elserdap
04-10-2014, 11:19 PM
هل كان هتلر مُلحداً ؟
يُصنف [أدولف هتلر] كثالث أكبر مُجرم في تاريخ الجنس البشري .. بعد [ماو تسي تونج] الملحد -رئيس الصين - بحصيلة قتلى 50 مليون نسمة، و[جوزيف ستالين] الملحد - رئيس الإتحاد السوفيتي - بحصيلة قتلى 40 مليون نسمة .
http://en.wikipedia.org/wiki/Adolf_Hitler
هل كان هتلر مُلحـداً أم ربوبيًا أم مسيحيًا مُخلصًا ؟
ماذا عن Gott mit uns والتي تعني الله معنـا شعار النازي ؟
ماذا عن رمز الصليب في النازية ؟
ماذا عن المسيحية الإيجابية Positive Christianity التي دعا إليهـا هتلر ؟
قَدَّم أدولف هتلر في بداية مشواره السياسي في ألمانيا الدعم للكاثوليكية الألمانية، لكن مع وصوله للحُكم، وقيادته للرايخ الثالث، قام بإغلاق جميع الكنائس، وجميع المنظمات الكاثوليكية في البلاد .. وقرر اضطهاد الكاثوليك رسمياً، وسمح لجوبلز وهملر وبورمان باضطهاد المسيحية في البلاد .
كتب [آلان بولوك] يقول " كان هتلر ماديًا قاسيًا وكان يرى أن المسيحية تقف في وجه قوانين الانتخاب الطبيعي، والبقاء للأصلح ."
Bullock wrote that Hitler was a rationalist and materialist, who saw Christianity as a religion "fit for slaves", and against the natural law of selection and survival of the fittest.
Alan Bullock; Hitler, a Study in Tyranny; Harper Perennial Edition 1991; p219"
ومن المُسَّلم به عمومًا من قِبل المؤرخين أن غاية هتلر فيما بعد الحرب، و على المدى الطويل كانت القضاء على المسيحية في ألمانيا.
وقد إتفق كُتاب سيرة هتلر أمثال [آلان بولوك] Alan Bullock ، و[إيان كيرشوف] Ian Kershaw ، و[يهواقيم فيست] Joachim Fest على أن هتلر كان ضد المسيحية .
و هذا الكلام أثبته هتلر نفسه من خلال طاولات نقاشه مع مستشاريه Hitler's Table Talk
قال هتلر في إحدى طاولات النقاش " المسيحية ديانة أسطورية والعلم يحطمها وسيثبت يومًا ما أنها أسطورية ."
Hitler's Table Talk 1941-1944, Cameron & Stevens, Enigma Books p.59-61
ويخلص [لورنس ريس] إلى أنه " لا علاقة بين هتلر والمسيحية، بل لا علاقة له بالدين بشكل عام، وليس هناك أدلة على أن هتلر نفسه في حياته الشخصية كانت له أي عقيدة لها علاقة بالدين، أو المعتقدات الأساسية للكنيسة المسيحية."
كانت علاقة هتلر بالدين علاقة انتهازية لا أكثر .
إنه الرجل الذي لم يكن يؤمن بالله، ولا بالضمير..طبقًا للمؤرخ آلان بولوك
Alan Bullock; Hitler: a Study in Tyranny; 1991; p216
ولم تكن المسيحية بالنسبة لهتلر أكثر من ديانة عبثية .
يقول [ألبرت سبير] مُهندس عمليات هتلر " كان هتلر يرى أن المسيحية ديانةخاطئة ."
Inside the Third Reich: Memoirs. New York: Simon and Schuster, pp 95-96.
وبدخول عام 1939 أعلن هتلر لجوبلز رسمياً أنه " يود لو تسنح له الفرصة لاستئصال المسيحية من العالم كله .. فهي داء خطير ."
Elke Frölich. 1997-2008. Die Tagebücher von Joseph Goebbels. Munich: K. G. Sauer. Teil I, v. 6, p. 272.
ومن الغريب أن هتلر كان يؤمن يقيناً أن المسيحية تم تحريفها على يد شاول الطرسوسي – القديس بولس – ، وقد اعتبر أن المسيحية قد نضجت بما فيه الكفاية لتدميرها .
In early 1937 he was declaring that 'Christianity was ripe for destruction
Ian Kershaw; Hitler a Biography; W. W. Notron & Co; 2008 Edn; pp.295-297
لكن طالما أن المسيحية بهذه البشاعة بالنسبة لهتلر، إذن بماذا كان يدين الرجل ؟
المؤرخ النازي الشهير [كونارد هايدن] Konrad Heiden اقتبس مقولة هتلر حين قال " نحن لا نحتاج إلى إله آخر سوى ألمانيا، لا يكون الحب والإخلاص إلا لها ."
Heiden, Konrad (1935). A History of National Socialism. A.A. Knopf, p. 100
يرى كثير من المؤرخين الكبار أن أدولف هتلر كان ربوبياً يؤمن بوجود إله خلق الكون لا أكثر deism ... وهذا الاتجاه مدعوم برؤية عامة لمقولات هتلر وتصريحاته وطاولات النقاش الخاصة به مع المقربين .
لكن الذي يُسلِّم به جميع المؤرخين بلا خلاف يُذكر بينهم أن النازية التي أسسها هتلر كانت "علمانية قائمة على العلم المادي التجريبي المعاصر ."
Richard J. Evans; the Third Reich at War; Penguin Press; New York 2009, p. 547
ويرى أشهر المؤرخين للحقبة الهتلرية على الإطلاق وهو آلان بولوك Alan Bullock أن هتلر كان مادياً قُحـاً materialist ، هذا هو دين أدولف هتلر الأول والأخير.
ورأي بولوك أن هتلر لم يؤمن يومًا ما بالله .
Harper Perennial Edition 1991; p219
إذن الذي لا خلاف عليه هو مُعاداة هتلر للمسيحية، وكراهيته للدين بصفة عامة، وتأسيسه للنموذج المادي العلماني القائم على العلم التجريبي المجرد .
ربما فكرة الإلحاد بصيغته التنظيرية المعروفة لم يتفرغ هتلر لاستيعابها، لكن حتمـاً هي مُستقرة في ذهنه ولو بصورة بدائية أولية، وهي التي حررته من كل النوازع الأخلاقية، أثنـاء تدميره للأُمم والشُعوب، وإحراقه لديانات بأكملها، وقيامه بتفريغ كل الدول التي تحت يده من الأقليات والأثنيات، كالغجر والسلاف واليهود والأقزام والمعاقين .
لقد حررت المادية العلمانية هتلر من أيه أعباء أخلاقية مثالية .
لقد كان هتلر يتبنى رؤية الداروينية الاجتماعية في صراع الضعفاء مع الأقوياء، وقام بتطبيقها في حروبه وفي إحراقه للأقليـات .
لكن ماذا عن Gott mit uns، والتي تعني: الله معنـا، شعار النازي ؟
شعار الله معنـا Gott mit uns ، هو وسام التاج البروسي، وتم تصميمه عام 1861، وكان يحمل شعار الامبراطورية الألمانية، وكان الجنود الألمان يضعونه على خوذاتهم في الحرب العالمية الاولى.
إذن الأمر تُراثي لا أكثر، إنه شعار مجد الإمبراطورية البروسية العظيمة التي كان يتوق هتلر لاستعادتها.
http://en.wikipedia.org/wiki/Gott_mit_uns
ماذا عن رمز الصليب في النازية ؟
نال هتلر وسام الصليب الحديدي في الحرب العالمية الأولى، وكان يفخر جدًا بهذا التكريم، وكان يضعه تحت شارة حِزبه، ومن هنا جاء رمز الصليب في النازية .
ماذا عن المسيحية الإيجابية Positive Christianity التي دعا إليهـا هتلر ؟
هذه الصياغة من المسيحية كانت أكبر دليل على رؤية هتلر للمسيحية، فقد دعـا هتلر في عشرينيات القرن الماضي إلى المسيحية الإيجابية Positive Christianity، في برنامج الحزب النازي عام 1920، التي طبقًا له تُنكر سامية المسيح - أنه من نسل يهود - أو أن كَتبة الإنجيل يهود ..وصُنفت الديانة الجديدية من قِبل كنائس أوربا كلها أنها هرطقة وإلحاد.
http://en.wikipedia.org/wiki/Positive_Christianity
وطبقا ليوميات جوبلز – وزير دعاية هتلر – " كان هتلر يكره المسيحية جداً ، من أجل ذلك قام بتأسيس للمسيحية الجديدة ."
Fred Taylor Translation; the Goebbels Diaries 1939-41
بعض جرائم هتلر ...
إذن هتلر كان مادياً علمانياً، حارب من أجل الانتخاب الطبيعي، وحـاول أن يجعل منه أيديولوجيـة ألمـانيا في القرون العشرة القادمة - الرايخ الثالث -، ومن أجل هذا المبدأ قام هتلر بتأسيس فرقة Einsatzgruppen، وهي فرقة إبادة الأقليات عديمة الجدوى في ألمانيا، وكان يتم تجريد الضحايا من أية أدوات نافعة مثل حشوات الأسنان الذهبية ، ثم يقوم الضحايا بحفر القبور بأيديهم ثم يُقتلون وهم واقفون في وسط القبر بمنتهى الترشيـد والعقلانيـة المادية العلمانية .
وفي 14 يوليو 1933 أصدر هتلر قراراً بتعقيم 400 ألف شاب عن طريق تمريرهم على ترددات عالية من أشعة إكس، حتى يفقدوا القُدرة على الإنجـاب، فهؤلاء الشباب كانوا مصابين بأمراض نفسية، وعُصابية كثيرة ربمـا تضر الأجنة .
يظن كثيرين من العرب أن مشكلة هتلر كانت مع اليهود، وهذا خطـأ جوهري في استيعاب رؤيته للإنسـان والإنسانية .. كان هتلر يرى أن الألمان هم أرقى الأجناس، وأن اليهود أحد الأقليات التي تؤثِر على نقاء العِرق الألماني النقي، لكنهم ليسوا الوحيدين في الصورة فهناك الكثير من الأعراق التي اختلطت بالألمان، ولذا لم يقم هتلر بإبادة اليهود فقط، وإنما أباد السلافيين والغجر والأقزام والمعاقين وأصحاب الأمراض النفسية وأصحاب الأمراض المزمنة، وعدم شهرة هذه الأقليات بسبب عدم وجود لوبي غربي يطالب بحقوقهم بعكس الحال مع اليهود!
وبذلك أصبح هتلر من أوائل الذين يقومون بتطبيق الانتخاب الطبيعي عمليـاً، ومن أوائل الشخصيـات التي استوعبت الداروينية بصورتهـا الحقيقية .
http://en.wikipedia.org/wiki/Untermensch
ولذا يمكن اعتبار معسكرات الاعتقال النازية، حيث يتم إحراق كل الأقليات والأثنيات، هي أول مراكز الانتخاب الطبيعي التي يؤسِس لها الإنسان المعاصر الهوموسابين homo-sapiens، حيث يُحرق في هذه المراكز عديمي النفع useless eaters على حد تعبير هتلر حين قام باحتلال بولندا، وبالفعل تم رسميًا قتل 5.3 مليون بولندي لهذا السبب.
كان هتلر بنموذجه النازي الصورة المثالية للمادية العلمانية التي دعت لها نظرية الانتخاب الطبيعي .
وقام هتلر بتقرير مشروع T4، وهو المختص بعمليات القتل الرحيم Euthenesia، أو القتل العقلاني حيث يتم التخلص من المعاقين، وأصحاب الأمراض النفسية، وأصحاب الأمراض المزمنة، عن طريق القتل المباشر.
وقام الدكتور [بوخنوالد] bboukhnouald، بعمل تجارب طبية على المعتقلين، مثل تعريضهم لغُرف تفريغ الهواء، لمعرفة كم يستطيع الانسان أن يمكث حتى يموت، وتعريضهم لغازات سامة لمعرفة مدى فاعليتها والتركيزات المطلوبة، والقيام بعمليات جراحية بدون تخدير لمعرفة درجات الألم ومسارات الأعصاب، وقد وفرَّت الفترة النازية كمية عملاقة من المعلومات الطبية في كافة المجالات .
وكان الدكتور [راشر] يُعرِّض مرضاه للتجميد لمعرفة الفترة التي بعدها يموت الانسان، ودرجة التجمد الكافية للموت، وكان أُسلوب العمل هو تجميد السجناء تدريجيًا مع متابعة النبض والتنفس والحرارة وضغط الدم، بانتظام وقد مات أغلب من تمت التجارب عليهم، والباقون أُصيبوا بلوثات عقلية وتمت إبادتهم بعد ذلك .
وكما قال [بريمو ليفي] Primo Levi، فإن ألمانيا النازية هي المكان الوحيد، الذي كان بوسع العلماء أن يدرسوا فيه جُثتي توأمين قُتلا في نفس اللحظة .
http://en.wikipedia.org/wiki/Primo_Levi
كما ُأجريت في ألمانيا النازية تجارب زرع الغرغرينة في الجروح، والحقن بالميكروبات، لمعرفة الأسرع فتكا .
http://en.wikipedia.org/wiki/Nazi_crimes_against_the_Polish_nation
لقد كان أدولف هتلر ماديـاً، يؤمن بمقررات الداروينية، والانتخـاب الطبيعي، والبقاء للأصلح، وقامت الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها 50 مليون نسمة، من أجل تطبيق هذه الفكرة، وهذا هو جوهر الإلحاد وأصل ديانته، وإذا نسي الإنسان الله نسي نفسه ولم يعد ثمة تأسيس لقيمته أو معنى لوجوده{نسوا الله فأنساهم أنفسهم } ﴿١٩﴾ سورة الحشر.
بل إن طبيعة الإنسان الأزلية أنه كما يقول نيتشه لا يكسر قوته إلا التزامه الديني، ولو استغنى طغى وفجر{كلا إن الإنسان ليطغى ﴿٦﴾ أن رآه استغنى } سورة العلق.
يُصنف [أدولف هتلر] كثالث أكبر مُجرم في تاريخ الجنس البشري .. بعد [ماو تسي تونج] الملحد -رئيس الصين - بحصيلة قتلى 50 مليون نسمة، و[جوزيف ستالين] الملحد - رئيس الإتحاد السوفيتي - بحصيلة قتلى 40 مليون نسمة .
http://en.wikipedia.org/wiki/Adolf_Hitler
هل كان هتلر مُلحـداً أم ربوبيًا أم مسيحيًا مُخلصًا ؟
ماذا عن Gott mit uns والتي تعني الله معنـا شعار النازي ؟
ماذا عن رمز الصليب في النازية ؟
ماذا عن المسيحية الإيجابية Positive Christianity التي دعا إليهـا هتلر ؟
قَدَّم أدولف هتلر في بداية مشواره السياسي في ألمانيا الدعم للكاثوليكية الألمانية، لكن مع وصوله للحُكم، وقيادته للرايخ الثالث، قام بإغلاق جميع الكنائس، وجميع المنظمات الكاثوليكية في البلاد .. وقرر اضطهاد الكاثوليك رسمياً، وسمح لجوبلز وهملر وبورمان باضطهاد المسيحية في البلاد .
كتب [آلان بولوك] يقول " كان هتلر ماديًا قاسيًا وكان يرى أن المسيحية تقف في وجه قوانين الانتخاب الطبيعي، والبقاء للأصلح ."
Bullock wrote that Hitler was a rationalist and materialist, who saw Christianity as a religion "fit for slaves", and against the natural law of selection and survival of the fittest.
Alan Bullock; Hitler, a Study in Tyranny; Harper Perennial Edition 1991; p219"
ومن المُسَّلم به عمومًا من قِبل المؤرخين أن غاية هتلر فيما بعد الحرب، و على المدى الطويل كانت القضاء على المسيحية في ألمانيا.
وقد إتفق كُتاب سيرة هتلر أمثال [آلان بولوك] Alan Bullock ، و[إيان كيرشوف] Ian Kershaw ، و[يهواقيم فيست] Joachim Fest على أن هتلر كان ضد المسيحية .
و هذا الكلام أثبته هتلر نفسه من خلال طاولات نقاشه مع مستشاريه Hitler's Table Talk
قال هتلر في إحدى طاولات النقاش " المسيحية ديانة أسطورية والعلم يحطمها وسيثبت يومًا ما أنها أسطورية ."
Hitler's Table Talk 1941-1944, Cameron & Stevens, Enigma Books p.59-61
ويخلص [لورنس ريس] إلى أنه " لا علاقة بين هتلر والمسيحية، بل لا علاقة له بالدين بشكل عام، وليس هناك أدلة على أن هتلر نفسه في حياته الشخصية كانت له أي عقيدة لها علاقة بالدين، أو المعتقدات الأساسية للكنيسة المسيحية."
كانت علاقة هتلر بالدين علاقة انتهازية لا أكثر .
إنه الرجل الذي لم يكن يؤمن بالله، ولا بالضمير..طبقًا للمؤرخ آلان بولوك
Alan Bullock; Hitler: a Study in Tyranny; 1991; p216
ولم تكن المسيحية بالنسبة لهتلر أكثر من ديانة عبثية .
يقول [ألبرت سبير] مُهندس عمليات هتلر " كان هتلر يرى أن المسيحية ديانةخاطئة ."
Inside the Third Reich: Memoirs. New York: Simon and Schuster, pp 95-96.
وبدخول عام 1939 أعلن هتلر لجوبلز رسمياً أنه " يود لو تسنح له الفرصة لاستئصال المسيحية من العالم كله .. فهي داء خطير ."
Elke Frölich. 1997-2008. Die Tagebücher von Joseph Goebbels. Munich: K. G. Sauer. Teil I, v. 6, p. 272.
ومن الغريب أن هتلر كان يؤمن يقيناً أن المسيحية تم تحريفها على يد شاول الطرسوسي – القديس بولس – ، وقد اعتبر أن المسيحية قد نضجت بما فيه الكفاية لتدميرها .
In early 1937 he was declaring that 'Christianity was ripe for destruction
Ian Kershaw; Hitler a Biography; W. W. Notron & Co; 2008 Edn; pp.295-297
لكن طالما أن المسيحية بهذه البشاعة بالنسبة لهتلر، إذن بماذا كان يدين الرجل ؟
المؤرخ النازي الشهير [كونارد هايدن] Konrad Heiden اقتبس مقولة هتلر حين قال " نحن لا نحتاج إلى إله آخر سوى ألمانيا، لا يكون الحب والإخلاص إلا لها ."
Heiden, Konrad (1935). A History of National Socialism. A.A. Knopf, p. 100
يرى كثير من المؤرخين الكبار أن أدولف هتلر كان ربوبياً يؤمن بوجود إله خلق الكون لا أكثر deism ... وهذا الاتجاه مدعوم برؤية عامة لمقولات هتلر وتصريحاته وطاولات النقاش الخاصة به مع المقربين .
لكن الذي يُسلِّم به جميع المؤرخين بلا خلاف يُذكر بينهم أن النازية التي أسسها هتلر كانت "علمانية قائمة على العلم المادي التجريبي المعاصر ."
Richard J. Evans; the Third Reich at War; Penguin Press; New York 2009, p. 547
ويرى أشهر المؤرخين للحقبة الهتلرية على الإطلاق وهو آلان بولوك Alan Bullock أن هتلر كان مادياً قُحـاً materialist ، هذا هو دين أدولف هتلر الأول والأخير.
ورأي بولوك أن هتلر لم يؤمن يومًا ما بالله .
Harper Perennial Edition 1991; p219
إذن الذي لا خلاف عليه هو مُعاداة هتلر للمسيحية، وكراهيته للدين بصفة عامة، وتأسيسه للنموذج المادي العلماني القائم على العلم التجريبي المجرد .
ربما فكرة الإلحاد بصيغته التنظيرية المعروفة لم يتفرغ هتلر لاستيعابها، لكن حتمـاً هي مُستقرة في ذهنه ولو بصورة بدائية أولية، وهي التي حررته من كل النوازع الأخلاقية، أثنـاء تدميره للأُمم والشُعوب، وإحراقه لديانات بأكملها، وقيامه بتفريغ كل الدول التي تحت يده من الأقليات والأثنيات، كالغجر والسلاف واليهود والأقزام والمعاقين .
لقد حررت المادية العلمانية هتلر من أيه أعباء أخلاقية مثالية .
لقد كان هتلر يتبنى رؤية الداروينية الاجتماعية في صراع الضعفاء مع الأقوياء، وقام بتطبيقها في حروبه وفي إحراقه للأقليـات .
لكن ماذا عن Gott mit uns، والتي تعني: الله معنـا، شعار النازي ؟
شعار الله معنـا Gott mit uns ، هو وسام التاج البروسي، وتم تصميمه عام 1861، وكان يحمل شعار الامبراطورية الألمانية، وكان الجنود الألمان يضعونه على خوذاتهم في الحرب العالمية الاولى.
إذن الأمر تُراثي لا أكثر، إنه شعار مجد الإمبراطورية البروسية العظيمة التي كان يتوق هتلر لاستعادتها.
http://en.wikipedia.org/wiki/Gott_mit_uns
ماذا عن رمز الصليب في النازية ؟
نال هتلر وسام الصليب الحديدي في الحرب العالمية الأولى، وكان يفخر جدًا بهذا التكريم، وكان يضعه تحت شارة حِزبه، ومن هنا جاء رمز الصليب في النازية .
ماذا عن المسيحية الإيجابية Positive Christianity التي دعا إليهـا هتلر ؟
هذه الصياغة من المسيحية كانت أكبر دليل على رؤية هتلر للمسيحية، فقد دعـا هتلر في عشرينيات القرن الماضي إلى المسيحية الإيجابية Positive Christianity، في برنامج الحزب النازي عام 1920، التي طبقًا له تُنكر سامية المسيح - أنه من نسل يهود - أو أن كَتبة الإنجيل يهود ..وصُنفت الديانة الجديدية من قِبل كنائس أوربا كلها أنها هرطقة وإلحاد.
http://en.wikipedia.org/wiki/Positive_Christianity
وطبقا ليوميات جوبلز – وزير دعاية هتلر – " كان هتلر يكره المسيحية جداً ، من أجل ذلك قام بتأسيس للمسيحية الجديدة ."
Fred Taylor Translation; the Goebbels Diaries 1939-41
بعض جرائم هتلر ...
إذن هتلر كان مادياً علمانياً، حارب من أجل الانتخاب الطبيعي، وحـاول أن يجعل منه أيديولوجيـة ألمـانيا في القرون العشرة القادمة - الرايخ الثالث -، ومن أجل هذا المبدأ قام هتلر بتأسيس فرقة Einsatzgruppen، وهي فرقة إبادة الأقليات عديمة الجدوى في ألمانيا، وكان يتم تجريد الضحايا من أية أدوات نافعة مثل حشوات الأسنان الذهبية ، ثم يقوم الضحايا بحفر القبور بأيديهم ثم يُقتلون وهم واقفون في وسط القبر بمنتهى الترشيـد والعقلانيـة المادية العلمانية .
وفي 14 يوليو 1933 أصدر هتلر قراراً بتعقيم 400 ألف شاب عن طريق تمريرهم على ترددات عالية من أشعة إكس، حتى يفقدوا القُدرة على الإنجـاب، فهؤلاء الشباب كانوا مصابين بأمراض نفسية، وعُصابية كثيرة ربمـا تضر الأجنة .
يظن كثيرين من العرب أن مشكلة هتلر كانت مع اليهود، وهذا خطـأ جوهري في استيعاب رؤيته للإنسـان والإنسانية .. كان هتلر يرى أن الألمان هم أرقى الأجناس، وأن اليهود أحد الأقليات التي تؤثِر على نقاء العِرق الألماني النقي، لكنهم ليسوا الوحيدين في الصورة فهناك الكثير من الأعراق التي اختلطت بالألمان، ولذا لم يقم هتلر بإبادة اليهود فقط، وإنما أباد السلافيين والغجر والأقزام والمعاقين وأصحاب الأمراض النفسية وأصحاب الأمراض المزمنة، وعدم شهرة هذه الأقليات بسبب عدم وجود لوبي غربي يطالب بحقوقهم بعكس الحال مع اليهود!
وبذلك أصبح هتلر من أوائل الذين يقومون بتطبيق الانتخاب الطبيعي عمليـاً، ومن أوائل الشخصيـات التي استوعبت الداروينية بصورتهـا الحقيقية .
http://en.wikipedia.org/wiki/Untermensch
ولذا يمكن اعتبار معسكرات الاعتقال النازية، حيث يتم إحراق كل الأقليات والأثنيات، هي أول مراكز الانتخاب الطبيعي التي يؤسِس لها الإنسان المعاصر الهوموسابين homo-sapiens، حيث يُحرق في هذه المراكز عديمي النفع useless eaters على حد تعبير هتلر حين قام باحتلال بولندا، وبالفعل تم رسميًا قتل 5.3 مليون بولندي لهذا السبب.
كان هتلر بنموذجه النازي الصورة المثالية للمادية العلمانية التي دعت لها نظرية الانتخاب الطبيعي .
وقام هتلر بتقرير مشروع T4، وهو المختص بعمليات القتل الرحيم Euthenesia، أو القتل العقلاني حيث يتم التخلص من المعاقين، وأصحاب الأمراض النفسية، وأصحاب الأمراض المزمنة، عن طريق القتل المباشر.
وقام الدكتور [بوخنوالد] bboukhnouald، بعمل تجارب طبية على المعتقلين، مثل تعريضهم لغُرف تفريغ الهواء، لمعرفة كم يستطيع الانسان أن يمكث حتى يموت، وتعريضهم لغازات سامة لمعرفة مدى فاعليتها والتركيزات المطلوبة، والقيام بعمليات جراحية بدون تخدير لمعرفة درجات الألم ومسارات الأعصاب، وقد وفرَّت الفترة النازية كمية عملاقة من المعلومات الطبية في كافة المجالات .
وكان الدكتور [راشر] يُعرِّض مرضاه للتجميد لمعرفة الفترة التي بعدها يموت الانسان، ودرجة التجمد الكافية للموت، وكان أُسلوب العمل هو تجميد السجناء تدريجيًا مع متابعة النبض والتنفس والحرارة وضغط الدم، بانتظام وقد مات أغلب من تمت التجارب عليهم، والباقون أُصيبوا بلوثات عقلية وتمت إبادتهم بعد ذلك .
وكما قال [بريمو ليفي] Primo Levi، فإن ألمانيا النازية هي المكان الوحيد، الذي كان بوسع العلماء أن يدرسوا فيه جُثتي توأمين قُتلا في نفس اللحظة .
http://en.wikipedia.org/wiki/Primo_Levi
كما ُأجريت في ألمانيا النازية تجارب زرع الغرغرينة في الجروح، والحقن بالميكروبات، لمعرفة الأسرع فتكا .
http://en.wikipedia.org/wiki/Nazi_crimes_against_the_Polish_nation
لقد كان أدولف هتلر ماديـاً، يؤمن بمقررات الداروينية، والانتخـاب الطبيعي، والبقاء للأصلح، وقامت الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها 50 مليون نسمة، من أجل تطبيق هذه الفكرة، وهذا هو جوهر الإلحاد وأصل ديانته، وإذا نسي الإنسان الله نسي نفسه ولم يعد ثمة تأسيس لقيمته أو معنى لوجوده{نسوا الله فأنساهم أنفسهم } ﴿١٩﴾ سورة الحشر.
بل إن طبيعة الإنسان الأزلية أنه كما يقول نيتشه لا يكسر قوته إلا التزامه الديني، ولو استغنى طغى وفجر{كلا إن الإنسان ليطغى ﴿٦﴾ أن رآه استغنى } سورة العلق.