محيي الدين عبد الحق
04-21-2014, 09:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين واشهد ان لااله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله اللهم صل على محمد وال محمد
القضاء والقدر وهل الانسان مسير ام مخير
كلنا نعلم ان الله سبحانه وتعالى هو الظاهر والباطن وهو الاول والاخر فكان ولم يكن شيء من خلقه فقضى سبحانه وتعالى ان يخلق العرش والسماوات والارض ومافيهن . وقدر لكل شيء في السماوات والارض قدره فقدرللشمس ان يكون حجمها كما هو عليه وقدر مكوناتها ودرجة حرارتها وكثافتها وموقعها في السماء وجريانها واشعتها وكل شيء يتعلق بها وقدر للنجوم والكواكب مثلها وللقمر مثله وقدر للارض جبالها وبحورها وسحابها وانهارها وشجرها وقدر للسمك والطير والحيوان والحشرات مثله وقدر للانسان قدره فقدر لكل شيء مكوناته وتاثيراته في حركة الكون من السماوات والارض الى الذرة والنواة وحركتها . وعلم سبحانه وتعالى ازلا قبل ان يخلق الخلق بكل حركة ذرة فيه وتاثيراتها من بداية الخلق الى يوم الدين وكتبها عنده في كتاب مبين فسبحان الله العليم العظيم .
اضرب مثلا للتوضيح :-
ناخذ من جملة الخلق الطير ناخذ منه عصفورا فان الله سبحانه وتعالى علم انه سيفقس هذا العصفور في المكان الفلاني وفي الظرف الفلاني وسيطعمه ابواه هكذا قدرا من الطعام وسيكبر ويطير من هنا الى هناك وياكل هذا القدر من الطعام وسيصاب بهذا المرض بالسبب الفلاني وسيتعافى بالسبب الفلاني ولك ان تدقق في كل حركة وسكون وفيما يصيبه وبماذا يتاثر وفيما يؤثر في حركة الحياة في الكون . وهكذا في بقية العصافير وفي بقية انواع الطيور وفي الحيوانات وفي السمك وفي الحشرات وفي الشجر وفي الاشعة وفي الغازات وفي كل شيء في هذا الكون قدر الله سبحانه وتعالى له مم يتكون وبما يتاثر وفيما يؤثر وعلمه الله قبل ان يخلق الخلق وكتبه عنده سبحانه وتعالى .
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الحديد3
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة29
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59
{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }يونس61
{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }هود6
وكذلك الانسان خلقه الله سبحانه وتعالى وقدر له عقله واعطاه حرية الاعتقاد والتفكير والحركة فهو يعتقد مايشاء ويفعل مايشاء وبين له الهدى وسبيله ودعاه له وبين له الضلال وسبيله ونهاه عنه وعلم الله سبحانه وتعالى ماسيصيب كل انسان من ادم عليه السلام الى يوم الدين وكتبه عنده في كتاب مبين . فعندما يفعل الانسان فعلا يكون هذا الفعل قد وقع بدافع من الانسان نفسه وليس بجبر وتسيير من الله عز وجل لان الانسان مخير فيما يفعل ولكن الله سبحانه وتعالى علم ماسيقع من فعل هذا الانسان قبل ان يفعله فكتبه عنده . فعندما يجتهد انسان في دراسته للعلوم وينجح يكون قد نجح بقدر الله لان الله سبحانه وتعالى هو من قدر اسباب النجاح فاخذ بها هذا الانسان فنجح وان الله عز وجل علم هذا قبل ان يفعله الانسان فكتب له النجاح وعنما يتكاسل اخر ويفشل فان الله عز وجل علم هذا فكتب له الفشل واذا سافر انسان بسيارة وحدث للسيارة حادث ومات بسببه فان الله عز وجل علم هذا فكتب عليه الموت بهذا السبب وكتب اجله وكذلك اذا مرض واذا شفي واذا صار ثريا او صار فقيرا وكل مايصيب الانسان وقد تكون الاسباب حلالا وقد تكون حراما وكلها من الله عز وجل لان الله سبحانه وتعالى هو الذي قدر للشمس اشعتها وتاثيرها في الحياة وقدر للسحاب ان يكون ممطرا وقدرللنبات ان يكون غذاءا وقدر للمكروب ان يكون سببا للمرض وقدر للعقاقير الطبية ان تكون سببا للشفاء وقدر للحديد في السيارة ان يكون سببا في الموت ( فهذا هو القدر) فسبحان الذي قدر المقادير كلها .
في صحيح البخاري :-
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس
: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشأم حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشأم . قال ابن عباس فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشأم فاختلفوا فقال بعضهم قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي الأنصار فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوتهم فلم يختلف منهم عليه رجلان فقالوا نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه . قال أبو عبيدة بن الجراح أفرارا من قدر الله ؟ فقال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ؟ نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ قال فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته فقال إن عندي في هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) . قال فحمد الله عمر ثم انصرف
فمايفعله الانسان هو مخير فيه ويفعله بارادته وليس بارادة الله ولكن بمشيئته سبحانه وتعالى لان الله سبحانه وتعالى هو من قدر لكل شيء قدره فما يفعله الانسان هو بقدر الله حيث انه تبارك وتعالى هو الذي قدر للانسان جوارحه وارادته وعلم الله سبحانه وتعالى ماسيقع من فعل الانسان قبل ان يخلق الخلق وكتبه عنده
واوضح هذا فيما يلي
اذا قام شخص ليصلي فان قيامه يكون قد تحقق بواسطة الاسباب التي خلقها الله سبحانه وتعالى وقدرها له وان نسبة العلة في تفعيل الاسباب للقيام بالحركة هي التي يكون فيها الفرق بين اراد الله وشاء الله فان قلت ان الله عز وجل هو الذي تحكم في تفعيل الاسباب فقد نسبت الارادة لله عز وجل فيكون المعنى ان الله عز وجل اراد فعل القيام وان قلت ان الانسان هو الذي تحكم في تفعيل الاسباب فقد نسبت الارادة الى الانسان فيكون المعنى ان الانسان هو الذي اراد فعل القيام
فنأتي الان ونتحقق من فعل القيام فنرى ان من البديهي واليقيني ومن المسلم به ان فعل القيام تحقق بارادة الانسان لتفعيل الاسباب وليس بارادة الله سبحانه وتعالى ولكن ما علاقة الله تبارك وتعالى في هذا الفعل الجواب هو ان الاسباب ملك لله سبحانه وتعالى وليس للانسان وان الله عز وجل لم يسلب الانسان ارادته لتفعيل الاسباب ولم يسلب الاسباب التي ادت الى تحقيق الفعل ولو سلبها لما تحقق الفعل وهذه هي معنى مشيئة الله سبحانه وتعالى
وعليه يكون الفعل قد تحقق بارادة الانسان وليس بارادة الله ولكن بمشيئته سبحانه وتعالى
( فلم يكتب الله عز وجل القدرقبل ان يقع ليكون جبرا على الناس فيقع عليهم كما يفهمه كثير من الناس وانما علم مسبقا انه سيقع هذا من الناس انفسهم فكتبه عنده ان كان خيرا او شرا وبالنهاية فما كتبه الله سبحانه وتعالى هو الواقع والكائن )
روى الترمذي في سننه :-
حدثنا أحمد بن محمد بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا ليث بن سعد و ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج قال ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو الوليد حدثنا ليث بن سعد حدثني قيس بن الحجاج المعنى واحد عن حنش الصنعاني عن ابن عباس قال : كنت خلفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف
قال هذا حديث حسن صحيح
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله رب العالمين واشهد ان لااله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله اللهم صل على محمد وال محمد
القضاء والقدر وهل الانسان مسير ام مخير
كلنا نعلم ان الله سبحانه وتعالى هو الظاهر والباطن وهو الاول والاخر فكان ولم يكن شيء من خلقه فقضى سبحانه وتعالى ان يخلق العرش والسماوات والارض ومافيهن . وقدر لكل شيء في السماوات والارض قدره فقدرللشمس ان يكون حجمها كما هو عليه وقدر مكوناتها ودرجة حرارتها وكثافتها وموقعها في السماء وجريانها واشعتها وكل شيء يتعلق بها وقدر للنجوم والكواكب مثلها وللقمر مثله وقدر للارض جبالها وبحورها وسحابها وانهارها وشجرها وقدر للسمك والطير والحيوان والحشرات مثله وقدر للانسان قدره فقدر لكل شيء مكوناته وتاثيراته في حركة الكون من السماوات والارض الى الذرة والنواة وحركتها . وعلم سبحانه وتعالى ازلا قبل ان يخلق الخلق بكل حركة ذرة فيه وتاثيراتها من بداية الخلق الى يوم الدين وكتبها عنده في كتاب مبين فسبحان الله العليم العظيم .
اضرب مثلا للتوضيح :-
ناخذ من جملة الخلق الطير ناخذ منه عصفورا فان الله سبحانه وتعالى علم انه سيفقس هذا العصفور في المكان الفلاني وفي الظرف الفلاني وسيطعمه ابواه هكذا قدرا من الطعام وسيكبر ويطير من هنا الى هناك وياكل هذا القدر من الطعام وسيصاب بهذا المرض بالسبب الفلاني وسيتعافى بالسبب الفلاني ولك ان تدقق في كل حركة وسكون وفيما يصيبه وبماذا يتاثر وفيما يؤثر في حركة الحياة في الكون . وهكذا في بقية العصافير وفي بقية انواع الطيور وفي الحيوانات وفي السمك وفي الحشرات وفي الشجر وفي الاشعة وفي الغازات وفي كل شيء في هذا الكون قدر الله سبحانه وتعالى له مم يتكون وبما يتاثر وفيما يؤثر وعلمه الله قبل ان يخلق الخلق وكتبه عنده سبحانه وتعالى .
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الحديد3
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة29
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59
{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }يونس61
{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }هود6
وكذلك الانسان خلقه الله سبحانه وتعالى وقدر له عقله واعطاه حرية الاعتقاد والتفكير والحركة فهو يعتقد مايشاء ويفعل مايشاء وبين له الهدى وسبيله ودعاه له وبين له الضلال وسبيله ونهاه عنه وعلم الله سبحانه وتعالى ماسيصيب كل انسان من ادم عليه السلام الى يوم الدين وكتبه عنده في كتاب مبين . فعندما يفعل الانسان فعلا يكون هذا الفعل قد وقع بدافع من الانسان نفسه وليس بجبر وتسيير من الله عز وجل لان الانسان مخير فيما يفعل ولكن الله سبحانه وتعالى علم ماسيقع من فعل هذا الانسان قبل ان يفعله فكتبه عنده . فعندما يجتهد انسان في دراسته للعلوم وينجح يكون قد نجح بقدر الله لان الله سبحانه وتعالى هو من قدر اسباب النجاح فاخذ بها هذا الانسان فنجح وان الله عز وجل علم هذا قبل ان يفعله الانسان فكتب له النجاح وعنما يتكاسل اخر ويفشل فان الله عز وجل علم هذا فكتب له الفشل واذا سافر انسان بسيارة وحدث للسيارة حادث ومات بسببه فان الله عز وجل علم هذا فكتب عليه الموت بهذا السبب وكتب اجله وكذلك اذا مرض واذا شفي واذا صار ثريا او صار فقيرا وكل مايصيب الانسان وقد تكون الاسباب حلالا وقد تكون حراما وكلها من الله عز وجل لان الله سبحانه وتعالى هو الذي قدر للشمس اشعتها وتاثيرها في الحياة وقدر للسحاب ان يكون ممطرا وقدرللنبات ان يكون غذاءا وقدر للمكروب ان يكون سببا للمرض وقدر للعقاقير الطبية ان تكون سببا للشفاء وقدر للحديد في السيارة ان يكون سببا في الموت ( فهذا هو القدر) فسبحان الذي قدر المقادير كلها .
في صحيح البخاري :-
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس
: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشأم حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشأم . قال ابن عباس فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشأم فاختلفوا فقال بعضهم قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي الأنصار فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوتهم فلم يختلف منهم عليه رجلان فقالوا نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه . قال أبو عبيدة بن الجراح أفرارا من قدر الله ؟ فقال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ؟ نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ قال فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته فقال إن عندي في هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) . قال فحمد الله عمر ثم انصرف
فمايفعله الانسان هو مخير فيه ويفعله بارادته وليس بارادة الله ولكن بمشيئته سبحانه وتعالى لان الله سبحانه وتعالى هو من قدر لكل شيء قدره فما يفعله الانسان هو بقدر الله حيث انه تبارك وتعالى هو الذي قدر للانسان جوارحه وارادته وعلم الله سبحانه وتعالى ماسيقع من فعل الانسان قبل ان يخلق الخلق وكتبه عنده
واوضح هذا فيما يلي
اذا قام شخص ليصلي فان قيامه يكون قد تحقق بواسطة الاسباب التي خلقها الله سبحانه وتعالى وقدرها له وان نسبة العلة في تفعيل الاسباب للقيام بالحركة هي التي يكون فيها الفرق بين اراد الله وشاء الله فان قلت ان الله عز وجل هو الذي تحكم في تفعيل الاسباب فقد نسبت الارادة لله عز وجل فيكون المعنى ان الله عز وجل اراد فعل القيام وان قلت ان الانسان هو الذي تحكم في تفعيل الاسباب فقد نسبت الارادة الى الانسان فيكون المعنى ان الانسان هو الذي اراد فعل القيام
فنأتي الان ونتحقق من فعل القيام فنرى ان من البديهي واليقيني ومن المسلم به ان فعل القيام تحقق بارادة الانسان لتفعيل الاسباب وليس بارادة الله سبحانه وتعالى ولكن ما علاقة الله تبارك وتعالى في هذا الفعل الجواب هو ان الاسباب ملك لله سبحانه وتعالى وليس للانسان وان الله عز وجل لم يسلب الانسان ارادته لتفعيل الاسباب ولم يسلب الاسباب التي ادت الى تحقيق الفعل ولو سلبها لما تحقق الفعل وهذه هي معنى مشيئة الله سبحانه وتعالى
وعليه يكون الفعل قد تحقق بارادة الانسان وليس بارادة الله ولكن بمشيئته سبحانه وتعالى
( فلم يكتب الله عز وجل القدرقبل ان يقع ليكون جبرا على الناس فيقع عليهم كما يفهمه كثير من الناس وانما علم مسبقا انه سيقع هذا من الناس انفسهم فكتبه عنده ان كان خيرا او شرا وبالنهاية فما كتبه الله سبحانه وتعالى هو الواقع والكائن )
روى الترمذي في سننه :-
حدثنا أحمد بن محمد بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا ليث بن سعد و ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج قال ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو الوليد حدثنا ليث بن سعد حدثني قيس بن الحجاج المعنى واحد عن حنش الصنعاني عن ابن عباس قال : كنت خلفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف
قال هذا حديث حسن صحيح
والحمد لله رب العالمين