المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه ليس في إسلامنا ما نخجل منه !



ابن سلامة القادري
05-22-2014, 10:54 AM
من موقع الشيخ محمد بن الأمين الدمشقي -حفظه الله-

لك شك أن أشدَّ خطر يواجه الأمة الإسلاميّة هو بعدها عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم ، واستبدالهما بالقوانين الوضعيّة والمذاهب المنحرفة. وكلما كان المرء من السنة أبعد، كان من الشرك والبدعة أقرب. وسبب تفرق الأمة هو بعدها عن الإسلام، فإن الوحدة لا تكون إلا على الكتاب والسنة كما قال تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (103) سورة آل عمران. لكن لو نظرنا إلى أخطر الأفكار التي تهدد كيان الأمة الإسلامية، لوجدنا أخطرها وأكثرها ضرراً هو الفكر الغربي. نعم هناك أخطار أخرى كالفكر الشيعي مثلاً، لكنه محصور في مناطق معينة. وهناك الفكر الصوفي الذي يُقعد الأمة عن الجهاد، لكنه كذلك ليس واسع الانتشار في الغالب، وهو مدعوم من الاستعمار. فالخطر الحقيقي هو الغزو الفكري الصليبي للعالم الإسلامي. وهو المسؤول عن نشر الشهوات وزرع الخلاف. والعالم الصليبي في الحقيقة ليس أقوى من العالم الإسلامي ولا أكثر عدداً. لكن الذي يضعف المسلمين هو إعجابهم بحضارة الكفار الجاهلية وانهدام مفهوم الاستعلاء عندهم. وهذا كله ناتج عن الجهل بأهم جزء من عقيدة التوحيد: توحيد الحاكمية الذي منه مفهوم الولاء والبراء. وسنرى أن الكثير من الإشكاليات الفكرية التي يستصعب فهمها بعض المسلمين اليوم، وربما يخجلون بها أمام الغربيين، لم تكن مشكلة أبداً عند المتقدمين.

والإسلام يدعو المسلم لأن يفخر بدينه ويعتز به، بل يستعلي به على غير المسلمين. يقول الله تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (139) سورة آل عمران. والإيمان اعتقاد وقول وعمل، لا كما يعتقد بعض العوام أن الإيمان في القلب فقط! فمن كان مؤمناً، فهو خير من أحسن كافر. {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ؟! (35) مَا لَكُمْ؟ كَيْفَ تَحْكُمُونَ!} سورة القلم. يقول الكاتب النمساوي "محمد أسد" عن انحطاط المسلمين: «ليس لنا للنجاة من عار هذا الانحطاط الذي نحن فيه سوى مخرج واحد؛ علينا أن نُشعر أنفسنا بهذا العار، بجعله نصب أعيننا ليل نهار! وأن نَطعم مرارته... ويجب علينا أن ننفض عن أنفسنا روح الاعتذار الذي هو اسم آخر للانهزام العقلي فينا، وبدلاً من أن نُخضع الإسلام باستخذاء للمقاييس العقلية الغربية، يجب أن ننظر إلى الإسلام على أنه المقياس الذي نحكم به على العالم. أما الخطوة الثانية فهي أن نعمل بسنة نبينا على وعي وعزيمة... يجب على المسلم أن يعيش عالي الرأس، ويجب عليه أن يتحقّق أنه متميز، وأن يكون عظيم الفخر لأنه كذلك، وأن يعلن هذا التميز بشجاعة بدلاً من أن يعتذر عنه !».

فالذي يحاول أن يعتذر للإسلام، ويخجل من تعاليم إسلامية، هو شخص مهزوم فكرياً أمام الجاهلية. وهذا غير الذي يدافع عن الإسلام، ويوضح مفاهيم أخطأ الناس في فهمها، أو يتدرج في طرح الإسلام عليهم حسب عقولهم. وليس اللوم على هؤلاء، لكن اللوم على من يتمنى في قرارة نفسه أن الله لم ينزل حكم كذا وكذا. فهذا أضر الناس على الإسلام. وقد يؤدي خجله من بعض تعاليم الإسلام أن ينكر هذه التعاليم. فيزعم أن الجهاد دفاعي فقط، وأن تعدد الزوجات مكروه، وأن حرية الكفر مكفولة بالإسلام، وأمثال ذلك. وهذا إنما يكون عن قناعة، أو عن ظن بأن من مصلحة الإسلام تحديث الناس بهذا وإن كان خطأ. لكن الإسلام يوجب على المسلم أن يقول الحق، ويُبلّغ الدعوة كما هي، دون أن يكون مسؤولاً عن النتائج. قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ...} (29) سورة الكهف. وهذا نوح عليه السلام من أهل العزم من الرسل لبث في الدعوة قرابة ألف سنة، فما آمن معه إلا القليل جداً. فهل يُلام على ذلك؟ اللهم لا، فإن مسؤولية الرسل ومسؤولية المسلمين هي البلاغ فقط {وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} (17) سورة يــس، ولسنا مسؤولين عن النتائج.

يقول الشهيد سيد قطب في "في ظلال القرآن": «عن قتادة أن ناساً من كفار قريش قالوا للنبي r: "إن سرّك أن نتبعك، فاطرد فلانا وفلانا" ناسا من ضعفاء المسلمين. فقال الله تعالى {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ...} (52) سورة الأنعام. فرغم أن إسلام زعماء الكفر وقادته مما لا يختلف في كونه مصلحة عظيمة للدعوة، بل هو نصر وفتح كبير لها، ورغم أن مفسدة طرد وإبعاد هؤلاء النفر المستضعفين يظهر لأكثر العقول أنها أقل بكثير من مصلحة إسلام زعماء الكفر، إلا أن الله سبحانه وتعالى بـيّـن أن تلك المصلحة ملغاة، لا اعتبار لها، إذا جاءت من هذا الطريق. كما بين تعالى أن حفظ دين هؤلاء النفر المستضعفين: هو المصلحة الحقيقية».

ويقول في تفسيره لسورة الحج (4|2435): «إن كلمة "مصلحة الدعوة" يجب أن ترتفع من قاموس أصحاب الدعوات، لأنها مزلة، ومدخل للشيطان يأتيهم منه حين يعز عليهم أن يأتيهم من ناحية مصلحة الأشخاص! ولقد تتحول "مصلحة الدعوة" إلى صنم يتعبدون أصنامه وينسون معه منهج الدعوة الأصيل! إن على أصحاب الدعوة أن يستقيموا على نهجها ويتحروا هذا النهج، دون التفات إلى ما يعقبه هذا التحري من نتائج قد يلوح لهم أن فيها خطراً على الدعوة وأصحابها! فالخطر الوحيد الذي يجب أن يتقوه هو خطر الانحراف عن النهج لسبب من الأسباب، سواء كان هذا الانحراف كثيراً أو قليلاً. والله أعـــرف منهم بالمصلحة، وهم ليسوا بها مكلفين. إنما مكلفون بأمر واحد، أن لا ينحرفوا عن المنهج وأن لا يحيدوا عن الطريق».

ويقول في كتابه "معالم في الطريق": «وليس في إسلامنا ما نخجل منه، وما نضطر للدفاع عنه. وليس فيه ما نتدسّس به للناس تدسُّساً، أو ما نتلعثم في الجهر به على حقيقته.. إن الهزيمة الروحية أمام الغرب وأمام الشرق وأمام أوضاع الجاهلية هنا وهناك هي التي تجعل بعض الناس.. المسلمين.. يتلمس للإسلام موافقات جزئية من النظم البشرية، أو يتلمس من أعمال "الحضارة" الجاهلية ما يسند به أعمال الإسلام وقضاءه في بعض الأمور... إنه إذا كان هناك من يحتاج للدفاع والتبرير والاعتذار فليس هو الذي يقدم الإسلام للناس. وإنما هو ذاك الذي يحيا في هذه الجاهلية المهلهلة المليئة بالمتناقضات وبالنقائض والعيوب، ويريد أن يتلمس المبررات للجاهلية. وهؤلاء هم الذين يهاجمون الإسلام ويلجئون بعض محبيه الذين يجهلون حقيقته إلى الدفاع عنه، كـأنه متهم مضطر للدفاع عن نفسه في قفص الاتـهام!».

قال العلامة المعلمي في "الأنوار الكاشفة" (ص25): «إن أضرّ الناس على الإسلام والمسلمين هم "المحامون الاستسلاميون"، يطعن الأعداء في عقيدة من عقائد الإسلام، أو حكم من أحكامه، ونحو ذلك، فلا يكون عند أولئك المحامين من الإيمان واليقين والعلم الراسخ بالدين والاستحقاق لعون الله وتأييده ما يثبتهم على الحق ويهديهم إلى دفع الشبهة، فيلجئون إلى الاستسلام بـ"نظام": 1- ونظام المتقدمين: التحريف. 2- ونظام المتوسطين: زعم أن النصوص النقلية لا تفيد اليقين، والمطلوب في أصول الدين اليقين. فعزلوا كتاب الله، وسنة رسوله عن أصول الدين. 3- ونظام بعض العصريين: التشذيب». رحم الله العلامة المعلمي، ماذا لو عاش ليرى القرضاوي؟

يقول الشيخ المنجد: «ومن عجائب الأمور أننا أصبحنا في زمن نرى فيه أناساً من المسلمين، يستحون أن يذكروا آيات الجهاد وأحاديثه أمام أصدقائهم من الكفار! وتحمّر وجوههم خجلاً من ذكر أحكام الجزية والاسترقاق وقتل الأسرى... وودوا لو محوا تلك الآيات والأحاديث من القرآن والسنة حتى لا ينتقدهم العالم المتخلف في مبادئه، الذي يزعمون أنه متحضر! وإذا لم يستطيعوا محوها، عمدوا إلى تأويلها وتحريفها ولي أعناقها حتى توافق أهواء ساداتهم. -ولا أقول حتى توافق أهواءهم، فإنهم أضعف من أن تكون لهم أهواء، وأشد جهلاً- بل أهواء سادتهم ومعلميهم من المبشرين والمستعمرين أعداء الإسلام».

وقال د. محمد حسين في "الإسلام والحضارة الغربية" (ص47): «أما الوسيلة الأخرى التي اتخذها الاستعمار لإيجاد هذا التفاهم المفقود [بين المسلمين والمستعمرين] وعمل على تنفيذها فهي أبطأ ثماراً من الوسيلة الأولى [تربية العلمانيين]، ولكنها أبقى آثاراً، كما لاحظ اللورد لويد. وهي تتلخص في: تطوير الإسلام نفسه، وإعادة تفسيره؛ بحيث يبدو متفقاً مع الحضارة الغربية، أو قريباً منها، وغير متعارض معها على الأقل، بدل أن يبدو عدواً لها، أو معارضاً لقيمها وأساليبها».

الموقف المنصف للشيخ محمد الأمين من التوجهات الإسلامية المعاصرة :

من يسأل عمن منهجي، هذا موقفي من جميع الحركات الإسلامية اليوم:

- أحب في السلفية الجهادية جهادهم ضد أعداء الإسلام ودفاعهم عن دمائنا وأعراضنا، وأكره من بعضهم إساءة الأدب مع المخالف وتسرع بعضهم في التكفير وفي الدماء كما حصل في الجزائر والبغي على غير المؤيد مما ينفر الناس منهم كما حصل في العراق وغيرها
- أحب في السلفية العلمية اهتمامهم بالعلم خاصة علم الحديث والعقيدة الصحيحة، وأكره فيهم جفاء بعضهم والجفاف الروحي الذي يقسي القلب، وآسف على عدم مقدرتهم على العمل الجماعي
- أحب في التبليغ همتهم الكبيرة في دعوة العوام إلى الإسلام وجهودهم في تبليغ هذا الدين، وأكره تقصيرهم في باقي الأمور خاصة العقيدة
- أحب في الإخوان مقدرتهم على العمل الجماعي المنظم وخاصة المجال الاجتماعي كبناء المدارس والمنظمات الخيرية، وأكره استبدادهم داخل التنظيم وانتهازية كثير منهم في السياسة وتقصيرهم في العقيدة حتى تكون عادة أول ما يتنازلون عنها مقابل المنصب
- أحب في الصوفية اهتمامهم بالروحيات والرقائق والأذكار، وأكره فيهم البدع والشطحات والانحراف في العقيدة والكسل عن الجهاد والعمل
وأكره علماء السلطان كلهم والجامية والأحباش والشيعة والعلمانيين المتأسلمين ولا أحب شيئاً فيهم وأتقرب لله ببغضهم

مُناي من الدنيا علومٌ أبثها ... وأنشرها في كل بادٍ وحاضر
دعاءٌ إلى القرآنِ والسنن التي ... تناسى رجالٌ ذكرها في المحاضرِ
وألزمُ أطرافَ الثغور مجاهدًا ... إذا هيعة ثارت فأولُ نافرِ
لألقَى حمامي مقبلًا غير مدبر ... بسُمْرِ العوالي والدقاق البواتر
كفاحًا مع الكفارِ في حومةِ الوغى ... وأكرمُ موتٍ للفتى قتلُ كافرِ
فيا ربِّ لا تجعل حِمامي بغيرها ... ولا تجعلنِّي من قطينِ المقابرِ


موقع الشيخ حفظه الله (http://www.ibnamin.com/)

صفحته على الفيسبوك (https://www.facebook.com/IbnAmin)

Maro
05-22-2014, 11:09 AM
جزاك الله خيراً على النقل الموفّق أخى الحبيب "بن سلامة"...
كنت دائماً أقول أن أعظم آفة فى عصرنا هذا... هى الروح الإنهزامية المسيطرة على المجتمع المسلم فى سلوكيات أفراده وآراءهم.
وهى آفة أشد خطورة علينا من الطاعون !

ابن سلامة القادري
05-22-2014, 03:03 PM
جزاك الله خيراً على النقل الموفّق أخى الحبيب "بن سلامة"...
كنت دائماً أقول أن أعظم آفة فى عصرنا هذا... هى الروح الإنهزامية المسيطرة على المجتمع المسلم فى سلوكيات أفراده وآراءهم.
وهى آفة أشد خطورة علينا من الطاعون !

و جزاك ألف خير أخي الحبيب مارو .. كنت أعلم أن غيرتك أبعد من ذلك هههه :):
و بالفعل أكثرنا منهزمون فكريا .. و رغم ما قد نكتسبه من سعة العلم و الفهم قد نقدم تنازلات و نتساهل .. نسأل الله أن لا يكون تساهلنا على حساب الثوابت يوما .. و أن يغفر لنا و يرحم ضعفنا. و يهبنا قوة اليقين و الصبر على الحق.

ابن سلامة القادري
05-22-2014, 05:46 PM
موقع الشيخ رحمه الله (http://www.ibnamin.com/)
[/COLOR]

أرجو من الإشراف الكريم التعديل الآتي :

كنت سأكتب هنا حفظه الله فكتبت رحمه الله فالشيخ لا يزال على قيد الحياة .. و نسأل الله أن يرحمنا جميعا.

ابو جورج
05-22-2014, 07:29 PM
انا لا اكره الشيعة المسالمين ثم اين ذكر الاشاعرة والماتريدية واهل الاعتزال اليسوا مسلمين ؟ انا ابغض السلفية الجهادية كداعش وأتقرب لله ببغضهم

ابن سلامة القادري
05-22-2014, 07:55 PM
انا لا اكره الشيعة المسالمين ثم اين ذكر الاشاعرة والماتريدية واهل الاعتزال اليسوا مسلمين ؟ انا ابغض السلفية الجهادية كداعش وأتقرب لله ببغضهم


أخي الحبيب أبو جورج، لا داعي لمزيد من ضرب الأمثلة فالظاهر أن منهج أهل الحق ليس منوطا بالأشخاص بل بحقائق الأقوال و الأفعال و بالبث فيها على حدة على وجه التفصيل و هذا الحكم فيه على وجه الدقة لأهل العلم و ليس لعامة الناس .. و لم نُكلف أخي بإطلاق الأحكام هكذا على الناس جزافا .. و الكف و الإشتغال بعيوب النفس و بتعليمها و تهذيبها أولى .. كما أوردت لك سابقا رأي شيخ الإسلام بن تيمية الوسطي في أهل التصوف فخذ هذه قاعدة تطبقها إن شاء الله على كل الفرق الإسلامية .. فليس كل المخالفين غلاة و لا كل أهل السنة سابقين بالخيرات. فقط ما أوردناه و قبلنا الشيخ الجليل إشارات و الله أعلم بمن اهتدى.

Maro
05-22-2014, 08:04 PM
أستاذ "أبو جورج"...
كمسلم حديث العهد بالإسلام، لا يحبذ أن تهتم بالخلافات المذهبية والحزبية !
بل عليك بما يثبّت الإيمان فى قلبك من طلب للعلم الشرعى وقراءة القرآن ونحو ذلك...
وأظنها ليست المرة الأولى التى أوجّه لك فيها هذا النصح... فهل فعلت ؟