حازم
12-29-2004, 12:26 AM
بقلم : سليمان بن صالح الخراشي
كثيرة هي الأفكار والنظريات والمذاهب الهدامة التي صنعها اليهود على أعينهم ، وصاغوها ، ثم نشروها في العالم ، وأشغلوا الناس بها عن مصادر القوة الحقيقية . فمن ماركسية إلى داروينية إلى فرويدية إلى ماسونية ....الخ .
ومن تلك الأفكار والنظريات ما يسمى ( الليبرالية ) التي تعني " حرية الإعتقاد ، وحرية السلوك ، والتعددية ...الخ الزخارف " .
وقد فتن بعض بني قومنا بهذه الليبرالية كما فتنوا سابقا بأخواتها : الماركسية ، العلمانية ، الديمقراطية .... وليت الأمر اقتصر على ( حزب المنافقين ) الذين يتعلقون بكل قادم من الغرب يغنيهم – في زعمهم – عن الإسلام ! وشريعته المكبلة لأهوائهم وشهواتهم. ولكن المصيبة أن هذه الفكرة وغيرها قد تسللت إلى عقول بعض من يطلق عليهم ( الإسلاميون ) ! حتى رأينا من يتمدح بأنه ( ليبرالي إسلامي ) ! كما تمدح أقوام قبله ب ( اشتراكية الإسلام ) و ( ديمقراطية الإسلام ) ....الخ هذا ( الترقيع ) الذي ينم عن نفسية منهزمة أمام الآخر .
ويأسف المرء عندما يقابل هذه الإنهزامية بمواقف بعض عقلاء الغرب ممن لم تستخفهم هذه الأفكار ببريقها عن النظر في حقيقتها وعواقبها ومن يقف خلفها .
وقد أحببت في هذا المقال أن أنقل إليكم شهادة مجموعة من عقلائهم في حقيقة هذه ( الليبرالية ) الفاتنة ، وأنها مجرد نبت يهودي حاول أحفاد القردة والخنازير زرعه بكل جدارة في المجتمعات الغربية ؛ لأنه يحقق لهم أهدافا كثيرة ؛ يأتي في مقدمتها : بلبلة الأفكار وتشويشها ، وتغذية الصراعات والإنقسامات التي تمكنهم من إضعاف الآخرين ثم السيطرة عليهم .
ناقلا هذه الشهادة من كتاب مهم للملياردير الأمريكي ( هنري فورد ) صاحب مصانع السيارات الشهيرة باسمه، الذي تعرض لمؤامرات يهودية كثيرة لزحزحته عن نشاطاته ونجاحاته المتوالية التي لم تسر وفق أهوائهم نظرا لتعصبه لبلده ( أمريكا ) التي يرى أن اليهود دخلاء عليها .
فما كان من فورد إلا أن كلف مجموعة من الباحثين الأمريكيين لدراسة تاريخ اليهود في بلده ومصادر قوتهم وأساليبهم وطريقة تفكيرهم ...الخ ليستفيد منها في تعريتهم وفضحهم أمام بني وطنه . فألفوا له كتابا مهما بعنوان ( اليهودي العالمي ) .
وقد جاءت في هذا الكتاب معلومات كثيرة مهمة عن اليهود ؛ أنتقي منها ما يخص أمر ( الليبرالية ) آملا من القارئ تأمل ما قاله الباحثون عنها ، ثم أتبع ذلك بنقل مؤيد من ( بروتوكولات حكماء صهيون ) ؛ لعل من أعجب بهذا النبت اليهودي يلفظه سريعا ويعود إلى مصدر عزته ونجاته : الإسلام .
يقول أصحاب الكتاب ( ص 160، 162، 169 ) ::
( استخدام الأفكار الهدامة لتمزيق المجتمع : الطريقة التي تعمل بها البروتوكولات لتحطيم المجتمع طريقة واضحة كل الوضوح، وكل من يرغب في الوصول إلى معنى التيارات الفكرية والتيارات الفكرية الأخرى المعارضة لها مما يخلق حالة الفوضى والهرج والمرج الموجودة في أيامنا الحاضرة، فمن الضروري له أن يفهم الطريقة التي تعمل بها البروتوكولات لتحطيم المجتمع والناس الذين يضطربون وتَفْتُرُ وتَضْعُفُ عزائمهم من جراء الأصوات المتعارضة والنظريات المتناقضة التي تبدو كل منها متسقة وواعدة. اليوم سيجدون مفتاحاً يفتح مغاليق أبواب الحيرة والتردد والبلبلة وضياع الأمل والخوف عندما يدركون أن إيجاد هذه الحالة المضطربة إنما هو هدف مقصود في حد ذاته، ولا ريب في أن وجود هذه الاعتبارات الخطيرة في حياة الناس اليوم يدل على ما حققته خطط البروتوكولات من نجاح.
إنها خطة تحتاج إلى وقت طويل، وتقول البروتوكولات إنها قد تطلبت بالفعل قروناً من الزمان، وأولئك الذين عكفوا على دراسة هذه المسألة قد استخلصوا نتيجة أن الخطة التي تتضمنها البروتوكولات كانت موجودة وكانت موضوعة موضع التنفيذ بواسطة أبناء الجنس اليهودي من القرن الأول الميلادي فصاعداً حتى اليوم.
لقد تطلب البرنامج اليهودي واستغرق بالفعل 1900 سنة لكي يصل اليهود بالدول الأوروبية إلى مرحلة التبعية والانقياد للمخططات اليهودية كما هو شأنها الآن في الوقت الحاضر – تبعية تامة في بعض الأقطار الأوروبية، وتبعية سياسية في بعضها الآخر، وتبعية اقتصادية فيها كلها- أما في أمريكا، فقد حقق البرنامج اليهودي النجاح نفسه وتطلب من الوقت خمسين سنة فقط!).
(إنه عن طريق مجموعة الأفكار التي تدور حول فكرة "الديمقراطية Democracy" حصل اليهود على "انتصارهم الأول" في مجال السيطرة اليهودية على "الرأي العام Their First Victory over Public Opinion" وتؤكد البروتوكولات أن "الفكرة" هي السلاح The Idea is the Weapon، ولكي تكون الفكرة سلاحاً ملائماً لليهود، فمن الضروري أن تكون هذه الفكرة فكرة ضارة فاسدة متعارضة ومتضاربة مع الأوضاع السليمة الطبيعية في حياة الناس، وهذا هو الشأن أيضاً مع النظريات المنطوية على أفكار متعددة في المجالات المختلفة من الحياة، ومثل هذه الأفكار والنظريات لا يمكن لها أن تكون عميقة الجذور وفعالة ومقبولة إلا إذا بدت لعقول الناس كأفكار ونظريات منطقية ومتسقة مع مطالب الجماهير، بل ومسرفة في التظاهر بأنها تحقق للجماهير أكبر قدر من مطالبهم وآمالهم في الحياة، وغالباً ما تكون الفكرة الصحيحة غير ملبية للمطالب والآمال الكبرى للناس، وتبدو الأفكار والنظريات السليمة في كثير من الأحيان أمام الناس أفكاراً ونظريات قاسية مخيبة للآمال، وتبدو كما لو كانت شرّاً على الرغم من أنها تتصف بأنها حقيقة من الحقائق الخالدة.
إن كل ما يترتب وينتج عن مثل هذه الأفكار والنظريات الحقيقية ليس هو الضرر أو الفوضى، ومثل هذه الأفكار والنظريات الحقيقية هي أول ما يهدف البرنامج اليهودي إلى تحطيمه والقضاء عليه، وجدير بنا أن نلاحظ أن الدعوة إلى التحرر والليبرالية يحتل مكان الصدارة في البرنامج اليهودي الذي تتحدث عنه البروتوكولات إذ نجد أنها تقول بالحرف الواحد: "لتحقيق السيطرة على الرأي العام من الضروري أولاً إرباكه". والحقيقة واحدة، ولا يمكن إرباكها، ولا يصح إلا الصحيح، ولا توجد حقائق غير صحيحة، وإن لم تكن الحقيقة حقيقة فهي الخطأ بعينه، ويستحيل أن يتصف شأن من الشئون بأنه حقيقة إذا كان خاطئاً، كيف سيربك اليهود الحقيقة، إنهم يعتمدون في ذلك على هذه "الليبرالية Liberalism" الزائفة ، ولكنها جذابة تستهوي الجماهير وتروق لهم رغم زيفها ، ولقد حقق اليهود لفكرة الليبرالية الذيوع والانتشار بسيطرتهم على دور النشر والإعلام وأجهزة النشر والإعلام على نطاق واسع في أمريكا بسرعة أكبر بكثير من سرعتهم في ذلك في البلاد الأوروبية، ومن الممكن القضاء على هذه الليبرالية الزائفة بسهولة؛ لأنها لا تمتُّ إلى الحقيقة بأي صلة من الصلات الحقيقية، إنها خطيئة كبرى، وللخطايا أكثر من ألف شكل وشكل، وأكثر من ألف صورة وصورة.
ولنأخذ أمة أو حزباً أو مدينة أو مؤسسة، ولنفترض أن سُمَّ الليبرالية Poison of Liberalism قد سرى في عروق أي من هذه المؤسسات ؛ سنجد أمامنا أن كلاً منها قد انقسم وتمزق إلى عدة أقسام، وعدد من الشيع لا ينقص عن اثنين، ويجوز أن يزيد على ذلك في كثير من الأحيان، وذلك عن طريق بث أفكار جديدة، وتقديم تعديلات للأفكار القديمة، وهذه الخطة السوقية الشريرة معروفة تمام المعرفة لدى القُوَىَ اليهودية التي تسيطر على أفكار الجماهير بصورة خفيَّة غير مكشوفة.
وقد عرف تيودور هرتزل – اليهودي الشهير الذي فاقت شهرته شهرة أي يهودي آخر، وكان برنامجه السياسي يسير في خط مواز مع برنامج البروتوكولات- هذه الحقيقة قبل سنوات كثيرة، وذلك عندما قال: إن الدولة الصهيونية ستتحقق قبل تحقيق الدولة الاشتراكية، والسبب في ذلك هو أنه كان يعرف ما سيواجه الأفكار الليبرالية –والشيوعية العالمية واحدة من الأفكار الليبرالية الكبرى- التي نشرها هو وأسلافه بين شعوب العالم الأوروبي من عقبات وصعوبات ناجمة عن تشعب الانقسامات التي تقف عقبة كأداء وتحول دون تحقيق مثل هذه الأفكار.
إن العملية اليهودية التي كان الأغيار ضحيتها، ولم يكن اليهود أبداً أبداً من ضحاياها تمضي إلى حيز التنفيذ بالضبط كما يلي: إيجاد مناخ من "سعة العقل An Ideal of Broad- mindedness" وهذا هو التعبير الذي نسمعه دائماً عندما يبادر أحد إلى معارضة البرنامج اليهودي العالمي، ولقد ألفنا أن نسمع دائماً من يقول: "...كنا نظنك أوسع أفقاً في تفكيرك من أن تعبر عن مثل هذه الأفكار" ولا شك في أن مثل هذه العبارة التي تقال كعبارة افتتاحية للكلام تشير بوضوح إلى "الحالة العقلية المضطربة" التي يريد اليهود أن يفرضوها على غير اليهود، وهي لا تعدو أن تكون دعوة فضفاضة إلى هجر أفكار قديمة، والقبول بأفكار جديدة من الضروري أن يتسع لها عقل من يوجه إليه الكلام بعد تشكيكه في سلامة الأفكار التي كان يعتقد أنها صحيحة.
إن مثل هذه التعبيرات عن تحرر العقول والدعوة إلى الحرية الفكرية لا معنى ولا حدود لها، وهي تعمل كالأفيون لتخدير وتبطيل العقول والضمائر عن العمل والفاعلية لكي تفتح الأبواب واسعة لمختلف المواقف والتصرفات تحت ستارها الخادع الزائف ) .
( وليس من الصعب أن نتبع أصول الأفكار اليهودية عن الليبرالية منذ بدايتها حتى نصل بها إلى آثارها الأخيرة في حياة غير اليهود، هنا على وجه التحديد سنجد أن الفوضى والتشويش على أفكار الناس Confusion هي الهدف. إن البلبلة الفكرية والحيرة Bewilderment هي السمة الغالبة على الأجواء العقلية للشعب اليوم إذ لا يعرف الناس الأفكار التي يصح أن يؤمنوا بها، ولا الأفكار التي لا يصح أن يؤمنوا بها، إن الناس يتلقون في وقت ما مجموعة من الأفكار ثم يتلقون بعد قليل مجموعة أخرى من الأفكار ويصل إلى الناس تفسير معين للأمور، ثم سرعان ما يتلقون تفسيراً آخر مخالفاً له ، والأزمة الفكرية أزمة حادة بالغة الحدة، وتوجد سوق رائجة للتفسيرات التي لا تفسر شيئاً، ولكنها تهدف إلى تكريس حالة الارتباك والفوضى الفكرية والتشويش على أذهان الناس.
وتبدو الحكومة أمام الناس عاجزة عن إزالة العراقيل وبث الطمأنينة في قلوب الناس، وعندما تشرع الحكومة في محاولة تقصي الحقائق لإزالة عقبة من العقبات أو حل مشكلة من المشكلات تجد الحكومة العراقيل التي وضعها اليهود في طريقها بمختلف الصور والوسائل وبطرق غامضة، وتفشل محاولات الحكومة في مواجهة المشاكل والعقبات رغم ما بذلت من جهود شاقة، وهذا الجانب المتصل بعرقلة عمل الحكومات واضح وضوحاً تاماً في نصوص البروتوكولات.
ونستطيع أيضاً أن نضيف إلى ذلك ما تتعرض له الميول الفطرية للناس نحو التدين The human tendency toward Religion من الهجمات الشرسة العنيفة وذلك لأن الدين Religion هو الشأن الوحيد والحصن الأخير الذي يستطيع أن ينقذ الناس من أن يكونوا فريسة سهلة للمكر والمؤامرات والعنف واللصوصية ).
قلت : وجاء في البروتوكول العاشر : ( ولما أدخلنا اسم الليبرالية على جهاز الدولة، تسممت الشرايين كلها، ويا له من مرض قاتل، فما علينا بعد ذلك إلا انتظار الحشرجة وسكرات الموت.
إن الليبرالية أنتجت الدولة الدستورية التي حلت محل الشيء الوحيد الذي كان يقي الغوييم السلطة المستبدة. والدستور، كما تعلمون جيداً، ما هو إلا مدرسة لتعليم فنون الانشقاق، والشغب، وسوء الفهم، والمنابذة، وتنازع الرأي بالرد والمخالفة، والمشاكسة الحزبية العقيمة، والتباهي بإظهار النـزوات. وبكلمة واحدة: مدرسة لإعداد العناصر التي تفتك بشخصية الدولة وتقتل نشاطها. ومنبر الثرثارين وهو ليس أقل من الصحف إفساداً في هذا الباب، راح ينعى على الحكام خمولهم وانحلال قواهم ، فجعلهم كمن لا يرجى منه خيرٌ أو نفع. وهذا السبب كان حقاً العامل الأول في القيام على كثيرين من الحكام فأُسقطوا من على كراسيهم. فأطل عهد الحكم الجمهوري، وتحقق، فجئنا نحن نبدل الحكم بمطية من قِبَلِنا ونجعله على رأس الحكومة وهو ما يعرف بالرئيس، نأتي به من عداد مطايانا أو عبيدنا، وهذا ما كان منه المادة الأساسية المتفجرة من الألغام التي وضعناها تحت مقاعد شعب الغوييم، بل على الأصح شعوب الغوييم ) .
كثيرة هي الأفكار والنظريات والمذاهب الهدامة التي صنعها اليهود على أعينهم ، وصاغوها ، ثم نشروها في العالم ، وأشغلوا الناس بها عن مصادر القوة الحقيقية . فمن ماركسية إلى داروينية إلى فرويدية إلى ماسونية ....الخ .
ومن تلك الأفكار والنظريات ما يسمى ( الليبرالية ) التي تعني " حرية الإعتقاد ، وحرية السلوك ، والتعددية ...الخ الزخارف " .
وقد فتن بعض بني قومنا بهذه الليبرالية كما فتنوا سابقا بأخواتها : الماركسية ، العلمانية ، الديمقراطية .... وليت الأمر اقتصر على ( حزب المنافقين ) الذين يتعلقون بكل قادم من الغرب يغنيهم – في زعمهم – عن الإسلام ! وشريعته المكبلة لأهوائهم وشهواتهم. ولكن المصيبة أن هذه الفكرة وغيرها قد تسللت إلى عقول بعض من يطلق عليهم ( الإسلاميون ) ! حتى رأينا من يتمدح بأنه ( ليبرالي إسلامي ) ! كما تمدح أقوام قبله ب ( اشتراكية الإسلام ) و ( ديمقراطية الإسلام ) ....الخ هذا ( الترقيع ) الذي ينم عن نفسية منهزمة أمام الآخر .
ويأسف المرء عندما يقابل هذه الإنهزامية بمواقف بعض عقلاء الغرب ممن لم تستخفهم هذه الأفكار ببريقها عن النظر في حقيقتها وعواقبها ومن يقف خلفها .
وقد أحببت في هذا المقال أن أنقل إليكم شهادة مجموعة من عقلائهم في حقيقة هذه ( الليبرالية ) الفاتنة ، وأنها مجرد نبت يهودي حاول أحفاد القردة والخنازير زرعه بكل جدارة في المجتمعات الغربية ؛ لأنه يحقق لهم أهدافا كثيرة ؛ يأتي في مقدمتها : بلبلة الأفكار وتشويشها ، وتغذية الصراعات والإنقسامات التي تمكنهم من إضعاف الآخرين ثم السيطرة عليهم .
ناقلا هذه الشهادة من كتاب مهم للملياردير الأمريكي ( هنري فورد ) صاحب مصانع السيارات الشهيرة باسمه، الذي تعرض لمؤامرات يهودية كثيرة لزحزحته عن نشاطاته ونجاحاته المتوالية التي لم تسر وفق أهوائهم نظرا لتعصبه لبلده ( أمريكا ) التي يرى أن اليهود دخلاء عليها .
فما كان من فورد إلا أن كلف مجموعة من الباحثين الأمريكيين لدراسة تاريخ اليهود في بلده ومصادر قوتهم وأساليبهم وطريقة تفكيرهم ...الخ ليستفيد منها في تعريتهم وفضحهم أمام بني وطنه . فألفوا له كتابا مهما بعنوان ( اليهودي العالمي ) .
وقد جاءت في هذا الكتاب معلومات كثيرة مهمة عن اليهود ؛ أنتقي منها ما يخص أمر ( الليبرالية ) آملا من القارئ تأمل ما قاله الباحثون عنها ، ثم أتبع ذلك بنقل مؤيد من ( بروتوكولات حكماء صهيون ) ؛ لعل من أعجب بهذا النبت اليهودي يلفظه سريعا ويعود إلى مصدر عزته ونجاته : الإسلام .
يقول أصحاب الكتاب ( ص 160، 162، 169 ) ::
( استخدام الأفكار الهدامة لتمزيق المجتمع : الطريقة التي تعمل بها البروتوكولات لتحطيم المجتمع طريقة واضحة كل الوضوح، وكل من يرغب في الوصول إلى معنى التيارات الفكرية والتيارات الفكرية الأخرى المعارضة لها مما يخلق حالة الفوضى والهرج والمرج الموجودة في أيامنا الحاضرة، فمن الضروري له أن يفهم الطريقة التي تعمل بها البروتوكولات لتحطيم المجتمع والناس الذين يضطربون وتَفْتُرُ وتَضْعُفُ عزائمهم من جراء الأصوات المتعارضة والنظريات المتناقضة التي تبدو كل منها متسقة وواعدة. اليوم سيجدون مفتاحاً يفتح مغاليق أبواب الحيرة والتردد والبلبلة وضياع الأمل والخوف عندما يدركون أن إيجاد هذه الحالة المضطربة إنما هو هدف مقصود في حد ذاته، ولا ريب في أن وجود هذه الاعتبارات الخطيرة في حياة الناس اليوم يدل على ما حققته خطط البروتوكولات من نجاح.
إنها خطة تحتاج إلى وقت طويل، وتقول البروتوكولات إنها قد تطلبت بالفعل قروناً من الزمان، وأولئك الذين عكفوا على دراسة هذه المسألة قد استخلصوا نتيجة أن الخطة التي تتضمنها البروتوكولات كانت موجودة وكانت موضوعة موضع التنفيذ بواسطة أبناء الجنس اليهودي من القرن الأول الميلادي فصاعداً حتى اليوم.
لقد تطلب البرنامج اليهودي واستغرق بالفعل 1900 سنة لكي يصل اليهود بالدول الأوروبية إلى مرحلة التبعية والانقياد للمخططات اليهودية كما هو شأنها الآن في الوقت الحاضر – تبعية تامة في بعض الأقطار الأوروبية، وتبعية سياسية في بعضها الآخر، وتبعية اقتصادية فيها كلها- أما في أمريكا، فقد حقق البرنامج اليهودي النجاح نفسه وتطلب من الوقت خمسين سنة فقط!).
(إنه عن طريق مجموعة الأفكار التي تدور حول فكرة "الديمقراطية Democracy" حصل اليهود على "انتصارهم الأول" في مجال السيطرة اليهودية على "الرأي العام Their First Victory over Public Opinion" وتؤكد البروتوكولات أن "الفكرة" هي السلاح The Idea is the Weapon، ولكي تكون الفكرة سلاحاً ملائماً لليهود، فمن الضروري أن تكون هذه الفكرة فكرة ضارة فاسدة متعارضة ومتضاربة مع الأوضاع السليمة الطبيعية في حياة الناس، وهذا هو الشأن أيضاً مع النظريات المنطوية على أفكار متعددة في المجالات المختلفة من الحياة، ومثل هذه الأفكار والنظريات لا يمكن لها أن تكون عميقة الجذور وفعالة ومقبولة إلا إذا بدت لعقول الناس كأفكار ونظريات منطقية ومتسقة مع مطالب الجماهير، بل ومسرفة في التظاهر بأنها تحقق للجماهير أكبر قدر من مطالبهم وآمالهم في الحياة، وغالباً ما تكون الفكرة الصحيحة غير ملبية للمطالب والآمال الكبرى للناس، وتبدو الأفكار والنظريات السليمة في كثير من الأحيان أمام الناس أفكاراً ونظريات قاسية مخيبة للآمال، وتبدو كما لو كانت شرّاً على الرغم من أنها تتصف بأنها حقيقة من الحقائق الخالدة.
إن كل ما يترتب وينتج عن مثل هذه الأفكار والنظريات الحقيقية ليس هو الضرر أو الفوضى، ومثل هذه الأفكار والنظريات الحقيقية هي أول ما يهدف البرنامج اليهودي إلى تحطيمه والقضاء عليه، وجدير بنا أن نلاحظ أن الدعوة إلى التحرر والليبرالية يحتل مكان الصدارة في البرنامج اليهودي الذي تتحدث عنه البروتوكولات إذ نجد أنها تقول بالحرف الواحد: "لتحقيق السيطرة على الرأي العام من الضروري أولاً إرباكه". والحقيقة واحدة، ولا يمكن إرباكها، ولا يصح إلا الصحيح، ولا توجد حقائق غير صحيحة، وإن لم تكن الحقيقة حقيقة فهي الخطأ بعينه، ويستحيل أن يتصف شأن من الشئون بأنه حقيقة إذا كان خاطئاً، كيف سيربك اليهود الحقيقة، إنهم يعتمدون في ذلك على هذه "الليبرالية Liberalism" الزائفة ، ولكنها جذابة تستهوي الجماهير وتروق لهم رغم زيفها ، ولقد حقق اليهود لفكرة الليبرالية الذيوع والانتشار بسيطرتهم على دور النشر والإعلام وأجهزة النشر والإعلام على نطاق واسع في أمريكا بسرعة أكبر بكثير من سرعتهم في ذلك في البلاد الأوروبية، ومن الممكن القضاء على هذه الليبرالية الزائفة بسهولة؛ لأنها لا تمتُّ إلى الحقيقة بأي صلة من الصلات الحقيقية، إنها خطيئة كبرى، وللخطايا أكثر من ألف شكل وشكل، وأكثر من ألف صورة وصورة.
ولنأخذ أمة أو حزباً أو مدينة أو مؤسسة، ولنفترض أن سُمَّ الليبرالية Poison of Liberalism قد سرى في عروق أي من هذه المؤسسات ؛ سنجد أمامنا أن كلاً منها قد انقسم وتمزق إلى عدة أقسام، وعدد من الشيع لا ينقص عن اثنين، ويجوز أن يزيد على ذلك في كثير من الأحيان، وذلك عن طريق بث أفكار جديدة، وتقديم تعديلات للأفكار القديمة، وهذه الخطة السوقية الشريرة معروفة تمام المعرفة لدى القُوَىَ اليهودية التي تسيطر على أفكار الجماهير بصورة خفيَّة غير مكشوفة.
وقد عرف تيودور هرتزل – اليهودي الشهير الذي فاقت شهرته شهرة أي يهودي آخر، وكان برنامجه السياسي يسير في خط مواز مع برنامج البروتوكولات- هذه الحقيقة قبل سنوات كثيرة، وذلك عندما قال: إن الدولة الصهيونية ستتحقق قبل تحقيق الدولة الاشتراكية، والسبب في ذلك هو أنه كان يعرف ما سيواجه الأفكار الليبرالية –والشيوعية العالمية واحدة من الأفكار الليبرالية الكبرى- التي نشرها هو وأسلافه بين شعوب العالم الأوروبي من عقبات وصعوبات ناجمة عن تشعب الانقسامات التي تقف عقبة كأداء وتحول دون تحقيق مثل هذه الأفكار.
إن العملية اليهودية التي كان الأغيار ضحيتها، ولم يكن اليهود أبداً أبداً من ضحاياها تمضي إلى حيز التنفيذ بالضبط كما يلي: إيجاد مناخ من "سعة العقل An Ideal of Broad- mindedness" وهذا هو التعبير الذي نسمعه دائماً عندما يبادر أحد إلى معارضة البرنامج اليهودي العالمي، ولقد ألفنا أن نسمع دائماً من يقول: "...كنا نظنك أوسع أفقاً في تفكيرك من أن تعبر عن مثل هذه الأفكار" ولا شك في أن مثل هذه العبارة التي تقال كعبارة افتتاحية للكلام تشير بوضوح إلى "الحالة العقلية المضطربة" التي يريد اليهود أن يفرضوها على غير اليهود، وهي لا تعدو أن تكون دعوة فضفاضة إلى هجر أفكار قديمة، والقبول بأفكار جديدة من الضروري أن يتسع لها عقل من يوجه إليه الكلام بعد تشكيكه في سلامة الأفكار التي كان يعتقد أنها صحيحة.
إن مثل هذه التعبيرات عن تحرر العقول والدعوة إلى الحرية الفكرية لا معنى ولا حدود لها، وهي تعمل كالأفيون لتخدير وتبطيل العقول والضمائر عن العمل والفاعلية لكي تفتح الأبواب واسعة لمختلف المواقف والتصرفات تحت ستارها الخادع الزائف ) .
( وليس من الصعب أن نتبع أصول الأفكار اليهودية عن الليبرالية منذ بدايتها حتى نصل بها إلى آثارها الأخيرة في حياة غير اليهود، هنا على وجه التحديد سنجد أن الفوضى والتشويش على أفكار الناس Confusion هي الهدف. إن البلبلة الفكرية والحيرة Bewilderment هي السمة الغالبة على الأجواء العقلية للشعب اليوم إذ لا يعرف الناس الأفكار التي يصح أن يؤمنوا بها، ولا الأفكار التي لا يصح أن يؤمنوا بها، إن الناس يتلقون في وقت ما مجموعة من الأفكار ثم يتلقون بعد قليل مجموعة أخرى من الأفكار ويصل إلى الناس تفسير معين للأمور، ثم سرعان ما يتلقون تفسيراً آخر مخالفاً له ، والأزمة الفكرية أزمة حادة بالغة الحدة، وتوجد سوق رائجة للتفسيرات التي لا تفسر شيئاً، ولكنها تهدف إلى تكريس حالة الارتباك والفوضى الفكرية والتشويش على أذهان الناس.
وتبدو الحكومة أمام الناس عاجزة عن إزالة العراقيل وبث الطمأنينة في قلوب الناس، وعندما تشرع الحكومة في محاولة تقصي الحقائق لإزالة عقبة من العقبات أو حل مشكلة من المشكلات تجد الحكومة العراقيل التي وضعها اليهود في طريقها بمختلف الصور والوسائل وبطرق غامضة، وتفشل محاولات الحكومة في مواجهة المشاكل والعقبات رغم ما بذلت من جهود شاقة، وهذا الجانب المتصل بعرقلة عمل الحكومات واضح وضوحاً تاماً في نصوص البروتوكولات.
ونستطيع أيضاً أن نضيف إلى ذلك ما تتعرض له الميول الفطرية للناس نحو التدين The human tendency toward Religion من الهجمات الشرسة العنيفة وذلك لأن الدين Religion هو الشأن الوحيد والحصن الأخير الذي يستطيع أن ينقذ الناس من أن يكونوا فريسة سهلة للمكر والمؤامرات والعنف واللصوصية ).
قلت : وجاء في البروتوكول العاشر : ( ولما أدخلنا اسم الليبرالية على جهاز الدولة، تسممت الشرايين كلها، ويا له من مرض قاتل، فما علينا بعد ذلك إلا انتظار الحشرجة وسكرات الموت.
إن الليبرالية أنتجت الدولة الدستورية التي حلت محل الشيء الوحيد الذي كان يقي الغوييم السلطة المستبدة. والدستور، كما تعلمون جيداً، ما هو إلا مدرسة لتعليم فنون الانشقاق، والشغب، وسوء الفهم، والمنابذة، وتنازع الرأي بالرد والمخالفة، والمشاكسة الحزبية العقيمة، والتباهي بإظهار النـزوات. وبكلمة واحدة: مدرسة لإعداد العناصر التي تفتك بشخصية الدولة وتقتل نشاطها. ومنبر الثرثارين وهو ليس أقل من الصحف إفساداً في هذا الباب، راح ينعى على الحكام خمولهم وانحلال قواهم ، فجعلهم كمن لا يرجى منه خيرٌ أو نفع. وهذا السبب كان حقاً العامل الأول في القيام على كثيرين من الحكام فأُسقطوا من على كراسيهم. فأطل عهد الحكم الجمهوري، وتحقق، فجئنا نحن نبدل الحكم بمطية من قِبَلِنا ونجعله على رأس الحكومة وهو ما يعرف بالرئيس، نأتي به من عداد مطايانا أو عبيدنا، وهذا ما كان منه المادة الأساسية المتفجرة من الألغام التي وضعناها تحت مقاعد شعب الغوييم، بل على الأصح شعوب الغوييم ) .