المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصدفة ومبدأ العليّة الغائيّة



hamzaD
04-06-2014, 08:33 AM
الصدفة ومبدأ العليّة الغائيّة :


كنت كتبت كلاما بخصوص الصدفة ههنا في المنتدى، ثم بعد بحث وجدت نفس الكلام مشروحا من أحد الفلاسفة بطريقة بسيطة، وعبارة دقيقة، نرجو أن تكون فيها إضافات مفيدة :

يعترض البعض على العليّة الغائيّة والهدفيّة في طبيعة الأشياء، بما نراه من صدفةٍ تؤدّي إلى بعض الأحداث. فهؤلاء يرفضون أن يكون النظم هو الحاكم في هذا العالم، إذ للصدفة تأثيرٌ في حوادثه وظواهره، ممّا يبطل الاعتقاد بالنظم في طبيعة أشياء هذا العالم، وبالتالي ينفي وجود فاعلٍ كليٍّ ذي حكمةٍ وعلمٍ وإختيارٍ.في الواقع، نحن نقرّ بوجود الصدفة في هذا العالم، فنحن نشاهد أحياناً سائقاً يتوجّه نحو عمله فإذا به يصدم أحد المارّة الذي ينوي التوجّه إلى منزله، ونشاهد أيضاً نبتة وردٍ صغيرة قد خرجت صدفةً من بين أحجار الجدار، فنحن نؤمن بوقوع هذين الأمرين ولا ننكر ذلك، ولكن السؤال:


هل صحيح أنّ مثل هذين الحادثين ـ اللذين يقعان صدفةً ـ ينفيان وجود النظام القائم على أساس مبدأ العليّة الغائيّة ؟

لتحقيق هذا الأمر لا بدّ من البحث في دور الصدفة وحقيقتها، وهل أنّ دورها نسبيّ أو مطلق؟ الصدفة أمر نسبيّ : إنّ الباحث إذا حلّل الصدفة فسيجد أنّ الحوادث التي تقع مصادفة هي عبارة عن أحداث ظهرت بسبب تقاطع مسار علّتين تتحرّك كلّ منهما نحو هدفها مع الغفلة عن مسار حركة العلّة الأخرى، فالسائق تحرّك إلى عمله، وعابر الطريق تحرّك إلى منزله، وكان كلّ واحدٍ منهما غافلاً عن حركة الآخر فوقع الإصطدام، وكذلك النبتة في الجدار، فإنّها قد نمت انطلاقاً من حركتها الطبيعيّة نحو هدفها.إلى هنا يتبيّن أنّ هذه الأشياء كانت تسير وفق الهدف والنظام المرسوم والمحدّد لها، فما هو دور الصدفة في هذه الأحداث؟ إنّ دور الصدفة في وقوع الأحداث هو دور نسبيّ، وذلك بمعنى أنّها صدفةٌ في نظرة معيّنة، بينما هي نظمٌ في نظرة أخرى، وتوضيح ذلك :إذا نظرنا إلى تلك الأحداث بنظرة جزئيّة فإنّنا نقول إنّها قد وقعت صدفةً، وأمّا إذا نظرنا إليها بنظرة أكثر شموليّة فسيتّضح أنّها كانت تسير نحو هدفها وغايتها، فمن زاوية النظام الكليّ للعالم، إن حادث الإصطدام هو جزء من الهدف، لكنّ نظرة كلّ من السائق والعابر الجزئيّة لم تكن ترى هذا الهدف، أمّا الناظر من بعيد فإنّه عندما يرى السيّارة والعابر فإنّه سيرى الإصطدام أمراً يسير وفق طبيعة الأشياء وغاياتها.


فنحن عندما نتحدّث عن حالة الهدفيّة في عالم الطبيعة فهذا يعني أن تتجسّد الهدفيّة وفق قانون كليّ، فقوانين الهدفيّة كليّة وليست جزئيّة وشخصيّة، ولذلك لا حاجة لأن نبحث في الموارد الجزئيّة والشخصيّة.وبعبارة أخرى، إنّ الحكم على أمر بأنّه صدفةٌ ناشئٌ عن جهلنا، فعندما نجهل سرّ وقوع أمرٍ ما ننسبه إلى الصدفة، لذلك عندما يحفر إنسانٌ في أرضٍ لا يعلم أن في أعماقها كنزاً نقول بأنّه وجده صدفةً، أمّا لو حفر نفس الأرض من يعلم بوجود هذا الكنز فلا نحكم على ذلك بأنّه صدفة! فالعثور على الكنز لم يقع صدفةً في نظر العالم بوجوده في بطن الأرض، بينما هو صدفةٌ بنظر الجاهل!و ظواهر وأحداث العالم هذه تقع ضمن مسارٍ وهدفٍ معيّن، فإذا علم من يطوي هذا المسار بحقيقة هدفه، فإنّه لن يرى تحرّكه فيه صدفةً، بينما ننسب هذا التحرك - بسبب محدوديّة علمنا وعدم شموليّة نظرنا - إلى الصدفة.ففي النتيجة، إنّ ما نراه من أنظمة في عالم الوجود ليس ناشئاً عن الصدفة، فإنّ من يرى العالم على حقيقته خاضعاً لتأثير وتدبير علمٍ كليّ وإرادةٍ كليّةٍ، يراه يسير وفق غايته وهدفه.


ثم إنا نقول : الصدفة مفهوم يتعلق بالعلة الغائية فقط ولا يتعداها الى العلة الفاعلية، أي ان الاقرار التنزلي بصدفية العالم لا يعني عدم وجود اسباب وعلل فاعلة كانت سببا في وجود الكون على ما هو عليه الان، ولا شك أن المتأمل في هذه النقطة بالضبط سيفهم مدى تهافت دعوى الملاحدة، والحمد لله رب العالمين.

الدكتور قواسمية
04-07-2014, 02:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين
اذا كان للصدفة علاقة بنظام الكون والحياة ....فلماذا اذن كل هاته المخابر والمجاهر لفهم أسرار الكون...
الولد للفراش وللعاهر الحجر
الحتمية والسببية هما أبناء العلم وللصدفة والانتخاب العشوائي الحجر.