المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسئلة الملحدين 2 - ما لكم لا تنطقون



قاصد الحق
04-27-2014, 10:07 PM
من الشبهات التي يوردها اهل الالحاد قول قائل : لقد عاب الله على الذين يتخذون من دونه الهة لا تنفعهم ولا تضرهم واستدل على ذلك بعدم نطقهم وكلامهم اذا دعوهم حين قال : ( فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون ) وكذلك قوله : ( فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ) , ( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ) .. ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ )

لكن الله وقع فيما عاب عليه تلك الالهة فلا نراه ينطق ولا يكلم خلقه وتدعوه وتسأله وتناجيه لكنك لا تسمع منه شيئا ولا ترى استجابة تذكر ! اولم يكن ذلك حال الالهة السابق ذكرها , الم يستدل القران على عدم النفع والضرر بعدم النطق والاستجابة !
فاين الله من خلقه ! ولما لا يكلمهم ويتواصل معهم , ولماذا يكلم انسانا في السر لينزل عليه كتابا في السر ايضا ثم يكلف ذلك الانسان في السر ايضا ان يتواصل مع الناس !
اليس الاولى ان يتواصل الله نفسه مع خلقه جميعا بدلا من ان يتواصل مع شخص واحد فقط , ما المانع من ذلك و أي الامرين اكمل وانسب , وايهما ادفع للفتن والظن والشك والريبة !

بانتظار مشاركات الاخوة الافاضل في تفنيد هذه الشبهة .

قاصد الحق
04-27-2014, 10:45 PM
اكرر التنويه الى ان هذا الموضوع هو مذاكرة بين طلاب العلم حول شبهات واسئلة تتكرر ويتم التركيز عليها بشدة اثناء الحوار بين الملحد والمؤمن ولا يوجد فيها اي تبني لاي وجهة نظر الحادية .

ابوعدنان
04-28-2014, 01:59 AM
تحياتي:
من الردود التي يوردها المسلمون تفنيدا لهذا الاعتراض :هو ان الصمت الالهي عن اجابة الدعاء انما هو لحكمة ما عظيمة تخفى عن عقول البشر القاصرة ،اليس الله هو خالق الوجود والعالم المطلق بكل ما فيه اذن فهو احكم الحاكمين .
ثم ان الفعل الالهي ليس كالفعل البشري هذا الفارق النوعي الهائل بينهما يجعل من الاعتراض على هذا الصمت سلوكا يكاد يكون غبيا
ان الفعل وحتى التفكير البشري خاضع لمبدأ السببية فلا يفكر الانسان ولا يفعل الا بدوافع وبواعث ويرمي من هذا الوصول الى نتائج فاذا دعونا انسانا ما ولم يجب بعد ان اكد لنا انه سيجيبنا حالما ندعوه ،في هذه الحالة نستغرب منه هذا السلوك ،لكن هل هذا ينطبق على السلوك الالهي؟؟ طبعا لا .لان الفكر والسلوك الالهي لا يمكن ان يخضع لهكذا مبدأ " مبدأ العلية " فكيف لمبدأ خلقه الله ان يخضع له ؟
اليس الاولى ان يتواصل الله نفسه مع خلقه جميعا بدلا من ان يتواصل مع شخص واحد فقط
ان هذا كبرا عظيما في صدور البشر ماهم ببالغيه، "إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" هل تريد ان ياتي الله في ضلل من الغمام والملائكة معه حتى يؤمن هؤلاء ؟؟؟!!!!
هل تريد ان ينزل الله كتاب لكل واحد من البشر ويتواصل مع كل واحد منهم على انفراد" بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً "؟؟ هذه عجرفة وتهور من الانسان
ما المانع من ذلك و أي الامرين اكمل وانسب , وايهما ادفع للفتن والظن والشك والريبة !
ان الله خلق الخلق وهو ادرى بصالحهم وطالحهم ، وادرى باكمل الامور وانسبها شاءت حكمته ذلك ،ثم انه من الناحية المنطقية طالما ان الله هو خالق هذا الوجود ،فهو لا يحتاج الى اي تبرير منا لسلوكه وحتى المؤمن الحقيقي ليس في حاجة لتبرير السلوك الالهي لنفسه
لكن قل لي اذا حدث كل ما يريده هؤلاء فاين الابتلاء اذن؟؟
ان مشكلة هؤلاء انهم يعاملون الله كانسان وينتظرون منه ما ينتظرون من الانسان فيسقطون في فخ تشبيه الله بالانسان
اعتقد ان اجابة الاخوة المسلمون لا تحرج عن هذا او على الاقل في خطوطه العريضة
احتراماتي

ابن سلامة القادري
04-28-2014, 03:07 AM
أحسن الله إليك أخي،

نبي الله إبراهيم عليه السلام لم يكن هنا - و قد راغ إلى آلهة القوم خفية بعد انصرافهم عنها و قد قدموا إليها طعاما لتباركه - لم يكن بمعرض الإحتجاج على هذه الآلهة بشيء من صفات الإله الحق .. و إنما قصد إلى الإستخفاف و الإستهزاء بها و ازدراءها باعتبارها في حالة لاوعي مطلق و لا يصدر عنها أي تصرف و لو مساو في مزيته فضلا عن أن يكون متقدما أو معجزا يدل على كمال القدرة .. و لو كان الموضع موضع احتجاج لفائدة إقرار الألوهية بعدم النطق .. لكان الإحتجاج أيضا بعدم الأكل .. فهل الإله الحق يأكل ؟

و على فرض كان احتجاجه عليه السلام على آلهتهم بعدم النطق كصفة نقص تنفي الألوهية عنها فذلك لاعتبار قربها منه و منهم .. فهي على مرئى منه و مسمع .. فلماذا لا تجيب و الحال هذه ؟ و في عقيدة أهل الكتاب و السنة أن الله تعالى يتكلم و لم يزل متكلما .. و قد كلّم بعض أنبيائه و كلّم ملائكته و لم يزل يفعل ذلك سبحانه متى شاء .. فمن نفى عن الله صفة الكلام مع أنبيائه أو مع ملائكته المقربين ؟ أم يلزم أن يكلم الجميع ؟

و بخصوص الدعاء فطبعا الملحد و الجاحد لا يقرأ هذه الآيات و لا يريد أن يفهم لماذا و كيف .. كما نقول دائما يريد إله على مقاسه !

اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين

فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم
ونوحا اذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه واهله من الكرب العظيم
فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر واتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين

و ليقرءوا شرط الإستجابة الذي ما فتئوا يغضون عنه الطرف و كأن الأمر سائب و كأن الباب فوضى .. يقول الله جل و علا : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ َفلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.

فاين الله من خلقه ! ولما لا يكلمهم ويتواصل معهم , ولماذا يكلم انسانا في السر لينزل عليه كتابا في السر ايضا ثم يكلف ذلك الانسان في السر ايضا ان يتواصل مع الناس !

و ما مقامك من مقام جبريل و ملائكة الله المقربين و أنبيائه المخلصين ؟ هل ترى نفسك أهلا لتكلم الله الذي خلقك .. و أنت لست أهلا لتكلم حتى أحقر ملوك الدنيا ؟ سيقال : لماذا لا يتواضع تواضع بعض الملوك .. فنقول : في هذا المقام هي مسألة قدرة و استحقاق معا .. فأنت تقدر على مخاطبة أحد ملوك الأرض و تقدر على سماع كلامه و قد لا تستحق مخاطبته و مع ذلك تخاطبه، لكن من يجرأ على مخاطبة الله العلي العظيم .. رب السموات و الأرض الملك القدوس أو يستطيع سماع كلامه إلا أقدس خلائقه و أطهرهم و أقدرهم على ذلك ؟

فحتى الأنبياء و الملائكة ليسوا في ذلك سواء :
إسمع لقول الله تعالى : وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ.
و قوله عن الملائكة : وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُوم. فحتى الملائكة ليست لهم جميعا الأهلية لسماع كلام الله فضلا عن مخاطبته لأن المقام مقام الربوبية التي لا حد لكمالها و عظمتها و ليس مقام عبد مثلك !


اليس الاولى ان يتواصل الله نفسه مع خلقه جميعا بدلا من ان يتواصل مع شخص واحد فقط , ما المانع من ذلك و أي الامرين اكمل وانسب , وايهما ادفع للفتن والظن والشك والريبة !

أرى أن أبا عدنان قد أحسن الإجابة عن هذه .. بما فيه كفاية عن مزيد كلام !!

الدكتور قواسمية
04-28-2014, 02:24 PM
من الشبهات التي يوردها اهل الالحاد قول قائل : لقد عاب الله على الذين يتخذون من دونه الهة لا تنفعهم ولا تضرهم واستدل على ذلك بعدم نطقهم وكلامهم اذا دعوهم حين قال : ( فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون ) وكذلك قوله : ( فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ) , ( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ) .. ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ )

لكن الله وقع فيما عاب عليه تلك الالهة فلا نراه ينطق ولا يكلم خلقه وتدعوه وتسأله وتناجيه لكنك لا تسمع منه شيئا ولا ترى استجابة تذكر ! اولم يكن ذلك حال الالهة السابق ذكرها , الم يستدل القران على عدم النفع والضرر بعدم النطق والاستجابة !
فاين الله من خلقه ! ولما لا يكلمهم ويتواصل معهم , ولماذا يكلم انسانا في السر لينزل عليه كتابا في السر ايضا ثم يكلف ذلك الانسان في السر ايضا ان يتواصل مع الناس !
اليس الاولى ان يتواصل الله نفسه مع خلقه جميعا بدلا من ان يتواصل مع شخص واحد فقط , ما المانع من ذلك و أي الامرين اكمل وانسب , وايهما ادفع للفتن والظن والشك والريبة !

بانتظار مشاركات الاخوة الافاضل في تفنيد هذه الشبهة .



الرد
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين
الحمد لله الذي ابتدرنا بفضله فخلقنا وهدانا وبين لنا سبيل الرشاد وجعل موعدنا الجنة فضلا منه ورحمة
الشكر الجزيل للعضو القدير قاصد الحق لمبادرته كي نحارب الالحاد مباشرة بدل الرد على المراهقين الذين يدخلون المنتدى الذين يعتقدون أن الشمس ثابتة وأن الانفجار الكمبري دليل على التطور و أنهم مؤهلون للحديث عن بلاغة القرآن.
الرد على المغالطة علميا
المغالطة التي أثارها الكافر العربي هو أن الحجاج بين ابراهيم عليه السلام وقومه ليس حجاجا بين نبي وملاحدة منكرون للربوبية بل بين نبي ومشركين وثنيين مثل مشركي مكة
وهؤلاء الوثنيين مقرون بالربوبية وخصائصها لقوله تعالى " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله "قرآن كريم
وقال تعالى " قل لمن الأرض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون ..." قرآن كريم
فهم يؤمنون بوجود الخالق عز وجل وما ينبغي له من السمع والبصر والتصرف واجابة الدعاء.
لكنهم يتخذون الاوثان ويسلخون عليهم بعض صفات الربوبية من التصرف في الكون واجابة الدعاء
فاستخدم ابراهيم عليه السلام معهم نوعا من الحجاج نسميه علميا " الحجاج باستخدام مثال مضاد"
فبرهن لهم عمليا بمثال مضاد أنهم لا يسمعون ولايبصرون ولا يتكلمون فثبت أنهم لا يتضمنون خصائص الربوبية وبالتالي فان عبادتهم باطلة.
وعندما تطور الحجاج بين ابراهيم عليه السلام وقومه لجأوا الى استخدام ما يسمى علميا " الحجاج بالسلطة" فهددوه بالحرق والنفي لفشلهم امام الحجاج العقلي.

الخلاصة
المغالطة في السؤال المطروح بسيطة جدا هو أن الحوار جرى بين نبي الله ابراهيم عليه السلام ووثنيين مقرون بالربوبية ولوازمها مشركون في الألوهية أي في العبادة.
لذلك لم يحاججه القوم بأن الله الذي يدعو لتوحيده أيضا لا يسمع ولا يبصر ولا يجيب الدعاء.
لأنهم مقرون له بذلك.
ويجب فهم الحوار داخل هذا الاطار فلو كان الحوار بين ابراهيم عليه السلام و منكرين للربوبية أصلا لما اتخذ هذا الشكل ولاختلف نوع الحجج المقدمة.
وقد تنوع الحجاج في القرآن بين الأنبياء وأقوامهم مثل الحوار بين ابراهيم عليه السلام ومدع للألوهية وهو النمرود فاختلفت الحجج والبراهين وحجاج موسى عليه السلام وفرعون ....الخ.
ملاحظة اذا لم تكن تفهم الفرق بين الألوهية والربوبية أشرح لك ذلك شرحا بسيطا ان شاء الله تعالى.
ودمت سالما

الدكتور قواسمية
04-28-2014, 06:07 PM
للراغبين في دراسة البراغماتية والحجاج في الخطاب القرآني
حجاج موسى عليه السلام في القرآن الكريم رسالة دكتوراة
www.ummto.dz/IMG/pdf/THESE_ZEMOUCHE
الحجاج في خطابات ابراهيم عليه السلام دراسة تداولية رسالة دكتوراة
www.ummto.dz/lad/index_fichiers/memoire_lekhel_saadia.pdf‎

الدكتور قواسمية
04-28-2014, 06:09 PM
للراغبين في دراسة البراغماتية والحجاج في الخطاب القرآني
حجاج موسى عليه السلام في القرآن الكريم رسالة دكتوراة
www.ummto.dz/IMG/pdf/THESE_ZEMOUCHE
الحجاج في خطابات ابراهيم عليه السلام دراسة تداولية رسالة دكتوراة
www.ummto.dz/lad/index_fichiers/memoire_lekhel_saadia.pdf‎

قاصد الحق
04-29-2014, 12:30 AM
بارك الله في الاخوة الافاضل على ردودهم الطيبة , ومشاركاتهم المفيدة .

وسوف اضع الردود التي يعارض بها الملحدون بعضا من هذه الاجوبة في حواراتهم .

من جواب الاخ الفاضل ابو عدنان : لواننا قلنا للملحد : ( هل تريد ان ياتي الله في ضلل من الغمام والملائكة معه حتى تؤمن ؟ ) فسوف يأتي الجواب التالي :
إن الله ليس مضطرا لان ياتي في ظلل من الغمام حتى يراه الناس فيؤمنوا به ! ولكن يكفي ان يكلمهم ولو لمرة واحدة كما كلم موسى اني انا الله فامنوا بي , وبذلك يقطع الشك باليقين ويقيم الحجة على الناس اجمعين .
مع الانتباه الى الاختلاف في تفسير هذه الاية وان كلامك فيه اشارة الى أن الله يأتي شخصيا في ظل غمامة ليراه الناس حتى يؤمنوا به ! فأنت هنا تقع في التجسيم وتشبه الله بشخص يستظل بغمامة . وهذا ما نقرأه في الكتب السماوية الاخرى كالتوراة والانجيل , وهذا ما يثبت ان الله مجرد اختلاق من خيال البشر .

من جواب الاخ الكريم ابن سلامة :
جوابان يرد عليهما , أولهما :
قولك : ( على فرض كان احتجاجه عليه السلام على آلهتهم بعدم النطق كصفة نقص تنفي الألوهية عنها فذلك لاعتبار قربها منه و منهم .. فهي على مرئى منه و مسمع .. فلماذا لا تجيب و الحال هذه ؟ ) فسوف يأتي الرد التالي :
حجة القرب هي حجة عليكم لا لكم , ذلك انكم تنفون قرب الله بعدم نطقه ورده وهو يقول كما تزعمون : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) ويقول : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )
الثاني :
قولك : (و ما مقامك من مقام جبريل و ملائكة الله المقربين و أنبيائه المخلصين ؟ هل ترى نفسك أهلا لتكلم الله الذي خلقك .. و أنت لست أهلا لتكلم حتى أحقر ملوك الدنيا ؟ ) (لكن من يجرأ على مخاطبة الله العلي العظيم .. رب السموات و الأرض الملك القدوس أو يستطيع سماع كلامه إلا أقدس خلائقه و أطهرهم و أقدرهم على ذلك ؟ )
فيرد على ذلك : الم يكلم الله ادم ابو البشر رغم خطيئته وعصيانه ويتوب عليه ايضا ! فلماذا يحقر ذريته ويستعلي عليهم ولا يكلمهم وهم خلقه الضعفاء وذرية صاحب اول خطيئه في العالم بل بسببه تم طردهم من الجنة واشقاؤهم في الارض !
ثم لماذا تشبه الله بملوك الدنيا ! فالله هو الخالق والخلق عياله وهو واسع المغفرة ووسعت رحمته كل شيء وهو احن من الام على ابنها ... فكيف يصف نفسه بهذه الصفات ثم نرى افعاله ونفسيته افعال ونفسية الملوك البشر الذين يستعلون على الناس !

الاخ الدكتور قواسمية



الشكر الجزيل للعضو القدير قاصد الحق لمبادرته كي نحارب الالحاد مباشرة بدل الرد على المراهقين الذين يدخلون المنتدى الذين يعتقدون أن الشمس ثابتة وأن الانفجار الكمبري دليل على التطور و أنهم مؤهلون للحديث عن بلاغة القرآن.
الشكر لكم دكتور بما جدتم وافدتم به من علمكم ووقتكم فجزاكم الله خيرا ورفع من شأنكم



لذلك لم يحاججه القوم بأن الله الذي يدعو لتوحيده أيضا لا يسمع ولا يبصر ولا يجيب الدعاء.
لأنهم مقرون له بذلك. من اجمل اللطائف واللفتات الهامة في هذه النقطة

قاصد الحق
04-29-2014, 12:34 AM
للراغبين في دراسة البراغماتية والحجاج في الخطاب القرآني
حجاج موسى عليه السلام في القرآن الكريم رسالة دكتوراة
www.ummto.dz/IMG/pdf/THESE_ZEMOUCHE
الحجاج في خطابات ابراهيم عليه السلام دراسة تداولية رسالة دكتوراة
www.ummto.dz/lad/index_fichiers/memoire_lekhel_saadia.pdf‎

بارك الله فيكم دكتور ولو تكرمتم برابط اخر لرسالة الدكتوراه الثانية - الحجاج في خطابات ابراهيم عليه السلام دراسة تداولية - لان الرابط لا يعمل

أبو أحمد العامري
04-29-2014, 02:39 AM
نعم الرابط الأخير لا يعمل
و شكرا للجميع
و لكن لو أن الأخ قاصد الحق اختار كلماته بحذر عند الكلام عن الله و ان كنت أعلم أنه يريد تمثيل دور المشاكس

ابن سلامة القادري
04-29-2014, 03:32 AM
جوابان يرد عليهما , أولهما :
قولك : ( على فرض كان احتجاجه عليه السلام على آلهتهم بعدم النطق كصفة نقص تنفي الألوهية عنها فذلك لاعتبار قربها منه و منهم .. فهي على مرئى منه و مسمع .. فلماذا لا تجيب و الحال هذه ؟ ) فسوف يأتي الرد التالي :
حجة القرب هي حجة عليكم لا لكم , ذلك انكم تنفون قرب الله بعدم نطقه ورده وهو يقول كما تزعمون : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ) ويقول : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )


أما الآية الأولى أخي فقد رددنا الإستدلال بها لصالحهم هنا :

و ليقرءوا شرط الإستجابة الذي ما فتئوا يغضون عنه الطرف و كأن الأمر سائب و كأن الباب فوضى .. يقول الله جل و علا : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ َفلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.

و نضيف بيانا على ذلك ما قاله الإمام القرطبي و هو أدق و أوعى و أشمل :
يقول رحمه الله :
فإن قيل: فما للدّاعي قد يدعو فلا يُجَاب؟ فالجواب أن يُعلم أن قوله الحق في الآيتين «أجِيب» «أسْتَجِبْ» لا يقتضي الاستجابة مطلقاً لكل داعٍ على التفصيل، ولا بكلّ مطلوب على التفصيل، فقد قال ربُّنا تبارك وتعالى في آية أخرى:
{ ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ }
[الأعراف: 55] وكل مُصِرٍّ على كبيرة عالماً بها أو جاهلاً فهو مُعْتدٍ، وقد أخبر أنه لا يحب المعتدين فكيف يستجيب له. وأنواع الاعتداء كثيرة؛ يأتي بيانها هنا وفي «الأعراف» إن شاء الله تعالى. وقال بعض العلماء: أجيب إن شئتُ؛ كما قال:
{ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إلَيْهِ إنْ شَاءَ }
[الأنعام: 41] فيكون هذا من باب المطلق والمقيّد. وقد دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم في ثلاثٍ فأُعْطِيَ ٱثْنتين ومُنع واحدة، على ما يأتي بيانه في «الأنعام» إن شاء الله تعالى. وقيل: إنما مقصود هذا الإخبار تعريف جميع المؤمنين أن هذا وصف ربهم سبحانه أنه يجيب دعاء الداعين في الجملة، وأنه قريب من العبد يسمع دعاءه ويعلم ٱضطراره فيجيبه بما شاء وكيف شاء
{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ }
[الأحقاف: 5] الآية. وقد يجيب السيّدُ عبدَه والوالدُ ولدَه ثم لا يعطيه سُؤْله. فالإجابة كانت حاصلة لا محالَة عند وجود الدعوة؛ لأن أجيب وأستجب خبر لا يُنسخ فيصير المخبر كذاباً. يدلّ على هذا التأويل ما روَى ٱبن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " من فُتح له في الدعاء فُتحت له أبواب الإجابة " وأوحى الله تعالى إلى داود: أنْ قل للظلمة من عبادي لا يدعوني فإني أوْجبت على نفسي أن أجيب من دعاني وإني إذا أجبت الظلمة لعنتهم. وقال قوم: إن الله يجيب كلّ الدعاء؛ فإمّا أن تظهر الإجابة في الدنيا، وإمّا أن يكفّر عنه، وإمّا أن يدّخر له في الآخرة؛ لما رواه أبو سعيد الخُدْرِيّ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رَحِم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إمّا أن يُعجّل له دعوته وإمّا أن يدّخر له وإمّا أن يكفّ عنه من السوء بمثلها " قالوا: إذن نُكثر؟ قال: «الله أكثر». خرّجه أبو عمر بن عبد البر، وصححه أبو محمد عبد الحق، وهو في الموطّأ منقطع السّند. قال أبو عمر: وهذا الحديث يخرج في التفسير المسند لقول الله تعالى
{ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر: 60] فهذا كله من الإجابة.اهـ

أقول : و من نظر في سياق الآيات يدرك فيمن نزلت الآية و أنها إنما نزلت في الصائمين القائمين التوابين الخاشعين، فهل يستوون مثلا ؟ :
قال تعالى :
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ ... الآية

و بالنسبة للآية الثانية، فنرد احتجاجهم بها على قولهم كما يلي :

يقول تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)

فنقول ليس هذا بفهمكم أنتم و لا بأمانيكم، فالآية يفسرها ما بعدها إذ يقول الله تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ( 16 ) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ( 17 )
فالمقصود هنا هم الملائكة الكتبة و ليس الله تعالى.
و للتفصيل في المسألة نذكر ما جاء في تفسير بن عثيمين رحمه الله و ما استشهد به من قول شيخ الإسلام في معنى هذه الآية، قال :

واختلف المفسرون في قوله: {ونحن أقرب إليه } هل المراد قرب ذاته - جل وعلا - أو المراد قرب ملائكته؟.
والصحيح أن المراد قرب ملائكته . ووجه ذلك أن قرب الله تعالى صفة عالية لا يليق أن تكون شاملة لكل إنسان، لأننا لو قلنا: إن المراد قرب ذات الله لكان قريباً من الكافر وقريباً من المؤمن. لأنه قال: {خلقنا الإنسان }، أي إنسان المؤمن والكافر {ونحن أقرب إليه } أي إلى هذا الإنسان الذي خلقناه من حبل الوريد، فإذا قلنا الآية الشاملة، وقلنا أن القرب هنا القرب الذاتي صار الله قريباً بذاته من الكافر، وهذا غير لائق، بل الكافر عدو لله - عز وجل - لكن الراجح ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أن المراد بالقرب هنا قرب الملائكة، أي أقرب إليه بملائكتنا، ثم استدل لقوله بقوله تعالى:{إذ يتلقى المتلقيان }
فإذ بمعنى حين، وهي متعلقة بالقرب، أي أقرب إليه في هذا الحال حين يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد.
فإن قال قائل: كيف يضيف الله القرب المسند إليه والمراد به الملائكة ألهذا نظير؟.
قلنا: نعم، له نظير. يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :{لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرءانه * فإذا قرأناه فاتبع قرءانه { قرأناه المراد بذلك جبريل، ونسب الله فعل جبريل إلى نفسه؛ لأنه رسوله، كذلك الملائكة نسب الله قربهم إليه لأنهم رسله، كما قال تعالى: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون }. وما اختاره شيخ الإسلام - رحمه الله - هو الصواب.
فإن قال قائل: وهل الله تعالى قريب من المؤمن على كل حال؟.
قلنا: بل في بعض الأحوال، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» (8) . فهذا قربٌ في حال الدعاء، مصداق ذلك قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون }. كذلك هو قريب من المؤمن في حال السجود، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» (9) . وعلى هذا فيكون المؤمن قريباً من الله تعالى حال عبادته لربه، وحال دعائه لربه، أما القرب العام فإن المراد به القرب بالملائكة على القول الراجح. اهـــ

و عودا على بدء نقول كما جاء هنا : المؤمن فقط هو الحقيق بإجابة الله تعالى لدعائه على كل حال على ما ذكرنا أي حسب ما يختار الله تعالى له من أقضية الخير و صنوف الإجابة، و أما الكافر ففي حال الإضطرار فقط.


الثاني :
قولك : (و ما مقامك من مقام جبريل و ملائكة الله المقربين و أنبيائه المخلصين ؟ هل ترى نفسك أهلا لتكلم الله الذي خلقك .. و أنت لست أهلا لتكلم حتى أحقر ملوك الدنيا ؟ ) (لكن من يجرأ على مخاطبة الله العلي العظيم .. رب السموات و الأرض الملك القدوس أو يستطيع سماع كلامه إلا أقدس خلائقه و أطهرهم و أقدرهم على ذلك ؟ )
فيرد على ذلك : الم يكلم الله ادم ابو البشر رغم خطيئته وعصيانه ويتوب عليه ايضا ! فلماذا يحقر ذريته ويستعلي عليهم ولا يكلمهم وهم خلقه الضعفاء وذرية صاحب اول خطيئه في العالم بل بسببه تم طردهم من الجنة واشقاؤهم في الارض !


نقول لهم : كيف تقارنون أنفسكم بنبي الله آدم عليه السلام ؟ إني لأشتم النبرة الإبليسية في تهوينكم من شأنه .. فهل تعلمون حقا فضائل آدم عليه السلام على عامة ذريته ؟ إسمعوا –إن كنتم تعقلون- :
هو أول أنبياء الله وقد شرفه الله تعالى بأربع تشريفات : خلقه بيديه الكريمتين ، ونفخ فيه من روحه ، و علمه الأسماء كلها ، وأمر الملائكة بالسجود له.

فهل بعد هذا تستغربون أن يكلمه الله دونكم ؟
ثم ما احتجاجكم على فضل آدم عليه السلام بمعصيته ؟ و قولكم افتراء أنه السبب في مخرجنا من الجنة ؟
لا يجوز لكم التنقص من مقدار أبيكم آدم – و قد علمتم فضله - بمعصية هي دون الكبائر بكثير، فقد أكل من الشجرة بوازع الشهوة و الطمع في الخلود فقط و ليس بدافع التمرد و الكبر و المشاقة لله، و ما وقع فيه من المعصية كان كذلك سببه تغرير الشيطان به وبحواء حيث وسوس لهما وأغواهما بالأكل من الشجرة، وأقسم لهما على أنهما إن أكلا من هذه الشجرة فسيكونان خالدين أو ملكين، قال الله تعالى: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ { الأعراف:20}.
ثم إنه أسرع إلى التوبة بمجرد أن تذكر ربه و نهيه له عن الأكل من الشجرة بما وقع له من أثر المعصية .. و لم يسترسل في الذنب بل كان توابا أوابا منيبا لربه .. فلم يحط الذنب من قدر أبدا بل تاب الله عليه و اجتباه.
أما إخراج الله له من الجنة فلم يكن عقوبة و إنما مصيبة من الله و ابتلاء، فإن آدم لما ارتكب الخطيئة مع زوجته تابا فتاب الله عليهما، ونص القرآن على ذلك، وكانت توبة الله عليهما قبل أن يهبطا إلى الأرض.
فهل كان الله ليعاقبهما بعد توبته عليهما ؟ طبعا لا.
إن نزول آدم مع زوجه عليهما السلام إلى الأرض على إثر ما وقع إنما كان تحقيقا لمراد الله بتعمير الأرض وليس طردا من الجنة. لأنه لم يخلق لها بادئ ذي بدء و إنما ليجعله الله في الأرض خليفة كما قال تعالى، فلم تكن الجنة مستقرا دائما له و إن كان عوده إليها في نهاية الأمر، فكان ما وقع له و لزوجته امتحانا من الله في الجنة و تدريبا على مسألة الاستخلاف في الأرض، إذ هكذا اقتضت حكمة الله قبل خلقه عليه السلام، كما أراد المولى - عزوجل - أن يتعلم بنو آدم درسا يفيدهم في ابتلائهم في الدنيا والذي خلقوا من أجله، أراد أن يعلموا أن الشيطان عدو لهم ليجتنبوه فبمكره وخداعه أخرج أبويهما من الجنة؛ ثأرا لنفسه، فقد صور له غروره أنه أكرم خلقا من آدم، فكان العداء بتكريم الله لآدم دون سائر خلقه.

فاحتجاجكم إذن بمعصية آدم أو بإخراجه من الجنة و إنزاله إلى الأرض لا محل له من الإعراب لتدعوا مساواتكم به و هو من أكرم العباد على الله و أحبهم إليه و أقربهم إليه و أحظى بأنعامه و أفضاله و معجزاته و كراماته .. لذلك لم يكن غريبا أن يختصه الله تعالى بكلامه دون عامة ذريته كما اختص موسى عليه السلام و نبينا محمدا صلى الله عليه و سلم و المقربين من ملائكته.


ثم لماذا تشبه الله بملوك الدنيا ! فالله هو الخالق والخلق عياله وهو واسع المغفرة ووسعت رحمته كل شيء وهو احن من الام على ابنها ... فكيف يصف نفسه بهذه الصفات ثم نرى افعاله ونفسيته افعال ونفسية الملوك البشر الذين يستعلون على الناس !

ليس ثمة تشبيه و إنما ضرب مثل ولله المثل الأعلى، ثانيا مغفرة الله تعالى و رحمته بعباده شيء فهما صفتان ذاتيتان فعليتان لله عامتان لعموم خلقه و أما كلامه تعالى و تكليمه فهو صفة ذاتية فعلية له خاصة بأخص خلقه .. لماذا ؟ لأنه العزيز الجبار المتكبر و هو حقيق بهذه الصفات .. العظمة إزاره و الكبرياء ردائه، و أما العباد فهم جميعا مملوكون له و ليس لهم من الملك شيء فعزتهم أو كبريائهم ليس لذواتهم و إنما لما نحلهم الله إياه، فلا يحق التجرأ على الله فيما يخص ذاته العلية، و قد ذكرنا أن من صفاته تعالى الملك القدوس أي المنزه عن النقائص الموصوف بصفات الكمال .. فكيف تكلمه و يكلمك و أنت المذنب المسرف في الذنوب ؟ .. لذا فتكليمه تعالى لا يكون إلا لخواص خلقه، للأنبياء والمرسلين و الملائكة المقربين.

ثم أين استيعابهم لما ذكرناه عن الإستحقاق و القدرة ؟

و ما مقامك من مقام جبريل و ملائكة الله المقربين و أنبيائه المخلصين ؟ هل ترى نفسك أهلا لتكلم الله الذي خلقك .. و أنت لست أهلا لتكلم حتى أحقر ملوك الدنيا ؟ سيقال : لماذا لا يتواضع تواضع بعض الملوك .. فنقول : في هذا المقام هي مسألة قدرة و استحقاق معا .. فأنت تقدر على مخاطبة أحد ملوك الأرض و تقدر على سماع كلامه و قد لا تستحق مخاطبته و مع ذلك تخاطبه، لكن من يجرأ على مخاطبة الله العلي العظيم .. رب السموات و الأرض الملك القدوس أو يستطيع سماع كلامه إلا أقدس خلائقه و أطهرهم و أقدرهم على ذلك ؟

فهل مقامك و طاقتك تؤهلك لتسمع كلام الله لك مباشرة أو تكلمه و هو العلي العظيم الذي لا تقدر قدره، ذو الجبروت و لا قدرة حتى لملائكته على سماع كلامه فضلا عن مخاطبته إلا من استثناهم و أقدرهم على ذلك مع استحقاقهم ؟
وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تاتينا آية ۗ كذٰلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ۘ تشابهت قلوبهم ۗ

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ

حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ

الدكتور قواسمية
04-29-2014, 10:59 AM
يخص العضو قاصد الحق
حجاج ابراهيم عليه السلام مع قومه دراسة تداولية
http://www.ummto.dz/lad/index_fichiers/memoire_lekhel_saadia.pdf

الدكتور قواسمية
04-29-2014, 11:02 AM
يخص العضو القدير ابن سلامة
لسنا مظطرين للتورط في كل هاته الفلسفة بل بالقيام بدراسة علمية تداولية للموقف الحجاجي بين ابراهيم عليه السلام وقومه
المرسل ابراهيم عليه السلام
المرسل اليه قومه المقرون بالربوبية والمشركون في الألوهية
حجة ابراهيم عليه السلام نفي صفات الربوبية عن الآلهة من سمع وبصر واجابة دعاء بمثال مضاد
النتيجة انتفاء صفات الربوبية عن الأصنام دل على أن تأليههم وعبادتهم باطلة
فالحجاج بين نبي وقومه المقرين بالربوبية ولوازمها من سمع وبصر واجابة الدعاء.
وليس في هذا الموقف الحجاجي أدنى حجة على الملحد المنكر للربوبية أصلا.
فالملحد بحاجة الى نوع آخر من الأدلة حتى يقر بالربوبية فان أقر بها لم تعد هناك حاجة الى اقناعه بأن خالق السموات والأرض سميع وبصير وعالم وقدير لأن ذلك يصبح بديهيا
الخلاصة
يجب فهم الحجاج بين ابراهيم عليه السلام وقومه داخل خضائص الوضعية الحجاجية وهي حجاج بين نبي وقوم مقرون بالربوبية مشركون في الألوهية
فليس في هذا الحجاج حجة على الملحد المنكر للربوبية لأن الله بالنسبة اليه غير موجود فلا سمع ولابصر ولا علم ولاقدرة له ولو بقيت تتلو الفلسفة قرون عدة.
ولو ناقشنا الملحد بهاته الآيات لانتصر علينا حجاجيا كونها لا تعنيه أصلا بل تعني مقرا بالربوبية مشركا في الألوهية.
فكيف ستثبت له ان الله يسمع ويبصر ويجيب الدعاء وهو منكر لوجوده أصلا

ومن الحجاج الذي يعني الملحد المنكر للربوبية في القرآن الكريم قوله تعالى " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون"قرآن الكريم
وكل الآيات التي تدعو للتأمل في الكون فهي حجاج يخص الملحد لأن عظمة المخلوقات دليل على عظمة الخالق وعلمه وقدرته وتثبت القصد والتصميم والعناية في الخلق.
اقرأ الرد الذي أوردته اعلاه كي تفهم أكثر

قاصد الحق
04-29-2014, 10:11 PM
فكيف تكلمه و يكلمك و أنت المذنب المسرف في الذنوب ؟ .. لذا فتكليمه تعالى لا يكون إلا لخواص خلقه، للأنبياء والمرسلين و الملائكة المقربين.

شكرا لك اخي على ما فصلت ووضحت , لكن من الناس من لن يسلم لك بما تفضلت به وسوف يأتي الرد التالي :
المشكلة هي الخلط بين ان يكلم الله مخلوقا حبا فيه وبين ان يكلمه تعريفا بنفسه ( جل وعلا ) كما كلم موسى ( عليه السلام ) { إني أنا الله } !
فلو سلمنا لك بقولك ( لذا فتكليمه تعالى لا يكون إلا لخواص خلقه، للأنبياء والمرسلين و الملائكة المقربين ) فكيف كلم ابليس الملعون وقد كفر وتكبر وتوعد ووقف وقفة المتحدي لربه ! وكيف كلم ذلك الانسان المتشكك واحيى له حماره امامه !
فمن كلم ابليس ولعنه وكلم صاحب الحمار ليقيم عليه الحجة وكلم ادم ليعلمه وكلم موسى ليعرفه , لماذا لا يكلم سائر خلقه ومنهم من هو افضل من ابليس وربما افضل من صاحب الحمار! أم أن الله ( سبحانه ) لا يكلم الناس الا سرا ولا ينزل اياته ومعجزاته الا في الخفاء !

ذلك الرد اخي الكريم سيتكرر باصرار تشكيكا بالله , ولابد للخروج من طريقة الجواب بأن لله حكمة خاصة لا نعلمها وبأن الله يكلم من يشاء لانه سبحانه هو القهار والمتكبر والمهيمن .. ذلك اننا نحن المسلمون قد نعي ذلك ونحسن ادراكه وتصريفه جيدا لقربنا الكبير من كتاب الله وكثرة قراءته والتدبر فيه ويقيننا بالله تعالى , لكنك لا تستطيع ان تحاور به انسانا لم يعرف الايمان طريقا الى قلبه ولم يالف كتاب الله ولم يتدارس معانيه ويتأمل في اياته

أبو أحمد العامري
04-30-2014, 01:30 AM
الاجابة عن الاشكال هي الآتي:

الخلاصة
المغالطة في السؤال المطروح بسيطة جدا هو أن الحوار جرى بين نبي الله ابراهيم عليه السلام ووثنيين مقرون بالربوبية ولوازمها مشركون في الألوهية أي في العبادة.
لذلك لم يحاججه القوم بأن الله الذي يدعو لتوحيده أيضا لا يسمع ولا يبصر ولا يجيب الدعاء.
لأنهم مقرون له بذلك.
ويجب فهم الحوار داخل هذا الاطار فلو كان الحوار بين ابراهيم عليه السلام و منكرين للربوبية أصلا لما اتخذ هذا الشكل ولاختلف نوع الحجج المقدمة.

بارك الله في الدكتور قواسمية
اضافة يا قاصد الحق


لقد عاب الله على الذين يتخذون من دونه الهة لا تنفعهم ولا تضرهم
صح


واستدل على ذلك بعدم نطقهم وكلامهم اذا دعوهم
أين هذت في كلام الله تعالى؟


لكن الله وقع فيما عاب عليه تلك الالهة فلا نراه ينطق ولا يكلم خلقه وتدعوه وتسأله وتناجيه لكنك لا تسمع منه شيئا
كما قال الدكتور أنه عاب ذلك على قوم يعلمون أن لله رب العالمين متصف بذلك


ولا ترى استجابة تذكر !
هذه ليست كتلك، بل نرى و لكن الملحد ينكر


الم يستدل القران على عدم النفع والضرر بعدم النطق والاستجابة !
أين هذه في كلام الله؟

اضافة أخرى:
قوله تعالى: (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا) طه (89)
هذه أيضا لقوم موسى و ليست للملحدين، فقوم موسى عليه السلام يؤمنون بأن الله يتكلم لانهم آمنوا بموسى كليما لله، و كذلك يؤمنون بأنه يملك الضر و النفع كيف لا و هم رأوا كيف أهلك الله عدوهم فرعون و أنجاهم.

هنا ملحوظة:
هل قوم موسى كغيرهم من المشركين عبدوا العجل تقربا الى الله، أم عبدوه لأنه هو الله؟
فنستخلص من الآية:
الانكار الذي بينه الدكتور قواسمية
أم هو انكار آخر و هو كيف يعتبرون أن العجل هو الله الذي كلم موسى و اهلك فرعون و أنجاهم و هو لا يكلمهم و لايملك لهم ضرا و لانفعا؟
و شكرا للجميع.

قاصد الحق
04-30-2014, 04:47 PM
أين هذه في كلام الله؟
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ
فهنا - بحسب الشبهة - ارتباط بين الايتين فبما ان هؤلاء لا ينطقون جاء الجواب انهم لا ينفعون ولا ويضرون .

فنستخلص من الآية:
الانكار الذي بينه الدكتور قواسمية
أم هو انكار آخر و هو كيف يعتبرون أن العجل هو الله الذي كلم موسى و اهلك فرعون و أنجاهم و هو لا يكلمهم و لايملك لهم ضرا و لانفعا؟

( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ )
صحيح اخي لكن هنا ايضا عاب الله ( سبحانه وتعالى ) على العجل - الاله المزعوم - أنه لا يكلمهم , وهذه ايه اخرى هي مستمسك لاصحاب الشبه , فيقال ان هذا بيان واضح بأن من الواجب ان يكلم الله عباده .

اشكرك لمداخلتك , وبانتظار اي اضافات أخرى ..

قاصد الحق
04-30-2014, 04:51 PM
انتظر مزيدا من الردود و التوضيح حول المشاركتين 14 - 16

والشكر للجميع

الدكتور قواسمية
05-01-2014, 11:45 PM
تحية عطرة للعضو قاصد حق
استمرارك في طرح السؤال وتكرارك لنفس الخطأ في الآية التالية
قال تعالى "ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ"قرآن كريم
1يدل أنك لم تفهم الشرح العلمي الذي قدمته
2أو أنك لا تعرف الفرق بين الربوبية والألوهية

أولا شرح الفرق بين الربوبية والألوهية
جميع الأقوام الذين أرسل الله اليهم رسله مقرون بالربوبية بمعنى اثبات وجود خالق للكون ولوازم ذلك من العلم والقدرة والسمع والبصر والتصرف في الموجودات.
لكنهم كانوا يعبدون أوثانا يعتقدون أنها تقربهم الى الله وأنها تشفع لهم عند ربهم وتساعد على اجابة دعائهم.
فاذا سألهم الأنبياء من خلق السموات والأرض شهدوا أنه الله
واذا سألهم الأنبياء من بيده ملكوت كل شيء أي التصرف في الكون يجيبون الله
واذا سألهم الأنبياء من القوي الذي يجير ولا يجار عليه قالوا الله.
ولكنهم يتخذون من دونه أوثانا يخلعون عليهم بعض خصائص الربوبية مثل اجابة الدعاء وشفاء الأمراض والشفاعة عند الله.
وعبادتهم لهاته الأوثان تسمى تأليها.
فالألوهية معناها العبادة

الخلاصة رقم 1
الأقوام الذين أرسل الله اليهم الأنبياء مقرون بالربوبية لله ولوازمها من سمع وبصر واجابة الدعاء والتصرف في الكون مشركون في الألوهية بمعنى مشركون في العبادة .
أنظر لهاته الآيات التي تنقل الحوار بين النبي محمد عليه الصلاة والسلام والمشركين في الألوهية
قال تعالى " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله "قرآن كريم
وقال تعالى " قل لمن الأرض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون..." قرآن كريم
وقال تعالى "أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " قرآن كريم
أي أنهم لم يعبدوا تلك الأوثان سوى لاعتقادهم أنها تقربهم من الله.

الحجاج بين ابراهيم عليه السلام وقومه
علميا لدراسة الخطاب يجب ربطه بالسياقية contextualité بمعنى يجب أن نفهم الخطاب داخل السياق الذي ورد فيه
الآيات التي يستشهد بها الكافر العربي عبارة عن حجاج تم بين طرفين
الطرف الأول ابراهيم عليه السلام نبي الله
الطرف الثاني قومه الوثنيين بمعنى المقرين بالله خالق الكون السميع البصير المتصرف في الكون والمشركين في الألوهية بمعنى يعبدون معه أوثانا يعتقدون أنهم بعبادتها يتقربون اليه ويشفعون لهم عنده.
الاستراتيجية الحجاجية للنبي ابراهيم عليه السلام
استخدم ابراهيم عليه السلام أقوى نوع من الحجاج المسمى علميا البرهان بمثال مضاد "réfutation par contre exemple"
فبرهن لهم عمليا بمثال مضاد أنهم لا يسمعون ولايبصرون ولا يتكلمون فثبت أنهم لا يتضمنون خصائص الربوبية وبالتالي فان عبادتهم باطلة.
وهذا معنى الأية التي أعدت الاستشهاد بها
قال تعالى "ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ"قرآن كريم
ولم يحاججه قومه قائلين " ولكن الله أيضا لا ينطق ولا ينفع ولا يضر "
لأنهم مقرون بالربوبية ولوازمها من سمع وبصر وقدرة وعلم وتصرف.
لأن ابراهيم لو سألهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله
ولو سألهم من ينفع ويضر ليقولن الله
ولو سألهم من يرزقكم ليقولن الله
ولو سألهم لما تعبدون هاته الأوثان اذن..... لقالوا هم شفعائنا عند الله بمعنى أنهم يعتقدون أن هاته الأصنام تتوسط لهم عند الله لتقضي حوائجهم.
الخلاصة رقم 2
الحجاج في هاته الأيات بين نبي وقومه المقرون بالربوبية ولوازمها الذين يتخذون أصناما يعتقدون أنها تتوسط لهم عند الله لشفائهم وقضاء حوائجهم فبين لهم نبيهم أن تلك الأصنام لا سمع ولا بصر ولا قدرة لها وأن عبادتها باطلة.

مجمل القول
اذن قل للكافر الذي طرح عليك السؤال
أنت مجرد كافر عربي نجس ولست عالما بالبراغماتية والحجاج ولا مختصا في علم العقائد.
الآيات محل الاستشهاد حوار بين نبي وقومه المقرون بالربوبية لله عز وجل المشركين في الألوهية -أي يعبدون الأصنام الى جانب عبادتهم لله-
وبالتالي لا يوجد في هاته الآيات أي حجة على الملحد لأنه على خلاف كل البشر العقلاء منكر للربوبية أصلا
ولو كان الحجاج بين ابراهيم عليه السلام وقوم ملاحدة منكرون للربوبية لما اتخذ الحجاج هذا الشكل فكيف سيحاججهم بأن المستحق للعبادة ينبغي أن يكون سميعا وبصيرا ونافعا وضارا وهم منكرون لوجوده أصلا.
فالملحد المنكر للربوبية بحاجة الى حجاج يجعله يقر بالربوبية -بمعنى وجود خالق للكون- فان أقر بالربوبية فلن يعود ليسألك كيف أتأكد من أن خالق الكون سميع وبصير و عالم وقدير لأن ذلك سيصبح أمرا بديهيا.

أتمنى أن تكون قد فهمت وانتفعت و باقي المسلمين وذلك هدف المنتدى ولسنا نتمى أن يفهم أو يعقل كافر عربي نجس ما أغنانا عنه وما أغنى الاسلام عنه.

أبو أحمد العامري
05-02-2014, 01:13 AM
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ
فهنا - بحسب الشبهة - ارتباط بين الايتين فبما ان هؤلاء لا ينطقون جاء الجواب انهم لا ينفعون ولا ويضرون .

ليس هناك ارتباط بين عدم الكلام و عدم النفع و الضر، ارتباط السبب بالنتيجة.
و لو عدت لقصة ابراهيم مع قومه كاملة، لعلمت مبرر قوله أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ.
و شكرا للدكتور قواسمية على التوضيح ثانية

قاصد الحق
05-02-2014, 02:07 AM
ولسنا نتمى أن يفهم أو يعقل كافر عربي نجس ما أغنانا عنه وما أغنى الاسلام عنه.
نعم لسنا نهتم لذلك لان من فهم فهم لنفسه وعقل لنفعه , ومن ضل فعليها , انما اردنا مشاركتكم لاقامة الحجة وغلقا للجدل في هذا المقام .

جزاكم الله خيرا دكتور وشكرا للجميع