدالباسط قاري مكة المكرمة 16/ 5/ 1435 هــ 17/3/2014

د. هشام عزمي
03-17-2014, 11:49 AM
بارك الله فيك .. كتاباتك رائعة يا شيخ عبد الباسط ..

أبو يحيى الموحد
03-17-2014, 01:29 PM
ما شاء الله
النقطة الرابعة دقيقة للغاية.. رفع الله قدرك.

عبدالباسط قاري
03-18-2014, 09:12 AM
اسأل الله لي ولك الثبات و اخي الدكتور هشام واخي أبو يحي و كل الأخوة والأخوات وأن يغفر لنا تقصيرنا و أساءتنا و يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء امين

الدكتور قواسمية
03-18-2014, 10:18 AM
ثانيا : الانحصار والاقتصار على دائرة المحسوسات و الماديات
فهم كالأطفال لا يعرفون غيرها أشبه ما يكونون بالرضع في عقولهم وتفكيرهم فبعضهم يقول لو كان الله موجودا لماذا لا نراه بأعيننا ولا ندركه بحواسنا فيريدون ممن خلق الكون باتساع مليار وسبع مائة سنة ضوئية أن ينزل اليهم ويترك صافته الربوبية العلية و الألوهية التي كلها صفات كمال لا تشبهها شيء و لا يحيط بها شيء ولا يعرف كنهها وكيفيتها إلا الله فينزل اليهم بذاته ويقول هاانا ذا ربكم والعياذ بالله
علماء الفلك الذين توصلوا إلى المقدار التقريبي لاتساع الكون هل يلامون على ذلك لماذا نصدقهم ولا نصدق بوجود اله لماذا عطلوا محسوساتهم أمامهم وصدقوا بينما عاندوا لما كانت المسئلة تتعلق بالله والعياذ بالله من الضلال .

الرد
لا يمكن لملحد غربي أن يتفوه بمثل هذا الكلام ...فقط الكافر العربي لانه يجهل المنهج العلمي تماما
لو اقتصر العلم على الأشياء المحسوسة لبقينا في العصر الحجري
ان مفاهيم مثل الجاذبية أو الطاقة وهي عماد الفيزياء والعلوم المادية كلها لا أحد يعرف كنهها او حقيقتها
لقد استنتجها العلماء من خلال آثارها فقط.
والرد الوحيد على من ينكر هاته المفاهيم هو الاثبات العقلي عن طريق الاستدلال بآثار هاته الظواهر.