المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأملات في الأخلاق ...



كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-28-2014, 12:52 AM
أولا- الأخلاق مفهوم قبْلي
في الإنسان قدرة فاعلة للخير، هي طاقة طبيعية كامنة فيه . وتتجلى هذه الطاقة في تصرفات بسيطة وفي أنواع متعددة للسلوك
كالرأفة، والعطف، والمشاركة الوجدانية، والإصغاء إلى نداء الضمير ، وبعض التصرفات الأخرى التي تظهر حتى عند الأطفال الصغار عندما ينبهون الكبار بأنهم، على سبيل المثال: لم يكونوا صادقين. وتتجلى هذه الطاقة أيضاً ، حتى في أشد الحالات النفسية ظلما وكبرياء ، عند من نطلق عليهم المجرمين والخطأة والقساة الذين في حالة من حالات صفائهم ، يلجون إلى أعماق نفوسهم ويقرون بضعفهم وتصرفهم الشائن .... إنهم يعودون إلى حالتهم الطبيعية الحقيقية التي من خلالها ، يشاهدون الصورة المشوهة التي رسموها ...
في الإنسان قاعدة أخلاقية تفعل فيه على نحو مباشر وغير مباشر ، واعٍ وتلقائي ، روحي ومادي ، عقلي ووجداني ، وتبدو هذه الطاقة كنور ينبعث من أعماق الإنسان ، ويضيء طريقه . ومهما سار الإنسان في ظلام فكره وقوته الوهمية ورغبته ، فإنه يعاين هذا النور الذي يحاول إطفاءه ..
إن أحكامنا الأخلاقية قبْلية تنبثق من أعماقنا . ومواقفنا قبْلية لأنها كائنة فينا ، وتجعلنا نقف أمام الموضوع موقفا معينا . وسلوكنا الأخلاقي قبْلي من وجهته العديدة . ونحن نوافق عمانوئيل كانت الذي يشدد على وجود قانون أخلاقي في صدورنا .
هو فعل آمر يرشدنا إلى تطبيق الحقيقة الكائنة فينا ..

أبو أحمد العامري
04-28-2014, 01:13 AM
عندما رأيت في النفس زمنا ليس بالقصير
و قرأت ما قيل من كلام في علاقة النفس بالأخلاق
قيل أن النفس شريرة في الأصل و لولا ترويضها بالتربية لما كان منها الا الشر، فلم أجد الأمر كذلك و ان حضنا هذا المعنى الى المسارعة في التربية
قيل ان النفس خيرة بالأصل حيث لو تركت و شأنها بدون معارض ما كنت الا خيرة، فلم أجد الأمر كذلك و ان أعطى أملا و تفاؤلا في التربية
قيل ان النفس في الأصل بالنسبة للخير و الشر سواء، فهي و ما تربت عليه قبلته و ارتاحت اليه، فلم أجد الأمر كذلك و ان أعطى الأمل في التربية و الحرص عليها.
نعم لم أجد الأمر لا هذا و ذاك.

د. هشام عزمي
04-28-2014, 03:01 AM
الإنسان بفطرته يميل إلى اعتقاد الحق وقول الصدق وفعل الخير ، فإذا عرف الحق ثم خُيّر بين اعتقاد الحق أو اعتقاد الباطل ، وجدته يسارع في اعتقاد الحق .. كذلك إذا خُيّر بين قول الصدق وقول الكذب ، يسعى إلى قول الصدق إلا أن يمنعه مانع .. وإذا خُيّر بين أن يفعل ما ينفعه ويصلحه وأن يفعل ما يضره ويفسد شأنه ، وجدته يفعل الخير الذي ينفعه ويمتنع عن الضرر ..

فهذا كله يدل على أنه في المرء فطرة تحمله على اعتقاد الحق وقول الصدق وفعل الخير ؛ فإذا دعوته إلى الإيمان بالله ورسله وشريعته ، كانت فطرته داعيةً له إلى هذا الحق ، كمن يُدعى إلى طعام وشراب لذيذ نافع لا يكلفه مالاً ولا يرهقه في الحصول عليه تجده يُقبل عليه إلا أن يمنعه مانع ..

ابن سلامة القادري
04-28-2014, 03:34 AM
الأخلاق فطرية في الإنسان نعم .. و لكل منا استعداد نسبي لامتثال هذه الأخلاق و حتى للصعود في مدارجها .. هذه هي الفكرة لكن كيف نقاوم الموانع و المغريات التي ما تفتأ تصدنا عنها و كيف تتبلور فينا الأخلاق إن كنا بعيدين عن طريق النور و الهداية طريق النبوة و اكتفينا بالتقاط ترددات العقل ؟ خاصة و أننا نرى بعض الكائنات الحية التي هي أقل منا قد تهتدي بما أودع الله فيها إلى سلوكيات أفضل من سلوكياتنا أحيانا و أعقد.

عَنْ أَبِي مُوسَى, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ:
((إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ, كَمَثَلِ غَيْثٍ – مطر- أَصَابَ أَرْضًا, فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ, قَبِلَتْ الْمَاءَ, فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ, وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ, وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ, أَمْسَكَتْ الْمَاءَ, فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ, فَشَرِبُوا مِنْهَا, وَسَقَوْا, وَرَعَوْا, وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى, إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ, لَا تُمْسِكُ مَاءً, وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً, فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ, وَنَفَعَهُ بِمَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ, فَعَلِمَ وَعَلَّمَ, وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا, وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ))

[أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحيهما]

و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( فعن معادنِ العربِ تسألونني ) . قالوا : نعم ، قال : فخياركم في الجاهليةِ خياركم في الإسلامِ ، إذا فَقِهُوا ) .رواه البخاري.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-28-2014, 04:36 AM
جزاكم الله خيرا على هذا الإفادات الماتعات ..
ثانيا - الأخلاق محاكمة وجدانية
تخطئ أحكامنا العقلية والمنطقية أحيانا . ويعود خطؤها إلى أن العقل لا يستطيع أن يحيط بأبعاد الموضوع إحاطة كاملة . وعندما تخطئ محكمة العقل تستأنف الموضوع إلى الوجدان ؛ وتنظر محكمة الوجدان في الموضوع الذي يْمثُل أمامها . وبعد محاكمة عادلة تأخذ قرارا . وتختلف محكمة الوجدان عن محكمة العقل في أنها أكثر دقة وعدالة وصوابا . وتكون أحكامها أقرب إلى الحقيقة .
إن أخطاء محكمة العقل تخلق معضلات عديدة لا يكون العقل قادرا على حلها . وعلى هذا الأساس ، نلتجئ إلى محكمة الوجدان التي تعيد النظر في قرارات محكمة العقل ومواقفها، تماماً كما تعيد المحاكم العليا النظر في قرارات المحاكم الدنيا
ويعبّر القرار الصادر عن محكمة الوجدان عن القدرة الإنسانية لأنه نتيجة فعل العقل والوجدان معا . وهذا يعني أن الوجدان يقوّم أخطاء العقل المنفعل ويخرجه من تشويشه . ولا شك أن كل إنسان يرتاح لقرار وجداني يتخذه إزاء موضوع فيعتبر أن حلا نهائيا قد وُجد .
تختلف محكمة الوجدان ، في دراستها للموضوع أو في اعتبارها له عن محكمة العقل ،للعقل أسسه الواقعية كالحواس والموضوعات الخارجية والداخلية التي تقدَّم له . ولما كانت ملكة الحكم ناقصة في العقل لأسباب منها : عدم توفر الأدلة والبراهين الكافية ، اختلاف الأزمنة والأمكنة ، المستوى الذي بلغه العقل ، عدم معرفة العلل ، وعدم توفر العقل الناضج ، فإن العقل يستأنف حكمه أو قراره إلى محكمة الوجدان . وعندئذ يكون حكم الوجدان أعظم فعل أخلاقي لأنه يتخذ قاعدة مادية له يستمدها من المحاكمة العقلية المنطقية ، ليرتقي إلى قاعدة أعلى تتجاوز حدود العقل . وهكذا ، يكون للوجدان أسسه غير المحسوسة ، تعتمد على قوى باطنية عميقة تمت إلى حقيقة الروح بصلة . فالحكم الوجداني حكم روحي ، وخلاصته هي الفعل الأخلاقي ...

أبو أحمد العامري
04-28-2014, 07:37 AM
بارك الله فيك أخ محب الحديث

تخطئ أحكامنا العقلية والمنطقية أحيانا
ان قصر العقل على المنطق جناية في حق العقل، العقل أعظم مما ذهبت اليه

ولا شك أن كل إنسان يرتاح لقرار وجداني يتخذه إزاء موضوع فيعتبر أن حلا نهائيا قد وُجد

تعتمد على قوى باطنية عميقة تمت إلى حقيقة الروح بصلة . فالحكم الوجداني حكم روحي ، وخلاصته هي الفعل الأخلاقي
و هذا هو العقل و ان سميته الوجدان

أبو أحمد العامري
04-28-2014, 07:54 AM
د. هشام عزمي

الإنسان بفطرته يميل إلى اعتقاد الحق وقول الصدق وفعل الخير
صح،

فإذا عرف الحق ثم خُيّر بين اعتقاد الحق أو اعتقاد الباطل ، وجدته يسارع في اعتقاد الحق ..
مربط الفرس هنا في اللون الأحمر

فإذا دعوته إلى الإيمان بالله ورسله وشريعته ، كانت فطرته داعيةً له إلى هذا الحق ،
و هنا أيضا
و شكرا

أبو أحمد العامري
04-28-2014, 08:00 AM
ابن سلامة

و كيف تتبلور فينا الأخلاق إن كنا بعيدين عن طريق النور و الهداية طريق النبوة و اكتفينا بالتقاط ترددات العقل ؟
ان قصدت بالتبلور التمام فحقا تقول
و ان قصدت به الوجود فلا، لان كثيرا من الأخلاق لا تزال تتوارثها البشرية

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-28-2014, 12:02 PM
بارك الله فيك أخ محب الحديث

ان قصر العقل على المنطق جناية في حق العقل، العقل أعظم مما ذهبت اليه


و هذا هو العقل و ان سميته الوجدان
في الحقيقة أخي هذا الموضوع سيكون فلسفيا عرضة للنقد الإيجابي الفلسفي ولكني لم أضعه منتظرا هذا
بالنسبة لما ذكرته هذه نظرية بعض الفلاسقة الوجوديين الذين يرون في العقل أداة لا تُمَكِّنُ من بحث الموضوع الفلسفي، إذ بما أن الموضوع الفلسفي موضوع كلي مفارق للمادة فإن العقل نفسه قاصر عن بلوغه، أما المنهج البديل فهو العاطفة عند بعضهم ، والحدس عند بعض آخر. بل لقد انتهى بعضهم الى مغازلة اللامعقول والتشنيع على العقل.

ابن سلامة القادري
04-28-2014, 12:51 PM
إضافة : في تعريف الوجدان

الوجدان :
- في تعريف علم النفس : هو المزاج و الشعور (وهو الخبرة الذاتية التي يدركها الفرد، كحالة داخلية، مثل السرور والحزن) و قد يراد به قوى النفس الباطنية و يشمل الإدراكات الروحية غير العادية كالفراسة و قوة الحدس.
- يطلق في الفلسفة، على ضرب من الحالات النفسيّة من حيث تأثُّرُها باللَّذة أو الألم،
- الشّعَرُ الوجدانيُّ، هو الشعر القائم على الحسّ الشخصي ، والتصوير النَّفْسي الصَّادق


مداخلة في الموضوع

الوجدان و العقل كلاهما مرتبط بالحس و المشاهدة الحسية و منبنيان في الأصل على ما هو واقع و حادث مرئي أو مسموع أو مقروء عنه، و ليس بمجرد الذوق الشاعري السابح و الوجد الطربي اللذان يعتريان الشخص المخَدّر و لا التخيلات أو حتى الافتراضات الغيبية التي هي عبارة عن هلاوس كافتراض وجود جني وراء الحائط لمجرد سماع شيء يتحرك،
فمن خلال المشاهدة الحسية فقط و الاعتماد عليها فقط يمكننا أن نصل إلى قناعات إيمانية مثل القناعات التي لدى الفيزيائيين بناء على حسابات تجريبية أو رياضية منطقية. و لو أن هؤلاء قد يشذ بعضهم عن منطق العلم و قواعده فيبدأ يتكهن بل يهلوس.

و إذا لم يكن العقل و الوجدان الروحي معا مرتبطان بالحس و المشاهدة فهذا يعني ارتباطهما بمجرد الوهم و الخيال .. توصلت إلى هذه النتيجة بدليل القرآن و أن كل ما يستدل به مثلا على وجود الخالق في القرآن هو دلائل مادية صرفة أعطت استنتاجات بدهية للعقل. و حتى إعجاز النص ذاته عن طريق السمع هو في مستوى الإعجاز المادي البصري عن طريق معجزات أخرى لرسولنا و للأنبياء. لأننا إذ نسمع القرآن نتمثل الصورة البيانية له و كأنها بنيان محكم فهو مفصل أحسن تفصيل أحسن من تفصيل الأثواب و الأقمشة التي نلبسها .. فللسمع وقع في النفس يرتقي إلى أثر المشاهدة.
و في القرآن الذي لم يستطع المشركون معارضته نجد دعوة صارمة للعقل لتأمل الآيات الواضحات في كل السور و الآيات التي تدعو للإيمان، فنجد :
أولم يروا – أولم ير – قل سيروا في الأرض – الله هو الذي فعل كذا و فعل كذا و بمعنى آخر هل رأيتم غير الله فعل ذلك ؟ كقوله تعالى : فأروني ماذا خلق الذين من دونه – و نعلم ذلك أيضا من هداية الله لأنبيائه بالاعتماد على النظر في ملكوت السموات و الأرض و هو ركن من أركان التعبد ... إلخ هذه الإستدلالات المادية الصرفة .. و بالمقابل نجد أن الله تعالى يعيب على المشركين و الكفرة اتباعهم للظن و الافتراضات الخاطئة التي لا دليل عليها و اتباعهم للأنباء دون تبين من صدقها، و التي أدت بهم إلى تسوية مخلوقات بالخالق جل و علا. و لهذا كانت البراهين على الإيمان في دين الإسلام خالدة كخلوده فأمرنا أن نسلم لرب العلمين لا لأهوائنا و لا لخيالات البشر و خرافاتهم.

الشاهد أن العقل و الوجدان معا يجب أن يخضعا للحس و التجربة و المشاهدة و تغذيتهما بالنظر في المشاهد كل المشاهد التي ترقى بهما إلى الأفضل و من ثم يكون التواصل الروحي و التبلور الأخلاقي. ما دام القرآن دائما يريد منا أن نستحضر عامل الرؤية و التأثر المباشر بما حولنا دون المظنون أو المتوهم مجردا و دون المواجيد الروحية المذبذبة و غير المستقرة .. و ما دام هذا العامل تقوم عليه أقوى الحجج الإيمانية و اليقينية.

و لما كان الموضوع عن الأخلاق .. فمهما كانت فطرية أو متأصلة فينا خلقيا أو وراثيا و كنا نملك استعدادا نفسيا و جسديا لامتثالها، فلست أعتقد أنها في مطلق الحالات سوى أثر لهذا المنهج المنطقي القرآني في الاستدلال و ذلك عن طريق التفاعل و التواصل بالحواس مع العالم الخارجي و الكون المحيط و بناء الأفكار الكلية على أساسه فمن خلال هذا الطريق ندرك أن هناك سننا كونية حتمية و ندرك أن هناك درجات و مستويات من الجمال و الكمال .. و هذا المنهج سنجد مع التأمل و النظر و التجربة أيضا أنه وسط بين مواجيد الشعراء و المتصوفة و بين ظنون الفلاسفة و العقول المنحرفة.

في السياق :

الفراسة و قوة الحدس، قوانين النجاح العقلية - فيليكس إيشباخر


''يمكن للعقل والشعور أن يخيّب كل منهما آمالنا فالعقل يمكن أن يتبع نهج أفكار مغلوطة ورؤية خاطئة للعالم لدرجة تصل الى المرض النفسي ويمكن للمشاعر من خلال جرحها على مدى سنوات كبتها أن تصبح خائفه لدرجة العصابية و الاضطراب النفسي.
اذن فلا العقل قادر ولا الشعور قادر دون السؤال عن السبب تولي القيادة في مشروع " أنا نفسي " فعليهما ( العقل والشعور ) أن يخضعا نفسيهما للسؤال ويحققان النقاء من خلال المبادىء التي يمكنها أن تؤدي إلى تكامل إنساني حقيقي وتحقيق الانسجام مع نفسه المكونة من عقل وشعور ومع الاخرين .

مستفيد..
04-28-2014, 04:48 PM
(( يقول أفلاطون في جمهوريته أنه حتى في عصابة من اللصوص لابد من توافر مبدأ ما من العدالة يسمح بتقسيم الاسلاب فيما بينهم قسمة عادلة ))

أبو أحمد العامري
04-28-2014, 06:14 PM
ولكني لم أضعه منتظرا هذا
لماذا؟

بالنسبة لما ذكرته هذه نظرية بعض الفلاسقة الوجوديين
و لكنك نقلته هنا مقررا له، و لم تعلق عليه بتوضيح،

فإن العقل نفسه قاصر عن بلوغه، أما المنهج البديل فهو العاطفة عند بعضهم ،
العاطفة بلا عقل معناها الهوى
العقل في الدين محمود و الهوى ما أكثر ما ذمه الدين

بل لقد انتهى بعضهم الى مغازلة اللامعقول والتشنيع على العقل.
الحمد لله على دين الاسلام
أقصد الفلاسفة و لا أقصدك يا محب أهل الحديث

أبو أحمد العامري
04-28-2014, 06:20 PM
أعتقد أنه يتعين علينا عند استعمال مصطلحات الفلسفة أو علم النفس أن نتخذ الحيطة و الحذر، فكثير من هذه المصطلحات نشأت بعيدا عن اللغة العربية و عن دين الاسلام، و هي كثيرا ما تتقاطع و تتصادم مع الألفاظ الشرعية مبنى و معنى وهو ما يوقع القارئ في الحيرة و الالتباس.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-29-2014, 02:31 AM
حفظك الله يا أبا أحمد وجعلك هاديا مهديا
ثالثا: الأخلاق تعبير عن الشخصية الإنسانية
لا تكتمل الشخصية الإنسانية بالمهنة والعلم وحدهما . هذا ، لأن العلم وسيلة مادية لمعرفة الوجود ، والمهنة وسيلة لكسب العيش . أما الشخصية الإنسانية فهي تعبير عن كيان الإنسان بوجه عام ؛ والذات الإنسانية تعبير عن الوجود الاجتماعي والمعيشي . وهكذا ، يتعلق العلم والمهنة بالفردية بينما تتعلق الأخلاق بالشخصية . بالشخصية وليدة الأخلاق التي تطبَّق في العلم والمهنة معا .
نحن لا ننكر العلاقة القائمة بين العلم والأخلاق . ولكن هذه العلاقة لا تعبَّر عن اتحاد الاثنين معا . ويمكن أن تتحقق هذه العلاقة حينما يهدف العلم إلى الأخلاق ليصار إلى تطبيقها في مجال المهنة والعمل . ويؤسفنا أن نرى عددا كبيرا من الناس وهم يسعون وراء المراكز التجمعية أو المهنة المربحة الرائجة ، ولا هدف لهم سوى المعيشة . إن بشرا كهؤلاء لا يكللّون أعمالهم بالفعل الأخلاقي بل يعملون على تحقيق مشروع تجمعي يعبّر عن الأنانية . ولا يجد هؤلاء في أعمالهم سوى وسيلة للكسب وطريقة للرفاه ، الأمر الذي يؤدي إلى تحول الفكرة الأخلاقية المتضمنة في العمل إلى مجرد مهنة . ولهذا ، لا يحقق أولئك الناس شخصيتهم الإنسانية بل يهملونها ويتغاضون عنها .
إن احترام الشخصية الإنسانية وتحقيقها لا يتمّان إلا بالفعل الأخلاقي الذي يجعل من الإنسان غاية بذاته -في الكلام الفلسفي-
تندثر الشخصية الإنسانية إذ تنتصر الذات ، في وجهها الأناني ، على الكيان في شكله الإنساني . وعلى هذا الأساس ، تعتمد الأخلاق على القاعدة الإنسانية التي تجعل شخصية الإنسان أسمى وأجل من قيمته الاجتماعية التي يحيطها بهالة من التبجيل ..

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-29-2014, 03:14 AM
ملاحظة : الموضوع يعالج قضايا الأخلاق من وجهة نظر الفلاسفة على اختلاف مشاربهم ، ولكن الخلاصة واللافت للنظر في حديثهم عن الأخلاق أنه لا يمكن الحديث عن الأخلاق بدون مرجعة خفية غريزية - الفطرة - ...
وأخي أبا أحمد وددنا لو تشاركنا بما تعرفه عن موضوع الأخلاق ودمت سالما ...

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-29-2014, 03:29 AM
رابعا: السعادة بعد العبادة في القيام بالواجب
إذ أفكر في واجباتي أراني بعيدا عن تحقيقها . وإذ أفكر في حقوقي أجدني أطالب بها . فأنا أرغب في كل شيء أطالب به وأدعي بأنه حقي ، فتكثر مطالبي وتزداد حقوقي .وأما واجباتي فإني أهملها . لذا ، أدركت أن الحياة الإنسانية تقوم على فلسفة الواجب وليس على فلسفة الحق .
هكذا ، أتساءل : ما الواجب ؟ ما واجبي في الوجود الأرضي ؟ وأجيب : واجبي هو أن أفهم الغاية من الوجود ، أن أتوافق مع أحكام وجداني وأحكام عقلي السليمة ، أن أفعل الخير واحترم غيري ، فالواجب حقل واسع لا ينتهي . وهكذا ، يبدو أن وجودي يفرض الواجب أكثر من الحق .
تعد فلسفة الواجب أكثر صدقا من فلسفة الحق . هذا ، لأن الواجب يعني العطاء والتضحية ، بينما الحق يعني الأخذ فقط . وإذا شئنا قياس الواجب والحق بقياس العظمة لوجدنا أن العظيم هو من يعطي أكثر مما يأخذ ، وأن الناجح هو من يأخذ أكثر مما يعطي . فالواجب هو حق الله على الإنسان وليس هو حق الإنسان في شئ . وعندما يقوم الإنسان بواجبه ، يحصل الناس على حقوقهم دون أن يطالبوا بها .
فأنا إذا أمام حق ، وحقي الوحيد هو أن أقوم بواجبي ، ويتم هذا الحق عندما أدخل هيكل وجداني فأرى هناك حقوقه علي . وعلى هذا الأساس أقوم بواجبي الإنساني لأنه مطلوب مني أن أطبق الحق . وأوضح سبيل أستطيع أن أحقق به هذا الحق هو القيام بواجبي .
وهكذا تضعني فلسفة الواجب أمام مسؤولياتي الأخلاقية كإنسان . وتتبلور هذه المسؤولية بمقدار ما أحقق من واجب . فأنا مسؤول إلى حد كبير ؛ وكلما حققت واجبي حققت مسؤوليتي . إن واجبي يبلغ حد التضحية بالنفس . لذلك ، وجدت في التضحية أعلى مراتب الأخلاق ....

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-29-2014, 05:11 AM
قد اختار علماء الأخلاق المسلمون - بناءً على الرؤية المعرفية للإنسان عندهم - هذا الاتجاه القائل بأنّ حقيقة وجود الإنسان يتقدم بنفسه المجردة وأنّ الكمال والنقص الواقعيّ عند الإنسان يراد منه نفسه وروحه، وبعبارة ثانية فإنّ الكمال والنقص الحاصل للإنسان في هذه الدنيا بسبب أفعاله الاختيارية يبقى متعلقاً بروحه وأنّ الإنسان بعد موته سيحشر معها.
الثاني: وهو ما خرج عند علماء الأخلاق في الغرب، حيث يعتبرون أنّ القيم الأخلاقيّّة ناظرة فقط إلى السلوك الإنساني، وأنّ علم الأخلاق ينظر فقط إلى بيان قيمة السلوك وضرورته، وأنّ الهدف الأصلي لعلم الأخلاق هو تصحيح هذا السلوك ولا يوجد أيّ هدف له ما وراء ذلك، يقول فولكيه: "إنّ علم الأخلاق عبارة عن مجموعة قوانين السلوك الّتي تمكّن الإنسان من خلال العمل بها من الوصول إلى هدفه" (راجع: عبد الرحمن بدوي، الأخلاق النظرية، ص‏10)، ويذكر جكس أيضاً أنّ: "علم الأخلاق عبارة عن تحقيق السلوك الإنساني بالشكل الّذي يجب أنْ يكون عليه" (جكس، فلسفة اخلاق (الحكمة العمليّة)..
هذا ويذهب الاتجاه الأوّل إلى تسمية الأخلاق بالفضيلة فيقول أخلاق الفضيلة (Ethics of Virtue) وأما الاتجاه الثاني فيسميها بالوظيفة أو العمل ويطلق عليها أخلاق الوظيفة أو العمل (Ethicsof Duty)...

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-29-2014, 05:16 AM
بحث إيمانويل كانط عن الخاصية التي يتميز بها الكائن البشري لكي يستحق لقب الشخص أولا، ولكي تكون له قيمة تناسبه كشخص وتميزه عن باقي الكائنات وأشياء الطبيعة ثانيا. وقد وجد كانط في الخاصية الأخلاقية الأساس أو المعيار الذي يمكن أن نحدد من خلاله قيمة الشخص.
في هذا السياق ميز كانط بين منظورين للإنسان؛ الأول حينما ننظر إلى الإنسان من زاوية الأشياء أو الزاوية الطبيعية، أي باعتباره كائنا بيولوجيا وحيوانا عاقلا، وهنا لا تكون لديه سوى قيمة بخسة ويكون قابلا للتقويم بسعر و يمكن التعامل معه كمجرد وسيلة، والثاني يتمثل في النظر للإنسان كشخص وكذات لعقل أخلاقي عملي؛ وهنا تكون للإنسان قيمة سامية تجعله يتجاوز كل سعر ويصبح غاية في ذاته ويمتلك كرامة تفرض على الآخرين احترامه والتعامل معه على قاعدة المساواة.
وإذا كان الشخص يمتلك كرامة، فإن كانط يهمس له بأن يحافظ عليها عن طريق التزامه بالأوامر المطلقة الصادرة عن عقله الأخلاقي العملي، وبألا يتصرف بكيفية منحطة. وبطبيعة الحال فحرية الشخص لدى كانط تتمثل في انضباطه لهذه الأوامر العقلية الأخلاقية ذات الطابع الصوري الصارم، أما اتباع الميولات الغريزية بدون ضوابط من العقل الأخلاقي فهو الاستعباد بعينه.
وأود أن أشير هنا إلى فكرتين أساسيتين عند كانط قد لا يتم الانتباه إليهما؛ الفكرة الأولى مفادها أن كانط يرى أننا إذا نظرنا إلى الإنسان ككائن بيولوجي له جسم وغرائز، فهو لا يتميز عن الحيوانات وأشياء الطبيعة الأخرى وأن قيمته بذلك تكون رخيصة وقابلة للبيع والشراء مثلها مثل الحيوانات و باقي منتوجات الأرض. غير أن كانط لا يكتفي بذلك، وهذا ما نود الإشارة إليه، بل يرى أن قيمة الإنسان تظل بخسة ويمكن اعتباره كوسيلة وتقويمه بسعر حتى ولو نظرنا إليه كحيوان عاقل.
نعم فحتى ولو نظرنا إلى الإنسان كحيوان عاقل، فهو لا يمتلك بذلك إلا قيمة رخيصة قد تكون أقل من أشياء الطبيعة الأخرى بما فيها الحيوانات. فهل امتلاك الإنسان للعقل لا يكفي لكي يمنحه تميزا وقيمة عن باقي الأشياء والحيوانات ؟ وما المقصود بالعقل هنا عند كانط ؟ وما هي مميزاته ؟
للإجابة عن هذه التساؤلات، لابد من التمييز في فلسفة كانط بين ما يسمى بالعقل النظري وما يسمى بالعقل العملي؛ الأول يتكون من ثلاث ملكات فطرية هي التي تؤهل الكائن لإنتاج المعرفة النظرية؛ وهي على التوالي الحساسية والفهم والعقل. فالحساسية تحتوي على صورتي الزمان والمكان كإطارين قبليين ضروريين لأي إدراك حسي، أما الفهم فيحتوي على مقولات قبلية تقوم بوظيفة تحويل المعطيات الحسية لإنتاج معرفة كلية وضرورية، في حين يحتوي العقل على مبادئ هي الله والنفس والعالم مسؤولة على إعادة تحويل معطيات الفهم ومنحها أعلى درجات من المعقولية.
أما العقل العملي فالمقصود به هو العقل الأخلاقي الذي يشرع للسلوك البشري، وهو عقل ينطلق من مسلمات ضرورية لمنح الأفعال الأخلاقية معنى وغائية معقولة.
وما نود أن نوضحه من خلال هذا التمييز بين عقل نظري وآخر عملي، هو أن العقل الأول بكل ما يحتوي عليه من أطر ومقولات ومبادئ قبلية غير كاف لكي يمنح للشخص القيمة التي تجعله يسمو على الحيوانات. وهذا يعني أن قيمة الشخص عند كانط تتحدد في العقل العملي الأخلاقي وليس في العقل النظري الخالص. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا لا يكفي العقل النظري لمنح الإنسان قيمة الشخص التي تجعله يسمو على الحيوانات وأشياء الطبيعة؟ ألا يكفي أن يستخدم الإنسان عقله النظري وينتج معارف وأفكارا لكي تصبح له قيمة الشخص؟ وما هو نوع هذه المعرفة التي ينتجها هذا العقل النظري ومع ذلك لا تجعل له قيمة تسمو على قيمة الحيوانات مثلا؟؟
الواقع أن العقل النظري هو عقل معماري مزود بأطر ومقولات قبلية، هي عبارة عن مواهب طبيعية منحها الإنسان ولم تمنحها الكائنات الأخرى، وهي مواهب قد يستخدمها الإنسان في التخطيط لأفعاله وتدبير شؤون عيشه ورسم غايات لحياته، كما قد يستخدمها للتصرف بذكاء يفوق الحيوانات، وأيضا يستخدمها لإنتاج أفكار ومعارف...غير أن هذا التخطيط والتدبير والذكاء قد تنبثق عنه نتائج وأفكار لا تتطابق مع الإرادة الخيرة الممثلة للقانون الأخلاقي المطلق. هكذا قد يتصرف الإنسان بذكاء عقلي، غير أنه قد يكون ذكاء مسخرا لتحقيق أهداف دنيئة ولا أخلاقية، كما قد يكون ذكاؤه هذا قابلا للتقويم بسعر؛ كأن يمنح للفرد جوائز أو أرباح مادية كمقابل لاستخدام ذكائه في إنجاز بعض الأغراض أكثر مما يفعله ذكاء الآخرين، أو العبد الذكي الذي يزيد سعره عن العبد البليد أو قليل الذكاء.
كما قد يخطط الإنسان بذكائه فيبتكر أنماطا في العيش (ملابس، مساكن، طرق،أدوات ...) تفوق ما هو موجود لدى الحيوانات، لكن ما لم تنطبع هذه الأنماط بخصائص الإرادة الأخلاقية الخيرة للإنسان فهي لا تمنحه القيمة الأخلاقية كشخص، تلك القيمة التي لا نجدها لدى الحيوانات.
إن الاختلاف بين الإنسان والحيوانات من حيث الذكاء وملكة العقل، هو اختلاف طبيعي من جهة؛ أي أن الإنسان لا يسمو بموجبه عن مملكة الطبيعة ما دام أن العقل والذكاء هنا هما موهبتان فطريتان، كما أنه اختلاف في الدرجة فقط؛ مادام أن الحيوان أيضا له ذكاء ويدبر حياته على نحو من الأنحاء.
إذن فما يمنح للإنسان قيمة الشخص في نظر كانط، هو عقله الأخلاقي العملي وليس ذكاؤه وعقله النظري. فالشخص هو بالتعريف ذات لعقل أخلاقي عملي، وهو تعريف يصبح بموجبه الإنسان متميزا من حيث القيمة عن الحيوانات وأشياء الطبيعة، وتصبح له كرامة لا تقدر بثمن. فالحيوانات مهما بلغ ذكاؤها من العلو لا يمكنها أن تكون ذواتا أخلاقية، فهي تعوزها الخاصية الأخلاقية التي بموجبها يمنح كانط للشخص قيمة.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-29-2014, 08:31 PM
سألت أستاذي عن حقيقة الفرق بين العقل والوجدان فأجابني حفظه الله بقوله :
بالنسبة للمنظور الفلسفي وكذا المنظور السيكولوجي ثمة تمييز بين الوجدان والعقل
وأشهر من حرص على وضع فارق بينهما على نحو من المفاضلة هو الفيلسوف الفرنسي باسكال
الذي قال بأن حقائق الإيمان وجدانية وليست عقلية
والفارق بينهما باختصار
هو أن العقل يبلغ الى المعرفة بالاستدلال
والوجدان يبلغها بالحس والإلهام والشعور

أبو أحمد العامري
04-30-2014, 01:56 AM
بالنسبة للمنظور الفلسفي وكذا المنظور السيكولوجي ثمة تمييز بين الوجدان والعقل
و لكن المشكل أن تتعارض هذه المصطلحات مع المنظور الشرعي


وأشهر من حرص على وضع فارق بينهما على نحو من المفاضلة هو الفيلسوف الفرنسي باسكال

الذي قال بأن حقائق الإيمان وجدانية وليست عقلية
أرأيت كيف آل بنا الأمر؟ الحقائق الايمانية ليست بعقلية، عجبا.

ان مفهوم العقل عندنا و عندهم ليس سواء
هم يجعلون الأمر بين عاطفة و عقل، و العاطفة محلها القلب و العقل محله الدماغ
و الأمر عندنا خلاف ذلك،
حتى ما قاله كانط عن العقل النظري و العقل العملي يوقعنا في الالتباس، و سأبين ذلك لاحقا
و أود حقيقة يا أخ محب أهل الحديث أن أشاركك في هذا الموضوع موضوع الأخلاق، و لكن الأمر يحتاج لوقت

و شكرا.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-30-2014, 03:26 AM
أيها الفاضل من بعد إذنك وقتي لا يسمح أن أساق للرد على هذا النقد الفلسفي خاصة وكلامك الأخير تضمن تحميلي ما لم أقله في موضوعي السالف فلا ينبغي التعويل على ما نقلته في سؤالي لأستاذي كنتيجة للموضوع السابق ...

و لكن المشكل أن تتعارض هذه المصطلحات مع المنظور الشرعي
وهل يخالفك أحد في هذا ، نقلت لك الفرق بين العقل والوجدان في المنظور الفلسفي لأثبت لك وجود اختلاف بينهما في حين أنك تريد توصيل فكرة أن مفادهما واحد ، ولا يوجد لديك ما يدعم كلامك سوى أقوال أهل التفلسف فقولك إذا من النتاج النقدي لتلك الأقوال يقوله واحد ويهدمه آخر

أرأيت كيف آل بنا الأمر؟ الحقائق الايمانية ليست بعقلية، عجبا.
وهنا أنت أبعدت النجعة ، نقلت لك لأثبت فرقا وليس لأثبت لك تسليمي بالإضافات التي انبنت على هذا الفرق...
فالوجدان إن تم اعتباره بالشعور الفطري ونداء الروح الداخلي أو لمة الملك كما جاء في الحديث فهذا ما يعنيه الكلام السالف ...
أرجو فضلا أن ننتهي إلى هنا فقد نوهت سابقا على أنني لم أفتح لهذا الغرض فإن كان عندك تنبيه تراه حقاً فراسلني به على الخاص وأنا أصحح وأدقق وأحذف ....
حفظك الله

ابن سلامة القادري
04-30-2014, 01:24 PM
ليسمح لي الأخ الحبيب، فقط أردت التعليق على هذه من أخي الفاضل مستفيد،


(( يقول أفلاطون في جمهوريته أنه حتى في عصابة من اللصوص لابد من توافر مبدأ ما من العدالة يسمح بتقسيم الاسلاب فيما بينهم قسمة عادلة ))


هذا المثال ليس مثالا عن الأخلاق بمفهمومها الاصطلاحي المعتبر .. و نعني الأخلاق الفطرية الجبلية المتأصلة في النفس الإنسانية بهداية الله و علمه : ظاهرا هو خلق .. لكن حقيقة ليس للخلق ذاته .. فقط هو إجراء احترازي اضطراري نفعي قام به هؤلاء للإبقاء على المصلحة الخاصة ليس إلا .. و على هذا الأساس لا يمكن اعتبار المشرك أو المنافق أو المرائي متخلقا إذا صدر عنه معروف أو خلق لم يقصد به وجه الله تعالى أو ذات الخلق المتأصل في الفطرة. كتظاهر الكاذب بمقالة الصدق طمعا أو خوفا.

مستفيد..
04-30-2014, 05:17 PM
ولكن الاخلاق كما قلت أخي الحبيب بن سلامة فطرية جبلية متأصلة في النفس الإنسانية فكيف ننفي إمكانية صدور من المشرك أو من المنافق خُلُقا يكون متوافقا مع ما ركز في فطرته..
لا أتحدث عن الجزاء الأخروي..وقياس على مثالك للتقريب ليس كل مشرك أو كافر يكتب مقالة صادقة يكون صدقه طمعا أو خوفا..وإنما قد يكون هذا الصدق متأتي من حب الإنسان للصدق وبغض الكذب مما هو مركوز في فطر الخلق..

ابن سلامة القادري
04-30-2014, 05:36 PM
ولكن الاخلاق كما قلت أخي الحبيب بن سلامة فطرية جبلية متأصلة في النفس الإنسانية فكيف ننفي إمكانية صدور من المشرك أو من المنافق خُلُقا يكون متوافقا مع ما ركز في فطرته..
لا أتحدث عن الجزاء الأخروي..وقياس على مثالك للتقريب ليس كل مشرك أو كافر يكتب مقالة صادقة يكون صدقه طمعا أو خوفا..وإنما قد يكون هذا الصدق متأتي من حب الإنسان للصدق وبغض الكذب مما هو مركوز في فطر الخلق..


في الواقع لم أرد أن أخرق هذا الشريط أخي و أستاذي الكريم مستفيد على أخينا محب أهل الحديث بارك الله فيه، لذلك أطلب من الإشراف أن يقتطع مشاركاتنا الخارجة عن صلب الموضوع و عن ترتيبه إلى زاوية مستقلة مع الشكر.

هناك أخي قاعدة و هناك ضرب مثال .. فأنا تكلمت عن المثال و لم أتكلم عن القاعدة .. فمثال اللصوص و حالهم أثناء قسمة ما سرقوه من أهله ظلما لا يجتمع بحال مع الخلق المتأصل في النفس من اقتراف للعدل عن اقتناع و رضى و رغبة نفسية خالصة لا يشوبها طمع أو خوف.

أما عن إمكانية اتصاف المشرك أو المنافق أو الكافر بحظ من الأخلاق الفطرية المتأصلة فهذا لا ينكره أحد .. بل إن أصل الأخلاق هذا هو حجة عليهم عند الله تعالى لأنهم عرفوه من أنفسهم ثم أنكروه .. فغلب عليهم خبث أنفسهم و ربما مع استفحال هذا الخبث يتلاشى ما بقي لديهم من وازع الخير و الامتناع عن الشر. كما في حديث الصدق يهدي إلى البر.

و الله أعلم

مستفيد..
04-30-2014, 05:51 PM
فمثال اللصوص و حالهم أثناء قسمة ما سرقوه من أهله ظلما لا يجتمع بحال مع الخلق المتأصل في النفس من اقتراف للعدل عن اقتناع و رضى و رغبة نفسية خالصة لا يشوبها طمع أو خوف.

قد يجتمع..بناء على هذا:


أما عن إمكانية اتصاف المشرك أو المنافق أو الكافر بحظ من الأخلاق الفطرية المتأصلة فهذا لا ينكره أحد ..

:)

ابن سلامة القادري
04-30-2014, 05:55 PM
إذن فهو ضرب من الجنون .. و أخبار الحمقى و المغفلين ههههه :):

أبو أحمد العامري
05-01-2014, 07:30 PM
عفوًا أخي