المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دليل النظر في المآلات والنهايات والعواقب على عظمة الله ووجوده



يوسف السعيد
03-25-2014, 07:12 AM
دليل النظر في المآلات والنهايات والعواقب على عظمة الله ووجوده

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إخوتي الأحبة السلام عليكم ورحمة وبركاته

دليل المآلات من الأدلة الواضحة التي يمكن حتى لغير المتضلعين والمتخصصين استخدامه في الحكم على صحة الشئ من عدمه ، وإذا كان محل موضوعنا الإلحاد ، فإنه يمكن بواسطة هذا الدليل معرفة بطلانه بالنظر إلى نهاياته وعواقبه في الدنيا قبل الآخرة ، وهذا الدليل يشمل القواعد السهلة التالية :

1- قاعدة "مجرد النظر والتأمل في الأعيان والحوادث وتصاريف الزمان يدل على معنى وُضع ، وعلى مصير يُنتهى إليه"

فكل حركاتك وسكناتك تفعلها لغرض ما ولمعنى تريده ، والعرب تصف الإنسان بالهمّام لأنه يهم في كل حين إلى ما يريده ، فالمراد والمعنى بين عيني الإنسان ولو كان رضيعاً، فإنه يبكي أحيانا بكاء جوع وأحيانا بكاء نعاس وأحيانا بكاء طلب حمله وحضنه وكل بكاء يختلف وتميزه الأم الواعية.. ولا تخلو أفعال البهائم أيضاً من الغايات بل حتى دورات المواسم المناخية وغيرها ، فالعبث منتفٍ عن أصغر كائن وإن لم ندرك أحياناً وظيفته .

فكذلك للحياة والموت وصروف الزمان وأحداث الأيام مآلات ومعانٍ وحصائد تنتهي إليها وتتناسب معها.
فنتيجة القوة ليست كنتيجة الضعف ، ونتيجة العدل ليست كنتيجة الظلم ، ونتيجة المحبة ليست كنتيجة الكراهية وهكذا .
قال تعالى : وقوله تعالى: { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} أي أفظننتم أنكم مخلوقون عبثاً بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة لنا؟ (ابن كثير) .

قال تعالى :(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
وينظر كيف كانت عاقبة إهلاك الجبابرة الظالمين قديما وحديثاً ولعن الله وملائكته والناس لهم
فتأمل قصة فرعون وبدنه الذي لازلنا نراه (وكذلك بدن لينين المحنط وستالين وماوتسي تونغ وهو شي مين وكيم جونغ) .

للحديث بقية إن شاء الله .

muslim.pure
03-25-2014, 07:38 PM
و هذا ما ينافي تماما الصدفة و العبثية اساس الالحاد
في انتظار تكملة الموضوع
بارك الله فيك

يوسف السعيد
03-26-2014, 11:27 AM
جزاك الله خيرا أخي مسلم بيور
كما أعتذر عن بعض الأخطاء الكتابية الواردة إذ كتبتها على عجل .
أكمل اليوم بعون الله القاعدة الثانية من دليل المآلات :

2-قاعدة : "مآل الشرك والإلحاد إلى الجهل والخرافة ، ومآل التوحيد الصحيح إلى العلم الصحيح "

لشرح هذه القاعدة ما عليك إلا أن تتأمل تأملاً سريعاً فيما تنتهي إليه دعاوى رؤوس الإلحاد في تصورهم المادي لكيفية نشوء الكون والحياة :

*القول (بالمادة الأزلية) فالكون عندهم إما أنه أزلي في مادته -وهذا ما جزمت الفيزياء الحديثة ببطلانه - ويُشكل عليه أيضاً أنه لا بد من أن تكون المادة عاقلة واعية وهو ما ينافي البداهة العقلية للإنسان السوي .
يقول د. جعفر شيخ إدريس في كتابه الفيزياء ووجود الخالق ص77 بعد نقاش علمي رصين "المادة في كل شكل من أشكالها المعينة قابلة للفناء فهي إذن ليست أزلية" ويكفي القانون الثاني للديناميكا الحرارية في إثبات ذلك .
*(القوانين الكونية أوجدت الكون !) أن يصل بهم الأمر إلى القول بأن قوانين الكون هي التي أوجدت الكون ، هذا كمن يقول أنه بقوانين الرياضيات والفيزياء والكيمياء وحدها يمكن تصنيع الطائرات والشاحنات والسفن .. دون شئ آخر ! وهذا مستحيل !
وهذا الرأي على سذاجته هو الذي وصل إليه الفيزيائي ستيفن هوكينغ !

فيديو للرد العلمي على خرافة هوكينغ : http://youtu.be/hQ1BOJEMSvM

*(ظهور الشئ من اللاشئ) !!
أي بمعنى أن العدم هو الذي أوجد الكون ! وهو ما أشار إليه غير واحد من كبار الملحدين كفريد هويل في نظرية (الخلق المستمر) ، لدرجة أنه أثار استهجانا في الأوساط العلمية (الفيزياء ووجود الخالق ص97) ، وهو ما يتردد على ألسنة ملحدين آخرين اليوم .

فيديو مضحك لدوكنز وهو يشرح اللاشئ : http://youtu.be/BXLlm2eDCAc

أما تصورهم لوجود الكائنات الحية فقد انتهى بهم المطاف إلى الإعتقاد (الغير قابل للنقاش) إلى سلسلة الصدف العمياء غير الواعية المسماة (بالإنتخاب الطبيعي) فهو الملاذ الأخير والمريح من التفكير فيمن وراء خلق أعجوبة الكائنات الحية المتنوعة ، وهذا التصور يعني أنهم يؤمنون بسلاسل غير متناهية من اللامعقولات التي يصورونها بإخراج علمي فني مزعوم لا يستند على حقائق في وثائقياتهم بين الحين والآخر .
وإذا حوصر أحدهم في تفسير نشأة الحياة الأولى كريتشاد دوكنز فإنه يحيلها (بكل ثقة) إلى كائنات فضائية ولو جاريناه بفكرته هذه لسألناه عن أصل تلك الكائنات الفضائية وإثبات وجودها العلمي التجريبي وهذا مما يزيد المسألة تعقيدا على تصورهم حتى .

دوكنز والفضائيون : http://youtu.be/PVGsU-8i8o8

*ويضاف إلى ما سبق أن جميع الملحدين يلجأون إلى (إله الصدفة) و(الفوضى الخلاقة) وهي مصطلحات (خرافية) يفسرون بها جميع الظواهر الكونية .
وهذا ما أسميه : (الخرافة من بوابة العلم المادي) !

وقد وصَلَنا من هذه البوابة أمثلة وأحوال نراها اليوم من مثل :
*الحكم على الإنسان بأنه حيوان مادي تطور من خلية واحدة بقانون البقاء للأصلح بحسب داروين ، وما نتج عن ذلك من الداروينية الإجتماعية والديالكتية الشيوعية المهلكة والإنحطاط والتخبط الأخلاقي .
*الإعتقاد بما يخالف أساسيات العقل كالوجود من العدم المحض .
*الإشتغال بالميتافيزيقيا قليلة التكلفة والجدوى والبناء عليها -مصطلح د.عبدالوهاب المسيري رحمه الله- كسلسلة وثائقياتهم الخرافية المتجددة كأفلام (الكائنات الفضائية ولعنة الفراعنة ونبؤات نوستراداموس والبيغ فوت ووحش بحيرة لوخ نيس)

أما الحقائق الدالة على توحيد الله ووجود الخالق وعظمته والتي تزداد يوما بعد يوم وتتجلى لحظة بلحظة فيتعمدون صرف الناس عنها ، وفي مقابل جميع الحقائق التي توصل إلى الله توجد أوهام وخرافات باسم العلم توصل إلى الجحود والإلحاد .

والآن بعد هذه النهايات والمالآت التي انتهوا إليها تأمل الفرق بين طريق الهلاك وطريق النجاة في قوله تعالى {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ، لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ } .

أي: حقًا يقينًا { أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ } أي: لا يستحق من الدعوة إليه، والحث على اللجأ إليه، في الدنيا ولا في الآخرة، لعجزه ونقصه .( تفسير السعدي) .

يوسف السعيد
03-27-2014, 04:33 AM
3-قاعدة "اليقين بتصديق المصير الصحيح والعمل بمقتضاه ، يورث السعادة على قدر الحق الذي يصاحبه"

ومعنى القاعدة أنه بقدر الحق الذي يكون في معرفة نهاية طريق الإنسان ، وبقدر العمل الصالح المبني على التصديق تكون سعادة الإنسان وطمأنينته ، وهذا ما يذكره الله تعالى في كتابه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ}
وقوله {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
فالآية الأولى دلت على مصيرهم الأخروي بناءً على الإيمان ودلت الآية الثانية على حالهم الدنيوي ، وهذا مشاهد حيث نرى ثبات المؤمن بقدر يقينه كما قال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
وفي الحديث الذي رواه الترمذي (ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا) .

وتزول الطمأنينة بالحال والمصير بقدر زوال اليقين الصحيح ، فمن ضعفت أحواله الإيمانية ضعف ثباته ويقينه ومن زال يقينه زال ثباته تماماً كالملحدين (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) وبهذا تستطيع تفسير المصير الذي يصلون إليه وهو نسبة الإنتحار الأعلى بين فئات البشر وذلك بسبب تزلزل يقين الملحد .

فيديو : اعتراف عالم الأحياء الأمريكي الملحد بعدم وجود الأمل في حياته :

http://youtu.be/afyaX4soFj4

يوسف السعيد
03-30-2014, 10:52 AM
4-قاعدة "ينعكس خلل المعتقد على العمل فيختل بقدر الخلل الذي يلحقه ، فإن كان صغيرا كان خلل العمل صغيرا، وإن كان كبيرا كان الخلل كبيرا ، فإن اختل جميع المعتقد اختل جميع العمل" .

ويوضح هذه القاعدة أن الإنسان بمجرد إلحاده يقى من على عاتقه أي اعتقاد بوجوب معروف أو أمر حسن ويستحل أي منكر ، سواء فعل ذلك أم لم يفعله ، والملحد إذا كان متسقاً مع نفسه لم تلزمه تصوراته بأي عمل خير أو تحرم عليه أي شر إلا ما أضافه واختاره من هذه الأعمال دون تكليف .

ومعلوم أن الإنسان تحركه وتحفزه رغائب ومحبوبات كما توقفه رهائب مخوفة ، فبالحب يدرك منافعه ويدفع ما يضره ، فإذا كان كل ذلك معدوماً لا معنى له لأنه جاء صدفة لا لأجل غاية ، فتر عن أعمال الخير ولم يردعه رادع عن أعمال السوء ، واتخذ إلهه هواه فحلل لنفسه ما شاء وحرّم ما شاء . ثم إن بدر من ملحد شيئ يُحمد عليه فهو بإزاء هذا الخير تفوته بسبب قصور إلحاده خيرات لا تعد ولا تحصى يفعلها أهل الدين المستقيم من أعمال القلوب وأعمال الجوارح والخير المتعدي وحسن العشرة وحسن العهد والوفاء والعفة والصلة وبر الوالدين وغيرها كثير ، مما يدعها الملحد لأنه لا يرى لأي أحد عليه حقاً بمعتقده الإلحادي .

وقد بين الله تعالى أثر الخلل الإعتقادي على أعمال الخير في آيات منها :

{إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}

وهذا يفسر تخلف جموع الملحدين -غالباً- عن أعمال البر والخير كما دلت عليه بعض الإحصائيات . وكل خير قد يفعله الملاحدة فهو يخالف مفهومهم المادي المحض ، ويرجع بالضرورة إلى ما دلت عليه تعاليم الأنبياء وفطرة الله التي جبل الناس عليها من التراحم ليس إلا .

انظر إلى هذه الإحصائية البريطانية التي تبين تفوق المسلمين البريطانيين على نظائرهم الملحدين في التبرعات :
http://www.thetimes.co.uk/tto/faith/article3820522.ece

وهو ما يفسر أيضاً استحلال المحرمات والدماء بصورة هائلة وفي زمن قصير كما هو عند من أراد تحقيق الشيوعية الإلحادية على أرض الواقع كالشيوعيين أو تحقيق الداروينية الإجتماعية كالنازيين أو جموع المنتحرين من الملاحدة الذين هم أعلى نسبة بين المنتحرين .