المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال (الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها...) ؟



SHAKER
05-12-2014, 11:17 PM
بداية الموضوع
قد يضن البعض منكم الان انني اريد ان اناقش الفكره الشاعئه وهي ان هذه هي شبهه
انا اعتقد انه اعجاز علمي و العجاز العلمي يكمن في الون الأحمر ولا اعلم حقيقه هل هناك احد قد اكتشفه او لا
(الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها
عمد ترونها وترجح ان هناك عمد لاكن لا نرها كما فهمت انا و اعتقد ان هناك تفسير يرجح كلامي
هل من الممكن ان تكون العمد هي الجاذبيه كما (اعلم انا ولا اعلم هي هو صحيح او خطاء) وهو ان الجاذبيه هي التي تجعل الكواكب لا تسقط على بعضها البعض ( اعرف ان مصطلحه تسقط هو غير صحيح لاكن قد يكون الأقرب وانه ليس الجاذبيه وحدها هي التي تجعل الكواكب لا تسقط لاكن هناك ايضا اسباب اخرى )

اعرف ان هناك من يحاجج لوضع مصطلح( رفع السماوات ) ويقول ليس هناك سماوات وهناك من يحاجج بكلمة (رفع)
والجواب هو انه عندما ننظر إلى الأعلى لن نقول هل تراء الكواكب ما اجملها ( لانك لا ترها ) بل نقول السماء وهو السائد وهذا لا يعني ان السماء شيء صلب وحده
كما هو القول في الفضاء وهو ان لا يعني ان الفضاء شيء صلب ووحيد اي شيء واحد اما فكرة الجمع (السماوات) اعتقد انه المقصد من الممكن ان يكون المجرات لااعلم هنا الحكمه اتمنى ان اجد بردود شيء اما كلمة (رفع) بختصار اعتقد انك لن تشاهد السماء تحت قدميك

اتمنى ان اجد جواب على السؤال الغير معروف وهو ؟
هل من الممكن ان يكون اعجاز علمي وماهي نسبة ان يكون اعجاز علمي ؟ ام هو اعجاز علمي لاكني لا اعرفه !

وايضا اتمنى ان لا اجد تركيز وردود على ان معرفي لا أدري ( انا لا اتلكم عن ما اعتقده من مذهب\ انا اتكلم في موضوع واتمنى ردود على ضوء الموضوع)

Northern Bird
05-13-2014, 04:12 AM
حقيقة لا أعلم بخصوص الجاذبية ، ولكن أحببت مشاركتك بما أعرفه

لو تبحث في القرآن والسنة ، لن تجد لفظة فضاء أبدا ، فلا يوجد بالكون فضاء ... بل نجد أن السماء :

(السماء بناءا)
(وجعلنا السماء سقفا محفوظا)
(رفع السماء بغير عمد ترونها)
(خلق السماوات بغير عمد ترونها)

بناء + أعمدة + سقف ... والعلم الحالي اكتشف أن الكون ليس فضاءا (فراغا) بل هناك مكونات تتكون من جزيئات بطبيعة الحال
كما البناء المنزلي يحتوي على طوب أو خشب ، وكذلك بنية الإنسان عبارة عن عظام وعضلات، والهواء عبارة عن غازات وأوكسجين ونيتروجين ... إلخ

Northern Bird
05-29-2014, 06:09 PM
موضوعك هذا أخي الفاضل جعلني أنتبه لأشياء كثيرة بخصوص العمد وأمور أخرى متعلقة بها ، فشكرا لك

هناك بعض من قالوا بأن العمد قد تكون الجاذبية لأنه علميا فالجاذبية توصف أنها كالأسياخ الحديدية التي تستخدم في البناء :

http://www.youtube.com/watch?v=pUhfAOVyD6U

وهذا آخر يطرح نفس الفكرة:
http://www.kaheel7.com/modules.php?name=News&file=article&sid=1191

وبهذا الموقع تجد فيديو تخيلي للجاذبية وكيف تبدو :
http://science.howstuffworks.com/environmental/earth/geophysics/question232.htm

زيد الجزائري الجزائر
05-29-2014, 08:49 PM
‏.‏
بقلم الدكتور‏:‏ زغلول النجار
وعلي الرغم من ذلك فان اكثر الناس غافلون عن كل هذه الحقائق‏,‏ ومضيعون اعمارهم في شقاق‏,‏ ونفاق‏,‏ وعناد‏,‏ من اجل الخروج علي منهج الله‏,‏ واتباع الشهوات المحرمه‏,‏ والمتع الخاطئه المدمره‏,‏ والاستعلاء الكاذب في الارض‏,‏ والولوغ في الظلم‏,‏ وافساد الحياه‏..!!!‏
واغلب المنكرين لدين الله الحق الذي جاء به خاتم الانبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم اجمعين‏)‏ ينطلقون من غفلتهم هذه لينكروا البعث‏,‏ والحساب‏,‏ والجنه‏,‏ والنار‏,‏ والخلود في حياه قادمه انطلاقا من كفرهم بالله الخالق‏,‏ وبملائكته‏,‏ وكتبه‏,‏ ورسله‏,‏ ولايجدون في رفع السماء بغير عمد يرونها ايه من الايات الماديه الملموسه التي نشهد له‏(‏ تعالي‏)‏ بطلاقه القدره‏,‏ وكمال الحكمه‏,‏ ودقه التدبير‏..!!!‏

وتستمر الايات القرانيه في نفس السوره باستعراض عدد غير قليل من ايات الله في الكون لعلها توقظ اصحاب العقول الغافله‏,‏ والضمائر الميته ان كانت لديهم بقيه من القدره علي التفكير السليم‏,‏ او التعقل الراجح‏.‏ فان اصروا علي كفرهم بالله‏,‏ وانكارهم لرسالته الخاتمه‏,‏ وماتضمنته من امور غيبيه‏,‏ وفي مقدمتها قضيه البعث‏,‏ فليس من جزاء لهم اقل من الخلود في النار‏,‏ والاغلال في اعناقهم‏,‏ امعانا في اذلالهم جزاء كفرهم وانكارهم لايات الله الخالق المقروءه في رسالته الخاتمه والمنظوره في كونه البديع‏..!!!‏
ورفع السماوات بغير عمد يراها الناس مع ضخامه ابعادها‏,‏ وتعاظم اجرامها عددا وحجما وكتله‏,‏ هو من اوضح الادله علي ان هذا الكون الشاسع الاتساع‏,‏ الدقيق البناء‏,‏ المحكم الحركه والمنضبط في كل امر من اموره لايمكن ان يكون نتاج المصادفه المحضه‏,‏ او ان يكون قد اوجد نفسه بنفسه‏,‏ بل لابد له من موجد عظيم له من صفات الكمال والجمال والجلال والقدره مايغاير صفات خلقه قاطبه‏:‏
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
‏[‏الشوري‏:11]‏

من اجل ذلك يوكد القران الكريم حقيقه رفع السماوات بغير عمد يراها الناس‏,‏ وابقاءها سقفا مرفوعا‏,‏ وحفظها من الوقوع علي الارض ومن الزوال الا باذن الله‏,‏ وذلك في عدد من ايات اخري من كتابه العزيز يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

‏[1]‏ خلق السماوات بغير عمد ترونها‏..‏
‏(‏لقمان‏:10)‏

‏[2]‏ وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن اياتها معرضون‏.‏
‏(‏الانبياء‏:32)‏

‏[3]‏ ويمسك السماء ان تقع علي الارض الا باذنه ان الله بالناس لرءوف رحيم
‏(‏الحج‏:65)‏

‏[4]‏ ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره‏.‏
‏(‏الروم‏:25)‏

‏[5]‏ ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا
‏(‏فاطر‏:41)‏

‏[6]‏ والسقف المرفوع
‏(‏الطور‏:5)‏

‏[7]‏ والسماء رفعها ووضع الميزان
‏(‏ الرحمن‏:7)‏

‏[8]‏ ءانتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها
‏(‏النازعات‏:28,27)‏

‏[9]‏ افلا ينظرون الي الابل كيف خلقت والي السماء كيف رفعت
‏(‏ الغاشيه‏:18,17)‏

‏[10]‏ والسماء ومابناها
‏(‏الشمس‏:5)‏

فكيف رفعت السماوات بغير عمد يراها الناس؟ وهل معني الايه الكريمه ان السماء لها عمد غير مرئيه ام ليس لها عمد علي الاطلاق؟ هذا ماسوف نفصله في السطور التاليه باذن الله‏(‏ تعالي‏)‏ وقبل الدخول في ذلك لابد لنا من شرح لفظ‏(‏ عمد‏)‏ في اللغه العربيه وفي القران الكريم‏.‏

لفظه‏(‏ العمد‏)‏ في اللغه العربيه
ثبات كواكب المجموعه الشمسيه بالتعادل بين قوه الجاذبيه والقوه الطارده المركزيه

يقال‏:(‏ عمد‏)‏ للشيء بمعني قصد له اي‏(‏ تعمده‏),‏ و‏(‏العمد‏)‏ و‏(‏التعمد‏)‏ هو قصد الشيء بالنيه وهو ضد كل من السهو والخطا‏,‏ و‏(‏العمد‏)‏ علي الشيء الاستناد اليه‏,‏ ويقال‏:(‏ عمد‏)‏ الشيء‏(‏ فانعمد‏)‏ اي اقامه‏(‏ بعماد‏)(‏ يعتمد‏)‏ عليه‏,‏ و‏(‏عمدت‏)‏ الشيء اذا اسندته‏,‏ و‏(‏عمدت‏)‏ الحائط مثله‏,‏ و‏(‏العمود‏)‏ ماتقام او تعتمد عليه الخيمه من خشب او نحوه ويعرف باسم‏(‏ عمود البيت‏),‏ وجمعه في القله‏(‏ اعمده‏),‏ وفي الكثره‏(‏ عمد‏)‏ بفتحتين و‏(‏عمد‏)‏ بضمتين‏,‏ و‏(‏عمود‏)‏ القوم و‏(‏عميدهم‏)‏ السيد الذي‏(‏ يعمده‏)‏ الناس‏,‏ و‏(‏العمده‏)‏ بالضم ما‏(‏ يعتمد‏)‏ عليه وجمعه‏(‏ عمد‏),‏ و‏(‏العماد‏)‏ بالكسر ما‏(‏ يعتمد‏)‏ او هو الابنيه الرفيعه‏(‏ تذكر وتونت‏)‏ والواحده‏(‏ عماده‏)‏ ويقال‏:(‏ اعتمد‏)‏ علي الشيء بمعني اتكا عليه‏,‏ و‏(‏اعتمد‏)‏ عليه في كذا اتكل عليه‏,‏ وفلان رفيع‏(‏ العماد‏)‏ اي هو رفيع عند الاعتماد عليه‏,‏ ويقال‏:‏ سطع‏(‏ عمود‏)‏ الصبح اي ابتدا طلوع نوره تشبيها‏(‏ للعمود‏)‏ والقلب‏(‏ العميد‏)‏ الذي يعمده الحزن‏,‏ والجسد‏(‏ العميد‏)‏ الذي يعمده السقم‏,‏ وقد‏(‏ عمد‏)‏ توجع من حزن او غضب او سقم‏,‏ و‏(‏عمد‏)‏ البعير توجع من عقر ظهره‏.‏

لفظه‏(‏ العمد‏)‏ في القران الكريم
وردت لفظه‏(‏ عمد‏)‏ في القران الكريم في ثلاثه مواضع علي النحو التالي‏:‏

‏[1]‏ الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها
‏(‏الرعد‏:2)‏

‏[2]‏ خلق السماوات بغير عمد ترونها‏..‏
‏(‏لقمان‏:10)‏

‏[3]‏ نار الله الموقده‏.‏ التي تطلع علي الافئده‏.‏ انها عليهم موصده‏.‏ في عمد ممده
‏(‏الهمزه‏:6‏ ‏9)‏

ووردت لفظه‏(‏ عماد‏)‏ في موضع واحد يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
الم تر كيف فعل ربك بعاد‏.‏ ارم ذات العماد‏.‏ التي لم يخلق مثلها في البلاد‏.‏
‏(‏الفجر‏:6‏ ‏8)‏

وجاء الفعل‏(‏ تعمد‏)‏ ومشتقاتها في كتاب الله الكريم في ثلاثه مواضع علي النحو التالي‏:‏
‏[1]‏ وليس عليكم جناح فيما اخطاتم به ولكن ماتعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما
‏(‏الاحزاب‏:5)‏

‏[2]‏ ومن يقتل مومنا متعمدا فجزاوه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما
‏(‏النساء‏:93)‏

‏[3]‏ ومن قتله منكم متعمدا‏..‏
‏(‏المائده‏:95)‏

اراء المفسرين
تعددت اراء المفسرين في شرح قوله‏(‏ تعالي‏):‏
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها‏..(‏ الرعد‏:2)‏
وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
خلق السماوات بغير عمد ترونها‏..‏
‏(‏لقمان‏:10)‏

فقال ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏):‏ السماء علي الارض مثل القبه‏,‏ يعني بلا عمد‏,‏ وهذا هو اللائق بالسياق‏,‏ والظاهر من قوله تعالي‏(‏ ويمسك السماء ان تقع علي الارض الا باذنه‏)‏ فعلي ذلك يكون قوله‏:(‏ ترونها‏)‏ تاكيدا لنفي ذلك‏,‏ اي هي مرفوعه بغير عمد كما ترونها‏,‏ وهذا هو الاكمل في القدره‏.‏
كذلك روي ابن كثير عن ابن عباس‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ وعن كل من مجاهد والحسن‏(‏ عليهما رضوان الله‏)‏ انهم قالوا‏:‏ لها عمد ولكن لاتري‏,‏ فتكون‏(‏ ترونها‏)‏ صفه‏(‏ عمد‏)‏ اي بغير عمد مرئيه‏(‏ ابو بعمد غير مرئيه‏),‏ واضاف ان هذا التاويل خلاف الظاهر المتبادر ولذلك ضعفه ابن كثير‏.‏

وذكر صاحبا تفسير الجلالين‏(‏ يرحمهما الله‏):‏ ان‏(‏ العمد‏)‏ جمع‏(‏ عماد‏)‏ وهو الاسطوانه‏[‏ اي ان العمد موجوده ولكنكم لاترونها‏],‏ وهو صادق ان لا عمد اصلا‏.‏
وفي تعليقه علي هذا التفسير ذكر كنعان‏(‏ امد الله في عمره‏):‏ قوله‏:‏ وهو صادق بان لاعمد لها اصلا هو اشاره الي الوجه الثاني علي القول بان‏(‏ ترونها‏)‏ صفه ل‏(‏ عمد‏),‏ والضمير عائد اليها والمعني‏:‏ رفعها خاليه عن عمد مرئيه‏,‏ وانتفاء العمد المرئيه يحتمل انتفاء الرويه فقط اي‏:‏ لها عمد ولكنها غير مرئيه‏,‏ ويحتمل انتفاء العمد والرويه جميعا اي‏:‏ لاعمد اصلا كما ذكر الجلال السيوطي‏(‏ يرحمه الله‏),‏ وفي قول اخر‏:(‏ ترونها‏)‏ مستانفه‏,‏ وضميرها يعود ل‏(‏ السماوات‏),‏ والمعني‏:‏ رفعها بلا عمد اصلا وانتم ترونها كذلك‏..‏

وذكر محمد عبده‏(‏ رحمه الله‏)‏ في تفسير قوله‏(‏ تعالي‏):‏ والسماء ومابناها مانصه‏:‏ السماء اسم لما علاك وارتفع فوق راسك وانت انما تتصور عند سماعك لفظ السماء هذا الكون الذي فوقك فيه الشمس والقمر وسائر الكواكب تجري في مجاريها‏,‏ وتتحرك في مداراتها‏,‏ هذا هو السماء‏.‏ وقد بناه الله اي رفعه وجعل كل كوكب من الكواكب منه بمنزله لبنه من بناء سقف او قبه او جدران تحيط بك‏,‏ وشد هذه الكواكب بعضها الي بعض برباط الجاذبيه العامه‏,‏ كما تربط اجزاء البناء الواحد بما يوضع بينها مما تتماسك به‏.‏
وقال صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏):‏ والسماوات ايا كان مدلولها‏,‏ وايا كان مايدركه الناس من لفظها في شتي العصور معروضه علي انظار‏,‏ هائله ولاشك حين يخلو الناس الي تاملها لحظه‏,‏ وهي هكذا لاتستند الي شيء‏,‏ مرفوعه‏(‏ بغير عمد‏)‏ مكشوفه‏(‏ ترونها‏)..‏ ما من احد يقدر علي رفعها بلا عمد او حتي بعمد الا الله‏..‏

وذكر الغمراوي‏(‏ يرحمه الله‏)‏ واعجب معي من اعجاز الاسلوب والمعني معا في قوله تعالي‏:(‏ بغير عمد ترونها‏)‏ في كل من خلق السماء ورفعها‏.‏ فلو قيل‏(‏ بغير عمد‏)‏ فحسب لكان ذلك نفيا مطلقا للعمد‏,‏ مرئيه وغير مرئيه‏,‏ والنفي المطلق يخالف الواقع الذي علم الله انه سيهدي اليه عباده بعد نحو الف وخمسين عاما من اختتام القران‏,‏ فكان من الاعجاز المزدوج ان يقيد الله نفي العمد في الخلق والرفع بقوله‏(‏ ترونها‏),‏ والضمير المنصوب في‏(‏ ترونها‏)‏ يرجع اولا الي اقرب مذكور وهو‏(‏ عمد‏)‏ فيكون المعني‏:‏ بغير عمد مرئيه‏,‏ اي بعمد من شانها وفطرتها الا تري‏,‏ والفعل المضارع في اللغه يشمل الحال والاستقبال او هو حال مستمر‏,‏ لان القران مخاطب به الناس في كل عصر‏.‏
واذا اعيد الضمير الي السماء كان المعني‏:‏ ان السماء ترونها مخلوقه مرفوعه بغير عمد‏,‏ وتكون العمد مايعهده الناس في ابنيه الارض‏,‏ ونفيها بهذا المعني عن السماء المرفوعه ايضا امر عجيب لايقدر عليه الا الله وكلا الوجهين مفهوم من التعبير القراني طبق اللغه‏,‏ وان كان الاولي في اللغه هو الوجه الاول الذي يحوي الاعجاز العلمي‏,‏ واذن فالوجهان كلاهما مرادان بالتعبير الكريم اذ لامانع من احدهما والزمخشري فهم المعنيين علي التخيير‏,‏ وان اعطي الاولويه للمعني المستفاد من جعل‏(‏ ترونها‏)‏ صفه للعمد‏,‏ اي بغير عمد مرئيه‏,‏ يعني ان عمدها لاتري‏,‏ وهي امساكها بقدرته‏.‏

اما الفخر الرازي فلم يرصد الا هذا المعني الثاني اذ يقول‏:‏ انه رفع السماء بغير عمد ترونها‏,‏ اي لاعمد في الحقيقه الا ان تلك العمد هي قدره الله تعالي وحفظه وتدبيره وابقاوه اياها في الحيز الحالي‏,‏ وانهم‏(‏ اي الناس‏)‏ لايرون ذلك التدبير ولايعرفون كيفيه ذلك الامساك‏.‏
واضاف الغمراوي‏(‏ يرحمه الله‏)‏ وقد عرف علماء الفلك الحديث كيفيه ذلك عن طريق تلك السنه الكونيه العجيبه المذهله‏:‏ سنه الجاذبيه العامه‏,‏ التي قامت وتقوم بها السماوات والارض بامر الله كما قال سبحانه‏:‏ ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره
‏(‏الروم‏:25)‏

وقد بقي من صور التعبير صوره‏,‏ وهي ان يقال‏:(‏ بعمد لاترونها‏)‏ بدلا من‏(‏ بغير عمد ترونها‏)‏ في الايتين الكريمتين‏,‏ وقد تجنبها القران لحكمه بالغه‏,‏ فلو انها جاءت فيه هكذا لاتجهت الافكار باديء ذي بدء الي اثبات عمد في السماء او للسماء‏,‏ كالتي يعرفونها فيما يعلون من بنيان‏,‏ ولاثبت العلم بطلان ذلك‏,‏ وان جاز علي اهل العصور قبل‏,‏ وجل وعز وجه الله ان يلم خطا مابكتابه من قريب او بعيد‏.‏
وذكر الصابوني‏(‏ امد الله في عمره‏)‏ في تفسير قوله تعالي‏:‏
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها
مانصه‏:‏ اي خلقها مرتفعه البناء‏,‏ قائمه بقدرته لاتستند علي شيء حال كونكم تشاهدونها وتنظرونها بغير دعائم‏,‏ وذلك دليل علي وجود الخالق المبدع الحكيم

العمد غير المرئيه في العلوم الكونيه
تشير الدراسات الكونيه الي وجود قوي مستتره‏,‏ في اللبنات الاوليه للماده وفي كل من الذرات والجزيئات وفي كافه اجرام السماء‏,‏ تحكم بناء الكون وتمسك باطرافه الي ان يشاء الله تعالي فيدمره ويعيد خلق غيره من جديد‏.‏
ومن القوي التي تعرف عليها العلماء في كل من الارض والسماء اربع صور‏,‏ يعتقد بانها اوجه متعدده لقوه عظمي واحده تسري في مختلف جنبات الكون لتربطه برباط وثيق والا لانفرط عقده وهذه القوي هي‏:‏

‏(1)‏ القوه النوويه الشديده
وهي القوه التي تقوم بربط الجزيئات الاوليه للماده في داخل نواه الذره برباط متين من مثل البروتونات‏,‏ والنيوترونات ولبناتهما الاوليه المسماه بالكواركات
‏(QUARKS)‏
بانواعها المختلفه واضدادها
‏((Anti-Quarks‏
كما تقوم بدمج والتحام نوي الذرات مع بعضها البعض في عمليات الاندماج النووي
‏(nuclearfusion)‏
التي تتم في داخل النجوم‏,‏ كما تتم في العديد من التجارب المختبريه‏,‏ وهي اشد انواع القوي الطبيعيه المعروفه لنا في الجزء المدرك من الكون ولذا تعرف باسم القوه الشديده ولكن هذه الشده البالغه في داخل نواه الذره تتضاءل عبر المسافات الاكبر ولذلك يكاد دورها يكون محصورا في داخل نوي الذرات‏,‏ وبين تلك النوي ومثيلاتها‏,‏ وهذه القوي تحمل علي جسيمات غير مرئيه تسمي باسم اللاحمه او جليون
‏(gluon)‏
لم تكتشف الا في اواخر السبعينيات من القرن العشرين‏,‏ وفكره القنبله النوويه قائمه علي اطلاق هذه القوه التي تربط بين لبنات نواه الذره‏,‏ وهذه القوه لازمه لبناء الكون لانها لو انعدمت لعاد الكون الي حالته الاولي لحظه الانفجار العظيم حين تحول الجرم الابتدائي الاولي الذي نشا عن انفجاره كل الكون الي سحابه من اللبنات الاوليه للماده التي لايربطها رابط‏,‏ ومن ثم لايمكنها بناء اي من اجرام السماء‏.‏

‏(2)‏ القوه النوويه الضعيفه‏:‏
وهي قوه ضعيفه وذات مدي ضعيف للغايه لا يتعدي حدود الذره وتساوي‏10‏ ‏13‏ من شده القوه النوويه الشديده‏,‏ وتقوم بتنظيم عمليه تفكك وتحلل بعض الجسيمات الاوليه للماده في داخل الذره كما يحدث في تحلل العناصر المشعه‏,‏ وعلي ذلك فهي تتحكم في عمليه فناء العناصر حيث ان لكل عنصر اجلا مسمي‏,‏ وتحمل هذه القوه علي جسيمات اما سالبه او عديمه الشحنه تسمي البوزونات
‏(bosons).‏

‏(3)‏ القوه الكهربائيه المغناطيسيه‏(‏ الكهرومغناطيسيه‏):‏
وهي القوه التي تربط الذرات بعضها ببعض في داخل جزيئات الماده مما يعطي للمواد المختلفه صفاتها الطبيعيه والكيميائيه‏,‏ ولولا هذه القوه لكان الكون مليئا بذرات العناصر فقط ولما كانت هناك جزيئات او مركبات‏,‏ ومن ثم ما كانت هناك حياه علي الاطلاق‏.‏
وهذه القوه هي التي تودي الي حدوث الاشعاع الكهرومغناطيسي علي هيئه فوتونات الضوء او مايعرف باسم الكم الضوئي‏.‏
‏(PhotonsorphotonQuantum)‏
وتنطلق الفوتونات بسرعه الضوء لتوثر في جميع الجسيمات التي تحمل شحنات كهربيه ومن ثم فهي توثر في جميع التفاعلات الكيميائيه وفي العديد من العمليات الفيزيائيه وتبلغ قوتها‏137/1‏ من القوه النوويه الشديده‏.‏

‏(4)‏ قوه الجاذبيه‏:‏
وهي علي المدي القصير تعتبر اضعف القوي المعروفه لنا‏,‏ وتساوي‏10‏ ‏39‏ من القوه النوويه الشديده‏,‏ ولكن علي المدي الطويل تصبح القوه العظمي في الكون‏,‏ نظرا لطبيعتها التراكميه فتمسك بكافه اجرام السماء‏,‏ وبمختلف تجمعاتها‏,‏ ولولا هذا الرباط الحاكم الذي اودعه الله‏(‏ تعالي‏)‏ في الارض وفي اجرام السماء ما كانت الارض ولا كانت السماء ولو زال هذا الرباط لانفرط عقد الكون وانهارت مكوناته‏.‏
ولايزال اهل العلم يبحثون عن موجات الجاذبيه المنتشره في ارجاء الكون كله‏,‏ منطلقه بسرعه الضوء دون ان تري‏,‏ ويفترض وجود هذه القوه علي هيئه جسيمات خاصه في داخل الذره لم تكتشف بعد يطلق عليها اسم الجسيم الجاذب او‏(‏ الجرافيتون‏)
(Graviton)‏
وعلي ذلك فان الجاذبيه هي اربطه الكون‏.‏

والجاذبيه مرتبطه بكتل الاجرام وبمواقعها بالنسبه لبعضها البعض‏,‏ فكلما تقاربت اجرام السماء‏,‏ وزادت كتلها‏,‏ زادت قوي الجذب بينها‏,‏ والعكس صحيح‏,‏ ولذلك يبدو اثر الجاذبيه اوضح مايكون بين اجرام السماء التي يمسك الاكبر فيها بالاصغر بواسطه قوي الجاذبيه‏,‏ ومع دوران الاجرام حول نفسها تنشا القوه الطارده‏(‏ النابذه‏)‏ المركزيه التي تدفع بالاجرام الصغيره بعيدا عن الاجرام الاكبر التي تجذبها حتي تتساوي القوتان المتضادتان‏:‏ قوه الجذب الي الداخل‏,‏ وقوه الطرد الي الخارج فتتحدد بذلك مدارات كافه اجرام السماء التي يسبح فيها كل جرم سماوي دون ادني تعارض او اصطدام‏.‏
هذه القوي الاربع هي الدعائم الخفيه التي يقوم عليها بناء السماوات والارض‏,‏ وقد ادركها العلماء من خلال اثارها الظاهره والخفيه في كل اشياء الكون المدركه‏.‏

توحيد القوي المعروفه في الكون المدرك
كما تم توحيد قوتي الكهرباء والمغناطيسيه في شكل قوه واحده هي القوه الكهرومغناطيسيه‏,‏ يحاول العلماء جمع تلك القوه مع القوه النوويه الضعيفه باسم القوه الكهربائيه الضعيفه
‏(TheElectroweakForce)‏
حيث لا يمكن فصل هاتين القوتين في درجات الحراره العليا التي بدا بها الكون‏,‏ كذلك يحاول العلماء جمع القوه الكهربائيه الضعيفه والقوه النوويه الشديده في قوه واحده وذلك في عدد من النظريات التي تعرف باسم نظريات المجال الواحد او النظريات الموحده الكبر
ي‏TheGrandUnifiedTheorie))‏
ثم جمع كل ذلك مع قوه الجاذبيه فيما يسمي باسم الجاذبيه العظمي
‏(Supergravity)‏
التي يعتقد العلماء بانها كانت القوه الوحيده السائده في درجات الحراره العليا عند بدء خلق الكون‏,‏ ثم تمايزت الي القوي الاربع المعروفه لنا اليوم‏,‏ والتي ينظر اليها علي انها اوجه اربعه لتلك القوه الكونيه الواحده التي تشهد لله الخالق بالوحدانيه المطلقه فوق جميع خلقه‏,‏ فالكون يبدو كنسيج شديد التلاحم والترابط‏,‏ ورباطه هذه القوه العظمي الواحده التي تنتشر في كافه ارجائه‏,‏ وفي جميع مكوناته واجزائه وجزيئاته‏,‏ وهذه القوه الواحده تظهر لنا في هيئه العديد من صور الطاقه‏,‏ والطاقه هي الوحده الاساسيه في الكون‏,‏ والماده مظهر من مظاهرها‏,‏ وهي من غير الطاقه لا وجود لها‏,‏ فالكون عباره عن الماده والطاقه ينتشران في كل من المكان والزمان بنسب وتركيزات متفاوته فينتج عنها ذلك النسيج المحكم المحبوك في كل جزئيه من جزئياته‏.‏

الجاذبيه العامه
من الثوابت العلميه ان الجاذبيه العامه هي سنه من سنن الله في الكون اودعها ربنا تبارك وتعالي كافه اجزاء الكون ليربط تلك الاجزاء بها‏,‏ وينص قانون هذه السنه الكونيه بان قوه التجاذب بين اي كتلتين في الوجود تتناسب تناسبا طرديا مع حاصل ضرب كتلتيهما‏,‏ وعكسيا مع مربع المسافه الفاصله بينهما‏,‏ ومعني ذلك ان قوه الجاذبيه تزداد بازدياد كل من الكتلتين المتجاذبتين‏,‏ وتنقص بنقصهما‏,‏ بينما تزداد هذه القوه بنقص المسافه الفاصله بين الكتلتين‏,‏ وتتناقص بتزايدها‏,‏ ولما كان لاغلب اجرام السماء كتل مذهله في ضخامتها فان الجاذبيه العامه هي الرباط الحقيقي لتلك الكتل علي الرغم من ضخامه المسافات الفاصله بينها‏,‏ وهذه القوه الخفيه‏(‏ غير المرئيه‏)‏ تمثل النسيج الحقيقي الذي يربط كافه اجزاء الكون كما هو الحال بين الارض والسماء وهي القوه الرافعه للسماوات باذن الله بغير عمد مرئيه‏.‏
وهي نفس القوه التي تحكم تكور الارض وتكور كافه اجرام السماء وتكور الكون كله‏,‏ كما تحكم عمليه تخلق النجوم بتكدس اجزاء من الدخان الكوني علي بعضها البعض‏,‏ بكتلات محسوبه بدقه فائقه‏,‏ وتخلق كافه اجرام السماء الاخري‏,‏ كما تحكم دوران الاجرام السماويه كل حول محوره‏,‏ وتحكم جريه في مداره‏,‏ بل في اكثر من مدار واحد له‏,‏ وهذه المدارات العديده لاتصطدم فيها اجرام السماء رغم تداخلاتها وتعارضاتها الكثيره‏,‏ ويبقي الجرم السماوي في مداره المحدد بتعادل دقيق بين كل من قوي الجذب الي الداخل بفعل الجاذبيه وبين قوي الطرد الي الخارج بفعل القوه الطارده‏(‏ النابذه‏)‏ المركزيه‏.‏

وقوه الجاذبيه العامه تعمل علي تحدب الكون اي تكوره وتجبر كافه صور الماده والطاقه علي التحرك في السماء في خطوط منحنيه‏(‏ العروج‏),‏ وتمسك بالاغلفه الغازيه والمائيه والحياتيه للارض‏,‏ وتحدد سرعه الافلات من سطحها‏,‏ وبتحديد تلك السرعه يمكن اطلاق كل من الصواريخ والاقمار الصناعيه‏.‏
والجاذبيه الكميه
‏(QuantumGravity)‏
تجمع كافه القوانين المتعلقه بالجاذبيه‏,‏ مع الاخذ في الحسبان جميع التاثيرات الكميه علي اعتبار ان احداثيات الكون تتبع نموذجا مشابها للاحداثيات الارضيه‏,‏ وان ابعاد الكون تتبع نموذجا مشابها للارض بابعادها الثلاثه بالاضافه الي كل من الزمان والمكان كبعد رابع‏.‏وعلي الرغم من كونها القوه السائده في الكون‏(‏ باذن الله‏)‏ فانها لاتزال سرا من اسرار الكون‏,‏ وكل النظريات التي وضعت من اجل تفسيرها قد وقفت دون ذلك لعجزها عن تفسير كيفيه نشاه هذه القوه‏,‏ وكيفيه عملها‏,‏ وان كانت هناك فروض تنادي بان جاذبيه الارض ناتجه عن دورانها حول محورها‏,‏ وان مجالها المغناطيسي ناتج عن دوران لب الارض السائل والذي يتكون اساسا من الحديد والنيكل المنصهرين حول لبها الصلب والذي له نفس التركيب الكيميائي تقريبا‏,‏ وكذلك الحال بالنسبه لبقيه اجرام السماء‏.‏

موجات الجاذبيه
منذ العقدين الاولين من القرن العشرين تنادي العلماء بوجود موجات للجاذبيه من الاشعاع التجاذبي تسري في كافه اجزاء الكون‏,‏ وذلك علي اساس انه بتحرك جسيمات مشحونه بالكهرباء مثل الاليكترونات والبروتونات الموجوده في ذرات العناصر والمركبات فان هذه الجسيمات تكون مصحوبه في حركتها باشعاعات من الموجات الكهرومغناطيسيه‏,‏ وقياسا علي ذلك فان الجسيمات غير المشحونه‏(‏ مثل النيوترونات‏)‏ تكون مصحوبه في حركتها بموجات الجاذبيه‏,‏ ويعكف علماء الفيزياء اليوم علي محاوله قياس تلك الامواج‏,‏ والبحث عن حاملها من جسيمات اوليه في بناء الماده يحتمل وجوده في داخل ذرات العناصر والمركبات‏,‏ واقترحوا له اسم الجاذب او الجرافيتون وتوقعوا انه يتحرك بسرعه الضوء‏,‏ وانطلاقا من ذلك تصوروا ان موجات الجاذبيه تسبح في الكون لتربط كافه اجزائه برباط وثيق من نواه الذره الي المجره العظمي وتجمعاتها الي كل الكون‏,‏ وان هذه الموجات التجاذبيه هي من السنن الاولي التي اودعها الله تعالي ماده الكون وكل المكان والزمان‏!!‏
وهنا تجب التفرقه بين قوه الجاذبيه
‏(TheGravitationalForce)‏
وموجات الجاذبيه
‏(TheGravitationalWaves),‏
فبينما الاولي تمثل قوه الجذب للماده الداخله في تركيب جسم ماحين تتبادل الجذب مع جسم اخر‏,‏ فان الثانيه هي اثر لقوه الجاذبيه‏,‏ وقد اشارت نظريه النسبيه العامه الي موجات الجاذبيه الكونيه علي انها رابط بين المكان والزمان علي هيئه موجات توثر في حقول الجاذبيه في الكون كما توثر علي الاجرام السماويه التي تقابلها وقد بذلت محاولات كثيره لاستكشاف موجات الجاذبيه القادمه الينا من خارج مجموعتنا الشمسيه ولكنها لم تكلل بعد بالنجاح‏.‏

والجاذبيه وموجاتها التي قامت بها السماوات والارض منذ بدء خلقهما‏,‏ ستكون سببا في هدم هذا البناء عندما ياذن الله‏(‏ تعالي‏)‏ بتوقف عمليه توسع الكون فتبدا الجاذبيه وموجاتها في العمل علي انكماش الكون واعاده جمع كافه مكوناته علي هيئه جرم واحد شبيه بالجرم الابتدائي الذي بدا به خلق الكون وسبحان القائل‏:‏
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين
‏(‏الانبياء‏:104)‏

نظريه الخيوط العظمي وتماسك الكون
في محاوله لجمع القوي الاربع المعروفه في الكون‏(‏ القوه النوويه الشديده والقوه النوويه الضعيفه‏,‏ والقوه الكهرومغناطيسيه‏,‏ وقوه الجاذبيه‏)‏ في صوره واحده للقوه اقترح علماء الفيزياء مايعرف باسم نظريه الخيوط العظمي
‏(TheTheoryOfSuperstrings)‏
والتي تفترض ان الوحدات البانيه للبنات الاوليه للماده من مثل الكواركات والفوتونات‏,‏ والاليكترونات وغيرها‏)‏ تتكون من خيوط طوليه في حدود‏10‏ ‏35‏ من المتر‏,‏ تلتف حول ذواتها علي هيئه الزنبرك المتناهي في ضاله الحجم‏,‏ فتبدو كما لو كانت نقاطا او جسيمات‏,‏ وهي ليست كذلك‏,‏ وتفيد النظريه في التغلب علي الصعوبات التي تواجهها الدراسات النظريه في التعامل مع مثل تلك الابعاد شديده التضاول حيث تتضح الحاجه الي فيزياء كميه غير موجوده حاليا‏,‏ ويمكن تمثيل حركه الجسيمات في هذه الحاله بموجات تتحرك بطول الخيط‏,‏ كذلك يمكن تمثيل انشطار تلك الجسيمات واندماجها مع بعضها البعض بانقسام تلك الخيوط والتحامها‏.‏
وتقترح النظريه وجود ماده خفيه
‏(ShadowMatter)‏
يمكنها ان تتعامل مع الماده العاديه عبر الجاذبيه لتجعل من كل شيء في الكون‏(‏ من نواه الذره الي المجره العظمي وتجمعاتها المختلفه الي كل السماء‏)‏ بناء شديد الاحكام‏,‏ قوي الترابط‏,‏ وقد تكون هذه الماده الخفيه هي مايسمي باسم الماده الداكنه
‏(DarkMatter)‏
والتي يمكن ان تعوض الكتل الناقصه في حسابات الجزء المدرك من الكون‏,‏ وقد تكون من القوي الرابطه له‏.‏

وتفسر النظريه جميع العلاقات المعروفه بين اللبنات الاوليه للماده‏,‏ وبين كافه القوي المعروفه في الجزء المدرك من الكون‏.‏
وتفترض النظريه ان اللبنات الاوليه للماده ماهي الا طرق مختلفه لتذبذب تلك الخيوط العظمي في كون ذي احد عشربعدا‏,‏ ومن ثم واذا كانت النظريه النسبيه قد تحدثت عن كون منحن‏,‏ منحنيه فيه الابعاد المكانيه الثلاثه‏(‏ الطول‏,‏ العرض‏,‏ والارتفاع‏)‏ في بعد رابع هو الزمن‏,‏ فان نظريه الخيوط العظمي تتعامل مع كون ذي احد عشر بعدا منها سبعه ابعاد مطويه علي هيئه لفائف الخيوط العظمي التي لم يتمكن العلماء بعد من ادراكها وسبحان القائل‏:‏ الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها

والله قد انزل هذه الحقيقه الكونيه علي خاتم انبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من قبل اربعه عشر قرنا‏,‏ ولا يمكن لعاقل ان ينسبها الي مصدر غير الله الخالق‏.‏